والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

طرق فعّالة تساعدك في التعامل مع طفل التوحّد

الوالديّة رحلة مليئة بلحظات تتفاوت بين فترات الراحة والتحدّيات. ولأنّنا نأمل أن نشهد نموّ أطفالنا وازدهارهم نزوِّدهم بأفضل تنشئة ممكنة. أمّا بالنسبة إلى الآباء والأمّهات الذين يربّون طفلًا مصابًا بالتوحّد، فقد تنطوي هذه الرحلة على تحدّيات إضافيّة لمساعدته على تطوير شخصيّته اجتماعيًّا ودراسيًّا. تُقدِّم لكم "منهجيّات" في هذه المقالة مجموعة من الطرق الفعّالة الموصَى بها خلال التعامل مع طفل التوحّد.     ما أهمّ السلوكيّات التي تظهر أثناء التعامل مع طفل التوحّد؟  غالبًا ما تظهر بعض العلامات واضحةً في سلوك الأطفال المصابين بالتوحّد، ولكنّها ليست تشخيصًا قاطعًا في النهاية، ولا تُغني عن التشخيص الطبّيّ. من هذه العلامات:   - صعوبة في استيعاب لغة الجسد والتعبيرات اللغويّة وتمييز الحديث الفكاهيّ.  - الحساسيّة المفرطة وقلّة المرونة نحو تغيير النظام المعتاد. - ضعف الذكاء الاجتماعيّ ومهارات التواصل مع الآخرين. لذلك، يصعب كثيرًا عليهم فهم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم. - صعوبة تأدية نشاط لا يحقّق لهم المتعة المطلوبة أو يتطلّب الصبر والتركيز لمدّة طويلة. - ضعف المهارات التنظيميّة والقدرة على إدارة المهمّات من دون توجيه الآخرين. - الرهاب الاجتماعيّ الشديد وتجنّب الأوساط التفاعليّة. - طفرة في الذكاء الرياضيّ والمهارات الحسابيّة.   ما الخطوات الفعّالة للتعامل مع طفل التوحّد؟  هناك طرق لإجراء محادثات مع الأطفال المصابين بالتوحّد، ويمكنك جعلها أسهل بمراعاة الخطوات الآتية عند التعامل مع طفل التوحّد:   التشخيص قد يحدث أحيانًا أن يشتبه الوالدان في غرابة سلوكيّات أطفالهما وعلاقة طبيعتها باضطراب التوحّد، ولكن يقف التشخيص الطبّيّ عائقًا أمام العلاج لسبب أو لآخر. هذه إحدى الأخطاء التي يقع فيها والدا طفل التوحّد، لأنّه كلّما بدأت رحلة العلاج من الاضطراب في مرحلة أبكر، زادت فرصة الطفل في التعافي، وتقليل الآثار المستقبليّة للاضطراب، وتهيئة الطفل ووالديه للتعامل مع المشكلات المتوقَّع أن يمرّ فيها في الوقت القريب. فإن لم يكن التشخيص الطبّيّ متاحًا لأيّ سبب، فمن الأفضل تنمية الوعي بكيفيّة التعامل مع طفل التوحّد والاستعانة بالمصادر الطبّيّة التثقيفيّة قدر الإمكان، إلى حين إمكانيّة التشخيص.  التمهيد  يجد طفل التوحّد صعوبة في فهم سبب اختلاف طبيعته عن أقرانه، وعجزه في التواصل معهم في سنواته المبكِرة. لذلك، من الضروريّ عند التعامل مع طفل التوحّد بعد التأكّد من تشخيصه أن تبدأ في التمهيد له، وتهيئته للصعوبات التي سوف يواجهها كلّما مرّ بتجربة اجتماعيّة جديدة. ولا تقتصر مرحلة التمهيد على طفل التوحّد، إذ لا تقلّ أهمّيّة تهيئة المُربِّي نفسيًّا عن تهيئة الطفل. فمِن الأخطاء الجسيمة التي تولِّد نتائج عكسيّة قلّة وعي الأهل باضطراب التوحّد، وأثره في طبيعة أطفالهم السلوكيّة، وما يجب عليهم تقديمه للأطفال.   الحوار يعاني طفل التوحّد بالفعل من صعوبة في التواصل الاجتماعيّ والتعبير عن احتياجاته ومشاعره. لذلك، عند التعامل مع طفل التوحّد يقع على عاتق الأهل بذل الجهد الكافي لهدم الحواجز مع أطفالهم، ومحاولة تشجيعهم على الحوار والإفصاح عن مشاعرهم وأفكارهم. وهذه النقطة بالتحديد ليست بالأمر السهل أبدًا، ولكنّها تحتاج إلى الكثير من الصبر وبناء الثقة، فلا يجب أن يُحبَط الوالدان فورًا إن لم تدفع جهودهما طفل التوحّد إلى التفاعل الاجتماعيّ. الصداقة   تُعدّ الصداقة من أكثر الوسائل فاعليّة في التأثير إيجابًا لمعالجة الخجل الاجتماعيّ عند التعامل مع طفل التوحّد. لكنّها، في الوقت نفسه، من الصعوبات النفسيّة، لأنّ طبيعته المختلفة قد تحول بينه واكتساب الأصدقاء والمحافظة على علاقته بهم على المدى الطويل. لذلك، يحتاج طفلك إلى المساعدة ومراقبة طبيعة علاقاته باستمرار، وإلى دعمه لاكتساب دائرة آمنة من الأصدقاء، لأنّ اختلاط الطفل بالوسط غير المناسب أو تعرّضه للتنمّر أو السخرية قد تنتج عنه آثار كارثيّة تعمِّق موقفه السلبيّ من العلاقات الاجتماعيّة. المكافأة  تُعدّ المكافأة من الوسائل التحفيزيّة الإيجابيّة التي تشجِّع طفل التوحّد على الإقبال على تعديل السلوك. لذلك، يجب ألّا يهمل الوالدان تقدير أيّ خطوة إيجابيّة يقوم بها الطفل، أو أيّ خطوة يتحاشى بها خطأً معتادًا في سلوكه. العزيمة الصبر وعدم الاستسلام الفوريّ قاعدتان رئيستان عند التعامل مع طفل التوحّد، حيث تتطلّب رحلة تعديل سلوك طفل التوحّد من الوالدين عدم استعجال التغيير، وتوقّع تكرار الأخطاء بشكل مستمر.  الأنشطة التطوعيّة تفتح الأنشطة التطوعيّة أبوابًا جديدة للطفل لاكتساب المهارات واكتشاف نقاط القوّة والمواهب، وهي من الأساليب الإيجابيّة للحفاظ على صحّته النفسيّة، وتطوير مهاراته الاجتماعيّة تدريجيًّا لدرجة جيّدة، وإن لم تكن مثاليّة مثل أقرانه.  التميّز  عليك أن تعرف عند التعامل مع طفل التوحّد أنّ اضطراب التوحّد من الحالات التي تنطوي على المحنة والمنحة على حدّ سواء. فعادة ما يكون طفل التوحّد عبقريًّا وذا درجة عالية من الموهبة في جوانب معيّنة. وعليه، فإنّ اكتشاف نقاط قوّة الطفل وتوجيهه إلى تطويرها والتعبير عنها، يُعدّان من مفاتيح العلاج السحريّة لتعزيز ثقته بنفسه، وتلبية حاجته إلى التقدير.  التخطيط  على الأهل أن يتذكّروا دائمًا معاناة أطفالهم من ضعف وظيفيّ في تخطيط حياتهم ومهمّاتهم. لذلك، فإنّ دور الأهل في التخطيط لحياة الطفل وربطه بنظام يُحقّق له الاستقرار والإنجاز أمر في غاية الأهمّيّة، إذ لا تساعد طبيعةُ الطفلِ الطفلَ على تنظيم وقته ذاتيًّا والموازنة بين أولويّاته.  المرونة  على الرغم من أهمّيّة وضع نظام لحياة طفل التوحّد، إلّا أنّه من المفيد توقّع عدم سير الأمور بصورة مثاليّة. فيجب أن يتحلّى الأهل ببعض المرونة في تقبّل الطبيعة المعقّدة لأطفالهم، وعدم السعي إلى إخفاء آثار اضطراب التوحّد، بل إلى مساعدة الأطفال على التأقلم مع الوظائف التنفيذيّة لحياتهم.  التقبّل  وأخيرًا، ليست هناك وصفة علاجيّة أهمّ من تقبّل الوالدين طفلهما المصاب بالتوحّد وإشعاره بذلك، لأنّه سيواجه بالفعل الكثير من التمييز في المجتمع. يجب أن يكونا مصدر الحبّ الذي لا ينضب في حياته. لذلك، عندما تتعامل مع طفل التوحّد، تذكّر أنّك مأمنه وملاذه في مجتمعٍ ما زال كثير من أفراده يواجهون مشكلة في تقبّل قدرة طفل التوحّد على صنع إنجازات يفتخر بها.     اقرأ أيضًا كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) صعوبات التعلّم عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://safeminds.org/news/five-ways-to-really-help-people-with-autism/   https://www.appliedbehavioranalysisedu.org/7-tips-for-talking-to-kids-with-autism/   https://ibcces.org/blog/2016/07/15/behavior-strategies/      

استراتيجيّات تربية الطفل على الاستقلال الذاتيّ

أحد أهمّ أهدافك، أبًا أم أمًّا، تربية طفلك ليصبح شخصًا مستقلًّا ومعتمِدًا على نفسه. لا يمكن إنكار حاجة طفلك إليك في بداية حياته، ولكن، عندما يصل طفلك إلى مرحلة المراهقة، ويقلّ اعتماده عليك، يكتسب قدرًا أكبر من الاستقلال في جميع جوانب حياته، حيث تُعدّ هذه المرحلة بالذات تمهيدًا يهيِّئه للتعامل مع متطلّبات الحياة. لذلك، من الأهمّيّة بمكان أن تبني لدى طفلك أسس الاستقلال الذاتيّ والاعتماد على النفس منذ الصغر. من هنا، نناقش في هذا المقال كيفيّة تربية الطفل على الاستقلال الذاتيّ.   كيفيّة تربية الطفل على الاستقلال الذاتيّ؟  يستغرق توجيه طفلك نحو الاستقلاليّة وقتًا وجهدًا وثقة، ولأنّ النتيجة تستحقّ العناء، عليك البدء بتعليم طفلك الاستقلاليّة منذ الصغر. إليك أهمّ الوسائل التربويّة التي تبني في طفلك الشخصيّة المستقلّة:    لا توبّخه على ارتكاب الأخطاء رحّب بأخطاء طفلك فرصةً لتعلّمه، قد يبدو الأمر غير منطقيّ في البداية، لكنّ السماح لطفلك بارتكاب الأخطاء يعلّمه كيفيّة النجاح في الحياة. ذكِّر طفلك بأنّه لا بأس من ارتكاب الأخطاء، وساعده على تبادل الأفكار حول كيفيّة تصحيح تصرّفه في المرّات القادمة. أشركه في المهمّات المنزليّة  شجّع طفلك على القيام بمهمّات صغيرة، مثل وضع ألعابه في مكانها بعد انتهائه من اللعب، أو المساعدة في تفريغ أكياس البقالة، أو ترتيب غرفته. تأكّد من قيامه بالأعمال الروتينيّة الأساسيّة والمناسبة لعمره، لأنّ طفلك يكون أكثر استعدادًا للمساعدة عندما يشعر أنّه مسهِم فعّال في المنزل.  أعطه حريّته ضمن حدود  منح طفلك مستوى معقولًا من الحرّيّة يساعده على بناء مهاراته في اتّخاذ القرار، كما يعزّز فيه الشعور بالمسؤوليّة. يمكن أن يعني ذلك أن تطلب إلى طفلك أن يقرّر إذا كان يريد أن يرتدي قميصًا أحمر أو أزرق، أو السماح له، مثلًا، بزيارة صديقه بعد المدرسة. عندما يتمكّن طفلك من اتّخاذ خياراته بنفسه، تزداد فرص تفكيره بالتجارب والعواقب.  امنحه بعض الخصوصيّة  يحتاج الأطفال إلى مساحة للتعلّم والتطوّر، فمن الصعب أن يصبح طفلك أكثر استقلالًا إذا استمررت بإعطائه الأوامر من دون أن تسمع رأيه أو تعطيه فرصة للتفكير. لذلك، شجّع طفلك على الاعتماد على ذاته بمنحه بعض الخصوصيّة للتفكير في قراراته وتمييز الخطأ من الصواب. إذا وجدت طفلك يتجادل مع أخ أو صديق، أعطه الفرصة لإيجاد حلّ للمشكلة بنفسه.  تجنّب الإفراط في تصحيح أخطائه   تجنّب توجيه طفلك باستمرار عند محاولته الحصول على بعض الاستقلاليّة. على سبيل المثال، إذا طلبت إلى طفلك أن يرتّب سريره، ولم يرتّبه كما يجب، قاوم الرغبة في إصلاحه بنفسك بعد انتهائه. حاول دائمًا أن تضع في اعتبارك أنّ إنجاز مهمّاته بكفاءة ليس الهدف الذي يجب أن تسعى له، بل السماح له بتولّي المسؤوليّة في الدرجة الأولى. اعلم أنّ طفلك لن يرغب في الاستمرار بالمحاولة إذا شعر، في كلّ مرّة، أنّه لا ينجز ما تطلبه وفق معاييرك.  نظّم منزلك تنظيمًا يدعم استقلاليّته   تؤثِّر كيفيّة تنظيم المساحة التي تجمعك بطفلك في قدرته على ممارسة استقلاليّته. اسأل نفسك دائمًا: هل يستطيع طفلك إيجاد أيّ شيء يخصّه بسهولة؟ هل يستطيع الوصول إلى طعامه وشرابه بسهولة؟ هل يمكنه الوصول إلى المغسلة والصابون لغسل يديه من دون طلب المساعدة؟ عندما تهيِّئ له البيئة المناسبة ستلاحظ تطوّر مهاراته في الاعتماد على ذاته كثيرًا. أنشئ لطفلك جدول أعمال   يحتاج الأطفال الذين يتعلّمون مهارة جديدة إلى خطوات عمل محدّدة تشرح بالضبط ما يجب أن يقوموا به. لذلك، من الأفضل أن تقسّم تلك الأوامر الكبيرة إلى أوامر أصغر، كأن يضع ملابسه المتّسخة في السلّة ويرتّب كتبه على الرفّ، إذ يسهِل عليه ذلك إنجاز مهمّاته من دون أن يشعر بعبء المهمّات الكبيرة.  لا تُصرّ على إنجاز مهمّاته   قد تعتقد بأنّ تكرار الأوامر يدفع طفلك إلى الانصياع لها، إلّا أنّ لهذا ردّ فعل عكسيّ يتمثّل في زيادة اعتماد طفلك عليك. لذلك، من الأفضل أن تتجنّب الإصرار على إنجاز طفلك مهمّاته. قدِّم له، بدل ذلك، التوجيهات مرّة واحدة، وامنحه فرصة لإظهار قدرته على أن يكون مستقلًّا.     * * * ينضج كلّ طفل بمعدّل مختلف عن الآخر. لذلك، لا تدع شعور الخيبة يتسلّل إلى داخلك عندما يبدو أنّ أحد أطفالك يجب أن يكون أكثر استقلاليّة ممّا هو عليه. مع القليل من الدعم والتوجيه الإضافيّ، يمكن لطفلك تعلّم المهارات واكتساب الثقة التي يحتاج إليها لتأدية المزيد من الأشياء بنفسه، كي تكون تربية الطفل على الاستقلال الذاتيّ استراتيجيّة ناجحة.     أقرأ أيضًا: أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) دور اللعب في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.todaysparent.com/kids/teaching-kids-to-be-more-independent/   https://www.verywellfamily.com/how-to-teach-your-kids-to-be-more-independent-4779863   https://www.mommynearest.com/article/10-tips-for-raising-independent-children          

كيف أدعم طفلي في مواجهة مخاوفه؟

العائلة مصدر الأمان الأوّل للطفل. لذلك، يؤثِّر الدعم الأسريّ للطفل في مدى تأثير المخاوف والهواجس النفسيّة في سلوكه ووتيرة تطوّره الشخصيّ وانفتاحه على التجارب، فضلًا عن مدى قدرته على مواجهة التحدّيات عامّةً. فلدعم الطفل العائليّ الأثر البالغ في مدى قدرته على كسر حواجز الخوف ومواجهة التجارب غير المألوفة في حياته مستقبلًا. نتناول في هذا المقال بعض الطرق التربويّة التي تساعد المربّي على العبور بطفله إلى برّ الأمان، من دون أن تكون مخاوفه عائقًا يحول بينه وأحلامه.    ما أكثر الأسباب شيوعًا لخوف الأطفال؟  تتعدّد الأسباب التي من شأنها تنمية المخاوف في شخصيّة الطفل، وتختلف من حالة إلى أخرى، ومن ظروف عائليّة واجتماعيّة إلى أخرى. من هنا، تؤدّي البيئة المحيطة بالطفل دورًا رئيسًا في تعزيز ثقته بنفسه أو تحطيمها، لأنّ الأطفال يتأثّرون بحديث الآخرين معهم أو عنهم، ويعتبرونه مصدر شعورهم بالاستحقاق، إن كان إيجابيًّا، أو مثبّطًا القيمة الذاتيّة، إن كان سلبيًّا. إليك بعض الأسباب التي تؤدّي إلى تنامي مخاوف الطفل:  النقد المستمرّ كثرة إلقاء اللوم على الطفل ونقد سلوكه نقدًا لاذعًا ومستمرًّا يؤثِّر سلبًا في نفسيّته، ويضعف ثقته بنفسه، ممّا يبني لديه قناعة خاطئة بضعف قدراته وعجزه عن تطويرها، ويجعل صورته الذاتيّة هشّة وضعيفة أمام نفسه. تؤثِّر تلك الانتقادات سلبيًّا في وتيرة نضج الطفل وإقباله على التجربة عامّة، فيُفضِّل بعدها البقاء في منطقة الراحة، بدلًا من المغامرة والتعرّض للفشل الذي يعدّ أكبر مخاوف الطفل الذي يتعرّض للنقد واللوم، لأنّه يعتاد على محاسبة نفسه بقسوة كما يفعل الآخرون، ويسعى إلى الكماليّة ورفض تقبّل الخطأ من نفسه أو الآخرين.  الفقد   يعاني الأطفال المتعرّضين للفقد، أيًّا كان نوعه، الخوفَ من تكوين العلاقات. فدائمًا ما يعاني هؤلاء الأطفال التعلّق بالأشياء والأشخاص لخوفهم من الفقدان. من هنا، تؤدِّي صدمة الفقد إلى قلّة شعور الطفل بالأمان، ممّا يصيبه بالهشاشة النفسيّة ويخلّ باتزانه النفسيّ ونضجه العاطفيّ مستقبلًا. ومن الآثار المؤلمة للخوف من الفقد لدى الطفل عدوانيّته أحيانًا ضد الآخرين، خوفًا على ممتلكاته، ويؤدّي خوفه من الارتباط بالأشخاص والأشياء إلى تشييد الحواجز بينه والعالم الخارجيّ. العنف  يُعدّ التعرّض للعنف في الطفولة من أكثر الجروح النفسيّة التي تتحوّل إلى مخاوف عميقة في حياة الطفل وتستمرّ معه، فلا يكون من السهل تجاوز تلك الصدمة وإعادة بناء الثقة في الناس مرّة أخرى، ولا سيّما إن كان المُعنِّف فردًا من العائلة أو من المقرّبين، أي ضمن دائرة الأمان التي تُمثِّل مصدر الثقة للطفل. الأمر الذي يعكس العدوانيّة التي تعرّض إليها على سلوكه، ويفقده الثقة في قبول الآخرين وحبّهم.   كيف أدعم طفلي في مواجهة مخاوفه؟  يتمثّل دورك، كونك أحد الوالدين، في مساعدة طفلك على تطوير المهارات والمرونة اللازمة لمواجهة مخاوفه والتغلّب عليها. إليك أهمّ الطرق التربويّة السليمة لتساعد طفلك على التغلّب على مخاوفه.   كوّن معه علاقة آمنة  من أهمّ الطرق التي تساعد طفلك على البوح بمخاوفه ونقاط ضعفه بارتياح، وجود مساحة آمنة بينكما. فعند شعور طفلك بالثقة والأمان يتمكّن من الإفصاح لك عمّا يعانيه من آلام نفسيّة ومخاوف، ممّا يساعدك على تفهّم ردود أفعاله وتصرّفاته ومساعدته على تخطّيها بسهولة. فكلّما اتضحت لديك الصورة استطعت استيعاب الطفل أسرع.  ادعمه نفسيًّا للتشجيع والرسائل الإيجابيّة وقع جميل وأثر إيجابيّ في مسامع طفلك. لذا، عليك دعم طفلك نفسيًّا باستمرار، وتسليط الضوء على محاسنه ونقاط قوّته ومواهبه وإقناعه بها، لأنّ تعزيز صورته الذاتيّة الإيجابيّة وثقته بنفسه يؤول، لا محالة، إلى اكتسابه الشجاعة الكافية لهزيمة مخاوفه، وتقبّل أخطائه والعمل على إصلاحها من دون حساسيّة أو هشاشة نفسيّة.  شجّعه على تكوين صداقات  دائرة العلاقات وسيلة علاجيّة لا غنى عنها في حياة الطفل، لأنّ الأصدقاء هم الداعم الأوّل للطفل، وأكثر العوامل تأثيرًا في تكوين شخصيّته المستقلّة. فالأطفال يتأثّرون بأقرانهم وبما يجمعهم من تجارب مرتبطة بمرحلتهم العمريّة. وبقدر أهمّيّة العلاقة الأسريّة في تعزيز نقاط القوّة في شخصيّة الطفل، فإنّ تفاعل الطفل الاجتماعيّ مع محيطه، بعيدًا عن عالمه المغلق في المنزل، خطوة مهمّة للغاية في طريق اكتسابه الشجاعة وقوّة الشخصيّة اللازمين لهزيمة المخاوف.  تقبّل مخاوفه  شعور الطفل بتقبّل الآخرين له ومحبّتهم غير المشروطة مفتاح أساسيّ لاكتسابه الثقة في قدرته على اجتياز التحدّيات، والخروج عن المألوف من دون الخوف من العواقب، أو التعرّض إلى الرفض أو الفشل. امنحه الوقت الذي يحتاج إليه يجب أن يعرف الولدان أنّ خوف الأطفال شعور قويّ جدًّا يستغرق تجاوزه وقتًا. لذلك، دع طفلك يعرف أنّك تؤمن بقدرته على تجاوز مخاوفه مع مرور الوقت. ومن هنا، كن صبورًا معه واستغلّ كلّ تصرّف يؤدّيه لمنحه الثقة بنفسه. قد يحتاج الأطفال، ولا سيّما الصغار منهم، إلى بضع محاولات قبل أن تتحسّن الأمور. لذا، لا تستسلم إذا لم تختفِ مخاوف طفلك بسرعة.  ضعه في المقدّمة   ضع طفلك دائمًا في المقدّمة وأشعِره بأنّه سيّد الموقف. قد تبدو هذه الطريقة غير اعتياديّة، ولكنّها تأتي بنتائج إيجابيّة على المدى البعيد. فعند زيارتكم، مثلًا، أحد الأشخاص قدِّمه أولًا وأشعره بأهمّيّته، وعندما يخرج معك دعه يجلس في المقعد الأماميّ للسيّارة. تُعدّ هذه استراتيجيّة نفسيّة تشعره بالأهميّة وتمنحه فرصة الاندماج مع العالم الخارجيّ والتمعّن بتفاصيله.     * * * تعدّ مساعدة الطفل على التغلّب على مخاوفه عمليّة تدريجيّة تتطلّب بذل جهدٍ لا بأس به من الصبر والتعاطف والتفهّم. يمكنك تمكين طفلك من تطوير المهارات اللازمة لمواجهة مخاوفه، بخلق بيئة داعمة وتقديم التوجيه الصحيح، ليصبح فردًا منفتحًا وواثقًا. وتذكّر أن مخاوف الطفولة هي جزء من النموّ، ودورك، والدًا ووالدة، أو مقدّم رعاية، هو أن تكون لطفلك مصدرًا للراحة والتشجيع طوال الوقت.   العائلة مصدر الأمان الأوّل للطفل. لذلك، يؤثِّر الدعم الأسريّ للطفل في مدى تأثير المخاوف والهواجس النفسيّة في سلوكه ووتيرة تطوّره الشخصيّ وانفتاحه على التجارب، فضلًا عن مدى قدرته على مواجهة التحدّيات عامّةً. فلدعم الطفل العائليّ الأثر البالغ في مدى قدرته على كسر حواجز الخوف ومواجهة التجارب غير المألوفة في حياته مستقبلًا. نتناول في هذا المقال بعض الطرق التربويّة التي تساعد المربّي على العبور بطفله إلى برّ الأمان، من دون أن تكون مخاوفه عائقًا يحول بينه وأحلامه.    ما أكثر الأسباب شيوعًا لخوف الأطفال؟  تتعدّد الأسباب التي من شأنها تنمية المخاوف في شخصيّة الطفل، وتختلف من حالة إلى أخرى، ومن ظروف عائليّة واجتماعيّة إلى أخرى. من هنا، تؤدّي البيئة المحيطة بالطفل دورًا رئيسًا في تعزيز ثقته بنفسه أو تحطيمها، لأنّ الأطفال يتأثّرون بحديث الآخرين معهم أو عنهم، ويعتبرونه مصدر شعورهم بالاستحقاق، إن كان إيجابيًّا، أو مثبّطًا القيمة الذاتيّة، إن كان سلبيًّا. إليك بعض الأسباب التي تؤدّي إلى تنامي مخاوف الطفل:  النقد المستمرّ كثرة إلقاء اللوم على الطفل ونقد سلوكه نقدًا لاذعًا ومستمرًّا يؤثِّر سلبًا في نفسيّته، ويضعف ثقته بنفسه، ممّا يبني لديه قناعة خاطئة بضعف قدراته وعجزه عن تطويرها، ويجعل صورته الذاتيّة هشّة وضعيفة أمام نفسه. تؤثِّر تلك الانتقادات سلبيًّا في وتيرة نضج الطفل وإقباله على التجربة عامّة، فيُفضِّل بعدها البقاء في منطقة الراحة، بدلًا من المغامرة والتعرّض للفشل الذي يعدّ أكبر مخاوف الطفل الذي يتعرّض للنقد واللوم، لأنّه يعتاد على محاسبة نفسه بقسوة كما يفعل الآخرون، ويسعى إلى الكماليّة ورفض تقبّل الخطأ من نفسه أو الآخرين.  الفقد   يعاني الأطفال المتعرّضين للفقد، أيًّا كان نوعه، الخوفَ من تكوين العلاقات. فدائمًا ما يعاني هؤلاء الأطفال التعلّق بالأشياء والأشخاص لخوفهم من الفقدان. من هنا، تؤدِّي صدمة الفقد إلى قلّة شعور الطفل بالأمان، ممّا يصيبه بالهشاشة النفسيّة ويخلّ باتزانه النفسيّ ونضجه العاطفيّ مستقبلًا. ومن الآثار المؤلمة للخوف من الفقد لدى الطفل عدوانيّته أحيانًا ضد الآخرين، خوفًا على ممتلكاته، ويؤدّي خوفه من الارتباط بالأشخاص والأشياء إلى تشييد الحواجز بينه والعالم الخارجيّ. العنف  يُعدّ التعرّض للعنف في الطفولة من أكثر الجروح النفسيّة التي تتحوّل إلى مخاوف عميقة في حياة الطفل وتستمرّ معه، فلا يكون من السهل تجاوز تلك الصدمة وإعادة بناء الثقة في الناس مرّة أخرى، ولا سيّما إن كان المُعنِّف فردًا من العائلة أو من المقرّبين، أي ضمن دائرة الأمان التي تُمثِّل مصدر الثقة للطفل. الأمر الذي يعكس العدوانيّة التي تعرّض إليها على سلوكه، ويفقده الثقة في قبول الآخرين وحبّهم.   كيف أدعم طفلي في مواجهة مخاوفه؟  يتمثّل دورك، كونك أحد الوالدين، في مساعدة طفلك على تطوير المهارات والمرونة اللازمة لمواجهة مخاوفه والتغلّب عليها. إليك أهمّ الطرق التربويّة السليمة لتساعد طفلك على التغلّب على مخاوفه.   كوّن معه علاقة آمنة  من أهمّ الطرق التي تساعد طفلك على البوح بمخاوفه ونقاط ضعفه بارتياح، وجود مساحة آمنة بينكما. فعند شعور طفلك بالثقة والأمان يتمكّن من الإفصاح لك عمّا يعانيه من آلام نفسيّة ومخاوف، ممّا يساعدك على تفهّم ردود أفعاله وتصرّفاته ومساعدته على تخطّيها بسهولة. فكلّما اتضحت لديك الصورة استطعت استيعاب الطفل أسرع.  ادعمه نفسيًّا للتشجيع والرسائل الإيجابيّة وقع جميل وأثر إيجابيّ في مسامع طفلك. لذا، عليك دعم طفلك نفسيًّا باستمرار، وتسليط الضوء على محاسنه ونقاط قوّته ومواهبه وإقناعه بها، لأنّ تعزيز صورته الذاتيّة الإيجابيّة وثقته بنفسه يؤول، لا محالة، إلى اكتسابه الشجاعة الكافية لهزيمة مخاوفه، وتقبّل أخطائه والعمل على إصلاحها من دون حساسيّة أو هشاشة نفسيّة.  شجّعه على تكوين صداقات  دائرة العلاقات وسيلة علاجيّة لا غنى عنها في حياة الطفل، لأنّ الأصدقاء هم الداعم الأوّل للطفل، وأكثر العوامل تأثيرًا في تكوين شخصيّته المستقلّة. فالأطفال يتأثّرون بأقرانهم وبما يجمعهم من تجارب مرتبطة بمرحلتهم العمريّة. وبقدر أهمّيّة العلاقة الأسريّة في تعزيز نقاط القوّة في شخصيّة الطفل، فإنّ تفاعل الطفل الاجتماعيّ مع محيطه، بعيدًا عن عالمه المغلق في المنزل، خطوة مهمّة للغاية في طريق اكتسابه الشجاعة وقوّة الشخصيّة اللازمين لهزيمة المخاوف.  تقبّل مخاوفه  شعور الطفل بتقبّل الآخرين له ومحبّتهم غير المشروطة مفتاح أساسيّ لاكتسابه الثقة في قدرته على اجتياز التحدّيات، والخروج عن المألوف من دون الخوف من العواقب، أو التعرّض إلى الرفض أو الفشل. امنحه الوقت الذي يحتاج إليه يجب أن يعرف الولدان أنّ خوف الأطفال شعور قويّ جدًّا يستغرق تجاوزه وقتًا. لذلك، دع طفلك يعرف أنّك تؤمن بقدرته على تجاوز مخاوفه مع مرور الوقت. ومن هنا، كن صبورًا معه واستغلّ كلّ تصرّف يؤدّيه لمنحه الثقة بنفسه. قد يحتاج الأطفال، ولا سيّما الصغار منهم، إلى بضع محاولات قبل أن تتحسّن الأمور. لذا، لا تستسلم إذا لم تختفِ مخاوف طفلك بسرعة.  ضعه في المقدّمة   ضع طفلك دائمًا في المقدّمة وأشعِره بأنّه سيّد الموقف. قد تبدو هذه الطريقة غير اعتياديّة، ولكنّها تأتي بنتائج إيجابيّة على المدى البعيد. فعند زيارتكم، مثلًا، أحد الأشخاص قدِّمه أولًا وأشعره بأهمّيّته، وعندما يخرج معك دعه يجلس في المقعد الأماميّ للسيّارة. تُعدّ هذه استراتيجيّة نفسيّة تشعره بالأهميّة وتمنحه فرصة الاندماج مع العالم الخارجيّ والتمعّن بتفاصيله.     * * * تعدّ مساعدة الطفل على التغلّب على مخاوفه عمليّة تدريجيّة تتطلّب بذل جهدٍ لا بأس به من الصبر والتعاطف والتفهّم. يمكنك تمكين طفلك من تطوير المهارات اللازمة لمواجهة مخاوفه، بخلق بيئة داعمة وتقديم التوجيه الصحيح، ليصبح فردًا منفتحًا وواثقًا. وتذكّر أن مخاوف الطفولة هي جزء من النموّ، ودورك، والدًا ووالدة، أو مقدّم رعاية، هو أن تكون لطفلك مصدرًا للراحة والتشجيع طوال الوقت.     اقرأ أيضًا صعوبات التعلّم عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://wordfromthebird.blog/the-blog/how-to-deal-with-insecure-child/   https://www.psychologytoday.com/us/blog/understand-other-people/201507/teenage-insecurities        

كيف توفِّر الرعاية لطفلك في ظلّ الكوارث الطبيعيّة؟

يمكن للكوارث الطبيعيّة، مثل الأعاصير والزلازل وحرائق الغابات والفيضانات، أن تضرب بشكل غير متوقع، ممّا يترك العائلات في حالة من الفوضى والضيق. وعندما يشارك الأطفال، تصبح الحاجة إلى التخطيط والدعم الدقيقين أكثر أهمّيّة. يعدّ ضمان سلامة طفلك ورفاهيّته وصحّته العاطفيّة خلال هذه الأوقات الصعبة أولويّة قصوى. نناقش في هذا المقال كيفيّة تقديم الرعاية لطفلك أثناء الكوارث الطبيعيّة، وفق ما يساعدك على الاستعداد لما هو غير متوقّع.    أنواع الكوارث الطبيعيّة يمكن أن تسبّب الكوارث الطبيعيّة الكثير من الأضرار، وتدمّر المنازل والأشياء الثمينة. كما تؤدّي إلى وقوع إصابات وخسائر في الأرواح، تتطلّب منك قوّة في التعامل معها، مع توفير الرعاية لطفلك. ومن أكثرها شيوعًا:   - الزلازل  - الفيضانات  - العواصف  - الأعاصير  - حرائق الغابات  - الجفاف  - تفشّي الأمراض المعدية    ردود فعل الطفل العاطفيّة أثناء وقوع كارثة طبيعيّة تتباين طريقة تعبير الطفل عن مشاعره في ظلّ الكوارث الطبيعيّة، إلّا أنّ المشاعر بحدّ ذاتها تبقى مشتركة بين معظم الأطفال. إليك أهمّ ردود الفعل العاطفيّة التي تصدر من طفلك في ظلّ الكوارث الطبيعيّة:   - الحزن الشديد على فقدان المنزل أو أحد أفراد العائلة أو الممتلكات.  - الشعور بالمسؤوليّة عن الكارثة والارتباك والشعور بالذنب، ولا سيّما إذا تجاوز الطفل الكارثة دون الآخرين.  - الشعور بالوحدة.  - الغضب وسرعة الانفعال.  - صعوبة في النوم.    كيف تدعم طفلك أثناء الكارثة؟  يحتاج طفلك إلى مساعدتك لفهم ما يحدث أثناء وقوع كارثة طبيعيّة، فقد تكون لديه مخاوف خفيّة لا تتوقّعها، أو قد يعبِّر عن مخاوفه بطرق جديدة. وقد يكون من الصعب على طفلك أن يشرح ما الذي يثير قلقه.  طمئنه   قبل أيّ شيء ذكّر طفلك بحبّك ورعايتك له، ودعه يعرف أنّك ستستمرّ بدعمه حتّى انتهاء الكارثة، وأنّك، بغض النظر عن حجم الكارثة، موجود لحمايته.  اخلق مساحة آمنة  يعدّ إنشاء بيئة آمنة أمرًا بالغًا في الأهمّيّة لحماية طفلك. لذلك، حاول تخصيص مساحة آمنة داخل منزلك، بعيدًا عن النوافذ والمخاطر المحتمَلة، واضمن راحته وشعوره بالحياة الطبيعيّة.  حافظ على التواصل معه  من أهمّ خطوات دعم طفلك أثناء الكوارث الطبيعيّة بدء التواصل المفتوح والصادق، بشرح الوضع بما يناسب عمره، والردّ على أسئلته ومخاوفه. كما أنّه من الضروريّ استخدام لغة مطمئنة والتأكيد على وجودك الدائم للحفاظ على سلامته.  اهدأ أمام طفلك  من الطبيعيّ جدًا أن تشعر أنت أيضًا بالتوتّر والقلق، ولكن حاول قدر المستطاع أن تحافظ على هدوئك وتماسكك عندما تكون مع طفلك. يمكن أن يساعد استقرارك العاطفيّ في طمأنته وتهدئته.  عالج احتياجاته العاطفيّة قد يشعر الأطفال بمجموعة من المشاعر المتضاربة أثناء وقوع كارثة طبيعيّة، بما في ذلك الخوف أو الغضب أو الحزن. حاول تشجيع طفلك على التعبير عن مشاعره، بالتحدّث أو الفنّ أو الكتابة، وأكّد له بأنّ هذه المشاعر طبيعيّة للغاية، وذكّره بوقوفك بجانبه وقتما أراد التحدّث عنها.   أشركه في الاستعداد  يمكن لإشراك طفلك في عمليّة الاستعداد أن يحدّ من قلقه. تدرّب معه على طريقة الإخلاء الآمن، وما يجب فعله في حالات الطوارئ المختلفة، حيث تساعده هذه المعرفة على شعوره بالسيطرة على الموقف والطمأنينة.  لا تعرّضه كثيرًا للمصادر الإخباريّة  قد يكون التعرّض المستمرّ للتغطية الإخباريّة والصور أمرًا مربكًا طفلك. لذلك، حدّ من تعرّضه لوسائل الإعلام، وانتقِ المعلومات التي تشاركها معه، وركّز على الجوانب الإيجابيّة للدعم المجتمعيّ.   كيف تدعم طفلك بعد الكارثة؟   في الوقت الذي قد يبدو فيه طفلك على ما يرام أثناء الكارثة الطبيعيّة، قد يواجه صعوبة في التأقلم بعد وقوعها. حاول أن تفهم كيف يشعر طفلك، وزوّده بالمعلومات المناسبة لعمره ومرحلة نموّه. من الأفضل له أن يعرف الحقائق، بدلاً من أن يترك خياله يصوِّر له الأسوأ. في ما يلي بعض الطرق لرعاية طفلك بعد وقوع الكارثة الطبيعيّة:  - شجّع طفلك على تناول الطعام والحصول على قسط جيّد من النوم.  - حافظ على الروتين قدر الإمكان لمساعدة طفلك على الشعور بالأمان.  - اسأل طفلك عن شعوره وأفكاره.  - شجّع طفلك على اللعب والمرح، حيث يمكن أن يساعده ذلك على الشفاء.  - مارس مع طفلك أنشطة لطيفة كلّما استطعت ذلك.  - ساعد طفلك على البقاء على اتّصال مع أصدقائه قدر المستطاع.   - حاول استخدام تقنيات التهدئة مع طفلك، مثل اليقظة الذهنية أو التنفّس المريح.    * * * بينما تسعى جاهدًا إلى دعم صغيرك في أعقاب الكارثة وأثنائها، لا تنسَ نفسك من بعض الاهتمام. يمكنك، بطلب المساعدة وممارسة الرعاية الذاتيّة والتواصل مع شبكات الدعم، التأكّد من جهوزيّتك العاطفيّة والجسديّة لتوفير الحبّ والطمأنينة التي يعتمد عليها طفلك في ظلّ الأوضاع الصعبة.  اقرأ أيضًا أثر الحرب في الطفل بين الفقر والحرمان من الطفولة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد والعصبيّ في عمر الثالثة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع https://www.seattlechildrens.org/health-safety/keeping-kids-healthy/development/coping-with-trauma-disaster/  https://www.savethechildren.org/us/charity-stories/help-children-cope-with-disaster      

المهارات الحياتيّة العشر الأهمّ للأطفال

مع تطوّر العالم بسرعة، يمتدّ دور التعليم إلى ما وراء الجانب الأكاديميّ. بينما تظلّ موضوعات، مثل الرياضيّات والعلوم والأدب، ضروريّة. ويبقى الاعتراف المتزايد بالحاجة إلى تزويد الأطفال بالمهارات الحياتيّة الأساسيّة للنموّ في مجتمع دائم التغيّر ضروريًّا أيضًا. تتجاوز هذه المهارات الحياتيّة التعلّم التقليديّ في الفصول الدراسيّة، وتشمل مجموعة متنوّعة من القدرات التي تعزِّز النموّ الشخصيّ والاعتماد على الذات، من التواصل وحلّ المشكلات، إلى محو الأمّيّة الماليّة والذكاء العاطفيّ، حيث يمكِّن تعليم الأطفال هذه المهارات من التغلّب على تحدّيات الحياة واغتنام الفرص بثقة. في هذا المقالة نكتشف المهارات الحياتيّة للأطفال التي يجب أن يعرفها كلّ طفل لكي يزدهر أكاديميًّا.   أهمّ المهارات الحياتيّة للأطفال يجب عليك، أكنت أبًا أم أمًّا، غرس بعض المهارات الحياتيّة الأساسيّة في طفلك، بما في ذلك المهارات الاجتماعيّة والشخصيّة والتنسيق وحلّ المشكلات والمهارات الإبداعيّة. في ما يلي قائمة من المهارات الحياتيّة الأساسيّة التي يجب عليك مساعدة طفلك على اكتسابها:  الاستقلاليّة  اسمح لطفلك بفهم بعض الأشياء بنفسه، بمنحه فرص القيام بالمهمّات والنشاطات من دون مساعدته. يساعد ذلك في بناء الثقة بالنفس واحترام الذات، ويشجّعه على القيام بمهمّات بسيطة، بالاعتماد على نفسه. اتّخاذ القرارات   اتّخاذ القرارات المناسبة مهارة حياتيّة رئيسة يجب أن يتعلّمها كلّ طفل ويمارسها منذ الصغر. على سبيل المثال، اسمح لطفلك بالاختيار بين أنواع مختلفة من الملابس والطعام والألعاب. يمكن أن يؤدّي تشجيع طفلك على فهم نتائج اختياراته إلى تحسين قدراته على الإدارة الذاتيّة، ولا سيّما عندما يكون اتّخاذ القرارات ناتجًا عن تعلّمه من أخطائه. ولكن، عليك تأدية دورك بإرشاد طفلك خلال هذه العمليّة لمساعدته على الموازنة بين الإيجابيّات والسلبيّات قبل اتّخاذ أيّ قرار.  الدفاع عن النفس  تساعد مهارات الدفاع عن النفس الطفل على اكتساب الثقة بالنفس والقوّة الداخليّة، وتخدمه جيّدًا في حياته. لا يقتصر الدفاع عن النفس على حماية نفسه جسديًّا فحسب، بل يتضمّن أن يكون استباقيًّا لمنع المشكلات واستخدام الحزم للردّ على التنمّر، كما أنّه يعلّم الأطفال كيفيّة التعرّف إلى المواقف الخطرة وتقييمها قبل التعامل معها بالقوّة الجسديّة. التفاهم  عندما يشرح طفلك بعض المواقف الصعبة التي واجهها هو أو أصدقاؤه، شجِّعه على النظر إلى الموقف من منظور شخص آخر، وعلّمه ردود الفعل العاطفيّة التي ينقلها الناس في المواقف المختلفة. يمكن أن يؤدّي ذلك إلى تحسين مهارات حلّ المشكلات لديهم، وقدرتهم على فهم الأشخاص من حولهم، بالإضافة إلى تطوير ذكائه العاطفيّ.  إدارة الوقت   إدارة الوقت مهارة تساعد الأطفال في كلّ نشاط يقومون به. يعلّمهم التفريق بين العمل المهمّ والعمل العاجل وتحديد أولويّات مهمّاتهم وواجباتهم. لمعرفة بعض النصائح حول كيفيّة تعليم إدارة وقت الأطفال. وللمزيد ننصحك بقراءة هذا المقال: أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال. المسؤوليّة الماليّة  تُعدّ الخبرة بالمال مهارة حيويّة يجب أن يمتلكها كلّ فرد. علِّم طفلك إدارة الأموال، وكيفيّة إنفاقها بمسؤوليّة، والاستثمار بها من أجل مستقبله في سنّ مبكرة. يمكنك إعطاء طفلك مبلغًا معيّنًا من المال مرّة واحدة كلّ خمسة عشر يومًا، أو مرّة واحدة في الشهر. إذا كان طفلك يرغب في شراء شيء باهظ الثمن، فاطلب إليه توفير المال وشرائه. ستضمن هذه الممارسة تخطيط طفلك الصحيح لميزانيّته ​​وعدم الانغماس في الشراء العاطفيّ أو الاندفاعيّ.  النظافة الشخصيّة والاهتمام بالذات   من الضروريّ تعليم طفلك أهمّيّة الصحّة والنظافة الشخصيّة منذ صغره. علِّمه، مثلًا، أهمّيّة تنظيف أسنانه بالفرشاة مرّتين يوميًّا، وغسل يديه، والاستحمام، وتناول الطعام الصحّيّ. يمكنك كذلك إدخال فوائد الطعام في عنايته الجماليّة. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحبّ العناية بشعره، فتحدّث عن الأطعمة التي تحتوي على البروتينات والبوتاسيوم. إذا كان طفلك يحبّ النشاط البدنيّ والرياضة، فتحدّث عن الأطعمة التي تزيد من اللياقة والقدرة على التحمّل.  آداب الطعام  علِّم طفلك آداب المائدة الأساسيّة، مثل استخدام السكين والشوكة أثناء تناول الطعام، وغسل اليدين قبل تناول الطعام، وإغلاق فمه أثناء مضغ الطعام. بالإضافة إلى تعليمه كيفيّة التصرّف في المطعم وكيفيّة طلب الطعام.  استخدام الخرائط  أرشد طفلك في طريق المنطقة التي يسكن فيها، وساعده على تذكِّر الطرقات المختلفة حول المعالم. يمكنك أيضًا أن تطلب إلى طفلك أن يوجّهك إلى منزلك في كلّ مرّة تخرج فيها للتأكّد من أنّه يتذكّر الطريق. علِّمه كيفيّة قراءة الخريطة واستخدام نظام تحديد المواقع العالميّ (GPS).  إجراءات السفر  من المهمّ أن يعرف طفلك أساسيّات السفر، بدءًا من استخدام وسائل النقل العام إلى ركوب الدراجات، تأكّد من أنّ طفلك على دراية جيّدة بكيفيّة الانتقال من مكان إلى آخر. على سبيل المثال، علّمه كيفيّة شراء تذكرة حافلة أو تذكرة قطار، واشرح له الوسيلة التي تساعده على الوصول إلى المنزل.    * * * تؤدّي المهارات الحياتيّة للأطفال دورًا مكثفًّا في نموّهم وتطوّرهم بشكل عام، لأنّها تساعدهم على النجاح في مشاريع الحياة المختلفة بالطريقة الصحيحة. يسمح تعليم المهارات الحياتيّة لطفلك بإدراك إمكاناته الحقيقيّة وتحسين احترامه ذاته بجعله يشعر بمزيد من الاستقلال. يمكن أن يؤدِّي تعلّمه وتكيّفه أيضًا إلى تعزيز قدرته على اتّخاذ القرار للعيش في تناغم مع الآخرين في المجتمع. لذلك، يجب أن تفكّر في تدريس طفلك هذه المهارات الحياتيّة في سنّ مبكِرة، بطرق تجدها ممتعة ومسلّيّة. وأخيرًا، تذكّر أنّ تعليم طفلك المهارات الحياتيّة يتطلّب جهدًا وصبرًا ووقتًا وعملًا متّسقًا، لا يتحقّق إلّا بدعمك المستمر.    اقرأ أيضًا كيف تخطّط للسفر مع طفلك؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) دور اللعب في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المرجع https://www.momjunction.com/articles/life-skills-for-kids-students-to-learn_00763227/

كيف تتعامل مع غرور الطفل؟

يوجّه العديد من خبراء التربية الوالدين نحو أهمّيّة غرس الثقة بالنفس في شخصيّة الطفل، وبناء قناعاته الإيجابيّة تجاه نفسه وقدراته، لبناء شخصيّة قويّة وفعّالة في محيطها. وهي مسألة ذات تأثير عميق بالفعل في حياة الطفل ومستقبله منذ سنواته الأولى. ولكن، ماذا يحدث إذا زادت ثقة الطفل بنفسه ووصلت به إلى الغرور؟ دعونا نساعدكم في التعامل مع غرور الطفل الزائد.    سلوكيّات تدلّ على غرور الطفل من المهمّ عند مناقشة موضوع غرور الطفل التذكير بأنّ الحكم المطلق على تصرّفات الطفل من دون وعي تصرّفٌ خاطئ، فلا بدّ، أثناء مراقبتنا سلوك الطفل، أن نميّز بين الشقّ الإيجابيّ، وهو حبّ الذات والتصالح معها، والشقّ السلبيّ، وهو الغرور والتكبّر. عادةً ما يتّسم الطفل المغرور بمجموعة محدّدة من الصفات التي تتجلّى في سلوكه، ويمكن بها توصيف حالته، بهدف معالجتها معالجة صحيحة: السلوكيّات العدوانيّة   غالبًا ما يتّسم سلوك الطفل المغرور بالاندفاع والتهوّر والعدوانيّة أحيانًا، إذ يحول غروره بينه وتقبّله الخسارة أو الرفض، فيُقابل ذلك بالسلوك العدوانيّ. التحكّم غرور الطفل وتسلّطه وجهان لعملة واحدة. لذا، يميل الطفل المغرور دائمًا إلى فرض رغبته على الآخرين والتحكّم بكلّ شيء، وإن كان يتعلّق بالآخرين أيضًا. فيميل الطفل المغرور إلى التحكّم بأقرانه وتوجيههم إلى ما يريد، في حين يقابل الاعتراض على رغباته بالغضب الشديد.  قلّة الشعور بالمسؤوليّة   نادرًا ما يبالي الطفل المغرور بمسئوليّته تجاه الآخرين أو احتياجاتهم، وينصبّ تركيزه بالكامل على احتياجاته من دون الاكتراث بالأشياء التي يتوجّب عليه تقديمها إلى الآخرين. ومن أبرز العلامات التي تؤكّد هذه النقطة في شخصيّة الطفل المغرور التهرّب من تحمّل مسؤوليّة أخطائه وتحميلها للآخرين.  الأنانيّة الأنانيّة سمة مسيطرة وجوهريّة في شخصيّة الطفل المغرور. فلا ينظر هذا الطفل إلّا إلى احتياجاته ويعطيها الأولويّة، ولو على حساب الآخرين. ولا يميل إلى التنازل أو التضحية من أجل الآخر.  تعمّد التقليل من شأن الآخرين   الغرور غلاف لضعف الشخصيّة في الحقيقة. لذا، يشعر الطفل المغرور بالتهديد من تميّز أقرانه ومنافستهم له، فيلجأ إلى التقليل من شأنهم، ومحاولة إضعاف ثقتهم بأنفسهم، لأنّه يستمدّ ثقته من هدم الآخرين، ولا يمكنه التصالح مع نجاحهم.  التنمّر   قد يصل مستوى غرور الطفل في بعض الأحيان إلى التنمّر على أقرانه والسخرية منهم، لأنّ الضغط عليهم وإضعافهم يمنحه الشعور بالسلطة عليهم، محاولًا تعويض شعوره بالنقص وانعدام الثقة.    ما سبب غرور الطفل الزائد؟  لكي نستطيع معالجة مشكلة غرور الطفل، علينا تسليط الضوء على جذور الغرور النفسيّة. فالغرور حيلة دفاعيّة يُغطِّي بها الطفل مخاوفه وفقده الأمان وتقديره الذاتيّ المنخفض، مثل الخوف من التعرّض للانتقاد أو الرفض أو عدم تقبّل الآخرين. فتترك هذه المخاوف داخله آثارًا شديدة الحساسيّة، ويلجأ إلى التصرّف بتكبّر، عاجزًا عن مواجهتها.  يجب على الوالدين تذكّر أنّ الطفل يحاكي سلوكهم. لذلك، عليهم أن يرصدوا محيط طفلهم وتصرّفاته ونقاط الضعف الكامنة داخله، والتي تدفعه إلى إظهار الغرور. ويكمن الخطر الأكبر في هذه المسألة في أنّ تصرّفات الطفل المتكبِّرة لن تتوقّف بمرور مرحلة الطفولة، بل ستتضاعف. ومن هنا، يجب أن يتصرّف محيط الطفل بمسؤوليّة تجاهه، والحرص على تعديل سلوكه وتوجيهه، لكي يتمتّع بشخصيّة سويّة.    كيف أعالج غرور الطفل؟  كن مصدر الحبّ لطفلك  يجب أن ينال الطفل الحبّ منك أوّلًا، إذ عندما يستمدّ الطفل الحبّ والاهتمام من والديه، يميل إلى التوازن والثقة في ردود أفعاله، لأنّه يشعر بالاكتفاء ولا يحتاج إلى التصرّف باستفزاز لكي يلفت الأنظار.  لا تترك طفلك فريسة مخاوفه  شعور الطفل بالخوف من الإهمال أو تهديد مكانته عندك أساس سلوكيّاته العدوانيّة مع الآخرين، لأنّه ينظر إلى جميع أقرانه كمنافسين له، ولا يستوعب أنّ تميُّزهم لا يعني استبعاده. لذا، فإنّ دور الأسرة المنزليّ ودور المعلّم في مدرسته مهمّان جدًّا، وعلى كلّ منهما طمأنته وإشعاره بالأمان، وملاحظة صفاته الجميلة دائمًا وتقديرها. كن قدوة طفلك  أنت المعلّم الأوّل لطفلك، فإن كانت سلوكيّاته تتّسم بالغرور الزائد، فيجب عليك مراجعة تصرّفاتك أمامه جيّدًا. فمن الوارد أن يستوعب الطفل كلمة أو سلوكًا بصورة خاطئة، ويترجمها إلى قناعة في عقله.   لا تتنازل دائمًا   لا تتنازل لرغبات الطفل المغرور دائمًا، لأنّ ذلك يُعدّ تشجيعًا ضمنيًّا لتصرّفاته. وعليه، لا بدّ أن يستوعب مسؤوليّة تحقيق الرغبات والجهد المبذول للوصول إليها، وتجنّب تعزيز الاستحقاقيّة لديه.  وجّه طفلك للعطاء  بدلًا من نهرِ طفلك بالكلام السلبيّ، من الأفضل أن توجّهه إلى تقديم المساعدة للآخرين. فيمكن للطاقة الإيجابيّة والمشاعر الدافئة التي يحصل عليها من العطاء عندما يتلقّى المحبّة والامتنان على مساعدته، أن تكون حلًّا مثاليًّا لاستبدال حبّ المشاركة بالأنانيّة.    * * * حبّ الذات ركيزة رئيسة لبناء شخص متّزن، ولكن يجب أن يرافقه حبّ الآخرين وتقدير جهودهم. فمن الطبيعيّ أن يهتمّ الطفل بتلبية احتياجاته، ولكن لا بدّ من بناء قناعته بأنّ احتياجات الآخرين لا تقلّ أهمّيّة عن احتياجاته، وأنّه ربّما يجب عليه الانتظار أحيانًا. وأخيرًا، تنشئة الطفل على ثقافة التعبير عن الحبّ تُعدّ من أكثر مصادر الاتّزان النفسيّ لمعالجة غروره، والتي يستمدّ منها الأطفال الأسوياء تقديرهم أنفسهم والآخرين.    اقرأ أيضًا: كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://youaremom.com/children/what-should-you-know/childhood-behavior/arrogance-in-children-what-to-do/   https://kidsactivitiesblog.com/119383/arrogant-child/   https://youaremom.com/children/what-should-you-know/childhood-behavior/how-to-control-your-childs-ego/      

استراتيجيّات تربويّة لتشجيع طفلك على الأكل الصحّيّ

يُعدّ تشجيع طفلك على الأكل الصحّيّ من أكثر التحدّيات الشائعة التي تتطلّب جهدًا كبيرًا في سنواته الأولى، ولا سيّما إن كان طفلك من الشخصيّات العنيدة التي لا تستسلم بسهولة. ولأنّ الوجبة الصحيّة رفيق لا غنى عنه في رحلة طفلك، فلا بدّ من اتّباع طرق إبداعيّة لبناء علاقة قويّة بين طفلك والأكل الصحّيّ وتضمين العناصر الغذائيّة التي تساعد على بناء جسده في هذه المرحلة العمريّة الحسّاسة. في هذا المقال، نقترح عليك بعض الأساليب التي يمكنك استخدامها لتغيير قناعات طفلك تجاه الأكل الصحّيّ وجعله جزءًا من حياته.   ما استراتيجيّات تشجيع طفلك على الأكل الصحّيّ؟ من الأهمّيّة بمكان تزويد طفلك بالأدوات والاستراتيجيّات، لاتّخاذ خيارات مستنيرة بشأن تغذيته. ويتطلّب ذلك بعض الأساليب الفعّالة. إليك أهمّها:   ابدأ معه منذ الصغر  هناك قاعدة تقول إنّ ما تعوّد عليه طفلك في الصغر يبقى معه في الكبر. عوّد طفلك في صغره على الأكل الصحّيّ، كالموز المهروس أو الأفوكادو أو البطاطا الحلوة. فعندما يعتاد طفلك في صغره على هذا النوع من الأطعمة يُسهِّل عليك مهمّة تشجيعه على الالتزام بنظام غذائيّ صحّيّ. المشاركة  من أولى خطوات المساعدة على تشجيع طفلك على الأكل الصحّيّ توثيق علاقته به منذ البداية. فالطفل في هذه المرحلة ينتابه الفضول نحو التجارب الجديدة، ويسعى وراء خوضها. لذلك، سيكون من المفيد - على سبيل المثال - اصطحابه لاقتناء مكوّنات الطعام وتخصيص الوقت لتحويل عمليّة صنع الطعام إلى نوع من الأنشطة الممتعة في يومه، والتي تمدّه بالحماس وتشجّعه على انتظار النتيجة النهائيّة. فشعور الطفل نحو وجبة من صنع يده يختلف بالتأكيد، لأنّ مشاركتك له وجهده المبذول في صنع الطعام وحماسه للتذوّق، يشجّعه على تناول الأكل الصحّيّ. استخدام بدائل صحّيّة بهدف تعزيز القيمة الغذائيّة للطعام الذي يتناوله الطفل، يجب الاعتماد على المكوّنات الصحّيّة قدر الإمكان في صنع الوجبات واستبدالها بالعناصر الأكثر أهمّيّة، لتحقيق المتعة والفائدة في آن واحد. وتتّسم هذه الخطوة بالمرونة، حيث تتعدّد خيارات تشكيل الوجبات تعدّدًا لا يلاحظه الطفل، ويمكنك بذلك إضافة الخضروات في الطعام المفضّل له، أو استبدال البطاطا المقليّة بالمشويّة، أو استبدال المثلّجات بالزبادي. كما يمكنك وضع الإضافات ذات المذاق اللذيذ على طعامه وشرابه، لتشجيعه على تناوله، كإضافة الكاكاو على الحليب مثلًا، وغيرها من الأفكار التي تشجّع طفلك على الأكل الصحّيّ. من هذه الأفكار: - أدخل الفاكهة والخضراوات في روتين غذاء طفلك اليوميّ حتّى يكون مجموع حصص طعامه في اليوم خمس حصص. وتأكّد من تقديم أنواع مختلفة من الفاكهة والخضراوات قدر المستطاع حتّى تعرف تفضيلاته.   - سهِّل على طفلك اختيار وجبات خفيفة وصحّيّة بوضع الفاكهة والخضراوات التي يحبّها في متناول يده. فالأطفال عادةً ما يحبّون تناول وجبات خفيفة تشمل الزبادي قليل الدسم، وزبدة الفول السوداني، والكرفس، أو المقرمشات المصنوعة من الحبوب الكاملة والجبن. فلمَ لا تستمع إلى تفضيلاته في الطعام والشراب وتوفرّها له؟  - وازن في جدول طفلك بين الكربوهيدرات والبروتينات، بتقديم اللحوم الخالية من الدهون، وغيرها من مصادر البروتين الجيّدة، مثل الأسماك والبيض والفاصوليا والمكسّرات.  - قلِّل من استهلاك طفلك الدهون الضارّة بتجنّب قلي الأطعمة بالزيوت المهدرجة، واستبدالها بطرق طهي صحّيّة، مثل الشوي والتحمير والطهي بالبخار. واختر منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم.  - ساعد طفلك على تجنّب المشروبات السكّريّة، مثل المشروبات الغازيّة ومشروبات نكهة الفاكهة، لأنّها تؤدي إلى فقدان الشهيّة ورفض الطفل الطعام فجأة.     دعه يشارك وجباته مع أصدقائه يرتبط الطفل بالوقت والأنشطة التي يشاركها مع أصدقائه أو أقاربه المفضّلين من عمره، أكثر من أيّ شيء. لذا، فدعوتهم إلى الإفطار أو الغداء وتحويل المُهمّة إلى وقت لطيف مع الأصدقاء فكرة جيّدة لتشجيع طفلك على الأكل الصحّيّ.   الوجبات الخفيفة والعصائر يحتاج الطفل إلى تناول الطعام كلّ ثلاث أو أربع ساعات تقريبًا. لذا، بالإضافة إلى تقسيم الوجبات، تعدّ الوجبات الخفيفة كالمكسّرات والعصائر المفضّلة له حلًّا مثاليًّا لإعطائه القيمة الغذائيّة، والتي يحتاج إليها كونها خفيفة. كما يمكن تناولها خلال ممارسته أيّ نشاط آخر من دون تعارض وقت الطعام مع اللعب ومقاطعة استمتاعه. اصنع طعامًا بأشكال وألوان يحبّها طفلك طفلك ذكيّ بما يكفي ليُدرك شكل الوجبات التي لم تحقِّق له المتعة سابقًا. لذلك، تتلخّص مهمّتك في التلاعب بالصورة التي تُقدَّم إليه لجذبه للطعام الذي يظنّه مختلفًا، ولا يحرم مناعته من العناصر التي تحتاج إليها في آن واحد. تلجأ الكثير من الأمّهات إلى إخفاء الخضروات والفاكهة داخل الطعام المُفضّل للطفل، مثل المعكرونة أو الشوربة أو السلطة وغيرها. كما يمكن استخدام الكيك استخدامًا صحيًّا، وهو من أشكال الطعام التي تستخدَم لتشجيع الأطفال على الأكل الصحّيّ.  مارس مع طفلك نشاطًا ممتعًا خلال الوجبة  لا شيء يتحكّم بسلوك الطفل في هذه المرحلة بقدر المتعة، حيث يمكن تشجيع طفلك على الأكل الصحّيّ، فيتحقّق بفضل توفيرك كلّ ما هو جديد وممتع. لذا، يُمكن جذب الطفل لتناول الوجبة الصحّيّة أثناء محاولة قراءة رواية مثيرة له، ممّا يحوّل الصورة الذهنيّة لوقت الطعام داخله، من واجب ثقيل إلى رحلة ممتعة يتشوّق لانتظارها في كلّ مرّة. كن قدوة له يتأثّر الأطفال بأبطالهم الخارقين وشخصيّاتهم المفضّلة، ويسعون إلى تقليدها بكلّ ما يمكن، وأنت معياره السلوكيّ الأول. لذا، عليك أوّلًا تجنّب تناول الطعام غير الصحّيّ أمام طفلك وغرس فكرة كونه عدوًّا للصحّة والمتعة في عقله، توجيهًا له لتناول الأكل الصحّيّ. ومن اللطيف للطفل، استخدام شخصيّاته الكرتونيّة المفضّلة التي يحُبّ التشبّه بها لإقناعه، مثل "إن أردت أن تكون مثل هذا البطل الخارق، لا بدّ أن تتناول هذه السلطة"، وغيرها من العبارات الإيجابيّة التحفيزيّة.   استعن بمختصّ لكي لا ينتابك الإحباط، يُعدّ تشجيع طفلك على الأكل الصحّيّ من أكثر التحدّيات المرهقة في حياة جميع الأمّهات، فمن الوارد ألّا تنجح محاولاتك فورًا، بل يحتاج الأمر إلى الصبر لتتكوّن عادات غذائيّة صحّيّة في هذه المرحلة من حياة الطفل. وعليه، يُنصَح بالتوجّه إلى الطبيب المختصّ إن شعرت أنّ جهودك لا تحقّق النتيجة المطلوبة، ولا شكّ في أن تلقّي المساعدة من المختصّ يرشدك إلى طرق تتناسب مع طباع طفلك، وطبيعة حالته وشخصيّته.   ما أضرار الغذاء غير الصحّيّ للأطفال؟ لكي تعرف أهمّيّة تشجيع طفلك على الأكل الصحّيّ، إليك أبرز أضرار الغذاء غير الصحّيّ على صحّة طفلك: 1. السمنة المفرطة.  2. عدم حصول الطفل على العناصر الغذائيّة الرئيسة.  3. تأثّر صحّته العقليّة تأثّرًا سلبيًّا. 4. مشكلات في صحّة الأسنان واللثة. 5. ترسيخ عادات الأكل غير الصحّيّة.   * * * يتطلّب غرس عادات الأكل الصحّيّة في طفلك وتشجيعه على تناول الوجبات الصحّيّة عمليّة تدريجيّة تتطلّب الصبر والاتّساق والأساليب المدروسة. ولكن، تذكّر أنّك تستطيع تشجيع طفلك على الأكل الصحّيّ وتعزيز رفاهيّته الغذائيّة بكلّ سهولة، كونك نموذجًا إيجابيًّا، وإشراكه في هذه العمليّة، وجعل الأطعمة الصحّيّة ممتعة له، وفهم أسرار انجذابه للطعام، وتقديم مجموعة متنوّعة من الخيارات أمامه.   اقرأ أيضًا أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) صفات الطفل المدلّل وكيفيّة تقويمه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع https://www.nuffieldhealth.com/article/10-strategies-to-encourage-your-children-to-eat-well   https://tutorful.co.uk/blog/7-simple-ways-to-encourage-your-children-to-eat-healthier        

أسباب الاكتئاب عند المراهقين وكيفيّة مواجهته

مقارنة بالعصور السابقة، أخذت معدّلات الاكتئاب في العصر الحديث تزداد ازديادًا ملحوظًا، ولا سيّما بين صفوف المراهقين. فتزداد حالات الاكتئاب والتقلّبات المزاجيّة في مرحلة المراهقة، ويصعب على الأسرة والوسط المحيط بالمراهقين التعامل معهم، وتقديم المساعدة إليهم، ولا سيّما إذا استمرّت هذه الحالة لفترة طويلة، ولم تكن فترة عابرة. ومن أجل مساعدتك على فهم اكتئاب المراهق المرضيّ، والتمييز بينه ومشاعر الحزن أو الغضب الطبيعيّة، وتقديم الدعم والمساندة إليه، نقدِّم إليك أسباب الاكتئاب عند المراهقين، وكيفيّة مساعدة ابنك المراهق على عبور هذه المرحلة بسلام.    ما أسباب الاكتئاب عند المراهقين؟  يعتقد الخبراء أنّ أسباب الاكتئاب عند المراهقين معقّدة ويمكن أن تكون نتيجة عدّة عوامل، بما في ذلك أمور خارجة عن سيطرتنا، مثل الوراثة وكيمياء الدماغ والهرمونات والصدمات وغير ذلك. إليك عدد من التحدّيات التي يواجهها المراهق، وتزيد من احتماليّة إصابته بالاكتئاب:  التعرّض للتنمّر يُربَط التعرّض للتنمّر بزيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب في العديد من الدراسات، وتشير الأبحاث إلى أنّ تنمّر المراهقين يمكن أن يغيّر نموّ الدماغ. تشير نتائج إحصاءات تقارير التنمّر إلى أنّ ما يقرب من 20% من الطلّاب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة، يبلّغون عن حالات تعرّض للتنمّر، والتي تشمل الاعتداء النفسيّ والجسديّ، أو التعدّيّ على ممتلكاتهم الشخصيّة وتخريبها. وقد يكون التنمّر من أقرانهم في المدرسة أو المنزل، أو من مجهولين في الأماكن العامّة. وسائل التواصل الاجتماعيّ يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعيّ أداةً إيجابيّة، إلّا أنّ إدمان ابنك المراهق عليها يؤدّي إلى نتائج سلبيّة، كاضطرابات النوم، واحتماليّة التعرّض إلى التنمّر الإلكترونيّ، وتشكيل صور غير واقعيّة عن الآخرين، ومقارنة نفسه بها. الضغط الأكاديميّ يصاب العديد من المراهقين بالإحباط عند تحمّلهم مسؤوليّة تحصيل معدّل عالٍ في المدرسة، وقد يزداد الأمر سوءًا عند مقارنتهم بغيرهم من الطلّاب الذين يحقّقون معدّلات ممتازة في المدرسة. كما أظهرت الدراسات أنّ الطلّاب الذين يشعرون بالتوتّر الأكاديميّ معرّضون لخطر الإصابة بالاكتئاب، بمقدار 2.4 مرّة، مقارنةً بأولئك الذين لا يشعرون بالتوتّر الأكاديميّ. التعرّض إلى صدمة نفسيّة يعاني كثير من المراهقين الصدمات التي تنتج عن كثير من الأسباب، مثل الإهمال والاعتداء الجسديّ والعاطفيّ والجنسيّ. وتشير الدراسات إلى أنّ حوالي 15% إلى 43%، 14% من الفتيات، و43% من الأولاد المراهقين، يمرّون بصدمة واحدة على الأقلّ في حياتهم. وبغضّ النظر عن شدّة الصدمة وتكرارها، فتكون غالبًا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باكتئابهم.  كثرة الخلافات الأسريّة تكرار الخلافات الأسريّة وتعرّض المراهق للعنف الأسريّ، سواء النفسيّ أم الجسديّ، يؤدّي إلى انخفاض ثقته بنفسه، ويسبّب له توتّرًا وضغوطًا نفسيّة مستمرّة، وهي من أهمّ أسباب الاكتئاب عند المراهقين.  المقارنات المستمرّة بينه وأقرانه  قد تكون هذه المقارنات ناتجة عن أسباب واقعيّة وغير واقعيّة.    الإهمال  يزيد عدم مقابلة عواطف طفلك بالاهتمام الواجب من سوء حالته. لذلك، يعدّ الإهمال العاطفيّ أحد أهمّ أسباب إصابة ابنك بالاكتئاب، أو تفاقم حالته.     كيف أعلم أنّ ابني المراهق مُصاب بالاكتئاب؟  لا تخلو مرحلة المراهقة من التغيّرات والمنعطفات النفسيّة المتقلّبة. ولكن، هناك بعض الدلائل التي تشير إلى وجود مشكلة يجب الوقوف عندها ومساندة المراهق لتخطّيها بأسلوب علاجيّ صحيح، لأنّه قد يكون مصابًا باكتئاب مرضيّ، وليس مجرّد حالة عابرة من الحزن.  - الشعور بالعجز والإحباط واليأس، إذ تتكوّن قناعات لدى المراهق بأنّ تغيير الواقع مهمّة شبه مستحيلة.  - أعراض القلق والتوتّر الظاهرة على سلوك المراهق ظهورًا مزمنًا ومستمرًّا، مثل التململ والأرق.  - الميول الانتحاريّة والعجز عن الاستمتاع بالحياة.  - الميل إلى الوحدة والعزلة لساعات طويلة، وتجنّب الأوساط الاجتماعيّة والمناسبات بشكل مستمرّ. - السلوك العنيف والميل إلى التمرّد على قيم وسطه الاجتماعيّ عامّة.  - الهشاشة النفسيّة أمام أبسط المواقف وسرعة البكاء غير المعتاد.  - الحساسيّة المفرطة والخوف الزائد من التعرّض إلى الرفض أو الإخفاق.  - اختلال الساعة البيولوجيّة والأرق الشديد والنوم طيلة النهار.  - لا مبالاة بالأحداث المهمّة وإهمال النفس والمهمّات الضروريّة. - تشتّت الانتباه وكثرة النسيان.  - فقد الشغف والزهد في الأنشطة المحبّبة إليه عادة.   - الخمول وقلّة النشاط لمدّة طويلة.  - الشعور بالألم، مثل ألم المعدة والصداع والإرهاق وألم الظهر.  - الشعور المرضي بالذنب.  - تراجع الأداء الدراسيّ. - إدمان الكحول أو المخدِّرات.   كيف أساعد ابني المراهق على تخطّي الاكتئاب؟ هناك عدّة ممارسات واستراتيجيّات صحّيّة، يمكنك بها مساعدة ابنك أو ابنتك المراهقة على تخطّي الاكتئاب. أهمّها:  - وضع خطّة ذات أهداف علاجيّة واضحة، سواء في المنزل أم المدرسة، لمساعدة المراهق على التعافي.  - مراقبة الوسط المحيط بالمراهق، كالمدرسة والأصدقاء، فربّما يتعرّض إلى الإيذاء النفسيّ في أحد أوساطه الاجتماعيّة. - مساعدة المراهق على التخلّص من الشعور بالذنب والعار، واستبدال المشاعر الايجابيّة، مثل التعبير عن الحبّ والمساندة والتفهّم. - تقبّل أخطاء المراهق واستيعابها وتقويمها، بدلًا من إلقاء اللوم وتحميله الذنب باستمرار، ممّا يقلّل من ثقته بقدراته ويعمّق من شعوره بالدونيّة والتقدير الذاتيّ المنخفض.  - منح المراهق المساحة والقدر الكافي من الحرّيّة ليعبِّر عن مشاعره، وعدم استعجال نتيجة رحلة التعافي.  - احترام اختيارات المراهق المعقولة، وإن خالفت رؤية الوالدين أو مخطّطهم المستقبليّ.  - عدم الاستخفاف بهموم المراهق ومخاوفه مهما بدت بسيطة أو تافهة بالنسبة إلى الوالدين، فلا أحد يبلغ النضج من دون التعثّر والتعلّم من الأخطاء.  - كسر الحواجز بين المراهق والوالدين، حتّى يستطيع التعبير عن ذاته لهما، من دون قيود أو خوف من حكمهم عليه وعلى مشاعره.  - هناك من الأصدقاء أو المعارف من يثق به المراهق ويألف الحديث معه، فمن المفيد توطيد علاقة المراهق به، كي يستطيع التعبير عن أفكاره ومشاعره تعبيرًا آمنًا. - مساعدة المراهق على تأسيس نظام صحّيّ لحياته، مثل تناول الطعام الصحّيّ والنوم بصورة منتظمة وممارسة الرياضة.    متى يصبح التشخيص الطبّيّ ضروريًّا؟  يُعدّ إهمال التشخيص الطبّيّ والاستخفاف بأهمّيّته في حالات الاكتئاب خطأً شائعًا في ثقافة المجتمع العربيّ، والتي اعتبرت الاضطرابات النفسيّة وصمة تعيب أصحابها، وباتت تعزو الاكتئاب إلى أسباب سطحيّة لمدّة طويلة من الزمن، متجاهلة تبِعات هذا الإهمال على صحّة المراهق النفسيّة. لذا، كلّما كان التشخيص مبكرًا، كلّما ازدادت فرصة المراهق في التعافي من الاكتئاب. وهناك بعض العلامات التحذيريّة التي تشير إلى أنّ حالة المراهق أصبحت في حاجة ماسّة إلى التشخيص الطبّيّ، وليس مجرّد الدعم المعنويّ من الآخرين. ومن هذه العلامات:  - العنف السلوكيّ الشديد. - كتابة خطابات الوداع، أو وصيّة، أو غيرها من التصرّفات الدالّة على رغبة المراهق في الموت.  - الأفكار السوداويّة حول المستقبل.  - تكرار عبارات التهديد بالانتحار. وهنا، يجب على ابنك المراهق تلقّي المساعدة الطبّيّة، مثل العلاج السلوكيّ، أو العقاقير المضادة للاكتئاب، أو دخول المستشفى في الحالات المستعصية التي تتطلّب ذلك.   * * * يعدّ اكتئاب المراهقين مشكلة متعدّدة الأوجه، تنشأ عن مجموعة من العوامل البيولوجيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والبيئيّة. كما يعدّ فهم أسباب الاكتئاب عند المراهقين أمرًا بالغ الأهمّيّة لإنشاء استراتيجيّات وقائيّة فعّالة، وتقديم الدعم المناسب للمتضرّرين. وعليه، يمكننا معالجة الأسباب الجذريّة لاكتئاب المراهقين وتمهيد الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقًا وصحّة لجيلنا الشاب، بتعزيز التواصل المفتوح، وتوفير مساحات آمنة للتعبير، وتنفيذ برامج الصحّة العقليّة الشاملة في المدارس والمجتمعات.   اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.webmd.com/depression/teen-depression   https://www.verywellmind.com/teen-depression-3200844   https://psychcentral.com/depression/teenage-depression-facts      

كيف نطوِّر ذكاء الأطفال العاطفيّ؟

أصبح الذكاء العاطفيّ معروفًا، مهارةً رئيسةً للنجاح في الحياة. لذلك، من أهمّ الهدايا التي يمكن أن تقدّمها لطفلك، أبًا كنت أم أمًّا، تنمية ذكائه العاطفيّ، بمساعدته على فهم عواطفه وإدارتها، إذ تمكّنه من التغلّب على تحدّيات الحياة بالمرونة والتعاطف والوعي الذاتيّ. في هذه المقالة، سوف نكتشف الاستراتيجيّات والنصائح العمليّة لتعزيز ذكاء طفلك العاطفيّ. ما الذكاء العاطفيّ عند الأطفال؟  الذكاء العاطفيّ عند الأطفال هو قدرتهم على فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين، بما يمكّنهم من التعامل معها بطرق فعّالة.     لماذا نهتمّ بالذكاء العاطفيّ عند الأطفال؟  تنمية ذكاء طفلك العاطفيّ منذ سنّ مبكِرة يؤسِّس لرفاهه العام، ويعزِّز نموّه الاجتماعيّ والعاطفيّ. أمّا أسباب اهتمامنا به فتتمثّل بالآتي: بناء علاقات قويّة أحد الجوانب الرئيسة للذكاء العاطفيّ قدرة طفلك على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معها. يكتسب الطفل، بتطوير الذكاء العاطفيّ، فهمًا أعمق لنفسه والآخرين، ويبني علاقات قويّة وصحّيّة، ويصبح أكثر انسجامًا مع الإشارات غير اللفظيّة. بالإضافة إلى تعلّمه الاستماع بنشاط، وإظهار التعاطف تجاه تجارب الآخرين وعواطفهم. تشكّل هذه المهارات الحجر الأساس لقدرة طفلك على حلّ الخلافات سلميًّا، وتطوير شبكة اجتماعيّة داعمة.  تحسين صحّته العقليّة  يزوّد الذكاء العاطفيّ الطفل بالأدوات اللازمة لتنظيم مشاعره وإدارة توتّره بشكل فعّال، والحفاظ على صحّة عقله الإيجابيّة والتقليل من الاكتئاب والتوتّر. يصبح طفلك، بمساعدته على تطوير وعيه بذاته، قادرا على تحديد مشاعره والتعبير عنها بشكل أفضل، ممّا يقلّل من احتماليّة إيذاء صحّته النفسيّة بسبب كبت مشاعره. ويفضَّل أن تعلّم طفلك استراتيجيّات تنظيم مشاعره، مثل التنفّس العميق، أو أخذ قسط من الراحة لمساعدته على التعامل مع المواقف الصعبة. تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس يتمتّع الأطفال الذين يتحلّون بذكاء عاطفيّ متطوّر بتقدير ذواتهم والثقة بأنفسهم. عندما يفهم طفلك مشاعره ويكون قادرًا على إدارتها بفعّاليّة يؤمن تلقائيًّا بقدراته وخياراته، لأنّ الذكاء العاطفيّ يساعد طفلك على التعرّف إلى نقاط قوّته، وتقبّل نقاط ضعفه، واحتضان صفاته الفريدة. تشجّعه ثقته بنفسه على المخاطرة واستكشاف فرص جديدة والاستمرار في مواجهة العقبات، ممّا يؤدّي في النهاية إلى تعزيز النموّ الشخصيّ والمرونة.  رفع قدرته على صنع القرارات وحلّ المشكلات  للذكاء العاطفيّ دور مهمً في صقل مهارات الطفل في صنع القرار وحلّ المشكلات. يمكن لطفلك، بفهم عواطفه، تقييم خياراته بشكل أفضل واتّخاذ قرارات مستنيرة. يساعد الذكاء العاطفيّ طفلك على التفكير في وجهات نظر الآخرين ومشاعرهم عند حلّ النزاعات، أو إيجاد الحلول بشكل تعاونيّ. كما يمكن لطفلك، بالتفكير الناقد المعزَّز والتعاطف، التنقّل في المواقف المعقَّدة بمزيد من الوضوح والإبداع، ممّا يمهِّد الطريق لاتّخاذ قرارات فعّالة وحلّ المشكلات، على الصعيدين الشخصيّ والأكاديميّ.  تعزيز النجاح في المستقبل  يضع تطوير الذكاء العاطفيّ الأطفال على طريق النجاح في المستقبل، إذ يدرك أرباب العمل والجامعات قيمة الذكاء العاطفيّ لدى الأفراد. يكون الأطفال، بالذكاء العاطفيّ، مجهّزين بشكل أفضل للتنقّل في الديناميكيّات الاجتماعيّة، والعمل بفعّاليّة، وإيصال أفكارهم بوضوح وتعاطف. هذه المهارات مطلوبة بشدّة في أماكن العمل والأوساط الأكاديميّة، ممّا يمنح الأفراد الأذكياء عاطفيًا ميزة تنافسيّة. بالإضافة إلى ذلك، يسهم الذكاء العاطفيّ في تعزيز مرونة الطفل وقدرته على التكيّف والتعلّم من الفشل، وهي سمات أساسيّة للنجاح.  بناء الوعي الذاتيّ   يبدأ الذكاء العاطفيّ بالوعي الذاتيّ، والقدرة على التعرّف إلى مشاعر المرء وفهمها، وكيف تؤثّر في الأفكار والأفعال والعلاقات. تمكِّن مساعدة طفلك على تطوير الوعي الذاتيّ من التعرّف إلى مشاعره واحتياجاته ونقاط قوّته. يمكِّنه هذا الفهم من اتّخاذ قرارات أفضل، وإدارة توتّره وتنظيم عواطفه بشكل فعّال. كما ينمّي التعاطف مع الآخرين ويعزّز احترامه الصحّيّ لذاته.    ما مقياس الذكاء العاطفيّ عند الأطفال؟ يُربَط الذكاء العاطفيّ عند الأطفال بمجموعة من القدرات التي تتضمّن إدراك مشاعر الذات والآخرين وفهمها وإدارتها. يعزِّز الذكاء العاطفيّ التكيّف الناجح بمجالات الحياة الاجتماعيّة المتنوِّعة، بالإضافة إلى دعم مهارات الذكاء العاطفيّ والنجاح الأكاديميّ.  يقيس اختبار ماير وكاروسو وسالوفي (MSCEIT) ذكاء الطفل العاطفيّ بقدرته على إدراك المعلومات العاطفيّة وفهمها والتصرّف وفقها، ويحتوي الاختبار على مجموعة من الأدوات التي تتضمّن أسئلة عن مقاطع موسيقيّة وقصص وأشخاص، وأسئلة أخرى تتعلّق بالفهم والإدارة.    كيف تنشئ طفلًا يتمتّع بذكاء عاطفيّ؟ تعدّ تنمية ذكاء الأطفال العاطفيّ استثمارًا قيِّمًا في شخصيّتهم ونجاحهم في التعامل مع الظروف والأحداث. ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الأطفال يمتلكون قابليّة تعلّم الذكاء العاطفيّ وتطبيقه، إلّا أنّهم يحتاجون إلى التوعية من والديهم. إليك وسائل تربويّة تساعدك على تنمية ذكاء طفلك العاطفيّ:   ساعد طفلك على تحديد مشاعره  يحتاج الأطفال إلى أن يجيدوا التعرّف إلى شعورهم. يمكنك مساعدة طفلك بتعريف مشاعره، أو المشاعر التي تشكّ في شعور طفلك بها. عندما يكون طفلك مستاءً، يمكنك أن تقول له: "يبدو أنّك تشعر بالغضب حقًا الآن. هل هذا صحيح؟" يمكن للمصطلحات الشعوريّة، مثل "غاضب" و"مستاء" و"خجول" و"متألِّم" أن تبني مفردات التعبير عن المشاعر. ولا تنسَ مشاركة كلمات المشاعر الإيجابيّة أيضًا، مثل "الفرح" و"الإثارة" و"الأمل".  أظهر التعاطف  عندما يكون طفلك منزعجًا، لا تحاول التقليل من شعوره، لأنّ النهج التربويّ الأفضل هو مساعدته على التحقّق من صحّة مشاعره بإظهار التعاطف، حتّى لو لم تفهم سبب انزعاجه الشديد.  ساعد طفلك على التعبير عن مشاعره  يحتاج الأطفال إلى أن يعرفوا كيفيّة التعبير عن مشاعرهم بطريقة مناسبة اجتماعيًّا. استخدم المصطلحات التي تعبِّر عن الشعور في محادثتك اليوميّة، وتدرّب على الحديث عنها. تشير الدراسات إلى أنّ الأهل الأذكياء عاطفيًّا أكثر عرضة لإنجاب أطفال أذكياء عاطفيًّا بالفطرة. لذا، اجعل من المعتاد التركيز بوضوح على بناء مهاراتك، حتّى تكون أنموذجًا يحتذي طفلك به.  طوِّر لديه مهارة التأقلم الصحّيّة  بمجرد أن يفهم طفلك عواطفه، يصبح بحاجة إلى تعلّم كيفيّة التعامل مع تلك المشاعر بطريقة صحّيّة. قد تكون معرفة كيفيّة تهدئة نفسه أو مواجهة مخاوفه أمرًا معقَّدًا، وهنا تحتاج إلى تعليمه المهارة المناسبة للتغلّب على هذه الصعوبة. على سبيل المثال، قد يفيد طفلك تعلّم كيفيّة أخذ أنفاس عميقة قليلة عندما يكون غاضبًا لتهدئة جسده، حيث يأخذ شهيقًا من أنفه ويخرجه ببطء من فمه. يمكنك كذلك مساعدة طفلك على إنشاء مجموعة تساعده على تنظيم مشاعره. تعدّ كتب التلوين، والكتب القصصيّة المختلفة، والموسيقى الهادئة، والمستحضرات التي تفوح منها رائحة طيّبة، بعض العناصر التي يمكن أن تساعد طفلك على تهدئة عواطفه.  ساعِده على تطوير مهارة حلّ المشكلات   يعدّ تعلّم حلّ المشكلات جزءًا من عمليّة بناء ذكاء طفلك العاطفيّ. ساعده على تحديد خمس طرق على الأقل يستطيع بها حلّ المشكلة بهدف تبادل الأفكار معه وتقديم العون له، من دون تقديم مساعدة مباشرة منك. عندما يرتكب طفلك خطأ ما، مثلًا، تعامل معه بالطريقة التي تريده أن يتعامل بها مع مشكلاته، وقدّم له التوجيه عند الضرورة، مع دعمه في اكتشاف قدرته على حلّ المشكلات بشكل فعّال بمفرده.  اجعل الذكاء العاطفيّ هدفًا مستمرًّا  لا تنتهي تنمية ذكاء الطفل العاطفيّ بعد وصوله إلى مرحلة عمريّة معيّنة، لأنّه، وبغضّ النظر عن مستوى ذكاء طفلك العاطفيّ، هناك دائمًا مجال للتحسين. مع تقدّمه بالعمر، من المحتمل أن يواجه عقبات تتعلّق بمهاراته. لذلك، اجعل بناء مهارات طفلك العاطفيّة عمليّة مستمرّة، وتحدّث دائمًا عن المشاعر التي قد تشعر بها أمامه، وخذ وقتًا للتحدِّث عن كيفيّة تحسين أدائه في المستقبل. وعليه، يمكن لطفلك، بدعمك المستمرّ، تطوير الذكاء العاطفيّ والقوّة العقليّة التي يحتاج إليها للنجاح في الحياة.    * * * الاستثمار في ذكاء طفلك العاطفيّ أعظم هديّة تقدّمها إليه. تستطيع أن تضع أساسًا متينًا لإدراك طفلك العاطفيّ ونجاحه في المستقبل، بتنمية وعيه العاطفيّ، ومساعدته على دمج التعاطف والرحمة في تعاملاته، وتعليمه مهارات حلّ المشكلات، وتعزيز التواصل الفعّال لديه. نعلم أنّ بناء الذكاء العاطفيّ عمليّة مستمرّة تتطلّب الصبر والاتّساق، ولكن بتوجيهك ودعمك، سوف يطوِّر طفلك المهارات اللازمة للتعامل مع مواقف الحياة بمرونة ووعي وتعاطف.    أقرأ أيضًا أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.understood.org/en/articles/the-importance-of-emotional-intelligence-for-kids-with-learning-and-thinking-differences   https://www.standrewsdusit.com/how-you-can-help-your-child-develop-emotional-intelligence/   

علامات نموّ الطفل العقليّ في مرحلة الطفولة المبكِرة

يمرّ الطفل في سنواته الأولى برحلة من النموّ العقليّ، يتخلّلها العديد من التجارب التي تسهم في صناعة شخصيّته وعلاقاته مع بيئته والآخرين. تتّسم هذه المرحلة بعلامات مميَّزة تدلّ على مدى تطوِّره وإفادته من الخبرات التي يمرّ فيها.    ما علامات نموّ الطفل العقليّ في مرحلة الطفولة المبكِرة؟ تُحدَّد الطفولة المبكِرة بأنّها الفترة الممتدّة من الولادة إلى سنّ الثامنة، ورغم أنّنا ندرك أهمّيّة الرعاية الجيّدة قبل الولادة في نتائج الطفولة المبكِرة، إلّا أنّ فهم علامات نموّ الطفل العقليّ والتعرِّف إليه في هذه الفترة الحاسمة يعدّ مفيدًا جدًّا للآباء. يمكننا، بمراقبة هذه العلامات، ضمان تزويد الطفل بالدعم الذي يحتاج إليه لتحقيق الازدهار. إليك أهمّ علامات نموّ الطفل العقليّ في مرحلة الطفولة المبكِرة: الفضول  يُعدّ الفضول من أوائل العلامات التي تشير إلى نموّ الطفل العقليّ في مرحلة الطفولة المبكِرة. فالطفل، في هذه المرحلة، يكون متطلّعًا إلى اكتشاف العالم من حوله، وما يحتويه من أشخاص وأشياء، ولا سيّما الأشياء المجهولة التي يصعب عليه الوصول إليها، أو التي ينهره الوالدان عن الاقتراب منها. يسهم الفضول وحبّ المعرفة في تنمية ذكاء الطفل الإدراكيّ، ولكنّه يعدّ مصدر قلق للوالدين، نظرًا للمخاطر التي يعرّض الطفل نفسه لها أثناء مغامراته داخل المنزل أو خارجه.  الشعور والإدراك  تنمو قدرة الحواس على إدراك الأشياء في مرحلة الطفولة المبكِرة، وتتطوّر قدرة الطفل على تمييز الطعم والأصوات والألوان المختلفة. كما تتطوّر قدرته على تمييز الاختلافات بين الأشياء المادّيّة وتصنيفها بصورة عامّة، بسبب قوّة ارتباطات الخلايا العصبيّة، ممّا يؤدِّي إلى تأدية المخّ وظائفه التنفيذيّة والحسيّة تأدية صحيحة. النموّ اللغويّ يُعدّ النموّ اللغويّ من أكثر علامات نموّ الطفل العقليّ، تميّزًا ووضوحًا، وهو من اتّجاهات النموّ المهمّة، لأنّ اللغة أساس علاقة الطفل بالعالم، تنشأ بها علاقاته مع الآخرين ويستطيع إدراك المفاهيم واكتساب المعرفة. يبدأ الطفل بنطق الأسماء، ثمّ الصِفات لاحقًا، ثمّ يتطوّر الأمر إلى نطق جملة كاملة. عادةً ما يصل عدد المفردات اللغويّة التي يكتسبها الطفل في هذه المرحلة إلى 2000 كلمة، ويتمكّن من عدّ حوالي خمس جمل أو أكثر. كما يظهر النموّ اللغويّ في عدّة سلوكيّات، مثل التعبير عن الأفكار وإمكانيّة الحوار مع الأقران، ومجاملة الآخرين، وربط الأشياء المادّيّة بأسمائها، وتمييز الكلمات الواجب قولها في مناسبة معيّنة حسب المكان والزمان. بالإضافة إلى بناء قواعد المفردات اللغويّة وسرعة اكتسابها من المواد المرئيّة والتفاعلات الاجتماعيّة. اتّباع التعليمات يُعدّ استيعاب الطفل النظام والتوجيهات التي يوجّهها له الآخرون من أدلّة نموّ الطفل العقليّ، والجانب الأهمّ في هذه النقطة أن يكون الطفل واعيًا سبب اتّباعه التعليمات، مثل العائد الذي يحقّقه أو المشكلات التي يمنع حدوثها عند التزامه بالسلوك الصحيح. يغرِس ذلك فيه الانضباط الذاتيّ والرغبة في التصرّف تصرّفًا صحيحًا، فلا يتحوّل إلى إنسان آليّ يُحاكي أوامر الآخرين، ولا يملك رأيًا أو شخصيّة مستقلِّة. الرفض  من علامات نموّ الطفل العقليّ إبداء آرائه المستقلّة، فلا توافق رؤيتهم الأشياء مع رؤية محيطهم دائمًا، ولا يمانعون رفض بعض الطلبات التي لا يحبّونها. ورغم أنّ أغلب الآباء يعتبرون مجادلة الطفل لهم حالة سلبيّة، إلّا أنّها في الحقيقة دلالة على تكوّن شخصيّة قويّة قادرة على اتّخاذ القرار، وكثيرًا ما تكون إيجابيّة. الطفل المطيع دائمًا، رغم أنّه مُحبَّب لوالديه، قد يعاني مستقبلًا نقص التقدير الذاتيّ وقلّة الخبرة والعجز في التعامل مع مشكلات حياته المستقلّة، بعيدًا عن والديه، لأنّه لم يختبر تجارب تُشكِّل شخصيّته خارج نطاق الأسرة.  حلّ المشكلات   تعدّ مهارة حلّ المشكلات من علامات نموّ الطفل العقليّ، وتتمثّل في القدرة على أخذ القرار وحسن التصرّف والتفكير المنطقيّ. بالإضافة إلى تحليل المشكلات ومهارات النقد البنّاء. الطفل القادر على ابتكار حلول وأساليب جديدة لتجاوز العقبات التي يمرّ بها من دون استسلام من المرّة الأولى، يتمتّع بمستوى عال من النموّ العقليّ. هي مهارة كفيلة بأن تبني شخصيّته ورؤيته الخاصّة في التعامل مع المواقف الصعبة.  المواهب والاهتمامات  يتميّز الأطفال ذوو النموّ العقليّ السليم بتنامي ميولهم واهتماماتهم الخاصّة في تلك المرحلة، مثل ميل الطفل إلى الرسم أو الرياضة أو الغناء أو الرقص أو الذكاء الرياضيّ النابغ، أو حتّى مخيّلته الواسعة وأفكاره الإبداعيّة. وليس شرطًا أن يملك الطفل موهبة فنّيّة شائعة للدلالة على نموّه العقليّ، إذ يعدّ ذلك من الأخطاء الشائعة في الحكم على قدرات الأطفال، حيث القدرات عالم واسع يندرج تحته العديد من المهارات التي قد لا تظهر فورًا ظهورًا واضحًا. تكوين الصداقات  يميل الطفل ذو المستوى المرتفع من النموّ العقليّ إلى التفاعل الاجتماعيّ، ويظهر ذلك جليًّا في سلوكه، حيث يحتاج تكوين دوائر الأصدقاء إلى مستوى إدراك عالٍ يمكِّن الطفل من التواصل مع الآخر، والمبادرة بالتعريف عن نفسه، أو الاستجابة لمحاولة الأقران التواصل معه، أيًّا كان شكل التواصل، حيث تحتاج مساحة مشتركة من الاهتمامات بينه والوسط المحيط إلى قدر مبدئيّ من الذكاء الاجتماعيّ في تلك الفترة. كما أنّ التعاطف وفهم احتياجات الآخرين عند الطفل - مثل مساعدة أصدقائه في المدرسة، أو مواساته صديقًا حزينًا، أو رغبته في التعبير لمعلّمته عن امتنانه - سمة مميّزة تدلّ على نموّ الطفل العقليّ نموًّا سليمًا وسويًّا. تمييز الحقائق  التفكير المنطقيّ هو أحد العلامات الواضحة المعبِّرة عن مستوى نموّ الطفل العقليّ، حيث يتمكّن الطفل ذو المهارات الإدراكيّة العالية من تحليل المواقف وربطها، ووضع الاحتمالات للوصول إلى نتيجة نهائيّة تتمثّل في تمييز الحقائق. يصعب خداع هذا الطفل بالافتراضات الساذجة لتبرير موقف ما أو إخفاء حقيقة عنه. إن لم يكتشف الحقيقة فلن يكون الحديث غير المنطقيّ محلّ ثقة بالنسبة إليه، وربّما من أكثر السمات التي تميّز هذا الطفل كثرة طرحه الأسئلة المنطقيّة، وعدم تقبّله كلّ ما يُقال له فورًا كمسلّمات.     * * * يعدّ التعرّف إلى علامات نموّ الطفل العقليّ في مرحلة الطفولة المبكِرة أمرًا ضروريًّا لتزويده بالدعم المناسب ورعاية نموّه. مهارات اللغة والتواصل والقدرات المعرفيّة والتنمية الاجتماعيّة والعاطفيّة والمهارات الحركيّة والفضول للتعلّم، كلّها مؤشّرات واعدة لتقدّم الطفل العقليّ. يمكن للوالدين ومقدّمي الرعاية والمعلّمين، بتعزيز هذه المجالات، خلق بيئة تشجِّع على النموّ العقليّ والصحيّ، تعد الأطفال بالنجاح في المستقبل.    اقرأ أيضًا كيف أجيب على أسئلة الأطفال المحرِجة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) دور اللعب في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.cnbc.com/2023/03/26/psychotherapist-shares-what-mentally-strong-kids-never-do.html   https://www.psychologytoday.com/us/basics/child-development/early-childhood   https://www.hellomotherhood.com/physical-cognitive-psychosocial-development-5161885.html      

الصدمة النفسيّة عند الطفل

تُعدّ الصدمة النفسيّة عند الطفل من الحالات المعقَّدة التي تطول فترتها، والتي تختلف أعراضها وأسبابها من طفل إلى آخر. قد يصعب اكتشافها في البداية بسهولة، ولا سيّما في المرحلة العمريّة الحسّاسة الممتدّة من الولادة إلى سنّ الثماني سنوات، والتي يتأثّر فيها الطفل بالتجارب النفسيّة والعاطفيّة تأثّرًا عميقًا، قد يصعب التعافي منه عمرًا طويلًا. يحتاج السلوك الدالّ على الصدمة النفسيّة إلى مراقبة الطفل عن قُرب، ويمكن ألّا يُلاحَظ ذلك بوضوح، لا سيّما أنّ الطفل قد يبدو في حالة متَّزنة لا تثير القلق، ولكنّه يعاني الصدمة النفسيّة وآثارها.   ما عوامل حدوث الصدمة النفسيّة عند الطفل؟  تختلف طبيعة الاستجابة للصدمة النفسيّة عند الطفل من حالة إلى أخرى، ويعود هذا الاختلاف إلى عدّة عوامل:    المرحلة العُمريّة   يؤثِّر العُمر في درجة تأثير الصدمة النفسيّة في الطفل. يختلف ردّ فعل المراهق عن الطفل في سنواته المبكِرة، ويؤثِّر هذا العامل في أسلوب علاج الصدمة النفسيّة لاحقًا.  مرحلة النموّ  يؤثِّر مدى نضج الطفل الاجتماعيّ وقوّة مهارات التواصل عنده في استطاعته التعبير عن معاناته مع الصدمة النفسيّة التي تعرّض لها. يعدّ ذلك تحديًّا رئيسًا أمام الوالدين أو المعالِج.  بيئة الطفل  البيئة أو الوسط المحيط بالطفل عامل مؤثِّر للغاية في تعامله مع الصدمة النفسيّة أو العاطفيّة. كلّما دعم الوالدان الطفل ووفّرا له البيئة الآمنة للتعبير، وكلّما زاد وعيهم بالصدمة النفسيّة لدى الطفل وكيفيّة التعامل معها وآليّات العلاج، كانت استجابة الطفل للعلاج أسرع وأكثر فاعليّة.   العوامل الجينيّة  يزيد العامل الجينيّ من احتماليّة إصابة الطفل بالصدمة النفسيّة، ورغم أنّها ليست مسبِّبًا رئيسًا إلّا أنّ إحدى الدراسات أشارت مؤخّرًا إلى أنّ الصدمات النفسيّة قد تكون موروثة. إذا كانت الأمّ، مثلًا، مصابة بصدمة نفسيّة خلال فترة حملها بالطفل، فمن المرجَّح أن يولد طفلها مصابًا بصدمة نفسيّة.     ما أسباب الصدمة النفسيّة عند الطفل؟  لا يُمكننا تحديد أسباب حتميّة للصدمة النفسيّة، إذ ليس هناك مقياس محدّد لأسباب الصدمة؛ حيث تتفاوت حسب التاريخ المَرضيّ للصدمة، والتاريخ العائليّ، والبيئة المحيطة، والأوضاع الاجتماعيّة سواء في المنزل أم في مؤسّسات المجتمع كالمدرسة والروضة وغيرها، من العوامل التي تجعل من حدث ما صادمًا بالنسبة إلى طفل وطبيعيًّا بالنسبة إلى آخر. لكن، ذلك لا يمنع وجود أسباب شائعة ومحفِّزة لإصابة الطفل بالصدمة النفسيّة، نذكر من بينها:   الفقد  موت أو هجر شخص عزيز، مثل أحد أفراد العائلة – ولا سيّما الوالدين- أو الأصدقاء.  الخلافات الأسريّة   مثل انفصال الوالدين أو سوء علاقتهما، والضغط النفسيّ المستمرّ على الطفل.  الكوارث الطبيعيّة   مثل تعرّض المنزل للزلازل أو الحريق، وتعرّض حياة الطفل للخطر.  الاعتداء أو العنف  يتعرّض عدد لا بأس به من الأطفال للعنف الجسديّ والجنسيّ والنفسيّ، سواءً أكان ذلك في المدرسة أم المنزل. يعدّ ذلك من أبرز أسباب حدوث الصدمات النفسيّة الغائرة لدى الطفل.  الجوع العاطفيّ يؤدّي إهمال احتياجات الطفل النفسيّة والعاطفيّة وعدم اكتفائه من الحبّ والاهتمام إلى ميله إلى العلاقات السامّة والتعلّق المَرضيّ بها، أملًا في إشباع احتياجاته.  العنصريّة يعيش الأطفال الذين تربّوا في غير مجتمعاتهم العرقيّة الأصليّة تجارب نفسيّة مؤلِمة، بسبب التمييز والتفرقة التي يتعرّضون لها من الأشخاص المختلفين عنهم.  التنمّر  يُعدّ من أكثر الأسباب شيوعًا لحدوث الصدمة النفسيّة عند الطفل، لأنّ تعرّضه للسخرية من شكله أو طبيعته أو أيّة عوامل خارجة عن إرادته يُدمرّ ثقته بنفسه.  الحروب  يُعاني ضحايا الحروب من الأطفال الصدمات الشديدة والذعر، بسبب الأحداث القاسية والأهوال التي لا تتحمّلها عقولهم ومشاعرهم. يعدّ هذا النوع من الصدمات من أصعب الحالات التي تواجه المختصّين على الإطلاق.    ما الآثار الشائعة للصدمة النفسيّة عند الطفل؟  يمكن أن يكون للصدمة النفسيّة تأثير عميق ودائم في رفاهية الطفل ونموّه عامّةً. لكن، في الوقت الذي قد يستجيب الأطفال فيه للصدمة النفسيّة استجابات مختلفة، يمكن أن تشير بعض الأعراض الشائعة إلى وجودها. أهمّها: - الخوف الشديد وسهولة إثارة حفيظة الطفل. - التعلّق المرضيّ، ولا سيّما بالوالدين. - تشتّت الانتباه الحادّ. - صعوبة الثقة في الآخرين. - حالات الاكتئاب المستمرّة. - ردود الأفعال العنيفة وصعوبة المسامحة. - اختلال عاداته الغذائيّة، كفقد الوزن أو اكتسابه بشكل زائد. - تعمّد إيذاء النفس. - الميل إلى الانتحار. - الاندفاع وكثرة المخاطرات غير المحسوبة. - القلق المَرضيّ. - قابليّة البكاء بشكل سريع وشديد. - الأرق وصعوبات النوم. - الرهاب الاجتماعيّ. - الدونيّة وانعدام الثقة بالنفس. - التبلّد واللامبالاة تجاه الأحداث المؤثِّرة. - التفكير السلبيّ الدائم. - عدم تخطّي السلوكيّات الصبيانيّة الطفوليّة مع تقدّم العمر.   كيف يمكننا التصرّف تجاه الصدمة النفسيّة عند الطفل؟ رغم أنّ الصدمة النفسيّة عند الطفل مسألة معقَّدة وتحتاج إلى وقت وجهد لنتمكَّن من تفسيرها والوصول إلى أسبابها الحقيقيّة، إلّا أنّ طرق المساعدة والتخفيف من آثارها لدى الطفل تبقى ممكنة. انطلاقًا من تلقّي الطفل المساعدة من المعالج النفسيّ، وصولًا إلى زيادة الوعي عند الآباء، يمكن أن يستجيب الطفل ويبدأ برحلة التعافي التي تزداد فعّاليّتها كلّما كانت أبكر في حياته.     استمع جيّدًا إلى طفلك شجّع الطفل على التعبير عن مشاعره والإفصاح عن أسراره التي قد تتضمّن مصدر الصدمة الأساسيّ، مع توفير المحيط الآمن له من دون الحكم عليه، أو لومه، أو إشعاره بأنّ نظرتك له ستتغيّر إن أفصح عمّا في داخله.  ساعده في التخلّص من عقدة الذنب  ساعد الطفل على التخلّص من الشعور بالذنب، وأنّه ليس مسؤولًا عمّا حدث له.   لا تتعجّل  لا تتعجّل لترى النتيجة، حيث يتطلّب تجديد الشعور بالأمان لدى الطفل الجهد وتراكم التجارب المطمئنة، لكي تتصدّى لأثر التجارب المؤلمِة.  أجبه عن تساؤلاته لا تترك لدى الطفل أسئلة معلَّقة أو مساحات غامضة، لأنّه يحتاج الآن إلى الصدق والإجابات الوافية التي تُطمئِنه وتبني الثقة عنده، ليعبِّر عن الموضوعات الحسّاسة والعميقة داخله.  استعن بالعلاج النفسيّ  يُعدّ العلاج المعرفيّ - السلوكيّ من أكثر أنواع العلاج النفسيّ شيوعًا، حيث يتحدّث المعالج النفسيّ مع الطفل في عدّة جلسات، يستمع خلالها إلى أفكاره ويحاول فهمها، ويعدِّل بالتالي سلوك الطفل. كما يعدّ العلاج باللعب وسيلة علاج نفسيّ فعّالة، حيث يُسمَح للطفل باللعب في بيئة آمنة تُلاحَظ فيها تصرّفاته، ويدخل المعالج النفسيّ معه في نقاش لمحاولة الوصول إلى أفكاره عندما يكون في أكثر حالاته هدوءً وسكينة.   العلاج بالأدوية  قد يطلب الطبيب النفسيّ إلى طفلك اللجوء إلى العلاج بالأدوية. رغم أنّ الوصول إلى هذه الخطوة مرحلة متقدِّمة، إلّا أنّ الطبيب قد يرى أنّه أمر ضروريّ لمصلحته. * * * التعرّف إلى أعراض الصدمة النفسيّة عند الطفل أمر ضروريّ لتوفير الدعم والتدخّل المناسبين. إذا كنت تشكّ في أنّ طفلك يعاني صدمة، فمن الضروريّ طلب المساعدة المهنيّة من ذوي الخبرة في العمل مع الأطفال المصابين بصدمات نفسيّة. يمكن أن يُحدِث التدخّل المبكِر والرعاية الواعية بالصدمات فرقًا كبيرًا في مساعدة الأطفال على الشفاء واستعادة شعورهم بالرفاهية. تذكَّر أنّه بالتعاطف والتفاهم والدعم المناسب، يمكن للأطفال التغلّب على آثار الصدمات والنموّ مرّة أخرى.      أقرأ أيضًا المشكلات الأسريّة وأثرها في الأبناء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.verywellmind.com/what-are-the-effects-of-childhood-trauma-4147640   https://arabic.rt.com/health/1316650-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%AB%D8%A9/#  

كيف تهيِّئ طفلك للعودة إلى المدرسة؟

تُمثِّل العودة إلى المدارس مرحلة انتقاليّة لتغيير مرهِق، وتحدّيًا للخروج من منطقة الراحة عند الطفل، بعد فترة تمتدّ أشهرًا من نظام الحياة المليء بالفراغ والمتعة. الأمر الذي يصعِّب على الطفل العودة إلى أسلوب الحياة المُتَّسِم بالجديّة والالتزام. لذلك، من المهمّات التربويّة الرئيسة مساعدة الطفل على التأقلم نفسيًّا وعاطفيًّا مع أسلوب الحياة المدرسيّة من جديد. نعرض في هذا المقال طرقًا تربويّة فعّالة تمكِّن الوالدين من تهيئة نظام حياة أطفالهم، لاستقبال السنة الدراسيّة الجديدة بهمّة عالية.    كيف تُهيِّئ طفلك للعودة إلى المدرسة؟  لا تبدأ تهيئة طفلك للعودة إلى المدرسة مع نهاية العطلة، بل قبل موعد المدرسة بفترة، إذ ليس من المهمّ التأكّد من جاهزيّة الأدوات المدرسيّة فحسب، بل لا بدّ من التأكّد من جاهزيّة طفلك النفسيّة أيضًا. إليك أهمّ خطوات تهيئة طفلك للسنة الدراسيّة الجديدة:   اجعله يحظى بإجازة استثنائيّة لكي يستطيع طفلك أن يبدأ سنة دراسيّة جديدة بنشاط، لا بدّ أن تكون فترة إجازته ممتعة وحيويّة قدر الإمكان، ليتمكّن من تفريغ طاقته وتجديد نشاطه، فيستطيع استقبال السنة الدراسيّة الجديدة بنشاط ويقظة ذهنيّة. لذا، على الوالدين الاهتمام ببرنامج العطلة ومحاولة التجديد والإبداع فيه، ليقضي الطفل وقتًا استثنائيًّا يمتدّ أثره النفسيّ الإيجابيّ مدّة كافية، من أجل التعامل مع ضغوط بداية السنة الدراسيّة.    عوّده على النظام  من أهمّ الخطوات لتهيئة طفلك للعودة إلى الحياة المدرسية إرساء القواعد وفرض نظام حياتيّ مُلزِم وجادّ، يساعده على تنظيم واجباته والموازنة بين مهمّاته اليوميّة وأوقات فراغه وراحته، حتّى يحافظ على وتيرة إنجازه من دون الشعور بالضغط أو الضجر بسهولة. ومن المتوقّع عدم استقبال الطفل محاولة تطبيق النظام برحابة في البداية، وسوف يعاند محاولًا عدم الالتزام به والاستسلام لرغبته في اللهو. لكنّ ترويضه على الالتزام بهذا النظام أهمّ عوامل تأقلمه مع الحياة المدرسيّة.  حفِّزه باستمرار تُعدّ عمليّة التحفيز وخلق الدوافع المشجِّعة على استقبال الحياة المدرسيّة أهمّ العوامل النفسيّة التي يمكن أن تحوِّل هذه المهمّة الشاقّة على الطفل إلى رحلة مليئة بالإثارة ينتظر عودتها. فشعور طفلك بتقديرك تفوّقه وأداءه المدرسيّ يدفعه إلى مواصلة الاجتهاد، لتحصيل دعمك وتشجعيك، ودعم معلّميه وزملائه وتشجيعهم. يُمكنك كذلك تشجيع الطفل على الالتزام والتأقلم مع التغيّرات المصاحبة عودة الحياة المدرسيّة بمكافأته بالحصول على الهدايا المفضّلة لديه، أو تحقيق أمنية كان يرغب بها منذ وقت طويل، في نهاية الفصل الدراسيّ، إذا حصّل درجات عالية. ولا يعني ذلك، بالطبع، أن يكون الدعم مشروطًا طيلة الوقت، بل يُعدّ هذا النوع من التحفيز وسيلة لغرس روح التحدّي في الطفل، وإضفاء المتعة على الحياة المدرسيّة. اضمن أن يكون في مجتمع مدرسيّ آمن   تُسهِم البيئة المدرسيّة المحيطة بالطفل كثيرًا في مدى انفتاحه على العودة إلى المدرسة. فعلاقة الطفل بزملائه ومعلّميه ومدى شعوره بالانتماء إلى مدرسته تؤثِّر في مستوى دافعيّته للعودة إلى المدرسة. ينبع هذا الشعور بالانتماء من مدى شعور الطفل بقبول معلّميه وتقديرهم، والتفاعل الاجتماعيّ مع زملائه. كما تظهر خطورة هذه النقطة عندما تكون بيئة المجتمع المدرسيّ سلبيّة ومؤذية الطفل، لأيّ سبب من الأسباب، كالتنّمر أو التسلّط، أو غيرها من الممارسات الكفيلة بأن تقلّل ثقة الطفل بنفسه وتنفّره من مجتمع المدرسة. لذا، يقع على عاتق الوالدين مراقبة بيئة أطفالهم المدرسيّة ومحاولة حمايتهم وضمان بيئة آمنة لهم في رحلتهم التعليميّة. ادعَمه عندما تجد ردود أفعال طفلك متحفّظة وعدوانيّة تجاه التغييرات المصاحبة عودته إلى المدرسة، عليك مراقبة طفلك ومحاولة اكتشاف المشكلات التي يعانيها، لأنّه غالبًا ما يعاني مخاوف القلق ومثيراته بشأن المدرسة. من هنا، يجب على الوالدين دعم الطفل نفسيًّا، لكي يستطيع تجاوز المشكلات التي تسبّب له القلق، سواء أكانت متعلّقة بمستواه الدراسيّ، أم تعرّضه للنقد، أم عجزه عن التصرّف في موقف ما. يساعد هذا الدعم الطفل على الشعور بالأمان والطمأنينة والإقبال على الحياة المدرسيّة، ولكن يتطلّب ذلك من الوالدين بذل الجهد لإذابة الجليد بينهم وطفلهم، وبناء مساحة آمنة للحوار تشجِّع الطفل على الإفصاح عن مخاوفه، والمواقف التي قد تعرّض لها مسبقًا ولم يستطع مواجهتها.  شاركه الأفكار والمشاعر  شعور الطفل بالوحدة أو تجاهل الوالدين يدفعه إلى الدخول في كهف منعزل والشعور بالغربة في مجتمع المدرسة. لذلك، يجب على الوالدين دفع الطفل إلى مشاركتهم يوميّاته المدرسيّة باستمرار، إذ تجعل هذه الرقابة الأمور تحت سيطرتهم، وتمكِّنهم من التعامل السريع مع أيّ بوادر سلبيّة قد تؤدّي إلى إعراض الطفل عن الالتزام بالحياة المدرسيّة. يسهم الحوار المستمرّ والتفاعل الإيجابيّ مع مشكلات الطفل وتقدير نجاحاته الصغيرة في تعزيز ارتباطه بالمدرسة، وشعوره بالقوّة الكافية لمواجهة أيّ موقف سلبيّ قد يواجهه في المدرسة من دون خوف، لأنّه يشعر باهتمام والديه بالاستماع إلى همومه، ودعمه للتفاعل وتأدية الأنشطة داخل المدرسة.    * * * التحضير المعنويّ مفتاح سنة دراسيّة جديدة وناجحة لطفلك، وباتّباع هذه النصائح، يمكنك مساعدة طفلك على إنشاء أساس قويّ للتعلّم، وإدارة وقته بفعّاليّة، والتغلّب على تحدّيات السنة الدراسيّة بثقة. تذكّر أنّ مشاركتك ودعمك لا يقدّران بثمن في رحلة طفلك التعليميّة، ويمكنك تحضير طفلك لسنة من النموّ والتعلّم والإنجاز.    اقرأ أيضًا ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ابني لا يحفظ بسرعة ولا يتذكّر، فما الحل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع https://www.usm.org/about/blog/post/~board/blog/post/helping-your-child-transition-from-summer-vacation-to-back-to-school   https://www.ldonline.org/ld-topics/teaching-instruction/summer-learning-loss-problem-and-some-solutions