والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء

تعدّ كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء من المهارات الأساسيّة التي يجب على الوالدين امتلاكها والتدرّب عليها. العصبيّة والبكاء ردّتا فعل طبيعيّتان عند جميع الأطفال، ولكنّهما يتفاوتان في الدرجات. لذا، قد يشعر الوالدان أحيانًا بالقلق عند عدم قدرتهما على إخراج الطفل من هذه الحالة، وذلك عند القيام بكلّ شيء ممكن لتهدئة الطفل من دون أيّ جدوى.    ما أساس التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء؟  تُبنى كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء على أساس وصف السلوك. على سبيل المثال، يمكن تحديد ما إذا كان الطفل يدخل في نوبة من العصبيّة والبكاء عندما يُطلب إليه فعل شيء لا يريد فعله، أو عندما تتعدّد الأسباب التي تؤدّي إلى هذه الحالة لدى الطفل. لذلك، يجب ترتيبها وفقًا للأولويّة وكثرة التعرّض إليها، واختيار اثنين أو ثلاثة من الأمور التي تؤدّي إليها.   طرق تعليم الطفل السيطرة على العصبيّة  من أهمّ الأمور المرتبطة بـكيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ تعليمه كيفيّة السيطرة على عصبيّته، باتباع الأمور الآتية: التفرقة بين المشاعر والسلوك  يجب تعليم الطفل طريقة وصف الشعور، ليتمكّن من التعبير عن مشاعر الغضب والإحباط، بدلاً من الدخول في نوبة من العصبيّة والبكاء. يجب أن يدرك الطفل أنّ شعوره بالغضب أمرٌ طبيعيّ، إلّا أنّ كثرة البكاء أو العدوانيّة الناتجة عن العصبيّة من الأمور المرفوضة، كما يجب مساعدته على التحكّم بتصرّفاته في هذه الحالة.  ينتج بعض السلوكيّات العدوانيّة، إثر تداخل مجموعة من المشاعر غير المريحة لدى الطفل؛ مثل الإحراج والحزن. لذلك، يجب مساعدة الطفل على اكتشاف سبب شعوره بالعصبيّة، ويساعد الحديث عن المشاعر، في العديد من الأحيان، على تعليم الطفل التعرّف إلى مشاعره بشكل أفضل.  امتثال القدوة  تعدّ الطريقة الأفضل في تعليم الطفل كيفيّة التعامل مع الغضب أو العصبيّة توضيح طريقة تعامل الوالدين مع المشاعر عند الشعور بالغضب. يؤدّي الطفل عادةً التصرّف ذاته الذي يؤدّيه الوالدان؛ فإن شاهد الطفل الأمّ أو الأب يفقدان أعصابهما عند الغضب، فسيفعل الأمر ذاته. وكذلك الحال إذا شاهدهما يتعاملان بطريقة أخرى تتّسم باللطف. على الرغم من أهمّيّة حماية الطفل من المشكلات التي يواجهها الوالدان، إلّا أنّه ينبغي على الأمّ أو الأب توضيح طريقة التعامل مع مشاعر الغضب، والإشارة إلى الأوقات التي قد يشعر فيها الأهل بالإحباط والعصبيّة، وذلك ليدرك الطفل أنّ هذا الشعور طبيعيّ، كما يساعده ذلك في الحديث عن مشاعره. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الوالدين تحمّل مسؤوليّة السلوك عند التعامل بعصبيّة شديدة أمام الطفل، ومن الأفضل الاعتذار ونقاش ما كان يجب أن يفعلاه بدلاً من ذلك.  وضع قواعد للعصبيّة  ينبغي أن تضع العائلة مجموعةً من القواعد حول السلوك المقبول وغير المقبول المرتبط بالعصبيّة، حيث يجب أن يتحدّث الأهل مع الأطفال، مهما كان عمرهم، وبالأسلوب الذي يناسبهم حول هذه السلوكيّات. يجب أن تركّز هذه القواعد على التصرّف باحترام مع الآخرين، كما تجب معالجة العديد من الممارسات التي تحصل؛ مثل العدوان الجسديّ والشتائم وكثرة البكاء بصوت عالٍ وتحطيم الممتلكات.  تعليم مهارات صحّيّة  يحتاج الطفل العصبيّ وكثير البكاء إلى التعرّف إلى الطرق المناسبة للتعامل مع العصبيّة أو الغضب؛ فبدلاً من إعطاء الأوامر، من الأفضل شرح ما يمكنه فعله عند العصبيّة، ولا سيّما عندما ترتبط هذه الحالة بسلوك عدوانيّ. يمكن للوالدين وضع العديد من الأشياء التي تساعد الطفل على الهدوء؛ مثل كتاب التلوين، أو جهاز للموسيقى الهادئة، في حال أثبتت فعّاليتها معه.  بالإضافة إلى ما سبق، يمكن تعليم الطفل مهارة الوقت المستقطع، لمساعدته على الهدوء، حيث يُعلَّم أنّه عند الشعور بالغضب والعصبيّة يمكنه أخذ وقت مستقطع بمفرده، بعيدًا عن الموقف. أثبتت هذه الطريقة فعّاليّتها مع الأطفال. كما يجب تعليم الطفل مهارة حلّ المشكلات من دون اللجوء إلى العدوانيّة أو البكاء الشديد.    نصائح حول كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء  يحتاج الوالدان إلى تعلّم مهارة كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء، ومن أهمّ الأمور التي يمكنهما القيام بها عندما يمرّ الطفل بهذه النوبة (شرط تمتّعه بصحّة جسديّة جيّدة): -عند الاعتقاد بأنّ الطفل متعب، يمكن تخصيص بعض الوقت لراحته، أو للاستماع إلى الموسيقى، أو رواية قصّة له. - إذا كان الطفل يصاب بنوبة من البكاء وقت النوم، يجب تهدئته جيّدًا قبل ذلك.  - في حال كان الطفل محبطًا من أمر ما، فمن الأفضل البحث عن حلّ للمشكلة التي يواجهها، حيث إنّ مساعدته في تسمية المشاعر تشعره بتفهّم الوالدين له، وتساعده على التحكّم بذلك.  - منح الطفل فرصة ليهدأ وتجاهله خلال البكاء، ثمّ الحديث معه عن سبب شعوره بالضيق والاستماع له، ثمّ ذكر سبب حزنه بعد إخباره.  - تقديم العديد من الطرق الأخرى للطفل، ليتمكّن من التعامل مع الموقف عند تكراره.  - ينبغي أن يدرك الطفل أنّه لا بأس من الشعور السيّئ أو العصبيّة أو البكاء عند الحزن أو التعرّض للأذى. لكن، يجب على الوالدين، في هذه الحالة، مساعدته في فهم ذلك.    ماذا يفعل الوالدان خلال نوبة عصبيّة الطفل وكثرة بكائه؟  يوجد بعض التصرّفات الخاصّة بالوالدين والمرتبطة بـكيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء. من أهمّها:  - الحفاظ على الهدوء خلال نوبة العصبيّة التي تصيب الطفل، حيث إنّ الغضب قد يزيد من حدّة عصبيّته أو بكائه. أمّا التصرّف بهدوء فيساعد على تعليمه ذلك في المرّات القادمة.  - التعامل مع نوبة العصبيّة وفق سببها، ففي بعض الأحيان، قد يحتاج الطفل إلى الراحة، ولكن، في أحيان أخرى، يكون من الأفضل تجاهله أو إشغاله بنشاط جديد.  - تجاهل الطفل عندما يكون هدفه من العصبيّة وكثرة البكاء جذب انتباه الوالدين، أو ردًّا على رفض شيء ما. من الأفضل في هذه الحالة عدم تبرير الرفض، والقيام بنشاط آخر.  - تجاهل الطفل عندما تكون نوبة الغضب ناتجة عن طلب شيء لا يريد القيام به، ويجب، بعد أن يهدأ، متابعة المطلوب منه وإكماله. - إذا كان الطفل العصبيّ معرّضًا لإيذاء نفسه أو الآخرين خلال نوبة الغضب، أو كان في مكانٍ عام، فيجب نقله إلى مكان هادئ وآمن لتهدئته. - تجنّب الاستسلام لعصبيّة الطفل أو بكائه الكثير، حيث يثبت له أنّ هذا التصرّف كان فعّالًا.   ماذا الذي يمكن فعله بعد انتهاء نوبة العصبيّة والبكاء؟ بعد أن ينتهي الطفل من نوبة العصبيّة ويتوقّف عن البكاء، يفضَّل أن يمدح الوالدان طريقة استعادة الطفل السيطرة على أعصابه. إذ يكون هذا الوقت هو الأنسب لاحتضانه وإشعاره بالأمان، حتّى في حال ممارسته أحد التصرّفات الخاطئة، وإذا كان عمره مناسبًا ويمتلك المهارات اللغويّة اللازمة، فمن الأفضل الحديث معه للوصول إلى طرق تساعده في التعبير عن الغضب، بدلًا من العصبيّة والبكاء.    اقرأ أيضًا أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) طرق التعامل مع المراهق العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  https://www.verywellfamily.com/behavior-management-plan-1094830  https://www.verywellfamily.com/ways-to-teach-your-child-anger-management-skills-1095010  https://kidshealth.org/en/parents/tantrums.html  https://raisingchildren.net.au/toddlers/behaviour/crying-tantrums/crying-children-1-8-years     

أهمّ مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ  

كلّ ما يمّر به طفلك من تجارب، وما يشهده من أحداث، وما يلاحظه من أفعال، ولا سيّما في السنوات الخمسة الأولى من حياته، لها تأثير أساسيّ في نتائج نموّه لاحقًا. في الوقت الذي قد لا يدرك فيه المعلّمون كيفيّة التعامل الصحيح مع الطفل في مراحله التعليميّة الأولى، يغفل الأهل أيضًا عن تعويض هذا النقص التربويّ في البيئة المنزليّة. وبما أنّ 25% فقط من الأهل يدركون أهمّيّة مراحل تطوّر مهارات الطفل الاجتماعيّة، سيكون من المفيد عرض هذه المراحل عرضًا وافيًا ومبسّطًا، لنساعدك على فهم طفلك فهمًا أفضل، وتحفيز تطوّره الاجتماعيّ.    ما مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ؟   يعدّ نموذج عالِم النفس Erik Erikson الأدقّ في شرح مراحل نموّ الإنسان الاجتماعيّ، والتي تشكّل المراحل الخمسة الأولى منها نموّ الطفل الاجتماعيّ. وهذه المراحل بحسب إريكسون:  المرحلة الأولى: الثقة مقابل عدم الثقة   تمتدّ هذه المرحلة من لحظة ولادة الطفل إلى بلوغه عامين، وتكون الثقة هي العامل المسيطر على مشاعر الطفل في هذا العمر المبكر، نظرًا لاتّكاله التام على الرعاية المُقدَّمة إليه من ذويه وممّن حوله. لذلك، عليه أن يبني في عقله أسسًا تمكِّنه من تحديد من يستحقّ هذه الثقة ومن لا يستحقّها. تعتمد هذه الثقة على جودة الخدمة التي يحصل عليها الرضيع. وتشمل أشكال الرعاية في هذه المرحلة الطعام والشراب والحنان والدفء، حيث يترسّخ في ذهن الطفل بأنّه يحتاج إلى اللجوء دائمًا إلى من يكبره سنًّا.  ما نتيجة هذه المرحلة؟    في هذه المرحلة، إمّا أن ينشأ الطفل واثقًا بمن حوله ويعرف تمامًا لمن يمنح ثقته، أو أن يتبنّى مشاعر الخوف وعدم الثقة بأيّ شخص يقابله.     المرحلة الثانية: مرحلة الاستقلال مقابل الشكّ    يدخل الطفل ذو العامين هذه المرحلة بعد أن يبدأ بالشعور بحبّ الاستقلال ومحاولة تجربة أشياء جديدة دون تدخّل الأبوين، ويمرّ الطفل أيضًا في هذه المرحلة بحالة من الشكّ بقدرته على النجاح في التجارب التي يخوضها. قد تلاحظ بعض التصرّفات المتمرّدة منه، مثل تكتيف يديه رافضًا أن تحمله، وترديد كلمة "لا" كثيرًا عندما يؤمَر بفعل ما لا يريد.    ما نتيجة هذه المرحلة؟   بناءً على تعاملك مع طفلك في هذه المرحلة، قد ينمو طفلك ليكون أكثر اعتمادًا على نفسه، أو قد يصبح أكثر اعتمادًا واتّكاليّة على من حوله.      المرحلة الثالثة: المبادرة مقابل الخجل   تسبق هذه المرحلة سنة طفلك الأولى في المدرسة، وخلالها يبدأ طفلك بإدراك قوّته وقدرته على السيطرة. تمتد هذه المرحلة من سنّ الرابعة إلى الخامسة. يمكنك في هذه المرحلة بالذات الاهتمام بكلّ ما يلاحظه طفلك والإجابة عن أصغر تساؤلاته وأكبرها، نظرًا لأنّ شخصيّته تبدأ بالتشكّل هنا بحسب الثقة التي تمنحه إيّاها.   ما نتيجة هذه المرحلة؟   مقابلة مبادرات طفلك بالتعزيز والدعم يفجّر شعوره بالشغف تجاه الأشياء والأشخاص والمواقف، بينما إهمال استفساراته يحجّم قدراته ويحبط معنويّاته.      المرحلة الرابعة: مرحلة المنافسة مقابل الدونيّة   مع بلوغ طفلك عامه الخامس، يتطوّر لديه حسّ الفخر والاعتزاز بالذات وبقدراته وإنجازاته، حيث يبدأ في هذه المرحلة بتعلّم الكتابة والقراءة في مراحله المدرسيّة الأولى. ولكن، على الصعيد الآخر، ينمو في داخله الشعور بالتنافسيّة مع أقرانه وزملائه، وقد يشعر بـالدونيّة عند ارتكابه أيّ إخفاقات تفسح المجال لغيره في تحقيق المكانة التي كان يبتغيها.    ما نتيجة هذه المرحلة؟   من الطبيعيّ جدًّا أن يشعر طفلك بالدونيّة عند إخفاقه في مجاراة أقرانه في احتراف بعض المهارات، ولكن تبسيط مفهوم التنافسيّة لطفلك يخلق لديه صورة أفضل عن جماليّة المنافسة، حتّى يخوضها بدلًا من الهرب منها.      المرحلة الخامسة: الهويّة واضطرابها   يدخل الطفل هذه المرحلة في عامه الثاني عشر، وهي أكثر المراحل اضطرابًا لأنّها تشكِّل جسر العبور الذي يمرّ طفلك عليه من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، حيث يدخل طفلك في مرحلة صراع داخليّ مرتبط باضطراب هويّته الاجتماعيّة ومركزه في محيطه. ستلاحظ في هذه المرحلة عدم ارتياح طفلك وشعوره الطفيف بانعدام الثقة بالنفس في بعض المواقف. لذلك، عليك أن تحرص على طمأنته ومنحه الدعم الذي يعزّز ثقته بنفسه.   ما نتيجة هذه المرحلة؟   يودّ طفلك بين عامه الثاني عشر والثامن عشر خوض الكثير من التجارب التي تساعده على اكتشاف نفسه. دعه يخُضْ تجاربه ضمن القانون، ولكن لا تردعه عن تجربة كلّ ما هو جديد، حتّى يفهم نفسه فهمًا أوضح وبصورة مستقلّة.      واجب الأهل خلال مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ  من الخطأ فصل مراحل نموّ الطفل عن بعضها بعضًا، فجميعها مترابطة ابتداءً من الولادة، وحتّى المراهقة. لا ينتهي دورك مرشدًا ومربّيًا بعد تجاوز طفلك المراحل الأولى الأساسيّة، فمن واجبك أن تقضي أطول وقتٍ ممكن معه في مراحل نموّه جميعها، لأنّ في عقل طفلك الصغير أفكار لا نهائيّة وأسئلة عديدة عن محيطه، لا يستطيع التعبير عنها بالكلام، ولكنّه حتمًا ينتظر إجابتك واهتمامك وتركيزك الكامل معه. لذلك، عليك إدراك حجم المسؤوليّة الموكلة إليك مربّيًا، فما تعمل لأجله الآن يكُن عليه طفلك في شبابه.    اقرأ أيضًا:  أبرز أسباب الكذب عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com   المراجع  - https://childdevelopmentinfo.com/child-development/erickson/    - https://www.simplypsychology.org/Erik-Erikson.html    - https://www.verywellmind.com/erik-eriksons-stages-of-psychosocial-development-2795740    - https://www.highspeedtraining.co.uk/hub/child-development-in-early-years/     

كيف تخطّط للسفر مع طفلك؟

يمكن أن يكون السفر مع الأطفال تجربة مفيدة لك ولهم، نظرًا إلى التجارب الجديدة التي سوف تختبرونها معًا، ناهيك عن قضاء وقت عائليّ ثمين، بعيدًا عن الالتزامات اليوميّة الروتينيّة. لكنّ السفر مع الأطفال يمكن أن يكون أيضًا تحديًّا يتطلّب تخطيطًا مسبقًا، ليكون ممتعًا بالقدر الذي تتوقّعه أنت وطفلك، بدءًا من التحضير للسفر، مرورًا بالطريق والاستمتاع بالرحلة، وصولًا إلى العودة بأمان.       نصائح تتّبعها عند السفر مع أطفالك  من الممكن أن يكون السفر مع الأطفال تجربة رائعة إذا خُطِّط لها تخطيطًا صحيحًا. إليك أهمّ الاحتياطات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، لضمان الحصول على إجازة ممتعة وآمنة لكلّ أفراد العائلة:    جهِّز للسفر  جهِّز جميع احتياجاتك واحتياجات الأطفال، بما في ذلك الملابس اللازمة، ومستلزمات النوم، والألعاب، والحفّاضات - في حال وجود أطفال رُضَّع – وغيرها. تأكّد أيضًا من إحضار بعض وجبات الطعام سهلة التحضير.   خطِّط مسبقًا لوجهتك  من الأفضل البدء في التخطيط للرحلة قبل عدّة أسابيع، قبل أن تقرِّر وجهتك، ابحث قليلًا عن المواقع التي تريد زيارتها مع طفلك، والمواقع السياحيّة المتواجدة فيها. بالإضافة إلى الأنشطة التي يمكن لأطفالك القيام بها، واستثناء ما يتعارض مع معايير أمان طفلك.   تتبّع الأخبار المتعلّقة بوجهتك  عند السفر مع طفلك، تتضاعف أهمّيّة التحقّق من أمان الوجهة. لذلك، تتبّع أخبار الرحلة بانتباه شديد قبل عدّة أيّام من تاريخ السفر، بما في ذلك الطقس والحالات الجويّة خلال فترة سفرك. فضلًا عن المسافة المستغرَقة للوصول إلى وجهتك وجميع المناطق السياحيّة فيها. بالإضافة إلى وضع المكان الأمين الذي ستقيم فيه مع طفلك، وأرقام الطوارئ التي قد تحتاج إليها.  تحقَّق من التأمين الخاصّ بك  إذا كانت وجهتك خارج البلاد، اقرأ بوليصة التأمين الخاصّة بك وبأطفالك، وتأكّد أنّ شركة التأمين الصحّيّ تغطّي وجهتكم، ولا تتردّد بالتواصل معهم إذا أردتَ الاستفسار عن أيّ شيء.   امنحهم فرصة الاستكشاف  حضّر برنامجًا ترفيهيًّا واضحًا ومنتظمًا في ما يتعلّق بأنشطة الرحلة المخطَّط لها، واسمح لطفلك بإبداء رأيه حولها، وشاركه باختيار المواقع السياحيّة التي سوف تزورها معه. لا تنسَ التخطيط لموقع الإقامة، سواء باختيار أحد الفنادق، أو الشقق السكنيّة المتاحة والآمنة للسكن العائليّ.   اختر وسائل النقل المناسبة  عندما تختار وسيلة النقل تأكّد من أنّها تناسب الأطفال. تجربة التنقّل بالطائرة ممتعة، ولكن بعض الأطفال قد يشعرون بالغثيان. كن مستعدًّا لذلك، وأحضر معك حقيبة الإسعافات الأوليّة والأدويّة المناسبة لهم. أمّا إذا كانت المسافة طويلة في السيّارة، فيجب عليك تهيئة المقاعد الخاصّة بالأطفال لضمان سلامتهم ومراعاة التوقّف للاستراحة بين الحين والآخر. يجب إحضار بعض الألعاب أيضًا، إذ من الطبيعيّ أن يصاب الأطفال بالنفور والانزعاج في الرحلات الطويلة.  حضِّر لحالات الطوارئ المفاجئة   من المهمّ تجهيز صندوق الطوارئ للأطفال، بما في ذلك المستلزمات الطبّيّة والإسعافات الأوليّة، مثل الضمّادات والمطهِّر، والمضادات الخاصّة بالزكام والتحسّس، أو أيّ عوارض صحّيّة مفاجئة أخرى قد تحدث مع الأطفال. بالإضافة إلى الأدوية التي يتناولها أطفالك.  أنشئ بطاقات المعلومات  جهّز طفلك ببطاقة تحتوي جميع المعلومات المتعلّقة به، وبأرقام عائلته التي تعرِّف بهويّته في حالة انفصالك عنه. ضمِّن الأرقام والأسماء المهمّة ومكان إقامتك وأيّ شيء آخر مهم. تعتمد بعض هذه المعلومات على نوع الإجازة التي تقضيها والمكان الذي تقيم فيه. لذا، تأكّد من تحديثها في كلّ رحلة ووجهة، حيث يسهل حينها على طفلك تسليم هذه البطاقات إلى شخص بالغ، أو ضابط شرطة، لمساعدته في العثور على أفراد عائلته. لا تنسَ لعبة طفلك المفضّلة  من أهمّ التحضيرات اللازمة حمل لعبة طفلك المفضّلة أثناء السفر، لأنّها تشعره بالأمان والراحة وتلهيه عن القيام بأيّ تصرّفات مزعجة. قد يكون السفر مع الأطفال تحديًّا، ولكنّه من الخبرات الرائعة التي يمكن للعائلة الاستمتاع بها، حيث إنّ الوقت الذي تمضيه مع طفلك وتقدِّم فيه تجارب إيجابيّة له، وترحِّب بشغف لاكتشافه مواقع وثقافات جديدة، يسهِم في تطوير ذاته وعلاقته بالعائلة.   * * * يمكن استغلال السفر كفرصة لتعليم الأطفال وتعزيز حسّ التفاعل العائليّ. يمكن أن يخلق السفر ذكريات لا تُنسى. من الأفضل التخطيط الجيّد والتحضير لكلّ شيء قبل السفر، لتجنّب المفاجآت غير المستحبّة، ويجب توخّي الحذر واحترام جداول الأطفال واحتياجاتهم ومتطلّباتهم الخاصّة، حتّى ترسخ الرحلة في مخيّلتهم من أجمل الذكريات التي جمعتكم عائلةً واحدة.    اقرأ أيضًا: أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.safewise.com/blog/safety-tips-taking-kids-vacation/   https://www.lawdepot.com/resources/family-articles/what-you-need-to-fly-with-a-child/?loc=US#.ZEpiUHZBzIV   https://www.twoscotsabroad.com/travel-with-kids/          

ابني لا يحفظ بسرعة ولا يتذكّر، فما الحل؟

تمتُّع طفلك بذاكرة قويّة يبني لديه أساس تعلّم متين، في المدرسة وخارجها، حيث يساعده امتلاك ذاكرة قويّة على التفوّق بأدائه على أقرانه. لكنّ الذاكرة القويّة ليست مهارة تولد مع جميع الناس، فهي مثلها مثل أيّ مهارة أخرى، تحتاج إلى الممارسة والتطوير.  في بعض الأحيان، قد تلاحظ على طفلك أعراض توحي بضعف ذاكرته، ولا سيّما في مراحل مبكرة من طفولته. الأمر الذي يخيفك من أن يؤثِّر ضعف ذاكرته في تحصيله الدراسيّ تأثيرًا سلبيًّا. يسلّط هذا المقال الضوء على أهمّ السبل التي يمكنك اتّباعها لتحسين مهارات التذكّر عند طفلك.     كيف تعرف أنّ ذاكرة طفلك ضعيفة؟   لا ينحصر ضعف الذاكرة بالصعوبة في تذكّر المعلومات، إذ تشمل المشكلة نواحٍ مختلفة تطال روتين طفلك اليوميّ. إليك أبرز علامات ضعف الذاكرة عند طفلك:   - عدم القدرة على التركيز. - الصعوبة في تنظيم الوقت وإدارته.   - الصعوبة في التنقّل بين المهمّات.   - استغراق وقت طويل قبل الإجابة عن الأسئلة الشائعة. - الصعوبة في حفظ المعلومات الجديدة.   ما أسباب ضعف الذاكرة عند طفلك؟  من الطبيعيّ أن تتساءل إن كان ضعف الذاكرة عند طفلك أمرًا طبيعيًّا ومؤقَّتًا، أم اضطرابًا يشير إلى مشكلة أكبر تستدعي التواصل مع مختصّ. في ما يلي مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى ضعف ذاكرة طفلك:  الصدمات العاطفيّة قد تنتج عن أيّ حادث اجتماعيّ تعرّض له طفلك، فأدّى إلى إصابته بصدمة ما. وبالتالي، من الممكن أن تؤثِّر في قدرته على التركيز والحفظ.  الاضطرابات التنمويّة كأن يكون الطفل مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو التوحّد، أو متلازمة داون، أو اضطراب اللغة التنمويّ.   العادات الروتينيّة غير الصحّيّة جلوس طفلك أمام الأجهزة الإلكترونيّة لساعات طويلة، يتسبّب بإصابته بفقدان التركيز والتبلّد الفكريّ وضعف الذاكرة. كيف تساعد طفلك على تقوية ذاكرته؟ انطلاقًا من أسباب ضعف الذاكرة عند طفلك، يمكنك استشارة طبيب، أو اتّباع بعض الاستراتيجيّات البسيطة التي من شأنها اختبار قدرته على الحفظ بسرعة:  تحفيز مهارات التصوّر الذهنيّ   شجّع طفلك على إنشاء صورة في ذهنه لما قرأه أو سمعه للتوّ. على سبيل المثال، لنفرض أنّك طلبتَ إليه أن يرسم منزلًا بأربعة شبابيك، اجعله يتخيّل الشكل الذي يجب أن يبدو عليه المنزل، ثمّ دعه يرسمه. عندما ينجح الطفل في تخيّل الأشياء، يصبح وصفه لها أفضل وأسهل. وبالتالي، يتذكّرها عقليًا، بدل الاكتفاء برؤيتها.   كلّف طفلك بمهمّة الشرح  قدرة طفلك على شرح معلومة ما تنطوي على فهمه وحفظه العميق لها. ولا نتحدّث هنا عن المعلومات الأكاديميّة فحسب، بل عن المهارات الجسديّة والفكريّة أيضًا. عندما يتعلّم طفلك مهارة ما، كلعب كرة التنس مثلًا، اسأله عن أساليبه وحيله في اللعب، وافسح له مجال شرحها شرحًا وافيًا. يتيح أمام طفلك تطبيقُ هذه الاستراتيجيّة في تعلّم المعلومات والمهارات الأكاديميّة وغيرها، الارتجالَ في العمل والبحث والحفظ، بدل تلقّيها بأساليب مملّة.   جرِّب الألعاب التي يوظِّف فيها ذاكرته البصريّة  هناك الكثير من الألعاب التي من شأنها أن تساعد الأطفال على تحفيز تركيزهم وتقوية ذاكرتهم البصريّة، مثل لعبة حفظ العناصر. تقوم هذه اللعبة على مبدأ اختبار قدرة طفلك على تذكّر الأرقام أو الرموز أو الصور المطبوعة على مجموعة من البطاقات، بعد عرضها أمامه وقلبها، لإعطائه فرصة محاولة التذكّر.   بسّط لطفلك المعلومات هل تساءلت يومًا عن سبب احتواء أرقام الهواتف والأرقام البنكيّة وأرقام الضمان الاجتماعيّ على فراغات بين كلّ مجموعة فيها؟ لأنّه من الأسهل أن تتذكّر مجموعات صغيرة من الأرقام، بدل تذكُّر سلسلة واحدة طويلة. وعليه، فقد تكمن مشكلة طفلك في ضخامة حجم المعلومات التي يجب حفظها. لذلك، بسّط المعلومات الكثيرة إلى معلومات أقلّ، حتّى يَسهُل عليه فهمها وتذكّرها بسرعة.  القراءة بصوتٍ عالٍ  لتفعيل حاسّة السمع أهمّيّة سيكولوجيّة وعصبيّة، تسهِّل على طفلك حفظ المعلومات بسرعة. وبالتالي، يعدّ تحفيزه على قراءة المعلومات بصوت عالٍ من أهمّ الاستراتيجيّات التي تنشِّط ذاكرته على المدى الطويل.   ساعده على الربط بين الأشياء  تساعد طفلَك طرقُ ربط المعلومات على حفظها ومقارنتها بمعلومات سابقة، وتذكّرها على نحو أفضل. كأن تجمع بين الأحرف الأولى لمعلومة ما، مثل كلمة "ناهيك" التي يدلّ كلّ حرف فيها على ضمير من ضمائر النصب في اللغة العربيّة.  استخدم الموسيقى  أدمغتنا مصمَّمة بطريقة تعيننا على تذكِّر الأنغام والأنماط الموسيقيّة أو القوافي. لذلك، يمكنك أن تجرّب تأليف أغنية تحوي المعلومات العلميّة، لمساعدة طفلك على حفظها بطريقة ممتعة وسهلة.   استعن بطبيب  عندما لا تنجح السبل السابقة في تنشيط ذاكرة طفلك، يمكنك الاستعانة بطبيب أعصاب لتشخيص المشكلة وعلاجها.   * * * بناءً على ذلك، اعلم أنّ علاج المشكلة ليست دائمًا مسؤوليّتك وحدك، ولا تتردّد أبدًا بسؤال من هم على دراية بما يتعلّق بالأساليب الأكثر منهجيّة في تنشئة طفلك تنشئةً سليمةً. نعم، لا بأس بالمحاولة، ولكن لا بأس أيضًا بعدم النجاح. لذلك، اسمح لنا أن نساعدك في تجاوز العقبات، البسيطة منها والمعقّدة.   أقرأ أيضًا صعوبات التعلّم عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ما طرق التشجيع على الدراسة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.understood.org/en/articles/8-working-memory-boosters   https://www.oxfordlearning.com/11-ways-to-improve-memory-for-kids/   https://www.thinkkids.com/blog/what-causes-memory-problems-in-children#:~:text=Without%20a%20strong%20working%20memory,complete%20homework%20assignments%20or%20chores.      

أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال

النوم في ساعة محدّدة، وإنجاز فرض مدرسيّ، واللحاق بحافلة المدرسة صباحًا، والوصول مبكِرًا إلى درس الموسيقى... أمور تكشف إذا كان طفلك يعي قيمة الوقت الحقيقيّة أم لا. في معظم الأحيان، ولا سيّما في مراحل حياة الطفل المبكِرة، لا يكتمل الوعي الكافي في ذهن الطفل حول أهمّيّة الوقت واستغلاله جيّدًا، ولكنّ ذلك لا يعني العجز عن توجيه الطفل نحو إدراك قيمة الوقت وتنظيمه وفق ما يصبّ في مصلحته.     لماذا تعلِّم طفلَك أهمّيّة تنظيم الوقت؟  القدرة على تنظيم الوقت مهارة عظيمة عليك تعليمها طفلك منذ سنّ مبكِرة، لخمسة أسباب رئيسة:   توتّر أقل:  إساءة تقدير المدّة المطلوبة لإنجاز مهمّة ما، قد تكون أمرًا مجهِدًا لك وطفلك. لذلك، تعليم طفلك التمييز بين الدقيقة والساعة يجعله يدرك أهمّيّة قضاء ساعة كاملة من العمل الدؤوب، لإنجاز الفروض المدرسيّة قبل الخروج واللهو مع أصدقائه، من دون القلق بشأن عدم إنجاز الفروض.  تفاهم أفضل: عندما يتعلّم طفلك أهمّيّة إدارة الوقت، يصبح من السهل عليه أن يتفهّم وجهة نظرك. عندما تشدِّد على أهمّيّة استيقاظه باكرًا، وتناول وجبته الصباحيّة في وقتها، وإنجاز الفروض المدرسيّة، يدرك الطفل حينها أنّ لتنظيم الوقت آثارًا إيجابيّة لم يكن ليدركها لولا تطبيقها. لذلك، لا يهدف تعليم طفلك تنظيم الوقت إلى زيادة إنتاجيّته فحسب، بل إلى تخفيف الضغط الناجم عن الخلاف بينكما.   درجات أعلى:  مع دخول طفلك الصفّ الثالث، تصبح لديه عدّة مواد جديدة، لكلّ منها معلّم خاص. بالإضافة إلى واجبات منزليّة جديدة وتحدّيات أكبر، يصعب على طفلك تجاوزها ما لم يطبّق مهارات تنظيم الوقت. لكن، مع تنظيمه مواعيد دراسته يصبح الحصول على درجات أعلى أمرًا هيّنًا، وليس تحديًّا كبيرًا، كما كنت تعتقد.  وقت إضافيّ للمرح: عندما يكون طفلك قادرًا على إنجاز مهمّاته في الوقت المحدّد، سيترك له ذلك مزيدًا من الوقت لجدولة الأشياء الممتعة. ضع في بالك أنّ الساعات المخصَّصة للمرح تحفّز طفلك على إنجاز مهمّاته في الوقت المحدّد. لذلك، استغلّ هذا الجانب بحكمة عند تعليمه أنّ وقت الدراسة مُقدَّم على الأشياء كلّها.   حياة منظَّمة: تعليم طفلك تنظيم وقته منذ الصغر يسهّل عليك التعامل معه عندما يكبر، لأنّك تزرع الأساس عندما يكون في أتمّ الاستعداد لاكتساب المهارات، وتحصد معه ثمار هذه المهارات عندما يكبر وتكبر معه التحدّيات.   كيف تعلِّم طفلك مهارات تنظيم الوقت؟   تختلف استراتيجيّات تعليم طفلك مهارات تنظيم الوقت مع اختلاف عمره. إليك أبرز هذه الطرق وفق اختلاف عمر طفلك:   نصائح لإدارة الوقت في مرحلة ما قبل المدرسة يكون مفهوم الوقت بسيطًا ومحصورًا بين المسموح فعله الآن وما يجب تأجيله إلى وقت لاحق، لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وأربع سنوات. لكن، رغم ذلك، تستطيع مساعدتهم على معرفة كيفيّة التخطيط لما سيحدث، باتّباعك الأمور الآتية: التحدّث عن الفصول المتغيِّرة  تعدّ الفصول وسيلة أساسيّة وبسيطة لتعريف طفلك إلى طبيعة الوقت الدوريّة، لأنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة يراقبون بتمعّن كلّ ما يحدث حولهم. لمَ لا تستفيد من تغيّرات الطبيعة التي تحدث أمامهم لمساعدتهم على التمييز بينها، وفهم علاقتها الوثيقة بالوقت؟ فتحوّل الأوراق الخضراء إلى اللون الأصفر في فصل الخريف، وتساقط الأوراق في فصل الشتاء وعودتها من جديد في فصل الربيع، تشكّل مظاهر ملموسة لمرور الوقت، يمكن لصغيرك فهمها. كيف يساعد هذا صغيرك على تعلّم تنظيم الوقت؟   تساعد مراقبة طفلك الأنماط الطبيعيّة في حياته اليوميّة على الفهم الحدسيّ لمفهوم الوقت وكيفيّة تنظيمه. لذلك، يمكنك تعزيز هذه الدروس، مثلًا، بطلبك إلى طفلك تصنيف الصور العائليّة حسب المواسم التي التقطت فيها، أو سؤاله عن الفصل الحاليّ عند أخذه في نزهة.   إنشاء جدول مهمّات باستخدام الصور  نستخدم نحن، البالغين، التقويمات لنتذكّر ما يجب فعله ومتى، أمّا طفلك فيميل إلى العناصر المرئيّة أكثر. لذلك، صمّم جدول مهمّات بسيطة له، بحيث ترمز لكلّ مهمّة بصورة أو رمز يدلّ عليها، ورتّب تلك المهمّات زمنيًّا من دون كتابة الساعة بالتحديد، لأنّ طفلك الصغير في هذا العمر المبكِر لم تتكوّن لديه صورة واضحة ومكتملة عن الساعة والوقت، ولكنّه يستطيع، بالتأكيد، التمييز بين الدلالات الزمنيّة، مثل "الآن" و"اليوم" و"بعد قليل".  كيف يساعد هذا صغيرك على تعلّم تنظيم الوقت؟   قد تفاجئك هذه المعلومة، ولكنّ الأطفال في مراحل طفولتهم المبكرة يحبّون الروتين والتكرار كثيرًا. لذلك، يمنح استغلالك حبّه الروتين في تحديد مهمّاته اليوميّة البسيطة ومساعدته على إنجازها شعورًا مريحًا بالنظام والقدرة على تنبّؤ ما يجب فعله لاحقًا. الأمر الذي يخلق لديه القدرة على تطبيق هذه القواعد، حتّى عندما يكبر.  التدرّب على الانتظار  درّب طفلك على الشعور بمفهوم التأجيل وتأخير حدث معيّن، كأن يعبِّر لك عن رغبته بالحصول على لعبة، لتؤدّي دورك بتحديد اليوم الذي ستشتري فيه اللعبة له.  كيف يساعد هذا صغيرك على تعلّم تنظيم الوقت؟  يزيد الانتظار من وعيه بالأيّام والأوقات، وإشعاره بمعنى الانتظار، وفهم الرابط بين الأحداث والأوقات. الأمر الذي يهيّئه لأوقات يضطر فيها إلى انتظار حصوله على ما هو أكبر من اللعبة.    نصائح لإدارة الوقت في مرحلة المدرسة في هذه المرحلة الانتقاليّة، يصبح طفلك أكثر استعدادًا لتعزيز مهارة تنظيم الوقت، إذ يبدأ بتعلّم قراءة التقويمات والساعات. إليك أهمّ الطرق التي يمكنك اتّباعها لتعزيز مهارة تنظيم الوقت لديه في هذه المرحلة:    تنظيم المكان قبل تنظيم الوقت   لا يمكن لطفلك أن يكون منظَّمًا عندما يتعلّق الأمر بالوقت، وفوضويًّا عندما يتعلّق الأمر بالمكان. حثَّه على أهمّيّة ترتيب المكان قبل أيّ شيء، ثمّ وضع جدول المهمّات اليوميّة الخاصّة به.  استخدم مؤقِّتًا لمساعدة طفلك في صفّه الأوّل على فهم مقدار الوقت المتبقّي لإكمال مهمّة ما، يمكنك ضبط المؤقِّت من أجله مدّة 15 دقيقة مثلًا. لهذه الاستراتيجيّة أهمّيّة كبيرة في مساعدة طفلك على فهم أهمّيّة الوقت.  أطلعه على العواقب   في هذه المرحلة، يجب على طفلك أن يتحمّل مسؤوليّة إنجاز مهمّاته الخاصّة، وأن يشعر بالعواقب عند عدم إتمامها، كعدم تحصيله درجة جيّدة في الاختبار، بسبب عدم دراسته بما يكفي. يقال أيضًا إنّ لطفلك فرصة أفضل لاستيعاب هذه القاعدة، إذا تركت له مسؤوليّة شرح خطئه للمعلّم، حتّى يدرك واجباته بشكل أفضل، ويتعلّم تأديتها في الوقت المحدّد.   العمل على تقدير الوقت  عليك مساعدة طفلك على وضع جدول زمنيّ واقعيّ، مع محاولة تقدير المدّة التي يستغرقها في إنجاز المهمّات المطلوبة، حيث يساعد هذا التمرين على تعزيز احترامه الوقت واستغلاله بأكبر كفاءة ممكنة.  التخطيط للمهمّات طويلة الأجل  يمكن لطفلك تقسيم الخطوات المطلوبة لإنجاز مشروع ما، حتّى يسهل عليه إنجازه في الوقت المطلوب، من دون الشعور بالتعب أو الملل.  تحديد الأولويّات  من الضروريّ أن يتعلّم الأطفال الفرق بين ما يجب القيام به وما يريدونه، فضلًا عن تحديد الأولويّات ومراقبة الذات. على طفلك أن يدرك أيضًا أنّ تقسيم الخطوات مفتاح إنجاز المهمّات الكبيرة، وأنّ استغلال الوقت جيّدًا ما يساعد على تحقيق ذلك.     * * * نعيش اليوم في عصر مليء بالتحدّيات، لأنّ التكنولوجيا تأخذ كثيرًا من وقتنا ووقت أطفالنا، حيث ننشغل عن بناء عقائد تربويّة صحيحة فيهم، وينشغلون بألعاب تكنولوجيّة ذات تأثير إيجابيّ معدوم تمامًا. لذلك، لا تتردّد أبدًا في الدردشة مع طفلك عن أهدافه وشغفه، أيًّا كان عمره، وتوجيه نظره دومًا إلى دور تنظيم الوقت في تحقيق مبتغاه.     أقرأ أيضًا المشكلات الأسريّة وأثرها في الأبناء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.verywellfamily.com/how-to-teach-your-kids-time-management-skills-4126588   https://www.progeny.nyc/blogs/news/5-reasons-to-teach-your-kids-time-management-skills   https://www.scholastic.com/parents/family-life/parent-child/teach-kids-to-manage-time.html    

ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟

كثيرًا ما يعاني الآباء من رفض أبنائهم الدراسة أو المدرسة، وذلك طبيعيّ في بعض الأحيان؛ إلّا أنّه يدلّ على بعض الصعوبات التي يتعرّض لها الطفل في المدرسة أو في حياته الشخصيّة، أو يشير إلى بعض الاضطرابات التي يعانيها، مثل تعرّضه للتنّمر، أو اضطراب الصمت الانتقائيّ. لذلك، لا بدّ من التعامل مع هذا الرفض تعاملًا صحيحًا، لتجاوز المشكلة وضمان نجاح الأبناء في دراستهم.     كيفيّة التعامل مع الأبناء الذين لا يحبّون الدراسة   في كثير من الأحيان، يُظهِر الأطفال سلوكيّات دالّة على عدم محبّتهم الدراسة، وهناك العديد من الخطوات التي يستطيع الآباء اتّخاذها للتعامل مع الطفل في هذه الحالة. من أهمّها:   - مراعاة الاهتمام: عادةً ما تدفع البيئة المدرسيّة الصارمة إلى عدم محبّة الأبناء الدراسة. يمكن تجاوز هذه المشكلة بمراعاة اهتمامات الطفل، والتركيز على الموضوعات التي يحبّها، حتّى يتولّد لديه الدافع إلى الدراسة.   - تحفيز الفضول: الأطفال فضولّيون بطبيعتهم، ويمكن للآباء الاستفادة من ذلك لتحفيزهم على تعلمّ الأشياء الجديدة التي ينبغي عليهم تعلّمها أثناء الدراسة.   - مراعاة الصعوبات في المدرسة: يواجه بعض الأطفال صعوبات في متابعة الدراسة. لذا، تجب على الآباء مراعاة ذلك، واتّباع نهج التعلّم خارج المدرسة حتّى يتمكّن الأطفال من تجاوز الصعوبات، وإظهار ذكائهم وإبداعهم.   - التعلّم المشترك: من المفيد أن يؤدّي الآباء بعض النشاطات التعليميّة مع أطفالهم، لتعزيز قدراتهم الدراسيّة وزيادة محبّتهم للتعلّم، مثل مشاهدة الأفلام الوثائقيّة معهم حول الموضوعات التي تثير فضولهم واهتماماتهم.   - اتّباع نهج إيجابيّ: من الضروري اتّباع نهج إيجابيّ يرتكز على التشجيع على القدرات الدراسيّة التي يتمتّع بها الطفل والإشادة بها، بهدف تطوير ثقة الطفل وقدراته التي تمكّنه من الوصول إلى مجالات الدراسة الأخرى.   - طلب المساعدة المتخصّصة: يحتاج الطفل أحيانًا إلى زيارة أحد المختصّين لمعرفة الأسباب والمشكلات التي تؤدّي إلى عدم محبّته الدراسة؛ مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ثمّ التعامل معها تعاملًا صحيحًا.     لماذا لا يحبّ الأبناء الدراسة في بعض الأحيان؟   لا يعود عدم محبّة الأبناء الدراسة إلى سبب واحد، إذ هناك عدّة أسباب تؤدّي إلى شعور الأبناء بذلك، ومنها:   - التعرّض إلى بعض المشكلات: يمرّ الأطفال أحيانًا بوقت عصيب يؤدّي إلى الحدّ من قدراتهم على الدراسة، وعدم محبّتهم الذهاب إلى المدرسة. في هذه الحالة، ينبغي على الأبوين الاستفسار عن وجود أيّة صعوبات يتعرّض إليها الطفل في المدرسة.   - الإرهاق من المدرسة: قد يعاني الأطفال صعوبات تسبّب الإرهاق عند ذهابهم إلى المدرسة والجلوس في الفصول الدراسيّة. إذا أظهر الابن ذلك، يمكن للأبوين إرشاده إلى النوم وقتًا كافيًا.  - صعوبة التعامل مع المواقف الاجتماعيّة: يصعب على بعض الأطفال التعامل مع المواقف الاجتماعيّة التي يواجهونها في المدرسة، وربّما يتعرّض بعضهم إلى التنمّر بسبب ذلك. الأمر الذي يؤول إلى رفضهم الذهاب إلى المدرسة.   - الشعور بالفشل: لا يحبّ الأطفال الدراسة في المدرسة أحيانًا بسبب شعورهم بالفشل، لعدم قدرتهم على تلبية جميع التوقّعات التي لديهم أثناء الدراسة. لا بدّ هنا من معرفة التحدّيات الدراسيّة التي يواجهها الطفل في هذه الحالة، وإيجاد الحلول الملائمة لها.   - مشكلات إدارة الوقت: يعاني بعض الأطفال من صعوبة تحمّل المسؤوليّة، أو صعوبات في إدارة الوقت ومتابعة الواجبات المدرسيّة. الأمر الذي يؤدّي إلى التخلّف عن حلّ الواجبات، ويُمكن أن يظهر الطفل، عندئذ، بعض العبارات التي تبيّن عدم رغبته بالذهاب إلى المدرسة.    العلامات الدالّة على تعرّض الأبناء إلى صعوبات الدراسة   تدلّ بعض العلامات على تعرّض الأبناء إلى صعوبات تؤثّر في محبّتهم الدراسة في المدرسة، وينبغي على الآباء مراعاة هذه العلامات للتعامل معها تعاملًا مناسبًا من دون تأخير. من هذه العلامات التحذيريّة:  - رفض مناقشة أمور المدرسة: يدلّ رفض الطفل مناقشة أمور المدرسة مع أبويه فجأة على وجود بعض الصعوبات التي يعانيها. ومن الأهمّيّة بمكان احترام خصوصيّته في هذه الحالة مع ضرورة عدم تجاهل هذه العلامة التحذيريّة.   - تغيّر الموقف من المدرسة: يشير تبدّل انطباع الطفل الإيجابيّ عن المدرسة إلى انطباع سلبيّ إلى وجود مشكلة في العلاقات، أو مواجهة بعض صعوبات الدراسة، أو الشعور بالملل بسبب عدم الفهم الجيّد في المدرسة.   - استغراق الكثير من الوقت في حلّ الواجبات: يدلّ استغراق الأطفال وقتًا طويلًا في حلّ واجباتهم الدراسيّة على وجود مشكلة، مع ضرورة مراعاة الفروقات الفرديّة بين مهارات الأبناء وقدراتهم الدراسيّة. تنبغي كذلك مراعاة سياسات الواجبات المدرسيّة لدى المعلّمين المختلفين.   - تقارير المعلّم السيّئة: إذا تحدّث المعلّم مع الأبوين عن التقارير السيّئة لابنهما في المدرسة، فلا بدّ من أخذ هذا التنبيه على محمل الجدّ، والبدء باتّخاذ الخطوات التي من شأنها حلّ المشكلات التي يتعرّض إليها الطفل، لاستعادة أدائه الدراسيّ.     الاضطرابات المسبّبة رفض الأبناء الذهاب إلى المدرسة   قد تكون بعض الاضطرابات والمشكلات النفسيّة سببًا في عدم رغبة الأبناء بالذهاب إلى المدرسة، وتتضمّن القائمة الآتية عددًا من الاضطرابات التي يمكن أن تؤدّي إلى ذلك:   - اضطراب قلق الانفصال: يخاف بعض الأطفال المصابين باضطراب الانفصال من خسارتهم أحد الأبوين، أو الانفصال عنهما عند الذهاب إلى المدرسة. الأمر الذي يدفعهم إلى رفض الذهاب إليها.   - اضطراب الصمت الانتقائيّ: يعاني بعض الأبناء من اضطراب الصمت الانتقائيّ، وهو اضطراب يستطيع المصاب به التحدّث تحدّثًا طبيعيًّا في المنزل؛ إلّا أنّه يصمت في المدرسة. ويخاف عندها من الذهاب إليها حتّى لا يُجبره أحدٌ على الحديث.   - اضطراب الهلع: يخاف الأبناء المصابون باضطراب الهلع من التعرّض إلى مواقف الذعر الشديد في الأماكن التي لا يستطيعون الهروب منها مثل المدرسة، ولذلك لا يحبّون الذهاب إليها.   - الرهاب الاجتماعيّ: يخاف المصابون بالرهاب الاجتماعيّ من التعرّض إلى الانتقاد، أو الوقوع في مواقف محرجة أمام المعلّمين أو الطلبة. وذلك في ما يتعلّق بالمواقف الاجتماعيّة أو الأداء على حدّ سواء. ينتج عن ذلك عدم محبّتهم الدراسة في المدرسة.     إرشادات للتعامل مع رفض الأبناء المدرسة   إليكم بعض الإرشادات التي يستطيع الآباء الاعتماد عليها للتعامل مع رفض أبنائهم الدراسة في المدرسة:   - التدخّل بسرعة: يجب على الآباء التدخّل بسرعة وعدم التأخّر في اتّخاذ الإجراءات المناسبة، لحلّ المشكلات والصعوبات التي يعانيها الأبناء، والتي تؤدّي إلى رفضهم المدرسة إذا استمرّ ظهورها لأكثر من يوم أو يومين.   - تحديد سبب المشكلة: من المهمّ معرفة سبب المشكلة التي تؤدّي إلى رفض الذهاب إلى المدرسة، وذلك من خلال طرح الأسئلة على الطفل حول ما إذا كان يتعرّض إلى التنمّر، أو أيّة مواقف أخرى تزعجه في الفصل الدراسيّ.  - التعاون مع المدرسة: لا بدّ من التعاون مع المدرسة والتواصل معها، وتقديم جميع المعلومات التي تمكنها مساعدة المختصّين فيها على التعامل مع الأبناء.   - الحزم في قرار الذهاب إلى المدرسة: رغم ضرورة التعامل بلطف لحلّ مشكلة الأبناء الرافضين المدرسة؛ إلّا أنّه يتوجّب على الأبوين اتّخاذ موقف حازم بما يتعلّق بالذهاب إلى المدرسة، وعدم السماح للطفل بالبقاء في المنزل.   - جعل بيئة المنزل غير فاعلة: يستطيع الآباء جعل المنزل مكانًا شبيهًا بالمدرسة قدر الإمكان، حتّى يشعر الأطفال بالملل عند البقاء في المنزل، فتزداد رغبتهم بالذهاب إلى المدرسة.     * * * اقرأ أيضًا أضرار الصراخ على الأطفال: حقيقة أم خيال؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://study.com/blog/what-to-do-when-your-child-doesn-t-like-learning.html   - https://www.understood.org/en/articles/what-to-say-when-kids-with-learning-and-thinking-differences-dont-want-to-go-to-school   - https://www.boystown.org/Pages/when-kids-dont-want-to-go-to-school.aspx   - https://www.health.harvard.edu/blog/school-refusal-when-a-child-wont-go-to-school-2018091814756   - https://childmind.org/article/when-kids-refuse-to-go-to-school/   - https://www.verywellfamily.com/warning-signs-your-child-is-struggling-in-school-2601436  

صفات الطفل المدلّل وكيفيّة تقويمه

نعلم أن لا حدود لحبّك طفلك، من تلبيتك جميع حاجاته الأساسيّة والكماليّة، إلى الموافقة على معظم متطلّباته غير الضروريّة أو المنطقيّة. ولكن، ستعرف أنّك، ومن دون أن تتوقّع، قد تكون أنشأت طفلًا مدلّلًا لا يقبل كلمة "لا". وكلّما كبر هذا الطفل يقترب سلوكه من الأنانيّة، حتّى يتطلّب التعامل معه جهدًا كبيرًا. ولأنّ عواطفك قد تغلبك في التعامل مع طفلك المدلّل، نودّ لفت انتباهك إلى بعض الطرق العقلانيّة في التعامل مع هذا النوع من السلوكيّات.   كيف يفكِّر الطفل المدلّل؟ تختلف سيكولوجيّة الطفل المدلّل عن غيره من الأطفال، فهو يشعر بأحقّيّته في الحصول على كلّ ما يريد من حوله، حتّى لو طلب شيئًا من ممتلكات غيره. يتطوّر هذا الشعور بالاستحقاق لديه، كلّما أذعن الأهل لطلباته واستجابوا لاحتجاجه المستمرّ، بهدف إسكاته على سبيل المثال. ومن الجدير بالذكر هنا، أنّ هذا الأسلوب هو بمثابة مخدّر موضعيّ، سريعًا ما يزول أثره، ليعاود طفلك التصرّف كما اعتاد، متوقعًّا ردّة الفعل ذاتها من أبويه.   صفات الطفل المدلّل ليس من السهل دائمًا التمييز بين الطفل المدلّل والطفل الذي يتصرّف بطبيعته الطفوليّة. لذلك، تعدّ هذه الخطوة أساسًا في بناء خطّة تعامل تربويّة جديدة مع طفلك، تستند إلى صفاته النفسيّة المكتسَبة وطريقة تعاملك معه. ومن أهمّ الصفات التي يتّصف بها الطفل المدلّل:   1. يرفض اتّباع القواعد  من الطبيعيّ، أحيانًا، أن يخالف طفلك القواعد التي تمليها عليه، إلّا أنّ الطفل المدلّل لا يمكن للقواعد التي ترسمها أن تنطبق عليه. يكمن السبب وراء هذا التصرّف في أنّه "أمِن العقاب"، إذ عندما يعتاد الطفل تساهلك معه، يستطيع مخالفة تعليماتك ببساطة.     2. تصيبه نوبات غضب   تعدّ نوبات الغضب من أكثر ردّات الفعل انتشارًا بين الأطفال، بين عامهم الثالث والثاني عشر. لكنّ نوبات الغضب المتكرّرة لأبسط الأسباب، تدلّ على حاجة الأهل إلى أن يكونا أكثر حزمًا معه.     3. أنانيّ في معظم الوقت   تعدّ الأنانيّة من الصفات التي يكتسبها الطفل، فعندما تمنح طفلك الأولويّة في جميع الأوقات، وفي كلّ الظروف، يتطوّر لديه الشعور بالاستحقاق حتّى تصعب السيطرة عليه. من هنا، تتناقص عواطفه تجاه غيره، ليبني المملكة التي يحكمها وحده.     4. لا يعبّر عن امتنانه للمعروف   يرى الطفل المدلّل أنّ جميع ما يقدَّم إليه واجب، وليس معروفًا يُشكر عليه صاحبه. تقول Virginia Williamson، أخصائيّة الزواج والأسرة، والمؤسِّس المشارك في مجموعة Collaborative Counselling Group: "إذا لم يتمكّن طفلك من التعبير عن الامتنان، فهذه علامة على شعوره باستحقاق ما فُعِل من أجله، والأشياء التي تُمنَح له".    5. لا يحبّ المشاركة  يأخذ الطفل عادةً وقتًا ليؤمن بأنّ "المشاركة محبّة"، وأنّها ليست تخلّيًا أو تضحية شخصيّة. بالإضافة إلى اختباره مبدأ "أنا أملك إذًا أنا موجود"، ولا سيّما في بداية نشأته ومحاولة فهمه القوانين التي تحيط به. لكن، بعد تخطّي الطفل عمرًا معيّنًا، من الطبيعيّ أن يصبح قادرًا على إظهار بعض الكرم مع من يحبّ، غير أنّ امتناعه المتكرّر عن المشاركة، يشير بوضوح إلى طبيعة الطفل المدلّل.      6. لا يظهر تعاطفًا مع الآخرين عدم رغبة طفلك في توظيف مشاعر العطف لديه أحد الأدلّة الجازمة على أنّ طفلك مدلّل. كما أنّ عدم إظهاره تعاطفًا مع ما يدور حوله من أحداث، يشير في معظم الأحيان إلى عدم شعوره بالشفقة، لأنّه لا يجد أيّ شيء جديرًا بشفقته.      7. لا يساوم في متطلّباته ويضعها في المقدّمة متطلّبات الطفل المدلّل هي الأهمّ، من دون تفاوض أو مراعاة، وهذا أحد الأسباب التي تجعل التعامل مع الطفل المدلّل في غاية الصعوبة، ولا سيّما إذا كان رفض ذوي الطفل طلباته منوطًا بانخفاض قدرتهم الماديّة. بالإضافة إلى ذلك، فهو لا يقبل التأخير في تلبية طلباته، ذلك أنّه يرى أبسطها في غاية الأهمّيّة.     8. يربط قيمته بحجم الأشياء التي يحصل عليها   قد ينمو لدى الطفل المدلّل الشعور بالنقص، على الرغم من محاولة الأهل إرضاءه وتلبية رغباته. يُعزى هذا الشعور إلى ارتباطه الشديد بالمادّة وربط قيمته بها. فطفلك المدلّل لا يكفّ عن طلب كلّ ما تقع عيناه عليه، لأنّه يرى قيمته في كلّ الأشياء.     9. لا يشعر بالاكتفاء    رغم مجاراة طفلك في ما يطلب، وتقديم رغباته على جميع الرغبات، والإصغاء إليه في جميع الأوقات، يظلّ إرضاؤه أمرًا يصعب تحقيقه. وهذا تمامًا ما يجعل طفلك مدلّلًا أكثر.    كيف تقوِّم سلوك طفلك المدلّل؟ هنالك المزيد من الصفات الدالّة على أنّك تنشئ طفلًا مدلّلًا، ولكن مهما طالت القائمة، فإنّ ملاحظتك صفة واحدة لدى طفلك كافية لتبدأ خطّتك التربويّة. وإليك أهمّ النصائح التي تسهّل عليك تقويم سلوكيّات طفلك المدلّل:  1. لا تعدّل مزاج طفلك بالهدايا  تعدّ مكافأة طفلك، من وقت إلى آخر، على حسن تصرّفه من الممارسات التربويّة المحبّبة، ولكنّ الهدايا المتكرّرة التي تمنحها طفلك لتهدئته في أوقات غضبه، ترسّخ في عقله أنّ سوء التصرّف يحقّق له رغباته.     2. اعرف متى تمدحه  يفسِّر عقل طفلك اللاوعي المديح غير المبرَّر محاولة لتثبيط شعوره بالسوء تجاه نفسه. الأمر الذي يخلق لديه حالة من الغرور المرتبط بكونه الأفضل دائمًا، ويؤدّي إلى انخفاض الطاقة التنافسيّة في داخله. للمديح قوّة عظمى في تشكيل شخصيّة طفلك وتقويتها، ولكن اعرف تمامًا متى تستخدم هذا السلاح، وكيف تستخدمه.   3. علّمه قيمة المال  عزّز في عقل طفلك أهمّيّة المال وصعوبة الحصول عليه، بغضّ النظر عن مستواك المادّيّ والمعيشيّ، لأنّ ذلك يبني لديه أساسًا متينًا يرافقه طيلة حياته، ويعلّمه كيفيّة الحفاظ على أمواله وإدارتها. تستطيع تحقيق ذلك بوضع قوانين للشراء تحكم طلباته المتكرّرة وغير المنطقيّة في معظم الأحيان.    4. لا تنجز أعماله عنه تعليم طفلك المدلّل المسؤوليّة خطوة ممتازة لتقويم سلوكه، وذلك بتكليفه ببعض المهمّات التي من شأنها زرع الإحساس بالمسؤوليّة في داخله تجاه احتياجاته الخاصّة، وعدم الاتكال على أهله في إنجاز كلّ صغيرة وكبيرة.   5. اختر توقيت استنكارك لتصرّفاته بعناية  القرارات التي تؤخذ في حالة الغضب قد لا تصبّ في مصلحة الموقف، بقدر ما تزيده سوءًا. احرص دائمًا على اختيار التوقيت المناسب لتأنيبه تربويًّا، حول أيّ سلوك غير مرغوب به. انتظر حتّى تهدأ أنت وطفلك، قبل أن تتّخذ أيّ قرار تهذيبي بحقّه.     6. اختر كلماتك بعناية  للكلمة دور ذهبيّ في إنجاح قراراتك التربويّة، والاحترام مفتاح انتقاء كلماتك التي من شأنها الضغط عليه لتحسين سلوكه، ولكن من دون التقليل من احترامه أو المسّ بتقديره ذاته. السرّ يكمن في استخدام الشدّة والاحترام معًا.    7. علّم طفلك معنى المشاركة  حثّ طفلك على مشاركة ما يحبّ مع من يحب. على سبيل المثال، يمكنك أن تلعب مع طفلك ألعابًا تتضمّن المشاركة والأخذ والعطاء بين الطرفين، حتّى يفهم أنّ المشاركة أمرٌ طبيعيّ، وقد يكون مسليًّا في بعض الأحيان.     8. لا تعطه فرصًا أكثر من اللازم  الفرص الكثيرة تفسح لطفلك المجال لارتكاب المزيد من الأخطاء والممارسات السلبيّة، لاعتقاده أنّك ستسامحه في نهاية المطاف. مثلًا، توقّف عن العدّ من واحد إلى ثلاثة قبل إصدار عقابك، أصدره وكن حازمًا مع طفلك حتّى يدرك تمامًا نتيجة أخطائه، من دون تساهل غير مشروط.     9. لا تتفاوض معه نقاشك مع طفلك مهمّ، ولكنّ محاولة مساومته في أمر مرفوض يدفعه إلى استغلال فرصته في الحصول على مبتغاه، واستغلال قبولك الدائم المنبعث من محبّتك تجاهه. لهذا، ارفض واثبت على موقفك التربويّ.   * * * من الصعب أحيانًا رؤية طفلك يعيش لحظات الحزم الصارمة التي تقابل تصرّفاته بها، لكنّ هذا النوع من الشدّة ضروريّ لتربّي طفلًا يقدِّر جهود مَن حوله في توفير الحياة الكريمة له، وتنشئ شابًا يرى العالم بنظرة أكثر عقلانيّة ومنطقيّة، مع ضرورة تقييم ما يستحقّ، مقابل ما يبذله من مجهود لاستحقاقه.    اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   https://wowparenting.com/blog/deal-with-spoiled-children/  https://www.whattoexpect.com/toddler/ask-heidi/spoiled-children.aspx  https://www.parents.com/toddlers-preschoolers/development/behavioral/toddlers-do-not-need-to-share/  https://www.psychologytoday.com/us/blog/constructive-wallowing/202101/never-call-child-selfish#:~:text=Children%20are%20selfish.&text=That's%20normal%20in%20the%20first,collaborative%20and%20less%20selfish%20ways.  https://bestlifeonline.com/spoiled-child/   

أضرار الصراخ على الأطفال: حقيقة أم خيال؟

قد يلجأ معظم الآباء إلى الصراخ على الأطفال من وقتٍ إلى آخر، إذ يعتبرونه من أساليب التربية. وهناك اختلاف في وجهة النظر هذه، إلّا أنّه من المؤكّد أنّ استمرار الصراخ على الطفل وتطوّره، أمرٌ له العديد من السلبيّات.   يعرض هذا المقال آثار الصراخ النفسيّة، قصيرة المدى وطويلة المدى، في الأطفال. بالإضافة إلى الآثار السلبيّة الأخرى التي تصيب الطفل ومحيطه. كما يتطرّق إلى وجهات النظر التي لا ترى مشكلة في الصراخ على الأطفال في حالات معيّنة، ويقدّم بعض المقترحات والحلول.    أنوع الصراخ الثلاثة  يُقسِّم خبراء التربية الصراخ على الأطفال إلى ثلاثة أنواع:   1. الصراخ المرافق للحديث الصارم: ينتج هذا الصراخ في أوقات الحديث الجاد أو الصارم مع الأطفال، ويكون برفع نبرة الصوت أكثر من اللازم. لا يؤثّر هذا النوع غالبًا في الأطفال، لأنّه لا يولّد الخوف فيهم.   2. الصراخ الناجم عن الغضب: يميل بعض الآباء إلى الصراخ على أطفالهم تعبيرًا عن غضبهم من تصرّف ما. قد يكون هذا النوع من الصراخ مخيفًا للأطفال، فيؤثِّر فيهم صحيًّا وعاطفيًّا، ولا سيّما إن كان ذلك يحصل دائمًا.   3. الصراخ الجيّد: يستخدم الآباء هذا النوع عندما يكون الطفل على وشك الوقوع في ما يؤذيه، كأن يصرخ الأب على طفله عندما يحاول قطع الشارع من دون انتباه، أو عند محاولته اللعب بأدوات حادّة على سبيل المثال.     الآثار النفسيّة قصيرة المدى للصراخ على الأطفال  معظم الآثار الصحّيّة والنفسيّة الناتجة عن الصراخ لا تظهر على الطفل بعد الصراخ عليه مباشرة، إذ هناك بعض الآثار التي يمكن للآباء ملاحظتها خلال فترة قصيرة، مثل انسحاب الطفل من المحيط الذي يعيش فيه، أو شعوره بالقلق، أو إظهاره بعض السلوكيّات العدوانيّة أحيانًا.   في دراسة أجريت على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8-12 عامًا، أظهرت النتائج أنّ الأطفال الذين كانت تلجأ أمّهاتهم إلى العقاب البدنيّ والصراخ، أعربن عن خيبة أملهنّ، إذ أصبح أطفالهنّ أكثر عدوانيّة. وأشارت نتائج الدراسة نفسها إلى تفاقم أعراض القلق عند هؤلاء الأطفال، عندما تعرّضوا إلى الضرب، وأعربت أمّهاتهم عن خيبة أملهنّ وخجلهنّ منهم.     الآثار النفسيّة طويلة المدى للصراخ على الأطفال  قد يؤدّي الصراخ على الأطفال إلى آثار وخيمة بعد فترة طويلة من وقوع حوادث الصراخ. أظهرت دراسة نُشرِت في مجلّة أنّ الأطفال الذين نشأوا في منازل يوجد فيها صراخ مستمرّ، كانوا أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والتوتّر، ولأزمات عاطفيّة أخرى، على غرار الآثار التي تظهر في الأطفال الذين يتعرّضون للضرب بشكل متكرّر.   ووفق دراسة أجريت على طلّاب المدارس الإعداديّة، لاكتشاف آثار اعتداء الأمّهات لفظيًّا على أبنائهنّ، بدا أنّه من الممكن أن يتسبّب الصراخ على الأطفال بآثار نفسيّة طويلة الأجل، وقد يظهر على الطفل بعض العلامات الآتية:  1. القلق.   2. النظرة السلبيّة إلى الذات.   3. تدنّي احترام الذات.   4. المشكلات الاجتماعيّة.   5. المشكلات السلوكيّة.   6. العدوانيّة.   7. التنمّر.   8. الاكتئاب.   كما أشارت نتائج الدراسة إلى أنّ الأطفال يميلون إلى معاملة الآخرين بالطريقة نفسها التي يُعاملون بها، فالأطفال يطوّرون عادات وتصرّفات في مراحل الطفولة تتبعهم إلى مراحل البلوغ وما بعدها. الصراخ على الأطفال قد يدفعهم إلى الصراخ على الآخرين، وفي حالات متطوّرة قد يدفعهم إلى التنمّر عليهم، لأنّهم تربّوا على منظور مشوّه لما يجب أن تبدو عليه العلاقات الصحّيّة.     لماذا يُعتَبر الصراخ على الأطفال أسلوبًا تربويًّا خاطئًا؟  أظهرت بعض الأبحاث النفسيّة أنّ الأسلوب اللفظيّ القاسي يخلق سلوكيّات عدوانيّة وغير متوافقة لدى الأطفال في مختلف الأعمار. كما أظهرت الدراسات الآثار الضارّة لهذا الأسلوب، عدم فعّاليّته. وتعدّ زيادة العدوانيّة والتمرّد لدى الأطفال من أبرز المخاوف الرئيسة الناتجة عن الأسلوب اللفظيّ القاسي وتعرّضهم للصراخ. وعندما يكون الصراخ مزمنًا، تزيد فرص تمرّد الأطفال على آبائهم، ما يثير المزيد من ردّات الفعل اللفظيّة القاسية من الوالدين، والتي يمكن أن تتطوّر إلى الضرب، وغيره من أشكال العنف البدنيّ.  تشمل الأساليب اللفظيّة القاسية الأخرى ما يلي:   - التخويف اللفظيّ، وهو الصراخ.   - اللغة المبتذلة التي لا تخلو من الشتم.   - الإذلال، وذلك بوصف الطفل بالغبيّ أو الكسول، أو بغير ذلك من الصفات المهينة.  بالإضافة إلى ما يؤدّي إليه الصراخ على الأطفال من خلق سلوك عدوانيّ وحالة من التمرّد لديهم، ثمّة آثار سلبيّة أخرى وخيمة وحادّة، تتمثّل بالآتي:     1. القلق والاكتئاب وتدنّي احترام الذات   وجدت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتعرّضون إلى الصراخ أكثر عرضة للقلق من غيرهم، بالإضافة إلى معاناتهم المرتفعة والمتزايدة من الاكتئاب. يقول الخبراء النفسيّون إنّ الأطفال يلتقطون القلق من والديهم، وإنّ الطريقة التي يتفاعل فيها الوالدان مع الأخطاء التي يرتكبها الأطفال، تعمل على تهدئتهم أو تحفيز قلقهم. لذلك، فإنّ الصراخ ليس أسلوبًا مهدِّئًا أبدًا.     2. تكسير الروابط العائليّة   يؤدّي الصراخ الدائم على الأطفال إلى زيادة الخلاف بين الآباء وأطفالهم، ويُشعِر الأطفال بأنّ الوالدين ليسا بجانبهم. كما يولّد الصراخ على الأطفال تحديًّا بينهم وآبائهم، قد يؤدّي في نهاية المطاف إلى انفصال الطفل عاطفيًّا عن والديه.     3. الإضرار بحياة الطفل المدرسيّة والمجتمعيّة   أوضحت عدّة دراسات كيف أنّ الصراخ على الأطفال يؤثِّر في تحصيلهم الدراسيّ، وخلصت إحدى الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يؤدَّبون في المنزل بالصراخ المستمرّ، إنجازاتهم المدرسيّة عادة ما تكون سيّئة. كما أظهر الأطفال الذين يتعرّضون إلى صراخ مستمرّ في المنزل مشكلات سلوكيّة في التعامل مع أقرانهم، قد تصل إلى حدّ التنمّر. بالإضافة إلى ذلك، استنتجت دراسة أنّ الإساءة اللفظيّة والصراخ المتكرّر على الأطفال، يمكن أن يغيّر الطريقة التي يتطوّر بها دماغ الطفل.     4. مهارات الاتّصال الضعيفة   يواجه الأطفال صعوبة في تعلّم تنظيم عواطفهم الخاصّة، إذا لم يظهِر لهم آباؤهم كيفية ذلك. والآباء الذين يفقدون أعصابهم ويصرخون على أطفالهم في كلّ مرّة يشعرون فيها بالضيق، يعلّمون أطفالهم المبالغة في ردّة الفعل بالمثل، عندما يواجهون مواقف محبطة خاصّة بهم.     متى يكون الصراخ على الأطفال مناسبًا؟   في الوقت الذي يتّفق فيه الخبراء والمؤسّسات الاجتماعيّة على أنّ الصراخ على الأطفال ضار، يعتقد خبراء آخرون أنّه لا بأس من الصراخ في الظروف المناسبة. وبرغم أنّ الصراخ على الأطفال لا يحفّزهم على تغيير سلوكهم أو تصحيحه، إلّا أنّ الصوت المرتفع يسمح للوالدين بالتعبير عن إحباطهم أو مشاعرهم. ومع ذلك، إذا اضطرّ الآباء إلى أن يصرخوا على أطفالهم، عليهم دائمًا الامتناع عن الشتائم والإذلال والتهديدات.   من ناحية أخرى، يمكن أن تكون حاجة الطفل إلى تغيير سلوك معيّن مسألة حياة أو موت، كما لو كان الطفل يركض إلى الشارع خلف كرة قدم، إذ تحتاج لحظة خطر كهذه يمكن أن تهدّد حياة الطفل، إلى صراخ أحد الوالدين على الطفل لجذب انتباهه إلى الخطر.     هل ينتشر الصراخ على الأطفال لدى ثقافات أكثر من غيرها؟  من المؤكّد أنّ تعامل الآباء مع أطفالهم يختلف باختلاف الثقافات التي ينتمون إليها، والصراخ على الأطفال قد يكون منتشرًا أو مقبولًا في مجتمعات أو ثقافات أكثر من غيرها، لكنّ ذلك لا يجعل من الصراخ على الأطفال أمرًا صحيحًا أو صحيًّا. لذلك، وبغضّ النظر عن الخلفيّة الثقافيّة والمجتمعيّة للأب أو الأم، يجب أن ينتبه الوالِدان إلى العواقب قصيرة الأمد وطويلة الأمد التي قد تؤثّر في الأطفال، نتيجة الصراخ عليهم.     نصائح للتوقّف عن الصراخ على الأطفال  يفقد الصراخ فاعليّته بمرور الوقت، إذ لا يعلّم الأطفال كيفيّة إدارة سلوكهم؛ فتعرّض الطفل إلى الصراخ بسبب ضربه شقيقه، لن يعلّمه كيفيّة حلّ المشكلات سلميًّا. وإليك بعض النصائح التي تعين على ضبط الطفل من دون اللجوء إلى الصراخ:    1. تحديد العواقب في وقت مبكّر   اشرح عواقب كسر القواعد السلبيّة لطفلك في وقت مبكر. استخدم المهلة، أو سلب الامتيازات، أو العواقب المنطقيّة لمساعدة طفلك على التعلّم من الانزلاق السلوكيّ. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "إذا لم تنجز واجباتك المنزليّة قبل العشاء، فلن يُسمَح لك بمشاهدة التلفاز ليلًا". فيُترَك الأمر لطفلك لاتّخاذ خيارات جيّدة، نظرًا إلى أنّ الكرة في ملعبه، وبالتالي، تكون أقلّ عرضة للصراخ عليه. فكِّر في العواقب التي من المرجّح أن تكون أكثر فاعليّة. ضع في اعتبارك أنّ العواقب التي تنجح مع طفل قد لا تنجح مع طفل آخر.      2. اعتماد التعزيز الإيجابيّ   حفِّز طفلك على اتّباع القواعد باستخدام التعزيز الإيجابيّ. إذا كانت هناك عواقب سلبيّة لخرق القواعد، فتأكّد من تقديم عواقب إيجابيّة لاتّباعها. امدح طفلك لاتّباعه القواعد. قل له مثلًا: "شكرًا لك على القيام بقائمة الأعمال المنزليّة الخاصّة بك مباشرة عندما وصلت إلى المنزل اليوم. أنا أقدّر ذلك". وامنح طفلك الكثير من الاهتمام للحدّ من سلوكيّات البحث عن الانتباه. كما يمكنك أن تخصّص بعض الوقت كلّ يوم لتحفيز طفلك على مواصلة العمل الجيّد.   تعمل أنظمة المكافآت، مثل مخطّطات الملصقات، عملًا مؤثِّرًا في الأطفال الأصغر سنًّا، كما يمكن للأطفال الأكبر سنًّا أن يبلوا بلاءً حسنًا مع أشكال اقتصاديّة رمزيّة أخرى.     3. فحص الأسباب التي تجعلك تصرخ   إذا وجدت نفسك تصرخ على طفلك، فحاول معرفة سبب تفاعلك بهذه الطريقة. إذا كنت تصرخ لأنّك غاضب، فتعلّم استراتيجيّات لتهدئة نفسك. يساعدك ذلك على تقديم نموذج يحتذى به في إدارة الغضب.  خذ وقتًا متفرّقًا لجمع أفكارك، ما لم يكن الوضع خطيرًا، انتظر حتّى تهدأ لتأديب طفلك. إذا كنت تصرخ لأنّ طفلك لا يستمع إليك في المرّة الأولى التي تتحدّث فيها، فجرّب استراتيجيّات جديدة لجذب انتباه طفلك والحفاظ عليه. قد ترغب في التدرّب على إعطاء تعليمات فعّالة من دون أن ترفع صوتك.    أخيرًا، إذا كنت تصرخ بدافع السخط، فضع خطّة واضحة لمعالجة سوء سلوك الطفل. في كثير من الأحيان، يصرخ الآباء بتهديدات فارغة لا يخطّطون أبدًا لمتابعتها، ولكنّهم لا يعرفون ما عليهم فعله.    4. تقديم تحذيرات عند الحاجة   حذّر طفلك عندما لا يستمع إليك، بدلًا من الصراخ عليه. إذا كنت تستخدم "متى... ثمّ" عبارة، تتيح لهم معرفة النتيجة المحتملة بمتابعتهم. قل لهم مثلًا: "عندما تلتقط ألعابك، ستتمكّن من اللعب بكذا بعد العشاء".     استراتيجيّات تعينك على التوقّف عن الصراخ  تؤثِّر ممارسات الأبوّة والأمومة تأثيرًا مباشرًا في الصحّة النفسيّة للأطفال. لذلك، إذا وجدتَ نفسك تصرخ على أطفالك صراخًا متكرًّرًا، ففكّر في صحّتهم على المدى الطويل، وفي العلاقة التي تبنيها معهم. ومن أهمّ الاستراتيجيّات التي تعينك على التوقّف عن الصراخ:     1. فهم سلوك طفلك   أثبت علماء النفس أنّ سوء سلوك الأطفال غالبًا ما يكون موجّهًا نحو الهدف، أي أنّ هناك حاجة كامنة عنده يجب تحديدها وفهمها والاهتمام بها، واستخدام الانضباط اللفظيّ القاسي يجعل ذلك مستحيلًا. يذكر علماء نفس الأطفال أنّ سوء سلوك الأطفال يقع عمومًا ضمن المجالات الأربعة الآتية: القوّة، والاهتمام، والثأر، وعرض عدم الكفاية. يمكن للوالدين البدء بتحديد أطفالهم وفهمهم والاهتمام بهم اهتمامًا مناسبًا.     2. توقّف مؤقّتًا قبل الردّ   أخذ نفس عميق، وترك مساحة بين ما يحدث واستجابتك، يمنحانك فرصة لتركيز عواطفك وقدرتك على الاستجابة بعقلانيّة، بدلًا من ردّة الفعل السريعة والمتهوّرة.    3. استخدم الحديث الذاتيّ والإيجابيّ    ذكّر نفسك بالحقيقة وفكّر بوجهة نظر طفلك، باستخدامك تعبيرات، مثل "هذا أيضًا سيمر"، أو "أنا موافق"، أو "هذا مؤقّت"، أو "هل كان يومه سيّئًا؟" تمنحك هذه الممارسة القدرة على تحدّي أفكارك ومشاعرك وعلى توضيح استجابتك. وتذكّر أنّ عدم قدرتك على تحقيق ذلك يضعك في موقف ردّة الفعل.    4. التحدّث إلى شخص بالغ آخر    تحدّث إلى زوجتك أو صديقك أو قريبك عن مشاعرك. فوجود منفذ يمكنك من خلاله تفريغ مشاعرك، ثمّ معالجتها، يمكن أن يضعك في الحالة الذهنيّة الصحيحة للتحدّث مع طفلك، وإيجاد طرق صحّيّة لتأديبه عند الضرورة.     5. حوِّل وجهة نظرك نحو طفلك   لديك القدرة على الاستماع بانفتاح إلى طفلك. يدلّ ذلك على الاحترام والدعم، ويمكن أن يساعدك الاستماع إلى طفلك وفهم وجهة نظره على حلّ المشكلات، ويمكنك تحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى مزيد من الانضباط بعد فهم وجهة نظره عن الأشياء.    6. تدريب الوالدين   المعالجون الأسريّون ومدرّبو الوالدين محترفون، يمكنهم تقديم إرشادات وحلول موضوعيّة وعمليّة لتغيير عادات الأبوّة والأمومة غير الصحّيّة، بما في ذلك تلك التي تنطوي على الانضباط اللفظيّ والقاسي. يؤدّي معالج الأسرة أدوارًا رئيسة، فهو ميسّر وداعية ومعلّم، من أجل تحسين ديناميكيّة عائلتك.    7. التقييم والتسهيل   يجب الكشف عن احتياجات الأطفال والآباء لفهم المهارات والموارد اللازمة للتوصّل إلى حلّ. في بعض الحالات، يعاني الآباء من عجز في النضج. يظهر هذا العجز في الآباء الذين ليست لديهم المهارات المناسبة للتعامل مع أطفالهم خلال المواقف الصعبة، فيلجؤون إلى الصراخ ويصابون بالإحباط والتهديدات، بدلًا من ممارسة السلوكيّات الحازمة والداعمة. مع هذه التجارب، يفتقر الأطفال إلى الاستقلاليّة والشعور القويّ بالذات، وتظهر أوجه القصور والاحتياجات في مرحلة التقييم.     8. الدعوة والتدخّل   يسمح دور المحامي بإيجاد حيّز يتيح للأطفال التعبير عن احتياجاتهم وشواغلهم، من دون التعرّض إلى تهديد أو ترهيب. ينضمّ معالج الأسرة إلى الأسرة ويدعم الطفل والوالدين، ويدعوهم إلى التعبير عن الاحتياجات التي تُتجاهل في المنزل.     9. توفير التثقيف  يتمتّع معالج الأسرة بفرصة فريدة لتوفير التثقيف النفسيّ حول احتياجات الأطفال التنمويّة والاجتماعيّة والعاطفيّة. وإذا لم يعترف الآباء بهذه الاحتياجات على النحو الصحيح، يمكن أن تكون مصدرًا للصراع، لأنّ الأطفال يمرّون بسنوات المراهقة. يمنح التعليم النفسيّ الآباء فهمًا لحاجتهم إلى تعديل أسلوب الأبوّة والأمومة، والأهمّ من ذلك، كيف يمكنهم إجراء التغيير مع تقدّم الأطفال في العمر.    وعليه، حاول ألّا تكون قاسيًا جدًّا على نفسك إذا كنت تصرخ من حين إلى آخر. فكّر في الذهاب إلى الطفل بعد فترة وجيزة من الصراخ، واشرح ما أزعجك واعتذر. إذا كنت تعمل على التوقّف عن الصراخ، فمن المحتمل أن يكون هناك عدد أقلّ من المواقف التي تستدعي صراخًا في المستقبل.     اقرأ أيضًا:  أبرز أسباب الكذب عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com  

كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد

يبحث الكثير من الآباء عن كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد، في سبيل إيجاد طرق وأساليب للتعامل مع عناد أطفالهم وعصبيّتهم المُفرِطة، والتي عادةً ما تظهر لديهم خلال سنوات الطفولة والمراهقة؛ علمًا أنّها يمكن أن تظهر في أيّ عمر. ومن الجدير بالذكر، أنّ العناد قد يكون جزءًا من شخصيّة الطفل، ممّا يستدعي تعليمه كيفيّة إدارته، أو قد يكون مجرّد وسيلة لاختبار الحدود وتأكيد الحرّيّات، أو للتعبير عمّا يحدث معه. وبناءً على ذلك، يقع على عاتق الوالدين، والهيئة التعليميّة في المدارس كذلك، مسؤوليّة تعليم الأطفال العنيدين التعبير عن أنفسهم والتعامل مع ضغوطهم بطرقٍ صحّيّة، بالإضافة إلى تأديب الطفل العنيد بالتزام الهدوء، والاستماع الجيّد إليه وفهمه، واختيار قدوة جيّدة للسلوك المقبول، للتعلّم منه والاقتداء به.    التعامل مع الطفل العنيد في البيت   يقع على عاتق الوالدين مسؤوليّة خاصّة في التعامل مع الطفل العنيد، وتعليمه كيفيّة إدارة عناده وعصبيّته والسيطرة عليها. ومن النصائح التي تٌقدَّم إلى الوالدين للتعامل مع الطفل العنيد في البيت:  التواصل الجيّد مع الطفل: إذا كنتَ تريد أن يستمع طفلك إليك فعليك أن تكون على استعداد تامّ للاستماع إليه أولًا؛ إذ غالبًا ما يكون لدى الأطفال العنيدين آراء قويّة، ويميلون إلى المجادلة والتحدّي عند شعورهم بأنّه لا يُستَمَع إليهم. لذا، يعدّ الاستماع إلى الأطفال العنيدين وإجراء محادثة مفتوحة حول ما يزعجهم، من العوامل المساعدة على إيجاد حلّ مناسب.  إشراك الطفل في العمل: في كثير من الأحيان، يُخبِر الآباء الأطفال بما يجب عليهم فعله، مقابل إشراكهم في العمل معهم؛ إذ إنّ الأطفال العنيدين غالبًا ما يعانون حساسيّةَ مفرطة من الكلام والسلوك ونبرة الصوت والموقف العامّ تجاههم، الأمر الذي يجعلهم أكثر تحديًّا ورفضًا وغضبًا وإحباطًا. لذا، فإنّ إشراكهم في العمل يساعد على السيطرة على عنادهم والتعامل الجيّد معهم.  التفاوض مع الطفل: من الجيّد أن يكون الوالدان أكثر تفهّمًا لتصرّفات الطفل العنيد، والتفاوض معه ومناقشته في ما يحدث وما يريد، من أجل الوصول إلى نقطة مشتركة.  إلهام الطفل العنيد: في الواقع، يتأثّر الأطفال كثيرًا بكلام والديهم وأفعالهم وما يرونه من حولهم. لذا، يمكن استخدام ذلك وسيلةً للتعامل معهم، بسرد القصص المؤثِّرة والمُلهِمة، والتي تُحفّز الطفل على التخلّص من عناده والاستماع أكثر إلى نصائح والديه.  الحفاظ على السلام في المنزل: من الضروريّ أن يكون المنزل الذي يقيم فيه الطفل مُفعمًا بالسعادة والراحة والأمان في جميع الأوقات، والتأكّد من التعامل اللبق والمُهذَّب مع كلّ شخص في المنزل، ولا سيّما بين الزوجين. يتعلّم الأطفال بملاحظة ما يجري حولهم، ومن المحتمل أن يقلّدوا ما يرونه. لذا، يتوجّب على الوالدين أن يحافظا على السلام، ويتجنّبا الجدال وتبادل الإهانات أمام الطفل.  احترام الطفل العنيد: غالبًا ما يرفض الطفل العنيد القيام بما يريد والداه، بمجرّد أن يُفرَض عليه ذلك، وفي ما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها احترام الطفل:  - اطلب التعاون منه، ولا تُصرّ على الالتزام بالتوجيهات.  - ضع قواعد متّسقة لجميع الأطفال.  - تعاطف مع الأطفال ولا تتجاهل مشاعرهم أو أفكارهم.  - دع الأطفال يفعلون ما بوسعهم لأنفسهم، وتجنّب إغراءهم بالقيام بشيء من أجلهم لتخفيف العبء عنهم. - قل ما تقصده وافعل ما تقوله.  - كن قدوةً طيبةً وجيّدةً لطفلك طوال الوقت.    التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة  في الآتي بعض النصائح والإرشادات التي تعين المعلّمين على التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة والتفاهم الجيّد معه:  الاستفادة من اهتمامات الطفل وتضمين اختياراته: يمكن للمعلّمين في كثيرٍ من الأحيان تعديل الأساليب التعليميّة لتلبية احتياجات الطلّاب. يُعدّ ذلك أحد أبسط الطرق وأكثرها فعّاليّة لكسب الطلّاب العنيدين؛ إذ يضمن بناء علاقة قويّة معهم، ما يشعرهم بالأمان للحديث عن أنفسهم.  تشجيع الطفل العنيد على مشاركة تجاربه: يُنصَح دائمًا بإشراك تجارب الطفل العنيد الذي أثبت نجاحه فيها، حيث تصبح مصدر إلهام وتمكين لغيره من الأطفال. الأمر الذي يُحفّزه على العطاء، ويؤدّي إلى النجاح والتطوّر والمُضي قُدمًا.  استخدام التكنولوجيا: من المفيد دمج العديد من الأدوات والألعاب التي لا يستطيع الأطفال العنيدين الاستغناء عنها؛ والتي يمكن أن تساعد الطفل العنيد على الانخراط أكثر في بيئة المدرسة.  منح الطفل العنيد بعض الوقت والتعاطف معه والتحلّي بالصبر: تُعدّ هذه الإستراتيجيّة الأبسط والأكثر فاعليّة في التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة، إلّا أنّها تتطلّب إخراج المعلّم نفسه من الموقف، وإدراك أن لا علاقة له بسلوك الطفل العنيد على الإطلاق، ما يجعله أكثر صبرًا وتفهّمًا.  التحلّي بالصدق في التعامل مع الطفل: يضمن صدق المعلّم الدائم بناء علاقة قويّة وثابتة مع طالبه العنيد، كما يتمكّن المعلّم المُتفهِّم من الوصول إلى حلّ وصولًا أسرع مقارنةً بغيره.    المشكلات الأكثر شيوعًا التي يعانيها الطفل العنيد   هناك العديد من المشكلات التي يعانيها الطفل العنيد، والتي تتطلّب من الوالدين الصبر والتفهّم لإدارتها وإيجاد الحلول المناسبة لها. وأكثر هذه المشكلات انتشارًا: المشكلات المتعلّقة بتناول الطعام: كثيرًا ما تواجه الأمّهات صعوبةً في إرضاء أطفالهنّ عندما يتعلّق الأمر بالطعام. لذا، يُنصَح بمحاولة تقديم أجزاءٍ صغيرةٍ من الأطعمة المختلفة للطفل، والسماح له باختيار ما يريد تناول المزيد منه. كما تمكن تجربة العديد من الطرق لجعل الطعام ممتعًا، بابتكار وصفاتٍ جديدة بمكوّنات صحّيّة. بالإضافة إلى إشراك الطفل في الأعمال المنزليّة، مثل إعداد وجبات الطعام، أو إعداد الطاولة، ومكافأته بتقديم الحلوى المفضّلة لديه عند الانتهاء من واجباته.  المشكلات المتعلّقة بالواجبات المنزليّة: إذا واجه الطفل صعوبة في إكمال الواجب المنزليّ، يمكن تقسيمه إلى أجزاء أقصر ليتمّها على مراحل. كما قد يؤدّي أخذ فترات راحة قصيرة بين الواجبات إلى إنجازها إنجازًا أسرع ممّا ينجزها في جلسة واحدة.   المشكلات المتعلّقة بارتداء الملابس: من الشائع أن يحدث خلاف بين الطفل ووالدته عندما يتعلّق الأمر بارتداء الملابس المناسبة، ويمكن أن يساعد ترتيب ملابس الطفل وتبديلها كلّ أسبوعين، وإبعاد الملابس غير المناسبة للموسم، أو منح الطفل خيارين أو ثلاثة من الملابس، على تقليل عناد الطفل والخلاف معه، وجعله أكثر سعادة لاتّخاذه القرار بنفسه.  المشكلات المتعلّقة بالنوم: كثيرًا ما تواجه الأمّهات صعوبةً في إخلاد أطفالهم للنوم. يمكن أن يساعد إغلاق التلفاز، وإطفاء الأنوار قبل حوالي 30 دقيقة من موعد النوم، وجعل الطفل يرتدي ملابس النوم، وتشغيل بعض الموسيقى الهادئة، على حلّ هذا الخلاف.  اقرأ أيضًا كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع  https://parenting.firstcry.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-child/  https://theartofeducation.edu/2015/09/10/5-effective-tips-for-working-with-stubborn-students/  https://www.momjunction.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-kids_0076976/#gref  https://www.psychologytoday.com/us/blog/creative-development/201301/the-highly-sensitive-and-stubborn-child 

الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه

يُعرَف الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال غالبًا باسم اضطراب القلق الاجتماعيّ، إذ يتجاوز مجرّد الخوف من تكوين الأصدقاء أو التواصل معهم. كما يوصَف بالخوف العميق الذي يصيب الطفل ممّا يصدره الآخرون من أحكام عليه في الظروف الاجتماعيّة المختلفة. وتعدّ حالات، مثل التحدّث أمام الآخرين، والقراءة بصوت عالٍ، والدخول في محادثة مع الغرباء، بعضًا من مثيرات القلق الشديد عند الأطفال الذين يعانون اضطراب القلق الاجتماعيّ.     كيف تعرف أنّ طفلك مصاب بالرهاب الاجتماعيّ؟   قد يكون طفلك خجولًا بطبيعته، ولا سيّما في بداية طفولته، ولكن إذا كان يعاني من الرهاب الاجتماعيّ، فمن المفترض أن تظهر عليه بعض الأعراض الآتية، أو كلّها: 1- الخوف من التجمّعات  تظهر علامات الرهاب الاجتماعيّ عند طفلك في حالة القلق الشديد عند دخول الأماكن الاجتماعيّة. وقد يعبِّر طفلك عن هذا الخوف بزيادة تشبّثه بك، أو بدخوله في نوبات غضب شديدة، أو بتلعثمه بالكلام.   2- صعوبة التحدّث مع أقرانه  يجد الطفل المصاب بالرهاب الاجتماعيّ صعوبة في مقابلة الأطفال الآخرين، أو الانضمام إلى مجموعاتهم. وغالبًا ما ينتهي به المطاف إلى اتّخاذ زاوية يراقب منها كلّ ما يحدث عن بعد.   3- قلّة الأصدقاء  يستصعب الطفل الذي يعاني الرهاب الاجتماعيّ أن يكوّن صداقات عديدة، فهو يكتفي بصديق واحد أو اثنين. كما يخشى محاولة التحدّث مع زملائه الذين لا يعرفهم.    4- يمتلك شخصيّة منسحبة وانطوائيّة  الانطوائيّة دليل على كلّ ما سبق ذكره من أعراض الرهاب الاجتماعيّ، والتي قد يعانيها طفلك؛ فتجده معظم الأحيان يقضي وقتًا بمفرده، محاولًا تسلية نفسه بنفسه دون الانخراط في محيطه.     ما أسباب الرهاب الاجتماعيّ عند الطفل؟  إليك أهمّ الأسباب التي تجعل طفلك قَلِقًا اجتماعيًّا:   1- مروره في تجربة محرجة  قد يكون سبب الرهاب الاجتماعيّ الذي يعانيه طفلك تعرّضَه إلى موقف ما أثّر فيه نفسيًّا، ولا سيّما إذا تعرّض للإحراج بين جموع من الأشخاص الذين لا يعرفهم.   2- قضاء وقت طويل أمام الأجهزة الإلكترونيّة  تشكّل الهواتف الذكيّة عادةً مجموعة من التحدّيات أمام الأهالي، من تطبيقات الوسائل الاجتماعيّة إلى الألعاب وارتباطها بالمشكلات العقليّة والمهارات الاجتماعيّة، حيث إنّ للعالم الرقميّ تهديدًا موازيًا لتهديد العالم الماديّ. 3- العامل الوراثيّ من الشائع جدًّا انتشار اضطرابات القلق في العائلات، إلّا أنّه لا يمكن التمييز بسهولة بين كون السلوك متوارثًا بسبب الجينات، أم مكتسَبًا من المواقف والمشاعر المختلفة.  4- البيئة المحيطة  قد يكون اضطراب القلق الاجتماعيّ سلوكًا مكتسَبًا، كما من الممكن أن يكون هناك ارتباط بين اضطراب القلق الاجتماعيّ وتحكّم الآباء بأطفالهم، ما يجعلهم أكثر التصاقًا بالمحيط العائليّ الذي ينتمون إليه.     كيف تتعامل مع طفلك المصاب بالرهاب الاجتماعيّ؟    1- أشعر طفلك بالدعم  جهّز طفلك للمواقف التي تجعله يشعر بالقلق أو الخوف. مثِّل الموقف في المنزل ومارس الأشياء المتوقَّع حدوثها، لتقبّلها وتسهيل التعامل معها.   2- شجّع طفلك على البوح بمشاعره   أخبر طفلك عن الأوقات التي شعرت فيها بالقلق في المواقف الاجتماعيّة، وكيف استطعت مواجهة مخاوفك. يساعد هذا طفلك على تقبّل التحدث عن مشاعر القلق، موقنًا أنّك تفهمه وتدعمه.   3- حثّه على الانخراط في المجتمع  لا تكفّ عن تشجيع طفلك على المشاركة في المواقف الاجتماعيّة، والتصرّف بأريحيّة أمام الآخرين، والقيام بنشاطات جديدة مشتركة مع أقرانه.  4- أعطه وقته   الضغط على طفلك لن يأتي بنتيجة مرضية. إذا كان طفلك قلقًا من موقف ما، أشعره بالأمان دون أن تضغط عليه، وحاوِل معه مرّة أخرى باستعداد أفضل.  5- لا تأخذ دور طفلك  التحدّث نيابةً عن طفلك في كلّ موقف يجعله اتّكاليًّا، كما يفقده هذا التصرّف قوّة شخصيّته الكامنة خلف هدوئه. اسمح له بإطلاق العنان لقوّته في التعبير عن امتعاضه أو استحسانه لما حوله بشكل مباشر وصريح.    6- لا تنتقده  مهما شعرت بالإحباط، تجنّب انتقاد طفلك أو التصرّف معه تصرّفًا سلبيًّا بشأن الصعوبة التي يواجهها في المواقف الاجتماعيّة، لأنّ ذلك يزيد الوضع سوءًا.   7- تجنّب وصفه بالخجل  تجنّب وصف طفلك بأنّه "خجول" إذا علّق أشخاص آخرون على سلوك طفلك في المواقف الاجتماعيّة، فيمكنك أن تستبدلها بقولك: "في الحقيقة، ابني منفتح تمامًا مع الأشخاص الذين يعرفهم جيّدًا"، بتركيزك على الجانب الإيجابيّ في شخصيته، لأنّ لاختلاف بعض الصفات تأثيرًا كبيرًا في نفسيّة طفلك.   8- الجأ إلى مختصّ إن لم تنجح جميع الاستراتيجيّات التي سبق ذكرها في التعامل مع طفلك الانطوائيّ، يمكنك اللجوء إلى مختصّ نفسيّ، يعرف تمامًا كيف يتعامل مع هذا النوع من الحالات، من وجهة نظر نفسيّة طبّيّة بحتة.     رسالة منهجيّات لك  نقدّر جهودك المبذولة في تنشئة طفلك في ظلّ التحدّيات التي تواجهها كلّ يوم، خصوصًا بعد تأثير القيود الوبائيّة في الصحّة النفسيّة للأطفال والبالغين على حدّ سواء، ولا سيّما المعرّضون للقلق الاجتماعيّ. قد لا تدرك مدى أهمّيّة جلوسك مع طفلك والتحدّث معه ومحاولة فهمه، ولكن كلّ يوم تجلس فيه مع طفلك تصبح مشاركته في الفصل أقلّ رهبة، ويصبح إجراؤه محادثة مع أصدقائه أكثر متعة. أتح الفرصة له للتعلّم والنموّ واكتشاف قدرته على التعامل مع المواقف الاجتماعيّة غير المريحة، ودعونا نكن جميعنا مصدر أمان وملجأ حقيقيًّا لملائكتنا الصغار.    اقرأ أيضًا:  أبرز أسباب الكذب عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com المراجع https://raisingchildren.net.au/toddlers/health-daily-care/mental-health/social-anxiety   https://www.psycom.net/social-anxiety-how-to-help-kids   https://www.anxietycanada.com/disorders/social-anxiety-in-children/   https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/social-anxiety-disorder/symptoms-causes/syc-20353561    

كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟

لا شكّ أنّك، كأيّ أب أو أم، تريد تنشئة طفل قويّ الشخصيّة، يعرف تمامًا كيف يدافع عن نفسه في المواقف التي يكون فيها ضحيّة التنمّر. ذلك أنّ عدم ردّ طفلك على أيّ تصرّفات هجوميّة من أقرانه، أو ممّن حوله، يسمح للمتنمِّر بمواصلة تصرّفاته العدوانيّة والتمادي فيها. لذلك، هناك تدابير معيّنة يمكنك اتباعها لتعليم طفلك كيف يحمي نفسه من المتنمّرين بطرق سلميّة وغير عنيفة.   ما مدى جاهزيّة طفلك للتعامل مع المتنّمرين؟ قبل أن تقبل على اختيار أساليب الدفاع السلميّة لتعلّمها طفلك، عليك أن تعرف أوّلًا مدى استعداده للتعامل مع المتنمِّر، وجاهزيّته لتعلّم الأساليب التي تريده أن يتعلّمها. قد يكون طفلك، مثلًا، قويّ الشخصيّة، لكنّه غير قادر على الردّ بالطريقة الصحيحة على من يتنمّر عليه، أو قد يكون طفلك خجولًا وبحاجة إلى دعم نفسيّ يعرّفه بأحقّيّته في الدفاع عن نفسه، وأنت وحدك من يستطيع تحديد طبيعة طفلك حتّى تتعامل معه بالطريقة المناسبة.   كيف تعرّف طفلك بأحقّيّته في الدفاع عن نفسه؟   تستحقّ هذه الخطوة اهتمامًا أكبر من أيّ خطوة أخرى، إذ يجب عليك أوّلًا تعزيز ثقة طفلك بنفسه وتعريفه بقيمته الحقيقيّة وأنّه يستحقّ أن يُقابل بالاحترام والتقدير، بغضّ النظر عن سنّه. يمكنك، مثلًا، ترديد عبارات تزيد من وعيه تجاه قيمته، كأن تتجنّب توبيخه كلّما أخطأ، ومحاولة إعطائه مساحة من الحرّيّة، يستطيع خلالها اتّخاذ قرارات لا تتعارض مع عمره.      كيف يميّز الطفل بين المزاح والتنمّر؟ يجد الأطفال أحيانًا صعوبة في التمييز بين المزاح والتنمّر، لأنّهم لا يعرفون العوامل التي يمكن من خلالها تحديد مدى تجاوز الشخص حدوده، وقد يتعامل مع سلوك غير مقبول يقوّض ثقته بنفسه من دون أن يدري. يمكنك مساعدة طفلك في التعرّف إلى علامات التنّمر من خلال مجموعة من العوامل الأساسيّة، كأن تخبره أنّ ما خُلِق عليه وما يتصرّفه ليسا محطّ استهزاء، وأنّ كلّ من يستهزئ بالخصال التي تميّزه هو متنِّمر، وأنّ التنمّر غير مقبول في أيّ حال من الأحوال.    كيف يمكن لطفلك أن يدافع عن نفسه بطريقة سلميّة؟ ابدأ بتعليم طفلك أنّ هناك طرقًا غير عنيفة للتعامل مع المتنمّرين، وأنّ العنف يضرّ أكثر ممّا ينفع، لأنّك بالطبع لا تريد أن يتحوّل طفلك إلى متنمِّر كردّ فعل على تعرّضه للتنّمر. ومن استراتيجيّات الدفاع عن النفس التي يمكنك أن تعلّمها طفلك:   -استخدام لغة الجسد  يُعدّ إظهار ابنك الصغير الثقة، والإحساس القويّ بقيمة الذات، من أفضل الاستراتيجيّات التي تساعد على وقف التنمّر. ذلك أنّ الأطفال الذين يعانون من ضعف احترام الذات أكثر عرضة لحوادث التنمّر. يمكنك مساعدة طفلك على تطوير لغة الجسد بتقديم النصائح الآتية:  1- المشي بثقة للابتعاد عن مصدر التنمّر أسلوب بسيط يزوِّد الطفل بطاقة إيجابيّة حازمة، حيث يمكنك تدريب طفلك على المشي بأكتاف مسترخية للخلف، ورأس مرفوع، مع تركيز نظره إلى الأمام.   2- التواصل البصريّ بطريقة محايدة، وليست عدوانيّة، مع من حوله، يبرز القيادة والثقة.   3- الابتسامة التي تنعكس على مظهر الطفل أمام الآخرين، تنتج إحساسًا بالتواصل مع تعزيز احترام الذات. كما أنّها تساعد أيضًا على درء العزلة الاجتماعيّة، والتي يمكن أن تلعب دورًا في التنمّر.  4- التحدّث بنبرة واضحة وواثقة، إذ غالبًا ما يكون التحدّث بصوت هادئ مع المِّتنمر أمرًا فعّالاً للغاية. فلا يحتاج طفلك إلى الردّ على أيّ تعليقات سلبيّة، بل يمكنه التغاضي عنها بإجراء تواصل بصريّ مباشر، وتجاهل كلّ ما يقوله المتنمِّر.   -الانضمام إلى مجموعة من الأصدقاء  التواجد ضمن مجموعة يدعم طفلك نفسيًّا ويبعد المتنمِّرين عنه، ولا سيّما في أماكن التجمّع التي تشجّع المتنمِّر على المبادرة بالتصرّفات المسيئة، مثل الكافتيريا والملعب والحافلات والحمّامات وغرف تبديل الملابس.   -الوثوق بالحدْس  علّم طفلك الصغير أن يتّبع غرائزه ويغادر، إذا كان الموقف مقلقًا ولا يشعره بالراحة. كما أنّه من المهم اعتماد تقنيّات بديلة، مثل التحدّث واستخدام لغة الجسد والصوت الهادئ الدالّ على الثقة. -التجاهل  قد لا يدرك طفلك أحيانًا أنّ التجاهل قوّة وليس ضعفًا. ساعده على تحديد المواقف التي تتطلّب تجاهله والسير بعيدًا. طمئن طفلك بأنّ تفادي المواقف العدوانيّة يتطلّب شجاعة كبيرة، وأن ليس كلّ من أدار ظهره جبانًا.   -طلب المساعدة من الأهل  علّم طفلك أن يخبرك بكلّ ما يمر به، وأن يطلب المساعدة منك عندما يحتاج إليها، أو من أيّ شخص راشد آخر، يكون مسؤولًا وحاضرًا في الموقف، لأنّه من الطبيعيّ والمتوقَّع أن يتوقّف المتنمِّر عمّا يفعله إذا لُفِت الانتباه إلى الموقف. تُعدّ هذه الاستراتيجيّة إحدى أكثر الطرق سلميّة، والتي يمكنك أن تعلّمها لطفلك في المواقف المشابهة.    * * * أثناء تأديتك مهمّة تعليم طفلك الأساليب السلميّة في الدفاع عن النفس، قدّم له أدوات النموّ التي يحتاج إليها ليصبح شخصًا بالغًا مستقلًّا، يعرف كيف يدافع عن نفسه وعن إنسانيّته. والتنمّر، مع الأسف، لا ينتهي بالضرورة عند انتهاء سنوات الدراسة، فقد يكون الجار متنمِّرًا، أو المدير، أو الشريك... تذكّر أنّ ما تزرعه من وعي حول الذات في عقل طفلك يحصد ثماره غدًا في مرحلة شبابه، عندما يحتاج إلى أن يميّز بين من يحبّه حقًا، ومن يسعى إلى أذيّته.    اقرأ أيضًا أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ألعاب الذكاء للأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://community.asisonline.org/blogs/vincent-hughes1/2020/07/17/5-non-violent-self-defense-strategies-kids-can-use   https://www.verywellfamily.com/how-kids-can-defend-themselves-against-bullies-460789   https://ellismartialarts.com/blog/selfdefence-strategies-kids-can-use-to-ward-off-bullies    

مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها

تؤثِّر مشكلات الصحّة النفسيّة التي تظهر عند المراهقين وغيرهم في طريقة التفكير، فضلًا عن تأثيرها في التصرّفات والسلوكيّات والشعور. تكمن أهمّيّة المحافظة على الاستقرار النفسيّ عند المراهقين في الحدّ من عدّة أمراض جسديّة، تنشأ نتيجة الضغوطات والمشكلات النفسيّة؛ مثل السكّري وأمراض القلب، وفي تحسين جودة حياة المراهق، وضبط سلوكيّاته وتصرّفاته ضبطًا صحيحًا، وضمان استقرار مشاعره.     أبرز المشكلات النفسيّة عند المراهقين   هناك العديد من المشكلات النفسيّة التي يمكن أن تظهر عند المراهقين، وتستدعي التعامل معها كي لا تؤثِّر في نشاطات الحياة اليوميّة، أو صحّة المراهق. تتضمّن القائمة الآتية بعضًا من أبرز المشكلات النفسيّة عند المراهقين، مع الإشارة إلى أنّ النسب المذكورة فيها عائدة إلى دراسات أُجريت في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، والتي تكاد تكون غائبة عن عالمنا العربيّ:  - اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: يصيب هذا الاضطراب الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2-17 سنة بنسبة 9% تقريبًا. هناك عدّة مشكلات تصاحب هذا الاضطراب، ومن أهمّها صعوبة إتمام المصاب المشاريع المختلفة.  - الاضطراب المُعارِض المُتحدِّي (Oppositional Defiant Disorder): عادةً ما يظهر هذا الاضطراب في المراحل الابتدائيّة المُبكِرة. لكنّه يصيب المراهقين بنسبة تتراوح بين 1-16%، ويمكن أن يتحوّل إلى اضطراب السلوك الأكثر خطورةً إذا تُرِك من دون علاج.   - القلق: استنادًا إلى إحصائيّات المعهد الوطني للصحّة العقليّة في الولايات المتّحدة، يصيب القلق 8% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13-18 سنة. يمكن لحالات القلق الشديدة منع المصابين من مغادرة المنزل أحيانًا، فضلًا عن تأثيرها في الحياة اليوميّة.   - الاكتئاب: تصاب الإناث بالاكتئاب عادةً أكثر من الذكور، ويؤثِّر الاكتئاب في حياة المراهقين الاجتماعيّة والأكاديميّة بنسبة كبيرة. لذا، لا بدّ من التعامل مع هذه المشكلة في وقت مُبكِر، لأنّ أعراضها تزداد سوءًا عند تركها من دون علاج.   - اضطرابات الأكل: هناك عدد من أنواع اضطرابات الأكل التي يمكن أن تصيب المراهقين. منها اضطراب فقدان الشهيّة. تنتشر عادةً هذه الاضطرابات عند الإناث أكثر من الذكور.     الضغوطات المُسبِّبة للمشكلات النفسيّة عند المراهقين   يتعرّض المراهقون إلى العديد من الصعوبات والضغوطات التي يمرّون بها في حياتهم اليوميّة، والتي قد تؤدّي بدورها إلى إصابتهم بالمشكلات النفسيّة المختلفة. ومن هذه الضغوطات:  - التفوّق في الدراسة: هناك العديد من المراهقين يتعرّضون إلى ضغوطات كبيرة جدًّا من أجل التفوّق في المدرسة، والحصول على درجات جيّدة. وقد يتعرّضون، كذلك، إلى ضغوطات من أجل القبول في الكليّات أو الجامعات التي تدرس فيها النخبة.   - السعي إلى النجوميّة: يطمح كثير من المراهقين إلى الوصول إلى مرحلة الشهرة والنجوميّة في الرياضة أو المسرح أو النشاطات اللامنهجيّة الأخرى. يولِّد ذلك ضغطًا إضافيًّا يمكن أن يُسبِّب بعض المشكلات النفسيّة.   - اكتظاظ الجدول اليوميّ: يلتزم بعض المراهقين بجداول زمنيّة مُكتظَّة وصعبة، ما يمنعهم من إيجاد الوقت الكافي للاسترخاء والراحة وممارسة النشاطات التي يستمتعون بها. قد يؤدّي هذا النوع من الضغوطات إلى مشكلات نفسيّة.  - التعرّض إلى التنمّر: يُولِّد التنمّر ضغطًا كبيرًا عند المراهقين أحيانًا. الأمر الذي يؤول إلى تطوّر المشكلات والأمراض والاضطرابات النفسيّة، وذلك سواءً أكان التعرّض إلى التنمّر تعرّضًا مباشرًا، أم عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.   - التخوّف من بعض القضايا: من المراهقين مَن يتخوّف من بعض القضايا والمشكلات التي يعانون منها في واقعهم. أبرزها القضايا الاقتصاديّة والمشكلات الماليّة التي تعانيها العائلة. يؤدّي ذلك إلى زيادة الضغط عليهم.   - التمييز: في بعض الأحيان، يلاحظ المراهق التمييز بينه والآخرين على أساس العرق، أو الجنس، أو الوزن، أو الإعاقة، أو العديد من العوامل والأُسس الأخرى. وهذا الأمر يؤدّي إلى زيادة الضغط النفسيّ الذي يتسبّب ببعض المشكلات النفسيّة أحيانًا.  - الصعوبات الاجتماعيّة: قد تؤدّي الصعوبات الاجتماعيّة إلى تطوّر المشكلات النفسيّة عند بعض المراهقين، مثل الفقر، أو عدم توفّر المسكن المناسب والآمن، أو نقص الطعام اللازم لتلبية احتياجات الجسم من الغذاء.     أعراض المشكلات والضغوطات النفسيّة عند المراهقين   ينبغي على الآباء الانتباه إلى أبنائهم جيّدًا، ومراقبة الأعراض التي تشير إلى إصابتهم بالضغوطات والمشكلات النفسيّة، حتّى يُتعامَل معها في وقت مبكر، ويُضمَن عدم تطوّرها إلى مشكلات أكثر خطورة على حياة المراهق أو جودة حياته. ومن أبرز هذه الأعراض:    - عدم الاهتمام بالنشاطات المُفضَّلة: تؤدّي الضغوطات والمشكلات النفسيّة أحيانًا إلى توقّف المراهق عن الاهتمام بالنشاطات والهوايات التي كان يفضّلها سابقًا.   - الابتعاد عن النشاطات الاجتماعيّة: قد يدلّ تفضيل المراهق الانفراد والعزلة وعدم الرغبة في الانخراط في النشاطات الاجتماعيّة على الإصابة ببعض الضغوطات والمشكلات، والتي تؤثِّر بدورها في حالته النفسيّة.   - التغيّرات في الأكل: تزداد شراهة بعض المراهقين في الأكل، فتزداد كمّيّات الطعام التي يتناولونها عند التعرِض إلى المشكلات النفسيّة. مقابل ذلك، تنخفض الشهيّة وتقلّ كمّيّات الطعام التي يتناولها المراهقون أحيانًا، بدلًا من زيادتها، بسبب المشكلات النفسيّة.  - الصراع مع الدراسة: تدلّ التغيّرات الكبيرة في أداء المراهق الدراسيّ على المشكلات النفسيّة. من هذه التغيّرات الفشل في الاختبارات التي تُجرَى في الموضوعات المفضّلة لدى المراهق سابقًا، أو رفض حلّ الواجبات المنزليّة التي كانت سهلة بالنسبة إليه.   - ظهور علامات تعاطي المخدِّرات: تشير علامات تعاطي المخدِّرات، أو شرب الخمر، أو غيرها من المواد المشابهة، إلى معاناة المراهق بعضَ المشكلات والضغوطات النفسيّة أحيانًا.    من الممكن أيضًا ظهور أعراض نفسيّة مُقِلقة؛ مثل:   - إيذاء النفس: تؤدّي المشكلات النفسيّة التي يتعرّض إليها المراهقون أحيانًا إلى رغبتهم في أذيّة أنفسهم، وذلك بجرح أنفسهم، أو حرق جلودهم، أو التفكير في الانتحار نتيجة الضغوطات النفسيّة.   - الاعتقاد بسماع أشياء لا يسمعها الآخرون: إذا ادّعى المراهق أنّه يسمع بعض الأشياء التي لا يسمعها الآخرون، أو ظنّ أنّ عقول الناس تتحكَّم بها قوّة خارجيّة؛ دلّ ذلك على مواجهتهم بعض المشكلات النفسيّة.     إرشادات التعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة   بعد التحقّق من إصابة المراهق بأيّ من المشكلات النفسيّة، أو تعرّضه إلى ضغوطات نفسيّة؛ ينبغي على الأبوين السعي إلى التعامل مع هذه المشكلات وحلّها في وقت مبكر. تتضمّن القائمة الآتية أبرز إرشادات التعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة:   - التعرّف إلى الضغوطات ومعالجتها: تنشأ المشكلات النفسيّة أحيانًا عن الضغوطات؛ مثل عدم الحصول على القسط الكافي من النوم، أو تفويت وجبات الطعام. في هذه الحالة، يمكن التعرّف إلى الضغوطات ومعالجتها بالطريقة المناسبة.   - توفير المساحات الآمنة للتحدّث: لا بدّ من توفير المساحات الآمنة للتحدّث، حتّى يتواصل الآباء مع أبنائهم تواصلًا مريحًا ومناسبًا. لذلك، يجب التعرّف إلى المشكلات التي يعانونها، وحلّها بطريقة مناسبة.  - تعريف المراهق بطريقة استخدام وسائل الإعلام بأمان: يقضي المراهقون كثيرًا من أوقاتهم في متابعة وسائل الإعلام، أو شبكات التواصل الاجتماعيّ؛ ممّا يسبّب مزيدًا من الضغوطات النفسيّة أحيانًا. لذلك، ينبغي تعريفهم بطريقة التعامل الآمنة مع هذه الوسائل.   - الحصول على الاستشارة: يجب على الأبوين، في بعض الحالات، الذهاب إلى مختصّ بالصحّة النفسيّة، والحصول على الاستشارة المناسبة. يقترن ذلك عادةً بوصف أدوية محدّدة، ويقتضي الالتزام بتوفيرها للمراهق من أجل تحسين حالته النفسيّة.   - تأدية بعض النشاطات المناسبة: يمكن أن يؤدّي المشي، أو الحصول على عناق من أحد الأشخاص الذين يحبّهم المراهق، إلى التخلّص من آثار المشكلات النفسيّة، مثل التوتّر، والتقليل من حدّتها والتعامل معها.       اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://www.cdc.gov/mentalhealth/learn/index.htm   - https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/adolescent-mental-health   - https://www.verywellfamily.com/common-mental-health-issues-in-teens-2611241   - https://opa.hhs.gov/adolescent-health/mental-health-adolescents   - https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/teen/Pages/Mental-Health-and-Teens-Watch-for-Danger-Signs.aspx   - https://www.verywellmind.com/signs-your-teen-is-stressed-out-2611336   - https://www.pennmedicine.org/updates/blogs/health-and-wellness/2017/may/teens-mental-health   - https://www.health.harvard.edu/blog/the-mental-health-crisis-among-children-and-teens-how-parents-can-help-202203082700   - https://www.verywellmind.com/tips-to-reduce-stress-3145195