والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

هل يجب أن يكون الطفل مطيعًا دائمًا، أم من حقّه الاعتراض؟

يعتبر الكثيرون أنّ الطاعة تشكّل ركنًا أساسيًّا في التربية الجيّدة وتكوين السلوك السليم لدى الأطفال، إذ يتعلّمون منذ الصغر الاستماع إلى آبائهم وأمّهاتهم، واتّباع القواعد التي يضعها الكبار، وبالتالي احترام السلطة. وبشكل عامّ، تُعدّ الطاعة عنصرًا بالغ الأهمّيّة في المراحل المبكّرة من النموّ، إذ يعتمد الأطفال اعتمادًا كبيرًا على البالغين في التوجيه، ما يسهم في الحفاظ على السلامة والانضباط والنظام. وقد كان هذا التصوّر مقبولًا على نطاق واسع في معظم المجتمعات، لكن مع تزايد الاهتمام بالديمقراطيّة والذكاء العاطفيّ في التنشئة، بدأ يبرز سؤال جدير بالتأمّل: هل ينبغي أن يكون الأطفال مطيعين على الدوام، أم من حقّهم أن يعترضوا ويتساءلوا ويُعبّروا عن آرائهم المختلفة مع الكبار؟  ولكنّ الإجابة أعقد من مجرّد الاختيار بين نعم أو لا، فالتربية الحديثة تتطلّب إحداث توازن مدروس بين احترام استقلاليّة الطفل المتنامية، والحفاظ على الحدود والنظام وتوجيه البالغين. لذا، سنتعرّف في هذه المقالة إلى قيمة الطاعة، وأهمّيّة تعليم الأطفال التفكير النقديّ، بجانب كيفيّة تعزيز الحوار القائم على الاحترام بدلًا من الطاعة العمياء.    النظرة التقليديّة إلى الطاعة   لطالما اعتُبرت الطاعة علامة على نجاح تربية الطفل، عندما نرى أنّه ينفّذ كلّ ما يُقال له من دون معارضة أو تحدٍّ للسلطة، وبالتالي يُعتبر محترمًا وحَسَن الخُلق. ونرى أنّه في العديد من الثقافات لا تزال هذه النظرة راسخة الجذور، وتمثّل تجسيدًا لقيم احترام الكبير والانضباط والتسلسل داخل الأسرة.    أسباب تعليم الأطفال طاعة والديهم  هناك العديد من الأسباب الوجيهة لغرس الطاعة في نفوس الأطفال، مثل:  - الحفاظ على السلامة: يحتاج الأطفال إلى الاستماع إلى الكبار في مواقف قد يكون فيها تصرّفهم فاصلًا بين الحياة والموت، مثل عبور الشارع، أو اتّباع تعليمات الطوارئ في المدرسة، أو تجنّب الاختطاف.  - الأداء الاجتماعيّ: تُعدّ قدرة الطفل على إطاعة التوجيهات واحترام الشخصيّات التي تمثّل السلطة، أمرًا أساسيًّا للحفاظ على التعاون والانسجام داخل المجتمعات التي يغشاها الطفل، مثل الفصول الدراسيّة والنوادي والمجموعات الاجتماعيّة.  - بناء الشخصيّة: تُوفّر الطاعة للطفل إطارًا يستطيع بواسطته فهم الحدود والقواعد المقبولة في المجتمع، ما يساعد الأطفال في تعلّم ضبط النفس وتحمّل المسؤوليّة.  ولكن، في حين أنّ الطاعة قد تكون مفيدة، إلّا أنّ المشاكل تنشأ عندما تصبح التوقّع الوحيد، فلا تترك مجالًا للحوار، أو التعبير عن المشاعر، أو التفكير المستقلّ.    أخطار الطاعة العمياء  قد يبدو للبعض أنّ امتثال الأطفال من دون نقاش لكلّ ما يُقال لهم بمثابة طريق مختصر للحياة السلسة، والحفاظ على النظام والراحة، ولكنّه قد يؤدّي على المدى الطويل إلى عواقب غير مرغوبة، مثل:  الكبت وضعف الثقة  قد يواجه الأطفال الذين يُتوقّع منهم باستمرار فعل ما يُطلب إليهم، صعوبة في بناء ثقة في أفكارهم ومشاعرهم، وقد يبدؤون في الشكّ بغرائزهم، أو يعملون على كبت آرائهم خوفًا من التعرّض إلى العقاب أو الرفض.  ضعف مهارات اتّخاذ القرار  عندما لا يشجّع الآباء والأمّهات أطفالهم على ممارسة التفكير النقديّ أو تقييم المواقف، فقد يكبرون من دون تطوير المهارات اللازمة لاتّخاذ القرارات السليمة، وقد يستجيبون لضغوط أقرانهم، أو يمتنعون عن التعبير عن آرائهم في المواقف المختلفة، وذلك ببساطة لأنّهم لم يتعلّموا أنّ التساؤل والشك جزءان أساسيّان من التفكير السليم، بل ومن ضرورات الحياة أيضًا.   التعرّض إلى الإساءة  قد يصبح الأطفال الذين يتعلّمون طاعة جميع الشخصيّات التي تمثّل السلطة أكثر عرضة إلى الإساءة أو التلاعب من الآخرين. لهذا، يجب أن يتعلّموا كيف يقولون "لا"، وكيف يميّزون السلوك غير اللائق، ومن دون ذلك فقد لا يعرفون كيفيّة حماية أنفسهم.    تعليم حقّ الاعتراض باحترام  وهنا يكون السؤال: هل ينبغي أن نسمح للأطفال بالاعتراض؟ والجواب المختصر: نعم. ولكن يجب أيضًا أن نعلّمهم كيفيّة القيام بذلك بشكل بنّاء، فالطاعة والاحترام يختلفان بالتأكيد عن الصمت والخنوع، إذ يمكن للطفل أن يحافظ على الاحترام للكبار، مع التعبير عن اختلافه معهم.  خطوات تعليم الأطفال الاعتراض بشكل صحّيّ:  سنستعرض تاليًا خطوات تمكّن الوالدين من تشجيع أطفالهم على الاعتراض بشكل صحّيّ:  خلق مساحة آمنة للحوار   يحتاج الأطفال إلى إدراك أهمّيّة أفكارهم ومشاعرهم، لذا يجب أن نشجّعهم على مشاركة أفكارهم، حتّى لو اختلفت مع أفكارنا. فعلى سبيل المثال، إذا عبّر الطفل عن اعتراضه على أمر ما، فيمكن بدلًا من إسكاته أن نجري معه حوارًا، مثل أن نسأله: "ما الذي جعلك تشعر بهذه الطريقة؟"، أو "ما الحلّ المناسب في رأيك؟". بهذه الطريقة نستطيع تعليم الأطفال أنّ الاحترام أمر متبادل، وأنّهم قادرون على مواجهة السلطة في إطار معيّن، ولكن من دون إساءة.  تقديم القدوة في الاختلاف باحترام   تقول القاعدة إنّ الأطفال يتعلّمون كلّ شيء بالمراقبة، لذلك إذا عبّرت عن اختلافك مع الآخرين بهدوء واحترام أمامهم، فسيكتسبون هذه المهارة بسهولة. وبالتالي، تذكّر وأنت تتعامل مع الآخرين أنّك تقدّم لطفلك النموذج الذي يجب أن يحتذيه في التعبير عن آرائه من دون عنف أو ازدراء.   التفريق بين القواعد المرنة والقواعد غير القابلة للنقاش  عندما نتحدّث عن القواعد، يجب أن نتذكّر أنّها مختلفة؛ فهناك ما هو ضروريّ من بينها، مثل تلك المتعلّقة بالسلامة أو القيم العائليّة الأساسيّة، وهناك ما هو مُستحبّ، مثل الحفاظ على الروتين حتّى خلال الإجازة. لذا، قدّم للطفل خيارات قدر الإمكان. فمن القواعد غير القابلة للنقاش مثلًا: "يجب عليك ربط حزام الأمان عند ركوب السيارة"، ومن القواعد المرنة: "ذاكر دروس السنة القادمة خلال الإجازة". ويجب أن نتذكّر أنّ منح الأطفال شعورًا بقدرتهم على الاختيار وتمييز المطلوب منهم بأنفسهم، يُعلّمهم المسؤوليّة ويشجّعهم على التعاون.  تعليم الأطفال الجرأة وليس التحدّي  هناك فرق كبير بين طفل يسأل الكبير باحترام: "هل يمكنني شرح وجهة نظري من فضلك؟"، وبين طفل يصرخ فيه بوقاحة: "لن أفعل ما طلبته منّي". إذن، فتعليم الطفل كيف يكون جريئًا يتضمّن القدرة على التعبير عن احتياجاته، والرفض بأدب، وتقديم الحلول البديلة من وجهة نظره.  وجدت دراسة نُشرت في مجلة التربية الأخلاقيّة (2009)، للدكتورة نانسي آيزنبرغ - وهي خبيرة رائدة في تنمية الطفل - أنّ الأطفال الذين يُشجّعون على المشاركة في اتّخاذ القرار، ويُمنحون مساحة كافية للتعبير عن آرائهم، ينجحون في تطوير عقليّة تجمع بين الحفاظ على الأخلاق والتنظيم الذاتيّ، بشكل أقوى من أقرانهم الذين ينشؤون في بيئات منزليّة استبداديّة.  وأبرزت الدراسة أيضًا أنّ التربية السلطويّة - وهي نهج متوازن يجمع بين الدفء ووضع حدود حازمة - تؤدّي إلى تحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل، بما في ذلك ارتفاع تقدير الذات، وتحسّن الأداء الأكاديميّ، والقدرة على بناء علاقات صحّيّة.    إيجاد التوازن: الطاعة + الاستقلاليّة  ليس هدف التربية بالتأكيد أن نجعل الطفل يطيع الجميع بشكل دائم، ولا أن يتحدّى السلطة على الدوام. وبما أنّ خير الأمور الوسط، فالتربية تهدف إلى جعل الطفل يعرف متى يتبع القواعد، ومتى يشكّك فيها، وكيف يفعل الأمرين بكلّ احترام وذكاء وثقة بالنفس.  ولكن، كيف يمكن تحقيق هذا التوازن بشكل عمليّ؟  - استمع إلى طفلك أكثر ممّا تتكلّم.  - ضع حدودًا واضحة للطفل، ولكن اسمح له بمساحة للمرونة والمشاركة.  - امدح طفلك في كلّ المواقف المرغوبة، عندما يطيع القواعد، وعندما يتواصل باحترام حتّى مع الاختلاف.  - صحّح سلوك الطفل من دون كبت صوته.    ***  لا ينبغي أن تطغى الطاعة على مساحة الطفل للتعبير. يجب علينا تعليم الأطفال اتّباع القواعد واحترام السلطة، ولكن ليس على حساب أفكارهم أو ثقتهم بأنفسهم أو هويّاتهم الفرديّة. فالطاعة لها دورها في تنشئة أطفال مسؤولين وواعين اجتماعيًّا، وفي تشجيعهم على التفكير والتساؤل والدفاع عن أنفسهم عند الحاجة.  يساعد الآباء أطفالهم على النموّ ليصبحوا أفرادًا بالغين مفيدين للمجتمع، بتهيئة بيئة منزليّة تتعايش فيها الطاعة مع الاختلاف المحترم، ما يجعلهم يتمتّعون بالثقة في النفس، ويعرفون متى يتبعون الآخرين، ومتى يقودونهم، وكيف يتحدّثون بلطف وإقناع، وكيف يتّخذون مواقف حاسمة. هذا هو المستقبل الذي نتمنّاه جميعًا لأطفالنا.    المراجع   https://www.mondaymorningmomschildcare.com/post/the-most-effective-way-to-teach-kids-respectful-behavior-is-to-model-it-yourself  https://www.notconsumed.com/teaching-children-to-want-to-obey/  https://www.thechildrenstrust.org/news/parenting-our-children/teaching-kids-to-respect-authority-without-quashing-their-natural-curiosity/   

أفضل الأنشطة المنزليّة لتنمية مهارات الأطفال

يتعلّم الأطفال بشكل أفضل عن طريق اللعب والاستكشاف والتجارب العمليّة، والمنزل هو المكان المثاليّ لرعاية نموّهم. كلّ لحظة يقضونها في المساعدة في المهامّ المنزليّة، أو في اللعب المنزليّ بعيدًا عن الشاشات، تقدّم فرصة لتطوير مهارات الحياة الأساسيّة لديهم. إذ يمكن للأنشطة المناسبة تعزيز الإبداع وقدرات حلّ المشكلات والتواصل، وحتّى الذكاء العاطفيّ،  كلّ ذلك مع إبقاء الأطفال منخرطين ومستمتعين.  مع القليل من التخطيط، يمكن للوالدين تحويل اللحظات اليوميّة إلى تجارب تعليميّة قيّمة، تُعِدّ الأطفال للنجاح في المدرسة وخارجها. في هذا المقال، سنستكشف بعضًا من أفضل الأنشطة المنزليّة لدعم التطوّر المعرفيّ والحركيّ والاجتماعيّ والعاطفيّ لدى الأطفال، ما يجعل التعلّم جزءًا طبيعيًّا وممتعًا من حياتهم اليوميّة.    القراءة معًا – بناء اللغة والخيال  القراءة واحدة من أكثر الطرق فعّاليّة لتطوير المهارات المعرفيّة والمفردات والفهم لدى الطفل. وقد أظهرت الدراسات أنّ الأطفال الذين يقرؤون بانتظام يطوّرون مهارات القراءة والكتابة وقدرات التفكير النقديّ.  كيف تساعد القراءة في نموّ الطفل؟  - توسّع القراءة المفردات وتحسّن مهارات الاتّصال.  - تعزّز الخيال والإبداع.  - تشجّع على حبّ التعلّم.  كيف تمارس القراءة بفعّاليّة؟  - اقرأ الكتب المناسبة لعمر طفلك، من الكتب المصوّرة إلى كتب الفصول القصيرة.  - شجّع طفلك على توقّع ما سيحدث بعد ذلك في القصّة.  - اطرح أسئلة مفتوحة مثل: "ماذا ستفعل إذا كنت الشخصيّة في هذه القصّة؟"، لتعزيز التفكير النقديّ لدى طفلك.  - دع طفلك يعيد سرد القصّة بكلماته الخاصّة، لتحسين الذاكرة والفهم لديه.    الفنون والحرف اليدويّة – تشجيع الإبداع والمهارات الحركيّة الدقيقة  تسمح الأنشطة الإبداعيّة، مثل الرسم والتلوين والحرف اليدويّة مثل الخياطة على القماش، للأطفال بالتعبير عن أنفسهم، مع تحسين مهاراتهم الحركيّة الدقيقة، مثل التناسق بين حركات اليد والعين.  كيف تساعد الحرف اليدويّة في نموّ الطفل؟  - تعزّز الإبداع والتعبير عن الذات.  - تعزّز المهارات الحركيّة الدقيقة (مهمّة للكتابة والتحكّم في اليد).  - تبني الصبر والتركيز.  كيف يمارس طفلك الحرف اليدويّة بفعّاليّة؟  - وفّر موادّ مثل الورق والأقلام الملوّنة والدهانات والغراء والأشياء المُعاد تدويرها.  - شجّع طفلك على إنشاء قصصه الخاصّة عن طريق الرسم.  - شارك طفلك في الحرف اليدويّة ذات الطابع الخاصّ، مثل صنع بطاقات المعايدة، أو الدُّمى، أو مشاريع العلوم البسيطة التي يصنعها بنفسه.  - اعرض أعماله الفنّيّة في جميع أنحاء المنزل، لتعزيز ثقته بنفسه وتقديره لذاته.    الطبخ والخَبز – تعليم مهارات الحياة ومفاهيم الرياضيّات  يُعدّ الطبخ وسيلة رائعة لتعريف الأطفال بمهارات الحياة الأساسيّة، مثل التعاون والتعاطف والعطاء والإيثار. كما يحسّن فهمهم للرياضيّات والعلوم من ناحية أخرى.  كيف يساعد الطهو في تعليم الطفل مهارات الحياة؟  - يطوّر مهارات الرياضيّات الأساسيّة عن طريق قياس المكوّنات.  - يعلّم الصبر واتّباع التعليمات ومهارات حلّ المشكلات.  - يشجّع عادات الأكل الصحّيّة والوعي الغذائيّ.  - يعلّم الطفل بعض الأخلاقيّات.    كيف تجعل الطهو نشاطًا فعّالًا لطفلك؟  - ابدأ بوصفات بسيطة مثل البيتزا المصنوعة منزليًّا، أو السندويشات، أو سلطات الفاكهة.  - دع ​​طفلك يقيس المكوّنات بنفسه لممارسة حساب الأرقام والكسور.  - ناقش قوام الطعام وروائحه ومذاقه لتعزيز التطوّر الحسّيّ.  - كلّفه بمهامّ صغيرة، مثل التقليب أو السكب أو إعداد الطاولة، لتعزيز حسّ المسؤوليّة لديه.  - أخبره أنّ قضاء الوقت في إعداد الطعام لأهل المنزل نوع من العطاء والإيثار، وأنّها خصال حميدة.    ألعاب الألغاز وألعاب الطاولة – تعزيز المنطق والمهارات الاجتماعيّة  توفّر ألعاب الطاولة والألغاز طريقة ممتازة للأطفال لتطوير مهارات حلّ المشكلات، والتفكير المنطقيّ، والعمل الجماعيّ.  كيف تساعد الألعاب في نموّ الطفل؟  - تعزّز الألعاب والألغاز التفكير النقديّ والتخطيط الاستراتيجيّ.  - تحسّن الصبر والمثابرة.  - تعزّز المهارات الاجتماعيّة عن طريق تبادل الأدوار والتعاون.  كيف تجعل الألعاب نشاطًا فعّالًا لطفلك؟  - اختر الألغاز المناسبة لعمره، من الألغاز الخشبيّة البسيطة للصغار، إلى الألغاز المعقّدة للأطفال الأكبر سنًّا.  - شاركه ألعاب الطاولة، مثل الشطرنج أو السكرابل أو المونوبولي، لتطوير تفكيره الاستراتيجيّ.  - شجّع لديه مهارات حلّ المشكلات والتفكير التحليليّ، بطرح أسئلة مثل: "ما خطّتك للفوز بهذه اللعبة؟"    لعب الأدوار وتقمّصها - بناء الذكاء الاجتماعيّ والعاطفيّ  يسمح اللعب التظاهريّ أو تقمّص الأدوار للأطفال باستخدام خيالهم، وتطوير المهارات الاجتماعيّة والعاطفيّة الأساسيّة.  كيف يساعد تقمّص الأدوار في تنمية مهارات الطفل؟  - يحسّن مهارات التواصل ورواية القصص.  - يشجّع التعاطف والفهم السليم لردود الفعل العاطفيّة التي تصدر عنه وعن الآخرين من حوله.  - يساعد الأطفال في ممارسة سيناريوهات الحياة الواقعيّة في بيئة آمنة.  كيف تجعل من اللعب التظاهريّ نشاطًا فعّالًا لطفلك؟  - وفّر الأزياء والدعائم لألعاب لعب الأدوار، مثل التظاهر بأنّك طبيب أو مدرّس أو طاهٍ.  - استخدم الدُّمى أو الحيوانات المحشوّة لإنشاء ألعاب سرد القصص.  - مثّل المواقف الاجتماعيّة، مثل الطلب من المطعم أو زيارة الطبيب، لتحسين ثقة طفلك وسلوكيّاته، وتعليمه كيف يتعامل في مختلف المواقف اليوميّة، وماذا يتوقّع من الناس كذلك.    البستنة – تعليم المسؤوليّة والعلوم  تُعرّف البستنة الأطفال بالطبيعة والصبر والمسؤوليّة، مع تطوير فهمهم لكيفيّة نموّ الأشياء.  كيف تساعد البستنة في تنمية مهارات الطفل؟  - تُعلّم المسؤوليّة عن طريق رعاية النباتات والاهتمام بها.  - تُحسّن استيعاب المفاهيم العلميّة، مثل دورات حياة النبات والبناء الضوئيّ.  - تشجّع الوعي البيئيّ.  كيف تجعل البستنة نشاطًا فعّالًا لطفلك؟  - ابدأ بالنباتات سهلة النموّ، مثل الطماطم أو الأعشاب أو الزهور.  - علّم طفلك كيفيّة ريّ النباتات، ومراقبة نموّها، وإزالة الأعشاب الضارّة.  - ناقش دور ضوء الشمس والتربة والمياه في نموّ النباتات.    البناء باستخدام المكعّبات والليغو – تعزيز المهارات الهندسيّة والمكانيّة  تساعد أنشطة البناء باستخدام المكعّبات أو الليغو الأطفال في تطوير المهارات الإبداعيّة والابتكار والوعي المكانيّ.  كيف يساعد الليغو في تنمية مهارات الطفل؟  - يعزّز الإبداع والابتكار.  - يحسّن التنسيق بين اليد والعين.  - يشجّع الصبر والمثابرة.  - يحسّن المهارات التحليليّة بالتجربة والخطأ.  كيف تجعل الليغو وألعاب البناء نشاطًا فعّالًا لطفلك؟  - تحدَّ طفلك لبناء هيكل معيّن، مثل جسر أو منزل بشروط معيّنة.  - اطلب منه شرح خيارات التصميم الخاصّة به، لتطوير مهارات الاتّصال لديه.  - ادمج مفاهيم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيّات، عن طريق مناقشة التوازن والاستقرار.    ***  توفّر الأنشطة المنزليّة فرصًا رائعة للأطفال لتطوير مهاراتهم الحياتيّة الأساسيّة بطريقة ممتعة وجذّابة. سواء بالقراءة أو الطهو أو لعب الأدوار أو الاهتمام بالنباتات، فكلّ نشاط سيؤدّي دورًا في تشكيل نموّهم المعرفيّ والعاطفيّ والاجتماعيّ.  إذا قمت بدمج مجموعة متنوّعة من أنشطة بناء المهارات في الحياة اليوميّة، يمكنك إنشاء بيئة محفّزة تغذّي الإبداع ومهارة حلّ المشكلات والثقة لدى أطفالك؛ ما يُعدّهم للنجاح في العالم الحقيقيّ.  أفضل جزء في كلّ هذا، أنّ هذه الأنشطة تعمل أيضًا على تقوية الروابط الأسريّة؛ ما يجعل التعلّم تجربة ممتعة لكلّ من الوالدين والأطفال على حدّ سواء. لذا، في المرّة القادمة التي يقول فيها طفلك: "أنا أشعر بالملل"، سيكون لديك الكثير من الأنشطة المفيدة والمثرية لتقدّمها إليه!    المراجع   https://www.sitters.co.uk/blog/the-15-best-activities-for-children-to-help-them-learn-through-play.aspx  https://blog.brookespublishing.com/24-at-home-learning-activities-to-share-with-parents-of-young-children/  https://kids1st.org/educational-activities-for-kids-at-home/ 

أخطاء شائعة في تربية الأطفال وكيفيّة تجنّبها

تُعدّ تربية الأبناء واحدة من أكثر الرحلات متعةً في الحياة، ومن بين أكثرها تحدّيًا أيضًا. يسعى كلّ والدَين لتنشئة أطفال سعداء وناجحين ومسؤولين، ومع ذلك تبقى الأخطاء جزءًا لا مفرّ منه في هذا المسار. من الضروريّ أن نُدرك أنّه ليس هناك آباء وأمّهات مثاليّون، لكن ثمّة أخطاء شائعة قد تترك أثرًا سلبيًّا في النمو العاطفيّ والاجتماعيّ والإدراكيّ لدى الطفل. والخبر السارّ أنّه يمكن للوالدَين، بالتعرّف إلى هذه الأخطاء وتعلّم سبل تجنّبها، أن يوفّرا بيئة داعمة تُعزّز نموّ أطفالهم، وتمنحهم الثقة والمرونة في مواجهة الحياة. في هذا المقال، نستعرض أبرز هذه الأخطاء، ونقترح خطوات عمليّة لتجاوزها.    الإفراط في الحماية   إنّ رغبة الوالدَين في إبقاء فلذات أكبادهم سعداء وآمنين قد تدفعهم – بشكل غريزيّ – إلى التدخّل المستمرّ في حياتهم لتكون أسهل. وهذا ما يجعل الأمّ والأب أشبه بطائرة مروحيّة تحوم حول الأبناء طوال الوقت، وتتدخّل في شؤون حياتهم صعودًا وهبوطًا، ومن هنا جاء المصطلح الذي يُطلق على هذا النوع من الأهل: " الأهل الهليكوبتر".  الخطأ:  يتمتّع الكثير من الأهل بغريزة طبيعيّة لحماية أطفالهم من الأذى وخيبة الأمل والفشل. ومع ذلك، فالإفراط في الحماية يمكن أن يمنع الأطفال من تطوير الاستقلال ومهارات حلّ المشكلات والمرونة.  كيفيّة تجنّب ذلك:  - اسمح لطفلك بالمخاطرة بما يتناسب مع عمره، مثل السماح له بتجربة أنشطة جديدة، أو اتّخاذ القرارات، أو التعامل مع النزاعات بمفرده.  - شجّع لدى طفلك القدرة على حلّ المشكلات، بطرح أسئلة مثل: "ماذا تعتقد أنّه يجب عليك فعله في هذا الموقف؟" بدلًا من تقديم الحلول الفوريّة.  - دع طفلك يختبر الإخفاقات الصغيرة، مثل خسارة اللعبة أو ارتكاب خطأ في الواجبات المنزليّة، لمساعدته في التعلّم من التحدّيات وبناء المرونة.    الانضباط غير المتّسق أو المتقطّع  الخطأ:  يتعامل بعض الأهل بصرامة في أحد الأيّام، ثمّ يتساهلون في اليوم التالي، ما يؤدّي إلى إرباك الطفل بشأن القواعد والتوقّعات. وقد يمارس آخرون الانضباط بشكل غير متّسق بين الأشقّاء، ما يجعل أحد الأطفال يشعر بأنّه يُعامَل بشكل غير عادل.  كيفيّة تجنّب ذلك:  - ضع قواعد واضحة ومتّسقة تنطبق في جميع الأوقات، وعلى جميع الأطفال في الأسرة.  - اتّبع العواقب في كلّ مرّة، سواء كانت العواقب في فقدان الامتيازات، أو مناقشة حول السلوك.  - تجنّب التهديدات الفارغة مثل: "إذا لم تتوقّف، فلن آخذك إلى الحديقة مرّة أخرى". بدلًا من ذلك، استخدم عواقب واقعيّة مثل: "إذا لم تشارك، فسوف نأخذ استراحة من اللعب حتّى تصبح مستعدًّا".   تحميل الأطفال مسؤوليّة التوقّعات المبالغ فيها  الخطأ:  يضع الكثير من الأهل، من دون وعي منهم، ضغوطًا مفرطة على أطفالهم للتفوّق في الدراسة أو الرياضة أو الأنشطة اللامنهجيّة. وفي حين أنّ التوقّعات العالية أمر جيّد، إلّا أنّ الضغط الزائد قد يؤدّي إلى التوتّر والقلق والإرهاق.  كيفيّة تجنّب ذلك:  - ركّز على الجهد بدلًا من النتائج. امدح طفلك على العمل الجادّ، وليس فقط على الفوز أو الحصول على أعلى الدرجات.  - شجّع الأنشطة التي يستمتع بها طفلك، بدلًا من دفعه إلى أشياء لا يحبّها فقط لأنّك ترى أنّ عليه القيام بها.  - امنح طفلك وقت فراغ للعب غير المنظّم، لتحقيق التوازن بين التعلّم والاسترخاء.    عدم وضع الحدود  الخطأ:  يتجنّب بعض الأهل وضع حدود صارمة لأنّهم لا يريدون إزعاج طفلهم، أو أن ينظر إليهم على أنّهم "صارمون للغاية". ومع ذلك، ستتفاجأ أنّ الأطفال يفضّلون حياة منضبطة، ويحتاجون إلى إرشادات واضحة ليشعروا بالأمان.  كيفيّة تجنّب ذلك:  - ضع قواعد صارمة، ولكن عادلة، للسلوك ووقت الشاشة ووقت النوم والمسؤوليّات.  - استخدم الانضباط اللطيف، مثل العواقب المنطقيّة، بدلًا من العقوبات القاسية.  - علّم طفلك سبب وجود القواعد. فبدلًا من أن تقول: "لأنّني قلت ذلك"، اشرح له بالقول: "نحن نحدّ من وقت الشاشة، لأنّ إمضاء الوقت الكثير أمامها يمكن أن يؤثّر في نومك وصحّتك".    عدم الاستماع إلى طفلك  الخطأ:  غالبًا ما يتجاهل الآباء والأمّهات مشاعر أو آراء طفلهم من دون أن يدركوا ذلك. فقول "أنت بخير، توقّف عن البكاء"، أو "هذا ليس بالأمر الكبير"، يمكن أن يجعل الطفل يشعر أنّه ليس هناك من يسمعه، وبالتالي يشعر بالإحباط.   كيفيّة تجنّب ذلك:  - مارس الاستماع النشط بالحفاظ على التواصل البصريّ والإيماء والاستجابة بالتعاطف.  - اعترف بمشاعر طفلك، حتّى ولو لم توافق. بدلًا من أن تقول: "من السخافة أن تشعر بالخوف"، قل: "أتفهّم أنّ الظلام مخيف. ماذا يمكننا أن نفعل لنجعلك تشعر بالأمان؟".  - شجّع التواصل المفتوح، حتّى يشعر طفلك بالراحة في مشاركة أفكاره من دون خوف من الحكم.    مقارنة طفلك بالآخرين  الخطأ:  من الشائع أن يقارن الآباء والأمّهات أطفالهم بالإخوة أو الأصدقاء أو زملاء الدراسة، بقول أشياء مثل: "لماذا لا يمكنك أن تكون أكثر شبهًا بأخيك؟" أو "صديقك يقرأ بالفعل، فلماذا لا تقرأ أنت؟".هذه واحدة من أكثر السلوكيّات التي من شأنها أن تُفقد الطفل احترامه لذاته وثقته بنفسه.  كيفيّة تجنّب ذلك:  - أدرك أنّ كلّ طفل يتطوّر بوتيرته الخاصّة، ولديه نقاط قوّة فريدة.  - احتفل بإنجازات طفلك الفرديّة، بدلًا من مقارنتها بإنجازات الآخرين.  - ركّز على التقدّم بدلًا من الكمال. شجّع طفلك على التحسّن بناءً على أدائه السابق.    استخدام العقاب القاسي بدلًا من التأديب الإيجابيّ  الخطأ:  قد يؤدّي الصراخ أو الضرب أو استخدام العقوبات المفرطة إلى إيقاف السلوك السيّئ مؤقّتًا، ولكنّه قد يؤدّي إلى خلق مشاعر الخوف والاستياء، ومشاكل سلوكيّة طويلة الأمد.  كيفيّة تجنّب ذلك:  استخدم تقنيّات التأديب الإيجابيّة، مثل تحديد التوقّعات الواضحة، وتقديم الخيارات، واستخدام فترات الاستراحة للتفكير.  علّم طفلك العواقب بدلًا من العقاب. مثل أن تقول: "إذا نسيت القيام بواجبك المنزليّ، فسيتعيّن عليك تعويض الوقت لاحقًا"، بدلًا من معاقبته فقط.  كُن قدوة في التواصل الهادئ والمحترم، حتّى يتعلّم طفلك كيفيّة التعامل مع النزاعات بطريقة صحّيّة.    إهمال الآباء والأمّهات للرعاية الذاتيّة  الخطأ:  يركّز العديد من الآباء والأمّهات كثيرًا على أطفالهم، لدرجة أنّهم يهملون رفاهيّتهم الخاصّة. يمكن أن يؤدّي هذا إلى التوتّر والإرهاق، ما يؤثّر في جودة الأبوّة والأمومة والتربية.  كيفيّة تجنّب ذلك:  - ضع رعاية الذات ضمن أولويّاتك، بتخصيص وقت للاسترخاء والهوايات والنموّ الشخصيّ.  - اطلب المساعدة عند الحاجة إليها، سواء من شريك أو صديق أو من الأهل.  - تذكّر أنّ الاعتناء بنفسك يشكّل قدوة لطفلك حول كيفيّة الحفاظ على حياة متوازنة وصحّيّة.    عدم تشجيع الاستقلال  الخطأ:  قد يبدو القيام بكلّ شيء لطفلك وسيلة لإظهار الحبّ، لكنّه قد يمنعه من تطوير الاستقلال ومهارات الحياة.  كيفيّة تجنّب ذلك:  - اسمح لطفلك بأداء المهامّ المناسبة لعمره بمفرده، مثل ارتداء الملابس، أو التنظيف، أو اتّخاذ قرارات بسيطة.  - شجّع حلّ المشكلات بطرح السؤال مثل: "ماذا تعتقد أنّه يجب عليك فعله؟" بدلًا من تقديم حلول فوريّة.  - علّم طفلك المسؤوليّة بتكليفه بمهامّ صغيرة، ومساعدته في أن يشعر بالقدرة والثقة.    تجاهُل التطوّر العاطفيّ  الخطأ:  يركّز بعض الآباء فقط على الدراسة والانضباط، متجاهلين تنمية الذكاء العاطفيّ لدى أطفالهم. قد يواجه الأطفال الذين لا يتعلّمون كيفيّة إدارة مشاعرهم صعوبات في بناء العلاقات، والتعامل مع التوتّر، واتّخاذ القرارات أثناء مراحل نموّهم وتطوّرهم.  كيفيّة تجنّب ذلك:  - علّم طفلك كيف يحدّد مشاعره، ويعبّر عنها بطرق صحّيّة.  - استخدم التدريب العاطفيّ بقول: "أرى أنّك تشعر بالإحباط. دعنا نتحدّث عن ذلك".  - ساعده في تنمية التعاطف بمناقشة كيف يمكن أن يشعر الآخرون في مواقف مختلفة.    ***  تربية الأبناء تجربة تعليميّة تستمرّ مدى الحياة، والأخطاء جزء طبيعيّ من الرحلة. لكنّ المفتاح هو التعرّف إلى الأخطاء الشائعة، وإجراء تعديلات بسيطة تُحدث فرقًا في الطريقة التي نوجّه بها أطفالنا.  وتذكّر، لا يوجد أهل مثاليّون، وهذا أمر طبيعيّ. الأهمّ هو الاستمرار في التعلّم والتكيّف، وإظهار حبّك ودعمك وتقديرك لطفلك في كلّ الظروف.    المراجع    https://childrencentral.net/parenting-mistakes/  https://www.shichida.com.au/blog/5-common-parenting-mistakes/  https://trbeyah.com/r/%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84 

مشكلات الأطفال السلوكيّة: الأسباب وطرق العلاج

قد يُظهر جميع الأطفال سلوكيّاتٍ يمكن وصفها بالشقاوة أو التمرّد أو الاندفاع من وقتٍ إلى آخر، وهو أمرٌ طبيعيٌّ تمامًا. لكن عندما يزداد معدّل هذه السلوكيّات، أو عندما تتحوّل إلى نمطٍ ثابتٍ، فإنّ هذا يعني الدخول في مرحلة مشكلات الأطفال السلوكيّة. يعدّ اضطراب التحدّي المعارض (ODD)، واضطراب السلوك (CD)، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، من أكثر اضطرابات السلوك المشاغب شيوعًا. تشترك هذه الاضطرابات في بعض الأعراض، لذلك قد يكون التشخيص صعبًا، ويستغرق وقتًا طويلًا. كما قد يعاني الطفل اضطرابَين في الوقت نفسه. ويعدّ تحديد هذه المشكلات ومعالجتها في وقتٍ مبكّرٍ من أهمّ عوامل رفاهيّة الطفل على المدى الطويل، وتحسين نوعيّة حياة الأسرة.  في هذا المقال سنستعرض أسباب مشكلات الأطفال السلوكيّة، وأنواعها، وطرق علاجها.    أسباب مشكلات الأطفال السلوكيّة  غالبًا ما تحدث مشكلات الأطفال السلوكيّة نتيجة تفاعلٍ معقّدٍ بين عوامل بيولوجيّةٍ، ونفسيّةٍ، وبيئيّة. لذا يجب تحديد الأسباب الكامنة بدقّةٍ، لتوصيف طرق العلاج الناجحة. من هذه الأسباب:    العوامل البيولوجيّة  تعود العديد من المشكلات السلوكيّة إلى الوراثة وكيمياء الدماغ وبنيته، إذ قد يولد بعض الأطفال بسماتٍ وراثيّةٍ معيّنةٍ، أو حالاتٍ عصبيّةٍ، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو اضطراب طيف التوحّد، والتي تؤثّر في قدرتهم على التعامل مع المعلومات وإدارة مشاعرهم. كما يمكن أن تسهم اختلالات التوازن الكيميائيّ، مثل انخفاض مستويات السيروتونين، في اضطرابات المزاج التي قد تظهر في صورة مشكلاتٍ سلوكيّة.    البيئة الأسريّة  تؤثّر البيئة الأسريّة بشكلٍ كبيرٍ في سلوك الأطفال، فيمكن أن يؤدّي اضطراب العلاقة بين الوالدين، أو البيئة المنزليّة غير المستقرّة بشكلٍ عامٍّ، إلى شعور الطفل بالخوف والارتباك، والذي قد يتجلّى في شكل سلوكيّاتٍ ضارّة.    الصدمة أو خسارة شخص عزيز  يحمل الأطفال حساسيّةً شديدةً للأحداث المؤلمة، ويمكن أن يترك موت أحد الأحبّاء، أو انفصال الوالدين، أو التعرّض للتنمّر أو الإساءة، ندوبًا عاطفيّةً عميقةً لديهم. في الغالب تؤدّي الصدمة إلى تغييراتٍ سلوكيّةٍ، بسبب عدم قدرة الأطفال على التعامل بشكلٍ سليمٍ مع هذه التجارب. كما قد يعبّرون في بعض الحالات عن افتقارهم إلى المفردات العاطفيّة للتعبير عن مشاعرهم، في شكل سلوكيّاتٍ غير مستحبّة.    التأثيرات الاجتماعيّة وضغوط الأقران  يميل الأطفال إلى تقليد سلوكيّات أصدقائهم وزملائهم في المدرسة، وتصدر عنهم سلوكيّاتٌ سلبيّةٌ للتأقلم، أو الشعور بالقبول بين أقرانهم الذين يتصرّفون بهذه الطريقة. كما يمكن أن يسهم رفض الأقران، أو التعرّض إلى التنمّر، في حدوث مشكلات الأطفال السلوكيّة، إذ قد يلجؤون إلى التصرّف بعدوانيّةٍ، أو إلى العزلة، أو إلى القيام بأفعالٍ لجذب اهتمام الآخرين.     التحدّيات الأكاديميّة والتعليميّة  يمكن أن تؤدّي معاناة الطفل صعوباتٍ في التعلّم إلى الإحباط، ونقص احترام الذات. فعندما تتحوّل المدرسة إلى مصدرٍ للمشاعر السلبيّة لدى الأطفال، قد يجعلهم هذا يتصرّفون بوقاحةٍ، أو يحاولون التقوقع للتعامل مع مشاعر الفشل. أي إنّ المشكلات السلوكيّة قد تكون وسيلةً لإخفاء صعوبات التعلّم، والتي قد لا يفهمها الطفل تمامًا، أو لا يعرف كيف يعبّر عنها.     أنواع المشاكل السلوكيّة  تتضمّن مشكلات الأطفال السلوكيّة الشائعة ما يلي:  - اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط: تنتج عن هذا الاضطراب صعوبةٌ في التركيز لدى الأطفال. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أنّه اضطرابٌ يرتبط بسلوك الأطفال بشكلٍ مباشرٍ، فيكونون أكثر اندفاعًا من أقرانهم، وقد يتجاهلون ما يقوله الوالدان، أو يثورون أو يصابون بنوبة غضبٍ، أو يقومون بعكس ما يُطلب إليهم. لذا فإنّ أمورًا بسيطةً، مثل إنجاز الفروض المنزليّة، والذهاب إلى الفراش، وارتداء الملابس، وتناول الطعام، قد تكون محلّ شجارٍ.  - اضطراب التحدّي المعارض: من أكثر الاضطرابات انتشارًا لدى الأطفال تحت عمر 12 سنةً. يتضمّن هذا الاضطراب بعض السلوكيّات الدالّة عليه، مثل سرعة الانفعال، وتكرّر نوبات الغضب، والجدال الدائم مع البالغين، وخصوصًا البالغين الأكثر قربًا منهم، مثل الوالدين، ورفض الالتزام بأيّ قواعد، فيبدو الطفل كما لو أنّه يحاول عمدًا إزعاج الآخرين، أو استفزازهم.  - اضطراب السلوك: يعانيه الكثير من الأطفال، ويعدّ أكثر حدّةً من اضطراب التحدّي المعارض، وتتضمّن مؤشّراته الرفض المتكرّر لطاعة الوالدين والشخصيّات ذات السلطة، والسلوك العدوانيّ، والكذب، والسرقة، والميل إلى التدخين، وتعاطي المخدّرات في عمرٍ مبكّر.  -اضطرابات القلق: قد نخلط بين أعراض القلق والخجل لدى الأطفال، لكنّ المصابين منهم باضطراب القلق يتصرّفون بشكلٍ غير طبيعيٍّ، عندما يكونون في مواقف تثير قلقهم. فقد يثورون، أو يصابون بنوبة غضبٍ، في محاولةٍ للهروب من هذه المواقف، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء الجسديّ على الآخرين.  -اضطراب طيف التوحّد: غالبًا ما يعتمد الأطفال المصابون بالتوحّد على روتينٍ ثابتٍ يشعرهم بالراحة، وأيّ تغييرٍ غير متوقّعٍ يمكن أن يثيرهم، فهم يفتقرون إلى مهارات اللغة والتواصل للتعبير عن حاجاتهم. من الضروريّ أن نتذكّر أنّ بعض مشكلات الأطفال السلوكيّة، يمكن أن تنجم عن أسبابٍ طبّيّةٍ لم يتمّ التعرّف إليها، والتي قد تشمل الارتجاع المريئيّ، والإمساك، والحساسيّة، والتهابات الأذن، وحتّى الكسور. يتصرّف الأطفال عمومًا بشكلٍ سلبيٍّ عندما لا يشعرون أنّهم على ما يرام، وقد ينفجر الأطفال المصابون بالتوحّد لأنّهم يعانون الألم، ولا يعرفون كيف يعبّرون عنه أو يوقفونه.  يعدّ فهم الفئة التي تنتمي إليها المشكلة السلوكيّة أمرًا بالغ الأهمّيّة، لاختيار طريقة العلاج الصحيحة.     طرق علاج مشكلات الأطفال السلوكيّة  بالرغم من أنّ المشكلات السلوكيّة تبدو صعبةً، ومن العسير معالجتها، إلّا أنّ هناك العديد من طرق العلاج الفعّالة للتعامل معها، علمًا أنّه قد يكون علاجًا متعدّد الأوجه، ويتضمّن مزج أكثر من طريقةٍ من الطرق التالية:   التدخّلات غير الدوائيّة  - العلاج السلوكيّ المعرفيّ: أسلوبٌ مثبت الفعاليّة في علاج الأطفال الذين يعانون القلق، والاكتئاب، والمشكلات السلوكيّة المرتبطة بالمزاج، يركّز على تحديد أنماط التفكير السلبيّة التي تنتج سلوكيّاتٍ غير مرغوبةٍ، وتغييرها. كما أنّه يزوّد الأطفال بآليّات تأقلمٍ للتعامل بشكلٍ أفضل مع المواقف التي تثير لديهم ردّ فعلٍ سلبيّ.  - العلاج باللعب: يمكن أن يكون وسيلةً فعّالةً للتعبير عن المشاعر لدى الأطفال الأصغر سنًّا. فمن خلال اللعب، يتمّ توجيه الأطفال للتعامل مع مشاعرهم الداخليّة، وتعلّم معالجة تجاربهم المختلفة داخل بيئةٍ داعمة.  - العلاج السلوكيّ: أسلوبٌ مفيدٌ لعلاج اضطراباتٍ مثل فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطراب التحدّي المعارض، فهو يتضمّن إعداد روتينٍ منظّمٍ، وتوقّعاتٍ واضحةً، ومكافآتٍ لتدعيم السلوك الإيجابيّ. كما يساعد العلاج السلوكيّ في تطوير الانضباط الذاتيّ لدى الأطفال، وتعلّم الاستجابات المناسبة للمواقف المختلفة.  - العلاج الأسريّ: يركّز هذا العلاج على تحسين التواصل وحلّ المشكلات داخل الأسرة، أي إنّه يتعلّق بفهم أفراد الأسرة للتحدّيات التي يواجهها الطفل، وتعلّمهم طرقًا فعّالةً للاستجابة إليها، الأمر الذي يخلق بيئةً أكثر دعمًا، ويقلّل من احتماليّة الشجارات وسوء الفهم.    الأدوية  في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأدوية مكمّلةً للعلاج، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام مثبّطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائيّة، لعلاج اضطرابات المزاج. ولكن يجب التعامل بحذرٍ مع الأدوية، والحرص على استخدامها تحت إشراف طبيبٍ مختصّ. جديرٌ بالذكر أنّ الأدوية غالبًا ما تكون أكثر فعاليّةً عند دمجها مع أشكالٍ أخرى من العلاج.    تدريب الوالدين ودعمهما  للأهل دورٌ كبيرٌ في تصحيح سلوك أطفالهم السلبيّ، فهناك برامج متخصّصةٌ وقيّمةٌ للغاية، تركّز على الانضباط والتواصل وبناء العلاقات، مثل برنامج الأبوّة الإيجابيّة (Triple P)، والعلاج بالتفاعل بين الوالدين والطفل (PCIT)، وهي أساليب منظّمةٌ، تمكّن الأب والأمّ من استخدام تقنيّاتٍ فعّالةٍ للتعامل مع السلوكيّات غير المرغوبة، وتعزيز السلوكيّات الإيجابيّة.     تعديلات نمط الحياة  يمكن أن تُحدث بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة فرقًا ملحوظًا في سلوك الطفل، مثل تحسين الاستقرار العقليّ، وتقليل الانفعال ونوبات الغضب، ومنها اتّباع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ، وتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة، والحصول على قدرٍ كافٍ من النوم. كما يمكن أن يساعد تقليل تعرّض الطفل للشاشات الإلكترونيّة، وتعزيز الأنشطة الخارجيّة، في حرق الطاقة الزائدة، وإدارة التوتّر بشكلٍ أفضل.     بناء المهارات الاجتماعيّة  يعدّ التدريب على المهارات الاجتماعيّة فعّالًا في مساعدة الأطفال الذين يعانون صعوباتٍ في إقامة علاقاتٍ مع الأقران، إذ يعلّمهم مهارات التواصل الفعّال والتعاطف. يجب أن تنقل هذه المهارات إلى الأطفال ضمن أنشطةٍ جماعيّةٍ، في بيئةٍ منظّمةٍ، ما قد يخفّف من بعض المشكلات السلوكيّة، الناشئة عن ضعف الثقة بالنفس، أو ضغوط الأقران.    ***  يمكن القول إنّ المشاكل السلوكيّة لدى الأطفال قد تكون معقّدةً ومتعدّدة الأوجه، وتتطلّب نهجًا شاملًا للعلاج. لذا فإنّ فهم الأسباب الجذريّة، وتنفيذ العلاجات المستهدفة، والحفاظ على بيئةٍ أسريّةٍ داعمةٍ ومُحبّةٍ، والتواجد في بيئةٍ مدرسيّةٍ إيجابيّةٍ، سيمكّن الأهل من مساعدة أطفالهم في إدارة سلوكيّاتهم، والازدهار في حياتهم الشخصيّة والاجتماعيّة.  بالصبر والتعاطف والموارد المناسبة، يمكن للأطفال الذين يعانون مشاكل سلوكيّةٍ، أن يتعلّموا التغلّب على تحدّياتهم، وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.    المراجع   https://www.webmd.com/parenting/types-of-behavioral-problems-in-children  https://childmind.org/article/common-causes-of-behavior-problems-in-kids/  https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/healthyliving/behavioural-disorders-in-children   

خوف الأطفال من الامتحانات: أسبابه وحلوله

يُعدّ خوف الأطفال من الامتحانات من أكثر الظواهر شيوعًا في المدارس في جميع أنحاء العالم، فبينما تؤثِّر هذه المشكلة في أداء الطفل أكاديميًّا، تؤثِّر سلبيًّا في صحّته النفسيّة في معظم الأحيان. يقلق الطفل عندما يشعر بأنّ نجاحه في الحياة منوط بحصوله على درجات عالية، ويتفاقم هذا القلق لاحقًا ليؤثِّر في أدائه الأكاديميّ وغير الأكاديميّ. يمكنك تفادي تطوّر مشاعر الخوف المفرطة عند طفلك بتدارك هذه المشكلة مبكِرًا، وإيجاد حلول منطقيّة لها، بما يتناسب مع احتياجات طفلك العاطفيّة والنفسيّة.    ماذا يُسمَّى خوف الأطفال من الامتحانات؟  اصطُلِح علميًّا على تسمية الخوف من الامتحانات بـ"الرهاب من الامتحانات"، وهو الشعور بالخوف المفرط غير المبرَّر مع اقتراب موعد الامتحانات. يؤدّي هذا الخوف المفرط وغير العقلانيّ إلى زيادة مستويات القلق عند الطفل، ويزداد سوءًا عندما لا يُقدَّم للطفل التوجيه والمساعدة المناسبين في الوقت المناسب.    ما أسباب خوف الأطفال من الامتحانات؟ عند محاولتك حلّ مشكلة الخوف الذي يسيطر على طفلك أثناء فترة امتحاناته، عليك أن تعود خطوة إلى الوراء لتعرف سبب المشكلة. هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى خوف الأطفال من الامتحانات، أهمّها: - الضغط الاجتماعيّ يمكن أن يؤدِّي الضغط الاجتماعيّ وتوقّعات الأهل والمعلّمين العالية إلى زيادة خوف الطفل من الامتحانات. - الخوف من الفشل  يمكن أن يتسبّب الخوف من الفشل في زيادة القلق والتوتّر عند الأطفال، ولا سيّما إذا كانوا يعانون ضغوطات كبيرة لتحقيق النجاح في الحياة.  - عدم الاستعداد الجيّد  إذا لم يُوفَّر الدعم الكافي للأطفال، بما في ذلك الدعم الأكاديميّ والنفسيّ، فقد يصعب عليهم التحضير للامتحانات كما يجب. - عدم الشعور بالثقة بالنفس  يمكن أن يؤدّي القلق والتوتّر إلى تدنّي الشعور بالثقة بالنفس، ممّا يؤثِّر سلبًا في الأداء الأكاديميّ.   كيف تتعامل مع خوف طفلك من الامتحانات؟  باستراتيجيّات بسيطة، تستطيع دفع طفلك دفعًا إيجابيًّا نحو الشعور بالراحة تجاه الامتحانات، وتعزيز ثقته بنفسه، ومساعدته على الاسترخاء وتحسين أدائه في الامتحانات. إليك الطرق الصحيحة في التعامل مع خوف طفلك من الامتحانات: - اِخلق جوًّا إيجابيًّا في المنزل  يحتاج طفلك إلى الهدوء والشعور بالسلام الداخليّ، لجمع أفكاره والتركيز على دراسته. أغلق التلفاز، وأنهِ جميع أعمالك المنزليّة، واجلس معه لتدعمه في دراسة موضوعاته الدراسيّة.   - ساعده في إعداد خطط الدراسة  تساعد الخطط الدراسيّة على تقديم أهداف ملموسة لطفلك. لذلك، دع هذه الخطوة تترأّس قائمة استراتيجيّاتك في ما يتعلّق بمساعدة طفلك على تخطّي الشعور بالخوف من الامتحانات. تضمن بذلك الموازنة بين أوقات مرح طفلك وأوقات دراسته.   - حضّر لطفلك وجبات غذائيّة متوازنة   تأكّد من تناول طفلك وجبات الطعام في الوقت المحدّد، وحصوله على ما يكفي من الكربوهيدرات والبروتينات. امنعه من تناول وجبات تحتوي على الدهون والزيوت الضارّة، وقدّم له، بدلًا من ذلك، المكسّرات والفاكهة على فترات منتظمة. - اصطحبه في نزهات سريعة  قد لا تدرك مدى أهمّيّة الشمس والهواء النقيّ في تجديد نشاط طفلك، إلّا أنّهما أساسيّان في تحقيق توازن طفلك الذهنيّ، وتهيئته قبل قضاء الساعات القادمة في استقبال المعلومات. لذلك، تأكّد من أخذ طفلك في نزهة إلى الحديقة الأقرب إلى منزلك، أو إلى الشارع المقابل حتّى يحصل على جرعته اليوميّة من الهواء النقيّ أثناء فترة امتحاناته، من أجل تصفية عقله قبل بدء العمل الجاد.   - احرص على جعل طفلك ينام ساعات كافية   النوم الجيّد في الليل ضروريّ لصحّة عقل طفلك وجسده. لذلك، من المهمّ جدًّا أن تتأكّد من حصول طفلك على 8 ساعات من النوم كلّ ليلة، حتّى يتمكّن من الاستيقاظ نشطًا للدراسة في اليوم التالي. - ساعده على تحسين خطّ يده  يرتبط خطّ اليد بتحسين فرصة طفلك في تحقيق علامات جيّدة. يميل الطلّاب إلى تجاهل خطوطهم أثناء محاولتهم إنهاء كتابة إجاباتهم في الوقت المحدّد. - اهتم بجميع مواده الدراسيّة على حدّ سواء  خصِّص وقتًا محدّدًا لمراجعة كلّ مادة وموضوعاتها، مهما بلغت درجة صعوبتها أو سهولتها، إذ تضمن، بهذه الطريقة، فهم طفلك المواد التي يستصعبها، وتتأكّد من فهمه الموادّ التي لا يجد فيها صعوبة.    * * * لا يستوجب خوف الأطفال من الامتحانات قلقك، ولكنّه، حتمًا، يستوجب انتباهك. يمكن لخوف طفلك في الصغر أن يتطوّر في مراحل عمريّة متقدّمة من حياته. لذلك، تُعدّ تأدية دورك، أبًا أو أمًّا، أمرًا أساسيًّا في مساعدة طفلك على التغلّب على قلق ما قبل الامتحان، بتطبيق القواعد التربويّة التي ذكرناها، من توفير البيئة المريحة وغيرها، لزيادة احتماليّة تحقيق طفلك أداء أفضل في امتحاناته.     أقرأ أيضًا: الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://parenting.firstcry.com/articles/how-to-deal-with-exam-fear-in-kids/   https://bangalore.globalindianschool.org/blog-details/exam-phobia   https://www.careerindia.com/tips/tips-to-help-kids-overcome-fear-of-exams-013849.html  

تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ: أساليب تعزيز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ

يكتسب الأطفال الذين يحظون بتعزيز الشخصيّة والتطوير الذاتيّ العديد من العادات المميّزة التي تُعزِّز الثقة بالنفس، سواء أكان ذلك على المدى القصير في مرحلة الطفولة والمدرسة، أم على المدى البعيد في مرحلة الجامعة أو دخول سوق العمل.    أهمّيّة تعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال  يؤدّي تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ دورًا حاسمًا في تشكيل نجاحهم ورفاهيّتهم في المستقبل، حيث يكتسب الأطفال مجموعة من المهارات والسمات، بما في ذلك الثقة بالنفس، وقدرات التواصل، والذكاء العاطفيّ، والمرونة، وصفات القيادة.    فوائد تعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ - تحسين الثقة بالنفس والتعبير عن الذات.  - تعزيز مهارات الاتّصال والمهارات الشخصيّة.  - حلّ المشكلات بطريقة أفضل. - زيادة المرونة والقدرة على التكيّف.  - تعزيز القدرات القياديّة ومهارات العمل الجماعيّ.  - الصحّة النفسيّة.  - ​​تنمية التعاطف والشعور بالمحيطين.​​​    علامات تدنّي الثقة بالنفس عند الأطفال​  في ما يلي بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى انخفاض ثقة الأطفال بأنفسهم، مع الأخذ بعين الاعتبار استشارة المختصّين للحصول على تشخيص دقيق للطفل:​​  ​​​1. الحديث السلبيّ عن الذات​​  غالبًا ما تشيع بعض العبارات عند الأطفال ذوي الثقة المنخفضة بأنفسهم، مثل: "أنا غبيّ"، أو "لا يمكنني فعل أيّ شيء بالطريقة الصحيحة"، أو "لا أحد يحبّني".​​  ​​​2. تجنّب التحدّيات​​  قد يتجنّب الطفل الذي يعاني ثقة متدنّية بذاته، تجربة أشياء جديدة أو مواجهة التحدّيات، خوفًا من الفشل والإحراج.​​  ​​​3. الهرب بسهولة​​  عندما يواجهون صعوبات، يسارعون إلى الاستسلام والابتعاد، بدلًا من الاستمرار في مواجهة التحدّي.​​ ​​​4. الحساسيّة للنقد​​  يأخذ الأطفال الذين يعانون ثقة متدنّية بالذات، النقد البنّاء على محمل شخصيّ للغاية، ويجدون صعوبة في قبول التعليقات.​​  ​​​5. الانسحاب الاجتماعيّ قد ينسحبون من المواقف الاجتماعيّة ويجدون صعوبة في تكوين صداقات.​​  ​​​6. عدم وجود مبادرة​​  قد يكون التردّد في أخذ زمام المبادرة أو التطوّع من علامات تدنّي الثقة بالنفس، ويفضّل هؤلاء الأطفال البقاء في الخلفيّة.​​  ​​​7. الكمال​​  قد يضعون معايير عالية لأنفسهم، وينزعجون من الأخطاء الصغيرة.​​  ​​​8. إلقاء اللوم على الآخرين​​  عندما يفشل الأطفال ذوو الثقة المتدنّية بالنفس، يميلون إلى إلقاء اللوم على العوامل الخارجيّة، بدلًا من تحمّل المسؤوليّة.​​  ​​​9. انخفاض الأداء​​  قد ينخفض أداؤهم الأكاديميّ أو اللامنهجيّ مع تضاؤل ثقتهم بأنفسهم.   أفضل طرق تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتحفيزهم الشخصيّ لتعزيز شخصيّة الأطفال وتطويرهم الذاتيّ، يمكن للوالدين استخدام العديد من الاستراتيجيّات الفعّالة، حيث تركِّز هذه الاستراتيجيّات على تهيئة بيئة داعمة، وتشجيع الطفل على الاستقلال، والاحتفاء بالإنجازات. في ما يلي بعض أفضل الطرق لتحقيق ذلك:  1. تشجيع الطفل على اكتشاف الذات  يمكن تعليم الطفل كيفيّة اكتشاف ذاته بمشاركته الأحداث والأخطاء الشخصيّة، لجعله يشعر بالثقة وعدم اهتزازها عند تصرّفه تصرّفًا خاطئًا. وتساعدهم هذه العادة على فهم أنّ كلّ شخص يرتكب الأخطاء. كما يبني هذا التصرّف علاقة أبويّة قويّة.    2. الحفاظ على علاقة متوازنة وصحّيّة  الحفاظ على توازن العلاقة مع الطفل بين الجدّ والمُزاح، لتجنّب إرهاق الطفل والحفاظ على مستوى ثقة صحّيّ بينه ووالديه. قد يؤدِّي دفع الأطفال بقوّة نحو أمرٍ ما إلى انخفاض ثقتهم بأنفسهم.    3. التحدّث عن اهتمامات الطفل  تحدّث إلى طفلك عن اهتماماته الحقيقيّة قبل تسجيله في الأنشطة. هذا يسمح له بالسيطرة على جدوله الزمنيّ، والقيام بما يحلو له حقًا؛ ممّا يعزِّز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ.    4. الانتباه إلى مكان التواصل مع الطفل  يمكن أن يؤدّي توبيخ الأطفال في الأماكن العامّة إلى شعورهم بالعار. بدلًا من ذلك، يُنصح الوالدون بمعالجة القضايا مع أطفالهم معالجة شخصيّة، وفي مكان خاصّ.   5. تعويد الطفل على أخذ زمام المبادرة  دع طفلك يأخذ زمام المبادرة في القرارات والمهمّات الصغيرة، حيث يعزِّز ذلك الاستقلاليّة والثقة بالنفس منذ سنّ مبكرة.    6. تفهّم الأخطاء والتعلّم منها  من أساليب تعزيز الثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ تفهّم الأخطاء وجعل الأطفال يتعلّمون منها. يساعدهم ذلك على تطوير إيجاد الحلول والثقة بقدراتهم.    7. الاحتفاء بالجهود والنجاح  الاعتراف بجهود الطفل ونجاحاته والاحتفاء بها يغرس الثقة بالنفس واحترام الذات العالي، ويمنح الطفل الحافز لمتابعة الأهداف.    8. التعامل مع الأخطاء على أنّها فرص للنموّ  اعتبار الأخطاء فرصًا للنموّ والتعلّم يساعد الأطفال على النموّ والتطوّر، ويجعلهم يثقون أكثر بقدراتهم.   9. توفير الفرص للقيادة والمسؤوليّة  يُنصح الوالدان بمنح الأطفال فرصًا لتولّي الأدوار والمسؤوليّات القياديّة، حيث يساعدهم ذلك على تطوير مهارات صنع القرار وحلّ المشكلات والتواصل؛ ممّا يعزِّز ثقتهم بأنفسهم.    10. دعم احترام الذات والتفاؤل  يساعد الوالدان الأطفال على تطوير صورة ذاتيّة إيجابيّة عن أنفسهم، بالتركيز على نقاط قوّتهم وإنجازاتهم، بالإضافة إلى تشجيعهم على الإيمان بقدراتهم والاحتفال بنجاحاتهم.    11. تشجيع الاستقلال والاعتماد على الذات  منح الأطفال فرصة اتّخاذ القرارات وتحمّل مسؤوليّة أفعالهم يعزِّز الشعور بالتمكين والاستقلاليّة.    * * * أخيرًا، يجب على الوالدين الانتباه إلى أنماط مستمرّة من السلوكات المذكورة أعلاه، حيث يظهِر جميع الأطفال بعض هذه العلامات من حين إلى آخر. وقد يشير العرض المتّسق طويل الأمد إلى مشكلة أعمق تتعلّق بالثقة بالنفس والتحفيز الشخصيّ، والتي تجب معالجتها باستشارة المختصّين.    المراجع  https://sydneyinstitute.edu.au/importance-of-personal-development-in-students-life/  https://www.podareducation.org/blog-5-tips-for-parents-to-boost-their-kids-self-confidence  https://beyou.edu.au/fact-sheets/social-and-emotional-learning/building-confidence-in-children  https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/gradeschool/Pages/Signs-of-Low-Self-Esteem.aspx  https://www.greatschools.org/gk/articles/low-self-esteem-in-children/ 

ما بدائل الهاتف للأطفال؟

يواجه الأهل مشكلة إدمان أطفالهم على استخدام الهاتف المحمول، نتيجة سهولة الوصول إلى التكنولوجيا. وبرغم أنّ البعض يرى أنّ قضاء الأطفال وقتًا على الهاتف، لممارسة الألعاب، أو مشاهدة الفيديوهات، أو الدردشة مع الأصدقاء، أمرًا غير ضارٍّ، إلّا أنّ الإفراط فيه يحمل مخاطر كبيرةً، تشمل التأثير السلبيّ في النموّ البدنيّ، وضعف المهارات الاجتماعيّة، وتراجع الصحّة العقليّة، إضافةً إلى مشكلاتٍ مثل تشوّش الرؤية، وآلام الرقبة، وضعف التركيز.  سنناقش في هذا المقال بدائل الهاتف المحمول للأطفال، والتي ستساعد طفلك على بناء علاقةٍ متوازنةٍ مع التكنولوجيا، وتعويض وقت الموبايل بأنشطةٍ ممتعةٍ، ومفيدةٍ للصحّة البدنيّة والعقليّة، بجانب الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة حول استخدام الأطفال للهاتف.    بدائل الموبايل للأطفال  - ممارسة الرياضة: تعدّ الرياضة بديلًا رائعًا لانتزاع الموبايل من يدي طفلك، إذ تشعره بالسعادة والتحدّي، وتساعده في بناء علاقاتٍ مع أقرانه، لا سيّما الألعاب الجماعيّة، مثل كرة القدم، وكرة السلّة، والسباحة.  - الرسم والأنشطة اليدويّة: تساعد الفنون طفلك على إطلاق العنان لإبداعه بعيدًا عن الهاتف. يمكنك أن تمنح طفلك ساعاتٍ من المتعة باستخدام أقلام الرصاص، وبعض الألوان والأوراق، مع تعزيز حماسه باقتراح موضوعٍ للرسم، وتخصيص مكافأةٍ له عند إتمامه العمل بشكلٍ مميّز.   - قراءة الكتب: تعدّ القراءة طريقةً رائعةً لإثارة خيال الطفل وإبعاده عن الهاتف. ببساطةٍ قُم باختيار كتبٍ مناسبةٍ لعمر طفلك، وساعده في تخصيص وقتٍ يوميٍّ للقراءة، وكُن بجانبه وتناقش معه، وشجّعه على الاشتراك في مكتبةٍ، أو أنشطةٍ خاصّةٍ بمناقشة الكتب في المدرسة أو خارجها. إذا كان طفلك ما يزال صغيرًا على القراءة بمفرده، سيكون عليك أن تخصّص وقتًا لتقرأ له، أو أن تختار الكتب المصوّرة التي ستجذب انتباهه لمحاولة فهمها.  - الكتابة: إذا كان طفلك في المرحلة الابتدائيّة، فإنّ تشجعيه على الكتابة سيحفّز قدراته العقليّة، ويساعده على تشكيل مشاعره تجاه العالم. كما سيدعم تركيزه ومهاراته في التعبير عن نفسه. شجّع طفلك على الكتابة يوميًّا، سواء عن يومه، أو أيّ أفكارٍ تخطر في باله، ولو لفترةٍ قصيرة. ومع تقدّم عمر طفلك، ستلاحظ تطوّر مهاراته الكتابيّة بشكلٍ أعمق وأكثر نضجًا.   - التطوّع: يمكن استغلال وقت فراغ طفلك في تشجيعه على التطوّع في نشاطٍ خيريٍّ، حيث يتعلّم مشاعر التعاطف في سنواته الأولى، مهما كان العمل التطوّعيّ بسيطًا، مثل تنظيف شوارع الحيّ.  - المساعدة في أعمال المنزل: بجانب أهمّيّة مساعدة الطفل لوالديه في أعمال المنزل في تعزيز شعوره بالمسؤوليّة، فهي فعّالةٌ أيضًا في إشغاله عن الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ يعبث بالموبايل. إذا أراد الطفل تناول كعكةٍ، يجب أن تطلب منه الأمّ أن يساعدها في إعدادها.  - ممارسة ألعابٍ منزليّة: تتعدّد اختيارات الألعاب التي تمكن ممارستها في المنزل، مثل الألعاب اللوحيّة المختلفة، أو تقليد أصوات الحيوانات، أو تمثيل المواقف.  -تعليم الطفل بالتقليد: يمكن أن يتعمّد الأب والأمّ أن يظهرا للطفل أنّهما لا يستخدمان الموبايل طوال اليوم، أو أنّهما يخصّصان وقت الليل لإطفائه، ما يشجّع الطفل على تقليدهما في هذا السلوك.    أسئلةٌ شائعةٌ حول استخدام الأطفال للموبايل  كم ساعةً يمكن للأطفال استخدام الهاتف في اليوم؟  تعرض لنا الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأطفال قواعد استخدام الهاتف بناءً على العمر، وهي إرشاداتٌ عامّةٌ، يستطيع الآباء والأمّهات تحديد الأفضل من بينها لاحتياجات أطفالهم وأسلوب حياتهم. وهي كالتالي:  - الأطفال في عمر سنتين أو أقلّ: يوصى بتجنّب استخدام الهاتف تمامًا، باستثناء مكالمات الفيديو للتواصل مع العائلة.  - الأطفال بين 2 و5 سنوات: يمكن لهم استخدام الهاتف لمدّة ساعةٍ واحدةٍ يوميًّا، مع التركيز على أن يكون المحتوى الذي يشاهدونه على الهاتف تعليميًّا وليس ترفيهيًّا، وأن يشارك أولياء الأمور المشاهدة، لضمان فهم أطفالهم المحتوى المعروض.  - الأطفال من 6 سنوات فأكثر: يمكنهم استخدام الهاتف لمدّةٍ تتراوح بين ساعةٍ إلى ساعتين يوميًّا، بما يشمل الألعاب، مع ضرورة تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الأخرى، مثل القراءة والرياضة، لتوفير التوازن. يُستثنى من هذا الوقت المهام الدراسيّة التي تنجز باستخدام الأجهزة اللوحيّة، مثل التابلت. الهدف النهائيّ بناءُ روتينٍ متوازنٍ، يضمن أنّ وقت استخدام الطفل لشاشة الهاتف لا يؤثّر في نومه، أو نشاطه البدنيّ، أو تفاعله الاجتماعيّ.     ما العمر المناسب للهاتف؟  لا يوجد عمرٌ مناسبٌ لجميع الأطفال لبدء استخدام الهاتف، ولكن يوصي الكثير من الخبراء بالانتظار حتّى وصول الطفل إلى عمرٍ ما بين 12 إلى 14 سنةً، ليحصل على هاتفه الشخصيّ، استنادًا إلى مستوى وعي الطفل واحتياجاته. العنصر الأهمّ هو الحاجة الحقيقيّة إلى الهاتف. إذا كانت الأسرة ترغب في الاطمئنان على الطفل بشكلٍ متكرّرٍ، يمكنه استخدام هاتفٍ عاديٍّ، يقوم بوظيفة الاتّصال الأساسيّة، بدلًا من هاتفٍ ذكيٍّ يتحوّل إلى وسيلةٍ تسبّب الإدمان للطفل.     هل يسبّب الجوال عصبيّة الأطفال؟  أظهرت العديد من الدراسات أنّ الإفراط في استخدام الموبايل، خصوصًا لتصفّح وسائل التواصل الاجتماعيّ، وممارسة الألعاب الإلكترونيّة، يمكن أن يؤدّي إلى زيادة مستويات القلق والتوتّر لدى الأطفال. يعود هذا إلى أسبابٍ مختلفةٍ، منها:  - المقارنة الاجتماعيّة: غالبًا ما تؤدّي وسائل التواصل الاجتماعيّ إلى المقارنات، ما يجعل الأطفال يشعرون أنّهم بحاجةٍ إلى مواكبة أقرانهم أو المؤثّرين، في الألعاب، والملابس، والأنشطة، وغيرها، الأمر الذي قد يسبّب لهم التوتّر، وتدنّي احترام الذات.  - اضطرابات النوم: قد يعاني الأطفال الذين يستخدمون الهواتف حتّى وقتٍ متأخّرٍ من الليل، دورات نومٍ متقطّعةٍ، ما قد يسبّب زيادةً في ردود أفعالهم العنيفة.  - التعرّض إلى المعلومات الزائدة: قد يشعر الأطفال بحالةٍ من التحفيز المستمرّ، بسبب التعرّض إلى الكثير من المعلومات والرسائل والإشعارات، ما يجعلهم يعانون الإرهاق وضعف التحصيل الدراسيّ.    يمكن أن يساعد الحدّ من استخدام الهاتف، ومراقبة التطبيقات أو المحتوى الذي يتفاعل معه الأطفال، في تقليل هذه العوامل المسبّبة للتوتر.    كيف أخلّص ابني من إدمان الهاتف؟  يمكنك القيام بالعديد من الأمور لمساعدة طفلك في كسر إدمانه على استخدام الهاتف. على سبيل المثال:  -تخصيص وقتٍ خالٍ من الهاتف: كما ذكرنا آنفًا، فالأطفال يقلّدون آباءهم وأمّهاتهم، لذا، إذا كنت تريد لطفلك أن يقلّل استخدام الهاتف، فيمكن تخصيص ساعةٍ يوميًّا تقوم فيها الأسرة بأكملها بإيقاف تشغيل هواتفها، وممارسة نشاطٍ ممتعٍ معًا، ما يريح الطفل من الهاتف، ويقوّي الروابط العائليّة في الوقت نفسه.  -تحويل الأمر إلى تحدٍّ: يمكن تحويل وقت الابتعاد عن الهاتف إلى تحدٍّ مع تقديم حافز. بمعنى أن تطلب من طفلك عدم استخدام الهاتف لمدّةٍ أطول - مثل يومٍ كاملٍ - وتقديم مكافأةٍ له عند الالتزام.  -تصميم منطقةٍ خاليةٍ من الهاتف في المنزل: ساعد طفلك في تخصيص منطقةٍ خاليةٍ من الأجهزة الإلكترونيّة في غرفته، أو أيّ جزءٍ آخر من المنزل، لا يسمح فيه باستخدام أيّ جهازٍ إلكترونيّ. يمكن أن تحتوي المنطقة على أيّ عنصرٍ يعزّز الاسترخاء والإبداع، ما يجعل الابتعاد عن الهاتف ممتعًا ومنعشًا.  -خطّط لقضاء عطلة نهاية أسبوعٍ في الهواء الطلق: احرص على تخطيط يومٍ عائليٍّ في الهواء الطلق، للانفصال التامّ عن الموبايل، مثل الذهاب في نزهةٍ في مكانٍ طبيعيٍّ، إذ يساعد الهواء النقيّ والنشاط البدنيّ على الاسترخاء، وعدم إحساس الطفل بالحاجة إلى الهاتف.    ***  يمكن القول إنّ أفضل بدائل الهواتف المحمولة للأطفال هي الأجهزة التي توفّر تجارب تعليميّةً ممتعةً، وتحدّ من التعرّض إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ، مثل الأجهزة اللوحيّة المزوّدة بتطبيقاتٍ تعليميّةٍ وأجهزة قراءةٍ إلكترونيّةٍ، تعزّز من الإقبال على القراءة.  في نهاية المطاف، يتمثّل الهدف في إعطاء الأطفال الأدوات التي تمكّنهم من الاستكشاف والتعلّم والنموّ، وتعزّز استخدامًا متوازنًا للتكنولوجيا، يحقّق لهم الفائدة بعيدًا عن المخاوف المرتبطة بالهواتف الذكية. سواء كان طفلك يبني روبوتًا، أو يقرأ كتابًا إلكترونيًّا، أو يحلّ الألغاز باستخدام وحدات ألعابٍ تعليميّةٍ، فإنّ هذه البدائل يمكن أن تخلق بيئةً رقميّةً آمنةً وغنيةً لتطوير العقول الشابّة.    المراجع   https://www.hindustantimes.com/lifestyle/relationships/5-interesting-activities-to-help-your-child-get-over-smartphone-addiction-101689149537410.html  https://www.natgeokids.com/uk/parents/screen-time-for-kids/  https://findmykids.org/blog/en/what-to-give-your-child-instead-of-a-smartphone  https://infokids.com.au/12-alternative-activities-to-keep-child-busy-other-than-watching-tv/ 

الصدمة النفسيّة عند الطفل: أعراضها وطرق تجنّبها

من الطبيعي أن تُذكر مصطلحات مثل التعلّم والمرح والاستكشاف، للتعبير عن "مرحلة الطفولة"، لكنّ الأمر قد يبدو مختلفًا بعض الشيء بالنسبة إلى العديد من الأطفال، إذ يمكن أن تشوب بعض التجارب المبكّرة أحداث صادمة، تترك ندوبًا نفسيّة دائمة، تشكّل ما يُعرف بصدمات الطفولة. تؤثّر صدمة الطفولة، الناتجة عن الإساءة، أو الإهمال، أو التنمّر، أو الخسارة، أو التعرّض للعنف، في صحّة الطفل العقليّة وسلوكه وعلاقاته، وغالبًا ما تنتقل هذه التأثيرات إلى مرحلة البلوغ.   يعدّ فهم مقدّمي الرعاية والمعلّمين ومجتمع الطفل للصدمة النفسيّة لدى الأطفال أمرًا مهمًّا، لمعرفة كيفيّة التخفيف من آثارها، وتعزيز العقول الشابّة المرنة والصحّيّة.  في هذه المقالة، سنستكشف أعراض الصدمة النفسيّة لدى الأطفال، والعوامل التي تجعلهم عرضة لها، والاستراتيجيّات الفعّالة للمساعدة في تجنّبها، أو التقليل من أثرها.      ما الصدمة النفسيّة عند الأطفال  الصدمة النفسيّة استجابة عاطفيّة لحدث أو تجربة تفوق قدرة الشخص على التأقلم أو الاستيعاب. يُشار إلى الصدمة في مرحلة الطفولة على أنّها حدث يمرّ به الطفل يثير لديه مشاعر الخوف، وعادةً ما يكون حدثًا عنيفًا أو خطيرًا، وتُسمّى أيضًا تجارب الطفولة السلبيّة، أو ACEs. لسوء الحظّ، تعدّ الصدمة النفسيّة أمرًا شائعًا جدًّا، إذ تشير التقديرات إلى أنّ نحو 46٪ من الأطفال يعانون الصدمة في مرحلة ما من حياتهم.  وعلى الرغم من أنّ الأطفال يتمتّعون بالمرونة والقدرة على التكيّف، إلّا أنّهم ليسوا مصنوعين من الحجر. فكثيرًا ما نسمع البعض يقول عن حادثة ما جملًا مثل: "كانوا صغارًا جدًّا عندما حدث ذلك، ولن يتذكّروه عندما يكبرون"، إلّا أنّ هذا الأمر غير صحيح تمامًا.   تقول المعالجة النفسيّة يولاندا رينتيريا، الاختصاصيّة في الصدمات النفسيّة: "مع نموّ أدمغة الأطفال، يتعلّمون مدى أمان العالم أو عدم أمانه، من تجاربهم. وسيتوجّب على الطفل تطوير طريقة لحماية نفسه من الأشياء التي يعتبرها غير آمنة؛ وبالتالي فالطرق التي يحمي بها الطفل نفسه تشكّل شخصيّته البالغة".  لهذا السبب، من المهمّ أن ندرك متى قد يحتاج الطفل إلى مساعدة مهنيّة للتعامل مع صدمته، إذ يمكن للتدخّل المبكّر أيضًا أن يمنع التأثيرات المستمرّة للصدمة في مرحلة البلوغ.    يمكن أن تنبع الصدمة عند الأطفال من مصادر مختلفة، مثل:  - الإساءة (الجسديّة أو العاطفيّة أو الجنسيّة).  - الإهمال أو الهجر.  - العنف المنزليّ.  - الكوارث الطبيعيّة.  - الحروب والنزوح.   - الانفصال عن مقدّمي الرعاية، بسبب الوفاة أو الطلاق أو الرعاية البديلة.  - التنمّر المزمن أو الرفض الاجتماعيّ.  - مشاهدة العنف أو التعرّض إلى العنف المجتمعيّ.  - الصدمة الطبّيّة، مثل العمليّات الجراحيّة الكبيرة، أو المرض الذي يهدّد الحياة.  لكن، لماذا الأطفال أكثر عرضة إلى الصدمة؟ يعود ذلك إلى أنّ أدمغتهم، وأنظمة تنظيم العواطف لديهم، لا تزال في طور النموّ، فالتعرّض إلى تجارب مؤلمة في هذه المرحلة الحسّاسة سيعطّل هذا التطوّر، ما يؤثّر في كيفيّة معالجتهم للعواطف، وتكوين العلاقات، وإدراك العالم من حولهم.    أعراض الصدمة النفسيّة عند الأطفال  في حين أنّ كلّ طفل قد يستجيب للصدمة بشكل مختلف، فهناك أعراض مشتركة تجب مراقبتها عبر الفئات العمريّة المختلفة. قد لا يكون لدى الأطفال دائمًا لغة للتعبير عن ضائقتهم، لذلك يجب على الأهل والبالغين من حولهم الانتباه إلى التغيّرات السلوكيّة والعاطفيّة.  1. الأعراض العاطفيّة  - القلق والخوف: غالبًا ما يُظهر الأطفال المصابون بالصدمة قلقًا متزايدًا، أو مخاوف غير عقلانيّة. قد يصبحون حذرين بشكل مفرط، أو يظهرون قلقًا شديدًا بشأن الانفصال.  - الاكتئاب والحزن: قد يُظهر الأطفال علامات الحزن المطوّل، أو اليأس، أو حتّى الشعور بالذنب، ويلومون أنفسهم على الحدث المؤلم.  - الغضب والانفعال: يمكن أن تؤثّر الصدمة في الأطفال، وتجعلهم أكثر عرضة إلى نوبات الغضب أو السلوك العدوانيّ، أثناء صراعهم مع المشاعر القويّة.  - الخدر العاطفيّ: قد ينفصل بعض الأطفال، وينسحبون بعيدًا عن أحبّائهم، ويفقدون الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها ذات يوم.  2. الأعراض السلوكيّة  - اضطرابات النوم: غالبًا ما تعطّل الصدمة النوم، ما يؤدّي إلى الكوابيس أو الرعب الليليّ أو الأرق. قد يتجنّب الأطفال الذهاب إلى الفراش، أو يعانون الذعر عند الاستيقاظ.  - التراجع السلوكيّ: قد يعود الأطفال الأصغر سنًّا الذين تعرّضوا للصدمة إلى سلوكيّات معيّنة كانوا قد تجاوزوها، مثل التبوّل اللاإراديّ، أو مصّ الإبهام، أو التحدّث بلغة الأطفال.  - اليقظة المفرطة: قد يكون الأطفال الذين تعرّضوا إلى الصدمة "متوتّرين" باستمرار، ويفحصون بيئتهم، ويدقّقون في أصغر التفاصيل بحثًا عن تهديدات محتملة، وهو سلوك قد يجعل من الصعب عليهم الاسترخاء.  - التجنّب أو الانعزال: قد يتجنّب الأطفال الأماكن أو الأشخاص أو الأنشطة التي تذكّرهم بالحدث الصادم، أو قد ينغلقون عند إثارة مواضيع معيّنة.  3. الأعراض المعرفيّة  - صعوبة التركيز: قد يصل تأثير الصدمة عند الأطفال إلى مواجهة صعوبة في التركيز في المدرسة، أو أثناء المهام التي تتطلّب اهتمامًا وتركيزًا مستمرَّين.  - مشاكل الذاكرة: قد يعاني بعض الأطفال صعوبة تذكّر أجزاء معيّنة من الحدث الصادم، أو قد يعانون مشاكل أوسع في الذاكرة، نتيجة التوتّر المزمن.  - الصورة السلبيّة عن الذات: قد يطوّر الأطفال المصابون بالصدمة صورة ذاتيّة سيّئة، ويرون أنفسهم "سيّئين" أو "عديمي القيمة"، ما قد يؤدّي إلى انخفاض احترام الذات والانسحاب الاجتماعيّ.    التأثير طويل الأمد للصدمة غير المعالجة  إذا لم يتمّ تحديد الصدمة لدى الأطفال ومعالجتها مبكّرًا، قد تستمرّ آثارها حتّى مرحلة البلوغ. ترتبط الصدمة غير المعالجة بمجموعة من القضايا، من بينها:  - اضطرابات الصحّة العقليّة: الحالات مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات الشخصيّة، أكثر شيوعًا بين الأفراد الذين لديهم تاريخ من صدمات الطفولة غير المعالجة.   - تعاطي المخدّرات: يلجأ العديد من البالغين الذين يعانون صدمة في مرحلة الطفولة إلى الكحول، أو المخدّرات، أو السلوكيّات الإدمانيّة، الأخرى، وسيلة للتكيّف.  - صعوبة في العلاقات: يمكن أن تعيق مشكلات الثقة والتعلّق والانفصال العاطفيّ، قدرة الفرد المصاب بالصدمة على تكوين علاقات صحّيّة.  - مشاكل الصحّة الجسديّة: تُظهر الأبحاث أنّ التوتّر، أو الاضطراب الذي تسبّبه صدمات الطفولة، يضع الجسم في حالة مستمرّة من الإجهاد، والذي يؤدّي بدوره إلى ظهور مشاكل صحّيّة، مثل أمراض القلب والسمنة واضطرابات المناعة الذاتيّة، في وقت لاحق من الحياة.    طرق تجنّب الصدمات النفسيّة عند الأطفال أو التخفيف من أثرها  في حين أنّنا لا نستطيع دائمًا منع الصدمات، لكن يمكننا اتّباع طرق لتقليل تأثيرها، ومساعدة الأطفال على تخطّي آثارها. في ما يلي أهمّ الطرق التي تساعد في تخفيف الصدمات النفسيّة عند الأطفال:  تعزيز التواصل المفتوح  شجّع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، وأخبرهم أنّه من المهمّ التحدّث عن التجارب الصعبة. يساعد خلق بيئة تشجّع على التواصل المفتوح الأطفال على الشعور أنّهم مفهومون، وهناك من يدعمهم ويشعر بهم. لذلك، بدلًا من دفعهم إلى التحدّث والإصرار عليهم، قم بتشجيعهم بلطف على التحدّث عندما يكونون مستعدّين لمشاركة ما يجول في دواخلهم، والأهمّ هو الاستماع من دون حكم، لأنّ ذلك سيزيد الوضع سوءًا.    تعليم مهارات التأقلم  قم بتزويد الأطفال باستراتيجيّات التأقلم المناسبة لأعمارهم، لمساعدتهم على إدارة التوتّر والقلق. يمكن لتقنيّات مثل التنفّس العميق وتمارين التأمّل، أن تمكّن الأطفال من تنظيم عواطفهم. على سبيل المثال، تعليم الطفل أن يأخذ أنفاسًا بطيئة وعميقة عندما يشعر بالإرهاق، يمكن أن يمنحه أداة لتهدئة نفسه، ومساعدته على تطوير المرونة في مواجهة التوتّر.  اطلب المساعدة المهنيّة في وقت مبكّر  إذا لاحظت علامات الصدمة لدى طفلك، فكّر في استشارة أخصائيّ الصحّة العقليّة المتخصّص في علاج الأطفال. أثبتت العلاجات، مثل العلاج السلوكيّ المعرفيّ (CBT)، والعلاج السلوكيّ المعرفيّ المرتكز على الصدمات (TF-CBT)، فعّاليّتها في مساعدة الأطفال على معالجة الأحداث المؤلمة. يمكن للتدخّل المبكّر أن يقلّل بشكل كبير من التأثير طويل الأمد للصدمة، ما يسمح للأطفال بالشفاء والمضيّ قدمًا في حياتهم بشكل طبيعيّ.  تشجيع اللعب والتعبير الإبداعيّ  غالبًا ما يعالج الأطفال المشاعر المعقّدة من خلال اللعب والفنّ ورواية القصص. شجّع الأنشطة التي تسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعيّ، إذ يمكن أن تكون هذه الطريقة خطّة علاجيّة في حدّ ذاتها. يوفّر الرسم، أو تمثيل القصص بالألعاب، أو حتّى كتابة اليوميّات (للأطفال الأكبر سنًّا)، منفذًا آمنًا لمشاعرهم، ويساعد في فهم ما يمرّون به.  كن قدوة في التنظيم العاطفيّ الصحّيّ  يتعلّم الأطفال بمراقبة البالغين، لذلك من المهمّ أن تكون قدوة في التنظيم العاطفيّ الصحّيّ. عندما يتعامل البالغون مع التوتّر والغضب والحزن بشكل بنّاء وإيجابيّ، سيتعلّم الأطفال أنّه من الممكن التعامل مع المشاعر الصعبة من دون فقدان السيطرة. أظهر لهم أنّه من الجيّد طلب الدعم، والتحدّث عن المشاعر، وأخذ الوقت الكافي لتهدئة النفس عند الشعور بالإرهاق.  التواجد في بيئة داعمة  أحد أكبر العوامل الوقائيّة ضدّ الصدمات، وجودُ شبكة دعم قويّة. يمكن للعلاقات الإيجابيّة مع الآباء والمعلّمين والموجّهين وأفراد الأسرة الآخرين، أن تحمي الأطفال من أسوأ آثار قد تخلّفها الصدمة. حاول دائمًا أن تبذل جهدًا لبناء هذه الروابط والحفاظ عليها، إذ غالبًا ما يكون الأطفال الذين يشعرون بالدعم مجهّزين بشكل أفضل للتعافي من التجارب السلبيّة.    ***  يسمح فهم أعراض الصدمة النفسيّة لدى الأطفال للأهل بالاستجابة بالتعاطف والصبر والتفهّم، بدلًا من ترك تلك الجروح الصامتة تتفاقم. يجب ألّا تحدّد الصدمة، أيًّا كان نوعها، مستقبل الطفل، لأنّه يمكن للأطفال الشفاء والنموّ، وأن يصبحوا أقوى من ذي قبل، إذا توفّرت لديهم الظروف والبيئة الداعمة التي تساعدهم على تحويل تجاربهم السيّئة إلى سلاح ثمين، يواجهون به تحدّيات الحياة.   المراجع https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-9889  https://www.verywellmind.com/what-are-the-effects-of-childhood-trauma-4147640  https://www.nctsn.org/what-is-child-trauma/about-child-trauma#:~:text=Traumatic%20reactions%20can%20include%20a,acquired%20skills%2C%20attention%20and%20academic  https://www.webteb.com/articles/%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A

كيف تعرف أنّ طفلك يعاني اضطراب الشخصيّة الحدّيّة؟

من الطبيعيّ أن يحرص الوالدان على حماية أطفالهما، والبحث دائمًا عن علامات الضيق، أو التغيّرات السلوكيّة التي قد تشير إلى صراعاتٍ عاطفيّةٍ عميقةٍ؛ فكيف إذا تعلّق الأمر بأحد أكثر حالات الصحّة العقليّة تحدّيًا، وهو اضطراب الشخصيّة الحدّيّة (BPD). غالبًا ما يرتبط اضطراب الشخصيّة الحدّيّة بتقلّباتٍ مزاجيّةٍ شديدةٍ، واستجاباتٍ عاطفيّةٍ قويّةٍ، وعلاقاتٍ مضطربةٍ، وقد يكون من الصعب تشخيصه، خصوصًا عند الأطفال والمراهقين. في هذه المقالة، سنستكشف أعراض اضطراب الشخصيّة الحدّيّة، وآثاره النفسيّة في الأطفال، وخيارات العلاج المتاحة، لمساعدتهم على التأقلم في نهاية المطاف.    ما اضطراب الشخصيّة الحدّيّة؟  اضطراب الشخصيّة الحدّيّة حالةٌ صحّيّةٌ عقليّةٌ حادّةٌ، تجعل الفرد يعاني مشاكل في التحكّم في عواطفه وانفعالاته تجاه نفسه والآخرين. تخلق هذه الحالة في كثيرٍ من الأحيان صعوبةً في الحفاظ على علاقاتٍ متوازنةٍ طويلة الأمد، مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمحيطين.  غالبًا ما يخشى الأشخاص المصابون باضطراب الشخصيّة الحدّيّة الهجران، ويعانون تقلّباتٍ مزاجيّةً تجعلهم يتصرّفون باندفاعٍ، ما يتسبّب في حدوث صراعاتٍ متتاليةٍ في علاقاتهم. كما يفتقر المصابون بهذا الاضطراب إلى الشعور الواضح بالهويّة، ويغيّرون توجّهاتهم وآراءهم بشكلٍ متكرّرٍ، سواء في تفكيرهم أو في سلوكيّاتهم.  يُظهر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصيّة الحدّيّة نشاطًا متزايدًا في الجهاز الحوفيّ، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن استجاباتنا السلوكيّة والعاطفيّة، لا سيّما تلك المتعلّقة بالسلوكيّات التي نحتاج إليها للبقاء، مثل التغذية والتكاثر، والاستجابة للقتال أو الهروب، أو ما يسمّى بعمليّة الكرّ والفرّ.  على الرغم من أنّ اضطراب الشخصيّة الحدّيّة حالةٌ خطيرةٌ، تستمرّ مدى الحياة، إلّا أنّ السنوات الأخيرة شهدت تطوّرًا كبيرًا في خيارات علاجه، فبات يمكن للأطفال والمراهقين بحصولهم على الدعم المناسب، تعلّم إدارة أعراضه بشكلٍ فعّال.    أعراض اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند الأطفال والمراهقين  من الصعب فهم علامات اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند الأطفال والمراهقين إلى حدٍّ ما، إذ من السهل الخلط بينها وبين السلوكيّات النموذجيّة للمراهقين. ومع ذلك، فإنّ أعراضه عادةً ما تكون أكثر شدّةً وديمومةً، وتؤثّر في كلّ جانبٍ تقريبًا من جوانب حياة الطفل. في الآتي بعض الأعراض الرئيسة التي يجب الانتباه إليها:  تقلّبات مزاجيّة شديدة  غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون باضطراب الشخصيّة الحدّيّة تقلّباتٍ مزاجيّةً سريعةً وشديدة. فقد ينتقلون من الشعور بالسعادة إلى الاكتئاب الشديد في غضون ساعاتٍ، والذي غالبًا ما يترافق مع الغضب. قد لا تتناسب هذه التقلّبات المزاجيّة مع الموقف، وتكون أكثر حدّةً ممّا قد يصدر عن الطفل النموذجيّ أو السليم.  الخوف من الهجر  يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة خوفًا شديدًا من الهجر. وقد يصبحون متملّكين، أو معتمدين بشكلٍ مفرطٍ على أحبّائهم، وغالبًا ما يعتقدون أنّ أحبّاءهم سيتركونهم. قد يؤدّي هذا الخوف إلى سلوكيّاتٍ يائسةٍ، مثل المكالمات المتكرّرة، أو الرسائل النصّيّة، للتحقّق من مكان وجود شخصٍ ما، أو توجيه اتّهاماتٍ غير عقلانيّةٍ بالخيانة أو الرفض.  العلاقات غير المستقرّة  غالبًا ما يكون لدى الأطفال المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة علاقاتٌ كثيرةٌ، لكن غير مستقرّة. تجدهم تارةً يمجّدون شخصًا ما، وتارةً أخرى يشعرون تجاهه بالكراهية الشديدة أو خيبة الأمل. يمكن أن يؤدّي هذا التفكير الذي يمكن تشبيهه "بالأبيض والأسود"، أو "الكلّ أو لا شيء"، إلى صراعاتٍ مع أفراد الأسرة والأصدقاء وزملاء المدرسة، ما يسبّب الشعور بالوحدة والعزلة.  السلوكيّات الاندفاعيّة  الاندفاعيّة هي السمة المميّزة لاضطراب الشخصيّة الحدّيّة. قد يتورّط الأطفال أو المراهقون في سلوكيّاتٍ محفوفةٍ بالمخاطر، مثل إيذاء النفس، أو الإفراط في تناول الطعام، أو تعاطي المخدّرات، أو القيادة المتهوّرة، في محاولةٍ للتخفيف من المشاعر الشديدة، أو التعامل مع مشاعر انخفاض احترام الذات.  صورة ذاتيّة غير مستقرّة  قد يعاني الطفل المصاب باضطراب الشخصيّة الحدّيّة صورةً ذاتيّةً مشوّهةً أو غير واضحةٍ، وغالبًا ما يعاني مشاعر فقدان قيمته الشخصيّة، أو الشعور بالذنب أو الخجل غير المبرّرين. قد يواجهون أيضًا صعوبةً في فهم أنفسهم وقيمهم، ما يؤدّي إلى تغييراتٍ متكرّرةٍ في الأهداف والاهتمامات والتطلّعات.  اضطراب العواطف  يعدّ اضطراب التنظيم العاطفيّ أحد الأعراض الواضحة لاضطراب الشخصيّة الحدّيّة، إذ يعاني الطفل المصاب بهذا الاضطراب مشاعر ذات شدّةٍ غير اعتياديّةٍ، حتّى أنّ الأحداث البسيطة يمكن أن تؤدّي إلى حزنٍ شديدٍ، أو غضبٍ، أو خجل. لا تقتصر هذه المشاعر على كونها أكثر حدّةً، بل غالبًا ما تستغرق وقتًا طويلًا لتهدأ.  سلوك إيذاء النفس والأفكار الانتحاريّة  يعتبر سلوك إيذاء النفس، بما في ذلك القطع أو الحرق أو الخدش، شائعًا بين المراهقين المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة. غالبًا ما تكون هذه الأفعال محاولاتٍ للتعامل مع مشاعر مثل الألم، أو الفراغ، أو الشعور بالذنب، ويتطلّب هذا الجانب من الاضطراب مراقبةً دقيقةً ودعمًا متخصّصًا.    التأثيرات النفسيّة لاضطراب الشخصيّة الحدّيّة في الأطفال  لاضطراب الشخصيّة الحدّيّة أبعادٌ مختلفةٌ، وقد يكون ذا تأثيرٍ عميقٍ في نفسيّة الطفل. فالعيش مع هذا الاضطراب يعني تجربة مشاعر مكثّفةٍ وفوضويّةٍ خارجةٍ عن السيطرة، غالبًا ما تجعل الطفل يشعر أنّه "أصعب ممّا يستطيع الآخرون التعامل معه". قد يؤدّي هذا إلى مشاعر مزعجةٍ بسبب الوحدة والرفض، فيشعر الطفل أنّه غير مفهومٍ أو غير محبوبٍ، ما يزيد من مخاوف الهجران لديه، ويضخّم مشاعره السلبيّة عمومًا.  في حين أنّ الأطفال المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة يعانون نقص احترام الذات، والذي يؤدّي بدوره إلى عدم الاستقرار في علاقاتهم وصورتهم الذاتيّة، فإنّ هذه المشاعر المضطربة تخلق حلقةً مفرغةً ومؤلمةً، لذلك نجدهم يتصرّفون بشكلٍ غير طبيعيٍّ أو متهوّرٍ، بسبب شعورهم بعدم الحبّ أو عدم الجدارة، والغربة حتّى أثناء وجودهم وسط أحبّائهم.    تشخيص اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند الأطفال  يعدّ تشخيص اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند الأطفال والمراهقين معقّدًا بعض الشيء، إذ يتشارك العديد من الأعراض مع اضطراباتٍ أخرى، مثل الاكتئاب، والاضطراب ثنائيّ القطب، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD). الحقيقة أنّ المتخصّصين في الصحّة العقليّة حذرون جدًّا بشأن تشخيص اضطراب الشخصيّة الحدّيّة قبل سنّ الرشد، لأنّ سمات شخصيّة الطفل أو المراهق لا تزال في طور النموّ. ومع ذلك، عندما تكون الأعراض شديدةً ومستمرّةً، ومتداخلةً مع الحياة اليوميّة، يكون من المفيد التعمّق في التشخيص مع المختصّ.    كيف تساعد في علاج اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عند طفلك  من أصعب المواقف التي قد تمرّ فيها كونك أحد الوالدين، مشاهدة ابنك يتخبّط بين مشاعر شديدةٍ وسلوكيّاتٍ اندفاعيّةٍ لا يجد منها مفرًّا. قد تشعر بالعجز، أو الإحباط، أو حتّى الخوف، لكن ضع في حسبانك دائمًا أنّ اضطراب الشخصيّة الحدّيّة ليس انعكاسًا لشخصيّة طفلك، بل هو حالةٌ مرضيّةٌ سيتمكّن من التغلّب عليها بمساعدتك وتفهّمك لحالته. إليك بعض الطرق للمساعدة:  استيعاب حقيقة مشاعره  ليس مطلوبًا منك أن تفهم المشاعر التي يمرّ فيها طفلك تمامًا، لكن سيكفيه أن "تتفهّمها"، وتعرف أنّه لا يملك خيار التحكّم بها، فهذا سيولّد لديه الشعور بالأمان. لذلك تجنّب عباراتٍ مثل "أنت تبالغ"، أو "اهدأ فقط". بدلًا من ذلك، حاول أن تقول: "أتفهّم أنّ ما تشعر به صعبٌ عليك".  تشجيع الروتين  يساعد وجود جدولٍ يوميٍّ لنشاطات وأوقات الأطفال المصابين باضطراب الشخصيّة الحدّيّة، في التنبّؤ بأحداث يومهم القادمة، ما يمدّهم بمزيدٍ من الإحساس بالأمان. يمنح الروتين اليوميّ شعورًا بالاستقرار والثبات، وهما أكثر شعورين يفتقد إليهما المصابون باضطراب الشخصيّة الحدّيّة.  ممارسة الصبر والرحمة  التعافي من اضطراب الشخصيّة الحدّيّة عمليّةٌ تدريجيّةٌ، قد يرتكب طفلك أخطاءً ويواجه صعوباتٍ على طول الطريق. لذلك من المهمّ أن تظهر الصبر والتعاطف، وتطمئنه أنّه ليس وحيدًا، وأنّه محبوبٌ بغضّ النظر عن سلوكيّاته والتحدّيات التي يواجهها، وأنّك تحبّه حبًّا غير مشروط.    ***  اضطراب الشخصيّة الحدّيّة حالةٌ معقّدةٌ وصعبةٌ، لكن مع دعم الأهل المناسب، يمكن للأطفال والمراهقين تعلّم إدارة أعراض هذه الحالة، وبناء حياةٍ مُرضية. إذا كنت تشكّ في أنّ طفلك قد يكون مصابًا باضطراب الشخصيّة الحدّيّة، فإنّ طلب المساعدة المهنيّة من مختصٍّ خطوةٌ أولى مهمّة. تذكّر أنّ العلاج يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، ومع الوقت والصبر والتعاطف، تمكنك مساعدة طفلك في الانتقال إلى مسارٍ أكثر استقرارًا وقبولًا للذات.    المراجع   https://www.healthline.com/health/understanding-personality-disorders-in-children#treatment\  https://goodhealthpsych.com/blog/recognizing-the-early-signs-of-bpd-in-children-what-parents-should-know/  https://helpingminds.org.au/supporting-child-with-borderline-personality-disorder/   

أهمّ مهارات التواصل الاجتماعيّ للأطفال

يعدّ التواصل المؤثّر أساس التفاعل البشريّ. بالنسبة إلى الأطفال، يعدّ تطوير مهارات الاتّصال القويّة أمرًا بالغ الأهمّيّة بشكلٍ خاصٍّ، لأنّه يؤثّر في قدرتهم على التعبير عن أنفسهم، وبناء العلاقات، والتنقّل في العالم من حولهم. لا تقتصر مهارات الاتّصال الجيّدة على التحدّث بوضوحٍ، بل تشمل الاستماع، وفهم الإشارات غير اللفظيّة، والاستجابة الفعّالة للآخرين.   هل تعلم مثلًا أنّ الأنشطة والألعاب المحفّزة التي تنشّط الدماغ، يمكن أن تنمّي مهارات الاتّصال لدى الأطفال؟ يمكن أن تشجّع المشاركة في الألعاب التفاعليّة صغارك على التعبير عن أنفسهم بسهولة. علاوةً على ذلك، عندما يجد الأطفال هذه الأنشطة ممتعةً وجذّابةً، فمن المرجّح أن يشاركوا فيها، ويطوّروا مهارات التنشئة الاجتماعيّة لديهم. كما يؤثّر الكبار في أسلوب التواصل والمعايير الاجتماعيّة التي يتّبعها الطفل، إذ تتشكّل قواعد الآداب لديه تبعًا لأبويه، وما يعلّمانه إيّاه.    أهمّيّة مهارات التواصل في حياة الأطفال  يجد العديد من الأطفال صعوبةً في صياغة أفكارهم في جملٍ متكاملةٍ ذات معنًى، ويفشلون في التواصل بشكلٍ صحيحٍ، لأنّهم يخافون دائمًا من الحكم عليهم. على الرغم من حرص الآباء على تثقيف أطفالهم حول مجموعةٍ متنوّعةٍ من المواضيع، إلّا أنّهم في مرحلةٍ ما من الطريق، ينسون تعليم الأطفال صغار السنّ مهارات التواصل الضروريّة.  ستكون حياة طفلك أكثر صعوبةً إذا كان يفتقر إلى مهارات التواصل؛ ولهذا السبب قد يكون معظم الأطفال الذين يطوّرون مهارات التواصل أكثر اجتماعيّةً، ويتمكّنون من تكوين علاقاتٍ مفيدة.    تنبع أهمّيّة مهارات التواصل لدى الأطفال في كونها تساعدهم في:   - بناء العلاقات: يعدّ التواصل مفتاحًا لتكوين العلاقات والحفاظ عليها. بالنسبة إلى الأطفال، يساعدهم التعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم ومشاعرهم في التواصل مع أفراد الأسرة، وتكوين صداقاتٍ، والتعاون مع الأقران. كما يعزّز التعاطف ما يسمح لهم بفهم وجهات نظر الآخرين واحترامها.  - النجاح الأكاديميّ: تعدّ مهارات التواصل ضروريّةً للتعلّم في الفصل الدراسيّ. يحتاج الأطفال إلى تطوير القدرة على الاستماع، واتّباع التعليمات، وطرح الأسئلة، والمشاركة في المناقشات. يعزّز التواصل الجيّد قدرتهم على استيعاب المفاهيم الجديدة، والسعي للتعبير عن معرفتهم.  - التّطور العاطفيّ: يسمح التواصل للأطفال في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وفهمها، ويمكّنهم من معالجة المشاعر المعقّدة، وبناء الوعي الذاتيّ بالحديث عن تجاربهم. كما يساعدهم التواصل الفعّال على تعلّم كيفيّة إدارة الصراعات، والتعبير عن التعاطف تجاه الآخرين.  - حلّ المشكلات: يعدّ التواصل أداةً بالغة الأهمّيّة في حلّ المشكلات؛ فهو يساعد الأطفال في التعبير عن المشكلات، والتفكير في الحلول، والتفاوض، واتّخاذ القرارات.   - الدفاع عن النفس: تتزايد حاجة الأطفال إلى تعلّم الدفاع عن أنفسهم مع استمرار نموّهم وتطوّرهم، سواء كان ذلك بطلبهم المساعدة، أو تحديد احتياجاتهم، أو التعبير عن آرائهم. تمكّن مهارات الاتّصال القويّة الأطفال من الدفاع عن أنفسهم، وجعل أصواتهم مسموعةً بطريقةٍ إيجابيّة.    أهمّ مهارات التواصل الاجتماعيّ بالنسبة إلى الأطفال  مهارات الاستماع  مهارة الاستماع أساس التواصل الفعّال، ولا يقصد بها فقط الاستماع إلى الكلمات، بل الاستماع بقصد الفهم. يتضمّن الاستماع النشط الانتباه، وتمكين التواصل بالعين، وإظهار الاهتمام بما يقوله الشخص الآخر. تساعد هذه المهارة الأطفال على التعلّم من الآخرين، والتقاط الإشارات الاجتماعيّة، والاستجابة بشكلٍ مناسب.    التعبير عن الأفكار بوضوح  من المهمّ أن يتمكّن الأطفال من التعبير عن أفكارهم بطريقةٍ واضحةٍ ومتكاملة. لا ينطوي هذا فقط على اختيار الكلمات المناسبة، ولكن أيضًا تنظيم الأفكار بشكلٍ منطقيّ. يساعد تشجيع الأطفال على مشاركة آرائهم، أو سرد القصص، أو شرح أسبابهم، في ممارسة هذه المهارة.    التواصل غير اللفظيّ   يشكّل التواصل غير اللفظيّ جزءًا كبيرًا من مهارات التواصل الاجتماعيّ المهمّة للأطفال. يجب أن يتعلّم الأطفال فهم لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، والإيماءات، واستخدامها بشكلٍ فعّال. يساعد التعرّف إلى الإشارات غير اللفظيّة الأطفال على الاستجابة بشكلٍ أكثر تعاطفًا مع الآخرين، وتكييف أسلوب التواصل الخاصّ بهم حسب الحاجة.    التعاطف والفهم  يعدّ تعليم الأطفال مراعاة مشاعر الأخرين ووجهات نظرهم أمرًا بالغ الأهمّيّة للتواصل الفعّال. يتضمّن التعاطف الاستماع بقصد الفهم، وليس فقط بهدف الردّ. تعزّز هذه المهارة التفاعلات العاطفيّة النابعة عن الرحمة والإنسانيّة، وتساعد الأطفال في بناء علاقاتٍ أقوى.    طرح الأسئلة  طرح الأسئلة أداةٌ قويّةٌ للتعلّم والتفاعل مع الآخرين، لذا يعزّز تعليم الأطفال طرح أسئلةٍ مفتوحةٍ، الفضول والفهم العميق للأشياء من حولهم.    الثقة في التحدّث  يحتاج الأطفال إلى الشعور بالراحة والثقة في التحدّث في مواقف مختلفةٍ، سواء أمام مجموعةٍ أو وجهًا لوجه. يساعد تشجيعهم على مشاركة أفكارهم من دون خوفٍ من الحكم عليهم، في بناء احترامهم لذواتهم، ويعزّز براعتهم في التواصل.    إدارة المشاعر أثناء التواصل  غالبًا ما يعاني الأطفال عدم القدرة على إدارة مشاعرهم والتحكّم فيها، خصوصًا عند التواصل تحت الضغط، أو أثناء الصراعات. لذا، من الضروريّ تعليمهم كيفيّة الحفاظ على هدوئهم، والتعبير عن أنفسهم باحترامٍ، والاستماع إلى الآخرين حتّى عندما يكونون منزعجين، فهذه مهارةٌ قيّمةٌ، ستخدمهم جيّدًا طوال حياتهم.    تنمية مهارات التواصل لدى الأطفال  - كن قدوةً في التواصل الفعّال: يتعلّم الأطفال أكثر عن طريق مراقبة البالغين من حولهم. من خلال إظهار الاستماع النشط، والتعبير الواضح، والحوار المحترم، يقدّم البالغون إلى الأطفال نموذجًا ليتّبعوه.  - خلق بيئةٍ آمنةٍ للتعبير: شجّع الأطفال على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بصراحةٍ، من دون خوفٍ من النقد. أخبرهم أنّ مشاعرهم مهمّةٌ وحقيقيّةٌ، وقدّم ردود فعلٍ إيجابيّةً لبناء ثقتهم بأنفسهم.  - المشاركة في محادثاتٍ منتظمة: خصّص وقتًا للمحادثات المنتظمة مع طفلك. اطرح أسئلةً مفتوحةً، وشارك القصص، وناقش يومه. هذا لا يحسّن مهارات التواصل لديه فحسب، بل يقوّي أيضًا علاقتك به.  - القراءة معًا: يمكن أن تعزّز قراءة الكتب ومناقشة القصص مفردات الطفل، وفهمه، وقدرته على التعبير عن أفكاره. كما أنّها توفّر فرصًا لاستكشاف وجهات نظرٍ وعواطف مختلفة.  - سيناريوهات لعب الأدوار: يمكن أن يكون لعب الأدوار وسيلةً فعّالةً لممارسة مهارات الاتّصال، في بيئةٍ ممتعةٍ ومنخفضة الضغط. قُم بإنشاء سيناريوهاتٍ يحتاج فيها الأطفال إلى التعبير عن أنفسهم، أو الاستماع بعنايةٍ، أو حلّ نزاعٍ، أو مشكلةٍ ما.  - تشجيع الأنشطة الجماعيّة: توفّر الأنشطة الجماعيّة، سواء في النوادي، أو في بيئات اللعب الطبيعيّة، فرصةً للأطفال لممارسة التواصل؛ إذ يتعلّمون خلالها التعاون، ومشاركة الأفكار، والتعامل مع الديناميكيّات الاجتماعيّة.    ***  يمكن القول إنّ المهارات الاجتماعيّة التي يكتسبها طفلك في سنواته الأولى، ترسم شخصيّته شيئًا فشيئًا، وتساعده على النجاح في مختلف مجالات الحياة. من الجدير بالذكر أنّ تطوير الأطفال مهارات تواصلٍ قويّةً، تزوّدهم بالأدوات التي يحتاجون إليها في بناء العلاقات، والنجاح الأكاديميّ، والتنقّل بين مواقف الحياة التفاعليّة. كلّما تمّ تعزيز هذه المهارات في وقتٍ مبكّرٍ، أصبح الأطفال أكثر ثقةً وكفاءةً في التواصل، ما يضع أساسًا متينًا لمستقبلهم.   المراجع https://www.invictus.edu.kh/news/10-ways-to-build-your-childs-communication-skills  https://www.oneeducation.org.uk/communication-skills-for-children/  https://hamadacademy.net/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84/  https://www.unicef.org/jordan/ar/%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83-%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%84-%D9%81%D8%B9%D9%91%D8%A7%D9%84/%D9%82%D8%B5%D8%B5 

مراحل الطفولة وخصائصها: كيف أفهم احتياجات طفلي؟

تتّسم مرحلة الطفولة بتغيّراتٍ سريعةٍ في الجسم والعاطفة والإدراك. لذا، يمكن أن يساعد فهم خصائصها المحدّدة الأهل والمعلّمين ومقدّمي الرعاية، في تقديم الدعم والتوجيه المناسبين للطفل. يشكّل فهم مراحل النموّ والتطوّر المتغيّرة لدى طفلك أمرًا مركزيًّا في تربيته. فمع تقدّم الرضّع والأطفال عبر سلسلةٍ من مراحل النموّ، قد يواجهون تحدّياتٍ جسديّةً، أو عاطفيّةً شائعة. تستكشف هذه المقالة المراحل الأوّليّة من الطفولة - الرضاعة، والطفولة المبكّرة، والطفولة المتوسّطة، والمراهقة - مع تسليط الضوء على خصائصها الرئيسة، ومعالمها.    مراحل الطفولة وخصائصها  الطفولة (من الولادة إلى عمر السنتين)  هي المرحلة من الولادة إلى عمر السنتين تقريبًا. خلال هذه الفترة، يمرّ الأطفال بنموٍّ وتطوّرٍ جسديٍّ سريعٍ، يشكّل الأساس لتعلّمهم وسلوكهم في المستقبل.   خصائص مرحلة الطفولة  التطوّر البدنيّ: يتفاعل الأطفال حديثو الولادة خلال أشهرهم الأولى بشكلٍ فطريٍّ مع المحفّزات الخارجيّة، فيمكنهم تحريك رؤوسهم من جانبٍ إلى آخر، ورؤية الأشياء القريبة، والتعرّف إلى روائح معيّنة. يتضمّن هذا أيضًا البكاء أو الابتسام للتعبير عن احتياجاتهم. سيحرّك المولود رأسه أيضًا نحو يدك، كلّما قمت بمداعبة خدوده. كما ستشهد ابتساماتٍ جميلةً على وجهه بوصوله عمر 3 أشهر. قد يكون أيضًا على استعدادٍ للإمساك بأصابعك عندما تضعها على يديه. ينمو الأطفال بسرعةٍ، ويكتسبون السيطرة على أجسادهم، وينتقلون من ردود الفعل الأساسيّة، مثل الإمساك بالأشياء والضحك، إلى حركاتٍ أكثر تناسقًا، مثل الجلوس، والزحف، والمشي في نهاية المطاف.    التطوّر المعرفيّ: تتميّز هذه المرحلة بتطوّر الدماغ السريع، فيبدأ الأطفال خلالها في التعرّف إلى العالم بحواسّهم وأفعالهم، ويفهمون وجود الأشياء حولهم، وأنّها تستمرّ في الوجود حتّى عندما تكون خارج نطاق رؤيتهم. كما يبدؤون في التعرّف إلى الأنماط والوجوه.    التطوّر العاطفيّ والاجتماعيّ: يعدّ الارتباط بمقدّمي الرعاية أمرًا بالغ الأهمّيّة في هذه المرحلة، إذ يبدأ الأطفال في التعبير عن مشاعر مثل الفرح، والخوف، والإحباط. تؤثّر جودة الارتباط مع مقدّمي الرعاية بشكلٍ كبيرٍ في شعورهم بالأمان والثقة بالعالم.    التطوّر اللغويّ: على الرغم من عدم إتقان الأطفال للغة بعد، إلّا أنّهم يتواصلون بالبكاء والهمهمة والمناغاة. في نهاية هذه المرحلة، يبدأ العديد من الأطفال في نطق كلماتهم الأولى، ما يمهّد الطريق لمزيدٍ من التواصل الأكثر تركيبًا.    الطفولة المبكّرة (من 2 إلى 6 سنوات)  تمتدّ مرحلة الطفولة المبكّرة من سنتين إلى ستّ سنواتٍ، وغالبًا ما يشار إليها بسنوات ما قبل المدرسة. تتميّز هذه المرحلة بتطوّر الاستقلاليّة والفضول، وتطوّر المهارات الأساسيّة في اللغة والتفاعل الاجتماعيّ.  خصائص مرحلة الطفولة المبكّرة  التطوّر البدنيّ: يستمرّ الأطفال في هذه المرحلة في النموّ، بمعدّلٍ أبطأ، ولكن أكثر ثباتًا، فيكتسبون سيطرةً أكبر على المهارات الحركيّة الإجماليّة، مثل الجري والقفز، والمهارات الحركيّة الدقيقة، مثل الرسم والقصّ بالمقصّ. كما تنمو أسنانهم المؤقّتة بشكلٍ كاملٍ، فيصبحون قادرين على تناول الطعام، ويزداد نموّ عظامهم، فيتغيّرون من أطفالٍ رُضّع، إلى أطفالٍ صغار.    التطوّر المعرفيّ: غالبًا ما توصف مرحلة الطفولة المبكّرة بأنّها "المرحلة ما قبل العمليّاتيّة"، حسب نظريّة بياجيه للتطوّر المعرفيّ. لاحظ بياجيه أنّ الأطفال يفتقرون إلى القدرة على التفكير التجريديّ، ولا يستطيعون التلاعب بالمعلومات. ومع ذلك يعتبر ازدهار الخيال والانخراط في اللعب الرمزيّ من سمات هذه المرحلة، إذ يسهمان في تنمية الإبداع والقدرة على حلّ المشكلات. وعلى الرغم من التطوّر المعرفيّ الملموس للطفل في هذه المرحلة، إلّا أنّه لا يزال غير قادرٍ على أداء المهامّ والعمليّات المعقّدة.    بمعنًى آخر، هذه هي المرحلة التي تبدأ فيها الأسئلة المفتوحة التي لا تنتهي، مثل: "لماذا؟"، و"من أين يأتي؟"، و"كيف ذلك؟". إنّها المرحلة التي ينمو فيها فضول الطفل بشكلٍ كبيرٍ، فيرغب في فهم كلّ شيء من حوله.    التطوّر العاطفيّ والاجتماعيّ: تبدأ المهارات الاجتماعيّة ومهارات تنظيم الذات في التطوّر، فيبدأ الأطفال في فهم مجموعةٍ أوسع من المشاعر، والتعبير عنها. كما يتعلّمون التفاعل مع الأقران، وهو أمرٌ حيويٌّ للتعلّم الاجتماعيّ. يبدأ الأطفال أيضًا في فهم التعاطف، وتعلّم أساسيّات المشاركة والتعاون. لكنّ الخبر غير السارّ أنّ هذه المرحلة هي بداية ظهور صفاتٍ لدى الطفل، مثل العناد والعصيان، وفترة ظهور الفروقات الفرديّة بين الإناث والذكور. فنجد أنّ الإناث أصبحن عنيداتٍ، بينما يصبح الذكور أكثر تخريبًا. كما أنّ صفتَيّ العصبيّة والغضب تظهران أيضًا في هذه المرحلة.    تطوّر اللغة: تتوسّع المفردات بسرعةٍ خلال هذه الفترة، ويبدأ الأطفال في تكوين جملٍ كاملة. كما يطوّرون مهارات القواعد الأساسيّة، على الرغم من أنّ كلامهم غالبًا ما يتضمّن أخطاءً جذّابةً، وتعميم القواعد بشكلٍ مفرطٍ، مثل التذكير دائمًا، أو التأنيث دائمًا.    الطفولة المتوسّطة (من 6 إلى 12 سنة)  تغطّي الطفولة المتوسّطة الأعمار من 6 إلى 12 سنةً، وتتوافق مع سنوات الدراسة الابتدائيّة. تتميّز هذه المرحلة بنموٍّ كبيرٍ في القدرات المعرفيّة، وزيادة الاستقلاليّة، وتأسيس حياةٍ اجتماعيّةٍ أكثر تنظيمًا.  خصائص مرحلة الطفولة المتوسّطة  التطوّر البدنيّ: يستمرّ النموّ في الطول والوزن، ولكنّه يكون أبطأ ممّا كان عليه في المراحل السابقة. تصبح النسب الجسديّة للطفل مشابهةً لخصائص الكبار، فمثلًا تصبح الأطراف طويلةً، ويزداد النموّ في العضلات، ما يسمح للأطفال بالمشاركة في أنشطةٍ بدنيّةٍ ورياضيّةٍ أكثر تعقيدًا.    التطوّر المعرفيّ: يحدّد بياجيه هذه المرحلة بأنّها "مرحلة العمليّات الملموسة"، والتي يتطوّر فيها التفكير المنطقيّ. يمكن للأطفال إجراء عمليّاتٍ على أشياء ملموسةٍ، وفهم مفاهيم أكثر تعقيدًا، مثل أنّ الكمّيّة تظلّ ثابتةً، حتّى وإن تغيّر شكلها. كما تنمو لدى الطفل الرغبة في اكتشاف الأسرار المُتعلّقة ببيئته، ويصبح أكثر إدراكًا للعالم الخارجيّ، كما يبدأ في تطوير القدرة على التفكير في جوانب متعدّدةٍ في وقتٍ واحد.    التطوّر العاطفيّ والاجتماعيّ: تظهر في هذه المرحلة مقدرة الطفل على ضبط انفعالاته، فيتعلّم كيفيّة التخلّي عن الحاجات التي قد تؤدّي إلى غضب والديه أو غيرهم. تبدأ القيم والمبادئ بالتشكّل، فيهتمّ بالتقييم الأخلاقيّ، والضمير، وغيرها من الأمور. تصبح الصداقات أكثر أهمّيّةً، ويبدأ الأطفال في تقدير آراء أقرانهم وقبولهم، ويصبحون أكثر مهارةً في فهم مشاعر الآخرين، وتعلّم القواعد الاجتماعيّة المعقّدة. كما يصبح مفهوم الذات وتقديرها أمر مهمّ في هذه المرحلة، ويتأثّر إلى حدٍّ كبيرٍ بالنجاحات أو الإخفاقات الأكاديميّة والاجتماعيّة.    التطوّر اللغويّ: يستمرّ الأطفال في مرحلة الطفولة المتوسّطة في تحسين مهاراتهم اللغويّة، فيطوّرون فهمًا أفضل للقواعد، ويوسّعون مفرداتهم بشكلٍ كبيرٍ، ويتعلّمون فهم لغةٍ أكثر تعقيدًا وتجريدًا، إلى جانب استخدامها.    المراهقة (من 12 إلى 18 سنة)  المراهقة هي المرحلة الانتقاليّة من الطفولة إلى مرحلة البلوغ، وتمتدّ من سنّ الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة. تتميّز هذه الفترة بالنموّ البدنيّ السريع، والشدّة العاطفيّة، والبحث عن الهويّة.  خصائص مرحلة المراهقة  التطوّر البدنيّ: تتميّز المراهقة بالبلوغ، وهي فترة من النموّ البدنيّ السريع، والتغيّرات الهرمونيّة التي تؤدّي إلى النضج الجنسيّ. تحدث طفرات النموّ، وتصبح الخصائص الجنسيّة الثانويّة، مثل نموّ الثدي لدى الفتيات، وشعر الوجه لدى الأولاد، أكثر وضوحًا.    التطوّر المعرفيّ: يدخل المراهقون "المرحلة العمليّاتيّة الرسميّة" لبياجيه، إذ تصبح مهارات التفكير المجرّد والاستدلال أكثر تعقيدًا. كما يطوّرون القدرة على التفكير في المواقف الافتراضيّة، والتخطيط للمستقبل، والنظر في الآثار الأخلاقيّة.    التطوّر العاطفيّ والاجتماعيّ: يعدّ تكوين الهويّة مهمّةً أساسيّةً في مرحلة المراهقة، بحسب إريك إريكسون. في مراحل التطوّر النفسيّ الاجتماعيّ، غالبًا ما يستكشف المراهقون أدوارًا ومعتقداتٍ وعلاقاتٍ مختلفةً، تسهم في تشكيل هويّتهم الشخصيّة، فيواجهون في هذه المرحلة صراعًا بين الهويّة والارتباك، فيسأل المراهق نفسه: من أنا؟ وما دوري؟ وكيف أتوافق مع الآخرين؟ وأين أذهب في هذه الحياة؟ كما تصبح العلاقات بين الأقران مؤثّرةً للغاية، أكثر من الأسرة في بعض الأحيان، وقد تؤدّي الرغبة في الاستقلال إلى صراعاتٍ مع الوالدين، أو الشخصيّات ذات السلطة.    تطوّر اللغة: تستمرّ مهارات اللغة في التطوّر، فيصبح المراهقون ماهرين في استخدام الجمل المعقّدة، وفهم الفروق الدقيقة في المعنى، وتطوير أنماط التواصل الخاصّة بهم، والتي غالبًا ما تتأثّر بمجموعات الأقران والثقافة الشعبيّة.    ***  تتميّز كلّ مرحلةٍ من مراحل الطفولة بخصائصها الفريدة، من حيث التطوّرات الجسديّة، والإدراكيّة، والعاطفيّة، والاجتماعيّة. يساعد فهم هذه المراحل مقدّمي الرعاية والمعلّمين والأهل، في توفير الدعم والبيئة المناسبة للنموّ الصحّيّ للأطفال. يسمح التعرّف إلى خصائص المراحل بتقدير تعقيدات النموّ، وأهمّيّة رعاية كلّ مرحلةٍ في رحلة الطفل من الطفولة إلى المراهقة، لمساعدته في بناء أساسٍ متينٍ لمستقبله.    المراجع https://www.studysmarter.co.uk/explanations/psychology/developmental-psychology/childhood-development/  https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A9_%D9%88%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5%D9%87%D8%A7  https://www.alukah.net/culture/0/44786/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A9..-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5/ https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D9%87_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%8A  https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B1%D9%8A%D9%83_%D8%A5%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%B3%D9%88%D9%86 

كيف أنجح في تعويد الطفل على النوم بمفرده؟

لعلّ الأبوة والأمومة من أصعب الأدوار في الحياة وأكثرها نُبلًا، فمنذ اللحظة الأولى لولادة الطفل تبدأ التحدّيات، من تجهيز مكان مناسب له، والاهتمام بصحّته، ومراقبته ليلًا ونهارًا، وتلبية احتياجاته. ومع ذلك، لا بدّ أن تتقلّص هذه المسؤوليّات مع نموّ الطفل، عندما يصبح قادرًا على تحمّل بعض المسؤوليّات، ومنها النوم بمفرده. لكنّ بعض الأطفال يتعلّقون بوالديهم ويرفضون الابتعاد عنهم، وأحد أشكال هذا الارتباط هو عدم رغبتهم في النوم وحدهم.  يُعدّ النوم المستقلّ إنجازًا مهمًّا، يعزّز الاعتماد على الذات، ويحسّن جودة النوم. إلّا أنّ الأطفال الصغار غالبًا ما يقاومونه لأسباب مختلفة. لذا، فإنّ فهم هذه الأسباب، وتنفيذ استراتيجيّات مناسبة، يمكن أن يسهّل هذه العمليّة لكلّ من الآباء والأطفال. ستتناول هذه المقالة الصعوبات الشائعة التي يواجهها الأطفال عند النوم بمفردهم، وأسبابها، بالإضافة إلى نصائح عمليّة تساعدهم في الانتقال إلى النوم المستقلّ.    لماذا يرفض الأطفال النوم بمفردهم؟  قبل التطرّق إلى النصائح، من الضروريّ فهم الأسباب التي تجعل بعض الأطفال يواجهون صعوبة في النوم بشكل مستقلّ، ومنها:  1. قلق الانفصال: يشعر بعض الأطفال بقلق الانفصال، خصوصًا عند تركهم بمفردهم في غرفة مظلمة. وعلى الرغم من أنّ قلق الانفصال جزء طبيعيّ من تطوّر الطفل، إلّا أنّه يجعل من الصعب عليه الابتعاد عن والديه، لا سيّما وقت النوم. كما أنّ الأطفال الصغار لا يزالون يتعلّمون كيفيّة تنظيم مشاعرهم، ما يتسبّب في صعوبة شعورهم بالاسترخاء، وبالتالي صعوبة النوم من دون وجود أحد والديهم.  2. الخوف من الظلام أو الكوابيس: يمكن أن يكون الخوف من الظلام، أو الوحوش الخياليّة، أو الكوابيس، سببًا في تردّد الأطفال في النوم بمفردهم، إذ تخلق مخيّلتهم الواسعة سيناريوهات مخيفة، تجعل وقت النوم صعبًا بالنسبة إليهم.  3. الاعتياد على النوم المشترك: إذا كان الطفل قد اعتاد على النوم مع والديه، أو في الغرفة نفسها، أو كان لديه روتين يتضمّن هزّه للنوم، فإنّه يتوقّع استمرار هذا الروتين. لذلك، عندما يحاول الأهل تغيير هذا النمط، فمن الطبيعيّ أن يواجه الطفل صعوبة في التأقلم.  4. التغيّرات المصاحبة للنموّ: في بعض المراحل، مثل التسنين، أو التدريب على استخدام الحمّام، قد تضطرب أنماط نوم الطفل، ما يصعّب عليه التكيّف مع ترتيبات النوم الجديدة.  5. بيئة النوم غير المستقرّة: إذا مرّ الطفل بتغيير كبير، مثل بدء الحضانة، أو ولادة شقيق جديد، أو الانتقال إلى منزل جديد، فقد يزيد ذلك من اضطرابه، ويجعله أكثر تعلّقًا بوالديه أثناء النوم.  6. التعب المفرط: عندما يكون الطفل مرهقًا للغاية، فإنّه قد يواجه صعوبة في النوم بمفرده. كما أنّ التعب الزائد قد يؤدّي إلى زيادة مستويات الكورتيزول (هرمون التوتّر)، ما يعيق الاستغراق في النوم بسهولة، ويؤدّي إلى اضطرابات في النوم.  يساعد فهم هذه الأسباب الآباء في التعامل مع تعويد الطفل على النوم بمفرده بتعاطف وصبر. الآن، دعنا نستكشف بعض النصائح العمليّة، لمساعدة الأطفال في تعلّم النوم بمفردهم.    8 نصائح تساعد على تعويد الطفل على النوم بمفرده  1. تأسيس روتين ثابت لوقت النوم  يساعد الروتين الثابت على تهيئة الطفل نفسيًّا وجسديًّا للنوم. ومن الأنشطة التي يمكن أن يتضمّنها:  - الاستحمام: يساعد على الاسترخاء، وإعداد الجسم للنوم.  - الأنشطة الهادئة: مثل قراءة قصّة، أو غناء تهويدة، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.  - تنظيف الأسنان وارتداء البيجاما: يكمل الروتين، ويشير إلى الانتقال من النهار إلى الليل.    2. إنشاء بيئة صديقة للنوم  تؤدّي بيئة النوم دورًا مهمًّا في مساعدة الطفل على النوم بهدوء. لتحقيق ذلك:  - تأكّد من أنّ الفراش مريح، ومناسب لحجم الطفل واحتياجاته.  - حافظ على درجة حرارة الغرفة معتدلة.  - استخدم إضاءة ليليّة خافتة، لتخفيف الخوف من الظلام، ومساعدة الطفل في الاسترخاء.  - اسمح للطفل بأخذ بطانيّته أو لعبته المفضّلة إلى السرير، للشعور بالأمان.    3. استخدام تقنيّات الانتقال التدريجيّ  بدلًا من فرض النوم المستقلّ فجأة، يمكن استخدام استراتيجيّات تدريجيّة، مثل:  - تشجيع الغفوات المستقلّة: شجّع الطفل على النوم بمفرده أثناء فترة القيلولة، إذ يكون أقلّ إجهادًا، وأكثر استعدادًا لبناء الثقة.  - الجلوس بالقرب: في البداية، يمكن للوالدين الجلوس بجانب الطفل إلى أن ينام، ثمّ الابتعاد تدريجيًّا كلّ ليلة.    4. تشجيع مهارات التهدئة الذاتيّة  تعليم الطفل تقنيّات الاسترخاء، مثل التنفّس العميق أو عناق لعبته المفضّلة، يساعده في تهدئة نفسه. كما أنّ التعزيز الإيجابيّ عند تحقيق أيّ تقدّم، مهما كان بسيطًا، يعزّز ثقته بنفسه، ويشجّعه على الاستمرار في المحاولة.    5. معالجة المخاوف والقلق الليليّ  يمكن التحدّث مع الطفل عن مخاوفه، وطمأنته أنّه في أمان. يمكن استخدام أفكار إبداعيّة، مثل "رذاذ الوحش"، (زجاجة رذاذ فيها ماء) لطمأنته، أو تفحّص الغرفة معه، أو تحويل السرير حيث ينام إلى منطقة ممتعة للتواجد فيها.    6. التحلّي بالصبر والمثابرة  يحتاج الطفل إلى الوقت للتكيّف مع النوم المستقلّ. من المهمّ أن يتحلّى الوالدان بالصبر، وأن يكونا داعمَين له، وعدم إجباره على النوم بمفرده بطريقة مفاجئة.    7.  تجنّب الارتباطات السلبيّة بالنوم  يجب جعل وقت النوم تجربة إيجابيّة، والابتعاد عن استخدامه وسيلة للعقاب، حتّى لا يربط الطفل بين النوم والمشاعر السلبيّة.    8. مراقبة الأنشطة النهاريّة  تؤثّر الأنشطة النهاريّة في جودة نوم الطفل، لذا من المهمّ:  - التأكّد من أنّ الطفل يحصل على قسط كافٍ من النشاط البدنيّ أثناء النهار.  - تجنّب الشاشات قبل ساعة على الأقلّ من النوم، لأنّ الضوء الأزرق يعطّل إنتاج الميلاتونين.  - تجنّب الوجبات الثقيلة، أو الغنيّة بالسكّر، قبل النوم.    ***  قد يبدو تعويد الطفل على النوم بمفرده مهمّة مرهقة، خصوصًا في نهاية اليوم، عندما يكون الأهل متعبين. لكنّ فهم الأسباب التي تدفع الأطفال إلى مقاومة النوم المستقلّ، وإنشاء روتين ثابت، وتوفير بيئة مناسبة للنوم، يمكنها تسهيل هذه العمليّة. تذكّر أنّ كلّ طفل يختلف عن الآخر، وما ينجح مع أحد الأطفال، قد لا ينجح مع آخر. ومع المثابرة والصبر، سيتعلّم طفلك النوم بمفرده، ما يسهم في راحته وراحة جميع أفراد الأسرة.   المراجع https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/%D9%A4-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%85-4282  https://mysleepingbaby.com/how-to-teach-a-toddler-to-sleep-without-mom/  https://www.parents.com/kids/sleep/tips/how-do-i-teach-my-child-to-sleep-alone/  https://trbeyah.com/r/%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%85-%D8%A8%D9%85%D9%81%D8%B1%D8%AF%D9%87