والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

طرق التعامل مع المراهق العنيد

تعدّ مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التربويّة التي يواجهها الأهل. هذا ما أظهرته الدراسات التي تؤكِّد على أنّ أهل المراهقين يعانون مستويات عالية من التوتِّر في معظم الوقت، لأنّ سنوات المراهقة تتميّز بتغيّرات عاطفيّة وجسديّة وهرمونيّة تؤثِّر في سلوكيّات المراهق. والعناد من السلوكيّات التي تبرز في هذه المرحلة، وهو أمر طبيعيّ، علينا تقبّله مرحلةً عابرةً في حيوات أبنائنا، إذ يساعد تقبّله على إيجاد حلول منطقيّة.    ما أساليب التعامل مع المراهق العنيد؟   التعامل مع المراهق صعب في جميع الأحوال، ولكنّه يصبح أكثر صعوبة عندما يطغى سلوك العناد على غيره من السلوكيّات في هذه المرحلة. يمكنك اتّباع بعض الأساليب التربويّة للتخفيف من صعوبة التعامل مع ابنك المراهق. أهمّها:   كن متوازنًا معه  واحدة من أكثر الخصائص شيوعًا لدى المراهقين الذين يصعُب التعامل معهم محاولتهم الضغط عليك، لدفعك إلى التفاعل السلبيّ مع المواقف، مثل استفزازك، وعصيان أوامرك، وعدم الاستماع إلى ما تطلبه، ومقاطعة كلامك، وصبّ غضبهم عليك، وخرق القواعد. تذكّر في هذه اللحظات أنّ انزعاجك يشعر المراهق بسلطته عليك. لذلك، ننصحك بأن تبقى متوازنًا وهادئًا قدر استطاعتك.   احترم خصوصيّاته نظرًا إلى أنّ معظم المراهقين يرغبون في تجربة عيش الاستقلاليّة الذاتيّة، فإنّ ابنك المراهق يحاول خلق حالة من التحدّي لاختبار مدى تحمّلك. في هذه المواقف، من المهمّ جدًّا وضع حدود الحفاظ على علاقة بنّاءة معه. لذلك، ضع بعض القواعد والحدود التي عليكما الالتزام بها معًا. حسِّن سبل التواصل   أصاب المؤلِّف جيمس هيومز عندما أشار بقوله: "فنّ الاتّصال هو لغة القيادة"، لأنّك إذا كنت تودّ أن تكون القائد في هذه المرحلة، فعليك أن تعرف كيف تتواصل مع ابنك بطريقة أفضل، وعليك أن تتعرّف إلى ما يحبّه ويكرهه حتّى تخلق سبيلًا للوصول إليه، وأن تجد عوامل مشتركة بينكما لتشدّه إليك وتشعره بالراحة في التعامل معك، ومشاركتك ما يفكِّر فيه. أشعره بقيمته  ساعد ابنك المراهق على إدراك أنّ قيمته غير مرتبطة بالسلوكيّات العنيدة التي يلجأ إليها لإثبات وجوده. أشعره أنّه مرغوب، وأنّه لا يحتاج إلى خلق مواقف تشدّ انتباهك إليه.  تجنّب الحكم عليه  يميل ابنك المراهق إلى خوض تجارب جديدة لاكتشاف هويّته. حاول ألّا تحكم على اهتماماته مهما كانت صبيانيّة في نظرك، لأنّه عاجلًا أم آجلًا سيتخلّى عن هذه الاهتمامات. أعطه وقته في اكتشافها وادعمه. عليك أن تعلم أنّ ما تمنع ابنك عن تجربته في المراهقة يبقى معه حتّى سنّ الرشد. لذلك، دعه يعيش سنّه، واحصر دورك بالمراقبة والحماية. كن متاحًا دائمًا من أجله  من الشائع أن يقلّ حديث الأطفال مع أهلهم عند بلوغهم سنّ المراهقة، لكنّ ذلك لا يعني أنّه لن يتحدّث معك أبدًا. سيحتاج ابنك إلى التحدّث معك في لحظة ما. لذلك، كن متاحًا من أجله في أيّ وقت، لأنّك لا تدري متى يحتاج إليك بالضبط.   كيف تتعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة؟ لا تنسحب   قد يكون الأمر محبِطًا عندما يتجاهل ابنك المراهق أوامرك، ولكن لا تغضب. كرِّر طلباتك بهدوء حتّى يمتثل لأوامرك، لأنّ انسحابك يعطيه الضوء الأخضر ليتمادى في العناد، ويخالف ما تأمره به الآن ولاحقًا.   حافظ على حسّ الفكاهة  في بعض المواقف التي يكون فيها المراهق صعبًا، أظهر بعضًا من التعاطف الممزوج بالدعابة، من دون المبالغة في ردّ الفعل، حيث يمكنك مثلًا الردّ بابتسامة، بدلًا من العبوس أو الغضب.  امنحه الفرصة في النقاش  يحاول المراهق بكلّ الوسائل لفت الانتباه ببعض التصرّفات، لاعتقاده أنّ البالغين لا يستمعون إليه. اعرض عليه خيار المشاركة في النقاشات واطلب رأيه دائمًا، وافتح موضوعات نقاشيّة جدّيّة معه من حين إلى آخر. لا بأس بالاستعانة بأهلٍ آخرين  في بعض الأحيان، يتطلّب الأمر خبرة كبيرة لتربية طفل أو مراهق أو شاب. اطلب المساعدة من الأهل الآخرين الذين مرّوا بتجربة مشابهة سابقًا، أو يمرّون فيها الآن. حاول ملاءمة أساليبهم مع القواعد التربويّة التي تؤمن بها.   * * * قد تكون مرحلة التعامل مع ابنك المراهق هي الأصعب في مسيرتك التربويّة، ولكنّ مهمّتك لا تنتهي بانتهائها أبدًا. نعلم أنّ الأبوّة والأمومة هي الوظيفة الأعظم والأصعب، ولكنّ اختيارك أن تكون أبًا أو أمًا يلزمك بمعرفة أهميّة بقائك سند طفلك، حتّى يأتي الوقت الذي يصبح فيه سندك.   أقرأ أيضًا أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع   https://www.psychologytoday.com/us/blog/communication-success/201507/7-keys-handling-difficult-teenagers   https://www.wikihow.com/Deal-With-a-Stubborn-Teenager   https://dailymedicalinfo.com/view-article/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%8A%D8%AF/      

أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها

تنمو مهارة القراءة في الطفل نموًّا طبيعيًّا عندما تتكوّن لديه معرفة كاملة بالقواعد الأبجديّة والنحويّة، مع قدرته على تطبيقها بطلاقة أثناء القراءة. لكن، من المحتمل جدًّا أن تعوق بعض العوامل هذه العمليّة، سواءً في مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائيّة أم أثنائها. لذلك، نعرض لك اليوم عرضًا مبسَّطًا الأسباب الأكثر شيوعًا لمشكلة عسر القراءة عند بعض الأطفال وطرق معالجتها.    أسباب عسر القراءة عند الأطفال  أظهرت الدراسات أنّ عسر القراءة عند الأطفال لا يرتبط بمستوى ذكائهم دائمًا، إذ أظهر العديد من الأطفال الذين يعانونه قدرات عالية في اجتياز مراحل دراسيّة مهمّة بنجاح في صفوفهم المدرسيّة. لكن، هناك نواحٍ أخرى تشكِّل رابطًا وثيقًا بين عسر القراءة وأسباب حدوثه، من أهمّها:     مشكلات الصحّة النفسيّة  تعدّ حالة صغيرك النفسيّة من أهمّ العوامل المسؤولة عن نشوء مشكلة عسر القراءة عنده. فالبيئة المنزليّة غير الصحيّة، مثلًا، تسهِم في شعور الطفل بتدنّي ثقته بنفسه، ثمّ دخوله في وهم من الأفكار التي تقنعه باختلافه وعدم استطاعته مجاراة أقرانه في أبسط الصفات والمهارات، ومنها القراءة.   مشكلات الصحّة الجسديّة تشمل المشكلات الصحّيّة التي من الممكن أن تؤدِّي إلى عسر قراءة طفلك مشكلات في السمع أو النطق أو الرؤية. خلل في تصوير الحروف الذهنيّ أجرِيتْ أبحاث عديدة كُشِف فيها عن علاقة قويّة بين تطوير مهارات القراءة، والقدرة على تكوين صور الكلمات الذهنيّة. كان أداء الأطفال الذين يعانون عسر القراءة ذا مستوى أقلّ من أولئك الذين لا يعانونه في مهمّات التوليد الذهنيّ، عند عرض حروف عشوائيّة أمامهم كإشارات بصريّة.  عدم الحصول على التدريب الكافي في القراءة تعدّ قلّة التدريب من أكثر الأسباب منطقيّة في ما يتعلّق بالصعوبة التي يواجهها طفلك في القراءة، لأنّه قد لا يتلقّى تدريبًا كافيًا، سواء في المدرسة أم المنزل.   أسباب وراثيّة  في بعض الأحيان، يُصنَّف عسر القراءة ضمن الأسباب العصبيّة الوراثيّة، فيمكن أن يرث الطفل هذه الحالة من أحد الوالدين أو الأقارب، حيث تؤثِّر في أداء جهازه العصبيّ ومناطق الدماغ المسؤولة عن تعلّم القراءة.   علامات مبكِرة تدلّ على احتماليّة إصابة طفلك بعسر القراءة هناك العديد من العلامات التي تدلّ على احتماليّة إصابة طفلك بعسر القراءة، وعادةً ما تصبح أعراضه أوضح عندما يدخل طفلك المدرسة، ويبدأ بتعلّم القراءة والكتابة. من هذه العلامات:  -مشكلات في تعلّم أسماء الحروف وأصواتها. -عدم القدرة على التمييز بين الحروف المتشابهة. -الخلط في ترتيب حروف الكلمات. -القراءة ببطء شديد أو ارتكاب الأخطاء عند القراءة بصوت عالٍ. -صعوبة في تدوين الإجابات، رغم القدرة على الإجابة شفهيًّا. -صعوبة في تعلّم مبدأ التسلسل العام، سواءً في الكتابة أم القراءة، حتّى أيّام الأسبوع والمواعيد. -خطّ يد ضعيف. -بطء شديد في الكتابة.   علاج عسر القراءة عند الأطفال يسهِم الاكتشاف المبكِر لمشكلة عسر القراءة عند طفلك إسهامًا كبيرًا في تحديد الأساليب الصحيحة لعلاجها. لذلك، اتُّفِق علميًّا على مجموعة من الوسائل التي يمكنك اتّباعها لمساعدة الطفل على تجاوز هذه المشكلة المرحليّة:  العلاج الأكاديميّ يمكنك الاستعانة بمدرّس طفلك لاتّباع خطّة أكاديميّة، تشمل تقنيّات تفعِّل مهارات السمع والبصر واللمس، لتحسين مهارات القراءة عند طفلك، بتحفيزه على استخدام عدّة حواس للتعلّم في الوقت نفسه. على سبيل المثال، يمكنه الاستماع إلى درس مسجَّل والمتابعة بإصبعه على النصّ المكتوب متابعةً تزامنيّة، حتّى تتشكّل لديه صورة أوضح عن الحروف وعلاقتها بالأصوات.  العلاج الفرديّ أنشئ خطّة تدريس مكثَّفة لطفلك، يمكنك اتّباعها معه فرديًّا في المنزل، كما بإمكانك دمج بعض الألعاب التي تعزِّز لديه مهارات التفكير والقراءة وغيرها، حتّى يصبح وقت التعليم الوقت المفضَّل عنده. ذلك أنّ الأطفال في الأعمار المبكِرة يفضّلون دائمًا التعلّم باللعب ويفهمون به فهمًا أفضل.     اقرأ أيضًا: ألعاب الذكاء للأطفال    إسهام الأهل يأتي دورك هنا لفهم مشكلة طفلك والإسهام في حلّها:   1- اكتشاف المشكلة مبكِرًا  إذا كنت تشكّ في أنّ طفلك يعاني من عسر القراءة، تحدّث إلى الأطراف المسؤولة عن إيجاد حلّ للمشكلة، كمدرّسه مثلًا أو طبيب ما. ينقذ التدخّل المبكِر الموقف دائمًا، ويجنّبك الدخول في متاهات من العلاج المعقّد.  2- اقرأ بصوت عالٍ مع طفلك  للقراءة بصوت عالٍ أثر إيجابيّ كبير في تفعيل مهارات الاستماع والتركيز عند طفلك، ولا سيّما في بيئة يشعر فيها طفلك بالراحة النفسيّة والحرّيّة في ارتكاب الأخطاء من دون خجل.  3- كن قدوة في القراءة  من الأفضل أن تبدأ بالقراءة مع طفلك منذ نعومة أظافره، حتّى قبل دخوله المدرسة، وتشجيعه على التفاعل مع الأحداث، والبدء بشرح مفهوم الأحرف له، ولفظها بطريقة مبسَّطة يستطيع فهمها، حتّى تصبح القراءة، لاحقًا، في إطار التعليم الأكاديميّ، مهارة يبرع بها.  العلاج الطبّيّ من المنطقيّ أن تطلب المساعدة الطبّيّة عندما لا تنجح محاولاتك في علاج مشكلة عسر القراءة في المدرسة أو المنزل، إذ قد تنجم مشكلة عسر القراءة عن مشكلات صحّيّة أو نفسيّة. يمكنك في هذه الحالة مراجعة طبيب عيون، أو طبيب سمع ونطق، أو طبيب أعصاب، أو مختصّ في السلوك التنمويّ للأطفال.   * * * ربّما ما زال طفلك صغيرًا، ولكنّا نرى في داخله معجزة مخبَّأة. لذلك، عندما يعجز طفلك عن تحرير قدرته الهائلة على تحليل المعلومات والعناصر التي تحيط به، جد أنت الطريق إليها وحرّرها. قد يشعرك عسر القراءة الذي يعانيه طفلك باليأس والعجز، ولكننّا نودّ طمأنتك بأنّ لكلّ مشكلة حلًّا، والحلّ يبدأ من عندك في هذه الحالة. في الوقت الذي ييأس فيه طفلك، لا تتوقّف أنت عن المحاولة.     اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.nhs.uk/conditions/dyslexia/symptoms/#:~:text=Symptoms%20of%20dyslexia%20in%20children,%22%20instead%20of%20%22d%22   https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dyslexia/diagnosis-treatment/drc-20353557   https://www.msdmanuals.com/ar/home/قضايا-صحَّة-الأطفال/اضطرابات-التعلم-والنمو/اضطرابات-التعلم   https://www.readingrockets.org/article/dyslexia-hereditary#:~:text=run%20in%20families.-,Is%20dyslexia%20hereditary%3F,responsible%20for%20learning%20to%20read https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fpsyg.2019.02034/full  

كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يبكي في المدرسة

يُعدّ بكاء الطفل في المدرسة، أحيانًا، أمرًا طبيعيًّا، ولا سيّما في مراحله الدراسيّة الأولى، وذلك بسبب خوضه تجربة جديدة تفصله عن أسرته يوميًّا مدّة غير قصيرة. لذلك، من البديهيّ أن يشعر الطفل بالخوف من ترك المنزل والاندماج في مجتمع جديد وغريب عنه. يكمن هنا دور المدرسة والأهل في تحديد المشكلة وإيجاد حلول منهجيّة لها. نذكر في هذا المقال أهمّ الأسباب التي تدفع الطفل إلى البكاء، ونقدّم بعض النصائح حول كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يبكي في المدرسة.     استيعاب مشكلة الطفل الذي يبكي في المدرسة  بغضّ النظر عن المرحلة الدراسيّة التي يمرّ فيها طفلك، يبقى البكاء ردّة فعل ناجمة عن مشاعر وأفكار لا يستطيع طفلك كبتها. وسواءٌ أوجدتَ أسباب بكاء طفلك منطقيّة أم لا، فهي حتمًا تستوجب انتباهك ورحابة صدرك لاستيعابها. إليك أكثر هذه الأسباب شيوعًا:   القلق والانفصال عن الأهل  قد يشعر الطفل بالقلق والتوتّر عند الانفصال عن الأهل، ولا سيّما في يومه الأوّل في المدرسة. وبالتالي، قد يكون بكاء الطفل علامة على عدم الاستقرار العاطفيّ. في هذه الحالة، يُنصَح بالتحدّث مع الطفل ودّيًّا، وتشجيعه على التعرّف إلى أصدقاء جدد في المدرسة.  الخجل وعدم الثقة بالنفس  يمكن أن يشعر الطفل بالخجل وعدم الثقة بالنفس أثناء التعامل مع الأطفال الآخرين، ممّا يؤدّي إلى بكائه. وبالتالي، يجب تشجيع الطفل على التفاعل مع الآخرين وإظهار إيجابيّة تجاه نفسه.  الصعوبات الأكاديميّة  قد يكون بكاء الطفل ناجمًا عن الصعوبات الأكاديميّة، وعدم القدرة على فهم المواد الدراسيّة. في هذه الحالة، ينبغي تحديد أيّ صعوبات يواجهها الطفل وتوفير الدعم اللازم له.  التعرّض للتنمّر من زملائه وأقرانه  قد يعاني الطفل التنمّر والاضطهاد من بعض الأطفال الآخرين في المدرسة، حيث ينتهي به المطاف بالبكاء، ويعدّ ذلك من أكثر الحالات التي تستدعي تدخّلًا فوريًّا للتحقّق من وجود أيّ نوع من التنمّر، واتّخاذ الإجراءات اللازمة. عدم الشعور بالأمان   قد لا يتعرّض الطفل بالضرورة إلى التنمّر، ولكنّه قد يبكي نتيجة غريزة في داخله، تشعره بعدم الارتياح، سواءً للبيئة عامّةً، أم للأفراد، أم لمجرّد كونه وسط مجموعة غريبة عنه تمامًا. لكن من المرجّح أن يختفي هذا الشعور بمجرّد اعتياده على المكان وتكوين صداقات.   عدم قدرته على تكوين صداقات داخل الغرف الصفّيّة  لا يمتلك جميع الأطفال القدرة ذاتها على تكوين صداقات داخل الغرفة الصفّيّة، ممّا يدفع ببعض الأطفال إلى الشعور بالوحدة والانعزال. الشعور بانعدام الراحة الجسديّة  يمكن أن تؤثِّر بعض العوامل الجسديّة في نفسيّة الطفل، مثل الجوع أو العطش أو الإحساس بالبرد أو الحرارة. يجعل ذلك الطفل غير مرتاح، وقد ينتابه شعور بالبكاء.    نصائح حول كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يبكي في المدرسة  إليك بعض النصائح والإرشادات التي يمكنك الاستعانة بها للتعامل مع الطفل الذي يبكي باستمرار في المدرسة:  التأكّد من سلامة الطفل  من المهمّ الحرص على سلامة الطفل صحيًّا ونفسيًّا، والتأكّد من أنّ البكاء ليس ناتجًا عن المرض أو التعب. في حال وجودهما، يجب تقديم الرعاية الطبيّة اللازمة له بسرعة. التحدّث إلى الطفل ودّيًّا وتقديم المساعدة  يجب على المعلّم، أو المشرف المدرسيّ، التحدِّث إلى الطالب ودّيًّا عن الأسباب التي تدفعه إلى البكاء، ومحاولة تهدئته وعلاج المشكلة بالتعاون مع الإدارة المدرسيّة والزملاء.  توفير غرف صفّيّة آمنة  عندما يتعرّض الأطفال لتنمّر زملائهم، يشعرون بعدم الأمان والخوف. لذلك، يجب التأكّد من توفير غرف صفّيّة آمنة للأطفال، وخالية من مختلف أشكال التنمّر والعنف.  عدم التركيز على الطفل أثناء بكائه  في حال التأكّد من سلامة الطفل وأمانه؛ ينصح الخبراء بعدم تسليط الضوء على مشهد بكاء الطفل في الغرف الصفّيّة، ولا سيّما إذا كان سبب البكاء التذمّر والانزعاج أو لجذب انتباه المعلّم.  الابتعاد عن توبيخ الطفل  قد يؤدّي توبيخ الطفل إلى زيادة حدّة البكاء والاستمرار به لوقت أطول. لذلك، من الأفضل عدم توبيخه ومحاولة تهدئته بلطف وتهذيب.  إشراك الطفل في الأنشطة الصفّيّة  دمج الطفل داخل الغرف الصفّيّة وإشراكه في الأنشطة التي يؤدّيها زملاؤه والمعلّم من أفضل طرق تخفيف توتّره، وجعله يحبّ المدرسة، ومساعدته على التخلّص من البكاء. كما تساعد هذه الطريقة على زيادة ثقته بنفسه والتخلّص من الخجل والخوف.  طلب مساعدة الأهل  إذا استمرّ الطفل بالبكاء ولم تنجح بإيقافه؛ يجب على المشرف المدرسيّ أو المعلّم التواصل مع والدَي الطفل لطلب المساعدة، ومعرفة ما إذا كان هناك مشكلات قد حدثت مؤخّرًا في منزل الطفل، وأثّرت فيه سلبًا، أو أدّت إلى شعوره بالخوف والتوتّر. تقديم محاضرات إرشاديّة للأهالي بعض الأسباب التي تدفع بالأطفال إلى البكاء في المدرسة التعلّق الزائد بالوالدين، أو أحدهما، وعدم تقبّل الانفصال عنهما. من هنا، يأتي دور المدرسة التوعويّ في عقد محاضرات إرشاديّة، تساعد الأهالي على تأهيل أطفالهم للمدارس، ومساعدتهم تدريجيًّا للاعتياد على الانفصال المؤقّت عنهم أثناء التواجد في المدرسة.     * * * يختلف الأطفال في قدرتهم على تقبّل التوجيه والإرشاد أثناء بكائهم، فلعمر الطفل وشخصيّته ومدى ارتباطه بوالديه الحصّة الأكبر من التأثير في نفسيّته. لذلك، قد يكون من المفيد البحث عن طرق مختلفة لتقديم النصائح والتوجيهات التي قد تساعد في تهدئة الطفل وتحسين حالته. قد تنجح هذه النصائح في مساعدة الأطفال، بالتعاون المشترك بين المدرسة والأهل، على الاندماج في المدرسة والتخلّص من الأسباب المؤدّية إلى البكاء. لا ننسَ التأكيد على ضرورة اللجوء إلى الاختصاصيّ التربويّ، إذا استمرّ الطفل بالبكاء ولم تنجح هذه النصائح.   اقرأ أيضًا: الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://justreedblog.com/crying-at-school-14-simple-tips-to-stop-the-tears/  https://www.educationworld.com/a_curr/shore/shore048.shtml#:~:text=Comfort the genuinely distressed child.&text=Dignify her distress by letting,her head yes or no   https://teacherblog.ef.com/so-a-student-cried-in-class-here-are-11-approaches-to-take/       

أهمّيّة صحّة الطفل النفسيّة وطرق تعزيزها

تُمكِّن الصحّةُ النفسيّة السليمة طفلَك من الشعور بحبّ نفسه ومن حوله، حيث تؤثِّر في كيفيّة تعامله مع المشكلات التي يواجهها في محيطه مع أقرانه. يشعر طفلك ذو النفسيّة الصحيّة بالرضا والثقة والامتنان في الأوقات التي يُتوقَّع منه الشعور بذلك. لكن، من جهةٍ أخرى، قد لا تتوافق توقّعاتنا تمامًا مع ما يشعر به الطفل أحيانًا.   ما أهمّيّة صحّة طفلك النفسيّة السليمة؟  يعود السلوك الصحّيّ المتمثّل في التفوّق الدراسيّ والنموّ الاجتماعيّ والعاطفيّ والاندماج في العلاقات إلى أساس واحد، هو الصحّة النفسيّة السليمة التي تساعد طفلك على: التفكير السليم  يعكس تفكير طفلك السليم قدرته على حلّ المشكلات التي يواجهها في المدرسة أو المنزل بفطرته الطبيعيّة. بالإضافة إلى قدرته على التواصل وإبداء آراء تناسب سنّه حول الأحداث والمواقف التي يشهدها.  تكوين شخصيّة قويّة  لا يتشتّت عقل طفلك ذي النفسيّة السليمة بالأفكار السلبيّة التي تؤدّي به إلى الانعزال، بل تتفتّح آفاقه للتفاعل وإثبات وجوده بين الأفراد الذين يحيطون به.    التمتّع بصحّة بدنيّة جيّدة  نقول إنّ "العقل السليم في الجسم السليم"، ولكنّ الحقيقة هي أنّ صحّة الإثنين من صحّة بعضيهما. عندما يتمتّع طفلك بصحّة عقليّة سليمة يستطيع حينها التركيز على صحّة جسده والمحافظة على توازن شهيّته للطعام.   التأقلم مع المحيط بسهولة شخصيّة طفلك القويّة التي تعكس صحّة نفسيّته تمكّنه من الانخراط في المحيط والتواصل السلس مع الأفراد الذين يقابلهم في أيّ مكان.   تكوين علاقات صداقة سليمة  تكوين طفلك علاقات صحيّة جيّدة مع زملائه في المدرسة دليل واضح على صحّة نفسيته. لكن، عدم تكوينه علاقات صداقة قد لا يعني بالضرورة أنّ صحّته النفسيّة غير سليمة، إذ من الممكن أن يكون طفلك انطوائيًا، وهذه قضيّة مختلفة تمامًا لها حلولها الخاصّة.      اقرأ أيضًا: الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه    تعلّم المهارات الأكاديميّة والاجتماعيّة الجديدة  يستطيع طفلك التركيز على تعلّم مهارات جديدة كلّ يوم عندما يكون تفكيره سليمًا. لذلك، تُعدّ مجاراته أقرانه في التفوّق الأكاديميّ، أو امتلاكه مهارات مختلفة أدلّةً واضحة على تحلّيه بنفسّية سليمة.      كيف تُعزِّز صحّة طفلك النفسيّة؟  نعلم أنّ تنشئتك طفلًا ذا صحّة نفسيّة سليمة يمنحك السلام الداخليّ والاطمئنان بنجاحك في واحدة من أهمّ المهمّات المنوطة بك بوصفك مُربيًّا. لذلك، دعنا نساعدك في هذه المهمّة بتقديم بعض الأدوات التربويّة التي من شأنها تعزيز صحّة طفلك النفسيّة:   أشعره بقربك  تخصيص وقت لطفلك في خِضَم مشاغل العمل والحياة يُشعِره بمدى أهمّيّته بالنسبة إليك. يمكنك، مثلًا، مشاهدة فيلم معه من حين إلى آخر، أو أخذه للتسوّق، أو مشاركته اللعب بالألعاب التي يستمتع بها.   استمع إلى ما يعبِّر عنه  امنح طفلك اهتمامك الكامل واستمع إليه عند تعبيره عن مشاعره وأفكاره. اسأله عن أصدقائه ومعلّميه، وعن النشاطات التي يقوم بها في المدرسة، وكيفيّة تعامله مع المحيط والأفراد والمواقف. قدّم له نصائحك الأبويّة الفعّالة، سواءً أطلبها أم لم يطلبها.    أثنِ عليه  غالبًا ما نلتفت إلى التصرّفات السيّئة التي يقوم بها أطفالنا، وننسى، في المقابل، الثناء عليهم عندما يحسنون التصرّف. لا تنسَ أن تمدح طفلك بين الحين والآخر، لمنحه الثقة التي يحتاج إليها، والتي تكوّن لديه أساسًا سليمًا لصحّته النفسيّة.  تجنّب نعته بصفات سلبيّة  لا بأس من توجيه طفلك ولفت نظره إلى تصرّفاته السلبيّة، وحثّه على تغييرها. لكن، تجنّب نعته بصفات سلبيّة، مثل الكسل أو الكذب أو الغباء. صحّح سلوك طفلك الخاطئ بتوضيح الآثار السلبيّة المترتبّة على تصرّفاته.   كن واقعيًّا في أفكارك عن طفلك  لا تتوقّع من طفلك ما يفوق قدراته، وتجنّب مقارنته بغيره، لأنّ ذلك يُحبط معنويّاته تجاه نفسه، ممّا قد يعيده خطوة إلى الوراء في كلّ مرّة يحاول فيها أن يكون أفضل. وبالتالي، سيفقد رغبته في التعلّم وستسوء حالته النفسيّة تلقائيًّا. امدحه، بدلًا من ذلك، على أبسط جهوده، وابقَ على تواصل دائم معه لتحسين أدائه.  علّم طفلك كيف يتخلّص من القلق  شجّع طفلك على التخلّص من الأفكار السلبيّة، والاستمتاع بفعل الأشياء التي يحبّها، لتخفيف الضغط النفسيّ الناجم عن المشكلات اليوميّة التي يواجهها في المدرسة وغيرها. على سبيل المثال، شجّعه على اللعب في الهواء الطلق مع الأصدقاء، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو القراءة. يمكنك تعليمه الاسترخاء أيضًا، ومحاولة استحضار الأفكار أو الذكريات السعيدة التي عاشها، أو التي يودّ أن يعيشها.  كن قدوته في التفكير الإيجابيّ  أنت لا تدرك مدى انتباه طفلك لتصرّفاتك وأساليبك في التفكير، فالأطفال يتمعّنون بكلّ تفاصيل والديهم. لذلك، استغلّ انتباه طفلك بأقصى درجات الحكمة، وحافظ على هدوئك أمامه عند تعرّضك لضغط ما. سيدرك طفلك إدراكًا غير مباشر أنّ التوتّر أمرٌ طبيعيّ وأنّ الهدوء هو الوسيلة الأمثل في التعامل مع المشكلات المختلفة.     * * * لا تلغي الضغوطات النفسيّة التي تواجهها، وأنت شخص بالغ، الضغوطات النفسيّة التي يمرّ فيها طفلك؛ فلكلّ مرحلة عمريّة مشكلات لا يشعر بصعوبتها إلّا من يمرّ فيها. كن مع طفلك قلبًا وقالبًا، ففي الأوقات التي يشعر طفلك فيها بالإحباط أو الحزن، يكون في أمسّ الحاجة إلى العثور على ملاذ يحتويه، ويشعره بالأمان، ويخبره أنّ حضن شخصٍ قريب أكبر من الدنيا وما فيها.     اقرأ أيضًا أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) صفات الطفل المدلّل وكيفيّة تقويمه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://raisingchildren.net.au/school-age/health-daily-care/mental-health/children-s-mental-health   https://www.healthhub.sg/live-healthy/419/boosting_childs_mental_wellbeing   https://www.mhanational.org/what-every-child-needs-good-mental-health   https://arabicpost.net/opinions/opinion/2022/03/19/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-2/#:~:text=%D9%88%D8%AA%D9%83%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84,%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%20%D8%AA%D9%85%D8%B1%D9%8F%D9%91%20%D8%A8%D9%87%D9%85%D8%8C%20%D8%AD%D9%8A%D8%AB%20%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86  

العقاب السلبيّ في التربية: أنواعه وعيوبه وبدائله

يعدّ العقاب من أقدم أشكال التأديب التي ابتكرها البشر. لذلك، ليس من الغريب أن يلجأ إليه العديد من الآباء شكلًا من أشكال ضبط طباع أطفالهم وسلوكيّاتهم عند اختلالها. ولكن، هل تؤدّي العقوبة دائمًا الغرض المراد منها؟ وهل العقاب أفضل نهج لغرس مفهوم الالتزام في طفلك؟  هناك جانب سلبيّ لكلّ شيء، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العقاب. قد يكون العقاب إيجابيًّا، يأتي بمحصّلات تربويّة مُرضِية، وقد يكون سلبيًّا يعرقل جهودك التربويّة ويزيد مهمّتك تعقيدًا. إليك أهمّ أنواع العقاب السلبيّ وعيوبه وبدائله.   ما أنواع العقاب السلبيّ؟   هنالك العديد من أنواع العقاب السلبيّ غير التربويّ، والذي يأتي بنتائج عكسيّة تضرّ بالعلاقة بين الأبوين وطفلهما. من أكثرها شيوعًا:     الصراخ  استخدام الصراخ وسيلةَ عقاب يعزِّز السلوك السلبيّ الذي يقابلك به طفلك، لأنّ الأطفال يعتبرون الصراخ شكلًا من أشكال الاهتمام، وإن كان سلبيًّا. ذلك أنّ طبيعة طفلك قد تقتضي جذب الانتباه في معظم الأحيان، حيث الاهتمام، سواءً أكان إيجابيًّا أم سلبيًّا، كالصراخ، يُشعِر الطفل بالراحة، وحتمًا لن يمنعه من ارتكاب سلوك سيّئ. عيوب هذا العقاب قد يستجيب طفلك لصراخك في المرّة الأولى، ولكنّه يعتاد، مع الوقت، هذا الأسلوب، ويعدّه اهتمامًا لا أكثر. الأمر الذي يفقده الرغبة في تصحيح سلوكه لإرضائك.     تأخير العقاب   يرتبط العقاب في ذهن طفلك بالسلوك السيّئ. لذلك، إذا تأخّر تطبيق العقاب فلن يحلّ المسألة. احرص على خلق رابط يفهمه طفلك بين العقاب وسببه، بجعل عقابك فوريًّا في لحظة ارتكاب طفلك الخطأ.   عيوب هذا العقاب لن يربط طفلك بين العقاب وسببه، ولن يفهم المغزى من عقابك. وبالتالي، لن يتوقّف عن تأدية سلوكيّاته المرفوضة.    العقاب المبالغ فيه  عقابك المبالغ فيه يسبِّب ردّة فعل عكسيّة، ويُشعِر طفلك بالإحباط في كلّ مرّة يحاول فيها إصلاح موقفه والتصرّف جيّدًا. لذلك، كن منطقيًا دائمًا في اختيار العقاب المناسب للموقف الذي يسلكه الطفل. عيوب هذا العقاب شعور طفلك باليأس من أفعاله. وبالتالي، تكرار أخطائه وعدم التعلّم منها.     العقاب البدنيّ  نعلم أنّ العديد من الآباء يلجؤون إلى هذا النوع من العقاب، لإجبار طفلهم على الاستماع لأوامرهم وتنفيذها. ولكنّ ما لا يعرفونه هو أنّ هذا النوع من العقاب السلبيّ لا يفيد بقدر ما يضر، لأنّ نتائجه السلبيّة تظهر على المدى البعيد، عندما يكبر طفلك ويربط في ذهنه الضرب بالسلوك السيّئ. فضلًا عن ذلك، فالضرب أسلوب غير حضاريّ في التربية. عيوب هذا العقاب يقلِّل من تقدير طفلك ذاته ويزيد شعوره بالذنب، إذ يعزِّز هذا النوع من العقاب مشاعر الخوف التي تنمو في طفلك تجاهك.     لماذا لا ينفع العقاب السلبيّ؟   في كثير من الأحيان، يتوقّف طفلك عن فعل السلوك الذي لا يعجبك، نتيجة العقاب الذي تطبّقه. الأمر الذي يمنحك افتراضًا خاطئًا بأنّ العقوبة الشديدة السلبيّة تضع حدًّا للسلوكيّات السيّئة. لكن، هل فكّرت في التأثير طويل المدى في الأطفال؟   هناك الكثير من الدراسات السلوكيّة التي أثبتت أنّ العقاب يعزِّز الطاعة، ولكنّه لا يساعد على تحسين السلوك أخلاقيًّا. فصدمة العقوبة تتلاشى بمرور الوقت، حتّى ينفصل طفلك عن عواقب أفعاله، وينخرط من جديد في السلوك نفسه، إذا علم بعدم خضوعه للمراقبة.    ما بدائل العقاب السلبيّ؟ هناك حالات يصبح فيها العقاب ضروريًّا، ولا سيّما عندما يتعلّق الأمر بسلامة طفلك، ولكن، لا يزال من الممكن استخدام التعزيز الإيجابيّ نهجًا بديلًا. من أهمّ الأساليب التي يمكن اتّباعها بديلًا من العقاب:   استخدم نهج الصراحة  لا تقلّل من قدرة طفلك على الفهم، وحاول إخباره، بوضوح، بنوع السلوك الذي تتوقّعه. يساعد ذلك في جعل سلوكه أكثر إيجابيّة، ولن تضطر إلى اللجوء إلى معاقبته لأغراض تأديبيّة.    استخدم لغةً صارمة  لا يتطلّب جعل طفلك يستمع إلى أوامرك سوى لغة بسيطة وحازمة في الوقت ذاته، ومدعومة بتواصل غير لفظيّ، مثل الإيماءات الحازمة والتواصل البصريّ. يترك ذلك في الطفل أثرًا أقوى بكثير من وسائل العقاب السلبيّة التي سبق ذكرها.     دع طفلك يرى عواقب أفعاله بنفسه  لا يحبّ طفلك تحمّل المسؤوليّة. لذلك، يمكنك أن تتّبع معه أسلوب عدم تحمّلك المسؤوليّة تجاه عواقبه. لنفرض، مثلًا، أنّ طفلك معتاد على إلقاء ألعابه على الأرض، فمن المنطقيّ أن تكون معرّضة للضياع أو التلف الناتج عن الإهمال. يمكنك في هذه الحالة أن تريه انسحابك من الموقف وتذكيره بأنّك نصحته مرارًا وتكرارًا بعدم رميها على الأرض.  عندما يدرك طفلك أنّه لا يستطيع تحمّل عواقب أفعاله، يدرك أنّ الانخراط في مثل هذه السلوكيّات يجلب له عواقب لا يتحمّلها، فيتوقّف عن فعل السلوكيّات السلبيّة.     * * * هناك أشكال مختلفة من التأديب والعقاب، ومع ذلك، فالأبوّة والأمومة الفعّالة والتأديب يتعلّقان ببناء علاقة احترام قويّة مع طفلك، بدل علاقة الخوف. من هنا، استغلّ المواقف التي يُخطئ فيها طفلك لصالحكما معًا، بحيث تفهم أسباب ارتكاب طفلك الأخطاء، ويفهم طفلك سبب رفضك لها.   أقرأ أيضًا ابني لا يحفظ بسرعة ولا يتذكّر، فما الحل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع https://www.aljazeera.net/women/2022/5/25/%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84   https://www.steppingforwardcounselingcenter.com/why-punishment-ineffective/   https://www.parentingforbrain.com/negative-punishment/      

كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد والعصبيّ في عمر الثالثة

الطفل العنيد والعصبيّ في عمر الثالثة  يمكن أن يوصف الطفل بالعناد والعصبيّة في عمر الثلاث سنوات، بناءً على ما يصدر منه من أفعال وردود فعل. يعدّ ذلك من الأمور التي يُمكن التعرّض لها بشكل طبيعيّ، وليست مثيرة للقلق، إذ هي مرحلة طبيعيّة من مراحل تطوّر الطفل. وعلى الرغم من ذلك، يجب على الوالدين اتّخاذ بعض الإجراءات التي تساعدهم على ضبط السلوكيّات العصبيّة عند الأطفال، لمنع تطوّرها والعجز عن ضبطها مستقبلًا.   أسباب تطوّر العصبيّة وظهور العناد عند الأطفال  ترتبط صفة العناد بالعصبيّة لدى العديد من الأطفال، باعتراضاتهم ورفضهم ما يُطلَب إليهم. ولكن لا يوجد سبب رئيس لتحوّل الطفل الطبيعيّ إلى طفل عنيد وعصبيّ، ولا سيّما في عمر الثلاث سنوات، حيث يظهر ذلك بوضوح في العمر المذكور والأعمار الأقل، لأنّ الطفل يشعر بشيء من القوّة عند الاعتراض على أيّ شيء في حياته.  في العديد من الأحيان، يرتبط رفض الأشياء عند الطفل بالرغبة في السيطرة على أحد المواقف التي لم يتمكّن من السيطرة عليها سابقًا، ذلك أنّه يشعر بالاستقلاليّة والقدرة على التحكّم بحياته واتّخاذ قراراته الخاصّة. يعني ذلك أنّ كون الطفل عنيدًا لا يرتبط دائمًا بعدم رغبته بفعل الأمر المطلوب إليه تحديدًا.    اضطراب التحدّي المعارض وعناد الأطفال  تنشأ سلوكيّات العناد والعصبيّة أحيانًا عند الأطفال بسبب اضطراب التحدّي المعارض. يمرّ الأطفال المصابون بهذا الاضطراب بنوبات متكرّرة من الغضب، أو الجدال، أو التحدّي، أو حدّة الطباع، أو الرغبة بالانتقام من الأشخاص المسؤولين عنه. يُجرى تقييم نفسيّ شامل عند اختصاصيّ الصحّة العقليّة، حتّى يتحقّق من الإصابة بهذا الاضطراب، ويرشد الآباء إلى طريقة العلاج المناسبة له.    متى يصبح الطفل عصبيًّا؟ إذا أصبح الطفل أكثر استقلاليّة وتعلّم العديد من المهارات الحياتيّة الجديدة، فإنّه يحتاج إلى وقت طويل حتّى يستطيع التواصل مع الآخرين بطريقة سليمة، مع ضبط النفس على النحو المطلوب. الأمر الذي يؤدّي إلى الغضب والشعور بالعصبيّة. ينتج عن ذلك ظهور السلوكيّات العدوانيّة عند الطفل أحيانًا.  يزداد الشعور بالغضب والعصبيّة وما يتبعهما من السلوكيّات العدوانيّة عند الطفل، نتيجة عدم امتلاك جميع المفردات التي يحتاج إليها للتعبير عمّا في داخله؛ مثل ما يظهر على الطفل من الغضب والسلوك العدوانيّ عند الشعور بالجوع أو العطش. تختلف طبيعة السلوكيّات العدوانيّة بين طفل وآخر، حيث يمكن التعامل مع بعض الأطفال بسهولة، في حين يصعب التعامل مع بعضهم الآخر.  إلى جانب الأسباب السابقة، يمكن أن تظهر السلوكيّات العدوانيّة عند الأطفال نتيجة شعورهم بالإرهاق أو الإحباط أو عند مواجهة المواقف الجديدة؛ مثل الذهاب إلى الحضانة للمرّة الأولى. تتسبّب كذلك التغيّرات الكبيرة التي تؤثِّر في روتين الطفل بالعصبيّة أحيانًا؛ مثل الانتقال إلى منزل جديد أو حصول انفصال بين الأبوين. يعود السبب في ذلك إلى عدم شعور الطفل بالأمان، وما يتبعه من صعوبة السيطرة على المشاعر والتحكّم بها.    هل يتصرّف جميع الأطفال بعصبيّة؟  يتصرّف جميع الأطفال بعصبيّة بين وقت وآخر، لكنّ بعضهم تستغرق لديهم مرحلة ظهور العصبيّة فترة أطول، مقارنةً بالأطفال الآخرين. كما أنّ التصرّفات العدوانيّة الناتجة عن الغضب وحدّتها تختلف من طفلٍ إلى آخر، وغالبًا ما تنخفض هذه التصرّفات لدى الأطفال مع تطوير المهارات الاجتماعيّة وامتلاك قدر أكبر من المصطلحات. يجب على الوالدين اتّباع كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد والعصبيّ في عمر الثالثة، حتّى يستطيعا إدارة الغضب وما يرافقه من سلوكيّات غير مرضية، والتخلّص من الممارسات الخاطئة التي قد يقوم الطفل بها في هذه المرحلة العمريّة.     نصائح حول كيفيّة تصرّف الوالدين  نشرت الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأطفال مجموعة من النصائح حول أفضل الطرق في كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد والعصبيّ في عمر الثلاث سنوات، والمراحل العمريّة الأخرى. وذلك لمساعدة الوالدين في تعليم الطفل سلوكيّات جيّدة ومقبولة خلال فترة نموّه. من أهمّ هذه النصائح:  - التكلّم مع الطفل: ينبغي على الوالدَين تعليم الطفل السلوكيّات الصحيحة، وتمييزها عن السلوكيّات الخاطئة بالكلمات والأفعال الهادئة، والتي تمثّل بدورها نموذجًا عن السلوكيّات المطلوب رؤيتها عند الطفل.  - وضع الحدود: يجب على الوالدين وضع قواعد واضحة ومنظَّمة حتّى يلتزم الطفل بها، ويجب عليهما شرح تلك القواعد بمصطلحات مناسبة لعمر الطفل، كي يفهمها ويستطيع تنفيذها.  - بيان العواقب: ينبغي على الآباء توضيح وجود بعض العواقب التي تنتج عن السلوكيّات الخاطئة. إذا أتلف الطفل لعبته مثلًا، يجب عدم شراء لعبة جديدة له، وفي الوقت نفسه ينبغي تجنّب العقاب بحرمانه ممّا يحتاج إليه، كالطعام. - تجنّب الاعتذار: إذا عاقب أحد الوالدين الطفل العنيد والعصبيّ لسلوك ما، فعليه تجنّب إظهار الشعور بالذنب أو الاعتذار له. يزيد فعل ذلك من الشعور بكونه على حقّ طوال الوقت.  - الاستماع إلى الطفل: الاستماع إلى الطفل من الأمور الأساسيّة التي يجب على الآباء مراعاتها، حتّى ينهي كلامه قبل المساعدة في حلّ المشكلة. ينبغي الانتباه إلى الوقت الذي يكون فيه غاضبًا نتيجة أمر محدّد، والتحدّث معه حول هذا الأمر بدل معاقبته. - منح الانتباه: منح الانتباه من النصائح المهمّة في كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد والعصبيّ في عمر الثلاث سنوات، لأنّه أقوى أدوات التأديب الفعّال. كما يساعد في تعزيز السلوكيّات الجيّدة، ويحدّ من السلوكيات غير المقبولة.  - مدح التصرّفات الجيّدة: ينبغي على الوالدين ملاحظة التصرّفات الجيّدة التي يظهرها الطفل، ومدحها والإشادة بها. ومن الضروريّ أن يكون المدح مخصّصًا بالتصرّف الجيّد ذاته.  - محاولة إشغال الطفل: في بعض الأحيان، يشعر الطفل بالعصبيّة نتيجة شعوره بالملل، أو بسبب عدم معرفة الشيء الأفضل. ينبغي على الوالدين هنا البحث عن نشاط آخر يمارسه الطفل وينشغل به.  - التحكّم بالأعصاب: ينبغي على الوالدين مراقبة سلوكهما مع الطفل، حيث التحكّم بالعصبيّة من أفضل الطرق لتعليم السلوكيّات الصحيحة. إذا عبّر الوالدان عن عصبيّتهما بطريقة هادئة وسليمة، فغالبًا ما يقتدي الطفل بذلك.   طرق التعامل مع الطفل العنيد والعصبيّ في عمر الثالثة  هناك العديد من الطرق التي ترتبط بكيفيّة التعامل مع الطفل العنيد والعصبيّ في عمر الثلاث سنوات، وتحسّن سلوكيّاته وتقوّمها. من أهمّ هذه الطرق: التحقّق من المفردات الخاصّة بالوالدين يجب على الوالدين معرفة عدد المرّات التي يقولون فيها لطفلهم كلمة "لا" خلال اليوم الواحد، إذ ينعكس ذلك عليه بشكل كبير. لا يعني ذلك قبول جميع الطلبات التي يرغب بها الطفل، بل ضرورة استخدام عبارات متنوّعة ومختلفة للتعبير عن الرفض، بدلًا من الاقتصار على كلمة "لا" وحدها. مثال ذلك: استعمال كلمة "توقّف" أو قول "من فضلك لا تقم بذلك"، بدلًا من لا. ويكون من الأفضل أحيانًا شرح سبب الرفض. تجنّب الاقتراحات المرتبطة بالنفي والإيجاب  من الأهمّيّة بمكان تقديم الخيارات للطفل، بدلًا من الاقتراحات التي تحتمل الرفض أو القبول. مثال ذلك: تخيير الطفل بين ارتداء البيجامة أوّلًا أو تنظيف أسنانه، بدلًا من إخباره بمجيء وقت النوم، أو تخييره بين البدء بالتقاط المكعّبات أو السيّارات، بدلًا من إخباره بضرورة تنظيف غرفة الألعاب. ذلك أنّ التخيير يؤدِّي إلى ظهور الموقف ظهورًا إيجابيًّا لدى الطفل، كما يزيد من تعاون الطفل، ويقلّل من العناد والرفض.  تقديم الخيار ذاته من الطعام البديل  في كثير من الأحيان، يرفض الطفل العنيد الطعام الذي يُقدَّم إليه، مع صعوبة إرضائه. إذا ظهرت سلوكيّات رفض الطعام بشكل متكرّر عند الطفل، أو أدّى ذلك إلى نوبة من الغضب، فيمكن تقديم الوجبات التي لا يحبّها كلّ يوم مع توفير الخيار البديل من أطعمة لا يحبّها أيضًا. مثال ذلك: إذا لم يرغب الطفل بتناول الأطعمة المتوفِّرة دائمًا على المائدة، لأنّه يملّ من تجربة الطعام نفسه، تزداد رغبته في تناول طعام مختلف كان يرفضه سابقًا.    اقرأ أيضًا: كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  https://www.verywellfamily.com/parenting-an-oppositional-child-2764635  https://www.babycentre.co.uk/a1021981/what-to-do-when-your-child-is-aggressive  https://tinyurl.com/3yp8juf9 https://tinyurl.com/55vxmnt6 https://www.healthline.com/health/parenting/rebellious-child#takeaway  https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/oppositional-defiant-disorder/diagnosis-treatment/drc-20375837   

عشر نصائح لتهيئة طفلك لاستقبال المولود الجديد

يعدّ الترحيب بطفل جديد في العائلة من أجمل الأحداث، ولكنّه قد يجلب مزيجًا من المشاعر المختلطة، ولا سيّما للأشقّاء الأكبر سنًّا. لذلك، من الضرورة تهيئة طفلك لاستقبال المولود الجديد لمساعدته على تبنّي دوره أخًا أكبر أو أختًا كبرى. يمكنك إنشاء أسس قويّة لعلاقة أخويّة جديدة، بتعزيز التواصل المفتوح وإشراك الأخ الأكبر في العمليّة ومعالجة مخاوفه.   ما طرق تهيئة طفلك لاستقبال المولود الجديد؟  يمثّل الأهل عالم الطفل الأوّل. لذلك، قد يشكّل خبر قدوم شريك له في الأمومة والأبوّة مصدر تهديد لمكانته، مركزَ اهتمام في العائلة. لتجنّب هذه المشاعر، نساعدك اليوم على التعامل مع التغيير الذي يطرأ على عالمك وعالم طفلك، بتقديم عشر طرق تربويّة تُهيِّئ طفلك لاستقبال المولود الجديد:   1- كوّن لديه صورة ذهنيّة إيجابيّة  قبل استقبال المولود الجديد، يجب عليك تهيئة نفسيّة طفلك للتغيّرات التي ستحلّ في محيطه، وغرس الأفكار الإيجابيّة في عقله تجاه فكرة الأخوّة، وتسليط الضوء على ما تقتضيه هذه العلاقة المستقبليّة من احتواء ومحبّة ومرح. يقابل الطفل، ذلك، فكرة الأخ الجديد بالحماس والفضول الإيجابيّ، بدلًا من الغيرة والشعور بالتهديد. من هنا، يساعدك الحوار مع الطفل الأوّل، ورواية القصص له عن متعة مشاركة الحياة مع أخ أصغر، والأنشطة التي يمكن أن يفعلاها معًا. من أجل تقريب الصورة إلى عقل الطفل، يمكنك مشاركته صورًا أو مقاطع فيديو تعود إلى طفولته المبكِرة، إذ من شأن ذلك إثارة فضوله للعالم الجديد الذي سيجلبه الأخ الأصغر.  2- كن متفهّمًا   تتّسم المرحلة المبكرة من حياة المولود الجديد بحساسيّة خاصّة. لذلك، تتطلّب منك هذه الفترة قدرًا كبيرًا من تفهّم مشاعر القلق التي يعيشها طفلك الأكبر. يصوّر عقله الصغير له أنّ انضمام أخ جديد إلى أسرته يعرضّه للإهمال والوحدة، فمن المتوقّع أن تصدر منه بعض التصرّفات الناتجة عن حبّ التملّك والغضب الطفوليّين. يقتضي ذلك تفهمّ مشاعره والتغاضي عن السلوكيّات، من دون الضغط عليه ونهره أو اتّهامه بالغيرة.  3- لا تتعجّل   لا سبيل إلى بناء العلاقات من دون الوقت والجهد، فلا تنتظر نتيجة فوريّة. يجب ألّا تُحبِطك طبيعة الفترة الأولى، حيث إنّ تضمين معنى الأخوّة في حياة الطفل الأكبر من منظور إيجابيّ وتشاركيّ رحلة تتطلّب تراكم المواقف وغرس الثقة فيه، فضلًا عن طمأنته بأنّ حبّ والديه له واهتمامهما به لن يتغيّر بدخول المولود الجديد إلى حياته. لذا، عليك أن تترك بعض الأمور للوقت أحيانًا من دون الضغط، لما يمكن للضغط أن يسبّب نتائج عكسيّة تزيد من مشاعر القلق لديه، وتكون تهيئته لاستقبال المولود الجديد مهمّة في غاية الصعوبة.  4- كن مرجعًا له  أنت النسخة الأولى من طفلك، فهو يستمدّ اللغة التي يستخدمها والسلوك الذي يُقدِم عليه منك. وعليه، يجب توجيهه أخًا أكبر نحو أخيه، والثناء عليه وتقديره. الأمر الذي يدفعه إلى حبّ العطاء وتقديم الرعاية لأخيه. كما إلى تجنّب السلوك العدوانيّ أو ردود الأفعال السلبيّة الناتجة عن ثقل الضغط الذي يسبّبه المولود الجديد، أو نهر الطفل الأكبر باستمرار وعزو سبب الأعباء المصاحبة المولود الجديد إليه، لأنّ هذه الأفعال تُترجَم إلى رسائل سلبيّة تؤكِّد المخاوف الكامنة في عقل الطفل الأوّل عن فقدانه الاهتمام والمحبّة.  5- كن منفتحًا للحديث معه   اللغة التي تستخدمها أمام طفلك تُسهِم كثيرًا في تشكيل أفكاره. لذلك، يعدّ تكرار العبارات الإيجابيّة الموجَّهة إلى الطفل الثاني، والتركيز على دور الطفل الأكبر في رعايته، مفتاحًا للأبواب المغلقة لدى الطفل الأوّل. كلّما أثنيت على جهوده وتأثيره في حياتك وحياة أخيه الأصغر، كلّما شعر بالثقة في نفسه ونزع إلى العطاء وتقبّل مشاركته المولود الجديد اهتمامك.  6- أكثر من جرعات الحبّ لتعويض الفراغ الذي قد يشعر به طفلك الأوّل بسبب تفرّغك للمولود الجديد، عليك زيادة التعبير عن حبّك واهتمامك أكثر من السابق، حتّى يشعر بأنّ مشاركته حياته مع أخيه لن تؤثِّر في علاقته بك ومكانته عندك. انطلاقًا من حاجة الطفل القلِق إلى الاطمئنان، فلا بدّ من عدم تعرّضه للإهمال المعنويّ، ولا سيّما في الفترة الأولى بعد استقبال المولود الجديد. يجب أن يشعر أنّ المولود الجديد ليس مُفضَّلًا عليه، وأنّ شيئًا لم يتغيّر، وأنّ أمّه ما زالت تعبِّر عن حبّها له على النحو الذي اعتاد عليه، سواءً باحتضانه أم بالحوار معه عن تفاصيل يومه أم غير ذلك 7- شاركه الأنشطة  شارك طفلك الأوّل العناية بالمولود الجديد، وذكّره دائمًا بالأنشطة التي يمكنكما الاستمتاع بها معًا، لبناء علاقة صحّيّة معه وتهيئة نفسيّته لاستقبال أخيه. تحقّق مشاركة طفلك الفعليّة في الرعاية له الشعور بالفاعليّة والتقدير، وتسهِم في تشكيل رابط وجدانيّ بينه والمولود الجديد.  8- أشعره بتميّزه  يعدّ تسليط الضوء على نقاط التميّز عند طفلك الأوّل من الأساليب التربويّة المهمّة لتهيئته لاستقبال المولود الجديد. كلّما ترسخت لديه نظرتك الإيجابيّة له وملاحظتك مواهبه وقدراته، كلّما تعزّزت قيمته الذاتيّة في عقله، وأصبح أكثر انفتاحًا على فكرة تقاسم اهتمامك مع أخيه.   9- تجنّب المقارنة  المقارنة عدوّ الأخوّة، ومن أكثر الجروح النفسيّة الغائرة التي ليس من السهل معالجتها، فعليك تجنّب مقارنة طفلك الأوّل بأخيه، أو مجرّد التلميح بذلك. تكمن الخطوة الأولى لتهيئة نفسيّة طفلك لاستقبال المولود الجديد في بناء علاقة تسودها المحبّة والتكامل، لا المنافسة والغيرة بينه وأخيه الأصغر.  10- أمِّن له الحماية  لا تمنع جهودك لتوفير بيئة أخويّة صحّيّة أخذك الاحتياطات اللازمة لحماية مولودك الجديد، فلا يمكنك ضمان عدم قيام طفلك الأوّل بسلوكيّات تشوبها العدوانيّة تجاه أخيه الصغير في الفترات الحسّاسة الأولى. لذا، من الأفضل عدم تركهما بمفردهما، ولا سيّما في البدايات، إلى أن تنمو الثقة والارتباط بين الأخوين.   * * * قد يرحِّب بعض الأطفال بالأخ الجديد بكلّ رحابة صدر ومن دون أيّ استياء، وقد تجد بعضهم، في المقابل، يصابون بالكآبة. نظرًا إلى اختلاف ردّة فعل الأطفال في مثل هذه المواقف، من المهمّ التحلّي بالصبر. في الوقت الذي تعمل فيه على تهيئة طفلك لاستقبال المولود الجديد، أعطه وقتًا ليتكيّف مع أخيه، وشجّعه على التحدّث عمّا يشعر به، وحاول دائمًا أن تكون مستمعًا جيّدًا له.    اقرأ أيضًا أهمّ مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ   | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) هل الغيرة عند الأطفال عادة صحّيّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.verywellfamily.com/introducing-your-toddler-to-a-new-baby-4137367  https://www.wikihow.com/Deal-with-a-Jealous-Child   https://www.scholastic.com/parents/family-life/social-emotional-learning/social-skills-for-kids/new-baby-jealousy.html   https://clevertykes.com/12-ways-to-encourage-creativity-in-children/  

العقاب الإيجابيّ في مرحلة الطفولة المبكِرة.. فوائده وطرق تطبيقه

العقاب الإيجابيّ شكل من أشكال تعديل سلوك الطفل، ولا نقصد بوصفه إيجابيًّا أنّه ممتع أو لطيف، بل استخدام أسلوب أكثر كفاءة في التقليل من تحسين سلوكيّات طفلك، وتجنّبه العواقب غير السارة نتيجة تصرّفاته. يمكن أن تكون العقوبة الإيجابيّة فعّالة عندما تتّبع السلوك غير المرغوب فيه على الفور، وعندما تطبّقها مع طفلك باستمرار.     مفهوم عقاب الطفل الإيجابيّ تتضمّن العقوبة الإيجابيّة تحفيز طفلك لتحسين تصرّفاته بإدخال العقوبات إدخالًا تربويًّا، يتضمّن منعه من شيء يحبّه، مقابل حثّه على التوقّف عن فعل سلوك غير مرغوب فيه. تُشير كلمة "العقاب" إلى قمع السلوك السيّئ، وتشير كلمة "الإيجابيّ" إلى إضافة قيمة لسلوك طفلك.    أمثلة عقاب الطفل الإيجابيّ رغم أنّ العقوبة تبدو سلبيّة بطبيعتها، إلّا أنّها ليست بالضرورة شيئًا سلبيًّا. إليك وسائل تطبيق العقوبة مع طفلك:    اربط العقاب بالسبب  لا تجعل عقاب طفلك عشوائيًّا، بل اربطه بنوع الخطأ الذي ارتكبه. عندما يتحدّث طفلك، مثلًا، مع شخص ما بطريقة غير لائقة، اطلب إليه كتابة رسالة اعتذار من الشخص.   ضع قوانين لعقابك  أخبر طفلك أنّ التصرّف "أ" يؤدّي إلى العقاب "ب"، بغضّ النظر عن سبب مشاركته في التصرّف "أ"، أو رأيه بعدالة العقاب "ب".   ناقش طفلك في حلّ المشكلة  يمكنك اتّباع هذا الأسلوب كأسلوب عقاب مُمنهَج وأكثر عقلانيّة مع طفلك. عندما يبقى طفلك مستيقظًا لوقت متأخِّر، ويرفض النوم مبكِرًا، عاقبه بإغلاق التلفاز، مثلًا، ولكن تحدّث معه حول وجوب نومه مبكرًا للتركيز في حصصه المدرسيّة، وأخبره بالأيّام التي يستطيع فيها البقاء مستيقظًا لوقت متأخِّر. كن حازمًا في العقوبات التي تضعها   كن حازمًا في قرارك ولا تتأثّر بنوبات غضب طفلك التي تأتي ردّة فعل على العقوبة، لأنّ نوبات الغضب لا تدوم، ولكنّ التصرّف السيّئ يدوم حتمًا ما لم نضع له العقوبات.  اجعل طفلك مسؤولًا عن أفعاله   أخبر طفلك باستمرار أنّ تصرّفاته سبب العقاب. إن أظهر طفلك لا مبالاته تجاه عقابك في البداية، فسيصبح، مع الوقت، أكثر حذرًا تجاه تصرّفاته.  امنعه عن شيء يُحبّه  لا تتردّد في سحب لعبة طفلك المفضّلة، أو منعه من تناول قطعة حلوى، أو اللعب مع صديقه المقرَّب لفترة من الوقت، لحين تحسّن سلوكه. قد يكون ذلك ليوم أو أسبوع أو شهر، بحسب ما تعتقد أنّه الأنسب. يرتبط في ذهن طفلك قيامه بسلوك سيّئ وحرمانه من شيء يحبّه، فيحسّن سلوكه لا إراديًّا.   فوائد عقاب الطفل الإيجابيّ يسهِم تنفيذ العقوبة الإيجابيّة مع طفلك بعناية وفعّاليّة في تشكيل شخصيّته وتعليمه مهارات حياتيّة مهمّة. في ما يلي بعض الفوائد التي يعزِّز بها العقاب الإيجابيّ انضباط طفلك، ويشجّعه على السلوك المسؤول:  أثره طويل المدى  أساليب العقاب الإيجابيّ مدروسة بعناية، حيث تحقِّق نتائج طويلة المدى، لأنّ الطفل يتعلّم من أخطائه بطريقة ممنهجة تصنع علاقة بين الخطأ والعقاب. الأمر الذي يقلِّل من احتماليّة تكرار طفلك الخطأ على المدى البعيد.   تطوير شخصيّة طفلك وتهذيبها  يمكن للعقاب الإيجابيّ، عند تطبيقه تطبيقًا صحيحًا، أن يعزِّز انضباط طفلك الذاتيّ. يصبح طفلك أكثر وعيًا بتأثير سلوكيّاته في نفسه والآخرين، بتجربة العواقب السلبيّة لأفعاله. يمكن أن يساعده هذا الوعي على تطوير ضبط النفس وتنظيم أفعاله من دون تدخّل خارجيّ. كما يمكن لطفلك، بالعقاب الإيجابيّ المستمر، استيعاب العلاقة بين سلوكه والعواقب الناتجة، ممّا يؤدّي إلى تطوير شخصيّته وتهذيبها.  تعلُّم طفلك من أخطائه من دون جلد ذاته على ارتكابها   يشعِر العقاب السلبيّ طفلك بالذنب من دون وضع حدود لتصرّفاته بطريقة تربويّة، بينما يركّز العقاب الإيجابيّ على تعميق فهم طفلك خطأه، بما لا يؤذي إنسانيّته واحترامه ذاته.    تعزيز شعور طفلك بالمسؤوليّة  يمكن أن تكون العقوبة الإيجابيّة فعّالة في وضع حدود وتوقعّات واضحة للأطفال. يكتسب طفلك فهمًا أفضل للسلوك المقبول وغير المقبول، بتحديد العواقب والإجراءات، ممّا يمكِّنه من اتّخاذ خيارات أفضل، ويعزِّز شعوره بالمسؤوليّة.    الموازنة بين التعزيز الإيجابيّ والعقاب الإيجابيّ في الوقت الذي يمكن للعقوبة الإيجابيّة أن تكون أداة مفيدة، فمن الأهمّية بمكان موازنتها بتقنيّات التعزيز الإيجابيّة. يتضمّن التعزيز الإيجابيّ مكافأة السلوك المرغوب، والذي يمكن أن يكون أكثر فاعليّة في تعزيز التغيير الإيجابيّ طويل المدى. يمكن للوالدين إنشاء نهج شامل للانضباط، بالجمع بين التعزيز الإيجابيّ والعقاب الإيجابيّ للطفل. يضمن هذا النهج المتوازن تلقّي الأطفال ردود فعل بنّاءة على أفعالهم، وشعورهم بالفرح الناتج عن مكافأتهم على سلوكهم الإيجابيّ.   * * * تنفيذ العقاب الإيجابيّ بحكمة، مع إقرانه باستراتيجيّات التأديب الأخرى، يمكن أن يقدّم العديد من الفوائد لك ولطفلك، حيث يساعد على ترسيم القوانين، وتعليم طفلك المساءلة والعواقب، وتعزيز انضباطه الذاتيّ. ومع ذلك، من المهمّ أن تحافظ على نهج متوازن مع طفلك بالجمع بين العقوبة الإيجابيّة والتعزيز الإيجابيّ. وعليه، يمكنك تشكيل سلوك طفلك وشخصيّته بشكل فعّال بما يعزِّز نموّه ليصبح فردًا مسؤولًا، بخلق بيئة رعاية داعمة تؤكِّد على التوجيه والفهم والاتّساق.   أقرأ أيضًا كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.splashlearn.com/blog/practical-positive-punishment-examples-how-to-discipline-students-in-an-uplifting-way/   https://positivepsychology.com/positive-punishment/#:~:text=6%20Examples%20of%20Positive%20Punishment%20in%20Practice,-There%20are%20many&text=Forcing%20them%20to%20do%20an,in%20their%20assignment%20extra%20work.   https://www.healthline.com/health/positive-punishment

اضطراب فرط الحركة عند الأطفال وسُبُل تجاوزه

يُطلَق مصطلح فرط الحركة عند الأطفال، أو ما يُعرَف بـADHD - Hyperactivity Disorder) Attention Deficit)، على حالة مزمنة تصيب عددًا كبيرًا من الأطفال. هو اضطراب يجمع بين فرط النشاط ونقص الانتباه، ويواجه الطفل فيه مجموعة من المشكلات؛ من بينها السلوك الاندفاعيّ الذي يَنتُج عن اختلافات في نموّ الدماغ.     سبب اضطراب فرط الحركة عند الأطفال   على الرغم من إجراء العديد من الدراسات حول هذا الاضطراب؛ إلّا أنّه لم يُحدَّد السبب الرئيس لحصوله. أشارت العديد من الأبحاث والدراسات إلى أنّه مشكلة وراثيّة تعتمد اعتمادًا أساسيًّا على الدماغ؛ حيث يعاني الطفل المصاب بفرط الحركة من انخفاض في مستوى الدوبامين في الدماغ، كما يقلّ عنده التمثيل الغذائيّ للدماغ في الأجزاء المسؤولة عن الانتباه والحركة.     أهمّ مظاهر فرط الحركة عند الأطفال   يمكن القول إنّ معظم الأهالي يواجهون مشكلة في جذب انتباه الطفل واتّباعه التعليمات والجلوس من دون حركة لفترة؛ إلّا أنّ هذه المشكلات تبرز بروزًا أوضح لدى الطفل المصاب بهذا الاضطراب. يمكن التعرّف إلى ذلك من خلال مجموعة من المظاهر التي تبدو واضحةً على سلوكه، ومن أهمّها:   - تشتّت الانتباه: يواجه الطفل صعوبة في الانتباه والتركيز والبقاء ضمن المهمّة المطلوبة منه. كما أنّه لا يستمع استماعًا جيّدًا إلى التوجيهات، فيفقد تفاصيل مهمّة. وعادةً ما يكون شارد الذهن وينسى العديد من الأمور الخاصّة به.   - الانفعال الشديد: يعاني الطفل من القلق والشعور بالملل في وقت قصير جدًّا. كما يواجه صعوبة في الجلوس والصمت عند الحاجة، وينفعل بشدّة، ممّا يؤدّي إلى ارتكابه أخطاءَ من دون أن يكترث بها. ومن الممكن أن يقفز ويتحرّك كثيرًا تحرّكًا مُزعِجًا في وقت غير مناسب، قد يزعج به الآخرين.   - الاندفاع: يتصرّف الطفل تصرّفًا سريعًا جدًّا ومن دون تفكير، وغالبًا ما يقاطع الشخص الآخر أو يمسك به أو يدفعه. كما يواجه مشكلة في الانتظار، وقد يفعل شيئًا من دون إذن، أو يأخذ ممتلكات غيره، أو يتصرّف تصرّفًا خَطِرًا. وقد تظهر عليه ردود فعل عاطفيّة مبالغ فيها وغير مناسبة للموقف.     مشكلات يواجهها المصابون بفرط الحركة  يواجه الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة العديد من المشكلات. أبرزها المشكلات المرتبطة بالثقة بالنفس، والعلاقات الاجتماعيّة المضطربة، والأداء الدراسيّ الضعيف. تقلّ حدّة هذه الأعراض بمرور العمر أحيانًا، ولكن لا بدّ من الخضوع لعلاج سلوكيّ مقترن بتناول بعض الأدويّة، إذ يشمل العلاج مساعدة الأطفال على تعلّم استراتيجيّات تمكِّنهم من التعامل مع الحياة تعاملًا صحيحًا، وضبط تصرّفاتهم كما ينبغي.     أنواع فرط الحركة عند الأطفال   قبل التعرِّف إلى كيفيّة علاج الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يجب تحديد نوع الاضطراب الذي يواجهه. أمّا أنواع الاضطراب فهي:   - تشتّت الانتباه: يعاني الأطفال من صعوبة في التركيز والانتباه والاستماع إلى التعليمات، سواءً كان ذلك في المدرسة أم المنزل. كما يواجهون صعوبة في إنهاء المهمّة المطلوبة إليهم.  - النشاط المُفرِط: هو النوع الأكثر وضوحًا، حيث يبدي الأطفال سلوكًا اندفاعيًّا ونشاطًا مفرطًا، فيقاطعون الآخرين أثناء التحدّث، ولا ينتظرون دورهم.   - الجمع بين تشتّت الانتباه وفرط النشاط: في هذه الحالة، يمكن أن يكون سلوك الأطفال غامضًا؛ حيث يجمعون بين عدم القدرة على التركيز والانتباه، والنشاط الاندفاعيّ المفرط. يظهر ذلك بالاندفاع، وانخفاض القدرة على التركيز انخفاضًا ملحوظًا، فضلًا عمّا يظهرونه من طاقة عالية جدًّا. يعدّ هذا النوع أكثر أنواع فرط الحركة عند الأطفال شيوعًا.     كيفيّة تشخيص فرط الحركة عند الأطفال   يمكن لطبيب الأطفال النفسيّ، أو لطبيب الأطفال تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وذلك بعد أن يتحدّث مع الوالدين والمعلّمين عن تصرّفات الطفل، ويراقب سلوكه. كما يعتمد التشخيص على نتائج اختبارات الصحّة البدنيّة والعقليّة والجهاز العصبيّ. بالإضافة إلى العديد من الاختبارات التي يتعرّض لها الأطفال لتشخيص مشكلات صحّيّة واضطرابات أخرى.     الفروقات الفرديّة بين الذكور والإناث  قارنت مجموعة من الدراسات أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بين الذكور والإناث. أوضحت النتائج أنّ الذكور يميلون إلى النشاط أكثر، ويواجهون مشكلات في التكيّف مع المواقف الجديدة، ويصعب عليهم التحكّم بممارسة مجموعة من الحركات الجسديّة.     أسس العلاج السلوكيّ لفرط الحركة عند الأطفال  يساعد العلاج السلوكيّ، بالإضافة إلى الأدوية التي يصفها الطبيب المختصّ، الطفل على التكيّف مع الحياة تكيّفًا أفضل. لتحقيق ذلك، يكون على الوالدين التعرّف إلى الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل، وفق الأعراض التي يعاني منها، وبالتشاور الأكيد مع الطبيب والأخذ بإرشاداته.  تنقسم مبادئ التعامل مع الطفل إلى نوعين: يتمثّل الأول بالتشجيع والمكافأة عند السلوك الجيّد، أو سحب المكافأة عند الامتناع عن تأديته؛ أمّا الثاني فيكمن في العقوبة عند ممارسة سلوك سيّء. وهناك مجموعة من الأسس العامّة التي يجب الالتزام بها عند التعامل مع الأطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه. أهمّها:  1. تحديد السلوكيّات المقبولة والمرفوضة   يجب أن يحدّد الأهل السلوكيّات المقبولة والمرفوضة من الطفل؛ حيث يساعده ذلك على التفكير في عواقب السلوكيّات المرفوضة. كما ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنّ الطفل قد يواجه صعوبةً في البداية لاستيعاب ذلك وتطبيقه؛ إلّا أنّ وجود المكافآت واستعمال أسلوب التعزيز يساعده على الفهم.   2. المرونة ضمن حدود    ينبغي على الأهل تجنّب استعمال أسلوب الشدّة مع الطفل، بغضّ النظر عن أهمّيّة العقاب والمكافأة في العلاج السلوكيّ. يعود ذلك إلى عدم قدرة المصاب على التكيّف سريعًا، مقارنةً بقدرة أقرانه من الأطفال؛ حيث لا مانع من السماح بارتكاب أخطاء بسيطة، أو تقبّل السلوكيّات الغريبة، ولا سيّما في الفترة الأولى التي تُعرَف بمرحلة التعلّم، شرط ألّا تسبّب أيّ ضرر للطفل أو لغيره.   3. تقسيم المهمّات إلى أجزاء   يُحبَّذ تقسيم المهمّة إلى أجزاء، كي يتمكّن الطفل المصاب من تأديتها على أكمل وجه. وتمكن الاستعانة بوسائل مختلفة في ذلك؛ مثل تقويم زمنيّ أو لوح كبير في الغرفة، وتمكن كتابة كلّ مهمّة بلون مختلف لجذب انتباه الطفل من جهة، ولتمكينه من تمييز كلّ مهمّة عن غيرها، من جهة أخرى.   4. تحديد روتين يوميّ  لا بدّ من الاتفاق مع الطفل على روتين لممارساته اليوميّة مع العائلة. يتضمّن ذلك جميع النشاطات اليوميّة، سواءً كانت أداء الواجبات المدرسيّة، أم تناول وجبات الطعام، أم تحديد أوقات معيّنة للعب والنوم. كما يمكن إضافة مجموعة من المهمّات اليوميّة البسيطة إلى هذا الروتين؛ مثل ترتيب الألعاب وتحضير الجدول الدراسيّ.   5. التخفيف من المشتّتات   تجذب المشتّتات معظم الأطفال عامّةً؛ مثل التلفاز وألعاب الفيديو والحاسوب، إلّا أنّ الإقبال على المشتّتات يزيد عند الأطفال المصابين بالاضطراب. يقتضي ذلك التقليل من الوقت الذي يقضيه الأطفال على الأجهزة الإلكترونيّة، وممارسة النشاطات التفاعليّة أكثر، ولا سيّما خارج المنزل.     أقرأ أيضًا المشكلات الأسريّة وأثرها في الأبناء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  - https://www.healthline.com/health/adhd/treatment-overview#1    - https://www.webmd.com/add-adhd/adhd-latest-research   - https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/adhd/symptoms-causes/syc-20350889   - https://www.healthline.com/health/adhd/parenting-tips   - https://kidshealth.org/en/parents/adhd.html   - https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=attention-deficit--hyperactivity-disorder-adhd-in-children-90-P02552  

كيف أربّي طفلي على احترام الآخرين؟

يترأّس سلوك الاحترام قائمة المهارات الاجتماعيّة التي يجب تعليمها لطفلك، والتي ترتبط بالاستماع والانتباه واتّباع القواعد. لكن، عندما نعلّم أطفالنا سلوك الاحترام، علينا أيضًا أن نفكّر كيف يعزّز الاحترام شخصيّة الطفل القويّة، ويبني العلاقات الصحّيّة والأخلاق الحميدة، ويرسّخ مفاهيم العدل واللطف والتسامح بينه والآخرين؟   لماذا تجب تربية الطفل على احترام الآخرين؟   يكمن دورك، والدًا ووالدةً، في تعليم طفلك الاحترام في مساعدته على فهم نفسه والآخرين فهمًا أفضل. تسهم مساعدة طفلك على وضع حدود صحّيّة في إدراك كيفيّة التعامل المناسب مع محيطه.  من المهمّ أن تبدأ الحديث عن الاحترام أمام طفلك وتقديم أمثلة له من الحياة الواقعيّة منذ سنّ مبكِرة. تكمن أهمّيّة تربية الطفل على احترام الآخرين في الآتي: - يمكن أن يساعد مفهوم الاحترام الطفل على فهم شكل العلاقات الصحّيّة ووضع حدود كيفيّة تعامله مع الآخرين.  - إظهار احترام الثقافات والمعتقدات المختلفة يُعلِّم الطفل أن يكون أكثر لُطفًا مع الأشخاص المختلفين عنه.  - كلّما علّمت طفلك هذه المفاهيم مبكرًا، زاد استيعابه سلوكيّات الاحترام وممارستها مع نموّه اجتماعيًّا.   كيف تتحدّث مع طفلك حول احترام الآخرين؟   قد يصعب أحيانًا على الطفل إدراك مفهوم الاحترام. مع ذلك، يمكنك مساعدته بعدّة طرق على فهم معنى الاحترام فهمًا أفضل، كاتّباعك الأساليب الآتية: - تحدّث أمام طفلك عن شعور التقدير والرعاية واللطف الذي يمنحك إيّاه احترام الآخرين. - تحدّث عن شعور الآخرين عندما تحترمهم. - تحدّث عن شعور الخيبة والانزعاج أو الحزن الذي قد تشعر به أو يشعر به الآخرون عند غياب الاحترام.  - استخدم القصص والمواقف الخياليّة لإعطائه أمثلة عن مظاهر الاحترام والفرق بين ما يحدث عند انتقاء الكلام الطيّب، مقابل ما يحدث عند استخدام الكلام القاسي والسلوك غير المحترم.  - اختبر طفلك بسؤاله عن رأيه في مواقف معيّنة، أو اطلب وصف شعوره في مواقف مختلفة.    نصائح لتعليم طفلك احترام الآخرين   أفضل ما يمكنك فعله لتعليم طفلك احترام الآخرين يكون بتقديم الأمثلة له، وذلك باتّباع النهج المستخدم ذاته لتعليم الطفل التحكّم بالمشاعر. إليك أفضل استراتيجيّات يمكنك اتّباعها لتعليم طفلك احترام غيره:   كن أنموذج احترام في تعاملاتك  أهمّ إجراء يمكن اتّخاذه لتعليم طفلك الاحترام هو أن تكون قدوة إيجابيّة له. إذا أظهرت لطفلك بأفعالك كيفيّة معاملة الآخرين باحترام، فسوف يرى طريقة التصرّف الصحيحة، من دون أن تضطر للشرح بنفسك. كذلك، يمكن لمعاملة طفلك باحترام أن تكون أنموذجًا لكيفيّة معاملة الآخرين له.   استخدم الكثير من الأمثلة  يساعد استخدام الأمثلة ذات الصلة بحياة طفلك الحاليّة في جعل فكرة الاحترام لديه أكثر واقعيّة. على سبيل المثال، اسأل طفلك عن شعوره لو أراد أن يلعب بلعبة بعد أن ينتهي منها صديقه مثلًا، وكيف يجب أن يستأذن منه قبل استخدامها؟ وكيف سيتصرّف إذا رفض؟ استخدم اللغة الصحيحة  يجب أن تختار الطريقة الأبسط للتحدّث مع طفلك ضمن مستوى نضجه العاطفيّ. لذلك، من المهمّ جدًّا أن تلامس منطقه بكلمات يقتنع بها ويفهمها.   كن لطيفًا معه  انتقاء الكلمات المناسبة ليس كافيًا، عليك أيضًا اختيار الطريقة الأقرب إلى قلبه وعقله، فتعاملك بلطف معه مثال للاحترام. يمكنك أيضًا ربط شعور اللطف بكيفيّة تأثير أفعاله في الآخرين.  علّمه وضع الحدود  يتضمّن تعليم طفلك الاحترام أيضًا تعليمه الالتزام بالحدود. يمكن للأطفال الصغار تعلّم كيفيّة وضع حدود أجسادهم وعواطفهم. يمكنك مساعدته على فهم هذه الفكرة المعقّدة باحترام حدوده والسماح له بتكوين رأي في صنع القرار.    * * * كثيرًا ما نشهد إهمال الوالدين مساعدة أطفالهما على تمييز أساليب معاملة من هم في سنّهم، ومن هم أكبر منهم. لذلك، أنت تمنح طفلك، بالتحدّث معه عن سلوكيّات احترام الآخرين، القدرة على وضع قيمة لنفسه ومن حوله، وسط مجتمع يقدِّس الأخلاق في الخطاب والتعامل.       أقرأ أيضًا: أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) أهمّيّة صحّة الطفل النفسيّة وطرق تعزيزها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://slumberkins.com/blogs/slumberkins-blog/what-is-respect-for-kids#:~:text=As%20a%20parent%2C%20your%20role,receive%20and%20return%20from%20others.   https://www.parentingforbrain.com/6-controversial-tips-teaching-kids-respect/      

طرق معالجة الخمول عند الأطفال

الأطفال ليسوا وهجًا مشعًّا من الشغف والطاقة، فحالهم كحال غيرهم. قد يشعرون بالكسل والخمول والتعب أحيانًا من تأدية بعض المهمّات اليوميّة المتعلّقة بهم أو بمن حولهم. هذا أمر طبيعيّ عليك معرفته قبل أن تصف طفلك بالكسل لأنّه نام ساعتين إضافيّتين في يوم إجازته. ولكن، متى يصبح الكسل عادة سيّئة عند طفلك يجب التنبّه إليها؟   كيف يؤثِّر الخمول في طفلك؟  يعدّ الخمول من أصعب الحالات التي قد يمرّ فيها طفلك خلال مراحل حياته، ولا سيّما في المرحلة المبكِّرة تمامًا، حين يجب أن يكون في قمّة نشاطه. وبالتالي، يؤثِّر هذا الخمول في نواحٍ عديدة من حياته الاجتماعيّة والدراسيّة والعائليّة، كما يؤثِّر في صحّته البدنيّة في حالات متقدّمة. فكيف تمكن معالجة ذلك؟   طرق معالجة الخمول عند طفلك   حدّد قواعدك وتوقّعاتك  لقواعدك المنزليّة دور كبير في بثّ النشاط في طفلك. تدفعه توقّعاتك المرتبطة بواجباته تجاه نفسه ومن حوله إلى تطبيقها وتعلّم ما عليه من مسؤوليّات كغيره من أفراد عائلته، حتّى ولو كان الأصغر سنًّا.   نمّي فيه الشعور بالمسؤوليّة  عندما يشعر طفلك بالمسؤوليّة تجاه أفعاله يقلّ كسله. لذلك، علّمه كيف يكون قادرًا على العناية بنفسه وفهمه عواقب إهمال مسؤوليّاته، كأن يفقد بعض أغراضه الشخصيّة، مثلًا، نتيجة إهمال وضعها في أماكنها المخصصّة. يساعده ذلك على تطوير حسّ المسؤوليّة الذي يشمل مجالات أخرى من حياته.   شجّعه على النشاط  يقلّ كسل طفلك عندما يمارس نشاطًا بدنيًّا ما. لذلك، شجّعه على المشاركة في النشاطات التي يستمتع بها، مثل الرياضة أو الرقص أو فنون الدفاع عن النفس. يساعده ذلك على البقاء بصحّة جيّدة جسديًّا وعقليًّا، كما يمنحه شعورًا مميّزًا بالإنجاز.   وفّر لطفلك فرص تعلّم جديدة  عادةً ما يكون الأطفال الذين يتعلّمون أشياء جديدة أقلّ كسلًا من الذين لا يبذلون جهدًا في التعلّم. لذا، وفّر لطفلك فرص تعلّم مهارات ومعارف جديدة، سواءً أكان ذلك عن طريق المدرسة أم النشاطات اللامنهجيّة أم التجارب اليوميّة. يُبقِي ذلك عقل طفلك نشطًا ومتفاعلًا، كما يساعده على شحن شغفه.   كن قدوةً حسنةً لطفلك  للأهل تأثير كبير في أبنائهم، فالأطفال يتعلّمون الكثير بمشاهدة ما يفعله والدوهم. من هنا، إذا أردتَ أن يكون طفلك أكثر نشاطًا ومسؤوليّة، امنحه مثالًا حسنًا يُحتذَى به، وأظهر له كيف يمكن للعمل الجاد والاجتهاد أن يعودا إلى صاحبهما بالمنفعة، وأنّهما السبيل إلى تحقيق أيّ شيء يفكّر فيه.  عبِّر عن رضاك من محاولاته  من المهمّ جدًّا الثناء على جهود طفلك لتعزيز شعوره بتقدير أبسط محاولاته، ومنحه الحافز لمواصلة عمله بنشاط. اجعل ثناءك عليه واضحًا، وكافئه من حين إلى آخر عندما يطابق توقّعاتك وتوقّعات نفسه من أفعاله.   شجِّعه على اتّباع عادات الطعام الصحّيّة  يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الصحّيّة في تعزيز مستوى الطاقة وتقليل الشعور بالخمول. وعليه، تأكّد من حصول طفلك على العناصر الغذائيّة التي يحتاج إليها ليبقى نشيطًا. يمكن أن يشمل الطعام الصحّيّ الفواكه والخضروات الطازجة، والوجبات المتوازنة، والوجبات الخفيفة الصحّيّة التي تمنح طفلك الطاقة ليبقى منتجًا طوال اليوم.  ساعده على إدراك تأثيره في الآخرين   عندما يرى طفلك كيف يؤثِّر خموله في حياته الخاصّة وتعامل عائلته معه، قد يوجِّه تفكيره نحو محاولة تصحيح المشكلة. على سبيل المثال، يمكنك إخبار طفلك بعدم استطاعتك شراء ألعاب جديدة له إذا لم يؤدِّ الواجبات المطلوبة إليه. وهكذا، يُدرِك طفلك أنّ العديد من نواحي حياته ومتطلّباته تتحقّق بنشاطه وتفاعله مع الآخرين.   مراجعة الطبيب  تعدّ مراجعة الطبيب خطوة متقدِّمة يمكنك اللجوء إليها إذا أثّر الخمول في صحّة طفلك البدنيّة والنفسيّة ونشاطاته اليوميّة والمدرسيّة. في هذه الحالة، يساعدك الطبيب على تشخيص المشكلة وإيجاد حلّ طبّيّ لها.  * * * إنّ الأبوّة والأمومة مهمّتان شاقّتان، لأنّ الحفاظ على تحفيز طفلك طوال الوقت تحدٍّ كبير، ولا سيّما في الأوقات التي يكون فيها أحوج ما تكون إلى التحفيز، لكنّ ذلك ما يجعل مهمّتك هي الأصعب بإتيانها ثمارًا تستحقّ المكافحة. من هنا، كن صبورًا مع طفلك وامنحه حقّه من الاهتمام، ولكن في الوقت نفسه، كن معتدلًا في اهتمامك حتّى لا يعتاد الاتّكال وينسى واجباته تجاه نفسه ومن حوله.    اقرأ أيضًا أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.vizag.vignanschools.org/event/9-tips-to-get-rid-of-laziness-in-kids/   https://akhbarelyom.com/news/newdetails/3307365/1/8-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%88%D9%84-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84      

المشكلات الأسريّة وأثرها في الأبناء

من المربك جدًّا أن تكون على خلاف دائم أو شبه دائم مع شريك حياتك، ويتضاعف الإرباك عندما تشاركه مع طفل صغير من حقّه أن ينمو في بيئة آمنة ودافئة عاطفيًّا. قد لا تدرك الآن أهمّيّة البيئة التربويّة والصحّيّة لنموّ طفلك السليم، ولكنّك تدرك أهميّتها عندما ترى آثارها السلبيّة إن لم تسيطر عليها مبكّرًا. لذلك، نضع بين يديك أهمّ الآثار السلبيّة التي تخلّفها مشكلاتك مع شريكك في طفلك.   ما أسباب المشكلات الأسريّة؟  لا يوجد ما يُسمَّى بالعائلة المثاليّة التي لا يتنازع أفرادها في ما بينهم، فالمشكلات تحدث في أكثر البيئات المنزليّة انسجامًا. إليك أكثر أسباب المشكلات شيوعًا بين العائلات:   المشكلات بين الزوجين  تعدّ المشكلات بين الزوجين العامل الأساس في التأثير سلبيًا في الأطفال، إذ تغذّي مشاعر القلق في داخلهم، حيث يصبح الأهل مصدر خوف لأبنائهم، بدل أن يكونوا مصدر الأمان لهم. يؤدّي حدوث الخلافات المتكرِّرة بين الزوجين، سواءً أكانت خلافات فكريّة أم ماليّة أم تعاونيّة، إلى خلق بيئة غير صحّيّة لتربية الطفل. وهنا، نحن لا نتحدّث عن المشاحنات التي تحدث بين الحين والآخر ضمن المعدّل الطبيعيّ، بل عن تلك التي تحدث دوريًّا لأقلّ الأسباب.  المشكلات بين الأبناء  تُعتبر تربية مجموعة من الأبناء تحديًّا أمام الآباء، لاحتماليّة نشوء الخلافات بينهم. تنشأ هذه الخلافات باختلاف طبائعهم أو أعمارهم أو الغيرة بينهم، والتي تعدّ أمرًا اعتياديًّا بين العديد من الأطفال.   المشكلات بين الأهل والأبناء   تحدث عادةً هذه المشكلات لدى المتزوجين حديثًا ممّن لا يعرفون كيفيّة التعامل الصحيح مع أطفالهم، حيث يواجهون بعض المصاعب في التعامل معهم. ينشأ عن هذه الصعوبة عدم تفاهمهم مع أطفالهم، فضلًا عن بروز خلافات معهم.  ما تأثير المشكلات الأسريّة في الأطفال؟  تؤثِّر المشكلات الأسريّة في جوانب عديدة من شخصيّة طفلك وصحّته. أثبتت دراسات عديدة أنّ الأطفال في جميع الأعمار، منذ سنّ الرضاعة حتّى سنّ البلوغ، يتأثّرون بكيفيّة تعامل الوالدين مع بعضيهما البعض، ومع أطفالهما في المنزل. إليك عدّة تأثيرات سلبيّة للمشكلات الأسريّة في الأطفال:   الشعور بعدم الأمان  تقوّض الخلافات الأسريّة شعور طفلك بالأمان، لأنّه يبقى في دائرة تساؤلات دائمة حول موعد نشوء المشكلة القادمة، والتي غالبًا ما تنشأ نشوءًا غير متوقّع. الأمر الذي يشعره بقلق مستمرّ.   ضعف علاقته بك  تعتبر حالات الصراع الشديدة بينك وشريك حياتك مرهقة جدًّا، وهذا ما يمنعك من قضاء وقت أكثر مع طفلك، ومنحه مشاعر الحبّ والحنان التي تفقدها في حالات غضبك وحزنك. يؤدّي ذلك، بطبيعة الحال، إلى اختلال توازن علاقتك مع صغيرك.    التأثير في صحّته ونفسيّته  سماع طفلك النزاعات المتكرِّرة بين الأهل أمر في غاية الإجهاد بالنسبة إليه. يؤثِّر هذا الإجهاد النفسيّ في صحّته الجسديّة والنفسيّة، ويتعارض مع نموّه الطبيعيّ والصحّيّ.  ضعف ثقته بنفسه  يقارن طفلك نفسه بغيره من الأطفال في أبسط الجوانب، حتّى وإن كان يعيش طفولةً سليمة في ظلّك. فما بالك عندما يتشاجر أهله كثيرًا؟ بالطبع، يفقد الطفل الثقة بنفسه رويدًا رويدًا، لأنّه يشعر بالاختلاف، وفي معظم الأحيان، يتطوّر هذا الشعور إلى درجة تحوّله إلى شعور بـ"الدونيّة".    كيف تعالج المشكلات الأسريّة؟   قد تغلِبنا ظروف الحياة أحيانًا قبل أن نستطيع الإمساك بزمام الأمور من جديد. لا يكمن الذكاء هنا في تجنّبك حدوث الخلافات، بل في معرفتك التامّة كيف تجد حلًّا لها ومخرجًا منها في كلّ مرّة تواجهها، إذ هي عمليّة دوريّة. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على الحدّ من آثار المشكلات الأسريّة السلبيّة: كن صريحًا مع طفلك  لطفلك قدرة هائلة على استيعاب المواقف وفهمها من دون أن يصرّح لك، ففي الحالات التي لا تستطيع أن تتجادل فيها مع شريكك في غرفة مغلقة وبصوت هادئ، من الحكمة أن تجلس مع طفلك وتشرح له الموقف والخطأ الذي حصل. من حقّ طفلك الصغير أن يسمع تبريرك حول ما يحدث أمامه.   طمئن طفلك  أخبر طفلك أنّ المشكلات تحدث أحيانًا، لأنّ الأهل يشعرون بالتعب بعد يوم شاقّ وطويل في العمل مثلًا، وطمئنه بإخباره أنّها شيء عابر لا يؤثِّر في علاقتك بشريكك. حاول قدر المستطاع أن تظهِر حبّك لشريكك أمام طفلك، حتّى يؤمن بأنّ المشكلات التي تحدث بينكما ليست مؤشِّرًا مخيفًا على انطفاء الحبّ بينكما.  وثّق علاقتك بطفلك  حافظ على العلاقة الوثيقة بين أفراد أسرتك، ليترسّخ في ذهن طفلك أنّ عائلته قويّة الترابط، لا تؤثِّر فيها الخلافات التي تحدث بين الحين والآخر، وأنّ هذه المشكلات التي تنشأ من دون قصد لا تعني ضعف الحبّ والمودة بينكما.   * * * لا ننكر صعوبة الظروف التي تمرّ فيها كفرد منتج في مجتمع مليء بالتحدّيات، ولا سيّما عندما تكون مسؤولًا عن تربية طفل صغير تربيةً صحيّة وصالحة، تشدّ عضدك بها عندما يبلغ. كما ندرك شدّة الصعوبة في كبح انفعالاتك أمام طفلك في كلّ الأوقات. لكن، حاول أن تتذكّر أنّ لحظة غضب لا تستحقّ أن تهدم من أجلها كلّ إنجاز حقّقته سابقًا. نعلم أنّك، في نهاية المطاف، إنسانٌ يشعر ويحزن ويغضب وينفعل، ولكنّ تحكّمك بمشاعرك يُظهِر مدى قوّتك، إنسانًا ومُربّيًا.   أقرأ أيضًا العقاب السلبيّ في التربية: أنواعه وعيوبه وبدائله | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) صفات الطفل المدلّل وكيفيّة تقويمه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.verywellfamily.com/how-parents-fighting-affects-children-s-mental-health-4158375   https://www.youthlineuk.com/what-is-counselling/family-problems/#:~:text=Changes%20in%20the%20family%20can,such%20as%20school%20and%20friendships.   https://cadey.co/articles/family-problems   https://sg.theasianparent.com/negative-effects-of-family-problems-the-lasting-effect-on-children