والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

كيف تبسِّط الدروس التاريخيّة لطفلك؟

يُعدّ نقل المعرفة التاريخيّة للأطفال مسعى قيِّمًا يعزِّز فهم العالم ونسيج الأحداث الغنيّ بها. لكنّ التحدّي يكمن في تقديم الدروس التاريخيّة المعقّدة بطريقة تجذب انتباه الطفل، وتجعل الماضي ينبض بالحياة بالنسبة إليه. في هذا المقال، نعرّف بعض الاستراتيجيّات الفعّالة لتبسيط الدروس التاريخيّة للأطفال، ممّا يجعل التعلّم تجربة ممتعة ومفيدة.   كيف يمكن تعليم الدروس التاريخيّة للأطفال بطرق مبسّطة؟  هناك العديد من الاستراتيجيّات التي يمكن للآباء والمعلّمين ومقدّمي الرعاية استخدامها لتبسيط الدروس التاريخيّة، وتنمية اهتمام حقيقيّ بالأحداث التي تتكشّف في العصور الماضية. إليك أهمّها:   سرد القصص  يحبّ الأطفال القصص والتاريخ مليء بالقصص الرائعة التي يتوق طفلك إلى معرفتها. ولكن، بدلاً من سردها بالتواريخ والأسماء، انسِج الحقائق التاريخيّة في حكايات جذّابة. أنشئ شخصيّات وسيناريوهات تعيد الحياة إلى التاريخ، فيمكنك مثلًا سرد قصص عن مغامرات المستكشفين، أو شجاعة الشخصيّات التاريخيّة، أو التحدّيات التي واجهتها الحضارات المختلفة، حيث تصوير التاريخ في إطار قصصيّ يجعله صعب النسيان. الوسائل البصريّة تعدّ المساعدات البصريّة أدوات قويّة لتبسيط المفاهيم التاريخيّة، كدمج الصور والخرائط والرسوم البيانيّة لتوضيح الأحداث والجداول الزمنيّة. فكِّر في أن تشاهد معه الأفلام الوثائقيّة أو مقاطع الفيديو المتحرِّكة أو الأفلام التاريخيّة المناسبة عمره. لا يعزِّز التمثيل البصريّ الفهم فحسب، بل يثير الفضول أيضًا. شجِّع طفلك على رسم أو صياغة مشاهد من التاريخ، وتحويل التعلّم إلى مسعى إبداعيّ. توظيف التفكير النقديّ شجِّع طفلك على استكشاف التاريخ بعقليّة نقديّة، بطرح أسئلة محفّزة للتفكير، مثل "لماذا؟" و"كيف؟"، والتي تساعده على اكتشاف الأحداث التاريخيّة وفهم الدوافع وراءها. توفِّر مناقشة رغبات الحكّام في السيطرة والسعي وراء الثروة عبر التاريخ رؤى حول معرفة السلوك البشريّ. يطوِّر الأطفال مهارات تحليليّة تمتدّ إلى ما هو أبعد من دراسة الماضي، بطرح الأسئلة التي تحفِّز التفكير في العوامل المؤثّرة في القرارات التاريخيّة. الأنشطة العمليّة  لا يتعلّق التاريخ بالحقائق فحسب، بل بالتجارب أيضًا. إشراك الأطفال في الأنشطة العمليّة التي تحاكي الأحداث التاريخيّة، سواء أكان ذلك بناء أنموذج لحضارة قديمة، أم المشاركة في إعادة تمثيل تاريخيّ، أم طهي طبق طعام يعود إلى حقبة تاريخيّة محدّدة، تسهِّل هذه الأنشطة فهم طفلك التاريخ، لأنّ المشاركة العمليّة تعزِّز فهمًا وتقديرًا أعمق للماضي.  زيارة المواقع التاريخيّة  يوفِّر السير على خطى الذين عاشوا في عصور مختلفة تجربة تعليميّة فريدة وغامرة. لذلك، اصطحب طفلك لزيارة المواقع التاريخيّة كلّما أمكن، حيث توفِّر المتاحف والمعالم التاريخيّة ومعارض التاريخ الحيّ بيئة غنيّة بالحواس تعزِّز فهم الطفل الأحداث التاريخيّة، وتخلق الرحلات الميدانيّة ذكريات دائمة، ويمكن أن تثير اهتمام طفلك بالتاريخ مدى حياته.  ربط الدروس التاريخيّة باهتماماته اربط الدروس التاريخيّة باهتمامات طفلك. إذا كان طفلك يحبّ الحيوانات، فاستكشف الفترات التاريخيّة التي أدّت فيها حيوانات معيّنة أدوارًا مهمّة. أمّا إذا كان طفلك يحبّ الفنّ، فتعمّق في الحركات الفنّيّة في العصور المختلفة. فإنّك تجعل تعلّم التاريخ أكثر سهولة ومتعة بالنسبة إليه، بمواءمة المحتوى التاريخيّ مع اهتماماته. تشجيع طرح الأسئلة  عزِّز فضول طفلك بتشجيعه على طرح الأسئلة. كن صبورًا في الإجابة عن استفساراته، وإذا كنت لا تعرف الإجابة، فحاول اكتشافها معه، وتذكّر استخدام لغة مناسبة لعمر طفلك، وتجنّب إغراقه بالتفاصيل المفرطة. بذلك، تبني لدى طفلك اهتمامًا وفضولًا أكبر تجاه تعلّم التاريخ والتفكير النقديّ المتعلّق بالماضي.  خلق حوار تاريخيّ إشراك طفلك في المناقشات حول التاريخ يعزِّز افتتانه بها بطريقة غير مباشرة. شارك حبّك الأحداث التاريخيّة، واستمع إلى أفكار طفلك، ثمّ ناقش معه أوجه التشابه والاختلاف بين الماضي والحاضر، حيث يعزِّز تشجيع الحوار الفهم العميق، ويساعد الأطفال على رؤية التاريخ موضوعًا حيًّا ومتطوِّرًا. الألغاز التاريخيّة يعدّ اللعب طريقة رائعة لجعل تعلّم التاريخ ممتعًا للأطفال. استفد من الألعاب التاريخيّة الورقيّة أو الألغاز أو الألعاب التفاعليّة في الإنترنت المصمّمة لتعليم المفاهيم التاريخيّة. فغالبًا ما تشمل هذه الألعاب تحدّيات واختبارات وعناصر حلّ المشكلات، ممّا يحوِّل عمليّة تعلّم القصص التاريخيّة إلى تجربة ممتعة وتفاعليّة، باستيعاب طفلك المعلومات التاريخيّة أثناء الاستمتاع بوقته.  إنشاء جدول زمنيّ معًا  يعدّ إنشاء جدول زمنيّ وسيلة مساعدة بصريّة فعّالة، تساعد الأطفال على فهم الترتيب الزمنيّ للأحداث التاريخيّة. أنشئ مع طفلك جدولًا زمنيًّا على قطعة كبيرة من الورق أو منصّة رقميّة، واستخدم علامات أو ملصقات أو صور ملوّنة لتمثيل فترات وأحداث تاريخيّة مختلفة. لا يعزِّز هذا النشاط العمليّ تسلسل الأحداث فحسب، بل يوفِّر مرجعًا مرئيًا لطفلك لإعادة النظر فيه وتعزيز فهمه بمرور الوقت أيضًا.   * * * ينطوي تبسيط الدروس التاريخيّة للأطفال على الإبداع والمشاركة وإطلاق العنان للخيال، باستخدام رواية القصص، والمساعدات البصريّة، والأنشطة العمليّة، وزيارة المواقع التاريخيّة، والاتّصال باهتماماتهم، وتشجيع طرح الأسئلة، وتعزيز الحوار، وبالتالي يمكنك جعل الموضوعات التاريخيّة أكثر إثارة. وعليه، لا تنقل هذه الاستراتيجيّات المعرفة القيّمة فحسب، بل تغرس في طفلك حبًّا أبديًّا للتعلّم عن النسيج المذهل لتاريخنا البشريّ المشترك أيضًا.   المراجع https://www.safariltd.com/blogs/toys-that-teach/fun-ways-for-kids-to-learn-about-history  https://thesecretlifeofhomeschoolers.com/8-great-ways-to-make-history-exciting/       

تجارب علميّة للأطفال: كيف تثري معرفة طفلك الفضوليّ؟

الأطفال كائنات فضوليّة تتوق دائمًا إلى استكشاف العالم من حولها. لذلك، لا يعزِّز تشجيع هذا الفضول الفطريّ بالتجارب العلميّة حبّ التعلّم فحسب، بل يساعد في تطوير المهارات المعرفيّة ومهارات حلّ المشكلات المهمّة أيضًا. في هذا المقال، نتطرّق إلى أهمّيّة التجارب العلميّة للأطفال ونقدِّم مجموعة من التجارب المثيرة والتعليميّة التي يمكنك إجراؤها مع طفلك بسهولة في المنزل.   أهمّيّة التجارب العلميّة للأطفال في السنوات التكوينيّة لتعليم الطفل، تلعب التجارب العلميّة دورًا محوريًّا في تشكيل فهمهم العالم وتنمية شغفهم بالعلم، حيث يوفِّر التجريب العمليّ وسيلة فريدة للأطفال، للتفاعل بنشاط مع المبادئ العلميّة، إلى جانب الكتب المدرسيّة والمعرفة النظرية. إليك أهمّيّة التجارب العلميّة للأطفال:      الخبرة العمليّة توفِّر التجارب العلميّة منهجًا عمليًّا للتعلّم، ممّا يسمح للأطفال بلمس الأشياء والشعور بها والتلاعب بها. تساعد هذه التجربة الحسّيّة على ترسيخ المفاهيم المجرّدة وتعزيز فهمهم المبادئ العلميّة.  التفكير النقديّ وحلّ المشكلات  يتعلّم الأطفال التفكير النقديّ وحلّ المشكلات، بالانخراط في التجارب، حيث يطوّرون القدرة على الملاحظة والافتراض والتجربة واستخلاص النتائج، وهي مهارات ذات قيمة في العلوم وجميع جوانب الحياة.  إثراء فضول الطفل  تعمل التجارب العلميّة على تغذية فضول الطفل، وتشجّعه على طرح الأسئلة والبحث عن الإجابات. يضع هذا الاكتشاف المدفوع بالفضول أساس حبّ التعلّم والاكتشاف مدى الحياة.  التعلّم المبكر لبرنامج STEM يمكن لتعريف الأطفال بالعلوم في سنّ مبكرة أن يثير الاهتمام في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيّات. كما يمكن أن يؤثِّر كثيرًا في خياراتهم المهنيّة المستقبليّة، ولا سيّما في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على المهارات المتعلّقة بهذه المجالات الأربعة.  أمثلة على تجارب علميّة للأطفال  دعونا نتعمّق في عالم العلوم ونستكشف مجموعة مختارة من التجارب العلميّة الجذّابة والمصمّمة للأطفال الفضوليّين خاصّة: التفاعلات الكيميائيّة الملوَّنة  أنشئ عرضًا مذهلًا بصريًّا للسوائل المتغيّرة اللون، بمزج الماء وصودا الخبز والخل، مع إضافة بضع قطرات من ألوان الطعام لزيادة إثارة المشهد العلميّ. لا توضح هذه التجربة التفاعلات الكيميائيّة فحسب، بل تقدِّم مفهوم الرقم الهيدروجينيّ أيضًا. البركان اليدويّ ابنِ بركانًا باستخدام الطين أو العجين ومحاكاة ثوران البركان، بالجمع بين صودا الخبز والخل. لا تُعلِّم هذه التجربة الكلاسيكيّة الأطفال عن النشاط البركانيّ فحسب، بل توفِّر فرصة لمناقشة العلم الذي يقف وراءه أيضًا. تجربة البيضة العائمة  استكشف مفهوم الكثافة، بوضع بيضة في سوائل مختلفة، مثل الماء والمياه المالحة وماء السكر. لاحظ كيف يتغيّر طفو البيضة بتغيّر أحوالها، ممّا يوفِّر نظرة ثاقبة لمبادئ الفيزياء.  صاروخ البالون  اشرح أسس الفيزياء باستخدام صاروخ بالون بسيط. اربط شريطًا بين جدارين ومرِّره عبر أنبوب، وألصق بالونًا بالأنبوب، ثمّ انفخ البالون وأحكمه بيدك، ثمّ أفلته. سيدفع البالونَ اندفاعُ الهواء منه إلى الأمام، وسيدفع الأنبوبَ كذلك. توضِّح هذه التجربة قانون نيوتن الثالث للحركة: "لكلّ فعل ردّ فعل مُساوٍ له في القوّة ومعاكس له في الاتّجاه".  زراعة البذور  يمكنك تعزيز فهم علم الأحياء بتأدية تجربة زراعة البذور مع طفلك، ومراقبة عمليّة الإنبات، حيث تسمح هذه التجربة للأطفال بمشاهدة دورة حياة النباتات، وتعليمهم أهمّيّة الماء وضوء الشمس والتربة للنباتات.  التحليل اللونيّ   احصل على الحلوى الكرويّة الملوّنة، وزّعها على أطراف صحن وأضف الماء الساخن إليها، ستذوب الطبقة الخارجيّة للحلوى، والتي غالبًا ما تكون مصنوعة من السكّر الملوّن. شاهد مع طفلك لون الحلوى، وهو يبدأ بالزحف ببطء نحو منتصف الطبق، ممّا يحدِث تأثير قوس قزح مذهل. الفراشة الكهربائيّة  شكِّل فراشة من قطعة من الورق، ثمّ اربطها بماصّة الشرب، ثمّ ثبّتها على حافّة الطاولة. افرك بالونًا بقطعة من الصوف لتوليد كهرباء ساكنة، ثمّ امسك البالون المشحون بالقرب من فراشة الورق. شاهد بدهشة كيف تبدأ الفراشة بالرفرفة من دون أيّ اتّصال جسديّ. تُعرِّف هذه التجربة الأطفال بمفهوم الكهرباء الساكنة ومبادئ الشحنات الإيجابيّة والسلبيّة، مع تعزيز الشعور بالدهشة والإثارة.   * * * يعدّ إشراك الأطفال في التجارب العلميّة طريقة رائعة لإثراء معارفهم وتحفيز فضولهم. لا تجعل هذه الأنشطة عمليّة التعلّم ممتعة فحسب، بل تضع أساس تقدير العلوم مدى الحياة أيضًا. لدينا نحن، الآباء والمعلّمين، القدرة على تشكيل المستقبل بتعزيز حبّ الاكتشاف في العقول الشابّة اليوم. لذا، شمِّر عن سواعدك، واجمع بعض المواد البسيطة، وانطلق في رحلة استكشاف علميّ مع طفلك الفضوليّ.     المراجع https://www.weareteachers.com/easy-science-experiments/   https://www.sciencefun.org/kidszone/experiments/top-science-experiments-for-kids/  

التوحّد وتعلّم اللغة: كيف يتعلّم طفلك المصاب بالتوحّد اللغة؟

يبدأ جميع الأطفال بتطوير اللغة منذ يوم ولادتهم بالتفاعل مع محيطهم، والاستماع إلى الأحاديث واللعب مع الآخرين، إلّا أنّ الأطفال المصابين بالتوحّد يحتاجون إلى الدعم لتطوير مهاراتهم اللغويّة. ويعود سبب تأخّرهم في تعلّم اللغة إلى التركيز على التفاصيل والمشتتّات التي تحيطهم، لأنّهم يلتفتون إلى أدقّ التفاصيل.   هل يعوق التوحّد تعلّم اللغة؟ قد يواجه بعض أطفال التوحّد مشكلات في المعالجة السمعيّة التي تفسّر بها أدمغتهم الكلمات التي يسمعونها. وقد يواجه آخرون صعوبة في المهارات الحركيّة اللازمة، لتكوين الكلمات، مثل تنسيق حركات الفم واللسان المستخدمة في التحدّث.   متى يتكلّم الطفل المتوحّد؟  قد يبدأ بعض الأطفال المصابين بالتوحّد في التحدّث بين 12-16 شهرًا، وبعضهم يبدأ بين عمر سنتين وثلاث سنوات، وقد يأخذ الطفل وقتًا أطول من ذلك، بما يستدعي اللجوء إلى مختصّ.     كيف تساعد طفلك المصاب بالتوحّد على تعلّم اللغة؟   لتطوير اللغة، يحتاج الطفل المصاب بالتوحّد إلى فرص منتظمة وتحفيزيّة، لممارسة المهارات اللغويّة. إليك أهمّ وسائل تعليم طفل المتوحّد الكلام:   إدخال اللغة في أنشطته اليوميّة يمكنك إنشاء فرص محفّزة طفلك لاستخدام اللغة ضمن أنشطته اليوميّة. على سبيل المثال، يمكنك وطفلك تصفّح كتاب مصوّر من اختياره، ومحاولة التحدّث معه عمّا يراه في الكتاب، وطرح بعض الأسئلة عليه، وإمهال طفلك الفرصة حتّى يتمكّن من الإجابة ومشاركتك ما يفكِّر أو يشعر به تجاه ما يراه. تعليمه اللغة باللعب  اللعب طريقة مفضّلة للتعلّم لدى جميع الأطفال المصابين بالتوحّد وغير المصابين، بما في ذلك كيفيّة تعلّمهم اللغة. فيمكنك خلق فرص لطفلك لتطوير لغته، بممارسة الألعاب مع طفلك، أو جعل اللعب جزءًا من أنشطتك اليوميّة. على سبيل المثال، بإمكانك أن تقوم بحلّ أحجية الصور المقطوعة مع طفلك، وتبادل القطع الصغيرة وتغيير أماكنها الصحيحة لتشكيل صورة متكاملة، والنقاش حولها، والحديث عن موضوعات أخرى، إلى جانب اللعب. استخدام الإيماءات مع طفلك يمكنك أن توضِّح لطفلك المصاب بالتوحّد كيفيّة الطلب أو الاستجابة باستخدام بالإيماءات. تساعد الإيماءات طفلك على صياغة الكلام ما يناسب مستواه. مثال ذلك، إذا أتاك طفلك بعلبة طعام يحاول فتحها، اسأله: "هل تحتاج المساعدة؟"، سيفهم حينها أنّ "المساعدة" كلمة تدلّ على موقفه الحاليّ، وسيربطها بمواقف مستقبليّة مشابهة. استخدام الجمل القصيرة  من الأفضل استخدام العبارات التي تحتوي على كلمة أو كلمتين أو ثلاث كلمات، والتي يستخدمها طفلك حاليًا في كلامه. على سبيل المثال، إذا لم يكن طفلك قد أتقن الحديث بعد، يمكنك تكوين عبارات من كلمة أو كلمتين. أمّا إذا كان يتحدّث بجمل مكوّنة من كلمتين أو ثلاثة، كرّر ما يقوله، ولكن أضف بضع كلمات أخرى لتعلِّم طفلك كيفيّة بناء جمل أكثر.  التفاعل بإيجابيّة عند محاولة طفلك استخدام اللغة  يمكنك تشجيع طفلك على الاستمرار في استخدام اللغة، بالاستجابة الإيجابيّة، عند محاولته الحديث. تتضمّن الاستجابات الإيجابيّة التبسّم، أو بناء المحادثة بسؤال أو عبارة جديدة تثبت فهمك واستحسانك لما يقوله. الاستعانة بالوسائل التكنولوجيّة  لا تُسهِّل التقنيّات الجديدة والدعم البصريّ تعليم طفلك المصاب بالتوحّد التحدّث فحسب، بل تزيد متعة تعلّمه اللغة وفهمها. هناك العديد من التطبيقات والألعاب التي تجعل التعلّم ممتعًا وسهلًا، حيث صُمِّمَت للأطفال المصابين بالتوحّد.  اقرأ أيضًا: ألعاب تعليميّة للأطفال المصابين بالتوحّد   منحه المساحة التي يحتاجها  يُعدّ تحفيز جانب التعلّم الذاتيّ من أفضل طرق تعليم اللغة للطفل المصاب بالتوحّد. من المهمّ أن يحلّل طفلك الموقف ويفهمه جيّدًا، ولا يحدث ذلك إلّا بمنحه مساحته الشخصيّة. لا تدع الارتباك يسيطر عليك في حال تأخّر طفلك في التعلّم، بل تحلَّ بالصبر ودعه يتعلّم بالسرعة التي تناسبه، من دون إجباره على التحدّث ومشاركتك ما يفكّر به، فهو حتمًا سيعود إليك عندما يشعر أنّه مستعد.  تعزيز تواصله الاجتماعيّ   يُقال إنّ الطفل المصاب بالتوحّد يتعلّم ويتكيّف مع محيطه. وبالتالي، فأهمّ شيء يجب فعله هو عدم السماح له بالشعور بأنّه لا يستطيع القيام بأشياء مثل الأطفال العاديّين. اصحبه إلى الحدائق وزد من تفاعله الاجتماعيّ، حيث يعزّز انخراطُه في التفاعلات الاجتماعيّة أو مشاهدتها فضولَه تجاهها، وبالتالي مجاراتها.  استغلال اهتماماته لجذب انتباهه  يجذب التركيز على اهتمامات طفلك المصاب بالتوحّد انتباهه لحديثك. فيمكنك إعطاؤه لعبته المفضّلة ليلعب بها، وبمجرّد أن يعتاد اللعب بها، عليك إبقاء اللعبة على مسافة منه. وعندما يطلب طفلك اللعبة بالإيماءات، أعطها له في البداية، ولكن مع مرور الأيّام، حاول أن تظهر له عدم فهمك لما يحاول قوله. عندها، سيضطر إلى التعبير بالكلمات عمّا يريد.   * * * أفضل ما يمكنك القيام به لطفلك المصاب بالتوحّد الاستمرار بدعمه في كلّ الظروف، ومنحه الأمان بوجودك معه دائمًا. وتذكّر أنّه لا يوجد عائق يقف بين اضطراب التوحّد وتعلّم اللغة. لذلك، لا تضع نفسك تحت الضغط بسبب تأخّر طفلك في تطوير لغته، لأنّ ارتباكك قد ينعكس عليه أيضًا. حافظ على أجواء منزلك بحيث تكون إيجابيّة ومريحة وصحّيّة للتعلّم والنموّ، وراقب ازدهار طفلك بمرور الوقت.    المراجع https://www.momsbelief.com/blog/10-tips-to-teach-an-autistic-child-to-talk   https://sparkforautism.org/discover_article/speech-elusive/#:~:text=Some%20children%20may%20have%20problems,tongue%20movements%20used%20to%20talk.   https://www.kennedykrieger.org/stories/interactive-autism-network-ian/speech_onset_study#:~:text=The%20study%20brings%20hope%20to,do%20get%20language%2C%22%20Dr.      

التفكير النقديّ: ألعاب وأنشطة لتطوير المهارات المعرفيّة لدى المراهقين

العالم الذي نعيش فيه سريع الخطى، وأصبحت القدرة على التفكير النقديّ أكثر أهمّيّة من أيّ وقت مضى. تُعدّ مرحلة المراهقة بالذات ذروة التطوّر المعرفيّ، ومن الضروريّ تعزيز قدرة المراهقين على التفكير النقديّ وحلّ المشكلات واتّخاذ قرارات مستنيرة. وإحدى الطرق الفعّالة والجذّابة لتحقيق ذلك تكون بمجموعة متنوّعة من الألعاب والأنشطة المصمّمة لتحفيز عقولهم، وتعزيز مهارات تفكيرهم النقديّ.    أهمّيّة أنشطة تطوير المهارات المعرفيّة لدى المراهقين تعدّ ألعاب التفكير النقديّ مهمّة، لأنّها توفّر طريقة جذّابة وممتعة للطلّاب، لتطوير مهاراتهم في حلّ المشكلات، حيث تتيح الأنشطة والألعاب للمراهق ممارسة التفكير الإبداعيّ والعصف الذهنيّ والتفكير المنطقيّ الذي يمكن تطبيقه على مواقف من العالم الواقعيّ. يفهم المراهق، بلعب هذه الألعاب، النظرياتِ المعقدةَ المتعلّقة بالتفكير النقديّ بشكل أفضل، ليصبح أكثر كفاءة في حلّ المشكلات، ويتعلّم كيفيّة اتّخاذ قرارات أفضل في الفصل الدراسيّ، وفي مكان عملهم لاحقًا.   أفضل أنشطة تطوير المهارات المعرفيّة لدى المراهقين انطلاقًا من اعتبار التفكير النقديّ مهارة لا تُكتَسب بالطرق التقليديّة، نقدِّم لك الوسائل البديلة الإبداعيّة التي تكوِّن بها مهارة التفكير النقديّ عند ابنك المراهق:   الألعاب اللوحيّة  أثبتت ألعاب الطاولة التقليديّة أنّها أدوات ممتازة لتطوير مهارات التفكير النقديّ لدى المراهقين، مثل الشطرنج والسكرابل وغيرها، حيث لا تعدّ هذه الألعاب مصدرًا ترفيهيًّا وحسب، بل تشجّع المراهقين على التفكير مسبقًا، واتّخاذ القرارات، بناءً على المعلومات المتاحة والنظر في عواقب اختياراتهم.  الأحاجي  تأتي الألغاز في أشكال مختلفة، من الألغاز المقطوعة إلى السودوكو والكلمات المتقاطعة. تحفّز هذه الأنشطة الدماغ، وتعزّز مهارات حلّ المشكلات، والقدرة على التفكير المنطقيّ. كما يعزّز التنافس حول الألغاز لدى المراهقين الصبر والمثابرة التي تصقل بدورها مهارات تفكيرهم النقديّ. لعبة "غرفة الهروب"   تعدّ المشاركة في أنشطة غرفة الهروب طريقة مثيرة لرفع مهارة التفكير النقديّ لدى المراهق. وتتطلّب ألعاب المغامرات الواقعيّة من المشاركين حلّ سلسلة من الألغاز والتحدّيات للهروب، خلال مدّة زمنيّة محدّدة. تعمل الطبيعة التعاونيّة لغرف الهروب كذلك على تعزيز مهارات العمل الجماعيّ، والتواصل مع الأفراد جنبًا إلى جنب، مع تفعيل التفكير النقديّ. مجموعات المناقشات  يشجِّع إشراك المراهق في المناقشات حول الموضوعات المختلفة على تحليل المعلومات تحليلًا نقديًّا، والنظر في وجهات نظر مختلفة، والتعبير عن أفكارهم تعبيرًا فعّالًا. الأمر الذي يعزِّز تطوير مهارات الجدال والقدرة على اتّخاذ قرارات مستنيرة، بناءً على الأدلّة والاستدلال.  ألعاب أداء الأدوار  تعمل ألعاب أداء الأدوار على إشراك المراهقين في سيناريوهات معقّدة، حيث يتعيّن عليهم التغلّب على التحدّيات واتّخاذ القرارات والتفاعل مع شخصيّات متنوّعة. تشجِّع الألعاب الشبيهة بلعبة "سجون وتنانين" الإبداع وحلّ المشكلات والتفكير الاستراتيجيّ، حيث يعمل اللاعبون معًا للتغلّب على العقبات وتحقيق أهدافهم بأدوار مختلفة.  ألعاب المحاكاة  توفِّر بعض ألعاب الفيديو التي تحاكي سيناريوهات العالم الحقيقيّ للمراهقين منصّة تفاعليّة لتطوير مهارات التفكير النقديّ، حيث تتطلّب من اللاعبين اتّخاذ قرارات بشأن تخصيص الموارد، وتخطيط المدن، والدبلوماسيّة، وتعزيز التفكير الاستراتيجيّ والمهارات التحليليّة، بما يُنمِّي مهارة التفكير النقديّ. ألعاب الألغاز تتحدّى ألعاب حلّ الألغاز، سواء أكانت ألعابًا لوحيّة أم رقميّة، المراهقين لتحليل القرائن، والربط بين النقاط، واستخلاص النتائج. تعمل هذه الأنشطة على تعزيز التفكير الاستنتاجيّ والتحليليّ، بحلّ الألغاز المعقّدة. ألعاب التفكير النقديّ في الرياضيّات  يمكن أن تكون ألعاب التفكير النقديّ في الرياضيّات طريقة رائعة لمساعدة الطلّاب على تعلّم المفاهيم الرياضيّة وممارستها. فيمكن للطلّاب، بممارسة ألعاب التفكير النقديّ في الرياضيّات، أن يصبحوا أكثر ارتياحًا مع الأرقام أثناء تطوير مهاراتهم في حلّ المشكلات.  ألعاب التفكير النقديّ العلميّ  تُعدّ ألعاب التفكير النقديّ العلميّ طريقة رائعة لمساعدة الطلّاب على تعلّم المفاهيم العلميّة وممارستها. وغالبًا ما تتضمّن هذه الألعاب العثور على الأنماط وتحليل البيانات، ممّا قد يساعد في تعزيز مهارات حلّ المشكلات. كما تعدّ ألعاب التفكير النقديّ العلميّ مفيدة للمراهقين والطلّاب الأصغر سنًّا على حدّ سواء، ممّن بدأوا حديثًا في استكشاف عالم العلوم وبناء أفكارهم وفقَه.    * * * يُعدّ دمج الألعاب والأنشطة التي تتحدّى عقول المراهقين أمرًا ضروريًّا، وتوفِّر المجموعة المتنوّعة من الخيارات، بدءًا من ألعاب الطاولة التقليديّة وحتّى المحاكاة الرقميّة، فرصًا للمراهقين لتطوير المهارات المعرفيّة اللازمة للنجاح في عالم متزايد التعقيد. فيمكن للمعلّمين وأولياء الأمور، بجعل التعلّم ممتعًا وتفاعليًّا، الإسهام في تنمية المراهقين تنمية شاملة، وإعدادهم لمواجهة التحدّيات بثقة وعقل تحليليّ حادّ.    المراجع https://www.yourtherapysource.com/blog1/2023/03/05/critical-thinking-games-2/      

مسائل الطفل الرياضيّة: كيف أجعلها التحدّي المفضّل لطفلي؟

غالبًا ما تعدّ مادّة الرياضيّات موضوعًا صعبًا بالنسبة إلى الأطفال، ولكن، مع اتّباع النهج الصحيح، يمكن أن تصبح مسائل الرياضيّات التحدّي المفضّل لطفلك. تشجيع الموقف الإيجابيّ تجاه الرياضيّات منذ سنّ مبكرة لا يعزّز حبّ تعلّم مادّة الرياضيّات فحسب، بل يبني المهارات الرئيسة لحلّ المشكلات أيضًا.   في هذه المقالة، سوف نستكشف استراتيجيّات فعّالة لجعل المسائل الرياضيّة نشاطًا جذّابًا وممتعًا لطفلك.    كيفيّة تقوية قدرة حلّ المسائل الرياضيّة للطفل تحتاج تقوية قدرة طفلك على حلّ المسائل الرياضيّة إلى شحن شغفه تجاه المادّة. يمكنك المساعدة في تغيير وجهة نظر طفلك بتنفيذ هذه الاستراتيجيّات: حاول أن تعرف الأسباب من السهل أن تعرف أنّ طفلك لا يحبّ الرياضيّات، ولكن من المهمّ أن تعرف الأسباب والصعوبات التي يواجهها طفلك في المادّة. لذلك، اجلس مع طفلك وحاول أن تفهم منه المهارات التي يواجه صعوبة فيها، وحاول تبسيط المشكلة الكبيرة أمامه إلى مشكلات صغيرة تحلّاها معًا.  اللجوء للتكنولوجيا  غالبًا ما يشعر الأطفال بالملل من أسلوب التدريس نفسه. لذلك، يمكنك تغيير الروتين قليلًا باستغلال أساليب التعليم التكنولوجيّة، لكسر الرتابة والملل في استقبال المعلومات. هناك العديد من التطبيقات التعليميّة والمنصّات الإلكترونيّة المصمّمة لجعل مادّة الرياضيّات أكثر متعةً للأطفال، باحتوائها صورًا ملوَّنة وأنشطة تفاعليّة وشخصيّات متحرِّكة تجذب انتباه الطفل.  بدِّل الأدوار شجِّع طفلك على اللعب في المدرسة، واسمح له أن يؤدّي دور المعلّم. اختر له مثلًا مهارة حسابيّة يتقنها، واطلب إليه أن يعلّمك المهارة بكلماته الخاصّة واجعل هذا نشاطًا روتينيًّا عند تدريسه الرياضيّات في المنزل. تسهِّل قدرة طفلك على إعادة تدريس مهارة ما للآخرين عليه إتقان المهارة وترسيخها في عقله.   دمج الرياضيّات في الحياة اليوميّة  هناك العديد من الفرص التي تتيح استخدام المهارات الحسابيّة خارج الفصل الدراسيّ، ودمجها مع الأنشطة الروتينيّة، كإشراك طفلك في عمليّة التخطيط لقائمة البقالة، وتشجيعه على عدّ المحالّ أو الأشجار أثناء ركوب السيّارة، والتعرّف إلى أنواع الأشكال المختلفة في البيئة.   ربط الرياضيات باهتمامات الطفل  استخدم اهتمامات طفلك لربطها مع مادّة الرياضيّات. مثلًا، إذا كان طفلك مهتمًّا بالموسيقى، فاطلب إليه تلحين مهارة حسابيّة معيّنة. وإذا كان يحبّ الطبخ، دعه يقوم بقياس مقادير الوصفات بزيادة كمّيّة المكوِّنات أو تقليلها، بناءً على حجم الحصص، وغيرها من الاهتمامات الخاصّة بطفلك. تحدّث إلى معلّم طفلك  لا تنتظر حتّى يجد طفلك صعوبة في معرفة ما يجب أن يتعلّمه في صفّ الرياضيّات، حيث إنّه من الأفضل التحدّث إلى معلّم الرياضيّات، لأنّه على الرغم من أنّ المحتوى لم يتغير كثرًا منذ أن كان أهل اليوم في المدرسة، إلّا أنّ الطرق التي نعلِّم بها قد تغيّرت.  اتّجه للعب  يستمتع طفلك بالتعلّم باللعب، حيث يمكن لألعاب الطاولة وألعاب النرد أن تساعد طفلك على جمع الأرقام وطرحها، من دون الحاجة إلى العدّ. فالمهارات التي يكتسبها طفلك من الألعاب تبني لديه حسًّا رياضيًّا تلقائيًّا.  لا تنقل لطفلك السلبيّة  احرص على عدم نقل أفكارك السلبيّة عن الرياضيّات لطفلك، إذ يتأثّر طفلك برأيك كثيرًا في هذه الأوقات خاصّةً. لذلك، ساعده على تحسين موقفه تجاه مادّة الرياضيّات بإظهار ثقتك عند حلّ المسائل الرياضيّة أمامه وإشعاره بسهولتها. يمكنك أن تدرس مادّته جيّدًا قبل أن تشرحها له.  احتفل بإنجازات طفلك  يساعد التعزيز الإيجابيّ طفلك على قطع شوطٍ طويلٍ في تعزيز ثقته بنفسه، ممّا يسهم بطبيعة الحال في تنمية حبّه الرياضيّات. احتفل بإنجازات طفلك مهما كانت صغيرة، سواء أتعلّق الأمر بحلّ مشكلة صعبة، أم بإتقان مفهوم جديد، أم بإكمال مجموعة من المشكلات إكمالًا مستقلًّا. اعترف بجهوده دائمًا واثنِ عليها.   * * * يتطلّب تحويل مسائل الطفل الرياضيّة إلى التحدّي المفضَّل له الكثير من الصبر والإبداع والرغبة في استكشاف الأساليب المختلفة. فيمكنك تحويل الرياضيّات إلى نشاط ممتع لطفلك، بجعلها متّصلةً بحياته اليوميّة، ودمجها في فترات اللعب، وتخصيص تجارب التعلّم، والاستفادة من التكنولوجيا، والاحتفال بإنجازاته. وعليه، لن تحسّن تنمية موقف إيجابيّ تجاه الرياضيّات في وقت مبكر من حياة طفلك أداءه الأكاديميّ فحسب، بل ستؤسِّس عنده حبّ التعلّم مدى الحياة.   المراجع https://teachthemdiligently.net/blog/7-tips-to-help-your-child-love-math/    

كيف تقدّم الدعم لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة؟

تعدّ تربية أيّ طفل مهمّة مليئة بالتحدّيات، وقد تكون هذه التحدّيات أكبر عندما يكون الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة، إذ غالبًا ما يجد أهالي أطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة أنفسهم يبحرون في مياه مجهولة، ويواجهون تحدّيات فريدة. ومع ذلك، تمكّنهم الموارد والاستراتيجيّات المناسبة من تزويد أطفالهم بالدعم الذي يحتاجون إليه لتحقيق النجاح. في هذه المقالة، نستكشف بعض الطرق الرئيسة لدعم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة.     كيف تقدّم الدعم لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة؟    في ما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة:      تثقيف النفس  فهم حالة طفلك خطوة أولى نحو تقديم الدعم الفعّال. خذ الوقت الكافي للبحث والتعرّف بالتفصيل إلى تشخيص حالته والتحدّيات والعلاجات المتاحة. تواصَل مع العيادات والمنظّمات المعنية بتلبية احتياجات طفلك والبدء بالعلاج، فكلّما كنت مطّلعًا أكثر على حالة طفلك، كنت جاهزًا أكثر لاتّخاذ قرارات مدروسة بشأن رعايته.     بناء شبكة دعم   قد تكون تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة تحدّيًا عاطفيًّا وبدنيًّا. لذلك، من الضروريّ بناء شبكة دعم قويّة تساندك في هذه المهمّة. قد تشمل هذه الشبكة أفراد الأسرة والأصدقاء والمعلّمين والمعالجين، أو حتّى أهالي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة. أحط نفسك بأشخاص يفهمون موقفك ويمكنهم تقديم المساعدة العمليّة والدعم العاطفيّ لك.     مراقبة الطفل   راقب تقدّم طفلك باستمرار، وابقِ خطوط التواصل مفتوحة مع المعلّمين والمعالجين واختصاصيّي الرعاية الصحّيّة للبقاء على اطّلاع بتطوّر طفلك، وأيّ تحدّيات قد يواجهها. وكن سبّاقًا في معالجة المشكلات وطلب الدعم أو الموارد الإضافيّة الضروريّة، حيث تُعدّ المتابعة والمراقبة أمرين أساسيّين لدعم احتياجات طفلك المتطوّرة دعمًا فعّالًا مع مرور الوقت.     يمكن أن يكون اللعب علاجيًّا  إشراك طفلك في الأنشطة الجماعيّة، مثل الفنّ، أو المعسكرات، أو الرياضة يمنحه فرصة للتواصل الاجتماعيّ خارج المنزل، وبناء الثقة، وتكوين صداقات دائمة. كما يعدّ تشجيعه على تجديد نشاطه بممارسة التمارين الرياضيّة، أو تعلّم مهارة جديدة، أمرًا قيّمًا لعقل طفلك وجسده في طور نموّه.     الوصول إلى الخدمات المتخصّصة   اعتمادًا على احتياجات طفلك، قد يحتاج إلى الوصول إلى الخدمات المتخصّصة، مثل العلاج، أو الدعم التعليميّ، أو الرعاية الطبّيّة، أو التكنولوجيا المساعدة. اعمل مع اختصاصيّي الرعاية الصحّيّة والمعلّمين والمعالجين، بهدف الوصول إلى الخدمات التي من شأنها أن تدعم نموّ طفلك ورفاهه دعمًا أفضل. كما يمكن أن تكون برامج التدخّل المبكِر مفيدة في معالجة تأخّر النموّ، وتوفير الدعم اللازم خلال سنوات التكوين الأولى.     خلق بيئة منظّمة   غالبًا ما يتحسّن طفل ذو الاحتياجات الخاصّة في بيئة منظَّمة تتميّز بالاتّساق والاستقرار. لذلك، استخدم الوسائل المرئيّة والأدوات الأخرى لمساعدة طفلك على تنظيم أنشطته الروتينيّة والالتزام بها. يمكن أن يساعد هذا الجدول طفلك مساعدة غير مباشرة في تحسين سلوكه، وذلك بتعزيز استقلاليّته.      تشّجيع الاستقلال والدفاع عن الذات   في حين أنّ تقديم الدعم لطفلك أمر ضروريّ، إلّا أنّه من المهمّ كذلك تعزيز قدرته على الدفاع عن نفسه، حيث تزرع هذه المهارة في داخله المرونة والثقة بالنفس؛ ممّا يفيده على المدى الطويل. فتعليم طفلك المهارات المناسبة لعمره، يشجّعه على التعبير عن احتياجاته وتفضيلاته.   الصبر والمرونة تتطلّب تربية طفل ذي الاحتياجات الخاصّة الصبر والمرونة. فقد يكون تقدّم طفلك عمليّة بطيئة نظرًا لاختلافه، ولكن لا يجعلك اختلاف طفلك تتغاضى عن تميّزه. لذلك، احتفل بأبسط إنجازاته، وكن صبورًا على انتكاساته. عدّل منهجك حسب الحاجة، وكن على استعداد لتجربة استراتيجيّات وتقنيّات جديدة لدعم نموّ طفلك وتطوّره.     عدم إهمال الذات  يمكن أن تكون رعاية طفل ذي الاحتياجات الخاصّة عمليّة مرهقة لمقدّمي الرعاية. لذلك، من الضروريّ منح الأولويّة لرفاهك في بعض الأوقات. خذ فترات راحة عند الحاجة، واطلب الدعم من الآخرين، ومارس أنشطة الرعاية الذاتيّة التي تساعدك على إعادة شحن طاقتك والحفاظ على صحّتك الجسديّة والعاطفيّة. فبعنايتك بنفسك تكون أقدر على تقديم الدعم الذي يحتاج إليه طفلك.    * * *  تمثّل تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة تحديًّا فريدًا من نوعه، ولكن مع الصبر والحبّ والدعم، يمكن للوالدين خلق بيئة صحّيّة تمكِّن طفلهم من التطوّر والازدهار. فبتثقيف نفسك، وبناء شبكة دعم قويّة، والوصول إلى الخدمات المتخصّصة، وإنشاء بيئة منظّمة، والتحلّي بالصبر والمرونة، وإعطاء الأولويّة للرعاية الذاتيّة، يمكنك تزويد طفلك بالدعم الذي يحتاج إليه لتحقيق أقصى إمكاناته.      المراجع  https://www.geisinger.org/health-and-wellness/wellness-articles/2018/09/20/16/52/five-tips-for-raising-a-child-with-special-needs    https://www.helpguide.org/articles/family-caregiving/parenting-a-child-with-a-disability.htm     

ثقافة الطفل الجغرافيّة: بوّابة طفلك إلى دول العالم

مع ترابط العالم والانفتاح على الدول، أصبح فهم الثقافات المختلفة وتقدير التنوّع الجغرافيّ أهمّ من أيّ وقت مضى. فتعريف الأطفال بالثقافة الجغرافيّة لا يوسِّع آفاقهم فحسب، بل يعزِّز لديهم التعاطف والتسامح وإدراك الاختلافات أيضًا منذ سنّ مبكِرة. في هذه المقالة، نتعمّق في فوائد تدريس الجغرافيا للأطفال ونكتشف أفضل الممارسات للقيام بذلك.     لماذا عليك تثقيف طفلك جغرافيًّا؟   الثقافة العامّة بحدّ ذاتها مهمّة لطفلك، والثقافة الجغرافيّة جزء لا يتجزّأ من هذه الأهمّيّة. إليك أبرز فوائد تعليم طفلك الثقافة الجغرافيّة:      الوعي الثقافيّ  تساعد الثقافة الجغرافيّة طفلك على الغوص في نسيج غنيّ من الثقافات واللغات والتقاليد وأنماط الحياة من جميع أنحاء العالم. وبهذه المعرفة، يطوّر الطفل فهمًا وتقديرًا أعمق لتنوّع التجارب الإنسانيّة. وبالتعرّف إلى العادات والمعتقدات والقيم المختلفة، يكتسب طفلك نظرة ثاقبة حول تعقيدات الهويّة الثقافيّة، والطرق التي يعبِّر بها الناس عن أنفسهم ضمن أصولهم الثقافيّة الفريدة. وبهذا، يعزِّز هذا الفهم الاحترام والتعاطف، ويشجِّع الطفل على التعامل مع الثقافات غير المألوفة بعقل منفتِح ومتفهّم.      إدراك المنظور العالميّ  يوفّر تعليم الجغرافيا للأطفال رؤية شاملة للعالم، مع التركيز على الترابط بين الأشخاص والأماكن والبيئات في جميع أنحاء المناطق الجغرافيّة. وبالتعرِّف إلى الثقافة الجغرافيّة منذ الصغر، يَسهُل على طفلك فهم شبكات التجارة العالميّة، وأنظمة الاتّصالات، والترابط البيئيّ عند النضج؛ ممّا يسهم في فهمه كيفيّة تأثير أيّ إجراء يحصل في منطقة جغرافيّة ما، في منطقة جغرافيّة أخرى. يشجِّع هذا الوعي الأطفال على النظر في الآثار الأوسع لتصرّفاتهم وقراراتهم؛ ممّا يعزِّز الشعور بالمسؤوليّة تجاه المجتمع العالميّ. من هنا، يتطوّر لدى الأطفال شعور بالتعاطف والتضامن مع الناس من خلفيّات متنوّعة، بالاعتراف بمكانتهم ضمن سياق عالميّ أكبر.    مهارات التفكير النقديّ   يعزِّز تعليم الجغرافيا التفكير النقديّ عند الأطفال بتشجيعهم على تحليل الظواهر الجغرافيّة. وبدراسة الخرائط والرسوم البيانيّة، سوف يطوّر الطفل القدرة على طرح الأسئلة حول العوامل التي تشكِّل المناظر الطبيعيّة الجغرافيّة. يزوّد هذا النهج التحليليّ طفلك بمهارات قيمة في حلّ المشكلات، والتي يمكن تطبيقها في مختلف السياقات الأخرى.     التعاطف والرحمة   يعزِّز الأطفال التعاطف والرحمة تجاه الأفراد الذين يواجهون هذه المصاعب، ويتعلّمون الاعتراف بإنسانيّتهم ​​المشتركة مع أشخاص من خلفيّات مختلفة، بتعلّم الطفل المناطق الجغرافيّة المختلفة، ولا سيّما المتضرّرة من الكوارث الطبيعيّة أو الصراعات أو عدم المساواة الاجتماعيّة والاقتصاديّة. فالشعور بالمسؤوليّة تجاه المجتمع العالميّ يحفِّز الأطفال على اتّخاذ أدوار تناسب أعمارهم، لتعزيز التغيير الإيجابيّ في العالم.    الاستعداد للمستقبل  يطوِّر الأطفال القدرة على التنقّل في فهم الثقافات المختلفة والتعاون بفعّاليّة مع أشخاص من خلفيّات متنوّعة، بفهم الاختلافات الجغرافيّة. تعمل هذه الكفاءة العالميّة على إعداد الأطفال ليصبحوا في المستقبل مواطنين مسؤولين، وقادرين على الإسهام إسهامًا إيجابيًّا في مجتمع عالميّ سريع التغيّر.     ما وسائل تعليم الطفل الثقافة الجغرافيّة؟  على الرغم من أنّ الثقافة الجغرافيّة متشعّبة، وقد تكون معقّدة في بعض الأحيان، إلّا أنّه من الممكن تبسيطها لطفلك وفق وسائل تعليميّة ممتعة ومثرية. إليك أهمّها:      التعليم بالأنشطة   - مهارات الخرائط: زوِّد طفلك بخرائط مبسّطة، أو مقسّمة على مختلف البلدان والقارّات والمناطق، وعلِّمه كيفيّة قراءة الخرائط وتحديد المعالم الجغرافيّة الرئيسة، وتحديد البلدان والمدن والمعالم.   - استكشاف الكرة الأرضيّة: استخدم الكرات الأرضيّة لمساعدة الأطفال على تصوّر شكل الأرض الكرويّ، وفهم مفاهيم خطوط الطول والعرض وخطّ الاستواء في وقت متقدِّم من مراحل تعليمه.   - صناعة النماذج: شجِّع طفلك على إنشاء نماذج للمعالم الشهيرة، أو المناظر الطبيعيّة أو الجغرافيّة، باستخدام مواد مثل الصلصال أو مكعبّات الليجو.     موارد الوسائط المتعدّدة  - مقاطع الفيديو والأفلام الوثائقيّة: اعرض لطفلك مقاطع فيديو وأفلامًا وثائقيّة تعليميّة تحتوي على ثقافات ومناظر طبيعيّة، وحياة برّيّة مختلفة من جميع أنحاء العالم.   - مواقع الويب التفاعليّة: استكشف مواقع الويب والتطبيقات التفاعليّة المصمَّمة للأطفال، والتي تقدِّم جولات افتراضيّة واختبارات وألعاب تجعل تعلّم الجغرافيا جذّابًا وتفاعليًّا.   - السلسلة الوثائقيّة: عرِّف طفلك بالسلسلة الوثائقيّة التي تركِّز على الجغرافيا، مثل National Geographic Kids، أو Planet Earth، أو The Magic School Bus.     التجارب الثقافيّة -استكشاف المطبخ: اصطحب طفلك إلى مطاعم تقدِّم أطعمة من مناطق جغرافيّة مختلفة، حيث يمكن لطفلك تذوّق الأطعمة من بلدان مختلفة، وفهم الثقافات المختلفة في كلّ منطقة جغرافيّة.    -احتفالات الأعياد: إذا صادفت مع طفلك أيّ مهرجان دوليّ، أشرِكه فيه لتساعد طفلك على التعرّف إلى العادات والتقاليد والطقوس المرتبطة بكلّ منطقة جغرافيّة.   -التبادل الثقافيّ: خذ طفلك إلى جلسات أحداث التبادل الثقافيّ إن توافرت، حيث يمكنه التفاعل مع أفراد من خلفيّات ثقافيّة مختلفة، وتبادل القصص والتقاليد والخبرات.     الرحلات الميدانيّة  - زيارات المتاحف: اصطحب طفلك في رحلات ميدانيّة إلى المتاحف التي تحتوي على معروضات عن ثقافات العالم والجغرافيا والتاريخ، واسمح لهم باستكشاف القطع الأثريّة والخرائط الجغرافيّة المختلفة.   - المراكز الثقافيّة: زر المراكز الثقافيّة أو المجتمعات الدوليّة داخل مدينتك، حيث يمكن لطفلك تجربة المأكولات واللغات والعادات المتنوّعة تجربة مباشرة.  - الرحلات الطبيعيّة: استكشف المعالم الطبيعيّة والجغرافيّة، مثل الجبال والأنهار والغابات مع طفلك، ومحاولة فتح حوار مبسَّط معه حول العمليّات الجيولوجيّة التي شكّلت هذه المناظر الطبيعيّة.     الألعاب والأنشطة   - اختبارات الجغرافيا: اطرح بعض الأسئلة الجغرافيّة البسيطة لاختبار معرفة طفلك بجغرافيا العالم.   - تحدّيات الألغاز: ابحث عن ألغاز ممتعة أو كلمات متقاطعة متعلّقة بالجغرافيا. فيمكن لطفلك حلّها حلًّا فرديًّا أو مع أصدقائه.   - تحدّيات الخريطة: يمكن تعليم طفلك الإحداثيّات بإنشاء خريطة وهمّيّة لنشاط "البحث عن الكنز"، لتتحدّى قدرته على التنقّل إلى مواقع مختلفة بناءً على الأدلّة أو الإحداثيّات.     تشجيع الاستكشاف   - الجولات الافتراضيّة: استفد من تقنيّة الواقع الافتراضيّ (VR) لتقديم جولات افتراضيّة للمعالم الشهيرة، أو المتاحف، أو العجائب الطبيعيّة والجغرافيّة من جميع أنحاء العالم.   - مذكّرات السفر: شجِّع طفلك على الاحتفاظ بمذكّرات أو هدايا تذكاريّة لرحلات سفره، لتوثيق مغامراته الافتراضيّة أو الواقعيّة لخلق ذكريات دائمة عن اكتشافاته الجغرافيّة.     * * *  تعدّ الثقافة الجغرافيّة بمثابة بوّابة الطفل لاكتشاف بلدان العالم، وتعزيز الوعي الثقافيّ والمنظور العالميّ ومهارات التفكير النقديّ. وبدمج أفضل الممارسات مثل التعلّم العمليّ، وموارد الوسائط المتعدّدة، والتجارب الثقافيّة، والتكامل مع موضوعات أخرى، يمكن للآباء والمعلّمين زرع حبّ الجغرافيا في الطفل مدى الحياة، وإعداده ليصبح مواطنًا ناضجًا داخل منطقته الجغرافيّة وخارجها.      المراجع  https://globallytaught.com/blog/geography-for-kids/     

اللعب الفوضويّ فرصة فريدة للتعلّم والتطوير

في عالم التعليم في مرحلة الطفولة المبكِرة، هناك كنز من الأنشطة التربويّة التي غالبًا ما يُتغاضى عنها أو يُستهان بها. أهمّها اللعب الفوضويّ الذي يشمل مجموعة واسعة من التجارب الغنيّة بالحواس التي لا تُثير اهتمام الأطفال فحسب، بل توفِّر لهم فرصًا استثنائيّة للتعلّم والتطوير أيضًا.    بمَ يتميّز اللعب الفوضويّ عن غيره من طرق اللعب؟   قد يبدو اللعب الفوضويّ للوهلة الأولى نشاطًا عشوائيًّا، ولكن في باطنه يحمل عددًا لا يُحصى من الفوائد التي تسهِم في نموّ الطفل المعرفيّ والجسديّ والاجتماعيّ والعاطفيّ. ومن الواجب هنا التنويه إلى الفرق بين اللعب الفوضويّ والأنشطة المؤذية، حيث يتضمّن اللعب الفوضويّ أنشطة عشوائيّة تنطوي على اتّساخ الأيدي والملابس، إلّا أنّه يختلف اختلافًا واضحًا عن الأنشطة التي تسبِّب الضرر. صُمِّم اللعب الفوضويّ ليكون آمنًا ومفيدًا للأطفال، وذلك باستخدام موادّ غير مؤذية، حيث يُجرَى تحت إشراف مناسب لضمان سلامة الطفل.     الآن، دعونا نتعمّق في الأسباب التي تجعل من اللعب الفوضويّ فرصة تعليميّة لا تعوّض:     الاستكشاف الحسّيّ  يشغّل اللعب الفوضويّ عدّة حواس في وقت واحد؛ ممّا يوفِّر للطفل تجربة حسّيّة غنيّة بالتجارب المعرفيّة، سواء أكان ذلك اللعب بالطين أم رشّ المياه، حيث يُعدّ ذلك فرصة للأطفال لاستكشاف ملمس المواد المختلفة وطبيعتها. يضع هذا الاستكشاف الحسّيّ أساس التكامل الحسّيّ والقدرة على معالجة المعلومات الحسّيّة وفهمها، وهي مهارة تنمويّة رئيسة.     الإبداع والخيال   لا توجد قواعد أو قيود في عالم اللعب الفوضويّ. لذلك، يتمتّع الأطفال بحرّيّة غير محدودة لإطلاق العنان لخيالهم في تحويل كومة من الرمل إلى قصر، أو جعل لوحة كانفاس تحفة فنّيّة. تعزِّز هذه الحرّيّة إبداع الطفل، وتسمح له بالتجربة والتعبير عن نفسه بطرق جديدة وفريدة. فعند انخراط الطفل في أنشطة اللعب المفتوح، يتعلّم التفكير خارج الصندوق، بالإضافة إلى تطوير مهارات التفكير الإبداعيّ الأساسيّة لحلّ المشكلات والابتكار.     المهارات الحركيّة الدقيقة والإجماليّة   تتطلّب أنشطة اللعب الفوضويّة من الأطفال استخدام مجموعة متنوّعة من المهارات الحركيّة لتأدية الأنشطة المتنوّعة. سواء أكان الرسم أم الحفر في الرمل أم غير ذلك، حيث يطوِّر الأطفال تنسيقًا ذكيًّا بين اليد والعين، وقوّة القبضة، والوعي المكانيّ. لا تُعدّ هذه المهارات الحركيّة ضروريّة لمهمّات، مثل الكتابة وربط أربطة الحذاء وحسب، بل تضع أساس الأنشطة البدنيّة الأكثر تعقيدًا مع نموّ الطفل.    المهارات الاجتماعيّة والتنظيم العاطفيّ  غالبًا ما يحدث اللعب الفوضويّ في مجموعات؛ ممّا يوفِّر فرصًا قيّمة للتفاعل الاجتماعيّ والتعاون. عندما ينخرط الأطفال في أنشطة تعاونيّة مثل بناء القلاع الرمليّة أو مزج الألوان معًا، حيث يتعلّمون التواصل والتفاوض والعمل معًا لتحقيق هدف مشترك. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون اللعب الفوضويّ بمثابة منفذ للتعبير العاطفيّ؛ ممّا يسمح للأطفال بإطلاق طاقاتهم المكبوتة بطريقة آمنة وصحّيّة. يطوِّر الأطفال، بهذه العمليّة، المهارات الاجتماعيّة الرئيسة ويتعلّمون كيفيّة تنظيم عواطفهم. وهو ما يُعدّ جانبًا حاسمًا من النموّ الاجتماعيّ والعاطفيّ.    حلّ المشكلات والتفكير الناقد  لا يسير كلّ شيء وفق تخطيط طفلك، ولكن، بدلاً من رؤية هذه المشكلات كعقبات، يتعلّم الأطفال في هذه السنّ المبكِرة النظر إليها فرصًا للابتكار وإيجاد الحلول بذكاء. ذلك لأنّهم يتعلّمون بالأنشطة التي يحبّونها فعلًا، وليس بالكتب والأوراق. يشجِّع اللعب الفوضويّ الأطفال على التفكير الناقد، والتكيّف مع المواقف الجديدة، وعدم الاستسلام أمام التحدّيات.     تعزيز تطوير اللغة   تُشكِّل بيئات اللعب الفوضويّة فرصًا مثاليّة لتطوير اللغة، فعندما ينخرط الأطفال في أنشطة مختلفة، يبدؤون بوصف ما يرونه ويشعرون به ويفعلونه. علاوة على ذلك، تسهِّل جلسات اللعب الجماعيّة الفوضويّة التواصل والمحادثة بين الأقران، وتعزِّز توسيع المفردات، وبناء الجمل، ومهارات سرد القصص والأحداث.     تشجيع الاستقلاليّة والتعبير عن الذات   يمكِّن اللعب الفوضويّ الأطفال من الشعور بالثقة النابعة من إنجازاتهم التعليميّة، بالإضافة إلى التعبير عن أنفسهم بحرّيّة. في بيئة اللعب الفوضويّة، يُشجَّع الأطفال على اتّخاذ خياراتهم الخاصّة. تعزِّز هذه الحرّيّة الشعور بالاستقلاليّة والثقة بالنفس لدى الطفل، حيث يتعلّم بهذه الأنشطة، كيفيّة الوثوق بغرائزه واستكشاف اهتماماته. كما يوفِّر اللعب الفوضويّ كذلك منصّة فريدة للتعبير عن ذاتهم، ونقل أفكارهم ومشاعرهم وخيالهم بالفنّ والاستكشاف. فبتبنّي اللعب الفوضويّ، لا يطوِّر الأطفال المهارات الرئيسة فحسب، بل يطوِّرون كذلك حدسًا قويًّا وشغفًا للتعلّم مدى الحياة.     * * *  في الختام، يتعدّى اللعب الفوضويّ كونه مجرّد هواية عشوائيّة، فهو أداة قويّة للتعلّم والتطوير. يوفِّر اللعب الفوضويّ مجموعة كبيرة من الفوائد التي تسهِم في نموّ الطفل ورفاهيّته، من الاستكشاف الحسّيّ والإبداع، إلى المهارات الاجتماعيّة وحلّ المشكلات. لذلك، في المرّة القادمة التي ترى فيها طفلك يقوم بأيّ نشاط عشوائيّ، شجِّعه ولا تمنعه، واعلم أنّه يتعلّم وينمو بطريقته الاستثنائيّة.     المراجع  https://www.twinkl.jo/blog/five-benefits-of-messy-play#:~:text=Messy%20play%20helps%20your%20child,a%20needle%20or%20tie%20shoelaces.     

أفضل 10 تطبيقات تعليميّة للأطفال الصغار في سنة 2024 

غالبًا ما يتذمّر الأطفال من الدروس المملّة التي يتلقّونها في صفوفهم المدرسيّة بطرق تقليديّة. لذلك، يصبح جذب انتباههم في المساعي التعليميّة مهمّة تقع على عاتق الآباء في المنزل. ومع ظهور تكنولوجيا التعليم، لم تعد هناك حاجة للجري خلف الأطفال لحملهم على الدراسة. تكشف هذه المقالة عن ميزات أفضل 10 تطبيقات تعليميّة موجِّهة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.     ما أفضل تطبيقات تعليميّة للأطفال؟   يمكنك تحويل ساعات الدراسة المملّة إلى ساعات تعليميّة يستمتع بها طفلك وفق هذه التطبيقات التعليميّة المصمَّمة لتلبية احتياجاته التعليميّة المختلفة:    منصّة ABCmouse   هي منصّة شاملة تُعدّ واحدة من أفضل التطبيقات التعليميّة للأطفال في عمر الأربع سنوات. تُقدِّم هذه المنصّة منهجًا واسعًا يضمن حصول الأطفال على تعليم فريد في مجالات القراءة والرياضيّات والعلوم والفنون. صُمِّمت المنصّة تصميمًا يُقدِّم محتوى يتحدّى معرفة الطفل في كلّ مرحلة، وبفضل الرسومات الملوّنة والأنشطة العديدة، فإنّها تجذب انتباه الطفل لحبّ التعلّم.     تطبيق Endless Alphabet   هو تطبيق تعليميّ يركِّز على الأبجديّة والمفردات بالرسوم المتحرّكة، ممّا يجعل تعلّم المفردات نشاطًا ممتعًا. يقدِّم التطبيق للأطفال عالمًا تكون فيه الحروف جاذبة للانتباه. وتضمن طبيعتها التفاعليّة أن يشارك الطفل مشاركة نشطة في عمليّة التعلّم.      تطبيق Peekaboo Bran   هو تطبيق يزيد معرفة الأطفال الصغار بعالم الحيوانات بطريقة جذّابة، حيث يُرحَّب بالطفل عند دخوله التطبيق من حيوانات مختلفة بأصواتها الفريدة. يشبه التطبيق قصّة رقميّة مليئة بالعلوم المعرفيّة حول عالم الحيوان.     لعبة Sesame Street   شارع سمسم هو تطبيق تعليميّ أطلِق قديمًا، ولا تزال شهرته تزداد مع اكتساب شخصيّاته شهرة واسعة بين الأطفال. يقدِّم التطبيق مزيجًا من مقاطع الفيديو والألعاب التفاعليّة والقصص التي تعزِّز معرفة الطفل بالأبجديّة والأرقام والمهارات الاجتماعيّة والفنون.     تطبيق Monkey Preschool Lunchbox   يُعدّ Monkey Preschool Lunchbox واحدًا من أمتع تطبيقات التعلّم للأطفال في عمر الثلاث سنوات، فيوفِّر بيئة مرحة يمكن للأطفال بها تعلّم مهارات ما قبل المدرسة الأساسيّة، مثل الألوان والأشكال والعدّ والمطابقة، حيث يرشدهم قرد ودود في كلّ لعبة من هذه الألعاب.      تطبيقات المفكِّرون الصغار   تقدِّم شركة المفكِّرون الصغار أو "Little Thinking Minds" مجموعة من التطبيقات التفاعليّة التي تهدف إلى تعزيز مهارات اللغة العربيّة لدى الأطفال. ومع التركيز على القراءة والكتابة والحساب والتطوير المعرفيّ، توفِّر هذه التطبيقات أنشطة وألعابًا ومقاطع فيديو جذّابة تعزِّز حبّ التعلّم. صمّم محتوى هذه التطبيقات خبراء تربويّون للتأكّد من أنّه يناسب أعمار الأطفال ويتّصل بثقافتهم، ممّا يجعل التعلّم نشاطًا ممتعًا وفاعلًا.     لمسة   هو تطبيق تعليميّ شامل للأطفال، ويضمّ مجموعة واسعة من القصص والألعاب والأنشطة التفاعليّة، ويغطِّي موضوعات مختلفة، مثل اللغة والرياضيّات والعلوم والمهارات الاجتماعيّة. صُمِّم ليحتوي رسومًا متحرِّكة ملوّنة وقصصًا جذّابة تأسر حواس الأطفال، وتساعدهم على تحسين مهاراتهم المختلفة، مع تطوير إبداعهم وتفكيرهم النقديّ أيضًا.     نهلة وناهل   هي منصّة تعليميّة تقدِّم مجموعة واسعة من المحتوى المميّز، تقدّمها شخصيّتا "نهلة وناهل" اللتان تجعلان العمليّة التعليميّة للطفل أكثر متعة. تتميّز هذه المنصّة بواجهة سهلة الاستخدام ومحتوى آسر يخدم عدّة مراحل عمريّة للطفل، ويقدِّم أنشطة في مهارات مختلفة.     منصّة كُتبي   هو تطبيق يربط الطفل بمكتبة واسعة من الكتب الإلكترونيّة، ويقدِّم مجموعة متنوّعة من القصص والكتب التعليميّة والمحتوى التفاعليّ الذي يلبّي مختلف الفئات العمريّة، وفق مستويات قراءة متفاوتة. يشجِّع هذا التطبيق على حبّ القراءة بالسماح للأطفال باستكشاف مختلف الأنواع والموضوعات، وتعزيز مهاراتهم في اللغة العربيّة، وتعزيز شغفهم بالتعلّم طويل المدى.     تطبيق إدراك   يعدّ أحد أفضل التطبيقات التعليميّة للكبار والصغار على حدّ سواء. وبتخصيص حديثنا عن الأطفال، هو تطبيق تعليميّ شامل موجَّه إلى مرحلة الروضة، وحتّى الصفّ الثاني عشر. ويوفِّر موارد تعليميّة مجّانيّة وعالية الجودة مصمَّمة للناطقين باللغة العربيّة. طوّرت البرنامج مؤسّسة الملكة رانيا، وهو يقدِّم مجموعة متنوّعة من الموضوعات التعليميّة، بما في ذلك الرياضيّات والعلوم وفنون اللغة، وفق ما يتماشى مع المناهج السارية. كما صُمِّمت الدروس والاختبارات والأنشطة التفاعليّة لهدف رئيس، يتمثّل في زيادة تفاعل الأطفال وتعزيز تجربة تعلّمهم.     * * *  في سنة 2024، تطوّّرت التطبيقات التعليميّة للأطفال الصغار لتقدِّم مجموعة متنوّعة من التجارب التي تلبّي احتياجات الطفل الفريدة في مرحلة مبكرة. توفِّر هذه التطبيقات التوازن بين الترفيه والتعليم، وتدعم الأطفال الصغار في تطوير المهارات الرئيسة مع الحفاظ على عمليّة التعلّم ممتعة.     المراجع  https://www.splashlearn.com/blog/educational-apps-for-preschoolers/   

عشر نصائح لتهيئة طفلك لاستقبال المولود الجديد

يعدّ الترحيب بطفل جديد في العائلة من أجمل الأحداث، ولكنّه قد يجلب مزيجًا من المشاعر المختلطة، ولا سيّما للأشقّاء الأكبر سنًّا. لذلك، من الضرورة تهيئة طفلك لاستقبال المولود الجديد لمساعدته على تبنّي دوره أخًا أكبر أو أختًا كبرى. يمكنك إنشاء أسس قويّة لعلاقة أخويّة جديدة، بتعزيز التواصل المفتوح وإشراك الأخ الأكبر في العمليّة ومعالجة مخاوفه.   ما طرق تهيئة طفلك لاستقبال المولود الجديد؟  يمثّل الأهل عالم الطفل الأوّل. لذلك، قد يشكّل خبر قدوم شريك له في الأمومة والأبوّة مصدر تهديد لمكانته، مركزَ اهتمام في العائلة. لتجنّب هذه المشاعر، نساعدك اليوم على التعامل مع التغيير الذي يطرأ على عالمك وعالم طفلك، بتقديم عشر طرق تربويّة تُهيِّئ طفلك لاستقبال المولود الجديد:   1- كوّن لديه صورة ذهنيّة إيجابيّة  قبل استقبال المولود الجديد، يجب عليك تهيئة نفسيّة طفلك للتغيّرات التي ستحلّ في محيطه، وغرس الأفكار الإيجابيّة في عقله تجاه فكرة الأخوّة، وتسليط الضوء على ما تقتضيه هذه العلاقة المستقبليّة من احتواء ومحبّة ومرح. يقابل الطفل، ذلك، فكرة الأخ الجديد بالحماس والفضول الإيجابيّ، بدلًا من الغيرة والشعور بالتهديد. من هنا، يساعدك الحوار مع الطفل الأوّل، ورواية القصص له عن متعة مشاركة الحياة مع أخ أصغر، والأنشطة التي يمكن أن يفعلاها معًا. من أجل تقريب الصورة إلى عقل الطفل، يمكنك مشاركته صورًا أو مقاطع فيديو تعود إلى طفولته المبكِرة، إذ من شأن ذلك إثارة فضوله للعالم الجديد الذي سيجلبه الأخ الأصغر.  2- كن متفهّمًا   تتّسم المرحلة المبكرة من حياة المولود الجديد بحساسيّة خاصّة. لذلك، تتطلّب منك هذه الفترة قدرًا كبيرًا من تفهّم مشاعر القلق التي يعيشها طفلك الأكبر. يصوّر عقله الصغير له أنّ انضمام أخ جديد إلى أسرته يعرضّه للإهمال والوحدة، فمن المتوقّع أن تصدر منه بعض التصرّفات الناتجة عن حبّ التملّك والغضب الطفوليّين. يقتضي ذلك تفهمّ مشاعره والتغاضي عن السلوكيّات، من دون الضغط عليه ونهره أو اتّهامه بالغيرة.  3- لا تتعجّل   لا سبيل إلى بناء العلاقات من دون الوقت والجهد، فلا تنتظر نتيجة فوريّة. يجب ألّا تُحبِطك طبيعة الفترة الأولى، حيث إنّ تضمين معنى الأخوّة في حياة الطفل الأكبر من منظور إيجابيّ وتشاركيّ رحلة تتطلّب تراكم المواقف وغرس الثقة فيه، فضلًا عن طمأنته بأنّ حبّ والديه له واهتمامهما به لن يتغيّر بدخول المولود الجديد إلى حياته. لذا، عليك أن تترك بعض الأمور للوقت أحيانًا من دون الضغط، لما يمكن للضغط أن يسبّب نتائج عكسيّة تزيد من مشاعر القلق لديه، وتكون تهيئته لاستقبال المولود الجديد مهمّة في غاية الصعوبة.  4- كن مرجعًا له  أنت النسخة الأولى من طفلك، فهو يستمدّ اللغة التي يستخدمها والسلوك الذي يُقدِم عليه منك. وعليه، يجب توجيهه أخًا أكبر نحو أخيه، والثناء عليه وتقديره. الأمر الذي يدفعه إلى حبّ العطاء وتقديم الرعاية لأخيه. كما إلى تجنّب السلوك العدوانيّ أو ردود الأفعال السلبيّة الناتجة عن ثقل الضغط الذي يسبّبه المولود الجديد، أو نهر الطفل الأكبر باستمرار وعزو سبب الأعباء المصاحبة المولود الجديد إليه، لأنّ هذه الأفعال تُترجَم إلى رسائل سلبيّة تؤكِّد المخاوف الكامنة في عقل الطفل الأوّل عن فقدانه الاهتمام والمحبّة.  5- كن منفتحًا للحديث معه   اللغة التي تستخدمها أمام طفلك تُسهِم كثيرًا في تشكيل أفكاره. لذلك، يعدّ تكرار العبارات الإيجابيّة الموجَّهة إلى الطفل الثاني، والتركيز على دور الطفل الأكبر في رعايته، مفتاحًا للأبواب المغلقة لدى الطفل الأوّل. كلّما أثنيت على جهوده وتأثيره في حياتك وحياة أخيه الأصغر، كلّما شعر بالثقة في نفسه ونزع إلى العطاء وتقبّل مشاركته المولود الجديد اهتمامك.  6- أكثر من جرعات الحبّ لتعويض الفراغ الذي قد يشعر به طفلك الأوّل بسبب تفرّغك للمولود الجديد، عليك زيادة التعبير عن حبّك واهتمامك أكثر من السابق، حتّى يشعر بأنّ مشاركته حياته مع أخيه لن تؤثِّر في علاقته بك ومكانته عندك. انطلاقًا من حاجة الطفل القلِق إلى الاطمئنان، فلا بدّ من عدم تعرّضه للإهمال المعنويّ، ولا سيّما في الفترة الأولى بعد استقبال المولود الجديد. يجب أن يشعر أنّ المولود الجديد ليس مُفضَّلًا عليه، وأنّ شيئًا لم يتغيّر، وأنّ أمّه ما زالت تعبِّر عن حبّها له على النحو الذي اعتاد عليه، سواءً باحتضانه أم بالحوار معه عن تفاصيل يومه أم غير ذلك 7- شاركه الأنشطة  شارك طفلك الأوّل العناية بالمولود الجديد، وذكّره دائمًا بالأنشطة التي يمكنكما الاستمتاع بها معًا، لبناء علاقة صحّيّة معه وتهيئة نفسيّته لاستقبال أخيه. تحقّق مشاركة طفلك الفعليّة في الرعاية له الشعور بالفاعليّة والتقدير، وتسهِم في تشكيل رابط وجدانيّ بينه والمولود الجديد.  8- أشعره بتميّزه  يعدّ تسليط الضوء على نقاط التميّز عند طفلك الأوّل من الأساليب التربويّة المهمّة لتهيئته لاستقبال المولود الجديد. كلّما ترسخت لديه نظرتك الإيجابيّة له وملاحظتك مواهبه وقدراته، كلّما تعزّزت قيمته الذاتيّة في عقله، وأصبح أكثر انفتاحًا على فكرة تقاسم اهتمامك مع أخيه.   9- تجنّب المقارنة  المقارنة عدوّ الأخوّة، ومن أكثر الجروح النفسيّة الغائرة التي ليس من السهل معالجتها، فعليك تجنّب مقارنة طفلك الأوّل بأخيه، أو مجرّد التلميح بذلك. تكمن الخطوة الأولى لتهيئة نفسيّة طفلك لاستقبال المولود الجديد في بناء علاقة تسودها المحبّة والتكامل، لا المنافسة والغيرة بينه وأخيه الأصغر.  10- أمِّن له الحماية  لا تمنع جهودك لتوفير بيئة أخويّة صحّيّة أخذك الاحتياطات اللازمة لحماية مولودك الجديد، فلا يمكنك ضمان عدم قيام طفلك الأوّل بسلوكيّات تشوبها العدوانيّة تجاه أخيه الصغير في الفترات الحسّاسة الأولى. لذا، من الأفضل عدم تركهما بمفردهما، ولا سيّما في البدايات، إلى أن تنمو الثقة والارتباط بين الأخوين.   * * * قد يرحِّب بعض الأطفال بالأخ الجديد بكلّ رحابة صدر ومن دون أيّ استياء، وقد تجد بعضهم، في المقابل، يصابون بالكآبة. نظرًا إلى اختلاف ردّة فعل الأطفال في مثل هذه المواقف، من المهمّ التحلّي بالصبر. في الوقت الذي تعمل فيه على تهيئة طفلك لاستقبال المولود الجديد، أعطه وقتًا ليتكيّف مع أخيه، وشجّعه على التحدّث عمّا يشعر به، وحاول دائمًا أن تكون مستمعًا جيّدًا له.    اقرأ أيضًا أهمّ مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ   | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) هل الغيرة عند الأطفال عادة صحّيّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.verywellfamily.com/introducing-your-toddler-to-a-new-baby-4137367  https://www.wikihow.com/Deal-with-a-Jealous-Child   https://www.scholastic.com/parents/family-life/social-emotional-learning/social-skills-for-kids/new-baby-jealousy.html   https://clevertykes.com/12-ways-to-encourage-creativity-in-children/  

التعامل مع مشكلات الأطفال النفسيّة بعد الطلاق

يعدّ الطلاق من أكثر الظواهر الاجتماعيّة المؤلِمة التي يمكن أن تمرّ فيها الأسرة، ولا سيّما بالنسبة إلى الأطفال الذين يعانون تأثيراتها المباشرة في نفسيّتهم. وعلى الرغم من أنّ الطلاق قرار صعب، إلّا أنّه قد يكون ضروريًّا عندما تحول الحياة الزوجيّة دون توفير سبل السعادة والسلام للأطفال. في مرحلة ما بعد الطلاق، تتأثّر نفسيّة الأطفال بانفصال الوالدين، ممّا يؤدّي عادةً إلى إصابتهم بالاكتئاب والقلق، إذا لم يُتعامَل مع مشاعرهم بطريقة تربويّة سليمة. الأمر الذي يزيد من احتماليّة تطوير السلوكيّات السلبيّة والمشكلات النفسيّة في المستقبل.     كيف تُصنَّف مشكلات الأطفال النفسيّة بعد الطلاق؟  يمكن تصنيف تأثير الطلاق في الأطفال إلى ثلاثة أنواع رئيسة:  تأثير الطلاق الأوّليّ  يحدث عندما يتمّ الطلاق في وقت مبكِر من حياة الطفل، ويمكن أن يؤدِّي إلى خلل في نموّ طفلك العاطفيّ والاجتماعيّ.  تأثير الطلاق الوسطيّ  يحدث عندما يتمّ الطلاق في الفترة التي يمتدّ فيها عمر الطفل من 6 سنوات إلى 12 سنة، والتي تؤثّر غالبًا في أداء طفلك الدراسيّ وتراجع ثقته بنفسه.   تأثير الطلاق الأخير  يحدث عندما يتمّ الطلاق في مرحلة متأخّرة من حياة الطفل، ويمكن أن يؤدّي إلى اضطرابات في سلوكيّاته وعواطفه تجاه من حوله.     ما آثار مشكلات الأطفال النفسيّة بعد الطلاق؟  بينما قد يتفاعل بعض الأطفال مع الطلاق بطريقة طبيعيّة، يعاني بعضهم الآخر هذا التغيّر بشكل يؤثِّر في مناحي مختلفة من حياتهم. هنالك آثار عديدة للطلاق قد يعانيها طفلك. أهمّها:  ضعف الأداء الأكاديميّ الطلاق صعب على جميع أفراد الأسرة، ولكن بالنسبة إلى الأطفال، قد تؤدّي محاولة فهم الديناميكيّات المتغيّرة للأسرة إلى تشتيتهم وتشويش تفكيرهم. الأمر الذي يؤدّي، بطبيعة الحال، إلى انخفاض قدرتهم على أداء واجباتهم الأكاديميّة كما ينبغي.  فقدان الاهتمام بالنشاط الاجتماعيّ أشارت الأبحاث إلى أنّ الطلاق يمكن أن يؤثّر في الأطفال اجتماعيًّا، فقد يواجه الأطفال الذين انفصل والِداهُم صعوبة في التعامل مع الآخرين، فيقلّلون من اتّصالاتهم الاجتماعيّة، وتزداد تساؤلاتهم عن تعرّض زملائهم لموقف مشابه.   صعوبة التكيّف مع التغيير  يتأثّر الأطفال بحاجتهم إلى التكيّف الفوريّ مع التغيير الذي يسبّبه الطلاق، حيث يكون لديناميكيّات الأسرة الجديدة، أو المنزل الجديد، أو الوضع المعيشيّ المختلف، بما يترتّب عليه من تغييرات أخرى، كبيئة المدرسة والأصدقاء الجدد، تأثير في استقرار الطفل النفسيّ. التأثر العاطفيّ السريع   يمكن أن يجلب الطلاق العديد من عواطف الأطفال المختلطة، كمشاعر الفقد والغضب والارتباك والقلق والحزن في آنٍ واحد، تاركًا طفلك في دوّامة من المشاعر التي تستنزف من طاقته وتزيد من حساسيّته العاطفيّة. لذلك، تجد طفلك يبحث باستمرار عن متنفّس لمشاعره، وعن شخص قريب يتحدّث إليه ويستمع إلى كلامه العشوائيّ. الغضب والانفعال  في بعض الحالات، يشعر الأطفال بالإرهاق ولا يعرفون كيفيّة الاستجابة للتأثيرات النفسيّة التي يشعرون بها أثناء الطلاق، فينفعلون ويغضبون غضبًا غير منطقيّ على أنفسهم ووالديهم ومن حولهم. قد يتبدّد هذا الغضب لدى العديد من الأطفال بعد عدّة أسابيع، ولكن من المهمّ أن تدرك أنّ هذا الغضب قد يؤثِّر تأثيرًا طويل الأمد في طفلك إذا لم تتصرّف معه بالشكل الصحيح.  الشعور بالذنب  غالبًا ما يتساءل الأطفال عن سبب حدوث الطلاق في أسرهم، وأثناء تفكيرهم بالأسباب يتساءلون إذا كان الأمر ناتجًا عن خطأ ارتكبوه. هذه المشاعر المرتبطة بالذنب هي من الآثار البالغة التي يتركها الطلاق عادةً في نفوس العديد من الأطفال. وفي حالات متقدّمة، يزيد الشعور بالذنب من الضغط النفسيّ ويؤدّي إلى الاكتئاب والتوتّر ومشكلات صحّيّة أخرى.   الميل إلى السلوكيّات الخاطئة   يؤدّي عدم حلّ النزاع بين الوالدين إلى أخطار مستقبليّة تتعلّق بسلوكيّات الطفل، سواءً في مرحلة الطفولة أم في مرحلة أخرى. أظهرت الأبحاث أنّ الأطفال الذين عانوا طلاق والديهم، كانوا أكثر عرضة للمشاركة في الجرائم والتمرّد والتدخين وغيرها.  المشكلات الصحّيّة  الأطفال الذين انفصل والداهم أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات الصحّيّة الجسديّة وصعوبة النوم. ينبع ذلك من العديد من العوامل، أهمّها الإصابة بالاكتئاب وفقدان الرفاهيّة وتزعزع الاستقرار العائليّ.    كيف تتعامل مع مشكلات الأطفال النفسيّة بعد الطلاق؟  هناك العديد من الطرق التي يمكن للوالدين اتّباعها لمساعدة طفلهم على التحكّم بمشاعره بطريقة أفضل:  دعه يعبِّر عن حزنه  يحتاج طفلك إلى التعبير عن مشاعره تعبيرًا صريحًا بعد الطلاق، ومن غير المرجّح أن تختفي مشاعره الحزينة بسرعة. لذلك، امنحه المساحة ليعبّر عنها بأريحيّة. ساعده على تخطّي مشاعر الذنب  من الضروريّ أن يفهم طفلك أنّه غير مسؤول عن نجاح علاقة والديه، وأنّ انفصالها ليس خطأه، وأنّ واجبه الوحيد هو التركيز على نجاحه الأكاديميّ، وأنّكما ستسعدان فقط إذا تفوّق في دراسته.  حافظ على علاقة الاحترام مع شريكك السابق من المهمّ تنمية علاقة صحّيّة مع شريكك السابق، بغضّ النظر عن الخلافات التي دارت بينكما، ومحاولة تعزيز العلاقات الإيجابيّة، حتّى تتعاونا على مساعدة طفلكما على تخطّي المشاعر السلبيّة والحزن الناتج عن فقدان الجوّ العائليّ. امنحه الحبّ الذي يفتقده  اختلال مشاعر الحبّ بينك وشريكك السابق قد يزعزع المشاعر التي يكنّها طفلك لكما. لذلك، ذكّره دائمًا بحبّك له، وعدم تأثير اختلاف الأماكن في حبّكما.    * * * في الوقت الذي يتعرّض فيه الطفل تعرّضًا كبيرًا للإصابة بهذه الآثار، إلّا أنّ الإصابة بها ليست أمرًا مطلقًا، ذلك أنّ الكثير من الآباء يعون مدى الضغط النفسيّ الذي يسبّبه الطلاق لهم ولطفلهم. لذلك، الوعي بهذه الآثار أهمّ من علاجها، لأنّ الوعي يخلق منطقًا تُفهَم به أهمّيّة الوقاية من الآثار الناجمة من الطلاق.   اقرأ أيضًا: كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6313686/#:~:text=Research%20has%20documented%20that%20parental https://www.familymeans.org/effects-of-divorce-on-children.html   https://www.verywellfamily.com/psychological-effects-of-divorce-on-kids-4140170    

أسباب الاكتئاب عند المراهقين وكيفيّة مواجهته

مقارنة بالعصور السابقة، أخذت معدّلات الاكتئاب في العصر الحديث تزداد ازديادًا ملحوظًا، ولا سيّما بين صفوف المراهقين. فتزداد حالات الاكتئاب والتقلّبات المزاجيّة في مرحلة المراهقة، ويصعب على الأسرة والوسط المحيط بالمراهقين التعامل معهم، وتقديم المساعدة إليهم، ولا سيّما إذا استمرّت هذه الحالة لفترة طويلة، ولم تكن فترة عابرة. ومن أجل مساعدتك على فهم اكتئاب المراهق المرضيّ، والتمييز بينه ومشاعر الحزن أو الغضب الطبيعيّة، وتقديم الدعم والمساندة إليه، نقدِّم إليك أسباب الاكتئاب عند المراهقين، وكيفيّة مساعدة ابنك المراهق على عبور هذه المرحلة بسلام.    ما أسباب الاكتئاب عند المراهقين؟  يعتقد الخبراء أنّ أسباب الاكتئاب عند المراهقين معقّدة ويمكن أن تكون نتيجة عدّة عوامل، بما في ذلك أمور خارجة عن سيطرتنا، مثل الوراثة وكيمياء الدماغ والهرمونات والصدمات وغير ذلك. إليك عدد من التحدّيات التي يواجهها المراهق، وتزيد من احتماليّة إصابته بالاكتئاب:  التعرّض للتنمّر يُربَط التعرّض للتنمّر بزيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب في العديد من الدراسات، وتشير الأبحاث إلى أنّ تنمّر المراهقين يمكن أن يغيّر نموّ الدماغ. تشير نتائج إحصاءات تقارير التنمّر إلى أنّ ما يقرب من 20% من الطلّاب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة، يبلّغون عن حالات تعرّض للتنمّر، والتي تشمل الاعتداء النفسيّ والجسديّ، أو التعدّيّ على ممتلكاتهم الشخصيّة وتخريبها. وقد يكون التنمّر من أقرانهم في المدرسة أو المنزل، أو من مجهولين في الأماكن العامّة. وسائل التواصل الاجتماعيّ يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعيّ أداةً إيجابيّة، إلّا أنّ إدمان ابنك المراهق عليها يؤدّي إلى نتائج سلبيّة، كاضطرابات النوم، واحتماليّة التعرّض إلى التنمّر الإلكترونيّ، وتشكيل صور غير واقعيّة عن الآخرين، ومقارنة نفسه بها. الضغط الأكاديميّ يصاب العديد من المراهقين بالإحباط عند تحمّلهم مسؤوليّة تحصيل معدّل عالٍ في المدرسة، وقد يزداد الأمر سوءًا عند مقارنتهم بغيرهم من الطلّاب الذين يحقّقون معدّلات ممتازة في المدرسة. كما أظهرت الدراسات أنّ الطلّاب الذين يشعرون بالتوتّر الأكاديميّ معرّضون لخطر الإصابة بالاكتئاب، بمقدار 2.4 مرّة، مقارنةً بأولئك الذين لا يشعرون بالتوتّر الأكاديميّ. التعرّض إلى صدمة نفسيّة يعاني كثير من المراهقين الصدمات التي تنتج عن كثير من الأسباب، مثل الإهمال والاعتداء الجسديّ والعاطفيّ والجنسيّ. وتشير الدراسات إلى أنّ حوالي 15% إلى 43%، 14% من الفتيات، و43% من الأولاد المراهقين، يمرّون بصدمة واحدة على الأقلّ في حياتهم. وبغضّ النظر عن شدّة الصدمة وتكرارها، فتكون غالبًا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باكتئابهم.  كثرة الخلافات الأسريّة تكرار الخلافات الأسريّة وتعرّض المراهق للعنف الأسريّ، سواء النفسيّ أم الجسديّ، يؤدّي إلى انخفاض ثقته بنفسه، ويسبّب له توتّرًا وضغوطًا نفسيّة مستمرّة، وهي من أهمّ أسباب الاكتئاب عند المراهقين.  المقارنات المستمرّة بينه وأقرانه  قد تكون هذه المقارنات ناتجة عن أسباب واقعيّة وغير واقعيّة.    الإهمال  يزيد عدم مقابلة عواطف طفلك بالاهتمام الواجب من سوء حالته. لذلك، يعدّ الإهمال العاطفيّ أحد أهمّ أسباب إصابة ابنك بالاكتئاب، أو تفاقم حالته.     كيف أعلم أنّ ابني المراهق مُصاب بالاكتئاب؟  لا تخلو مرحلة المراهقة من التغيّرات والمنعطفات النفسيّة المتقلّبة. ولكن، هناك بعض الدلائل التي تشير إلى وجود مشكلة يجب الوقوف عندها ومساندة المراهق لتخطّيها بأسلوب علاجيّ صحيح، لأنّه قد يكون مصابًا باكتئاب مرضيّ، وليس مجرّد حالة عابرة من الحزن.  - الشعور بالعجز والإحباط واليأس، إذ تتكوّن قناعات لدى المراهق بأنّ تغيير الواقع مهمّة شبه مستحيلة.  - أعراض القلق والتوتّر الظاهرة على سلوك المراهق ظهورًا مزمنًا ومستمرًّا، مثل التململ والأرق.  - الميول الانتحاريّة والعجز عن الاستمتاع بالحياة.  - الميل إلى الوحدة والعزلة لساعات طويلة، وتجنّب الأوساط الاجتماعيّة والمناسبات بشكل مستمرّ. - السلوك العنيف والميل إلى التمرّد على قيم وسطه الاجتماعيّ عامّة.  - الهشاشة النفسيّة أمام أبسط المواقف وسرعة البكاء غير المعتاد.  - الحساسيّة المفرطة والخوف الزائد من التعرّض إلى الرفض أو الإخفاق.  - اختلال الساعة البيولوجيّة والأرق الشديد والنوم طيلة النهار.  - لا مبالاة بالأحداث المهمّة وإهمال النفس والمهمّات الضروريّة. - تشتّت الانتباه وكثرة النسيان.  - فقد الشغف والزهد في الأنشطة المحبّبة إليه عادة.   - الخمول وقلّة النشاط لمدّة طويلة.  - الشعور بالألم، مثل ألم المعدة والصداع والإرهاق وألم الظهر.  - الشعور المرضي بالذنب.  - تراجع الأداء الدراسيّ. - إدمان الكحول أو المخدِّرات.   كيف أساعد ابني المراهق على تخطّي الاكتئاب؟ هناك عدّة ممارسات واستراتيجيّات صحّيّة، يمكنك بها مساعدة ابنك أو ابنتك المراهقة على تخطّي الاكتئاب. أهمّها:  - وضع خطّة ذات أهداف علاجيّة واضحة، سواء في المنزل أم المدرسة، لمساعدة المراهق على التعافي.  - مراقبة الوسط المحيط بالمراهق، كالمدرسة والأصدقاء، فربّما يتعرّض إلى الإيذاء النفسيّ في أحد أوساطه الاجتماعيّة. - مساعدة المراهق على التخلّص من الشعور بالذنب والعار، واستبدال المشاعر الايجابيّة، مثل التعبير عن الحبّ والمساندة والتفهّم. - تقبّل أخطاء المراهق واستيعابها وتقويمها، بدلًا من إلقاء اللوم وتحميله الذنب باستمرار، ممّا يقلّل من ثقته بقدراته ويعمّق من شعوره بالدونيّة والتقدير الذاتيّ المنخفض.  - منح المراهق المساحة والقدر الكافي من الحرّيّة ليعبِّر عن مشاعره، وعدم استعجال نتيجة رحلة التعافي.  - احترام اختيارات المراهق المعقولة، وإن خالفت رؤية الوالدين أو مخطّطهم المستقبليّ.  - عدم الاستخفاف بهموم المراهق ومخاوفه مهما بدت بسيطة أو تافهة بالنسبة إلى الوالدين، فلا أحد يبلغ النضج من دون التعثّر والتعلّم من الأخطاء.  - كسر الحواجز بين المراهق والوالدين، حتّى يستطيع التعبير عن ذاته لهما، من دون قيود أو خوف من حكمهم عليه وعلى مشاعره.  - هناك من الأصدقاء أو المعارف من يثق به المراهق ويألف الحديث معه، فمن المفيد توطيد علاقة المراهق به، كي يستطيع التعبير عن أفكاره ومشاعره تعبيرًا آمنًا. - مساعدة المراهق على تأسيس نظام صحّيّ لحياته، مثل تناول الطعام الصحّيّ والنوم بصورة منتظمة وممارسة الرياضة.    متى يصبح التشخيص الطبّيّ ضروريًّا؟  يُعدّ إهمال التشخيص الطبّيّ والاستخفاف بأهمّيّته في حالات الاكتئاب خطأً شائعًا في ثقافة المجتمع العربيّ، والتي اعتبرت الاضطرابات النفسيّة وصمة تعيب أصحابها، وباتت تعزو الاكتئاب إلى أسباب سطحيّة لمدّة طويلة من الزمن، متجاهلة تبِعات هذا الإهمال على صحّة المراهق النفسيّة. لذا، كلّما كان التشخيص مبكرًا، كلّما ازدادت فرصة المراهق في التعافي من الاكتئاب. وهناك بعض العلامات التحذيريّة التي تشير إلى أنّ حالة المراهق أصبحت في حاجة ماسّة إلى التشخيص الطبّيّ، وليس مجرّد الدعم المعنويّ من الآخرين. ومن هذه العلامات:  - العنف السلوكيّ الشديد. - كتابة خطابات الوداع، أو وصيّة، أو غيرها من التصرّفات الدالّة على رغبة المراهق في الموت.  - الأفكار السوداويّة حول المستقبل.  - تكرار عبارات التهديد بالانتحار. وهنا، يجب على ابنك المراهق تلقّي المساعدة الطبّيّة، مثل العلاج السلوكيّ، أو العقاقير المضادة للاكتئاب، أو دخول المستشفى في الحالات المستعصية التي تتطلّب ذلك.   * * * يعدّ اكتئاب المراهقين مشكلة متعدّدة الأوجه، تنشأ عن مجموعة من العوامل البيولوجيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والبيئيّة. كما يعدّ فهم أسباب الاكتئاب عند المراهقين أمرًا بالغ الأهمّيّة لإنشاء استراتيجيّات وقائيّة فعّالة، وتقديم الدعم المناسب للمتضرّرين. وعليه، يمكننا معالجة الأسباب الجذريّة لاكتئاب المراهقين وتمهيد الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقًا وصحّة لجيلنا الشاب، بتعزيز التواصل المفتوح، وتوفير مساحات آمنة للتعبير، وتنفيذ برامج الصحّة العقليّة الشاملة في المدارس والمجتمعات.   اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.webmd.com/depression/teen-depression   https://www.verywellmind.com/teen-depression-3200844   https://psychcentral.com/depression/teenage-depression-facts