والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

طرق وأساليب تسهم في تعزيز شعور الطفل بالأمان

من المهمّ للغاية الأخذ بعين الاعتبار جميع المشاعر والأحاسيس التي يختبرها الأطفال خلال فترة نموّهم. قد تتساءل أحيانًا، كيف يمكنهم التعامل مع بعض القضايا والصعوبات في عمرٍ صغير، ولكن ما يجب أن تعلمه هو أنّ قدراتهم ومهاراتهم المعرفيّة في تطوّر مستمرّ. ويبقى الشعور بالأمان عند الطفل أحد أهمّ المشاعر التي تؤثّر في نموّه وتطوّر قدراته. يشكّل أمان الطفل العاطفيّ أساس رفاهيّته وسلامته في الأوساط الاجتماعيّة والتعليميّة. ويمكن تغذية هذا الشعور وتعزيزه بالرعاية والاهتمام والتفهّم، بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى التي سنطرحها بالتفصيل في هذا المقال.   لكن، لنتعرّف، بداية، بصورة أفضل، إلى أهمّيّة الشعور بالأمان عند الطفل، وأسباب غيابه عند بعض الأطفال.    أهمّيّة شعور الطفل بالأمان ممّا لا شكّ فيه أنّ تنشئة طفل في بيئة آمنة وخالية من التوترّات والمشكلات يُسهم كثيرًا في تشكيل شخصيّته بطريقة إيجابيّة. فشعور الطفل بالأمان يؤدّي إلى:  تحفيز قدراته المعرفيّة  عندما يشعر الطفل بالأمان، يصبح أكثر استقلالًا واعتمادًا على نفسه، بل وأكثر إقبالاً على استكشاف العالم من حوله؛ ما يعني عيش تجارب جديدة أكثر، واكتساب معارف أكثر، وبالتالي نجاحًا أكبر.  تقوية علاقاته بالآخرين  يعزّز الشعور بالأمان عند الطفل بناء علاقات صحّيّة تستمرّ لفترات أطول مع من حولهم. عندما يشعر الطفل بالأمان، لن يسعى إلى البحث عنه لدى الآخرين، وبالتالي سيبني علاقاته بهم على أسس صحّيّة، بدلاً من بنائها على أساس الحاجة والنقص العاطفيّ. إكساب الطفل مرونة عاطفيّة عندما يمتلك الطفل مرونة عاطفيّة، يكون أقدر على مواجهة التحدّيات والعقبات التي تعترضه في حياته. فالأطفال الذين يشعرون بالأمان غالبًا ما يمتلكون مرونة عاطفيّة أعلى، ونجدهم أقدر على تطوير مهارات تساعدهم على إدارة مشاعرهم والتعامل بحكمة مع المواقف المختلفة التي يمرّون بها.  أسباب عدم شعور الطفل بالأمان  تتعدّد الأسباب التي تؤدّي إلى فقدان الطفل الشعور بالأمان، فمنها ما هو داخليّ على مستوى الأسرة، وقد يتوسّع ليكون عائليًّا (على مستوى الأسرة الممتدّة)، أو مجتمعيًّا، أو حتّى أكبر من ذلك (كفقدان الأمان في الإقليم الذي يعيش فيه الطفل).   في ما يلي أهمّ أسباب عدم شعور الطفل بالأمان:  - الاضطرابات الأسريّة، مثل المشكلات الزوجيّة، وإساءة معاملة أحد الزوجين للآخر، والعنف الأسريّ... - انفصال الوالدين، وما يترتّب على ذلك من توترّات وانهيار المنظومة الأسريّة.   - إصابة الطفل أو أحد الوالدين بإعاقة جسديّة أو عقليّة، أو حتّى مرض مزمن، وما ينجم عنه من توتّرات وضغوطات نفسيّة ومادّيّة على العائلة.  - أساليب التربية غير السليمة، كالدلال الزائد، والتمييز بين الإخوة، والتذبذب في التعامل مع الطفل، فنجد الأب مثلاً صارمًا جدًّا في بعض المواقف، ومتساهلًا للغاية في المواقف نفسها في أوقات أخرى.  - التعرّض للصدمات النفسيّة كالحوادث، أو وفاة أحد الوالدين أو الإخوة، أو التعرّض للاختطاف أو الاغتصاب مثلاً، وغياب الدعم النفسي الكافي للتعافي من هذه الصدمات.   - الفقر وتدنّي مستوى العائلة المادّيّ؛ ممّا قد يجبر الطفل على تحمّل مسؤوليّات أكبر من عمره، ويضع على عاتقه توتّرًا أعظم من أن يتحمّله.  - الكوارث الإنسانيّة والطبيعيّة والحروب، وهي من أشدّ الظروف التي قد تُفقد الأطفال شعورهم بالأمان، بل وتمحو الأمان تمامًا حتّى عند الكبار.    أعراض نقص الشعور الطفل بالأمان يتجلّى شعور الطفل بانعدام الأمان بصور عديدة، ولكن يمكننا اختصار أكثر الأعراض شيوعًا في ما يلي:  - كثرة الشكوى والشعور الدائم بالألم، ولا سيّما آلام المعدة.  - اضطرابات النوم وعدم القدرة على الخلود للنوم سريعًا.  - الإصابة بنوبات الفزع الليليّ، وتكرّر الكوابيس والأحلام السيّئة.  - نوبات غير مفسَّرة من البكاء المفاجئ.  - التعلّق الزائد وغير المبرّر بأحد الوالدين، والانعزال عن الآخرين.  - سلوكات غير اعتياديّة، كالتبوّل اللاإراديّ، وقضم الأظافر، ومصّ الأصابع… - سرعة الانفعال، والعناد الشديد والتصرّفات العدوانيّة.  - التعبير باستمرار عن الخوف والقلق.    طرق وأساليب لتعزيز شعور الطفل بالأمان إذًا، كيف نحقّق أمان أطفالنا النفسيّ؟ سؤال يطرحه كلّ أب وأمّ في ظلّ ما يشهده العالم اليوم من اضطرابات وتوترّات وانعدام الأمان عامّة. وفي الوقت الذي قد يبدو فيه هذا الأمر صعبًا، هناك بعض الطرق والأساليب التي تسهم في تعزيز شعور الأطفال بالأمان، نذكر منها ما يلي:  المحافظة على روتين ثابت في حياة الطفل  يشعر الطفل بالأمان عندما تكون البيئة المحيطة به مستقرّة ومنظّمة، وعندما يكون على علمٍ بما سيحدث في المرحلة التالية. وهكذا، فالحفاظ على روتين ثابت من أهمّ ما يمكنك القيام به عندما يكون طفلك خائفًا أو متوتّرًا.   احرص على الحفاظ على مواعيد نوم وأكل ثابتة، وكذلك الحدود والقواعد والتعليمات. فهذا التكرار والثبات سيشعره بوجود نظام واضح، ويمكّنه من توقّع الأحداث خلال يومه؛ ممّا يمنحه شعورًا بالأمان.  مراقبة مدى مشاهدة الأطفال مشاهد العنف في وسائل الإعلام  أظهر أحد الابحاث أنّه، وببلوغ الطفل سنّ الـ18، يكون الطفل الأمريكيّ قد شاهد حوالي 16 ألف جريمة قتل تمثيليّة (في المسلسلات والأفلام)، وما يزيد عن 200 ألف عمل عنف في وسائل الإعلام!  لا يمكن للأطفال في مراحل مبكرة التمييز بين الحقيقة والخيال، ومشاهدة أعمال العنف على التلفاز أو منصّات التواصل الاجتماعيّ قد يشعرهم بأنّ عالمهم مكان مخيف، وأنّ هذه الأمور قد تحصل لهم في أيّة لحظة.   وفي وقتنا الراهن الذي يزداد فيه العنف حتّى على أرض الواقع، يبقى من المهمّ تقليل تعرّض الأطفال لمثل هذه المشاهد في نشرات الأخبار، أو منصّات التواصل الاجتماعيّ، والسعي قدر الإمكان إلى خلق جوّ آمن في بيئتهم المحيطة لإشعارهم بالاطمئنان.  تذكير الطفل دائمًا بأنّ هنالك من يحميه ويعتني به  إن كان طفلك يشعر بالخوف والتوتّر دائمًا، فالتمرين الآتي يساعدك على تخفيف الشعور بفقدان الأمان. أحضر لوحة كرتون كبيرة نسبيًّا، وضع صورة طفلك في المنتصف، ثمّ ابدأ معه بجمع صور وأسماء كلّ الأشخاص الذين يقدّمون له الحبّ والرعاية والحماية، ابتداءً من أقرب الناس إليه: الأبوين، ثمّ الإخوة والجدّين، وحتّى حيوانه الأليف أو لعبته المفضّلة!  يمكنك بعدها أن توسّع الدائرة لتشمل المعلّمين في المدرسة، ورجال الشرطة، والدفاع المدنيّ، ورجال الإنقاذ… هذا التصوّر البصريّ للمجتمع المحيط بالطفل، والذي يقدّم إليه العون والرعاية، يعزّز في داخله فكرة أنّه ليس وحيدًا، وأنّ مِن حوله مستويات من الحماية لن تسمح بأن يصاب بأيّ أذى. الأمر الذي يُشعره بمزيد من الأمان والاطمئنان.  الإشارة إلى نقاط قوّة الطفل والتركيز عليها  عندما يتصرّف طفلك بطريقة ذكيّة، أو يختار سلوكًا آمنا، كأن يرتدي خوذته قبل ركوب الدرّاجة، أو يمسك يدك قبل قطع الشارع، بيّن له ذلك، وامدح تصرّفه. دعه يعرف أنّه قادر على اتّخاذ قرارات صحيحة وآمنة، فذلك يجعله أقوى وأكثر ثقة بقدرته على التصرّف تصرّفًا سليمًا.  تعزيز الشعور بالأمان العاطفيّ هذا الأمر في غاية الأهمّيّة، ولا سيّما عندما يكون خوف الطفل نابعًا من سوء حالة العائلة الاقتصاديّة، كأن تكون العائلة فقيرة أو تواجه تحدّيات وظروفًا ماليّة عصيبة.   من هنا، لا بدّ للوالدين من تعزيز شعور الطفل بالأمان العاطفيّ، والسعي إلى توفير بيئة مليئة بالحبّ والحنان؛ ممّا يساعده على الشعور بالطمأنينة والراحة حتّى في ظلّ الظروف الصعبة.   إظهار المرونة والقوّة   عندما يعمل الوالدان على أن يكونا قدوة يحتذى بها في ظلّ الظروف الصعبة، ويُظهرا مرونة في التعامل مع التحدّيات التي تواجههما، يعلِّم ذلك الطفل الثبات، ويُكسبه مزيدًا من الشجاعة والثقة بالنفس، ويقلّل من شعوره بالخوف والتوتّر. ليس هذا وحسب، فالتحدّث بصراحة مع الطفل حول الأوضاع المادّيّة أو الصعوبات، وبأسلوب مبسّط يفهمه ويوازن بين الواقعيّة والأمل والتفاؤل، يسهم في تخفيف الخوف والتوتّر، لأنّ الطفل هنا يكون على دراية بالواقع من حوله، وعلى علم بالخطوات اللاحقة التي سيتّخذها الوالدان للتغلّب على هذا الظرف.  الوعي بالحاجة إلى مساعدة ذوي الاختصاص  أخيرًا، إن كان طفلك يشعر بالخوف دائمًا، وعجزت كلّ الطرق السابقة عن تهدئته، أو إن كانت مشاعر الخوف تؤثّر في نومه وأدائه المدرسيّ، فربما حان الوقت لطلب المساعدة من ذوي الاختصاص. يمكن للمعالجين النفسيّين ومراكز الإرشاد أن تقدّم لك استراتيجيّات وأساليب فعّالة ومدروسة للتغلّب على توتّر طفلك وتقليل شعوره بالخوف.  * * * شعور الطفل بالأمان أحد أهمّ الاحتياجات التي لا بدّ من إشباعها، حتّى يتمكّن طفلك من النموّ نموًّا سليمًا، ولا تقلّ أهمّيّة الأمان العاطفيّ عن أيّ احتياجات فسيولوجيّة أخرى كالطعام والشراب.  لذا، احرص على جعل هذا الأمر أولويّة لك، لضمان تنشئة طفل سويّ عقليًّا وعاطفيًّا.     المراجع https://kidstable.com/en/importance-children-emotional-security/  https://www.amankids.com/post/15413/  https://ccy.jfcs.org/5-ways-can-help-kids-feel-safe-unsafe-world/  https://thriveworks.com/blog/frightened-child-feel-safe-again/#:~:text=You%20can%20help%20children%20with,can%20to%20keep%20them%20safe.   

كيف تكافئ طفلك من دون أن يصبح مدلّّلًا

هل يمكن أن تتحوّل المكافأة إلى عقاب؟ تعدّ مكافأة الأطفال على السلوك الحسن، أو الإنجازات أو الجهود المبذولة، نهجًا شائعًا في التربيّة. وعندما تُطبّق بأسلوب صحيح، يمكن أن تصبح أداة فعّالة لتحفيز الأطفال، وتعزيز احترامهم لذواتهم، وترسيخ عادات إيجابيّة في حياتهم.  لكن، إذا أُسيء استخدامها، أو تمّ الإفراط في تقديمها، فقد تفقد المكافآت فعّاليّتها، وتؤدّي إلى نتائج عكسيّة غير متوقّعة، مثل تعزيز شعور مبالغ فيه بالاستحقاق، أو زعزعة الحافز الداخليّ لدى الطفل.  إذن، كيف يمكن للآباء مكافأة أطفالهم بالشكل الأمثل؟ ما السلوكيّات أو الإنجازات التي تستحقّ المكافأة، وأيّها لا يستحقّ؟ يناقش هذا المقال الغايات من المكافآت، وأنواعها المناسبة، إضافة إلى المواقف التي تكون فيها مكافأة الطفل خيارًا ملائمًا.    الغرض من مكافأة الأطفال  في الأساس، تعتبر المكافأة شكلًا من أشكال التقدير، ويمكنها أن تحقّق النتائج الآتية:  - تعزيز السلوك الإيجابيّ: تساعد المكافآت الأطفال على فهم الأفعال المرغوبة، والتي تستحقّ التكرار، مثل المساعدة في الأعمال المنزليّة، أو إظهار اللطف مع الآخرين، أو الدراسة باجتهاد وتركيز.  - تحفيز بذل الجهد: يمكن للمكافآت تشجيع الأطفال على المثابرة في المهام التي يجدونها صعبة، أو غير محبّبة.  - بناء الثقة: يظهر الاعتراف بالإنجازات، حتّى الصغيرة منها، للأطفال أنّ جهودهم موضع تقدير، وهذا يعزّز احترامهم لذاتهم.  ومع ذلك، من المهمّ إيجاد التوازن. فالاعتماد بشكل كبير على المكافآت - وخصوصًا المكافآت المادّيّة - يمكن أن يؤدّي إلى حصر تركيز الأطفال على الحوافز الخارجيّة، بدلًا من تعلّم تقدير السلوك أو الإنجاز نفسه.    ما المواقف التي تستحقّ المكافأة؟  لا تحتاج كلّ الأفعال أو السلوكيّات إلى المكافأة. والمفتاح هو المكافأة الموزونة بشكل مدروس وهادف، مع التركيز على السلوكيّات أو الإنجازات التي تتوافق مع قيمك، وأهدافك طويلة الأجل لطفلك.  الجهد والعمل الجادّ  تعلّم مكافأةُ الجهد، وليس النتائج فقط، الأطفالَ أنّ المثابرة والتفاني من الصفات القيّمة. على سبيل المثال، إذا درس طفلك بجدّ من أجل الاختبار، ولكنّه لم يحصل على أعلى الدرجات، فلا يزال بإمكانك الثناء على تصميمه ومكافأته. يعزّز هذا النهج عقليّة النموّ، إذ يتعلّم الأطفال التعامل مع التحدّيات، ورؤية الفشل باعتباره خطوة نحو التحسّن.  التصرّف بلطف وتعاطف  عندما يُظهر الطفل التعاطف، أو يساعد أحد أشقّائه، أو يبذل قصارى جهده لجعل شخص ما يشعر بتحسّن، فإنّ إدراك هذا السلوك يعزّز أهمّيّة أن يكون لطيفًا ومتعاطفًا مع الناس من حوله. على سبيل المثال، قد تكون المكافأة عبارة عن اعتراف لفظيّ مثل: "أنا فخور جدًّا بالطريقة التي ساعدت بها صديقك عندما كان مستاءً".  تحقيق مراحل مهمّة  إن المراحل المهمّة، مثل التدريب على استخدام المرحاض، أو تعلّم ربط الحذاء، أو إتقان مهارة جديدة، أو الوصول إلى مستوى متقدّم في إحدى المسابقات، جميعها تستحقّ التقدير. فغالبًا ما تتطلّب هذه الإنجازات الصبر والجهد والممارسة، ومكافأتها تساعد الأطفال في الشعور بالفخر بإنجازاتهم، وتدفعهم نحو المزيد.  الاستمراريّة في تحمّل المسؤوليّة  إذا كان طفلك يكمل مهامه المنزليّة باستمرار، أو واجباته المدرسيّة فور رجوعه من المدرسة وتناول وجبة الغداء، أو ينجز أيًّا من مسؤوليّاته الأخرى من دون تذكير، فمن الجدير الاعتراف بأنّه مسؤول وجدير بالثقة. هذا يعزّز لديه فكرة أنّ الاستمراريّة والشعور بالمسؤوليّة الذاتيّة أمران قيّمان.  التغلّب على التحدّيات  إذا خرج طفلك من منطقة الراحة الخاصّة به، أو تغلّب على خوف - مثل التمثيل في مسرحيّة مدرسيّة، أو تعلّم ركوب الدراجة - فهو يستحقّ التقدير. تظهر له مكافأة هذه اللحظات أنّ الشجاعة والجهد موضع تقدير، حتّى عندما تبدو المهمّة صعبة.    ما المواقف التي لا تنبغي مكافأة الطفل عليها  في حين أنّ المكافآت قد تكون محفّزة، إلّا أنّ هناك مواقف معيّنة يجب تجنّب مكافأتها:  المهامّ اليوميّة  يجب على الآباء تجنّب مكافأة الأطفال على السلوكيّات التي تعتبر مهامًّا أساسيّة، مثل تنظيف أسنانهم، أو ارتداء ملابسهم، أو اتّباع قواعد المنزل، فهي جزء من الحياة اليوميّة، ولا تتطلّب حوافز خارجيّة، بل تتطلّب التزامًا. يمكن أن تخلق مكافأة هذه السلوكيّات شعورًا بالاستحقاق، فيتوقّع الأطفال الثناء أو المكافآت، لمجرّد القيام بما هو ضروريّ، ولن يقوموا به إن لم تعد تكافئهم على ذلك.  الرشوة للقيام بعمل ما  إنّ استخدام المكافآت كوسيلة "لرشوة" الأطفال، لتشجيعهم على التصرّف بشكل أفضل - مثل أن تُقدّم لهم الحلوى لوقف نوبة الغضب، أو وعدهم بلعبة إذا قاموا بتنظيف غرفتهم - يمكن أن يأتي بنتائج عكسيّة. فهذا يعلّم الأطفال التفاوض للحصول على المكافآت، أو التصرّف بشكل جيّد فقط عندما يحصلون على شيء في المقابل. بهذه الطريقة، سيفتقرون إلى روح العطاء مع الوقت، بل سيتوقّعون دائمًا شيئًا مقابل أيّ عمل خير، أو خدمة يقدّمونها إلى الآخرين.   الإشباع الفوريّ لكلّ عمل صالح  لا يحتاج الأطفال إلى مكافأة في كلّ مرّة يتصرّفون فيها بشكل جيّد. على سبيل المثال، إذا شاركوا لعبهم مع الأطفال الآخرين، أو ساعدوا أحد الإخوة، فإنّ عبارة "شكرًا" تكفي غالبًا. إنّ مكافأة كلّ فعل صغير، يمكن أن تقلّل من أهمّيّة المكافآت، وتجعل الأطفال ينتظرون المدح من الآخرين باستمرار.  التحصيل الأكاديميّ الجيّد من دون جهد  على الرغم أنّه من المهمّ الاعتراف بالإنجازات الأكاديميّة، إلّا أنّ مكافأة الدرجات وحدها يمكن أن ترسل رسالة خطأ. على سبيل المثال، إذا حصل الطفل على "A" بأقلّ جهد، فإنّ مكافأته قد تعلّمه التركيز على النتائج، بدلًا من التركيز على الجهد في الدراسة، وعلى عمليّة التعلّم بحدّ ذاتها. فالأهمّ هو التركيز على الجهد الذي بذله الطفل ليحقّق نتيجة ما، حتّى لو لم تكن النتيجة مرضية بشكل كافٍ.      أنواع المكافآت التي يمكن للوالدين استخدامها  لا يلزم أن تكون كلّ المكافآت مادّيّة، أو باهظة الثمن. في الواقع، غالبًا ما يكون للمكافآت غير المادّيّة تأثير أعمق في قلوب الأطفال. في ما يأتي بعض أنواع المكافآت:  الثناء اللفظيّ  يمكن أن تكون عبارة "أنا فخور بك"، أو "لقد قمت بعمل رائع"، من أكثر المكافآت أهمّيّة للطفل. يجب أن يكون الثناء محدّدًا للسلوك أو الجهد الذي تعترف به. على سبيل المثال:  بدلًا من قول "عمل جيّد"، حاول أن تقول: "لقد عملت بجدّ لحلّ هذا اللغز! أنا معجب حقًّا بصبرك وتركيزك".  قضاء وقت ممتع مع طفلك  قضاء وقت إضافيّ مع طفلك باعتباره مكافأة، يعزّز الروابط العاطفيّة بينكما، ويؤكّد له أنّ جهوده محلّ تقدير وإعجاب. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول له: "بما أنّك قمت بعمل رائع في تنظيف غرفتك، دعنا نذهب معًا إلى الحديقة بعد الظهر".  الامتيازات  قد يكون تقديم الامتيازات، مثل وقت إضافيّ للعب، أو اختيار فيلم عائليّ، أو البقاء مستيقظًا لفترة أطول، مكافأة مفيدة للأطفال. هذه المكافآت فعّالة بشكل خاصّ، لأنّها تشعرهم بالتميّز والتحفيز من دون أن تكون مادّيّة.  المكافآت المادّيّة (شرط أن تكون باعتدال)  في بعض الأحيان، يمكن استخدام المكافآت المادّيّة، مثل الألعاب للأطفال الأصغر سنًّا، والذين يستجيبون جيّدًا للحوافز البصريّة أو المادّيّة. على سبيل المثال، يمكن لمجموعة ملصقات تحفيز الطفل على إكمال المهامّ، مع منح مكافأة أكبر بعد الوصول إلى هدف معين.  الاحتفالات والتقدير  قد يكون لتقدير إنجازات الطفل أمام أفراد الأسرة أو الأصدقاء أثر رائع. على سبيل المثال، يمكن لقول "نحن فخورون جدًّا بالطريقة التي تدرّب بها [اسم الطفل] على السباحة كلّ يوم هذا الأسبوع"، أمام أفراد الأسرة، أن يعزّز ثقته بنفسه وشعوره بالإنجاز.    *** هل المكافآت نهج للانضباط وتحفيز السلوك الجيّد، أم أنّها تنتج أطفالًا مدلّلين، يرتفع لديهم الشعور بالاستحقاق الذي في غير مكانه؟ جواب هذا السؤال تحدّده الطريقة والتوقيت اللذَين تقدّم فيهما المكافأة لطفلك.     المراجع https://www.aljazeera.net/women/2022/8/27/15-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%A3%D8%A9-%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84#:~:text=%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%A3%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%20%D9%87%D9%88%20%D9%86%D9%87%D8%AC,%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%8A.    https://www.360moms.net/ar/articles/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-3-4-%D8%B3%D9%86%D8%A9/983-%D9%A1%D9%A0-%D8%A3%D9%81%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%A2%D8%AA-%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%83-%D9%84%D9%86-%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%81%D9%83-%D8%B4%D9%8A%D8%A6%D8%A7    https://www.parents.com/toddlers-preschoolers/discipline/the-right-way-to-set-up-a-reward-system-for-kids/ 

النموّ اللغويّ عند الأطفال: تسلسل زمنيّ وأهمّ النصائح

يعدّ النموّ اللغويّ عند الطفل أمرًا أساسيًّا لمساعدته على التفاعل مع مجتمعه، فهو ما يساعده على التعلّم والاختلاط مع أفراد المجتمع. ومن هنا، تأتي أهمّيّة التعرّف إلى مراحل النموّ اللغويّ عند الأطفال لتحديد المشكلات وتصحيحها مبكّرًا قبل فوات الأوان. فما المقصود بالنموّ اللغويّ عن الطفل؟ وما أهمّيّته؟ وما المراحل التي يمرّ فيها الطفل لينمو لغويًّا؟ لنكتشف ذلك معًا.   ما النموّ اللغويّ عند الطفل؟  النموّ اللغويّ هو العمليّة التي يتمكّن الطفل بها من اكتساب القدرة على معالجة الكلام والتواصل مع الآخرين. خلال هذه العمليّة، قد يبدأ الطفل تدريجيًّا بفهم الأنماط اللغويّة البسيطة، وتوسيع مخزونه من المفردات قبل أن يصل إلى مرحلة الطلاقة اللغويّة. وعلى الرغم من أنّ مراحل النموّ اللغويّ عالميّة وموحّدة، إلاّ أنّ نسبة التقدّم فيها تختلف من طفل إلى آخر، وهنالك العديد من العوامل المؤثِّرة في النموّ اللغويّ عند الأطفال، مثل وجود الحافز أو عدمه، والبيئة المحيطة، وجنس الطفل وتطوّره الجسديّ.    أهمّيّة النموّ اللغويّ عند الطفل  يحتاج الآباء والمعلّمون، ومقدّمو رعاية الأطفال واختصاصيّو علاج النطق واللغة أيضًا، إلى فهم مراحل النموّ اللغويّ الذي يساعدهم على تعزيز نموّ الطفل الصحّيّ، ويمكّنُهم من وضع أهداف تعلُّميّة للأطفال، والتدخّل لتصحيح أيّ خلل قد يحدث في حال لم يحقّق الطفل المعايير المناسبة لعمره.   ليس هذا وحسب، إذ تتمثّل أهمّيّة النموّ اللغويّ عند الأطفال في ما يلي:  - مساعدة الطفل على التفاعل مع مجتمعه.  - تحسين تطوّر الطفل المعرفيّ.  - تعزيز قدرة الطفل على التعبير عن نفسه.  - تطوير مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال.  - رفع مستوى تقدير الطفل ذاته.    ما مراحل النموّ اللغويّ عند الأطفال؟  يختلف أصحاب العلم والاختصاص في تسمية مراحل النموّ اللغويّ، فبعضهم يطلق عليه اسم جدول النموّ اللغويّ عند الأطفال، وآخرون يعرّفونه بمراحل التطوّر اللغويّ عند الأطفال، لكنّهم يتّفقون في تقسيم عمليّة النموّ اللغويّ إلى ستّ مراحل أساسيّة، يمكن تلخيصها في ما يلي:    المرحلة ما قبل اللغويّة Pre-linguistic stage  هي المرحلة الأولى في عمليّة التطوّر اللغويّ عند الأطفال، وتستمرّ عادة منذ ولادة الطفل حتّى عمر 6 أشهر. خلال هذه الفترة، لا يكون الطفل قد تمكّن بعد من تطوير أيّ مهارات لغويّة. لذا، نجد طريقة التواصل الوحيدة عنده بالأصوات، كالبكاء وإصدار أصوات عند الفرح والشبع، وغيرها من الأصوات الناجمة عن تطوّر أوتار الطفل الصوتيّة.  مرحلة المناغاة Babbling stage  تحدث هذه المرحلة في الفترة ما بين 6 أشهر و9 أشهر من عمر الطفل، والتي يبدأ خلالها بتدريب أوتاره الصوتيّة وإصدار مقاطع صوتيّة لا تشكّل كلمات بعد. وفي هذه المرحلة، تنمو أعضاء الفم والأسنان لدى الطفل لتجهّز الطفل للكلام الأكثر تقدّمًا.  مرحلة الكلمة الواحدة Holophrastic stage  تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل النموّ اللغويّ عند الطفل بين سنّ الـ 9 و18 شهرًا. وهنا تكون مهارات الطفل قد تطوّرت بما فيه الكفاية ليتمكّن من قول كلمات مفردة ومنفصلة تصف الأشياء، أو تعبّر عن احتياجاته الأساسيّة. على سبيل المثال، قد يقول الطفل كلمات مثل "دادا" أو "ماما" لجذب انتباه والديه.  مرحلة الكلمتين Two-word stage  خلال هذه المرحلة، يكون الطفل قادرًا على تشكيل جمل تتكوّن من كلمتين، حيث يقوم بتجميع كلمات تعلّمها خلال المرحلة السابقة (مرحلة الكلمة الواحدة)، ليقول جملة ذات معنى واضح تعبّر عن احتياجاته ومشاعره. من الأمثلة على الجمل ذات الكلمتين:  - "أريد أكل" أثناء الجلوس إلى طاولة الغداء.  - "كلب صغير" لوصف كلب أو حيوان أليف.  - "شكرًا ماما" للتعبير عن الشكر والامتنان.  من الجدير بالذكر أنّ هذه المرحلة تبدأ في عمر السنة والنصف، وتستمرّ حتّى عمر السنتين عند معظم الأطفال.  مرحلة الجملة Telegraphic stage  تبدأ هذه المرحلة في عمر السنتين وتستمرّ حتّى عمر سنتين ونصف. وهنا يصبح الطفل قادرًا، ليس فقط على تشكيل جمل أطول، وإنّما على تشكيل جمل معقّدة نوعًا ما. على سبيل المثال، قد يقول: "قطّة على الطاولة واقفة". ونلاحظ هنا أنّ الطفل يشكّل جملاً غير صحيحة تمامًا من ناحية القواعد اللغويّة، ولكنّها تؤدّي المعنى. فنحن نفهم بالمثال السابق أنّ هناك قطّة تقف على الطاولة.   خلال هذه المرحلة يصبح الطفل قادرًا على فهم إرشادات بسيطة ورئيسة، أو أوامر تتألّف من قسمين، مثلًا: "اذهب إلى الطاولة وأحضِر كتبك".  مرحلة الكلمات المتعدّدة Multi-word stage  بعد عمر السنتين والنصف، يدخل الأطفال مرحلة الكلمات المتعدّدة. وهنا، يصبحون أقدر على بناء جمل معقدّة تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وإيصالها إلى الآخرين. خلال هذه المرحلة يبدؤون بتطبيق القواعد اللغويّة الصحيحة من دون فهمها. فمثلاً، يبدؤون باستخدام كلمة "قطط" بدلاً من قط أو قطّة عند التعبير عن أكثر من قطّ، وهكذا.    نصائح لتحسين النموّ اللغويّ عند الأطفال  يحرص الآباء بطبيعة الحال على تطوير قدرات أطفالهم اللغويّة. وكما سبق أن ذكرنا، تؤثّر عوامل البيئة المحيطة أو التحفيز الخارجيّ في تطوير مهارات الطفل اللغويّة.   وبعد أن تعرّفنا إلى مراحل النموّ اللغويّ عند الطفل، نعرض بعض النصائح التي تساعد الآباء والمربّين على تحسين تطوّر أطفالهم اللغويّ:  قراءة القصص والكتب قراءةً جهريّة تساعد قراءة الكتب والقصص في مرحلة الطفولة المبكرة الأطفالَ على تعلّم كلمات جديدة، وتركيبات مختلفة للجمل، ممّا يحسّن مهاراتهم ويسرّع عمليّة اكتسابهم اللغة. احرص على تخصيص وقت لقراءة القصص مع طفلك قراءة جهريّة، وحاول قدر الإمكان استخدام تعابير ونبرات مختلفة لزيادة استفادته، وتطوير قدراته اللغويّة.   يمكنك أيضًا أن تطلب إلى طفلك تكرار بعض الكلمات التي تقرؤها له، لاختبار مدى استفادته من جلسات القراءة.  تحدّث إلى طفلك باستمرار  يسهم التواصل المستمرّ مع الأطفال في تطوير مهاراتهم اللغويّة. فإن لم يتمكّن الطفل من الردّ مباشرة أو فهم كلّ ما يُقال له، فتكرار العبارات والمفردات في سياقات متنوّعة يساعده على التعرّف إلى الكلمات ومعانيها وربطها بسياقات ومواقف محدّدة. وهكذا، عندما يسمع الطفل على سبيل المثال جملة "هل تريد الماء؟" بشكل متكرّر، يتمكّن بعد بعض الوقت من استيعابها واستخدامها استخدامًا صحيحًا. شجّع طفلك وحفّزه باستمرار  يؤدّي التحفيز والتشجيع دورًا مهمًّا في تحسين قدرات الطفل اللغويّة، حيث يعزّز ثقته بنفسه، ويجعله أكثر قابليّة للتعلّم، بل ويسرّع عمليّة التعلّم لديه.  عندما يرتكب طفلك خطأً في اللغة، صحِّح الخطأ بأسلوب تشجيعيّ، وكرّر على مسامعه طريقة اللفظ الصحيحة أو طريقة التعبير عن فكرته، ثمّ كافئه بعبارات تشجيعيّة عندما يصحّح الخطأ.  قلّل الوقت الذي يقضيه طفلك خلف الشاشات  نعم، البقاء أمام شاشات التلفاز أو الأجهزة الذكيّة قد يؤثّر سلبًا في تطوّر الأطفال لغويًّا، حتّى وإن كان ما يشاهدونه تعليميًّا، أو متخصّصًا في تعليم اللغة، ذلك أنّ مثل هذه الأجهزة تفتقر إلى التفاعل، وهي مجرّد ملقّنة للطفل ولا تتيح له التفاعل معها.   من الأفضل، إذًا، مراقبة الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الأجهزة الذكيّة، والحرص على تقديم تجربة تفاعليّة له عند مشاهدة فيديوهات تعليميّة.   مثال ذلك، شاهد الفيديو التعليميّ معه، وتحدّث إليه أثناء المشاهدة، وناقش معه ما يشاهده من محتوى. فحتّى وإن لم يفهم حديثك تمامًا، يساعده ذلك على التعرّف إلى الكلمات وربطها بسياقاتها الصحيحة، كما سبق أن أوضحنا.  امنح طفلك السيطرة على الحديث  أثناء التحدّث إلى طفلك، امنحه الحرّيّة وزمام القيادة لإدارة الحديث. دعه يعبّر عن مشاعره وأفكاره وناقشه فيها بدلاً من أن تطرح عليه الأسئلة، وتقترح الموضوعات في البداية. كن مستمعًا إليه، وسِر معه في الحوار حتّى يتمكّن من تشكيل أفكاره وجمله بمفرده.  * * * وهكذا، نجد أنّ فهم مراحل النموّ اللغويّ عند الأطفال أمرٌ حاسم لضمان تطوّرهم السليم في التواصل والتعلّم. فبفهم هذه المراحل المختلفة ومعرفتها، نتمكّن، كوننا آباءً ومدرّسين ومتخصّصين، من تقديم الدعم اللازم لأطفالنا في كلّ مرحلة، وتحديد أيّ مشكلات يواجهونها، وحلّها مبكّرًا قبل أن تتفاقم وتؤثّر في نموّ الطفل السليم.    المراجع https://www.indeed.com/career-advice/career-development/stages-of-language-development  https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7236655/  https://www.tappytoesnursery.com/stages-of-language-development/  https://raisingchildren.net.au/babies/development/language-development/language-development-0-8   

7 خطوات لتحضير الأطفال للعودة إلى المدرسة

مع انتهاء العطلة الصيفيّة، تبدأ أجواء العودة إلى الدراسة، إذ يختبر الآباء والأمّهات - تمامًا مثل أطفالهم - مزيجًا من مشاعر السعادة والتوتّر. وسواء كان طفلك يدخل المدرسة لأوّل مرّة، أو ينتقل إلى صفّ أعلى أو مدرسة جديدة، فإنّ هذه التغييرات تتطلّب إعدادًا جيّدًا لمساعدته في التكيّف، وضمان بداية ناجحة للعام الدراسيّ. ومع ذلك، من المهمّ ألّا يشعر الطفل بالتوتّر أثناء هذه التحضيرات، فالأمر يحتاج إلى تخطيط بسيط واستراتيجيّات عمليّة، تجعل الانتقال من الإجازة إلى الدراسة سلسًا قدر الإمكان.  في هذا المقال، نستعرض سبع خطوات لتحضير الأطفال للعودة إلى المدرسة، والتي تناسب جميع الأعمار.    خطوات تحضير الأطفال للعودة إلى المدرسة  العودة إلى روتين المدرسة غالبًا ما يستمتع الأطفال بروتين مرن خلال الصيف، مثل السهر لأوقات متأخّرة وكثرة اللعب. ومع اقتراب العام الدراسيّ، تصبح العودة إلى نظام يوميّ منتظم أمرًا ضروريًّا. لذلك، من المهمّ ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ قبل أسبوع أو أسبوعين من بداية المدرسة، ما يساعد جسم طفلك في التكيّف تدريجيًّا مع الجدول الجديد. يمكنك تعزيز هذا التغيير بأنشطة مهدّئة، مثل القراءة قبل النوم، وإبعاد الأجهزة الإلكترونيّة قبل ساعة أو ساعتين من موعد النوم. كما يمكنك تشجيع طفلك على الاستيقاظ مبكّرًا وممارسة الروتين المدرسيّ، مثل ارتداء ملابس المدرسة، وتجهيز حقيبته، وإعداد شطائره المفضّلة. بهذه الطريقة، سيتحمّس طفلك تلقائيًّا لبدء العام الدراسيّ، بل وسيكون متشوّقًا للذهاب إلى المدرسة.    تجهيز قائمة المستلزمات المدرسيّة استكمالًا للخطوة السابقة، يُعدّ أحد شراء المستلزمات المدرسيّة أهمّ الأنشطة التي تجعل طفلك متحمّسًا للمدرسة، وإشراكه في هذه العمليّة. قم بإعداد قائمة بالأغراض التي يحتاج إليها طفلك، مثل الدفاتر والأقلام وصندوق الغداء، ودعه يختار بنفسه بعض هذه الأغراض، والألوان والتصميمات التي يفضّلها. هذا الأمر يمنحه إحساسًا بالملكيّة، ويشعره بالاستعداد والثقة، ويزيد من تشوّقه إلى المدرسة.    التواصل المفتوح مع الطفل:  يمكن أن يساعد الحوار حول التوقّعات والأهداف في العام الدراسيّ القادم على تخفيف قلق طفلك. إذا كان في المراحل الدراسيّة المبكّرة، يمكنك أن تصف له شكل اليوم المدرسيّ الاعتياديّ، وتحدّثه عن الأصدقاء الجدد الذين سيلتقي بهم، والمعلّمين الذين سيهتمّون به، وأوقات اللعب خلال الفسحة. أمّا إذا كان طفلك أكبر سنًّا، فتحدّث معه عن الأهداف الأكاديميّة، والأنشطة اللامنهجيّة، والمسؤوليّات الجديدة التي سترافق ارتقاءه إلى صفوف أعلى، مثل المشاركة في المسابقات أو الأنشطة الرياضيّة.  شجّع طفلك على التعبير عن مشاعره تجاه العودة إلى المدرسة، سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة، واعمل على معالجة أيّ مخاوف لديه، وطمئنه أنّ الشعور بالتوتّر قبل التجارب الجديدة أمر طبيعيّ تمامًا.    اصحب طفلك في زيارة إلى المدرسة بالعودة إلى بداية المقال، فالتوتّر الناتج عن التغييرات التي يواجهها الطفل في صفّ جديد أو مدرسة جديدة، سيكون أقلّ وطأة إذا قام بزيارة المدرسة قبل بداية الدراسة، إذ تقيم العديد من المدارس فعّاليّات تعريفيّة للأطفال وأولياء الأمور، قبل أيّام من بدء العام الدراسيّ. هذه فرصة للتجوّل في المدرسة، ورؤية الصفوف، وربّما لقاء المعلّمين، وهي تساعد طفلك في تخطّي الرهبة، والتآلف مع المكان. إذا لم تكن مدرسة طفلك تنظّم مثل هذه الفعّاليّات، يمكنك ترتيب زيارة سريعة بشكل فرديّ لطفلك، ما سيكون له أثر كبير في تهدئته، وتجهيزه لما هو مقبل عليه.    تشجيع العادات الصحّيّة يعد التمتّع بصحّة بدنيّة وعقليّة جيّدة، أمرًا لا غنى عنه للنجاح الدراسيّ. لذا، يجب أن تحرص على بناء عادات صحّيّة لدى طفلك، وأن تدعم رفاهيّته بشكل عامّ، ومنها:  - النوم الكافي: تأكّد من حصول طفلك على قدر النوم المناسب لعمره. الأطفال في عمر المدرسة يحتاجون إلى ما بين 9 إلى 12 ساعة من النوم يوميًّا، وكلّما كان عمر الطفل أصغر، احتاج إلى ساعات نوم أطول.  - التغذية المناسبة: قدّم لطفلك وجبات متوازنة، تحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين، لتوفير الطاقة والتركيز اللازمَين للتعلّم.  - النشاط البدنيّ: شجّع طفلك على ممارسة النشاط البدنيّ، سواء كان اللعب في الهواء الطلق، أو ممارسة الرياضة في النادي، أو المشي مع العائلة. النشاط البدنيّ يعزّز التركيز، ويقلّل من التوتّر، ويحسّن الحالة المزاجيّة.  إلى جانب ما سبق، علّم طفلك طرقًا لمواجهة المواقف المقلقة في المدرسة، مثل التنفّس العميق، أو التعامل بحكمة مع الأطفال المتنمّرين.    ممارسة الروتين الصباحيّ يمكن أن يكون اليوم الأوّل من المدرسة صعبًا، خصوصًا إذا لم يعتَد طفلك على الروتين اليوميّ. لذلك، يُفضّل التدرّب على هذا الروتين خلال العطلة الصيفيّة؛ بدءًا بالاستيقاظ في الوقت المناسب، وتنظيف الأسنان، ثمّ تناول وجبة الإفطار، وممارسة الأنشطة التي تُحاكي يومه الدراسيّ العاديّ. بالنسبة إلى الأطفال الأصغر سنًّا، يمكنك تدريبهم على المشي إلى مكان حافلة المدرسة، أو أيّ نشاط مشابه لروتينهم اليوميّ.    الحماس مُعدٍ غالبًا ما يتلقّى الأطفال إشارات من آبائهم وأمّهاتهم، تترك فيهم أثرًا كبيرًا.  لذا، فإنّ إحساسهم بحماسك للعام الدراسيّ الجديد، يمكن أن يؤثّر بشكل كبير في موقفهم من المدرسة. تحدّث إلى طفلك عن الجوانب الممتعة للمدرسة، مثل تكوين صداقات جديدة، وتعلّم موضوعات مثيرة للاهتمام، والحصول على التقدير عند التفوّق.  يمكنك أيضًا إخبار طفلك بقصص حول تجاربك المدرسيّة، ليشعر أنّك مررت بكلّ ما يمرّ فيه، وأنّك تفهمه، حتّى لو كان يحاول التهرّب من المدرسة أو يكرهها، فإنّ هذا سيساعده على رؤيتها مكانًا ممتعًا.     خطوة إضافيّة خطّط شيئًا مميّزًا لطفلك في يومه الأوّل من المدرسة، ليكون يومًا لا ينساه، فيربط المدرسة بأمور جذّابة. يمكنك أن تُعدّ وجبة خاصّة يحبّها للإفطار، أو أن تقدّم له هديّة لا علاقة لها بالمدرسة، أو أن تلتقط له صورة بملابس المدرسة وتعلّقها في البيت. هذه اللحظات الصغيرة يمكنها أن تحوّل اليوم الأوّل من المدرسة إلى نقطة انطلاق لطيفة، تجعل طفلك أكثر حماسًا.      ***  ينطوي تحضير الأطفال للعودة إلى المدرسة على جوانب أعمق من مجرّد شراء المستلزمات، فهو يتعلّق بدعمهم، وجعلهم يشعرون بالثقة والاستعداد لخوض تجارب جديدة. يمكنك من خلال خطوات بسيطة، أن تتعامل مع مخاوف طفلك، وتمهّد له الطريق ليبدأ عامًا دراسيًّا ناجحًا. تذكّر أنّ لطفلك شخصيّته الفريدة، وقد تختلف احتياجاته عن احتياجات أقرانه. لذا، تحلَّ بالصبر والمرونة، واهتمّ بمشاعره وهو يتعرّف إلى العالم من خلال المدرسة، وساعده في التطلّع إلى العام الدراسيّ الجديد بسعادة.   المراجع https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/gradeschool/school/Pages/back-to-school-tips.aspx  https://payit.ae/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%88%D9%86%D8%A9/%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-10-%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%AD-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B6%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83-%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85/  https://www.peacefulparenthappykids.com/read/Preparing-kids-child-New-School-Year   

7 خطوات للتعامل مع تدخّل الأهل في تربية الطفل

هل يبدو لك الموقف الآتي مألوفًا؟ كنت قد قرّرت أن تتّبع مع طفلك قاعدة "لا حلوى قبل العشاء". وفي إحدى السهرات العائليّة، جاء طفلك يركض تجاهك ضاحكًا، وملطّخًا ببقع الشوكولاتة على كامل وجهه، بعد أن أطعمته جدّته شريحة من كعكة الشوكولاتة. فقمت بتذكير جدّته بالقاعدة بلطف، لكنّها تردّ عليك ضاحكة: "يا بنيّ، لن تؤذيه شريحة واحدة! كنت أقدّم لك الحلوى قبل العشاء، وانظر كيف أصبحت!".  قد يكون هذا النوع من المواقف مزعجًا بالنسبة إليك، لكنّه مضحك أيضًا، لأنّك عندما تفكر في الطريقة التي يرى بها الأجداد الأمور، فإنّ انتهاك القواعد وتدليل الأحفاد هو جزء من "امتيازات الأجداد".    تربية الأبناء رحلة شخصيّة مليئة بالتحدّيات، ومختلفة في تجاربها من والد إلى آخر. لذلك، يطوّر كلّ والد أسلوبه الخاصّ في تربية أبنائه، والذي يتشكّل وفقًا لقيمه وثقافته ومعتقداته. لكن، وفي العديد من العائلات، قد يشعر الأقارب ذوو النوايا الحسنة، مثل الأجداد، والعمّات، والأعمام، وحتّى الأشقّاء، بأنّه يحقّ لهم التدخّل في كيفيّة تربية طفلك. سواء كانت مساهمتهم تأتي على شكل نصيحة، أو انتقاد مستمرّ، أو حتّى مشاركة مباشرة في قراراتك المتعلّقة بتربية الأبناء، فإنّ تدخّل الأسرة يمكن أن يكون محبطًا ومرهقًا.  وعلى الرغم من ذلك، فإنّ تدخّل الأسرة في جوهره ينبع غالبًا من حبّهم ورغبتهم في رعاية الطفل. فقد يعتقد الأقارب حقًّا أنّهم يساعدون بتقديم آرائهم. ومع ذلك، يمكن لتدخّلهم في بعض الأحيان أن يقوّض سلطتك، أو يخلق صراعًا، أو يؤدّي إلى ارتباك الطفل. وهذا لا يعني أنّ تدخّل الأهل في تربية الطفل، لا يمكن أن يحمل إيجابيّات وفوائد محتملة تنعكس عليه.    إيجابيّات مشاركة الأسرة في تربية الطفل  على الرغم من أنّ التدخّل قد يكون محبطًا، فمن المهمّ الاعتراف بالفوائد المحتملة لمشاركة الأسرة في تربية الأبناء.  توفير الدعم يمكن لأفراد الأسرة تقديم الدعم العمليّ والعاطفيّ للآباء، وهو ما يخفّف من عبء المسؤوليّة الكبيرة الملقاة على عاتقهم. على سبيل المثال، قد يوفّر الأجداد رعاية للأحفاد، ما يوفّر بعض الوقت للآباء للراحة أو العمل. كما يمكن للعائلة الممتدّة أيضًا تقديم الحكمة من تجاربهم في تربية الأبناء، والتي يمكن أن تكون قيّمة في التعامل مع التحدّيات.  تعزيز الروابط الأسريّة عندما يكبر الأطفال محاطين بأسرة ممتدّة، يطوّرون شعورًا قويًّا بالانتماء والارتباط، لتصبح العائلة إحدى أولويّاتهم. وهذا يخلق شبكة دعم تثري نموّهم العاطفيّ، وتساعد في غرس القيم الأسريّة.  التعرّض إلى وجهات نظر مختلفة غالبًا ما يأتي أفراد الأسرة من أجيال وخلفيّات ثقافيّة مختلفة، ما يعني أنّهم قد يقدّمون وجهات نظر ربّما لم تفكر فيها من قبل، ما يساعدك في التعامل مع المواقف الصعبة.    سلبيّات تدّخّل الأهل في تربية الطفل  على الرغم من الفوائد، إلّا أنّ التدخّل العائليّ قد يتجاوز الحدود، ويخلق تحدّيات للآباء، منها:  زعزعة سلطة الوالدين تتمثّل إحدى أكثر المشاكل شيوعًا في التدخّل العائليّ، في تناقض الأقارب، أو التشكيك في قراراتك التربويّة أمام طفلك. على سبيل المثال، إذا وضعت قاعدة بشأن وقت الشاشة، ورفضها أحد الأجداد أو سمح بوقت شاشة أطول، فإنّ هذا يرسل إشارات مختلطة إلى الطفل، ويقلّل من سلطتك.  النقد غير المرغوب فيه يمكن أن يؤدّي الانتقاد المستمرّ من أفراد الأسرة حول أسلوبك في التربية، إلى الشعور بالعجز والشكّ الذاتيّ. ويمكن أن تؤدّي التعليقات مثل "أنت صارم للغاية"، أو "أنت تدلّل الطفل"، إلى خلق توتّر غير ضروريّ وإيذاء للمشاعر، ما سيجعلك تعاني عدم وضوح الأساليب التي ستتّبعها في تربية طفلك.  الصراع والتوتّر يمكن أن يؤدّي تدخّل الأقارب إلى إجهاد العلاقات الأسريّة، والتسبّب في صراع بين الوالدين والأسرة الممتدّة. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدّي الخلافات حول أساليب التربية إلى الشجار والاستياء المستمرَّين.  إرباك الطفل عندما يتدخّل أفراد الأسرة بطريقة مناقضة لأسلوب الآباء، قد يجعل ذلك الطفل يشعر بالارتباك بشأن القواعد والتوقّعات، وقد يؤثّر هذا الافتقار إلى الاتّساق في سلوكهم، ويخلق صراعات على السلطة.    أفضل الطرق للتعامل مع تدخّل العائلة في تربية الطفل  يتطلّب التعامل مع التدخّل العائليّ إيجاد توازن دقيق بين تأكيد دورك والدًا أو والدةً، والحفاظ على علاقات أسريّة صحّيّة. في ما يأتي بعض الاستراتيجيّات لإدارة الموقف بشكل فعّال:  التواصل بشأن فلسفتك في التربية  تتمثّل إحدى الخطوات الأولى في التعامل مع التدخّل العائليّ، في توضيح منهجك في التربية للأقارب بوضوح. شارك أهدافك وقيمك باعتبارك المسؤول المباشر عن الطفل، حتّى يفهموا السبب وراء قراراتك. على سبيل المثال، إذا كنت تعطي الأولويّة للانضباط المبنيّ على النقاش، اشرح سبب تجنّبك للإجراءات العقابيّة، وكيف يتماشى ذلك مع فلسفتك في التربية.  وضع الحدود  الحدود ضروريّة لإدارة التدخّل، لذلك أخبر أفراد الأسرة بلطف، ولكن بحزم، ما هو مقبول وما هو غير مقبول. على سبيل المثال، إذا كان أحد الأجداد يعطي طفلك طعامًا غير صحّيّ ضدّ رغبتك، يمكنك القول: "لقد قرّرنا الحدّ من الحلويّات لـ (اسم الطفل)، وسنقدّر دعمك في الالتزام بهذه القاعدة".  حافظ على هدوئك واحترامك  من الطبيعيّ أن تشعر بالدفاعيّة عندما ينتقد أقاربك أسلوبك في تربية الأبناء، لكن الردّ بغضب قد يؤدّي إلى تصعيد الموقف، وتوتّر العلاقات الأسريّة. لذلك، حاول أن تحافظ على هدوئك واحترامك. وافقهم في وجهة نظرهم بقول شيء مثل: "أتفّهم أنّ هذه الطريقة التي كانت تتمّ بها الأمور عندما كنتم تربّون أطفالكم، ولكنّ هذا ما يناسب عائلتنا بشكل أفضل".  اختر معاركك  لا تستحقّ كلّ حالة من حالات التدخّل العائلي المواجهة. حدّد الأمور التي تستحقّ مناقشتها ومعالجتها، والقضايا التي يمكن التخلّي عنها. على سبيل المثال، إذا قدّم أحد الأقارب لطفلك هديّة صغيرة لم تكن لتختارها، فقد لا يكون الأمر يستحقّ بذل الطاقة للجدال. احتفظ بمناقشاتك لأمور أكثر أهمّيّة، مثل السلامة، أو قيم الأبوّة الأساسيّة.  أشرك شريكك  إذا كنت أنت وشريكك تربّيان معًا، فمن المهمّ تقديم أسلوب موحّد عند التعامل مع تدخّل الأسرة. ناقشا القضايا على انفراد، وقرّرا نهجًا مشتركًا للتعامل مع الأقارب، فقد يضمن هذا التناسق بينكما، ويمنع الأقارب من استغلال أحد الوالدين ضدّ الآخر.  استخدم الفكاهة واللطف  في بعض الحالات، يمكن للفكاهة أن تخفّف من حدّة التوتّر، وتجعل المحادثة أكثر سهولة. على سبيل المثال، إذا علّق أحد الأقارب على روتين وقت نوم طفلك، يمكنك أن تقول بابتسامة: "أعتقد أنّ الأمور تحت السيطرة الآن، شكرًا لك على كلّ حال!".  الحدّ من التواصل عند الضرورة  في الحالات القصوى، عندما يرفض أفراد الأسرة احترام حدودك، قد يكون من الضروريّ الحدّ من التواصل معهم. على الرغم من أنّ هذا قرار صعب أحيانًا، فإنّ إعطاء الأولويّة لرفاهيّة طفلك وراحة بالك، أمر بالغ الأهمّيّة.    ***  تدخّل الأسرة في تربية الأبناء قضيّة معقّدة، تتطلّب الصبر والتواصل ووضع الحدود. وعلى رغم أنّ الأقارب يتصرّفون غالبًا بدافع الحبّ والاهتمام بالطفل، إلّا أنّ تدخّلهم قد يهزّ سلطتك، أو يخلق صراعًا في بعض الأحيان. لذلك، حاول اتّباع الأساليب المذكورة، لتحقيق التربية السليمة التي ترغب بها لطفلك.   المراجع https://the12imams.net/2453/  https://www.brainbalancecenters.com/blog/best-ways-to-respond-to-family-who-interfere-with-your-parenting  https://www.supermama.me/posts/6-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D9%86%D9%83   

تحضير الطفل الأكبر للمولود الجديد

الترحيب بمولود جديد وقت يبعث على الفرح في قلوب أفراد العائلة، لكن لو تأمّلت جيّدًا، ستلاحظ ابتسامة متوجّسة، يطغى عليها القلق والتوتّر من وصول الضيف الجديد، ترتسم على وجه الطفل الأكبر. وصول شقيق أصغر قد يعني غالبًا أنّ طفلك الأوّل سيضطرّ إلى التكيّف مع مشاركة اهتمام الوالدَين، والمساحة، والعاطفة. ومع أنّ هذا التغيير يمكن أن يكون ممتعًا، إلّا أّنه قد يكون مربكًا، أو حتّى مرهقًا لطفلك الأكبر، إذا لم يتمّ التعامل معه بعناية.   يعدّ إعداد طفلك لشقيق جديد، أحد أهمّ الخطوات في تعزيز علاقة الأخوّة الإيجابيّة، وضمان بيئة منزليّة متناغمة. في هذا المقال، سنستكشف استراتيجيّات لمساعدة طفلك على التكيّف مع وجود طفل جديد في العائلة، وأبرز التحدّيات الشائعة التي قد يواجهها.   لماذا إعداد طفلك للمولود الجديد أمر مهمّ  الصورة التي يكوّنها طفلك الأكبر عن وصول شقيق جديد، يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأمد في علاقته بالطفل وشعوره تجاهه. تشير دراسة نشرت في مجلّة علم النفس العائليّ (2014)، إلى أنّ كيفيّة تعامل الوالدَين في تقديم شقيق جديد للطفل الأكبر، تؤثّر بشكل كبير في سلوك الأطفال، وتكيّفهم العاطفيّ مع التغيير الجديد. وأشارت الدراسة إلى أنّه عندما يشعر الأطفال الأكبر سنًّا بالاندماج في العمليّة، ويتلقّون الدعم المستمرّ، فإنّهم يكونون أكثر قدرة على تطوير رابطة محبّة مع شقيقهم الجديد، وإظهار مشاكل سلوكيّة أقلّ.  ومع ذلك، إن لم تقم بتحضير طفلك بالطريقة المناسبة، فقد يشعر بالإهمال أو الغيرة، وهي مشاعر يمكن أن تتجلّى في نوبات الغضب، أو التعلّق الزائد بالوالدَين، أو أحدهما، أو السلوكيّات الرجعيّة، مثل التبوّل اللاإراديّ أو مصّ الإبهام. لذلك، فإنّ اتّخاذ خطوات استباقيّة لإشراك طفلك، وجعله يشعر بالأمان، يمكن أن يقلّل من هذه التحدّيات، ويساعد في خلق علاقة إيجابيّة بين الأشقّاء.    طرق تحضير الطفل الأكبر للمولود الجديد  ابدأ في التحضير مبكّرًا  يُعدّ إشراك طفلك الأكبر سنًّا في العمليّة في أقرب وقت ممكن، من أفضل الطرق لمساعدته في التكيّف.  قم بإخباره عن أخيه/ أخته بأسلوب يتناسب مع عمره؛ فإذا كان طفلك في عمر من 1 إلى 3 سنوات، يمكنك أن تجعل الشرح بسيطًا وقريبًا من قلبه. مثل أن تقول: "ينمو الطفل في بطن أمك، وقريبًا سيكون لديك أخت أو أخ صغير للّعب معه!".   أمّا الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة (من 3 إلى 5 سنوات)، فقد يكون لديهم المزيد من الأسئلة حول الطفل، مثل أين سينام، أو كيف سيلعب. استخدم الكتب أو مقاطع الفيديو المناسبة لأعمارهم، لمساعدتهم في فهم معنى وجود شقيق. وبالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًّا (من 6 سنوات فما فوق)، فيمكنهم استيعاب المفاهيم المباشرة والصريحة، وقد يعبّرون حتّى عن مخاوفهم، مثل كيف سيؤثّر وجود الطفل في روتينهم اليوميّ أو اهتمامك بهم. لذلك من المهمّ أن تكون منفتحًا للإجابة عن أسئلتهم بصدق.  ساعد طفلك في فهم كيف ستكون الحياة مع الطفل الجديد. اشرح له أنّ الأطفال يبكون وينامون كثيرًا، ويحتاجون إلى الكثير من الرعاية. أخبره أنّه على الرغم من أنّ الطفل قد لا يكون قادرًا على اللعب على الفور، إلّا أنّه سيكبر، وسيصبح أقرب إليه، وسيستمتع بقضاء الوقت معه.    أشرك طفلك في عمليّة التحضير  يساعد إشراك طفلك في الاستعدادات للطفل الجديد في شعوره أنّه جزء مهمّ من هذا التغيير.  - دعه يساعد في اختيار الأغراض الجديدة للطفل: اصطحب طفلك للتسوّق، ودعه يختار لعبة صغيرة أو ملابس لشقيقه الجديد. هذا سيجعله يشعر بالاندماج، ويعطيه شيئًا يتطلّع إلى حصوله.  - أخبره عن دوره: أكّد على أنّه سيكون أخًا أو أختًا أكبر، وامنحه شعورًا بالمسؤوليّة. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "ستكون مساعدًا رائعًا لنا في العناية به، وسيحبّ الطفل وجودك حوله".  - جهّزا مساحة الطفل معًا: أشرك طفلك الأكبر في تجهيز غرفة الأطفال، أو تنظيم أغراض الطفل الجديد. على سبيل المثال، اطلب منه المساعدة في وضع ملابس الطفل في الأدراج، أو اختيار مكان وضع الألعاب.    تحدّث معه عن مشاعره  من الطبيعيّ أن يشعر طفلك بمزيج من المشاعر حول وصول شقيقه. فقد يشعر بالحماس في لحظة، والقلق أو الغيرة في لحظة أخرى.  - أكّد له صحّة مشاعره: أعلم طفلك أنّه من الطبيعيّ أن يشعر ببعض الانزعاج بشأن التغييرات القادمة. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "من الطبيعيّ أن تشعر بالقلق قليلًا بشأن مشاركة الأمّ والأب مع طفل جديد. لكنّ هذا لن يغيّر مقدار حبّنا لك". سيشعره هذا بأنّ هناك من يستمع إليه ويطمئنه.  - تحدّث معه عن الغيرة: الغيرة هي الشعور الشائع بين الأطفال الأكبر سنًّا عند وصول طفل جديد. لذلك يجب أن تطمئن طفلك الأكبر سنًّا أنّ حبّك له لم يتغيّر، وأوضح له أنّ قلبك ينمو ليحبّ كلا الطفلين بشكلٍ متساوٍ. كما ننصحك بتوضيح أنّ الاهتمام بالطفل الجديد قد يكون أكثر بعض الشيء، لكنّ هذا فقط لأنّه طفل صغير، ويحتاج إلى رعاية مكثّفة، وهذا لا يعني أنّك لم تعُد تهتمّ به، وأنّه هو أيضًا جزء من هذه العمليّة.     حافظ على الروتين والاهتمام الخاصّ  تتمثّل إحدى أكثر الطرق فعّاليّة لتسهيل تأقلم طفلك الأكبر سنًّا، في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من التناسق في روتينه اليوميّ. فالتغييرات الكبيرة، مثل ظهور شقيق جديد، يمكن أن تكون أقلّ إرهاقًا، عندما تظلّ أجزاء أخرى من حياته على ما كانت عليه، مثل روتينه الخاص.  - التزم بالروتين: حافظ على ثبات وقت نومه ووجباته وأنشطته، حتّى بعد ولادة الطفل.  - حدّد وقتًا خاصًّا معه: خصّص وقتًا لقضائه حصريًّا مع طفلك الأكبر سنًّا، حتّى لو كان ١٥ دقيقة فقط في اليوم، سواء لقراءة كتاب معًا، أو لعب لعبته المفضّلة، فإنّ هذا الوقت يساعد في تعزيز علاقتك به.    الاستعداد للإقامة في المستشفى  إذا كانت الأمّ ستذهب إلى المستشفى لتوليد الطفل، فعلى الوالدَين اتّخاذ الترتيبات اللازمة لتقليل اضطرابات الطفل الأكبر.  - وضّح ما سيحدث: أخبر طفلك بمن سيعتني به أثناء وجود أمّه في المستشفى، وطمئنه بأنّها ستعود قريبًا.  - خطّط لاستقبال خاصّ: عندما يلتقي طفلك الأكبر بالطفل الجديد لأوّل مرّة، اجعل الظروف مناسبة لتكون هذه التجربة إيجابيّة. فيمكن أن يكون التفكير في تقديم هديّة صغيرة من الطفل الجديد إلى طفلك الأكبر بادرة لطيفة.    تعزيز علاقة إيجابيّة بين الإخوة  بعد ولادة الطفل، شجّع الأنشطة التي من شأنها أن تكوّن رابطة لطيفة بين أطفالك.  - امدح مساعدة الطفل الأكبر: اعترف بمساهمات طفلك الأكبر، مثل إحضار الحفّاضات، أو الغناء للطفل، أو مساعدتك في تغيير ملابسه. يمكن أن يعزّز هذا التأكيد على أهمّيّة مساعدته، وثقته بنفسه، كما أنّه يقوّي رابطته بالطفل.  - شجّع التفاعل مع الطفل الجديد: اسمح لطفلك الأكبر بحمل الطفل، أو لمسه، أو التحدّث إليه، تحت إشراف أحد البالغين. سيساعد هذا التفاعل في بناء رابطة عاطفيّة جميلة بين هذَين الطفلَين الصغيرَين.  - تجنّب المقارنات: احرص على عدم مقارنة أطفالك ببعضهم البعض، لأنّ هذا يمكن أن يولّد المنافسة والتوتّر بين الطفلَين. بدلًا من ذلك، احتفل معهما بصفاتهما وأفعالهما الجيّدة والفريدة.    ***  لا شعور يضاهي جمال استقبال مولود جديد، فهو حدث مهمّ ليس فقط للوالدَين، بل للأخ الأكبر أيضًا. وعلى الرغم من أنّ هذا التغيير قد يكون مصدر قلق للطفل الأكبر سنًّا، إلّا أنّ اتّباع الأساليب الصحيحة، وإشراكه في التحضير لاستقبال أخيه أو أخته الجديدة، يساعد الوالدَين في الحفاظ على مشاعر إيجابيّة وحماس للمرحلة المقبلة. تذكّر دائمًا أنّ مشاعر الحبّ والقبول لدى طفلك الأكبر تجاه المولود الجديد، تبدأ غالبًا من شعوره بالشمول والتقدير خلال هذا الفصل الجديد والمثير في رحلة عائلتك.   المراجع https://arabicpost.net/%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA/2021/12/02/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF/  https://childmind.org/article/preparing-child-new-sibling/  https://www.peacefulparenthappykids.com/read/prepare-your-child-for-new-baby  https://baby.webteb.com/articles/%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%88%D9%85-%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF_18992   

أنشطة الأطفال الصيفيّة: أفضل الألعاب الجماعيّة والفرديّة

مع نهاية السنة الدراسيّة، يصبح لدى الأطفال متّسع من الوقت للعب والراحة واستكشاف طرق جديدة ممتعة لقضاء أوقات فراغهم، حيث تعدّ العطلة الصيفيّة وقتًا مثاليًّا للصغار لشحن طاقتهم بعد سنة من الجدّ والاجتهاد. وهنا، تبرز أهمّيّة أنشطة الأطفال الصيفيّة، والتي قد تشتمل على الكثير من الفعّاليّات المسلّيّة والمفيدة.  دعونا نستكشف معًا، في مقال اليوم، أهمّ الأنشطة الصيفيّة التي يمكنك القيام بها مع طفلك خلال العطلة، وفوائدها، وتأثيرها في أطفالك.   فوائد أنشطة الأطفال الصيفيّة بحسب دراسة أُجريت مؤخّرًا في جامعة ساوث أستراليا، يعدّ قضاء وقت طويل أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكيّة مدمّرًا لصحّة الأطفال، حيث لاحظ الباحثون أنّ ما يقارب الـ 62 ألف طفل ممّن تتراوح أعمارهم بين 4 و9 سنوات، والذين يقضون وقت ما بعد المدرسة في مشاهدة التلفاز، أو ألعاب الفيديو، أو استخدام منصّات التواصل الاجتماعيّ، أقلّ سعادة وصحّة من أقرانهم الذين ينغمسون في نشاطات خارجيّة لا منهجيّة.  وفي هذا السياق، يمكننا القول إنّ العطلة الصيفيّة هي في الواقع فرصة ملائمة تساعد الأطفال على بناء عادات صحّيّة، حيث تسهم المشاركة في النشاطات والفعّاليّات المختلفة في تعزيز صحّة الطفل ونموّه الذهنيّ السليم. بالإضافة إلى أنّها:  تعزّز بنية الطفل الجسديّة ممارسة الرياضة في الخارج تتضمّن مجهودًا جسديًّا لا بأس به، وقضاء الوقت في الطبيعة يمنح الطفل فرصة التحرّك بحرّيّة؛ ممّا يسهم في تحسين سرعته وقدرته على التحمّل، بالإضافة إلى تعزيز مناعته عامّةً. تساعد الطفل على التواصل مع الطبيعة وتطوّر تفكيره الإبداعيّ الأطفال الذين يشاركون في النشاطات الخارجيّة، كالتسلّق والمسير في الغابات مثلًا، غالبًا ما يتمتّعون بقدرة أكبر على التواصل مع الطبيعة من حولهم، وفهم طريقة عمل البيئة من حولهم. وبالتالي، نجدهم أحرص على الحفاظ على البيئة واستدامتها. كما تمنحهم هذه النشاطات خيالًا خصبًا وتفكيرًا إبداعيًّا يخدمهم في حياتهم الأكاديميّة.  تدعم صحّة الطفل النفسيّة والعاطفيّة  توفّر الأنشطة الصيفيّة، على اختلافها، سواءً أكانت داخليّة أم خارجيّة، الفرصة أمام الأطفال للتفاعل اجتماعيًّا مع الآخرين. كما تنمّي لديهم مشاعر التعاطف والانفتاح، وتعزّز بذلك صحّتهم النفسيّة ورفاههم العاطفيّ. تنمّي الأنشطة الصيفيّة تطوّر الطفل الثقافيّ خلال فصل الصيف، تكثر الأنشطة الخارجيّة، ومنها الأنشطة الثقافيّة المخصّصة للأطفال. تساعد هذه الأنشطة الأطفال على التعرّف إلى ثقافة جديدة، وتفتح أمامهم عالمًا من الإمكانات والاحتمالات. فيتعرّفون إلى لغات جديدة، وملابس وأطباق وأفكار مختلفة عمّا يألفونه؛ ممّا يحفّز فضولهم ويشجّعهم على الاستكشاف، بل وينمّي لديهم روح تقبّل الآخر.    أفضل الأنشطة الصيفيّة للأطفال  إن كنت تتساءل: كيف أستغلّ إجازة الصيف للأطفال؟ فقد أتيت إلى المكان الصحيح. جمعنا لك قائمة تتضمّن أمثلة على الأنشطة الصيفيّة للأطفال، والتي يمكنك أن تختار منها ما يتناسب مع إمكانيّاتك واحتياجات طفلك.  التخييم والمسير في الطبيعة  تمنح تجربة التخييم لأطفالك فرصة اختبار الحياة البرّيّة، وتعلّم مهارات البقاء بأسلوب ممتع ومسلٍّ للغاية. فالتخييم، في النهاية، ليس مجرّد نصب خيام، وتناول حلوى "المارشملو" حول نار المخيّم، بل هو في الواقع فرصة لطفلك ليصبح مستكشفًا.  اختر إحدى الحدائق الوطنيّة الكبيرة من حولك، أو رتّب رحلة مع مجموعات التخييم المعروفة في بلدك ونظّم رحلة تخييم مع أطفالك. امنحهم فرصة التواصل مع الطبيعة، وتعلّم المزيد عنها واكتساب مهارات الحياة الحقيقيّة التي لا يمكن للمدارس أن تعلّمهم إيّاها.  أنشطة صيفيّة في ساحة المنزل الخلفيّة إن لم يكن التخييم متاحًا لك، يمكنك استبداله بتجربة مماثلة، ولكن في ساحة منزلك الخلفيّة. يمكنك، ببساطة، إعداد سباق حواجز لأطفالك باستخدام ما يتوفّر لديك من طاولات وكراسٍ وحبال لبناء مضمار سباق حواجز يتناسب مع عمرهم. بذلك، تساعدهم على أن يحظوا ببعض المرح، ويحرّكوا أجسامهم قليلاً. الأنشطة المائيّة يمكنك، على سبيل المثال، إنشاء مسبح خاصّ في منزلك، وليس عليك أن تسطو على بنك لتحقّق ذلك! اشترِ حوض سباحة بلاستيكيّ بحجم مناسب، وحضّر بعض الحلوى والفواكه الصيفيّة، أو المثلّجات، أو شغّل موسيقى مرحة… وهكذا فقد حصلت على مسبح في منزلك. يمكنك أيضًا أن تقترح بعض الألعاب المائيّة لمزيد من المرح والمتعة.  الأنشطة الفنّيّة والحرفيّة  يمكنك تحويل غرفة في منزلك، أو حتّى زاوية من غرفة، إلى مساحة فنّيّة لأطفالك خلال فصل الصيف، لتجربة مختلف الأعمال الفنّيّة والحرفيّة. نذكر من الأنشطة الحرفيّة المناسبة للأطفال:  - الرسم بالألوان الخشبيّة أو المائيّة.  - النحت والفخّار.  - التطريز والحياكة للفتيات.  - صناعة بيت للألعاب باستخدام علب الكرتون.  - بناء بيت للحيوان الأليف، أو للعصافير تحت إشراف أحد الوالدين.    إجراء تجارب عمليّة بسيطة  إن كان طفلك من محبّي العلوم، فهذا النشاط سيكون مسلّيًا للغاية له. يمكنكما القيام ببعض التجارب العلميّة البسيطة، كصناعة بركان باستخدام كربونات الصوديوم والخلّ، أو بناء دارة كهربائيّة مبسّطة، أو غيرها من التجارب السهلة المناسبة للأطفال.   نوادي الأطفال الصيفيّة هنالك العديد من نوادي الأطفال الصيفيّة التي تقدّم أنشطة ممتعة ومفيدة في الوقت ذاته لصغارك. يمكنك أن تسجّل طفلك في نادي الكاراتيه، أو الموسيقى، أو تعلّم اللغات، أو المحادثة، أو البرمجة. إنّها طريقة رائعة لإبقاء ذهن طفلك نشيطًا.   ابدأ بسؤال مدرسة طفلك عن الأنشطة والنوادي الصيفيّة التي توفرّها خلال العطلة، واستكشف النوادي الأخرى من حولك، ثمّ قرّر مع طفلك ما هو الأنسب والأمتع بالنسبة إليه.  تحدّي القراءة  نشاط صيفيّ آخر يمكنك القيام به مع أطفالك، وهو طريقة لجعل القراءة أمتع. نظِّم مسابقة أو تحدّيًا للقراءة مع أطفالك، حيث تحدّد عددًا معيّنًا من الكتب ليقرأها الأطفال خلال فترة معيّنة، وتطرح عليهم بعض الأسئلة بعد انتهائهم، للتأكّد من أنّهم بالفعل أتمّوا قراءة الكتاب. وفي نهاية التحدّي، يُتوَّج ملك القراءة ويُكافَأ بهديّة مناسبة. تلك طريقة ممتعة لتنمية معارف طفلك وتحسين مهاراته في القراءة والكتابة، ولتشغيل وقته بما هو مفيد.  أنشطة الطبخ والخبز مع الأطفال  تعدّ أنشطة الخبز والطهي طرقًا رائعة لتعليم طفلك مهارات قيّمة أثناء إعداد الأطباق الشهيّة، حيث يمكنه اكتساب مهارات العمل الجماعيّ والصبر والتركيز. بالإضافة إلى مهارة الطبخ بالطبع، وهو نشاط مسلٍّ منذ بدايته، عند قراءة الوصفات وخلط المكوّنات، حتّى نهايته، عندما تستمتع مع صغيرك بتناول ثمرة جهودكما المتمثّلة في فطيرة لذيذة، أو طبق شهيّ، أو غيرها من المأكولات.  الزراعة والبستنة  مثال آخر على أنشطة الأطفال الصيفيّة، وهو الزراعة والبستنة، حيث يمكنك إشراك طفلك في زراعة بعض النباتات في حديقة المنزل، أو على الشرفة، أو حتّى في زاوية صغيرة في غرفته. هذا النشاط يعلّم طفلك تحمّل المسؤوليّة والصبر، وهي مهارات مهمّة لا بدّ للصغار من تعلّمها في سنّ مبكرة. احرص على اختيار نباتات يسهل الاعتناء بها نسبيًّا حتّى تشجّع طفلك على الاستمرار في هذا النشاط.  تنظيم المسابقات العائليّة  التواصل مع أفراد العائلة أمر، بلا شكّ، في غاية الأهمّيّة، ولا بدّ من تعزيزه، ولا سيّما في فترة العطلة الصيفيّة، حيث يملك الأطفال مزيدًا من الوقت للسهر واللعب.   يمكنك تنظيم أمسية ألعاب عائليّة، ولعب المونوبولي، أو الشطرنج، أو لعبة الحيّة والسلالم، أو غيرها. تسهم هذه الألعاب في توطيد العلاقات الأسريّة، وبناء ذكريات غالية تبقى محفوظة في ذاكرة الطفل إلى الأبد.  القيام بالنزهات الخارجيّة  لا شيء يضاهي متعة إعداد سلّة الطعام، والخروج مع العائلة والأصدقاء، لتناولها تحت السماء الصافية أثناء الاستمتاع بالطبيعة المحيطة. كما أنّها طريقة رائعة ليحظى الأطفال ببعض الوقت في الهواء الطلق. احرص على تنظيم نزهات قصيرة خلال عطل نهاية الأسبوع، واستغلّ الفرصة للتواصل أكثر مع صغارك، وممارسة بعض الألعاب الخارجيّة كركوب الدرّاجة، أو التزلّج، أو غيرها.  حضور المهرجانات المحلّيّة يشتهر فصل الصيف عادة بمختلف المهرجانات التي تقام فيه، فنجد مهرجانات ثقافيّة، وموسيقيّة، ورياضيّة، ومهرجانات طعام، وغيرها. يمكنك أن تعثر على مهرجان مناسب وتزوره مع طفلك. فهذه طريقة رائعة ليتعرّف صغيرك إلى أشخاص جدد، ويتعرّض إلى ثقافات مختلفة، ويتعلّم أمورًا جديدة عن المجتمع من حوله.    المشاركة بالأعمال التطوّعيّة  من المهمّ تربية الأبناء على التعاطف والإحساس بالآخرين، وأيّ وسيلة أفضل من المشاركة بالأعمال التطوعيّة لتحقيق ذلك؟ من الأعمال التطوعيّة التي يمكنك المشاركة بها مع أطفالك خلال فصل الصيف:  - زيارة دار أيتام وتقديم ألعاب وهدايا للأطفال هناك.  - تنظيم جولة في الحديقة أو الحيّ لجمع القمامة البلاستيكيّة.  - زيارة دار العجزة وقضاء الوقت مع النزلاء.  - زيارة ملجأ للحيوانات والمساعدة في العناية بالحيوانات.  مثل هذه النشاطات تغرس في أطفالك صفات العطف والشعور مع الآخرين، وتجعلهم يدركون أنّ أعمال الخير، وإن كانت صغيرة، تترك أثرًا كبيرًا في الآخرين.    * * * كانت هذه قائمة بأفضل أنشطة الأطفال الصيفيّة، لكنّها ليست الوحيدة بالطبع، فهنالك العشرات من النشاطات والفعّاليّات الأخرى التي يمكن القيام بها مع الأطفال، لإشغالهم خلال فترة العطلة. كما يمكنك أن تستوحي أفكارًا جديدة من القائمة السابقة، بحيث تتناسب مع إمكانيّاتك واحتياجات طفلك. المهمّ في الأمر أن تكون هذه الأنشطة متوازنة، وتجمع بين المتعة والتعلّم والمرح في وقت واحد.    المراجع https://www.vedantu.com/blog/top-10-fun-summer-activities-for-kids  https://www.kinderpedia.co/summer-activities-for-children.html?format=html  https://www.twinkl.jo/blog/150-summer-activities-for-kids-and-families   

مهارة حلّ المشكلات لدى الأطفال: أفضل الطرق والأساليب

تعدّ مهارة حلّ المشكلات ضروريّة لنموّ الأطفال ونجاحهم في حياتهم اللاحقة. وتكمن أهمّيّتها في أنّ الأطفال الذين يطوّرون مهارات قويّة لحلّ المشكلات يكونون أكثر ثقة واستقلاليّة وقدرة على التكيّف مع مختلف البيئات. كما تساعدهم هذه المهارات على إدارة عواطفهم، والتفكير تفكيرًا إبداعيًّا، والاستمرار حتّى إيجاد الحلّ.  وتبدأ مهارات حلّ المشكلات لدى الأطفال بالظهور عادةً في سنوات ما قبل المدرسة، حيث يراقَب الأطفالُ البالغون وهم يتصرّفون في كيفيّة التعامل مع المشكلات وحلّها. لذلك، من المهمّ للآباء ومقدّمي رعاية الأطفال توجيه الأطفال بعمليّة حلّ المشكلات، بدلاً من مجرّد تقديم الحلول والإجابات.    كيف يمكن للوالدين تطوير مهارة حلّ المشكلات لدى أطفالهم؟  من المعلوم أنّ الوالدين وبيئة المنزل هي المرحلة الأولى في تعلّم الأطفال المهارات الحياتيّة وتطويرها، وهذا يشمل مهارة حلّ المشكلات. تعرض النقاط الآتية أهمّ الطرق التي يمكن للوالدين بها تشجيع مهارات حلّ المشكلات لدى أطفالهم:  - مهارات حلّ المشكلات النموذجيّة: يجب على الوالدين توضيح كيفيّة حلّ المشكلات لأطفالهم، بالتفكير بصوت عالٍ، وإظهار عمليّة التفكير ومراحلها مع الأطفال.  - تعليم خطوات حلّ المشكلات: توجيه الأطفال بخطوات حلّ المشكلات، مثل تحديد المشكلة، وحلول العصف الذهنيّ، وتقييم الخيارات، وتجربة الحلول.  - إشراك الأطفال في حلّ مشكلات الأسرة: تشجيع الأطفال على المشاركة في حلّ المشكلات الأسريّة اليوميّة لبناء ثقتهم ومهاراتهم.  - استغلال اللحظات اليوميّة: على الوالدين استخدام المواقف الحياتيّة اليوميّة، مثل الأعمال المنزليّة أو التسوّق، لممارسة مهارات حلّ المشكلات بالشراكة مع الأطفال.  - الانخراط في ألعاب حلّ المشكلات وأنشطتها: العب الألعاب ومارس الأنشطة التي تُحفِّز الأطفال على التفكير النقديّ وإيجاد الحلول.  - تشجيع الاستكشاف والتجريب: على الوالدين محاولة توفير الفرص للأطفال لاستكشاف الحلول وتجربتها، واكتشافها بأنشطة مثل اللعب الحسّيّ والتجارب العلميّة.  - تعزيز اللعب الخياليّ: السماح للأطفال بالمشاركة في اللعب الإبداعيّ المفتوح الذي يعزِّز حلّ المشكلات والتفكير النقديّ. - تشجيع المثابرة والاستقلال: الاحتفال بجهود الأطفال، والسماح لهم بالفشل والتعلّم من الأخطاء، وتركهم يحلّون مشكلاتهم بمفردهم.    بدمج هذه الطرق والاستراتيجيّات، يمكن للوالدين رعاية مهارة حلّ المشكلات لدى الأطفال رعايةً فعّالةً، وإعدادهم لمواجهة التحدّيات القادمة بثقة وقبول.    كيفيّة تقييم مهارة حلّ المشكلات لدى الأطفال  يمكن للوالدين تقييم مهارات أطفالهم في حلّ المشكلات بمراقبة أطفالهم والتفاعل معهم في مختلف الأنشطة والمواقف. هذا التقييم يساعد الأطفال في تنمية مهاراتهم تنميةً فعّالةً، بالإضافة إلى منح الوالدين الفرصة في تقديم دعم موجَّه، لمساعدة الأطفال على تطوير هذه القدرات الأساسيّة.  في ما يلي بعض الاستراتيجيّات لمساعدة الوالدين على تقييم مهارات أطفالهم في حلّ المشكلات:  - ملاحظة سلوكات الطفل في حلّ المشكلات: انتبه إلى كيفيّة تعامل الطفل مع المشكلات وحلّها في المواقف اليوميّة التي يواجهها، سواء أكان ذلك أثناء ممارسته اللعب أم خلال تأديته الواجبات المنزليّة. ويمكن مراقبة الطفل في المواقف الآتية:  - لعبة البناء بالكتل أو الليغو، أو لعبة الألغاز.  - معرفة كيفيّة تجميع لعبة ما.  - حلّ مشكلات الرياضيّات البسيطة.  - كيفيّة تعامل الطفل مع النزاعات مع الأشقاء أو الأصدقاء.    - توفير المشكلات أمام الطفل: على الوالدين العمل على توفير التحدّيات والمهمّات المناسبة لعمر الطفل، والتي تتطلّب من الطفل التفكير النقديّ وإيجاد الحلول إيجادًا مستقلًّا. هذا يساعد الطفل على تطوير مهاراته في حلّ المشكلات وبناء الثقة في قدراته.    - نموذج حلّ المشكلات: أوضح كيفيّة حلّ المشكلات بالتفكير بصوت عالٍ والتعبير عن عمليّة حلّ المشكلات أمام الطفل. هذا يوفِّر للطفل مثالًا واقعيًّا قيّمًا يتّبعه ويتعلّم منه.    - استغلال المواقف اليوميّة: استخدم المواقف اليوميّة، مثل الأعمال المنزليّة، أو التسوّق من البقالة، لممارسة مهارات حلّ المشكلات.    - التفكر في الحلول: شجِّع الطفل على التفكير في تجاربه في حلّ المشكلات بطرح أسئلة، مثل: "ماذا فعلت في كذا؟"، أو "كيف شعرت عندما حصل كذا؟"، أو "ماذا سنفعل لحلّ المشكلة كذا؟". وهذا يساعد الأطفال على تقييم استراتيجيّاتهم الخاصّة لحلّ المشكلات والتعلّم من نجاحاتهم وإخفاقاتهم.    أمثلة واقعيّة حول مهارات حلّ المشكلات لدى الأطفال باستغلال المواقف الحياتيّة اليوميّة التي وردت في الفقرتين السابقتين، يمكن للوالدين تقديم أمثلة واقعيّة لمهارات حلّ المشكلات لدى الأطفال. ومن هذه المواقف التي يمكن استخدامها:  1. الواجبات المنزليّة المشكلة: صعوبة إكمال الواجبات المنزليّة إكمالًا مستقلًّا، وفي الوقت المحدّد.  الخطوات:  - إبداء الاهتمام بالمشكلة: اسأل الطفل عن وجهة نظره حول وضع الواجب المنزليّ واستمع إلى مخاوفه.  - تحديد مخاوف البالغين: شارك مخاوفك بشأن أهمّيّة إكمال الواجبات حول وضعه التعليميّ والأكاديميّ.  - التعاون مع الطفل: عرض الأفكار ووضع الخطط معًا، مثل إنشاء جدول زمنيّ للواجبات المنزليّة، وتقسيم المهمّات إلى خطوات أصغر، وتقديم الدعم والمساعدة بحسب الحاجة.    2. النزاع مع الأشقّاء المشكلة: النزاعات والصراعات بين الأشقاء.  الخطوات:  - إبداء الاهتمام بالمشكلة: تحدّث إلى كلّ طفل على حدة، لفهم مشاعره ووجهة نظره بشأن النزاع.  - تحديد مخاوف البالغين: شارك مخاوفك بشأن تأثير النزاع في البيئة الأسريّة، وأهمّيّة تعزيز علاقات الأخوّة الصحّيّة.  - التعاون مع الأطفال: إشراك الشقيقين في العصف الذهنيّ للحلول الممكنة، مثل وضع القواعد الأساسيّة للتواصل، وتقسيم المهمّات أو الألعاب.    3. مقاومة ما قبل النوم المشكلة: صعوبة النوم في الوقت المحدّد.  الخطوات:  - إبداء الاهتمام بالمشكلة: اسأل الطفل عن مشاعره ومخاوفه المتعلّقة بوقت النوم.  - تحديد مخاوف البالغين: شارك الطفل أهمّيّة النوم الجيّد ليلاً، وتأثيره الإيجابيّ في الصحّة البدنيّة والنفسيّة.  - التعاون مع الأطفال: تحويل نتائج العصف الذهنيّ مع الطفل إلى خطوات عمليّة تقود إلى الحلّ، مثل إنشاء روتين قبل النوم، واستخدام تقنيّات الاسترخاء، وتهيئة بيئة نوم مواتية.    * * * في النهاية، يجب التأكيد على أنّ تعليم مهارة حلّ المشكلات لدى الأطفال يقع على عاتق الوالدين، وذلك بمساعدة أطفالهم على تطوير هذه المهارة وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجههم. تساعد مهارة حلّ المشكلات على معالجة التحدّيات الصعبة التي قد يواجهونها في المدرسة أو الشارع، بالإضافة إلى قدرتهم على التعامل مع القضايا الأسريّة بطريقة فعّالة.   المراجع https://www.verywellfamily.com/teach-kids-problem-solving-skills-1095015  https://digitalcommons.uri.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=2580&context=theses  https://www.youthranch.org/blog/collaborativeproblemsolvingforfamilyissues  https://biglifejournal.com/blogs/blog/how-teach-problem-solving-strategies-kids-guide  https://www.mindfulmazing.com/problem-solving-activities-for-kids/  https://edgeearlylearning.com.au/problem-solving-activities-for-children/   

ما تأثير غياب الأب في الطفل؟

لطالما كان يُنظر إلى الآباء باعتبارهم أكثر من مجرّد شخصيّاتٍ أبويّةٍ، فهم مرشدون، وحماةٌ، وقدوةٌ، بل وأصدقاء يساعدون في تشكيل شعور الطفل بذاته ومكانته في العالم. ولكن ماذا يحدث عندما يُفقد هذا الوجود الحيويّ؟ في جميع أنحاء العالم، يكبر ملايين الأطفال من دون آبائهم بسبب ظروفٍ مختلفةٍ، من الطلاق والوفاة، إلى السجن والسفر. وفي حين أنّ تجربة كلّ طفلٍ فريدةٌ من نوعها، فإنّ غياب الأب غالبًا ما يترك بصماتٍ ملحوظةً على التطور العاطفيّ والاجتماعيّ والإدراكيّ للطفل. يتيح لنا استكشاف هذه التأثيرات فهمًا أفضل لكيفيّة دعم الأطفال الذين يواجهون هذا التحدّي، وضمان حصولهم على الأدوات اللازمة للنجاح، على الرغم من غياب شخصيّة الأب.    دور الأب في تنشئة الطفل  للآباء أدوارٌ فريدةٌ ومتكاملةٌ في تربية الأبناء. تُظهر الدراسات أنّ الآباء يميلون إلى المشاركة في أنماطٍ مختلفةٍ من التفاعل مع الأبناء، مقارنةً بالأمّهات. على سبيل المثال، غالبًا ما يكون الآباء أكثر مرحًا جسديًّا، ويشجّعون على المخاطرة والمغامرة، ويدفعون الأطفال إلى استكشاف ما هو أبعد من مناطق راحتهم. يمكن أن تساعد هذه الديناميكيّة الأطفال على بناء الثقة والمرونة والاستقلال.  بالإضافة إلى تفاعلاتهم المباشرة، يسهم الآباء أيضًا في استقرار الأسرة، بتقديم الدعم الماليّ، ونمذجة العلاقات الصحّيّة، وغرس الشعور بالأمان. يعني وجود الآباء وجود التقدير والأمان والدعم الذي يجب أن يشعر به كلّ طفلٍ، لينشأ بطريقةٍ صحّيّةٍ، ولكنّ غيابه يعني أنّ الطفل سيعاني فجواتٍ في نموّه العاطفيّ والاجتماعيّ والنفسيّ.    تأثير غياب الأب في الطفل  قد يؤثّر غياب الأب في الأطفال بعدّة طرقٍ، من الصراعات العاطفيّة إلى القضايا السلوكيّة طويلة الأمد. في حين أنّ تجربة كلّ طفلٍ فريدةٌ من نوعها، وتتأثّر بعوامل مختلفةٍ، مثل دعم الأمّ، والظروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة، إلّا أنّ هناك أنماطًا معيّنةً، تظهر لدى مختلف الأطفال الذين عاشوا تجربة غياب الأب.    التأثير العاطفيّ والنفسيّ  غالبًا ما يترك غياب الأب فجوةً في نمذجة سلوك الذكور وهويّتهم. فقد يكافح الذكور تحديدًا في تكوين شعورٍ واضحٍ بالذات، وبدورهم ذكورًا وسط أسرهم الصغيرة، في السياقات التي ترتبط فيها الرجولة بالأدوار التقليديّة، مثل توفير احتياجات الأسرة، أو حماية الأحبّاء. ومن دون وجود نموذجٍ ذكوريٍّ يتعلّمون منه، فقد يلجؤون إلى مجموعة أقرانٍ أو غيرها من التأثيرات، بغاية التأكّد من دورهم، وهو ما قد يؤدّي إلى سلوكيّاتٍ غير صحّيّةٍ في كثيرٍ من الأحيان. في بعض الحالات، قد يتضمّن هذا تعاطي المخدّرات، أو الانضمام إلى مجموعات الجانحين، أو اللجوء إلى العنف، لتأكيد الهيمنة، خصوصًا على الأمّ والأخوات في المنزل.  بالنسبة إلى الفتيات، يمكن أن يؤثّر غياب الأب في احترامهنّ لذواتهنّ، وإدراكهنّ لطبيعة العلاقات مع الرجال. في مجتمعاتنا، حيث يُتوقّع من الآباء أن يكونوا مصدر الأمان والحماية للإناث، قد يؤدّي غيابهم إلى جعل الفتيات أكثر عرضةً للاستغلال أو العلاقات غير الصحّيّة، إذ قد يسعين إلى الشعور بدور الذكر في حمايتهنّ، لكنهنّ سيبحثن عنه في مكانٍ آخر خارج المنزل. قد يتجلّى هذا بشكلٍ خاصٍّ في البيئات التي يتمّ فيها تطبيع الزواج المبكّر، أو الاعتماد على الشخصيّات الذكوريّة، ما قد يؤدّي إلى أنماطٍ ضارّةٍ في وقتٍ لاحقٍ من الحياة.    الأداء الأكاديميّ  يرتبط غياب الأب بانخفاض التحصيل الأكاديميّ لدى الأطفال ارتباطًا شبه مباشر. فقد وجدت دراسةٌ أجرتها سارة إي. ماكلاناهان وجاري سانديفر، والتي تمّ تفصيلها في كتابهما Growing Up with a Single Parent، أنّ الأطفال الذين ليس لديهم أبٌ في المنزل، أكثر عرضةً إلى الحصول على درجاتٍ أقلّ، ومعدّلاتٍ أعلى في احتماليّة ترك الدراسة، وانخفاض احتماليّة الالتحاق بالجامعة.  يمكن أن يعود هذا إلى عدّة عوامل، منها انخفاض الموارد الماليّة، والافتقار إلى نموذجٍ يحتذى به من الذكور، وزيادة الضغوط في الأسر التي يعولها أحد الوالدين. فغالبًا ما يقدّم الآباء إرشاداتٍ وبنيةً فريدةً من نوعها، والتي يمكن أن تؤثّر بشكلٍ إيجابيٍّ في مواقف الأطفال تجاه التعليم والانضباط.    القضايا السلوكيّة  تعدّ المشاكل السلوكيّة نتيجةً شائعةً أخرى لغياب الأب. أظهرت الدراسات أنّ الأطفال من المنازل التي ليس فيها أبٌ، أكثر عرضةً لإظهار العدائيّة والانحراف وتعاطي المخدّرات. على سبيل المثال، وجد تقريرٌ صدر سنة 2011 عن وزارة الصحّة والخدمات الإنسانيّة الأمريكيّة، أنّ الأولاد الذين ليس لديهم أبٌ، أكثر عرضةً للانخراط في سلوكٍ إجراميٍّ في المراهقة.  يؤثّر غياب الأب أيضًا في الفتيات، ولكن بطرقٍ مختلفةٍ، إذ ينعكس هذا الغياب على تكوينهنّ النفسيّ وسلوكهنّ الاجتماعيّ. فالفتيات اللواتي يكبرن من دون الأب، قد يعانين حرمانًا عاطفيًّا يدفعهنّ إلى البحث عن تعويضٍ غير واعٍ لهذا الفراغ، ما قد يؤدّي إلى تدنّي تقديرهنّ لذواتهنّ، وقد ينعكس على إنجازهنّ الدراسيّ أو المهنيّ. كما قد يظهر أثر الغياب في سلوكيّاتٍ عدائيّةٍ تجاه الجنس الأخر، أو الشعور بعدم الأمان العاطفيّ، نتيجة افتقارهنّ إلى التوجيه الأبويّ، والدعم الذي يعزّز شعورهنّ بالاستقرار النفسيّ.    التطوّر الاجتماعيّ  غالبًا ما يمثّل الآباء قدوةً في التعامل مع الآخرين، إذ يمكن لوجودهم أن يعلّم الأطفال التواصل بشكلٍ فعّالٍ، وحلّ النزاعات بطرقٍ سلميّةٍ، وبناء علاقاتٍ صحّيّة. غياب شخصيّة الأب يجعل الأطفال يكافحون لتطوير هذه المهارات، خصوصًا الذكور منهم الذين سيفتقدون القدوة الذكوريّة، ما يؤدّي بهم إلى صعوباتٍ في تكوين الصداقات والعلاقات، والحفاظ عليها في وقتٍ لاحقٍ من الحياة.     الصراعات الماليّة  في كثيرٍ من الحالات، يؤدّي غياب الأب إلى عدم الاستقرار الماليّ، لا سيّما في الأسر التي كان فيها الأب هو المعيل الوحيد، إذ قد يكون لدى الأمّ وصولٌ محدودٌ إلى وظائف ذات رواتب جيّدةٍ، أو أنظمة دعمٍ اجتماعيّ. يمكن أن تؤدّي هذه الصعوبات الماليّة إلى تعطيل أو تأخّر تعليم الطفل، وتقييد وصوله إلى الموارد التي يحتاج إليها لنموّه. كما قد تؤدّي إلى الشعور بالاستبعاد من الأقران القادمين من منازل أكثر استقرارًا. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدّي الوصمة المرتبطة بغياب الآباء - سواء بسبب الطلاق أو الهجر أو الوفاة - إلى عزل الأطفال اجتماعيًّا بشكلٍ أكبر، ما يجعلهم يشعرون أنّهم "مختلفون" أو "غير مكتملين" مقارنةً بأقرانهم.    التخفيف من آثار غياب الأب  قد يسبّب وجود الأطفال من دون آباء مجموعةً من المشكلات للأمّ. وعلى الرغم من هذا، فالعديد من الأطفال في الأسر التي ليس فيها أبٌ، يكبرون ليعيشوا حياةً سعيدةً وناجحةً، وذلك بفضل مرونة الطفل، ودعم الأسرة والمجتمع والأنظمة الاجتماعيّة. في الآتي بعض الاستراتيجيّات للمساعدة في التخفيف من آثار غياب الأب:  دورٌ أموميٌّ قويّ  غالبًا ما تتولّى الأمّهات مسؤوليّاتٍ إضافيّةً في الأسر التي ليس فيها أبٌ، فتقدّم الدعم العاطفيّ والعمليّ. وعلى الرغم من أنّ هذا قد يكون مرهقًا، إلّا أنّ وجود الأمّ بحبّها وحنانها، يمكن أن يساعد الأطفال في تطوير شعورٍ آمنٍ بالارتباط والقيمة الذاتيّة.    نماذج الذكور الإيجابيّة  في غياب الأب، يمكن لشخصيّاتٍ ذكوريّةٍ أخرى - مثل الأعمام والأخوال والأجداد والمعلّمين وأصدقاء العائلة - التدخّل لملء الفجوة ولو قليلًا. يمكن أن توفّر نماذج الذكور الإيجابيّة التوجيه والدعم والشعور بالاستقرار، وهذا يساعد الأطفال في التغلّب على التحدّيات، وتطوير سلوكيّاتٍ اجتماعيّةٍ صحّيّة.    المحافظة على الروتين والقواعد في المنزل  يعّد اتّباع روتينٍ منتظمٍ من أفضل الطرق والأساليب لبناء الشعور بالانضباط لدى الأطفال، وجعل الحياة اليوميّة أسهل. فهو يوفّر النظام الذي يتوقّعه الطفل ويحتاج إليه، لتعزيز شعور الأمان داخل المنزل وخارجه. كما يعلّم الأطفال منذ سنٍّ مبكّرةٍ اتّباع القواعد. لذا، من المهمّ أن يكون جميع أفراد الأسرة على درايةٍ بالقواعد التي تضعها الأمّ أو مقدّم الرعاية، وأن يلتزموا بتطبيقها حتّى في غياب الأمّ، وذلك لتوفير جوٍّ من التناسق والانسجام في التعليمات والقواعد، خصوصًا في الأسر الممتدّة.    ***  لا شكّ أنّ غياب الأب يشكّل حياة الطفل بطرقٍ معقّدةٍ، ويؤثّر في رفاهيّته العاطفيّة، ونجاحه الأكاديميّ، وتطوّره الاجتماعيّ. ومع ذلك، من المهمّ بالقدر نفسه إدراك أنّ الأطفال يتمتّعون بالمرونة والقدرة على النجاح، مع وجود العوامل والدعم المناسب. ففي حين يفرض غياب الأب تحدّياتٍ جمّةً، إلّا أنّه يمكن التخفيف من حدّتها بالوجود القويّ والفعّال لدور الأمّ، والقدوة الإيجابيّة، والاستشارة عند الحاجة إلى ذلك.    المراجع https://trbeyah.com/r/%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8    https://www.sehatok.com/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%A4%D8%AB%D8%B1-%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%AA%D8%9F#:~:text=%D9%88%D9%8A%D9%86%D8%B7%D8%A8%D9%82%20%D9%87%D8%B0%D8%A7%20%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%84%20%D8%AE%D8%A7%D8%B5%20%D8%B9%D9%84%D9%89,%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%B5%20%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9%20%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7%20%D9%81%D9%8A    https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1_%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1    https://en.wikipedia.org/wiki/Father_absence#:~:text=Research%20has%20shown%20that%20children,health%2C%20and%20their%20well%20being. 

كيف أعالج أعراض الخوف عند الأطفال؟

يعدّ الخوف شعورًا طبيعيًّا وشائعًا في مرحلة النموّ، يساعد الأطفال في التعامل مع العالم، ويحميهم من الأذى. يعمد الآباء والأمّهات إلى توليد الخوف من بعض الأمور لدى أطفالهم، مثل عبور الطريق، والغرباء، والحيوانات الضالّة، وفي هذه الحالة يعتبر الخوف مفيدًا، لأنّه يساعد في حماية الطفل من الأذى. ومع ذلك، يمكن أن يخاف الطفل من المواقف أو الأشياء التي لا تشكّل تهديدًا، أو أن تصبح مشاعر الخوف مفرطةً لديه، وفي هذه الحالة يمكن أن تؤثّر في حياته، وتهدّد رفاهيّته العامّة.  لذا، من الضروريّ التفريق بين الخوف الطبيعيّ والخوف غير الطبيعيّ عند الأطفال.    أسباب الخوف عند الأطفال  يعدّ خوف الأطفال أمرًا طبيعيًّا، ولكنّ بعضهم يخافون أكثر من غيرهم. تتعدّد أسباب ذلك، من بينها:  - العوامل الوراثيّة: بعض الأطفال يولدون أكثر حساسيّةً للخوف من أقرانهم.   - الأب والأمّ: يتعلّم الأبناء كيف يتصرّفون بمشاهدة والديهم، فإذا كان أحدهما يعاني خوفًا ما، فإنّ ذلك قد ينتقل إلى أبنائهم.  - الحماية الزائدة للطفل: والتي تجعل الطفل الذي يحظى بحمايةٍ مفرطةٍ، أكثر عرضةً للشعور بالقلق والخوف.  - التجارب السلبيّة: تؤدّي التجارب السلبيّة، مثل انفصال الوالدين أو إصابة الطفل، إلى زيادة قابليّته للشعور بالخوف.    كيف أعرف أنّ طفلي يعاني الخوف الزائد  تتعدّد المؤشّرات التي تدلّ على معاناة الطفل الخوف، والتي تعدّ جرس إنذارٍ للوالدين، وهي:  - مؤشّراتٌ جسمانيّة: مثل اضطرابات الجهاز الهضميّ، وآلام الرأس، ومشاكل التنفّس.  - مؤشّراتٌ نفسيّة: مثل سرعة الغضب، وقلّة الثقة بالنفس، والحزن.  - مؤشّراتٌ سلوكيّة: مثل العلامات الدراسيّة المتدنّية، والتصرّف بعدائيّة، والتمسّك بالنوم مع الوالدين.    أنواع الخوف بحسب عمر الطفل - الخوف عند الرضّع: عندما يصل الرضيع إلى عمر 6 أو 7 أشهر، فإنّه يكوّن ارتباطًا قويًّا بأشخاصٍ بعينهم، مثل والديه أو مقدّمي الرعاية، إذ يمكنه التعرّف إلى وجوههم. فيتسبّب انفصاله عنهم، حتّى لفتراتٍ وجيزةٍ، خوفًا كبيرًا. كما يحبّ الرضّع أن يتواجدوا بصحبة هؤلاء الأشخاص ليشعروا بالأمان، بل ويطوّرون خوفًا من وجوه الغرباء، ولكنّهم يتجاوزونه بمرور الوقت.  - الخوف عند الأطفال من عمر 10 شهور إلى سنتين: يبدأ الأطفال في هذا العمر في الذهاب إلى الحضانة، ما يجعلهم يشعرون بالخوف من الانفصال عن الوالدين، ومن أن يتركوهم وحيدين وقت النوم.  - الخوف عند الأطفال من عمر 4 إلى 6 سنوات: تنمو قدرة الأطفال في هذا العمر على التخيّل، لكنّهم لا يستطيعون التفريق بين الحقيقيّ وغير الحقيقيّ. تبدو لهم الوحوش التي يتخيّلونها حقيقيّةً، ويخافون من الكائنات المرعبة تحت السرير أو داخل خزانة الملابس، إلى جانب خوفهم من الظلام ووقت النوم والكوابيس. كما قد يخافون من الأصوات العالية، مثل صوت الرعد والألعاب الناريّة.  - الخوف عند الأطفال من عمر 7 سنوات فأكثر: في هذا العمر يبدأ الأطفال بالخوف من أمورٍ أكثر واقعيّةً، فقد يخافون من التعرّض للأذى على يد الأشخاص السيّئين، أو من الكوارث الطبيعية، أو الطقس العاصف، أو العنف، أو الجرائم التي تعرضها وسائل الإعلام، وقد يقلق بعضهم من انفصال الوالدين، أو فقدان أحد أفراد الأسرة.  - الخوف عند الأطفال في عمر ما قبل المراهقة والمراهقة: تختلف مخاوف الأطفال في هذا العمر بشكلٍ كبيرٍ، وتأخذ معظمها شكل مخاوف اجتماعيّةٍ من عالم المدرسة والصداقات الذي أصبح يشكّل جزءًا أكبر من حياتهم. كما قد يشعرون بالتوتّر بسبب الواجبات المدرسيّة، والمعدّل الدراسيّ، والأداء الأكاديميّ، وقد يقلقون كثيرًا بشأن مظهرهم، أو تقبّل أقرانهم لهم، أو تعرّضهم إلى التنمّر. ومع ذلك، تتركّز بعض مخاوف هذه المرحلة العمريّة حول قضايا أكبر، مثل المناخ والظلم وتحقيق العدالة.    كيف نعالج مشكلة الخوف عند الأطفال؟  - ساعد طفلك في التعوّد على الأشخاص الجدد، دعهم يقتربون منه وأنت تحمله ليشعر بالأمان، ومع الوقت لن يخاف من هؤلاء الأشخاص.  - عندما يكبر طفلك تعلّم كيف تحاوره وتنصت إليه باهتمامٍ، وساعده في صياغة مشاعره في كلماتٍ، واجعله يجرّب أشياء جديدةً وأنت معه، ليشعر بالأمان.  - ابدأ في تعويد طفلك على أن يكون بعيدًا عنك لأوقاتٍ قصيرةٍ في البداية، فعندما تحتاج إلى تركه لبعض الوقت، أخبره أنّك ستعود، وعانقه وابتسم قبل أن تذهب. بهذا سيعلم أنّك ستعود عندما تتركه، ما سيجعله أقلّ خوفًا من الانفصال.  - إذا كان طفلك يخاف من الظلام، حدّد له روتينًا يهدّئه وقت النوم؛ اقرأ له قصّةً، أو غنِّ له أغنيةً. سيجعله هذا يشعر بالأمان والحبّ.  - ساعد طفلك على مواجهة مخاوفه بالتدريج. اصنع قائمةً بالمخاوف، ورتّبها من الأسهل إلى الأصعب من حيث التعامل معها، وابدأ بالأسهل. على سبيل المثال، انزل معه تحت السرير لتريه أنّ لا وحوش هناك، إذ يمنحه وجودك الدعم النفسيّ الذي يحتاج إليه، ليدرك أنّه لا يوجد ما يخشاه، وشجّعه عندما يواجه مخاوفه.  - تحكّم بالصور أو الأفلام أو الموادّ المخيفة التي يشاهدها الطفل، والتي يمكن أن تسبّب له المخاوف.  - امتنع عن استخدام التخويف أداةً لجعل الطفل يحسن التصرّف، فهذا خطأٌ كبيرٌ يقع فيه الكثير من الآباء والأمّهات، إذ يغرسون الخوف في نفس الطفل من دون الانتباه إلى ذلك، مثل أن تخبره أنّك ستجعل وحشًا يأتي ليلتهمه، أو ستجعل الطبيب يحقنه بالإبرة إذا لم يكمل طعامه، أو ينجز فرضه المدرسيّ. هذه الطريقة تتسبّب في مخاوف يصعب التخلّص منها لاحقًا.   - ساعد ابنك في سنّ المدرسة في تعلّم الاستعداد للتحدّيات، مثل الاختبارات المدرسيّة، أو قراءة الفروض أمام الفصل، وكرّر له أنّك تثق في قدرته على النجاح.  - امدح طفلك وكافئه عندما ينجح في مواجهة موقفٍ يخافه، سيساعده هذا على معرفة أنّه يمكنه تجاوز خوفه.  - لا تعزّز مشاعر الخوف عند طفلك، فإذا كان يخاف من الكلاب، لا تتعمّد المرور بقربها عندما يكون معك، بذلك أنت تؤكّد له أنّ التصرّف الصحيح هو تجنّب ما يخافه. كلّ ما عليك فعله هو البقاء هادئًا عند التعامل مع الأمر الذي يخيف طفلك، وطمأنته أنّك بجانبه، وأنّه لا يوجد ما يؤذيه هنا.    متى تطلب مساعدةً احترافيّةً لعلاج الخوف عند طفلك؟  يحتاج بعض الأطفال إلى مزيدٍ من المساعدة في التعامل مع مخاوفهم التي تمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعيّة، الأمر الذي يستدعي الحصول على مساعدةٍ احترافيّة. من العلامات التي تدلّل على حاجة طفلك إلى تدخّلٍ متخصّص:  - استمرار المخاوف المميّزة لمرحلةٍ عمريّةٍ معيّنةٍ، بعد تجاوز الطفل لها.   الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة، أو النوم بمفرده، أو مقاومة الابتعاد عن الوالدين.  - تحدّث الطفل باستمرارٍ عن أمرٍ يخيفه، حتّى من دون وجود أيّ محفّزٍ، مثل الخوف من طبيب الأسنان من دون أن تكون هناك زيارةٌ قريبة.  - الإصابة بنوبات هلع.    تذكّر دائمًا أنه ليس هناك ما يعيب في اصطحاب طفلك إلى أخصائيٍّ أو طبيبٍ نفسيٍّ، قبل أن تخرج مخاوفه عن السيطرة، وتفسد عليه حياته المستقبليّة.    المراجع https://kidshealth.org/en/parents/anxiety.html  https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/fear-and-anxiety-children  https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81_%D8%B9%D9%86%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84  https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%84%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-9172 

آثار تأخّر الطفل عن الدراسة نتيجة الحروب

بالنسبة إلى الأطفال، التعليم أكثر من مجرّد طريقٍ للنجاح الأكاديميّ، إنّه شريان حياةٍ للاستقرار والفرص المستقبليّة والنموّ الشخصيّ. ومع ذلك، يُحرم ملايين الأطفال في مناطق النزاع التي مزّقتها الحرب من هذا الحقّ الأساسيّ، إذ تعطّل النزاعات المدارس، وتهدم البُنى التحتيّة، وتشرّد الأسر، وتخلق بيئاتٍ غير آمنة. ينتج عن التأخّر في بدء الدراسة، أو انقطاعها لفترةٍ طويلةٍ بسبب الحروب، عواقب بعيدة المدى على التطوّر المعرفيّ والاجتماعيّ والعاطفيّ للطفل، وعلى آفاقه المستقبليّة أيضًا.   يستكشف هذا المقال الآثار طويلة الأجل، المترتّبة عن تأخير تعليم الطفل بسبب الحروب، ويسلّط الضوء على الأفكار المستمدّة من الأبحاث حول هذه القضيّة الحرجة.    انقطاع التعليم في مناطق النزاع  وفقًا لليونسكو، يتأثّر أكثر من 222 مليون طفلٍ ومراهقٍ سنويًّا في جميع أنحاء العالم بانقطاعات التعليم، بسبب الحروب والكوارث الطبيعيّة والأزمات الأخرى. من بين هؤلاء الأطفال، يقدّر أنّ 78 مليونًا تركوا المدرسة، أو أنّهم لم يلتحقوا بها على الإطلاق. تجبر الحروب والنزاعات الأطفال على ترك الفصول الدراسيّة بسبب تعرّض المدارس للقصف، أو النزوح القسريّ، أو الحاجة المباشرة للبقاء على قيد الحياة.  بالنسبة إلى العديد من هؤلاء الأطفال، فالتأخير في التعليم ليس مؤقّتًا، بل قد يستمرّ لسنواتٍ عدّةٍ، إن لم يكن طوال مرحلة الطفولة. عندما يعجز الطفل عن بدء المدرسة في الوقت المحدّد، أو يواجه انقطاعاتٍ مطوّلةً، يمكن أن تنتشر التأثيرات في حياته وفي مجتمعاته، ما يؤدّي إلى إدامة دورات الفقر، وعدم الاستقرار، وعدم المساواة.    آثار تأخّر الطفل عن الدراسة في مناطق النزاع  التطوّر المعرفيّ وفقدان التعلّم  للتعليم المبكّر دورٌ محوريٌّ في التطوّر المعرفيّ للطفل. تعتبر السنوات بين 6 و12 سنةً بالغة الأهمّيّة في تطوير المهارات الأساسيّة، في القراءة والكتابة والحساب وحلّ المشكلات. فعندما لا يتمكّن الطفل من الذهاب إلى المدرسة خلال هذه السنوات جرّاء الحرب، يزداد خطر التخلّف الأكاديميّ، وكلّما طال التأخير، أصبح من الصعب على الطفل اللحاق بالركب، واستكمال تعليمه من المرحلة التي توقّف عندها.  فحصت دراسةٌ أجريت سنة 2018، ونشرت في مجلّة لانسيت جلوبال هيلث، التأثيرات المعرفيّة لتأخير التعليم الطويل لدى أطفال اللاجئين السوريّين. ووجدت أنّ الأطفال الذين فاتتهم سنواتٌ عديدةٌ من الدراسة، سجّلوا درجاتٍ أقلّ بكثيرٍ في تقييمات القراءة والكتابة والرياضيّات الأساسيّة، مقارنةً بأقرانهم الذين التحقوا بالمدرسة بانتظامٍ، حتّى بعد الجهود المبذولة لإعادة تسجيلهم. تبرز هذا التحدّيات الكبيرة في معالجة الأضرار الناجمة عن الفجوات التعليميّة وتأثيراتها طويلة الأمد.   عندما يكون الأطفال خارج المدرسة، فإنّهم يحرمون أيضًا من بيئة التعلّم المنظّمة التي تحفّز نموّهم الفكريّ. لا يحصل الأطفال الذين يعيشون في مناطق الحرب على التعليم المناسب، كما لا يحصلون على الكتب أو الدروس أو المحادثات المحفّزة، وبالتالي يفقدون التعزيز المستمرّ اللازم لبناء المعرفة والاحتفاظ بها.    التأثير العاطفيّ والنفسيّ  بالنسبة إلى الأطفال الذين يعيشون في مناطق الحرب، تكون المدرسة أكثر من مجرّد مكانٍ للتعلّم؛ إنّها ملاذٌ من الأذى النفسيّ الذي تسبّبه الحروب والنزاعات. يمكن أن يؤدّي فقدان هذه المساحة الآمنة بسبب التأخير في التعليم، إلى تفاقم الصدمة التي يعانيها الأطفال أثناء الحرب.  غالبًا ما يترك التأخير في التعليم الأطفال في بيئاتٍ محفوفةٍ بالمخاطر، حيث يتعرّضون إلى العنف والاستغلال والإهمال. يمكن أن تكون لعدم الاستقرار المطوّل آثارٌ شديدةٌ على الصحّة العقليّة للطفل. أبرز تقريرٌ صادرٌ عن اليونيسف سنة 2017، أنّ الأطفال في مناطق الحرب معرّضون أكثر لخطر الإصابة بالقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة. من دون أنظمة الدعم المصمّمة لأطفال الحروب التي توفّرها المدارس، قد يكافح الأطفال للتعامل مع الضريبة النفسيّة للحرب.  بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما توفّر المدارس الوصول إلى شبكات الدعم الاجتماعيّ، بما في ذلك الأقران والمعلّمين الذين يمكنهم تقديم الراحة والشعور بالحياة الطبيعيّة. يحرم تأخير التعليم الأطفال من هذه العلاقات، وهذا بالطبع يؤدّي إلى العزلة والشعور باليأس.    التنمية الاجتماعيّة والتفاعل بين الأقران  التعليم ضروريٌّ لتنمية المهارات الاجتماعيّة، إذ تعدّ المدارس البيئة الأساسيّة التي يتعلّم فيها الطفل التعاون والتواصل وحلّ المشكلات. عندما يتأخّر التعليم، يفقد الطفل الفرصة لبناء علاقاتٍ مع الأقران، والتي تعدّ ضروريّةً لتنميته العاطفيّة والاجتماعيّة الصحّيّة.  أضف إلى ذلك أنّه غالبًا ما يجد الأطفال الذين تأخّروا عن دخول المدرسة أنفسهم مع زملاء أصغر سنًّا، عندما يعودون أخيرًا إلى مقاعد الدراسة، ما قد يؤدّي إلى شعورهم بالإحراج أو الاغتراب الاجتماعيّ. يمكن أن يعوق هذا التفاوت في العمر ومستويات النضج قدرتهم على تكوين علاقاتٍ صادقةٍ، وقد يدفع بعضهم إلى ترك الدراسة تمامًا.    زيادة خطر الاستغلال وعمالة الأطفال  غالبًا ما يُدفع الأطفال مع غياب المدرسة في المناطق المتضرّرة من الحرب، إلى مسؤوليّات الكبار في وقتٍ مبكّرٍ جدًّا، فقد يضطرّون إلى العمل لدعم أسرهم. الأسوأ من ذلك أنّه قد يتمّ تجنيدهم في الجماعات المسلّحة. وفقًا لتقريرٍ صادرٍ عن هيئة "إنقاذ الطفولة"، فالأطفال غير الملتحقين بالمدارس هم أكثر عرضةً للاستغلال، بما في ذلك عمالة الأطفال والزواج القسريّ والاتّجار.  يؤدّي تأخّر التعليم إلى حرمان الأطفال من قدرتهم على تصوّر مستقبلٍ أكثر إشراقًا، ما يجعلهم محاصرين في دوراتٍ من الفقر والحاجة. فبدلًا من تطوير المهارات والمعرفة اللازمة لرفع أنفسهم من المشقّة، غالبًا ما يتمّ تهميشهم إلى وظائف منخفضة الأجر وغير مستقرّةٍ، ما يؤدّي إلى استمرار التفاوت الاقتصاديّ عبر الأجيال.    التأثيرات الاقتصاديّة والمجتمعيّة طويلة الأمد  تمتدّ آثار تأخّر التعليم إلى ما هو أبعد من الطفل الفرد، إذ له آثارٌ عميقةٌ على المجتمعات والدول. فالأطفال الذين يفوّتون الدراسة فرصهم أقلّ في اكتساب المهارات اللازمة للعمل المربح، ما يؤدّي إلى انخفاض إمكانات الكسب، والحدّ من الحراك الاقتصاديّ.  قدّرت دراسةٌ أجراها البنك الدوليّ سنة 2021، أنّ كلّ عامٍ دراسيٍّ ضائعٍ بسبب الصراع، يقلّل من إمكانات الطفل في دخول عملٍ مربحٍ في المستقبل بنسبة 9٪. على المستوى الوطنيّ، قد يؤدّي هذا الفقدان لرأس المال البشريّ إلى إعاقة النموّ الاقتصاديّ، وتفاقم التفاوت، والمساهمة في عدم الاستقرار المستمرّ.  فضلًا عن ذلك، يعدّ التعليم أداةً قويّةً لتعزيز السلام والتماسك الاجتماعيّ. بتعزيز التفكير النقديّ، والتعاطف والتفاهم المتبادل، يصبح للمدارس دورٌ رئيس في الحدّ من احتمالات نشوب صراعاتٍ في المستقبل. لذا، عندما يتأخّر الطفل في التعليم، أو يُحرم منه تمامًا، تفقد المجتمعات هذه القوّة المستقرّة، ما يؤدّي إلى ديمومة دورات العنف والاضطرابات.    دور المنظّمات الإنسانيّة والحكومات في إعادة التعليم في مناطق النزاع  في حين أنّ آثار تأخّر التعليم بسبب الحروب عميقةٌ وقد تمتدّ لسنواتٍ، إلّا أنّها قابلةٌ للإصلاح، أو للتخفيف من حدّتها على الأطفال. يجب على المنظّمات الإنسانيّة والحكومات إعطاء الأولويّة لتمكين وصول الأطفال إلى تعليمٍ جيّدٍ في مناطق النزاع. في الآتي بعض الاستراتيجيّات المقترحة لمعالجة هذه القضيّة:  - مساحات التعلّم المؤقّتة: يضمن إنشاء فصولٍ دراسيّةٍ آمنةٍ ومؤقّتةٍ في مخيّمات اللاجئين، أو في المناطق المتضرّرة من النزاع، أن يتمكّن الأطفال من مواصلة التعلّم حتّى في البيئات غير المستقرّة.  - برامج التعلّم المرنة والمكثّفة: صُمّمت هذه البرامج لمساعدة الأطفال على اللحاق بالمدرسة، وتعويض المراحل الصفّيّة المفقودة، بتكثيف سنواتٍ متعدّدةٍ من التعليم في فتراتٍ أقصر.  - التعليم المراعي للصدمات: يجب على المنظّمات الدوليّة الاهتمام بدمج خدمات الدعم والإرشاد للصحّة العقليّة في المدارس، لمعالجة الاحتياجات العاطفيّة لدى الأطفال المتضرّرين من الحرب.  - التكنولوجيا في التعليم: يمكن لمنصّات التعلّم الرقميّة، ومبادرات التعليم عبر الهاتف المحمول، أن تساعد الأطفال في المناطق النائية أو الخطرة، ما يضمن استمرار وصولهم إلى التعليم. إذ يمكن تصميم برامج تدريسٍ عبر الإنترنت لمعلّمين من مختلف أنحاء العالم، لتعليم الأطفال في المناطق التي لا تتوافر فيها أماكن مناسبةٌ للدراسة الوجاهيّة.  - التمويل والدعم العالميّين: يجب على المنظّمات الدوليّة والحكومات تخصيص الموارد، لإعادة بناء المدارس، وتدريب المعلّمين، وتوفير الموادّ التعليميّة في مناطق النزاع.   ***  لتأخير تعليم الأطفال بسبب الحروب عواقب مدمّرةٌ على الفرد أو المجتمع، وتأثيراتٌ طويلة المدى، مثل التأخّر المعرفيّ، والصدمات العاطفيّة، وحتّى الركود الاقتصاديّ. ومع ذلك، يمكن التخفيف من هذه التأثيرات، وإعادة الأمل إلى الأطفال الذين تعطّلت حياتهم بسبب الصراع، بالتدخّلات المستهدفة والالتزام العالميّ.   فالتعليم ليس مجرّد حقٍّ تنادي به منظّمات حقوق الإنسان، بل أداةٌ للمرونة والتعافي وإعادة البناء. فمع إعطاء الأولويّة للوصول إلى التعليم حتّى في أكثر الظروف تحدّيًا، يمكننا مساعدة الأطفال المتضرّرين من الحرب، ليس فقط في البقاء على قيد الحياة، ولكن أيضًا في النجاح في مواجهة الشدائد.   المراجع https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000190710  https://arabeducational.com/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85/  https://concernusa.org/news/how-does-war-affect-education/ 

كيفيّة رفع وعي الطفل البيئيّ

من الصعب ألّا نشعر بالقلق عندما نسمع عن تغيّر المناخ وحرائق الغابات والجفاف وذوبان الأنهار الجليديّة، وغير ذلك من الاضطرابات الطبيعيّة التي قد تؤثِّر كثيرًا في صحّة الحياة البشريّة. لكن، كيف يمكنك التحدّث عن الاضطرابات البيئيّة مع طفلك من دون إثارة قلقه؟   هناك بعض الطرق التي تساعد على رفع وعي الطفل البيئيّ بطريقة تربويّة تجعل منه إنسانًا أقرب لبيئته، يعي واجباته تجاهها في المستقبل. هل يهتمّ الطفل بالبيئة؟  في استطلاع أُجرِي حديثًا على 1000 من آباء وأمّهات أطفال تتراوح أعمارهم ما بين سنتين إلى ثماني سنوات، خلصت نتائجه إلى تصريح 25% من الأهل بأنّ أطفالهم قلقون على مستقبل الكوكب. بالإضافة إلى ذلك، ذكر 35% من الأهل أنّ أطفالهم يطرحون الكثير من الأسئلة حول البيئة والتلوّث. لذلك، نجد أنّ للطفل قابليّة عالية جدًّا للاهتمام بالبيئة التي تحتويه.  كيف يمكن رفع وعي الطفل البيئيّ؟ على الرغم من أنّ القرارات الدوليّة تضع حدًّا لمشكلات المناخ، كالاحتباس الحراريّ وغيره، ولكن من الجيّد أن يعرف الطفل أهمّيّة دوره مهما كان صغيرًا. لذلك، يمكنك رفع وعي طفلك البيئيّ بالطرق الآتية: ركِّز على الإيجابيّات بدلاً من التحدّث مع طفلك عن القضايا البيئيّة، أظهر له الأدوار التي يمكنه تأديتها، والتي من شأنها الإسهام في حماية الطبيعة، كأن يرمي النفايات في السلال المخصّصة لها، كسلة النفايات الخاصّة بالبلاستيك أو المعادن أو الورق.  عزِّز انسجامه مع الطبيعة  يتيح اتّصال طفلك المتكرِّر بالطبيعة تعلّم حبّها، وبالتالي تنامي رغبته في حمايتها، لأنّ طفلك فضوليّ بطبيعته تجاه الأشجار والحشرات والنباتات والطيور، كما أنّه يحبّ قضاء الوقت في الخارج. لذلك، يمكن استغلال الوقت الذي تقضيه مع طفلك في أحضان الطبيعة، لتقوية انسجامه مع عناصرها وتأكيد الدروس التي تعلّمها في المدرسة عن البيئة على أرض الواقع، كمعرفة عمر الشجرة وأسباب تساقط أوراقها، وأنواع منازل الحيوانات الصغيرة، واكتشاف المساحات الخضراء الشاسعة بخفاياها المذهلة. يمكنك كذلك ممارسة العديد من الأنشطة التي تثير فضول طفلك البيئيّ، مثل جمع الأوراق ولصقها في دفتر يحمل اسم كلّ نبات أو شجرة، أو مراقبة الحشرات الصغيرة التي تعيش على الأرض بالعدسة المكبِّرة. وعليه، يخلق انسجام طفلك مع الطبيعة شعورًا بالمسؤوليّة تجاهها.  اسأل طفلك عن رأيه  غالبًا ما يزداد تفاعل الأطفال عند الأخذ بآرائهم وإشعارهم بقيمتها. لذلك، يمكنك أن تبني معه حوارًا يقودك إلى سؤاله عن رأيه وأفكاره. علّمه، مثلًا، كيف يؤدّي الهدر إلى مشكلات كبيرة في العالم، بدلًا من إخباره بفوائد تقليل هدر المياه، واعرض عليه صورًا عن الجفاف البيئيّ حول العالم، واسأله كيف يمكنه إحداث فرق؟ قد تفاجئك إجابات طفلك المضحكة والنابعة عن براءته، ولكنّك على الأقل لفتَّ نظره إلى مشكلات حقيقيّة بطريقة غير مباشرة، سيزيد وعيه تجاهها كلّما كبر.  علّمه أسس الاستدامة  ساعد طفلك على فهم مدى هشاشة العالم بتعريفه بمفهوم الاستدامة. وهنا، يمكنك التحدّث عن أشياء، مثل مزارع الرياح ومزارع الطاقة الشمسيّة التي تستغلّ طاقة الأرض المتجدّدة من دون الإضرار بالكوكب وسكّانه، ومقارنتها بمصدر طاقة غير متجدِّد، مثل الوقود الأحفوريّ. عندما تخرج للتسوّق، مثلًا، لشراء البقالة وغيرها من الضروريّات، اسمح لطفلك بمساعدتك في تحديد العلامات التجاريّة العضويّة والصديقة للبيئة. اشرح لطفلك الأسباب والنتائج   تذكّر أنّ طفلك متعطّش للمعرفة، وهذا هو الوقت المثاليّ لرفع وعيه البيئيّ وإشباع فضوله واغتنام الفرصة، لتشرح له أهمّيّة الموارد الطبيعيّة المتجدّدة، مثل الرياح أو الشمس أو الماء أو الغابات، والفرق بينها والموارد غير المتجدّدة، مثل الفحم أو النفط، وكيفيّة الاستفادة منها والترشيد في استهلاكها. اشرح لطفلك مصدر المياه الرئيس الذي يأتي من الصنبور، وكيفيّة صناعة الورق، والعديد من الأمور التي يتساءل طفلك حولها كلّ يوم، من أجل مساعدته على تكوين ضميره البيئيّ. استغلّ أوقات المرح  لا يوجد ما هو أفضل من أوقات المرح لرفع وعي الطفل البيئيّ بتطبيق كلّ ما يجب تعلّمه عن البيئة. على سبيل المثال، يمكن شرح النظافة للأطفال بطريقة أكثر متعة، حيث يتعلّم طفلك مفهوم تدوير النفايات وأهمّيّته بشكل أفضل، عندما تشجّعه على رميها في أماكنها المخصّصة ومنحه الوقت لتخمين السلّة المناسبة لكلّ نوع منها. كن مثالًا يُحتذى به  يعلم الجميع أنّ الأطفال، ولا سيّما الصغار منهم، يتعلّمون بالتكرار. لذلك، يصبح رفع وعي الطفل البيئيّ أكثر سهولة وتلقائيّة عندما يكبر في بيئة منزليّة تشجّع هذا النوع من المسؤوليّة. فيبدأ استيعاب طفلك السلوكيّات البيئيّة الصحّيّة من احترام ذويه للبيئة، باستخدامهم أكياس القماش عند التسوّق من السوبر ماركت، واستهلاك المنتجات المحلّيّة والموسميّة، وإغلاق صنبور المياه عند عدم استخدامه، وإغلاق الإضاءة في الغرفة الفارغة، وما إلى ذلك.    * * * الأطفال مستقبلنا، وبالتالي علينا رفع وعيهم البيئيّ، لأنّ ذلك من مفاتيح صحّة كوكبنا، ودعم هدفنا المتمثِّل في تربية أطفال يحبّون الأرض التي تحتويهم.     المراجع https://bester.energy/en/how-to-create-environmental-awareness-in-our-children/   https://ourgoodbrands.com/tips-motivate-kids-develop-environmental-awareness/   https://naitreetgrandir.com/en/feature/raising-children-environmental-awareness/#:~:text=Instead%2C%20encourage%20them%20to%20do,%2C%20driving%20less%2C%20and%20more.