والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

صفات الطفل المدلّل وكيفيّة تقويمه

نعلم أن لا حدود لحبّك طفلك، من تلبيتك جميع حاجاته الأساسيّة والكماليّة، إلى الموافقة على معظم متطلّباته غير الضروريّة أو المنطقيّة. ولكن، ستعرف أنّك، ومن دون أن تتوقّع، قد تكون أنشأت طفلًا مدلّلًا لا يقبل كلمة "لا". وكلّما كبر هذا الطفل يقترب سلوكه من الأنانيّة، حتّى يتطلّب التعامل معه جهدًا كبيرًا. ولأنّ عواطفك قد تغلبك في التعامل مع طفلك المدلّل، نودّ لفت انتباهك إلى بعض الطرق العقلانيّة في التعامل مع هذا النوع من السلوكيّات.   كيف يفكِّر الطفل المدلّل؟ تختلف سيكولوجيّة الطفل المدلّل عن غيره من الأطفال، فهو يشعر بأحقّيّته في الحصول على كلّ ما يريد من حوله، حتّى لو طلب شيئًا من ممتلكات غيره. يتطوّر هذا الشعور بالاستحقاق لديه، كلّما أذعن الأهل لطلباته واستجابوا لاحتجاجه المستمرّ، بهدف إسكاته على سبيل المثال. ومن الجدير بالذكر هنا، أنّ هذا الأسلوب هو بمثابة مخدّر موضعيّ، سريعًا ما يزول أثره، ليعاود طفلك التصرّف كما اعتاد، متوقعًّا ردّة الفعل ذاتها من أبويه.   صفات الطفل المدلّل ليس من السهل دائمًا التمييز بين الطفل المدلّل والطفل الذي يتصرّف بطبيعته الطفوليّة. لذلك، تعدّ هذه الخطوة أساسًا في بناء خطّة تعامل تربويّة جديدة مع طفلك، تستند إلى صفاته النفسيّة المكتسَبة وطريقة تعاملك معه. ومن أهمّ الصفات التي يتّصف بها الطفل المدلّل:   1. يرفض اتّباع القواعد  من الطبيعيّ، أحيانًا، أن يخالف طفلك القواعد التي تمليها عليه، إلّا أنّ الطفل المدلّل لا يمكن للقواعد التي ترسمها أن تنطبق عليه. يكمن السبب وراء هذا التصرّف في أنّه "أمِن العقاب"، إذ عندما يعتاد الطفل تساهلك معه، يستطيع مخالفة تعليماتك ببساطة.     2. تصيبه نوبات غضب   تعدّ نوبات الغضب من أكثر ردّات الفعل انتشارًا بين الأطفال، بين عامهم الثالث والثاني عشر. لكنّ نوبات الغضب المتكرّرة لأبسط الأسباب، تدلّ على حاجة الأهل إلى أن يكونا أكثر حزمًا معه.     3. أنانيّ في معظم الوقت   تعدّ الأنانيّة من الصفات التي يكتسبها الطفل، فعندما تمنح طفلك الأولويّة في جميع الأوقات، وفي كلّ الظروف، يتطوّر لديه الشعور بالاستحقاق حتّى تصعب السيطرة عليه. من هنا، تتناقص عواطفه تجاه غيره، ليبني المملكة التي يحكمها وحده.     4. لا يعبّر عن امتنانه للمعروف   يرى الطفل المدلّل أنّ جميع ما يقدَّم إليه واجب، وليس معروفًا يُشكر عليه صاحبه. تقول Virginia Williamson، أخصائيّة الزواج والأسرة، والمؤسِّس المشارك في مجموعة Collaborative Counselling Group: "إذا لم يتمكّن طفلك من التعبير عن الامتنان، فهذه علامة على شعوره باستحقاق ما فُعِل من أجله، والأشياء التي تُمنَح له".    5. لا يحبّ المشاركة  يأخذ الطفل عادةً وقتًا ليؤمن بأنّ "المشاركة محبّة"، وأنّها ليست تخلّيًا أو تضحية شخصيّة. بالإضافة إلى اختباره مبدأ "أنا أملك إذًا أنا موجود"، ولا سيّما في بداية نشأته ومحاولة فهمه القوانين التي تحيط به. لكن، بعد تخطّي الطفل عمرًا معيّنًا، من الطبيعيّ أن يصبح قادرًا على إظهار بعض الكرم مع من يحبّ، غير أنّ امتناعه المتكرّر عن المشاركة، يشير بوضوح إلى طبيعة الطفل المدلّل.      6. لا يظهر تعاطفًا مع الآخرين عدم رغبة طفلك في توظيف مشاعر العطف لديه أحد الأدلّة الجازمة على أنّ طفلك مدلّل. كما أنّ عدم إظهاره تعاطفًا مع ما يدور حوله من أحداث، يشير في معظم الأحيان إلى عدم شعوره بالشفقة، لأنّه لا يجد أيّ شيء جديرًا بشفقته.      7. لا يساوم في متطلّباته ويضعها في المقدّمة متطلّبات الطفل المدلّل هي الأهمّ، من دون تفاوض أو مراعاة، وهذا أحد الأسباب التي تجعل التعامل مع الطفل المدلّل في غاية الصعوبة، ولا سيّما إذا كان رفض ذوي الطفل طلباته منوطًا بانخفاض قدرتهم الماديّة. بالإضافة إلى ذلك، فهو لا يقبل التأخير في تلبية طلباته، ذلك أنّه يرى أبسطها في غاية الأهمّيّة.     8. يربط قيمته بحجم الأشياء التي يحصل عليها   قد ينمو لدى الطفل المدلّل الشعور بالنقص، على الرغم من محاولة الأهل إرضاءه وتلبية رغباته. يُعزى هذا الشعور إلى ارتباطه الشديد بالمادّة وربط قيمته بها. فطفلك المدلّل لا يكفّ عن طلب كلّ ما تقع عيناه عليه، لأنّه يرى قيمته في كلّ الأشياء.     9. لا يشعر بالاكتفاء    رغم مجاراة طفلك في ما يطلب، وتقديم رغباته على جميع الرغبات، والإصغاء إليه في جميع الأوقات، يظلّ إرضاؤه أمرًا يصعب تحقيقه. وهذا تمامًا ما يجعل طفلك مدلّلًا أكثر.    كيف تقوِّم سلوك طفلك المدلّل؟ هنالك المزيد من الصفات الدالّة على أنّك تنشئ طفلًا مدلّلًا، ولكن مهما طالت القائمة، فإنّ ملاحظتك صفة واحدة لدى طفلك كافية لتبدأ خطّتك التربويّة. وإليك أهمّ النصائح التي تسهّل عليك تقويم سلوكيّات طفلك المدلّل:  1. لا تعدّل مزاج طفلك بالهدايا  تعدّ مكافأة طفلك، من وقت إلى آخر، على حسن تصرّفه من الممارسات التربويّة المحبّبة، ولكنّ الهدايا المتكرّرة التي تمنحها طفلك لتهدئته في أوقات غضبه، ترسّخ في عقله أنّ سوء التصرّف يحقّق له رغباته.     2. اعرف متى تمدحه  يفسِّر عقل طفلك اللاوعي المديح غير المبرَّر محاولة لتثبيط شعوره بالسوء تجاه نفسه. الأمر الذي يخلق لديه حالة من الغرور المرتبط بكونه الأفضل دائمًا، ويؤدّي إلى انخفاض الطاقة التنافسيّة في داخله. للمديح قوّة عظمى في تشكيل شخصيّة طفلك وتقويتها، ولكن اعرف تمامًا متى تستخدم هذا السلاح، وكيف تستخدمه.   3. علّمه قيمة المال  عزّز في عقل طفلك أهمّيّة المال وصعوبة الحصول عليه، بغضّ النظر عن مستواك المادّيّ والمعيشيّ، لأنّ ذلك يبني لديه أساسًا متينًا يرافقه طيلة حياته، ويعلّمه كيفيّة الحفاظ على أمواله وإدارتها. تستطيع تحقيق ذلك بوضع قوانين للشراء تحكم طلباته المتكرّرة وغير المنطقيّة في معظم الأحيان.    4. لا تنجز أعماله عنه تعليم طفلك المدلّل المسؤوليّة خطوة ممتازة لتقويم سلوكه، وذلك بتكليفه ببعض المهمّات التي من شأنها زرع الإحساس بالمسؤوليّة في داخله تجاه احتياجاته الخاصّة، وعدم الاتكال على أهله في إنجاز كلّ صغيرة وكبيرة.   5. اختر توقيت استنكارك لتصرّفاته بعناية  القرارات التي تؤخذ في حالة الغضب قد لا تصبّ في مصلحة الموقف، بقدر ما تزيده سوءًا. احرص دائمًا على اختيار التوقيت المناسب لتأنيبه تربويًّا، حول أيّ سلوك غير مرغوب به. انتظر حتّى تهدأ أنت وطفلك، قبل أن تتّخذ أيّ قرار تهذيبي بحقّه.     6. اختر كلماتك بعناية  للكلمة دور ذهبيّ في إنجاح قراراتك التربويّة، والاحترام مفتاح انتقاء كلماتك التي من شأنها الضغط عليه لتحسين سلوكه، ولكن من دون التقليل من احترامه أو المسّ بتقديره ذاته. السرّ يكمن في استخدام الشدّة والاحترام معًا.    7. علّم طفلك معنى المشاركة  حثّ طفلك على مشاركة ما يحبّ مع من يحب. على سبيل المثال، يمكنك أن تلعب مع طفلك ألعابًا تتضمّن المشاركة والأخذ والعطاء بين الطرفين، حتّى يفهم أنّ المشاركة أمرٌ طبيعيّ، وقد يكون مسليًّا في بعض الأحيان.     8. لا تعطه فرصًا أكثر من اللازم  الفرص الكثيرة تفسح لطفلك المجال لارتكاب المزيد من الأخطاء والممارسات السلبيّة، لاعتقاده أنّك ستسامحه في نهاية المطاف. مثلًا، توقّف عن العدّ من واحد إلى ثلاثة قبل إصدار عقابك، أصدره وكن حازمًا مع طفلك حتّى يدرك تمامًا نتيجة أخطائه، من دون تساهل غير مشروط.     9. لا تتفاوض معه نقاشك مع طفلك مهمّ، ولكنّ محاولة مساومته في أمر مرفوض يدفعه إلى استغلال فرصته في الحصول على مبتغاه، واستغلال قبولك الدائم المنبعث من محبّتك تجاهه. لهذا، ارفض واثبت على موقفك التربويّ.   * * * من الصعب أحيانًا رؤية طفلك يعيش لحظات الحزم الصارمة التي تقابل تصرّفاته بها، لكنّ هذا النوع من الشدّة ضروريّ لتربّي طفلًا يقدِّر جهود مَن حوله في توفير الحياة الكريمة له، وتنشئ شابًا يرى العالم بنظرة أكثر عقلانيّة ومنطقيّة، مع ضرورة تقييم ما يستحقّ، مقابل ما يبذله من مجهود لاستحقاقه.    اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   https://wowparenting.com/blog/deal-with-spoiled-children/  https://www.whattoexpect.com/toddler/ask-heidi/spoiled-children.aspx  https://www.parents.com/toddlers-preschoolers/development/behavioral/toddlers-do-not-need-to-share/  https://www.psychologytoday.com/us/blog/constructive-wallowing/202101/never-call-child-selfish#:~:text=Children%20are%20selfish.&text=That's%20normal%20in%20the%20first,collaborative%20and%20less%20selfish%20ways.  https://bestlifeonline.com/spoiled-child/   

أضرار الصراخ على الأطفال: حقيقة أم خيال؟

قد يلجأ معظم الآباء إلى الصراخ على الأطفال من وقتٍ إلى آخر، إذ يعتبرونه من أساليب التربية. وهناك اختلاف في وجهة النظر هذه، إلّا أنّه من المؤكّد أنّ استمرار الصراخ على الطفل وتطوّره، أمرٌ له العديد من السلبيّات.   يعرض هذا المقال آثار الصراخ النفسيّة، قصيرة المدى وطويلة المدى، في الأطفال. بالإضافة إلى الآثار السلبيّة الأخرى التي تصيب الطفل ومحيطه. كما يتطرّق إلى وجهات النظر التي لا ترى مشكلة في الصراخ على الأطفال في حالات معيّنة، ويقدّم بعض المقترحات والحلول.    أنوع الصراخ الثلاثة  يُقسِّم خبراء التربية الصراخ على الأطفال إلى ثلاثة أنواع:   1. الصراخ المرافق للحديث الصارم: ينتج هذا الصراخ في أوقات الحديث الجاد أو الصارم مع الأطفال، ويكون برفع نبرة الصوت أكثر من اللازم. لا يؤثّر هذا النوع غالبًا في الأطفال، لأنّه لا يولّد الخوف فيهم.   2. الصراخ الناجم عن الغضب: يميل بعض الآباء إلى الصراخ على أطفالهم تعبيرًا عن غضبهم من تصرّف ما. قد يكون هذا النوع من الصراخ مخيفًا للأطفال، فيؤثِّر فيهم صحيًّا وعاطفيًّا، ولا سيّما إن كان ذلك يحصل دائمًا.   3. الصراخ الجيّد: يستخدم الآباء هذا النوع عندما يكون الطفل على وشك الوقوع في ما يؤذيه، كأن يصرخ الأب على طفله عندما يحاول قطع الشارع من دون انتباه، أو عند محاولته اللعب بأدوات حادّة على سبيل المثال.     الآثار النفسيّة قصيرة المدى للصراخ على الأطفال  معظم الآثار الصحّيّة والنفسيّة الناتجة عن الصراخ لا تظهر على الطفل بعد الصراخ عليه مباشرة، إذ هناك بعض الآثار التي يمكن للآباء ملاحظتها خلال فترة قصيرة، مثل انسحاب الطفل من المحيط الذي يعيش فيه، أو شعوره بالقلق، أو إظهاره بعض السلوكيّات العدوانيّة أحيانًا.   في دراسة أجريت على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8-12 عامًا، أظهرت النتائج أنّ الأطفال الذين كانت تلجأ أمّهاتهم إلى العقاب البدنيّ والصراخ، أعربن عن خيبة أملهنّ، إذ أصبح أطفالهنّ أكثر عدوانيّة. وأشارت نتائج الدراسة نفسها إلى تفاقم أعراض القلق عند هؤلاء الأطفال، عندما تعرّضوا إلى الضرب، وأعربت أمّهاتهم عن خيبة أملهنّ وخجلهنّ منهم.     الآثار النفسيّة طويلة المدى للصراخ على الأطفال  قد يؤدّي الصراخ على الأطفال إلى آثار وخيمة بعد فترة طويلة من وقوع حوادث الصراخ. أظهرت دراسة نُشرِت في مجلّة أنّ الأطفال الذين نشأوا في منازل يوجد فيها صراخ مستمرّ، كانوا أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والتوتّر، ولأزمات عاطفيّة أخرى، على غرار الآثار التي تظهر في الأطفال الذين يتعرّضون للضرب بشكل متكرّر.   ووفق دراسة أجريت على طلّاب المدارس الإعداديّة، لاكتشاف آثار اعتداء الأمّهات لفظيًّا على أبنائهنّ، بدا أنّه من الممكن أن يتسبّب الصراخ على الأطفال بآثار نفسيّة طويلة الأجل، وقد يظهر على الطفل بعض العلامات الآتية:  1. القلق.   2. النظرة السلبيّة إلى الذات.   3. تدنّي احترام الذات.   4. المشكلات الاجتماعيّة.   5. المشكلات السلوكيّة.   6. العدوانيّة.   7. التنمّر.   8. الاكتئاب.   كما أشارت نتائج الدراسة إلى أنّ الأطفال يميلون إلى معاملة الآخرين بالطريقة نفسها التي يُعاملون بها، فالأطفال يطوّرون عادات وتصرّفات في مراحل الطفولة تتبعهم إلى مراحل البلوغ وما بعدها. الصراخ على الأطفال قد يدفعهم إلى الصراخ على الآخرين، وفي حالات متطوّرة قد يدفعهم إلى التنمّر عليهم، لأنّهم تربّوا على منظور مشوّه لما يجب أن تبدو عليه العلاقات الصحّيّة.     لماذا يُعتَبر الصراخ على الأطفال أسلوبًا تربويًّا خاطئًا؟  أظهرت بعض الأبحاث النفسيّة أنّ الأسلوب اللفظيّ القاسي يخلق سلوكيّات عدوانيّة وغير متوافقة لدى الأطفال في مختلف الأعمار. كما أظهرت الدراسات الآثار الضارّة لهذا الأسلوب، عدم فعّاليّته. وتعدّ زيادة العدوانيّة والتمرّد لدى الأطفال من أبرز المخاوف الرئيسة الناتجة عن الأسلوب اللفظيّ القاسي وتعرّضهم للصراخ. وعندما يكون الصراخ مزمنًا، تزيد فرص تمرّد الأطفال على آبائهم، ما يثير المزيد من ردّات الفعل اللفظيّة القاسية من الوالدين، والتي يمكن أن تتطوّر إلى الضرب، وغيره من أشكال العنف البدنيّ.  تشمل الأساليب اللفظيّة القاسية الأخرى ما يلي:   - التخويف اللفظيّ، وهو الصراخ.   - اللغة المبتذلة التي لا تخلو من الشتم.   - الإذلال، وذلك بوصف الطفل بالغبيّ أو الكسول، أو بغير ذلك من الصفات المهينة.  بالإضافة إلى ما يؤدّي إليه الصراخ على الأطفال من خلق سلوك عدوانيّ وحالة من التمرّد لديهم، ثمّة آثار سلبيّة أخرى وخيمة وحادّة، تتمثّل بالآتي:     1. القلق والاكتئاب وتدنّي احترام الذات   وجدت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتعرّضون إلى الصراخ أكثر عرضة للقلق من غيرهم، بالإضافة إلى معاناتهم المرتفعة والمتزايدة من الاكتئاب. يقول الخبراء النفسيّون إنّ الأطفال يلتقطون القلق من والديهم، وإنّ الطريقة التي يتفاعل فيها الوالدان مع الأخطاء التي يرتكبها الأطفال، تعمل على تهدئتهم أو تحفيز قلقهم. لذلك، فإنّ الصراخ ليس أسلوبًا مهدِّئًا أبدًا.     2. تكسير الروابط العائليّة   يؤدّي الصراخ الدائم على الأطفال إلى زيادة الخلاف بين الآباء وأطفالهم، ويُشعِر الأطفال بأنّ الوالدين ليسا بجانبهم. كما يولّد الصراخ على الأطفال تحديًّا بينهم وآبائهم، قد يؤدّي في نهاية المطاف إلى انفصال الطفل عاطفيًّا عن والديه.     3. الإضرار بحياة الطفل المدرسيّة والمجتمعيّة   أوضحت عدّة دراسات كيف أنّ الصراخ على الأطفال يؤثِّر في تحصيلهم الدراسيّ، وخلصت إحدى الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يؤدَّبون في المنزل بالصراخ المستمرّ، إنجازاتهم المدرسيّة عادة ما تكون سيّئة. كما أظهر الأطفال الذين يتعرّضون إلى صراخ مستمرّ في المنزل مشكلات سلوكيّة في التعامل مع أقرانهم، قد تصل إلى حدّ التنمّر. بالإضافة إلى ذلك، استنتجت دراسة أنّ الإساءة اللفظيّة والصراخ المتكرّر على الأطفال، يمكن أن يغيّر الطريقة التي يتطوّر بها دماغ الطفل.     4. مهارات الاتّصال الضعيفة   يواجه الأطفال صعوبة في تعلّم تنظيم عواطفهم الخاصّة، إذا لم يظهِر لهم آباؤهم كيفية ذلك. والآباء الذين يفقدون أعصابهم ويصرخون على أطفالهم في كلّ مرّة يشعرون فيها بالضيق، يعلّمون أطفالهم المبالغة في ردّة الفعل بالمثل، عندما يواجهون مواقف محبطة خاصّة بهم.     متى يكون الصراخ على الأطفال مناسبًا؟   في الوقت الذي يتّفق فيه الخبراء والمؤسّسات الاجتماعيّة على أنّ الصراخ على الأطفال ضار، يعتقد خبراء آخرون أنّه لا بأس من الصراخ في الظروف المناسبة. وبرغم أنّ الصراخ على الأطفال لا يحفّزهم على تغيير سلوكهم أو تصحيحه، إلّا أنّ الصوت المرتفع يسمح للوالدين بالتعبير عن إحباطهم أو مشاعرهم. ومع ذلك، إذا اضطرّ الآباء إلى أن يصرخوا على أطفالهم، عليهم دائمًا الامتناع عن الشتائم والإذلال والتهديدات.   من ناحية أخرى، يمكن أن تكون حاجة الطفل إلى تغيير سلوك معيّن مسألة حياة أو موت، كما لو كان الطفل يركض إلى الشارع خلف كرة قدم، إذ تحتاج لحظة خطر كهذه يمكن أن تهدّد حياة الطفل، إلى صراخ أحد الوالدين على الطفل لجذب انتباهه إلى الخطر.     هل ينتشر الصراخ على الأطفال لدى ثقافات أكثر من غيرها؟  من المؤكّد أنّ تعامل الآباء مع أطفالهم يختلف باختلاف الثقافات التي ينتمون إليها، والصراخ على الأطفال قد يكون منتشرًا أو مقبولًا في مجتمعات أو ثقافات أكثر من غيرها، لكنّ ذلك لا يجعل من الصراخ على الأطفال أمرًا صحيحًا أو صحيًّا. لذلك، وبغضّ النظر عن الخلفيّة الثقافيّة والمجتمعيّة للأب أو الأم، يجب أن ينتبه الوالِدان إلى العواقب قصيرة الأمد وطويلة الأمد التي قد تؤثّر في الأطفال، نتيجة الصراخ عليهم.     نصائح للتوقّف عن الصراخ على الأطفال  يفقد الصراخ فاعليّته بمرور الوقت، إذ لا يعلّم الأطفال كيفيّة إدارة سلوكهم؛ فتعرّض الطفل إلى الصراخ بسبب ضربه شقيقه، لن يعلّمه كيفيّة حلّ المشكلات سلميًّا. وإليك بعض النصائح التي تعين على ضبط الطفل من دون اللجوء إلى الصراخ:    1. تحديد العواقب في وقت مبكّر   اشرح عواقب كسر القواعد السلبيّة لطفلك في وقت مبكر. استخدم المهلة، أو سلب الامتيازات، أو العواقب المنطقيّة لمساعدة طفلك على التعلّم من الانزلاق السلوكيّ. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "إذا لم تنجز واجباتك المنزليّة قبل العشاء، فلن يُسمَح لك بمشاهدة التلفاز ليلًا". فيُترَك الأمر لطفلك لاتّخاذ خيارات جيّدة، نظرًا إلى أنّ الكرة في ملعبه، وبالتالي، تكون أقلّ عرضة للصراخ عليه. فكِّر في العواقب التي من المرجّح أن تكون أكثر فاعليّة. ضع في اعتبارك أنّ العواقب التي تنجح مع طفل قد لا تنجح مع طفل آخر.      2. اعتماد التعزيز الإيجابيّ   حفِّز طفلك على اتّباع القواعد باستخدام التعزيز الإيجابيّ. إذا كانت هناك عواقب سلبيّة لخرق القواعد، فتأكّد من تقديم عواقب إيجابيّة لاتّباعها. امدح طفلك لاتّباعه القواعد. قل له مثلًا: "شكرًا لك على القيام بقائمة الأعمال المنزليّة الخاصّة بك مباشرة عندما وصلت إلى المنزل اليوم. أنا أقدّر ذلك". وامنح طفلك الكثير من الاهتمام للحدّ من سلوكيّات البحث عن الانتباه. كما يمكنك أن تخصّص بعض الوقت كلّ يوم لتحفيز طفلك على مواصلة العمل الجيّد.   تعمل أنظمة المكافآت، مثل مخطّطات الملصقات، عملًا مؤثِّرًا في الأطفال الأصغر سنًّا، كما يمكن للأطفال الأكبر سنًّا أن يبلوا بلاءً حسنًا مع أشكال اقتصاديّة رمزيّة أخرى.     3. فحص الأسباب التي تجعلك تصرخ   إذا وجدت نفسك تصرخ على طفلك، فحاول معرفة سبب تفاعلك بهذه الطريقة. إذا كنت تصرخ لأنّك غاضب، فتعلّم استراتيجيّات لتهدئة نفسك. يساعدك ذلك على تقديم نموذج يحتذى به في إدارة الغضب.  خذ وقتًا متفرّقًا لجمع أفكارك، ما لم يكن الوضع خطيرًا، انتظر حتّى تهدأ لتأديب طفلك. إذا كنت تصرخ لأنّ طفلك لا يستمع إليك في المرّة الأولى التي تتحدّث فيها، فجرّب استراتيجيّات جديدة لجذب انتباه طفلك والحفاظ عليه. قد ترغب في التدرّب على إعطاء تعليمات فعّالة من دون أن ترفع صوتك.    أخيرًا، إذا كنت تصرخ بدافع السخط، فضع خطّة واضحة لمعالجة سوء سلوك الطفل. في كثير من الأحيان، يصرخ الآباء بتهديدات فارغة لا يخطّطون أبدًا لمتابعتها، ولكنّهم لا يعرفون ما عليهم فعله.    4. تقديم تحذيرات عند الحاجة   حذّر طفلك عندما لا يستمع إليك، بدلًا من الصراخ عليه. إذا كنت تستخدم "متى... ثمّ" عبارة، تتيح لهم معرفة النتيجة المحتملة بمتابعتهم. قل لهم مثلًا: "عندما تلتقط ألعابك، ستتمكّن من اللعب بكذا بعد العشاء".     استراتيجيّات تعينك على التوقّف عن الصراخ  تؤثِّر ممارسات الأبوّة والأمومة تأثيرًا مباشرًا في الصحّة النفسيّة للأطفال. لذلك، إذا وجدتَ نفسك تصرخ على أطفالك صراخًا متكرًّرًا، ففكّر في صحّتهم على المدى الطويل، وفي العلاقة التي تبنيها معهم. ومن أهمّ الاستراتيجيّات التي تعينك على التوقّف عن الصراخ:     1. فهم سلوك طفلك   أثبت علماء النفس أنّ سوء سلوك الأطفال غالبًا ما يكون موجّهًا نحو الهدف، أي أنّ هناك حاجة كامنة عنده يجب تحديدها وفهمها والاهتمام بها، واستخدام الانضباط اللفظيّ القاسي يجعل ذلك مستحيلًا. يذكر علماء نفس الأطفال أنّ سوء سلوك الأطفال يقع عمومًا ضمن المجالات الأربعة الآتية: القوّة، والاهتمام، والثأر، وعرض عدم الكفاية. يمكن للوالدين البدء بتحديد أطفالهم وفهمهم والاهتمام بهم اهتمامًا مناسبًا.     2. توقّف مؤقّتًا قبل الردّ   أخذ نفس عميق، وترك مساحة بين ما يحدث واستجابتك، يمنحانك فرصة لتركيز عواطفك وقدرتك على الاستجابة بعقلانيّة، بدلًا من ردّة الفعل السريعة والمتهوّرة.    3. استخدم الحديث الذاتيّ والإيجابيّ    ذكّر نفسك بالحقيقة وفكّر بوجهة نظر طفلك، باستخدامك تعبيرات، مثل "هذا أيضًا سيمر"، أو "أنا موافق"، أو "هذا مؤقّت"، أو "هل كان يومه سيّئًا؟" تمنحك هذه الممارسة القدرة على تحدّي أفكارك ومشاعرك وعلى توضيح استجابتك. وتذكّر أنّ عدم قدرتك على تحقيق ذلك يضعك في موقف ردّة الفعل.    4. التحدّث إلى شخص بالغ آخر    تحدّث إلى زوجتك أو صديقك أو قريبك عن مشاعرك. فوجود منفذ يمكنك من خلاله تفريغ مشاعرك، ثمّ معالجتها، يمكن أن يضعك في الحالة الذهنيّة الصحيحة للتحدّث مع طفلك، وإيجاد طرق صحّيّة لتأديبه عند الضرورة.     5. حوِّل وجهة نظرك نحو طفلك   لديك القدرة على الاستماع بانفتاح إلى طفلك. يدلّ ذلك على الاحترام والدعم، ويمكن أن يساعدك الاستماع إلى طفلك وفهم وجهة نظره على حلّ المشكلات، ويمكنك تحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى مزيد من الانضباط بعد فهم وجهة نظره عن الأشياء.    6. تدريب الوالدين   المعالجون الأسريّون ومدرّبو الوالدين محترفون، يمكنهم تقديم إرشادات وحلول موضوعيّة وعمليّة لتغيير عادات الأبوّة والأمومة غير الصحّيّة، بما في ذلك تلك التي تنطوي على الانضباط اللفظيّ والقاسي. يؤدّي معالج الأسرة أدوارًا رئيسة، فهو ميسّر وداعية ومعلّم، من أجل تحسين ديناميكيّة عائلتك.    7. التقييم والتسهيل   يجب الكشف عن احتياجات الأطفال والآباء لفهم المهارات والموارد اللازمة للتوصّل إلى حلّ. في بعض الحالات، يعاني الآباء من عجز في النضج. يظهر هذا العجز في الآباء الذين ليست لديهم المهارات المناسبة للتعامل مع أطفالهم خلال المواقف الصعبة، فيلجؤون إلى الصراخ ويصابون بالإحباط والتهديدات، بدلًا من ممارسة السلوكيّات الحازمة والداعمة. مع هذه التجارب، يفتقر الأطفال إلى الاستقلاليّة والشعور القويّ بالذات، وتظهر أوجه القصور والاحتياجات في مرحلة التقييم.     8. الدعوة والتدخّل   يسمح دور المحامي بإيجاد حيّز يتيح للأطفال التعبير عن احتياجاتهم وشواغلهم، من دون التعرّض إلى تهديد أو ترهيب. ينضمّ معالج الأسرة إلى الأسرة ويدعم الطفل والوالدين، ويدعوهم إلى التعبير عن الاحتياجات التي تُتجاهل في المنزل.     9. توفير التثقيف  يتمتّع معالج الأسرة بفرصة فريدة لتوفير التثقيف النفسيّ حول احتياجات الأطفال التنمويّة والاجتماعيّة والعاطفيّة. وإذا لم يعترف الآباء بهذه الاحتياجات على النحو الصحيح، يمكن أن تكون مصدرًا للصراع، لأنّ الأطفال يمرّون بسنوات المراهقة. يمنح التعليم النفسيّ الآباء فهمًا لحاجتهم إلى تعديل أسلوب الأبوّة والأمومة، والأهمّ من ذلك، كيف يمكنهم إجراء التغيير مع تقدّم الأطفال في العمر.    وعليه، حاول ألّا تكون قاسيًا جدًّا على نفسك إذا كنت تصرخ من حين إلى آخر. فكّر في الذهاب إلى الطفل بعد فترة وجيزة من الصراخ، واشرح ما أزعجك واعتذر. إذا كنت تعمل على التوقّف عن الصراخ، فمن المحتمل أن يكون هناك عدد أقلّ من المواقف التي تستدعي صراخًا في المستقبل.     اقرأ أيضًا:  أبرز أسباب الكذب عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com  

كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد

يبحث الكثير من الآباء عن كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد، في سبيل إيجاد طرق وأساليب للتعامل مع عناد أطفالهم وعصبيّتهم المُفرِطة، والتي عادةً ما تظهر لديهم خلال سنوات الطفولة والمراهقة؛ علمًا أنّها يمكن أن تظهر في أيّ عمر. ومن الجدير بالذكر، أنّ العناد قد يكون جزءًا من شخصيّة الطفل، ممّا يستدعي تعليمه كيفيّة إدارته، أو قد يكون مجرّد وسيلة لاختبار الحدود وتأكيد الحرّيّات، أو للتعبير عمّا يحدث معه. وبناءً على ذلك، يقع على عاتق الوالدين، والهيئة التعليميّة في المدارس كذلك، مسؤوليّة تعليم الأطفال العنيدين التعبير عن أنفسهم والتعامل مع ضغوطهم بطرقٍ صحّيّة، بالإضافة إلى تأديب الطفل العنيد بالتزام الهدوء، والاستماع الجيّد إليه وفهمه، واختيار قدوة جيّدة للسلوك المقبول، للتعلّم منه والاقتداء به.    التعامل مع الطفل العنيد في البيت   يقع على عاتق الوالدين مسؤوليّة خاصّة في التعامل مع الطفل العنيد، وتعليمه كيفيّة إدارة عناده وعصبيّته والسيطرة عليها. ومن النصائح التي تٌقدَّم إلى الوالدين للتعامل مع الطفل العنيد في البيت:  التواصل الجيّد مع الطفل: إذا كنتَ تريد أن يستمع طفلك إليك فعليك أن تكون على استعداد تامّ للاستماع إليه أولًا؛ إذ غالبًا ما يكون لدى الأطفال العنيدين آراء قويّة، ويميلون إلى المجادلة والتحدّي عند شعورهم بأنّه لا يُستَمَع إليهم. لذا، يعدّ الاستماع إلى الأطفال العنيدين وإجراء محادثة مفتوحة حول ما يزعجهم، من العوامل المساعدة على إيجاد حلّ مناسب.  إشراك الطفل في العمل: في كثير من الأحيان، يُخبِر الآباء الأطفال بما يجب عليهم فعله، مقابل إشراكهم في العمل معهم؛ إذ إنّ الأطفال العنيدين غالبًا ما يعانون حساسيّةَ مفرطة من الكلام والسلوك ونبرة الصوت والموقف العامّ تجاههم، الأمر الذي يجعلهم أكثر تحديًّا ورفضًا وغضبًا وإحباطًا. لذا، فإنّ إشراكهم في العمل يساعد على السيطرة على عنادهم والتعامل الجيّد معهم.  التفاوض مع الطفل: من الجيّد أن يكون الوالدان أكثر تفهّمًا لتصرّفات الطفل العنيد، والتفاوض معه ومناقشته في ما يحدث وما يريد، من أجل الوصول إلى نقطة مشتركة.  إلهام الطفل العنيد: في الواقع، يتأثّر الأطفال كثيرًا بكلام والديهم وأفعالهم وما يرونه من حولهم. لذا، يمكن استخدام ذلك وسيلةً للتعامل معهم، بسرد القصص المؤثِّرة والمُلهِمة، والتي تُحفّز الطفل على التخلّص من عناده والاستماع أكثر إلى نصائح والديه.  الحفاظ على السلام في المنزل: من الضروريّ أن يكون المنزل الذي يقيم فيه الطفل مُفعمًا بالسعادة والراحة والأمان في جميع الأوقات، والتأكّد من التعامل اللبق والمُهذَّب مع كلّ شخص في المنزل، ولا سيّما بين الزوجين. يتعلّم الأطفال بملاحظة ما يجري حولهم، ومن المحتمل أن يقلّدوا ما يرونه. لذا، يتوجّب على الوالدين أن يحافظا على السلام، ويتجنّبا الجدال وتبادل الإهانات أمام الطفل.  احترام الطفل العنيد: غالبًا ما يرفض الطفل العنيد القيام بما يريد والداه، بمجرّد أن يُفرَض عليه ذلك، وفي ما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها احترام الطفل:  - اطلب التعاون منه، ولا تُصرّ على الالتزام بالتوجيهات.  - ضع قواعد متّسقة لجميع الأطفال.  - تعاطف مع الأطفال ولا تتجاهل مشاعرهم أو أفكارهم.  - دع الأطفال يفعلون ما بوسعهم لأنفسهم، وتجنّب إغراءهم بالقيام بشيء من أجلهم لتخفيف العبء عنهم. - قل ما تقصده وافعل ما تقوله.  - كن قدوةً طيبةً وجيّدةً لطفلك طوال الوقت.    التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة  في الآتي بعض النصائح والإرشادات التي تعين المعلّمين على التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة والتفاهم الجيّد معه:  الاستفادة من اهتمامات الطفل وتضمين اختياراته: يمكن للمعلّمين في كثيرٍ من الأحيان تعديل الأساليب التعليميّة لتلبية احتياجات الطلّاب. يُعدّ ذلك أحد أبسط الطرق وأكثرها فعّاليّة لكسب الطلّاب العنيدين؛ إذ يضمن بناء علاقة قويّة معهم، ما يشعرهم بالأمان للحديث عن أنفسهم.  تشجيع الطفل العنيد على مشاركة تجاربه: يُنصَح دائمًا بإشراك تجارب الطفل العنيد الذي أثبت نجاحه فيها، حيث تصبح مصدر إلهام وتمكين لغيره من الأطفال. الأمر الذي يُحفّزه على العطاء، ويؤدّي إلى النجاح والتطوّر والمُضي قُدمًا.  استخدام التكنولوجيا: من المفيد دمج العديد من الأدوات والألعاب التي لا يستطيع الأطفال العنيدين الاستغناء عنها؛ والتي يمكن أن تساعد الطفل العنيد على الانخراط أكثر في بيئة المدرسة.  منح الطفل العنيد بعض الوقت والتعاطف معه والتحلّي بالصبر: تُعدّ هذه الإستراتيجيّة الأبسط والأكثر فاعليّة في التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة، إلّا أنّها تتطلّب إخراج المعلّم نفسه من الموقف، وإدراك أن لا علاقة له بسلوك الطفل العنيد على الإطلاق، ما يجعله أكثر صبرًا وتفهّمًا.  التحلّي بالصدق في التعامل مع الطفل: يضمن صدق المعلّم الدائم بناء علاقة قويّة وثابتة مع طالبه العنيد، كما يتمكّن المعلّم المُتفهِّم من الوصول إلى حلّ وصولًا أسرع مقارنةً بغيره.    المشكلات الأكثر شيوعًا التي يعانيها الطفل العنيد   هناك العديد من المشكلات التي يعانيها الطفل العنيد، والتي تتطلّب من الوالدين الصبر والتفهّم لإدارتها وإيجاد الحلول المناسبة لها. وأكثر هذه المشكلات انتشارًا: المشكلات المتعلّقة بتناول الطعام: كثيرًا ما تواجه الأمّهات صعوبةً في إرضاء أطفالهنّ عندما يتعلّق الأمر بالطعام. لذا، يُنصَح بمحاولة تقديم أجزاءٍ صغيرةٍ من الأطعمة المختلفة للطفل، والسماح له باختيار ما يريد تناول المزيد منه. كما تمكن تجربة العديد من الطرق لجعل الطعام ممتعًا، بابتكار وصفاتٍ جديدة بمكوّنات صحّيّة. بالإضافة إلى إشراك الطفل في الأعمال المنزليّة، مثل إعداد وجبات الطعام، أو إعداد الطاولة، ومكافأته بتقديم الحلوى المفضّلة لديه عند الانتهاء من واجباته.  المشكلات المتعلّقة بالواجبات المنزليّة: إذا واجه الطفل صعوبة في إكمال الواجب المنزليّ، يمكن تقسيمه إلى أجزاء أقصر ليتمّها على مراحل. كما قد يؤدّي أخذ فترات راحة قصيرة بين الواجبات إلى إنجازها إنجازًا أسرع ممّا ينجزها في جلسة واحدة.   المشكلات المتعلّقة بارتداء الملابس: من الشائع أن يحدث خلاف بين الطفل ووالدته عندما يتعلّق الأمر بارتداء الملابس المناسبة، ويمكن أن يساعد ترتيب ملابس الطفل وتبديلها كلّ أسبوعين، وإبعاد الملابس غير المناسبة للموسم، أو منح الطفل خيارين أو ثلاثة من الملابس، على تقليل عناد الطفل والخلاف معه، وجعله أكثر سعادة لاتّخاذه القرار بنفسه.  المشكلات المتعلّقة بالنوم: كثيرًا ما تواجه الأمّهات صعوبةً في إخلاد أطفالهم للنوم. يمكن أن يساعد إغلاق التلفاز، وإطفاء الأنوار قبل حوالي 30 دقيقة من موعد النوم، وجعل الطفل يرتدي ملابس النوم، وتشغيل بعض الموسيقى الهادئة، على حلّ هذا الخلاف.  اقرأ أيضًا كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع  https://parenting.firstcry.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-child/  https://theartofeducation.edu/2015/09/10/5-effective-tips-for-working-with-stubborn-students/  https://www.momjunction.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-kids_0076976/#gref  https://www.psychologytoday.com/us/blog/creative-development/201301/the-highly-sensitive-and-stubborn-child 

الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه

يُعرَف الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال غالبًا باسم اضطراب القلق الاجتماعيّ، إذ يتجاوز مجرّد الخوف من تكوين الأصدقاء أو التواصل معهم. كما يوصَف بالخوف العميق الذي يصيب الطفل ممّا يصدره الآخرون من أحكام عليه في الظروف الاجتماعيّة المختلفة. وتعدّ حالات، مثل التحدّث أمام الآخرين، والقراءة بصوت عالٍ، والدخول في محادثة مع الغرباء، بعضًا من مثيرات القلق الشديد عند الأطفال الذين يعانون اضطراب القلق الاجتماعيّ.     كيف تعرف أنّ طفلك مصاب بالرهاب الاجتماعيّ؟   قد يكون طفلك خجولًا بطبيعته، ولا سيّما في بداية طفولته، ولكن إذا كان يعاني من الرهاب الاجتماعيّ، فمن المفترض أن تظهر عليه بعض الأعراض الآتية، أو كلّها: 1- الخوف من التجمّعات  تظهر علامات الرهاب الاجتماعيّ عند طفلك في حالة القلق الشديد عند دخول الأماكن الاجتماعيّة. وقد يعبِّر طفلك عن هذا الخوف بزيادة تشبّثه بك، أو بدخوله في نوبات غضب شديدة، أو بتلعثمه بالكلام.   2- صعوبة التحدّث مع أقرانه  يجد الطفل المصاب بالرهاب الاجتماعيّ صعوبة في مقابلة الأطفال الآخرين، أو الانضمام إلى مجموعاتهم. وغالبًا ما ينتهي به المطاف إلى اتّخاذ زاوية يراقب منها كلّ ما يحدث عن بعد.   3- قلّة الأصدقاء  يستصعب الطفل الذي يعاني الرهاب الاجتماعيّ أن يكوّن صداقات عديدة، فهو يكتفي بصديق واحد أو اثنين. كما يخشى محاولة التحدّث مع زملائه الذين لا يعرفهم.    4- يمتلك شخصيّة منسحبة وانطوائيّة  الانطوائيّة دليل على كلّ ما سبق ذكره من أعراض الرهاب الاجتماعيّ، والتي قد يعانيها طفلك؛ فتجده معظم الأحيان يقضي وقتًا بمفرده، محاولًا تسلية نفسه بنفسه دون الانخراط في محيطه.     ما أسباب الرهاب الاجتماعيّ عند الطفل؟  إليك أهمّ الأسباب التي تجعل طفلك قَلِقًا اجتماعيًّا:   1- مروره في تجربة محرجة  قد يكون سبب الرهاب الاجتماعيّ الذي يعانيه طفلك تعرّضَه إلى موقف ما أثّر فيه نفسيًّا، ولا سيّما إذا تعرّض للإحراج بين جموع من الأشخاص الذين لا يعرفهم.   2- قضاء وقت طويل أمام الأجهزة الإلكترونيّة  تشكّل الهواتف الذكيّة عادةً مجموعة من التحدّيات أمام الأهالي، من تطبيقات الوسائل الاجتماعيّة إلى الألعاب وارتباطها بالمشكلات العقليّة والمهارات الاجتماعيّة، حيث إنّ للعالم الرقميّ تهديدًا موازيًا لتهديد العالم الماديّ. 3- العامل الوراثيّ من الشائع جدًّا انتشار اضطرابات القلق في العائلات، إلّا أنّه لا يمكن التمييز بسهولة بين كون السلوك متوارثًا بسبب الجينات، أم مكتسَبًا من المواقف والمشاعر المختلفة.  4- البيئة المحيطة  قد يكون اضطراب القلق الاجتماعيّ سلوكًا مكتسَبًا، كما من الممكن أن يكون هناك ارتباط بين اضطراب القلق الاجتماعيّ وتحكّم الآباء بأطفالهم، ما يجعلهم أكثر التصاقًا بالمحيط العائليّ الذي ينتمون إليه.     كيف تتعامل مع طفلك المصاب بالرهاب الاجتماعيّ؟    1- أشعر طفلك بالدعم  جهّز طفلك للمواقف التي تجعله يشعر بالقلق أو الخوف. مثِّل الموقف في المنزل ومارس الأشياء المتوقَّع حدوثها، لتقبّلها وتسهيل التعامل معها.   2- شجّع طفلك على البوح بمشاعره   أخبر طفلك عن الأوقات التي شعرت فيها بالقلق في المواقف الاجتماعيّة، وكيف استطعت مواجهة مخاوفك. يساعد هذا طفلك على تقبّل التحدث عن مشاعر القلق، موقنًا أنّك تفهمه وتدعمه.   3- حثّه على الانخراط في المجتمع  لا تكفّ عن تشجيع طفلك على المشاركة في المواقف الاجتماعيّة، والتصرّف بأريحيّة أمام الآخرين، والقيام بنشاطات جديدة مشتركة مع أقرانه.  4- أعطه وقته   الضغط على طفلك لن يأتي بنتيجة مرضية. إذا كان طفلك قلقًا من موقف ما، أشعره بالأمان دون أن تضغط عليه، وحاوِل معه مرّة أخرى باستعداد أفضل.  5- لا تأخذ دور طفلك  التحدّث نيابةً عن طفلك في كلّ موقف يجعله اتّكاليًّا، كما يفقده هذا التصرّف قوّة شخصيّته الكامنة خلف هدوئه. اسمح له بإطلاق العنان لقوّته في التعبير عن امتعاضه أو استحسانه لما حوله بشكل مباشر وصريح.    6- لا تنتقده  مهما شعرت بالإحباط، تجنّب انتقاد طفلك أو التصرّف معه تصرّفًا سلبيًّا بشأن الصعوبة التي يواجهها في المواقف الاجتماعيّة، لأنّ ذلك يزيد الوضع سوءًا.   7- تجنّب وصفه بالخجل  تجنّب وصف طفلك بأنّه "خجول" إذا علّق أشخاص آخرون على سلوك طفلك في المواقف الاجتماعيّة، فيمكنك أن تستبدلها بقولك: "في الحقيقة، ابني منفتح تمامًا مع الأشخاص الذين يعرفهم جيّدًا"، بتركيزك على الجانب الإيجابيّ في شخصيته، لأنّ لاختلاف بعض الصفات تأثيرًا كبيرًا في نفسيّة طفلك.   8- الجأ إلى مختصّ إن لم تنجح جميع الاستراتيجيّات التي سبق ذكرها في التعامل مع طفلك الانطوائيّ، يمكنك اللجوء إلى مختصّ نفسيّ، يعرف تمامًا كيف يتعامل مع هذا النوع من الحالات، من وجهة نظر نفسيّة طبّيّة بحتة.     رسالة منهجيّات لك  نقدّر جهودك المبذولة في تنشئة طفلك في ظلّ التحدّيات التي تواجهها كلّ يوم، خصوصًا بعد تأثير القيود الوبائيّة في الصحّة النفسيّة للأطفال والبالغين على حدّ سواء، ولا سيّما المعرّضون للقلق الاجتماعيّ. قد لا تدرك مدى أهمّيّة جلوسك مع طفلك والتحدّث معه ومحاولة فهمه، ولكن كلّ يوم تجلس فيه مع طفلك تصبح مشاركته في الفصل أقلّ رهبة، ويصبح إجراؤه محادثة مع أصدقائه أكثر متعة. أتح الفرصة له للتعلّم والنموّ واكتشاف قدرته على التعامل مع المواقف الاجتماعيّة غير المريحة، ودعونا نكن جميعنا مصدر أمان وملجأ حقيقيًّا لملائكتنا الصغار.    اقرأ أيضًا:  أبرز أسباب الكذب عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com المراجع https://raisingchildren.net.au/toddlers/health-daily-care/mental-health/social-anxiety   https://www.psycom.net/social-anxiety-how-to-help-kids   https://www.anxietycanada.com/disorders/social-anxiety-in-children/   https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/social-anxiety-disorder/symptoms-causes/syc-20353561    

كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء

تعدّ كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء من المهارات الأساسيّة التي يجب على الوالدين امتلاكها والتدرّب عليها. العصبيّة والبكاء ردّتا فعل طبيعيّتان عند جميع الأطفال، ولكنّهما يتفاوتان في الدرجات. لذا، قد يشعر الوالدان أحيانًا بالقلق عند عدم قدرتهما على إخراج الطفل من هذه الحالة، وذلك عند القيام بكلّ شيء ممكن لتهدئة الطفل من دون أيّ جدوى.    ما أساس التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء؟  تُبنى كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء على أساس وصف السلوك. على سبيل المثال، يمكن تحديد ما إذا كان الطفل يدخل في نوبة من العصبيّة والبكاء عندما يُطلب إليه فعل شيء لا يريد فعله، أو عندما تتعدّد الأسباب التي تؤدّي إلى هذه الحالة لدى الطفل. لذلك، يجب ترتيبها وفقًا للأولويّة وكثرة التعرّض إليها، واختيار اثنين أو ثلاثة من الأمور التي تؤدّي إليها.   طرق تعليم الطفل السيطرة على العصبيّة  من أهمّ الأمور المرتبطة بـكيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ تعليمه كيفيّة السيطرة على عصبيّته، باتباع الأمور الآتية: التفرقة بين المشاعر والسلوك  يجب تعليم الطفل طريقة وصف الشعور، ليتمكّن من التعبير عن مشاعر الغضب والإحباط، بدلاً من الدخول في نوبة من العصبيّة والبكاء. يجب أن يدرك الطفل أنّ شعوره بالغضب أمرٌ طبيعيّ، إلّا أنّ كثرة البكاء أو العدوانيّة الناتجة عن العصبيّة من الأمور المرفوضة، كما يجب مساعدته على التحكّم بتصرّفاته في هذه الحالة.  ينتج بعض السلوكيّات العدوانيّة، إثر تداخل مجموعة من المشاعر غير المريحة لدى الطفل؛ مثل الإحراج والحزن. لذلك، يجب مساعدة الطفل على اكتشاف سبب شعوره بالعصبيّة، ويساعد الحديث عن المشاعر، في العديد من الأحيان، على تعليم الطفل التعرّف إلى مشاعره بشكل أفضل.  امتثال القدوة  تعدّ الطريقة الأفضل في تعليم الطفل كيفيّة التعامل مع الغضب أو العصبيّة توضيح طريقة تعامل الوالدين مع المشاعر عند الشعور بالغضب. يؤدّي الطفل عادةً التصرّف ذاته الذي يؤدّيه الوالدان؛ فإن شاهد الطفل الأمّ أو الأب يفقدان أعصابهما عند الغضب، فسيفعل الأمر ذاته. وكذلك الحال إذا شاهدهما يتعاملان بطريقة أخرى تتّسم باللطف. على الرغم من أهمّيّة حماية الطفل من المشكلات التي يواجهها الوالدان، إلّا أنّه ينبغي على الأمّ أو الأب توضيح طريقة التعامل مع مشاعر الغضب، والإشارة إلى الأوقات التي قد يشعر فيها الأهل بالإحباط والعصبيّة، وذلك ليدرك الطفل أنّ هذا الشعور طبيعيّ، كما يساعده ذلك في الحديث عن مشاعره. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الوالدين تحمّل مسؤوليّة السلوك عند التعامل بعصبيّة شديدة أمام الطفل، ومن الأفضل الاعتذار ونقاش ما كان يجب أن يفعلاه بدلاً من ذلك.  وضع قواعد للعصبيّة  ينبغي أن تضع العائلة مجموعةً من القواعد حول السلوك المقبول وغير المقبول المرتبط بالعصبيّة، حيث يجب أن يتحدّث الأهل مع الأطفال، مهما كان عمرهم، وبالأسلوب الذي يناسبهم حول هذه السلوكيّات. يجب أن تركّز هذه القواعد على التصرّف باحترام مع الآخرين، كما تجب معالجة العديد من الممارسات التي تحصل؛ مثل العدوان الجسديّ والشتائم وكثرة البكاء بصوت عالٍ وتحطيم الممتلكات.  تعليم مهارات صحّيّة  يحتاج الطفل العصبيّ وكثير البكاء إلى التعرّف إلى الطرق المناسبة للتعامل مع العصبيّة أو الغضب؛ فبدلاً من إعطاء الأوامر، من الأفضل شرح ما يمكنه فعله عند العصبيّة، ولا سيّما عندما ترتبط هذه الحالة بسلوك عدوانيّ. يمكن للوالدين وضع العديد من الأشياء التي تساعد الطفل على الهدوء؛ مثل كتاب التلوين، أو جهاز للموسيقى الهادئة، في حال أثبتت فعّاليتها معه.  بالإضافة إلى ما سبق، يمكن تعليم الطفل مهارة الوقت المستقطع، لمساعدته على الهدوء، حيث يُعلَّم أنّه عند الشعور بالغضب والعصبيّة يمكنه أخذ وقت مستقطع بمفرده، بعيدًا عن الموقف. أثبتت هذه الطريقة فعّاليّتها مع الأطفال. كما يجب تعليم الطفل مهارة حلّ المشكلات من دون اللجوء إلى العدوانيّة أو البكاء الشديد.    نصائح حول كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء  يحتاج الوالدان إلى تعلّم مهارة كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء، ومن أهمّ الأمور التي يمكنهما القيام بها عندما يمرّ الطفل بهذه النوبة (شرط تمتّعه بصحّة جسديّة جيّدة): -عند الاعتقاد بأنّ الطفل متعب، يمكن تخصيص بعض الوقت لراحته، أو للاستماع إلى الموسيقى، أو رواية قصّة له. - إذا كان الطفل يصاب بنوبة من البكاء وقت النوم، يجب تهدئته جيّدًا قبل ذلك.  - في حال كان الطفل محبطًا من أمر ما، فمن الأفضل البحث عن حلّ للمشكلة التي يواجهها، حيث إنّ مساعدته في تسمية المشاعر تشعره بتفهّم الوالدين له، وتساعده على التحكّم بذلك.  - منح الطفل فرصة ليهدأ وتجاهله خلال البكاء، ثمّ الحديث معه عن سبب شعوره بالضيق والاستماع له، ثمّ ذكر سبب حزنه بعد إخباره.  - تقديم العديد من الطرق الأخرى للطفل، ليتمكّن من التعامل مع الموقف عند تكراره.  - ينبغي أن يدرك الطفل أنّه لا بأس من الشعور السيّئ أو العصبيّة أو البكاء عند الحزن أو التعرّض للأذى. لكن، يجب على الوالدين، في هذه الحالة، مساعدته في فهم ذلك.    ماذا يفعل الوالدان خلال نوبة عصبيّة الطفل وكثرة بكائه؟  يوجد بعض التصرّفات الخاصّة بالوالدين والمرتبطة بـكيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء. من أهمّها:  - الحفاظ على الهدوء خلال نوبة العصبيّة التي تصيب الطفل، حيث إنّ الغضب قد يزيد من حدّة عصبيّته أو بكائه. أمّا التصرّف بهدوء فيساعد على تعليمه ذلك في المرّات القادمة.  - التعامل مع نوبة العصبيّة وفق سببها، ففي بعض الأحيان، قد يحتاج الطفل إلى الراحة، ولكن، في أحيان أخرى، يكون من الأفضل تجاهله أو إشغاله بنشاط جديد.  - تجاهل الطفل عندما يكون هدفه من العصبيّة وكثرة البكاء جذب انتباه الوالدين، أو ردًّا على رفض شيء ما. من الأفضل في هذه الحالة عدم تبرير الرفض، والقيام بنشاط آخر.  - تجاهل الطفل عندما تكون نوبة الغضب ناتجة عن طلب شيء لا يريد القيام به، ويجب، بعد أن يهدأ، متابعة المطلوب منه وإكماله. - إذا كان الطفل العصبيّ معرّضًا لإيذاء نفسه أو الآخرين خلال نوبة الغضب، أو كان في مكانٍ عام، فيجب نقله إلى مكان هادئ وآمن لتهدئته. - تجنّب الاستسلام لعصبيّة الطفل أو بكائه الكثير، حيث يثبت له أنّ هذا التصرّف كان فعّالًا.   ماذا الذي يمكن فعله بعد انتهاء نوبة العصبيّة والبكاء؟ بعد أن ينتهي الطفل من نوبة العصبيّة ويتوقّف عن البكاء، يفضَّل أن يمدح الوالدان طريقة استعادة الطفل السيطرة على أعصابه. إذ يكون هذا الوقت هو الأنسب لاحتضانه وإشعاره بالأمان، حتّى في حال ممارسته أحد التصرّفات الخاطئة، وإذا كان عمره مناسبًا ويمتلك المهارات اللغويّة اللازمة، فمن الأفضل الحديث معه للوصول إلى طرق تساعده في التعبير عن الغضب، بدلًا من العصبيّة والبكاء.    اقرأ أيضًا أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) طرق التعامل مع المراهق العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  https://www.verywellfamily.com/behavior-management-plan-1094830  https://www.verywellfamily.com/ways-to-teach-your-child-anger-management-skills-1095010  https://kidshealth.org/en/parents/tantrums.html  https://raisingchildren.net.au/toddlers/behaviour/crying-tantrums/crying-children-1-8-years     

طرق معالجة الخمول عند الأطفال

الأطفال ليسوا وهجًا مشعًّا من الشغف والطاقة، فحالهم كحال غيرهم. قد يشعرون بالكسل والخمول والتعب أحيانًا من تأدية بعض المهمّات اليوميّة المتعلّقة بهم أو بمن حولهم. هذا أمر طبيعيّ عليك معرفته قبل أن تصف طفلك بالكسل لأنّه نام ساعتين إضافيّتين في يوم إجازته. ولكن، متى يصبح الكسل عادة سيّئة عند طفلك يجب التنبّه إليها؟   كيف يؤثِّر الخمول في طفلك؟  يعدّ الخمول من أصعب الحالات التي قد يمرّ فيها طفلك خلال مراحل حياته، ولا سيّما في المرحلة المبكِّرة تمامًا، حين يجب أن يكون في قمّة نشاطه. وبالتالي، يؤثِّر هذا الخمول في نواحٍ عديدة من حياته الاجتماعيّة والدراسيّة والعائليّة، كما يؤثِّر في صحّته البدنيّة في حالات متقدّمة. فكيف تمكن معالجة ذلك؟   طرق معالجة الخمول عند طفلك   حدّد قواعدك وتوقّعاتك  لقواعدك المنزليّة دور كبير في بثّ النشاط في طفلك. تدفعه توقّعاتك المرتبطة بواجباته تجاه نفسه ومن حوله إلى تطبيقها وتعلّم ما عليه من مسؤوليّات كغيره من أفراد عائلته، حتّى ولو كان الأصغر سنًّا.   نمّي فيه الشعور بالمسؤوليّة  عندما يشعر طفلك بالمسؤوليّة تجاه أفعاله يقلّ كسله. لذلك، علّمه كيف يكون قادرًا على العناية بنفسه وفهمه عواقب إهمال مسؤوليّاته، كأن يفقد بعض أغراضه الشخصيّة، مثلًا، نتيجة إهمال وضعها في أماكنها المخصصّة. يساعده ذلك على تطوير حسّ المسؤوليّة الذي يشمل مجالات أخرى من حياته.   شجّعه على النشاط  يقلّ كسل طفلك عندما يمارس نشاطًا بدنيًّا ما. لذلك، شجّعه على المشاركة في النشاطات التي يستمتع بها، مثل الرياضة أو الرقص أو فنون الدفاع عن النفس. يساعده ذلك على البقاء بصحّة جيّدة جسديًّا وعقليًّا، كما يمنحه شعورًا مميّزًا بالإنجاز.   وفّر لطفلك فرص تعلّم جديدة  عادةً ما يكون الأطفال الذين يتعلّمون أشياء جديدة أقلّ كسلًا من الذين لا يبذلون جهدًا في التعلّم. لذا، وفّر لطفلك فرص تعلّم مهارات ومعارف جديدة، سواءً أكان ذلك عن طريق المدرسة أم النشاطات اللامنهجيّة أم التجارب اليوميّة. يُبقِي ذلك عقل طفلك نشطًا ومتفاعلًا، كما يساعده على شحن شغفه.   كن قدوةً حسنةً لطفلك  للأهل تأثير كبير في أبنائهم، فالأطفال يتعلّمون الكثير بمشاهدة ما يفعله والدوهم. من هنا، إذا أردتَ أن يكون طفلك أكثر نشاطًا ومسؤوليّة، امنحه مثالًا حسنًا يُحتذَى به، وأظهر له كيف يمكن للعمل الجاد والاجتهاد أن يعودا إلى صاحبهما بالمنفعة، وأنّهما السبيل إلى تحقيق أيّ شيء يفكّر فيه.  عبِّر عن رضاك من محاولاته  من المهمّ جدًّا الثناء على جهود طفلك لتعزيز شعوره بتقدير أبسط محاولاته، ومنحه الحافز لمواصلة عمله بنشاط. اجعل ثناءك عليه واضحًا، وكافئه من حين إلى آخر عندما يطابق توقّعاتك وتوقّعات نفسه من أفعاله.   شجِّعه على اتّباع عادات الطعام الصحّيّة  يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الصحّيّة في تعزيز مستوى الطاقة وتقليل الشعور بالخمول. وعليه، تأكّد من حصول طفلك على العناصر الغذائيّة التي يحتاج إليها ليبقى نشيطًا. يمكن أن يشمل الطعام الصحّيّ الفواكه والخضروات الطازجة، والوجبات المتوازنة، والوجبات الخفيفة الصحّيّة التي تمنح طفلك الطاقة ليبقى منتجًا طوال اليوم.  ساعده على إدراك تأثيره في الآخرين   عندما يرى طفلك كيف يؤثِّر خموله في حياته الخاصّة وتعامل عائلته معه، قد يوجِّه تفكيره نحو محاولة تصحيح المشكلة. على سبيل المثال، يمكنك إخبار طفلك بعدم استطاعتك شراء ألعاب جديدة له إذا لم يؤدِّ الواجبات المطلوبة إليه. وهكذا، يُدرِك طفلك أنّ العديد من نواحي حياته ومتطلّباته تتحقّق بنشاطه وتفاعله مع الآخرين.   مراجعة الطبيب  تعدّ مراجعة الطبيب خطوة متقدِّمة يمكنك اللجوء إليها إذا أثّر الخمول في صحّة طفلك البدنيّة والنفسيّة ونشاطاته اليوميّة والمدرسيّة. في هذه الحالة، يساعدك الطبيب على تشخيص المشكلة وإيجاد حلّ طبّيّ لها.  * * * إنّ الأبوّة والأمومة مهمّتان شاقّتان، لأنّ الحفاظ على تحفيز طفلك طوال الوقت تحدٍّ كبير، ولا سيّما في الأوقات التي يكون فيها أحوج ما تكون إلى التحفيز، لكنّ ذلك ما يجعل مهمّتك هي الأصعب بإتيانها ثمارًا تستحقّ المكافحة. من هنا، كن صبورًا مع طفلك وامنحه حقّه من الاهتمام، ولكن في الوقت نفسه، كن معتدلًا في اهتمامك حتّى لا يعتاد الاتّكال وينسى واجباته تجاه نفسه ومن حوله.    اقرأ أيضًا أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.vizag.vignanschools.org/event/9-tips-to-get-rid-of-laziness-in-kids/   https://akhbarelyom.com/news/newdetails/3307365/1/8-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%88%D9%84-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84      

أهمّيّة صحّة الطفل النفسيّة وطرق تعزيزها

تُمكِّن الصحّةُ النفسيّة السليمة طفلَك من الشعور بحبّ نفسه ومن حوله، حيث تؤثِّر في كيفيّة تعامله مع المشكلات التي يواجهها في محيطه مع أقرانه. يشعر طفلك ذو النفسيّة الصحيّة بالرضا والثقة والامتنان في الأوقات التي يُتوقَّع منه الشعور بذلك. لكن، من جهةٍ أخرى، قد لا تتوافق توقّعاتنا تمامًا مع ما يشعر به الطفل أحيانًا.   ما أهمّيّة صحّة طفلك النفسيّة السليمة؟  يعود السلوك الصحّيّ المتمثّل في التفوّق الدراسيّ والنموّ الاجتماعيّ والعاطفيّ والاندماج في العلاقات إلى أساس واحد، هو الصحّة النفسيّة السليمة التي تساعد طفلك على: التفكير السليم  يعكس تفكير طفلك السليم قدرته على حلّ المشكلات التي يواجهها في المدرسة أو المنزل بفطرته الطبيعيّة. بالإضافة إلى قدرته على التواصل وإبداء آراء تناسب سنّه حول الأحداث والمواقف التي يشهدها.  تكوين شخصيّة قويّة  لا يتشتّت عقل طفلك ذي النفسيّة السليمة بالأفكار السلبيّة التي تؤدّي به إلى الانعزال، بل تتفتّح آفاقه للتفاعل وإثبات وجوده بين الأفراد الذين يحيطون به.    التمتّع بصحّة بدنيّة جيّدة  نقول إنّ "العقل السليم في الجسم السليم"، ولكنّ الحقيقة هي أنّ صحّة الإثنين من صحّة بعضيهما. عندما يتمتّع طفلك بصحّة عقليّة سليمة يستطيع حينها التركيز على صحّة جسده والمحافظة على توازن شهيّته للطعام.   التأقلم مع المحيط بسهولة شخصيّة طفلك القويّة التي تعكس صحّة نفسيّته تمكّنه من الانخراط في المحيط والتواصل السلس مع الأفراد الذين يقابلهم في أيّ مكان.   تكوين علاقات صداقة سليمة  تكوين طفلك علاقات صحيّة جيّدة مع زملائه في المدرسة دليل واضح على صحّة نفسيته. لكن، عدم تكوينه علاقات صداقة قد لا يعني بالضرورة أنّ صحّته النفسيّة غير سليمة، إذ من الممكن أن يكون طفلك انطوائيًا، وهذه قضيّة مختلفة تمامًا لها حلولها الخاصّة.      اقرأ أيضًا: الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه    تعلّم المهارات الأكاديميّة والاجتماعيّة الجديدة  يستطيع طفلك التركيز على تعلّم مهارات جديدة كلّ يوم عندما يكون تفكيره سليمًا. لذلك، تُعدّ مجاراته أقرانه في التفوّق الأكاديميّ، أو امتلاكه مهارات مختلفة أدلّةً واضحة على تحلّيه بنفسّية سليمة.      كيف تُعزِّز صحّة طفلك النفسيّة؟  نعلم أنّ تنشئتك طفلًا ذا صحّة نفسيّة سليمة يمنحك السلام الداخليّ والاطمئنان بنجاحك في واحدة من أهمّ المهمّات المنوطة بك بوصفك مُربيًّا. لذلك، دعنا نساعدك في هذه المهمّة بتقديم بعض الأدوات التربويّة التي من شأنها تعزيز صحّة طفلك النفسيّة:   أشعره بقربك  تخصيص وقت لطفلك في خِضَم مشاغل العمل والحياة يُشعِره بمدى أهمّيّته بالنسبة إليك. يمكنك، مثلًا، مشاهدة فيلم معه من حين إلى آخر، أو أخذه للتسوّق، أو مشاركته اللعب بالألعاب التي يستمتع بها.   استمع إلى ما يعبِّر عنه  امنح طفلك اهتمامك الكامل واستمع إليه عند تعبيره عن مشاعره وأفكاره. اسأله عن أصدقائه ومعلّميه، وعن النشاطات التي يقوم بها في المدرسة، وكيفيّة تعامله مع المحيط والأفراد والمواقف. قدّم له نصائحك الأبويّة الفعّالة، سواءً أطلبها أم لم يطلبها.    أثنِ عليه  غالبًا ما نلتفت إلى التصرّفات السيّئة التي يقوم بها أطفالنا، وننسى، في المقابل، الثناء عليهم عندما يحسنون التصرّف. لا تنسَ أن تمدح طفلك بين الحين والآخر، لمنحه الثقة التي يحتاج إليها، والتي تكوّن لديه أساسًا سليمًا لصحّته النفسيّة.  تجنّب نعته بصفات سلبيّة  لا بأس من توجيه طفلك ولفت نظره إلى تصرّفاته السلبيّة، وحثّه على تغييرها. لكن، تجنّب نعته بصفات سلبيّة، مثل الكسل أو الكذب أو الغباء. صحّح سلوك طفلك الخاطئ بتوضيح الآثار السلبيّة المترتبّة على تصرّفاته.   كن واقعيًّا في أفكارك عن طفلك  لا تتوقّع من طفلك ما يفوق قدراته، وتجنّب مقارنته بغيره، لأنّ ذلك يُحبط معنويّاته تجاه نفسه، ممّا قد يعيده خطوة إلى الوراء في كلّ مرّة يحاول فيها أن يكون أفضل. وبالتالي، سيفقد رغبته في التعلّم وستسوء حالته النفسيّة تلقائيًّا. امدحه، بدلًا من ذلك، على أبسط جهوده، وابقَ على تواصل دائم معه لتحسين أدائه.  علّم طفلك كيف يتخلّص من القلق  شجّع طفلك على التخلّص من الأفكار السلبيّة، والاستمتاع بفعل الأشياء التي يحبّها، لتخفيف الضغط النفسيّ الناجم عن المشكلات اليوميّة التي يواجهها في المدرسة وغيرها. على سبيل المثال، شجّعه على اللعب في الهواء الطلق مع الأصدقاء، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو القراءة. يمكنك تعليمه الاسترخاء أيضًا، ومحاولة استحضار الأفكار أو الذكريات السعيدة التي عاشها، أو التي يودّ أن يعيشها.  كن قدوته في التفكير الإيجابيّ  أنت لا تدرك مدى انتباه طفلك لتصرّفاتك وأساليبك في التفكير، فالأطفال يتمعّنون بكلّ تفاصيل والديهم. لذلك، استغلّ انتباه طفلك بأقصى درجات الحكمة، وحافظ على هدوئك أمامه عند تعرّضك لضغط ما. سيدرك طفلك إدراكًا غير مباشر أنّ التوتّر أمرٌ طبيعيّ وأنّ الهدوء هو الوسيلة الأمثل في التعامل مع المشكلات المختلفة.     * * * لا تلغي الضغوطات النفسيّة التي تواجهها، وأنت شخص بالغ، الضغوطات النفسيّة التي يمرّ فيها طفلك؛ فلكلّ مرحلة عمريّة مشكلات لا يشعر بصعوبتها إلّا من يمرّ فيها. كن مع طفلك قلبًا وقالبًا، ففي الأوقات التي يشعر طفلك فيها بالإحباط أو الحزن، يكون في أمسّ الحاجة إلى العثور على ملاذ يحتويه، ويشعره بالأمان، ويخبره أنّ حضن شخصٍ قريب أكبر من الدنيا وما فيها.     اقرأ أيضًا أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) صفات الطفل المدلّل وكيفيّة تقويمه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://raisingchildren.net.au/school-age/health-daily-care/mental-health/children-s-mental-health   https://www.healthhub.sg/live-healthy/419/boosting_childs_mental_wellbeing   https://www.mhanational.org/what-every-child-needs-good-mental-health   https://arabicpost.net/opinions/opinion/2022/03/19/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-2/#:~:text=%D9%88%D8%AA%D9%83%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84,%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%20%D8%AA%D9%85%D8%B1%D9%8F%D9%91%20%D8%A8%D9%87%D9%85%D8%8C%20%D8%AD%D9%8A%D8%AB%20%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86  

أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها

تنمو مهارة القراءة في الطفل نموًّا طبيعيًّا عندما تتكوّن لديه معرفة كاملة بالقواعد الأبجديّة والنحويّة، مع قدرته على تطبيقها بطلاقة أثناء القراءة. لكن، من المحتمل جدًّا أن تعوق بعض العوامل هذه العمليّة، سواءً في مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائيّة أم أثنائها. لذلك، نعرض لك اليوم عرضًا مبسَّطًا الأسباب الأكثر شيوعًا لمشكلة عسر القراءة عند بعض الأطفال وطرق معالجتها.    أسباب عسر القراءة عند الأطفال  أظهرت الدراسات أنّ عسر القراءة عند الأطفال لا يرتبط بمستوى ذكائهم دائمًا، إذ أظهر العديد من الأطفال الذين يعانونه قدرات عالية في اجتياز مراحل دراسيّة مهمّة بنجاح في صفوفهم المدرسيّة. لكن، هناك نواحٍ أخرى تشكِّل رابطًا وثيقًا بين عسر القراءة وأسباب حدوثه، من أهمّها:     مشكلات الصحّة النفسيّة  تعدّ حالة صغيرك النفسيّة من أهمّ العوامل المسؤولة عن نشوء مشكلة عسر القراءة عنده. فالبيئة المنزليّة غير الصحيّة، مثلًا، تسهِم في شعور الطفل بتدنّي ثقته بنفسه، ثمّ دخوله في وهم من الأفكار التي تقنعه باختلافه وعدم استطاعته مجاراة أقرانه في أبسط الصفات والمهارات، ومنها القراءة.   مشكلات الصحّة الجسديّة تشمل المشكلات الصحّيّة التي من الممكن أن تؤدِّي إلى عسر قراءة طفلك مشكلات في السمع أو النطق أو الرؤية. خلل في تصوير الحروف الذهنيّ أجرِيتْ أبحاث عديدة كُشِف فيها عن علاقة قويّة بين تطوير مهارات القراءة، والقدرة على تكوين صور الكلمات الذهنيّة. كان أداء الأطفال الذين يعانون عسر القراءة ذا مستوى أقلّ من أولئك الذين لا يعانونه في مهمّات التوليد الذهنيّ، عند عرض حروف عشوائيّة أمامهم كإشارات بصريّة.  عدم الحصول على التدريب الكافي في القراءة تعدّ قلّة التدريب من أكثر الأسباب منطقيّة في ما يتعلّق بالصعوبة التي يواجهها طفلك في القراءة، لأنّه قد لا يتلقّى تدريبًا كافيًا، سواء في المدرسة أم المنزل.   أسباب وراثيّة  في بعض الأحيان، يُصنَّف عسر القراءة ضمن الأسباب العصبيّة الوراثيّة، فيمكن أن يرث الطفل هذه الحالة من أحد الوالدين أو الأقارب، حيث تؤثِّر في أداء جهازه العصبيّ ومناطق الدماغ المسؤولة عن تعلّم القراءة.   علامات مبكِرة تدلّ على احتماليّة إصابة طفلك بعسر القراءة هناك العديد من العلامات التي تدلّ على احتماليّة إصابة طفلك بعسر القراءة، وعادةً ما تصبح أعراضه أوضح عندما يدخل طفلك المدرسة، ويبدأ بتعلّم القراءة والكتابة. من هذه العلامات:  -مشكلات في تعلّم أسماء الحروف وأصواتها. -عدم القدرة على التمييز بين الحروف المتشابهة. -الخلط في ترتيب حروف الكلمات. -القراءة ببطء شديد أو ارتكاب الأخطاء عند القراءة بصوت عالٍ. -صعوبة في تدوين الإجابات، رغم القدرة على الإجابة شفهيًّا. -صعوبة في تعلّم مبدأ التسلسل العام، سواءً في الكتابة أم القراءة، حتّى أيّام الأسبوع والمواعيد. -خطّ يد ضعيف. -بطء شديد في الكتابة.   علاج عسر القراءة عند الأطفال يسهِم الاكتشاف المبكِر لمشكلة عسر القراءة عند طفلك إسهامًا كبيرًا في تحديد الأساليب الصحيحة لعلاجها. لذلك، اتُّفِق علميًّا على مجموعة من الوسائل التي يمكنك اتّباعها لمساعدة الطفل على تجاوز هذه المشكلة المرحليّة:  العلاج الأكاديميّ يمكنك الاستعانة بمدرّس طفلك لاتّباع خطّة أكاديميّة، تشمل تقنيّات تفعِّل مهارات السمع والبصر واللمس، لتحسين مهارات القراءة عند طفلك، بتحفيزه على استخدام عدّة حواس للتعلّم في الوقت نفسه. على سبيل المثال، يمكنه الاستماع إلى درس مسجَّل والمتابعة بإصبعه على النصّ المكتوب متابعةً تزامنيّة، حتّى تتشكّل لديه صورة أوضح عن الحروف وعلاقتها بالأصوات.  العلاج الفرديّ أنشئ خطّة تدريس مكثَّفة لطفلك، يمكنك اتّباعها معه فرديًّا في المنزل، كما بإمكانك دمج بعض الألعاب التي تعزِّز لديه مهارات التفكير والقراءة وغيرها، حتّى يصبح وقت التعليم الوقت المفضَّل عنده. ذلك أنّ الأطفال في الأعمار المبكِرة يفضّلون دائمًا التعلّم باللعب ويفهمون به فهمًا أفضل.     اقرأ أيضًا: ألعاب الذكاء للأطفال    إسهام الأهل يأتي دورك هنا لفهم مشكلة طفلك والإسهام في حلّها:   1- اكتشاف المشكلة مبكِرًا  إذا كنت تشكّ في أنّ طفلك يعاني من عسر القراءة، تحدّث إلى الأطراف المسؤولة عن إيجاد حلّ للمشكلة، كمدرّسه مثلًا أو طبيب ما. ينقذ التدخّل المبكِر الموقف دائمًا، ويجنّبك الدخول في متاهات من العلاج المعقّد.  2- اقرأ بصوت عالٍ مع طفلك  للقراءة بصوت عالٍ أثر إيجابيّ كبير في تفعيل مهارات الاستماع والتركيز عند طفلك، ولا سيّما في بيئة يشعر فيها طفلك بالراحة النفسيّة والحرّيّة في ارتكاب الأخطاء من دون خجل.  3- كن قدوة في القراءة  من الأفضل أن تبدأ بالقراءة مع طفلك منذ نعومة أظافره، حتّى قبل دخوله المدرسة، وتشجيعه على التفاعل مع الأحداث، والبدء بشرح مفهوم الأحرف له، ولفظها بطريقة مبسَّطة يستطيع فهمها، حتّى تصبح القراءة، لاحقًا، في إطار التعليم الأكاديميّ، مهارة يبرع بها.  العلاج الطبّيّ من المنطقيّ أن تطلب المساعدة الطبّيّة عندما لا تنجح محاولاتك في علاج مشكلة عسر القراءة في المدرسة أو المنزل، إذ قد تنجم مشكلة عسر القراءة عن مشكلات صحّيّة أو نفسيّة. يمكنك في هذه الحالة مراجعة طبيب عيون، أو طبيب سمع ونطق، أو طبيب أعصاب، أو مختصّ في السلوك التنمويّ للأطفال.   * * * ربّما ما زال طفلك صغيرًا، ولكنّا نرى في داخله معجزة مخبَّأة. لذلك، عندما يعجز طفلك عن تحرير قدرته الهائلة على تحليل المعلومات والعناصر التي تحيط به، جد أنت الطريق إليها وحرّرها. قد يشعرك عسر القراءة الذي يعانيه طفلك باليأس والعجز، ولكننّا نودّ طمأنتك بأنّ لكلّ مشكلة حلًّا، والحلّ يبدأ من عندك في هذه الحالة. في الوقت الذي ييأس فيه طفلك، لا تتوقّف أنت عن المحاولة.     اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.nhs.uk/conditions/dyslexia/symptoms/#:~:text=Symptoms%20of%20dyslexia%20in%20children,%22%20instead%20of%20%22d%22   https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dyslexia/diagnosis-treatment/drc-20353557   https://www.msdmanuals.com/ar/home/قضايا-صحَّة-الأطفال/اضطرابات-التعلم-والنمو/اضطرابات-التعلم   https://www.readingrockets.org/article/dyslexia-hereditary#:~:text=run%20in%20families.-,Is%20dyslexia%20hereditary%3F,responsible%20for%20learning%20to%20read https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fpsyg.2019.02034/full  

كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟

لا شكّ أنّك، كأيّ أب أو أم، تريد تنشئة طفل قويّ الشخصيّة، يعرف تمامًا كيف يدافع عن نفسه في المواقف التي يكون فيها ضحيّة التنمّر. ذلك أنّ عدم ردّ طفلك على أيّ تصرّفات هجوميّة من أقرانه، أو ممّن حوله، يسمح للمتنمِّر بمواصلة تصرّفاته العدوانيّة والتمادي فيها. لذلك، هناك تدابير معيّنة يمكنك اتباعها لتعليم طفلك كيف يحمي نفسه من المتنمّرين بطرق سلميّة وغير عنيفة.   ما مدى جاهزيّة طفلك للتعامل مع المتنّمرين؟ قبل أن تقبل على اختيار أساليب الدفاع السلميّة لتعلّمها طفلك، عليك أن تعرف أوّلًا مدى استعداده للتعامل مع المتنمِّر، وجاهزيّته لتعلّم الأساليب التي تريده أن يتعلّمها. قد يكون طفلك، مثلًا، قويّ الشخصيّة، لكنّه غير قادر على الردّ بالطريقة الصحيحة على من يتنمّر عليه، أو قد يكون طفلك خجولًا وبحاجة إلى دعم نفسيّ يعرّفه بأحقّيّته في الدفاع عن نفسه، وأنت وحدك من يستطيع تحديد طبيعة طفلك حتّى تتعامل معه بالطريقة المناسبة.   كيف تعرّف طفلك بأحقّيّته في الدفاع عن نفسه؟   تستحقّ هذه الخطوة اهتمامًا أكبر من أيّ خطوة أخرى، إذ يجب عليك أوّلًا تعزيز ثقة طفلك بنفسه وتعريفه بقيمته الحقيقيّة وأنّه يستحقّ أن يُقابل بالاحترام والتقدير، بغضّ النظر عن سنّه. يمكنك، مثلًا، ترديد عبارات تزيد من وعيه تجاه قيمته، كأن تتجنّب توبيخه كلّما أخطأ، ومحاولة إعطائه مساحة من الحرّيّة، يستطيع خلالها اتّخاذ قرارات لا تتعارض مع عمره.      كيف يميّز الطفل بين المزاح والتنمّر؟ يجد الأطفال أحيانًا صعوبة في التمييز بين المزاح والتنمّر، لأنّهم لا يعرفون العوامل التي يمكن من خلالها تحديد مدى تجاوز الشخص حدوده، وقد يتعامل مع سلوك غير مقبول يقوّض ثقته بنفسه من دون أن يدري. يمكنك مساعدة طفلك في التعرّف إلى علامات التنّمر من خلال مجموعة من العوامل الأساسيّة، كأن تخبره أنّ ما خُلِق عليه وما يتصرّفه ليسا محطّ استهزاء، وأنّ كلّ من يستهزئ بالخصال التي تميّزه هو متنِّمر، وأنّ التنمّر غير مقبول في أيّ حال من الأحوال.    كيف يمكن لطفلك أن يدافع عن نفسه بطريقة سلميّة؟ ابدأ بتعليم طفلك أنّ هناك طرقًا غير عنيفة للتعامل مع المتنمّرين، وأنّ العنف يضرّ أكثر ممّا ينفع، لأنّك بالطبع لا تريد أن يتحوّل طفلك إلى متنمِّر كردّ فعل على تعرّضه للتنّمر. ومن استراتيجيّات الدفاع عن النفس التي يمكنك أن تعلّمها طفلك:   -استخدام لغة الجسد  يُعدّ إظهار ابنك الصغير الثقة، والإحساس القويّ بقيمة الذات، من أفضل الاستراتيجيّات التي تساعد على وقف التنمّر. ذلك أنّ الأطفال الذين يعانون من ضعف احترام الذات أكثر عرضة لحوادث التنمّر. يمكنك مساعدة طفلك على تطوير لغة الجسد بتقديم النصائح الآتية:  1- المشي بثقة للابتعاد عن مصدر التنمّر أسلوب بسيط يزوِّد الطفل بطاقة إيجابيّة حازمة، حيث يمكنك تدريب طفلك على المشي بأكتاف مسترخية للخلف، ورأس مرفوع، مع تركيز نظره إلى الأمام.   2- التواصل البصريّ بطريقة محايدة، وليست عدوانيّة، مع من حوله، يبرز القيادة والثقة.   3- الابتسامة التي تنعكس على مظهر الطفل أمام الآخرين، تنتج إحساسًا بالتواصل مع تعزيز احترام الذات. كما أنّها تساعد أيضًا على درء العزلة الاجتماعيّة، والتي يمكن أن تلعب دورًا في التنمّر.  4- التحدّث بنبرة واضحة وواثقة، إذ غالبًا ما يكون التحدّث بصوت هادئ مع المِّتنمر أمرًا فعّالاً للغاية. فلا يحتاج طفلك إلى الردّ على أيّ تعليقات سلبيّة، بل يمكنه التغاضي عنها بإجراء تواصل بصريّ مباشر، وتجاهل كلّ ما يقوله المتنمِّر.   -الانضمام إلى مجموعة من الأصدقاء  التواجد ضمن مجموعة يدعم طفلك نفسيًّا ويبعد المتنمِّرين عنه، ولا سيّما في أماكن التجمّع التي تشجّع المتنمِّر على المبادرة بالتصرّفات المسيئة، مثل الكافتيريا والملعب والحافلات والحمّامات وغرف تبديل الملابس.   -الوثوق بالحدْس  علّم طفلك الصغير أن يتّبع غرائزه ويغادر، إذا كان الموقف مقلقًا ولا يشعره بالراحة. كما أنّه من المهم اعتماد تقنيّات بديلة، مثل التحدّث واستخدام لغة الجسد والصوت الهادئ الدالّ على الثقة. -التجاهل  قد لا يدرك طفلك أحيانًا أنّ التجاهل قوّة وليس ضعفًا. ساعده على تحديد المواقف التي تتطلّب تجاهله والسير بعيدًا. طمئن طفلك بأنّ تفادي المواقف العدوانيّة يتطلّب شجاعة كبيرة، وأن ليس كلّ من أدار ظهره جبانًا.   -طلب المساعدة من الأهل  علّم طفلك أن يخبرك بكلّ ما يمر به، وأن يطلب المساعدة منك عندما يحتاج إليها، أو من أيّ شخص راشد آخر، يكون مسؤولًا وحاضرًا في الموقف، لأنّه من الطبيعيّ والمتوقَّع أن يتوقّف المتنمِّر عمّا يفعله إذا لُفِت الانتباه إلى الموقف. تُعدّ هذه الاستراتيجيّة إحدى أكثر الطرق سلميّة، والتي يمكنك أن تعلّمها لطفلك في المواقف المشابهة.    * * * أثناء تأديتك مهمّة تعليم طفلك الأساليب السلميّة في الدفاع عن النفس، قدّم له أدوات النموّ التي يحتاج إليها ليصبح شخصًا بالغًا مستقلًّا، يعرف كيف يدافع عن نفسه وعن إنسانيّته. والتنمّر، مع الأسف، لا ينتهي بالضرورة عند انتهاء سنوات الدراسة، فقد يكون الجار متنمِّرًا، أو المدير، أو الشريك... تذكّر أنّ ما تزرعه من وعي حول الذات في عقل طفلك يحصد ثماره غدًا في مرحلة شبابه، عندما يحتاج إلى أن يميّز بين من يحبّه حقًا، ومن يسعى إلى أذيّته.    اقرأ أيضًا أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ألعاب الذكاء للأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://community.asisonline.org/blogs/vincent-hughes1/2020/07/17/5-non-violent-self-defense-strategies-kids-can-use   https://www.verywellfamily.com/how-kids-can-defend-themselves-against-bullies-460789   https://ellismartialarts.com/blog/selfdefence-strategies-kids-can-use-to-ward-off-bullies    

مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها

تؤثِّر مشكلات الصحّة النفسيّة التي تظهر عند المراهقين وغيرهم في طريقة التفكير، فضلًا عن تأثيرها في التصرّفات والسلوكيّات والشعور. تكمن أهمّيّة المحافظة على الاستقرار النفسيّ عند المراهقين في الحدّ من عدّة أمراض جسديّة، تنشأ نتيجة الضغوطات والمشكلات النفسيّة؛ مثل السكّري وأمراض القلب، وفي تحسين جودة حياة المراهق، وضبط سلوكيّاته وتصرّفاته ضبطًا صحيحًا، وضمان استقرار مشاعره.     أبرز المشكلات النفسيّة عند المراهقين   هناك العديد من المشكلات النفسيّة التي يمكن أن تظهر عند المراهقين، وتستدعي التعامل معها كي لا تؤثِّر في نشاطات الحياة اليوميّة، أو صحّة المراهق. تتضمّن القائمة الآتية بعضًا من أبرز المشكلات النفسيّة عند المراهقين، مع الإشارة إلى أنّ النسب المذكورة فيها عائدة إلى دراسات أُجريت في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، والتي تكاد تكون غائبة عن عالمنا العربيّ:  - اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: يصيب هذا الاضطراب الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2-17 سنة بنسبة 9% تقريبًا. هناك عدّة مشكلات تصاحب هذا الاضطراب، ومن أهمّها صعوبة إتمام المصاب المشاريع المختلفة.  - الاضطراب المُعارِض المُتحدِّي (Oppositional Defiant Disorder): عادةً ما يظهر هذا الاضطراب في المراحل الابتدائيّة المُبكِرة. لكنّه يصيب المراهقين بنسبة تتراوح بين 1-16%، ويمكن أن يتحوّل إلى اضطراب السلوك الأكثر خطورةً إذا تُرِك من دون علاج.   - القلق: استنادًا إلى إحصائيّات المعهد الوطني للصحّة العقليّة في الولايات المتّحدة، يصيب القلق 8% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13-18 سنة. يمكن لحالات القلق الشديدة منع المصابين من مغادرة المنزل أحيانًا، فضلًا عن تأثيرها في الحياة اليوميّة.   - الاكتئاب: تصاب الإناث بالاكتئاب عادةً أكثر من الذكور، ويؤثِّر الاكتئاب في حياة المراهقين الاجتماعيّة والأكاديميّة بنسبة كبيرة. لذا، لا بدّ من التعامل مع هذه المشكلة في وقت مُبكِر، لأنّ أعراضها تزداد سوءًا عند تركها من دون علاج.   - اضطرابات الأكل: هناك عدد من أنواع اضطرابات الأكل التي يمكن أن تصيب المراهقين. منها اضطراب فقدان الشهيّة. تنتشر عادةً هذه الاضطرابات عند الإناث أكثر من الذكور.     الضغوطات المُسبِّبة للمشكلات النفسيّة عند المراهقين   يتعرّض المراهقون إلى العديد من الصعوبات والضغوطات التي يمرّون بها في حياتهم اليوميّة، والتي قد تؤدّي بدورها إلى إصابتهم بالمشكلات النفسيّة المختلفة. ومن هذه الضغوطات:  - التفوّق في الدراسة: هناك العديد من المراهقين يتعرّضون إلى ضغوطات كبيرة جدًّا من أجل التفوّق في المدرسة، والحصول على درجات جيّدة. وقد يتعرّضون، كذلك، إلى ضغوطات من أجل القبول في الكليّات أو الجامعات التي تدرس فيها النخبة.   - السعي إلى النجوميّة: يطمح كثير من المراهقين إلى الوصول إلى مرحلة الشهرة والنجوميّة في الرياضة أو المسرح أو النشاطات اللامنهجيّة الأخرى. يولِّد ذلك ضغطًا إضافيًّا يمكن أن يُسبِّب بعض المشكلات النفسيّة.   - اكتظاظ الجدول اليوميّ: يلتزم بعض المراهقين بجداول زمنيّة مُكتظَّة وصعبة، ما يمنعهم من إيجاد الوقت الكافي للاسترخاء والراحة وممارسة النشاطات التي يستمتعون بها. قد يؤدّي هذا النوع من الضغوطات إلى مشكلات نفسيّة.  - التعرّض إلى التنمّر: يُولِّد التنمّر ضغطًا كبيرًا عند المراهقين أحيانًا. الأمر الذي يؤول إلى تطوّر المشكلات والأمراض والاضطرابات النفسيّة، وذلك سواءً أكان التعرّض إلى التنمّر تعرّضًا مباشرًا، أم عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.   - التخوّف من بعض القضايا: من المراهقين مَن يتخوّف من بعض القضايا والمشكلات التي يعانون منها في واقعهم. أبرزها القضايا الاقتصاديّة والمشكلات الماليّة التي تعانيها العائلة. يؤدّي ذلك إلى زيادة الضغط عليهم.   - التمييز: في بعض الأحيان، يلاحظ المراهق التمييز بينه والآخرين على أساس العرق، أو الجنس، أو الوزن، أو الإعاقة، أو العديد من العوامل والأُسس الأخرى. وهذا الأمر يؤدّي إلى زيادة الضغط النفسيّ الذي يتسبّب ببعض المشكلات النفسيّة أحيانًا.  - الصعوبات الاجتماعيّة: قد تؤدّي الصعوبات الاجتماعيّة إلى تطوّر المشكلات النفسيّة عند بعض المراهقين، مثل الفقر، أو عدم توفّر المسكن المناسب والآمن، أو نقص الطعام اللازم لتلبية احتياجات الجسم من الغذاء.     أعراض المشكلات والضغوطات النفسيّة عند المراهقين   ينبغي على الآباء الانتباه إلى أبنائهم جيّدًا، ومراقبة الأعراض التي تشير إلى إصابتهم بالضغوطات والمشكلات النفسيّة، حتّى يُتعامَل معها في وقت مبكر، ويُضمَن عدم تطوّرها إلى مشكلات أكثر خطورة على حياة المراهق أو جودة حياته. ومن أبرز هذه الأعراض:    - عدم الاهتمام بالنشاطات المُفضَّلة: تؤدّي الضغوطات والمشكلات النفسيّة أحيانًا إلى توقّف المراهق عن الاهتمام بالنشاطات والهوايات التي كان يفضّلها سابقًا.   - الابتعاد عن النشاطات الاجتماعيّة: قد يدلّ تفضيل المراهق الانفراد والعزلة وعدم الرغبة في الانخراط في النشاطات الاجتماعيّة على الإصابة ببعض الضغوطات والمشكلات، والتي تؤثِّر بدورها في حالته النفسيّة.   - التغيّرات في الأكل: تزداد شراهة بعض المراهقين في الأكل، فتزداد كمّيّات الطعام التي يتناولونها عند التعرِض إلى المشكلات النفسيّة. مقابل ذلك، تنخفض الشهيّة وتقلّ كمّيّات الطعام التي يتناولها المراهقون أحيانًا، بدلًا من زيادتها، بسبب المشكلات النفسيّة.  - الصراع مع الدراسة: تدلّ التغيّرات الكبيرة في أداء المراهق الدراسيّ على المشكلات النفسيّة. من هذه التغيّرات الفشل في الاختبارات التي تُجرَى في الموضوعات المفضّلة لدى المراهق سابقًا، أو رفض حلّ الواجبات المنزليّة التي كانت سهلة بالنسبة إليه.   - ظهور علامات تعاطي المخدِّرات: تشير علامات تعاطي المخدِّرات، أو شرب الخمر، أو غيرها من المواد المشابهة، إلى معاناة المراهق بعضَ المشكلات والضغوطات النفسيّة أحيانًا.    من الممكن أيضًا ظهور أعراض نفسيّة مُقِلقة؛ مثل:   - إيذاء النفس: تؤدّي المشكلات النفسيّة التي يتعرّض إليها المراهقون أحيانًا إلى رغبتهم في أذيّة أنفسهم، وذلك بجرح أنفسهم، أو حرق جلودهم، أو التفكير في الانتحار نتيجة الضغوطات النفسيّة.   - الاعتقاد بسماع أشياء لا يسمعها الآخرون: إذا ادّعى المراهق أنّه يسمع بعض الأشياء التي لا يسمعها الآخرون، أو ظنّ أنّ عقول الناس تتحكَّم بها قوّة خارجيّة؛ دلّ ذلك على مواجهتهم بعض المشكلات النفسيّة.     إرشادات التعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة   بعد التحقّق من إصابة المراهق بأيّ من المشكلات النفسيّة، أو تعرّضه إلى ضغوطات نفسيّة؛ ينبغي على الأبوين السعي إلى التعامل مع هذه المشكلات وحلّها في وقت مبكر. تتضمّن القائمة الآتية أبرز إرشادات التعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة:   - التعرّف إلى الضغوطات ومعالجتها: تنشأ المشكلات النفسيّة أحيانًا عن الضغوطات؛ مثل عدم الحصول على القسط الكافي من النوم، أو تفويت وجبات الطعام. في هذه الحالة، يمكن التعرّف إلى الضغوطات ومعالجتها بالطريقة المناسبة.   - توفير المساحات الآمنة للتحدّث: لا بدّ من توفير المساحات الآمنة للتحدّث، حتّى يتواصل الآباء مع أبنائهم تواصلًا مريحًا ومناسبًا. لذلك، يجب التعرّف إلى المشكلات التي يعانونها، وحلّها بطريقة مناسبة.  - تعريف المراهق بطريقة استخدام وسائل الإعلام بأمان: يقضي المراهقون كثيرًا من أوقاتهم في متابعة وسائل الإعلام، أو شبكات التواصل الاجتماعيّ؛ ممّا يسبّب مزيدًا من الضغوطات النفسيّة أحيانًا. لذلك، ينبغي تعريفهم بطريقة التعامل الآمنة مع هذه الوسائل.   - الحصول على الاستشارة: يجب على الأبوين، في بعض الحالات، الذهاب إلى مختصّ بالصحّة النفسيّة، والحصول على الاستشارة المناسبة. يقترن ذلك عادةً بوصف أدوية محدّدة، ويقتضي الالتزام بتوفيرها للمراهق من أجل تحسين حالته النفسيّة.   - تأدية بعض النشاطات المناسبة: يمكن أن يؤدّي المشي، أو الحصول على عناق من أحد الأشخاص الذين يحبّهم المراهق، إلى التخلّص من آثار المشكلات النفسيّة، مثل التوتّر، والتقليل من حدّتها والتعامل معها.       اقرأ أيضًا كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://www.cdc.gov/mentalhealth/learn/index.htm   - https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/adolescent-mental-health   - https://www.verywellfamily.com/common-mental-health-issues-in-teens-2611241   - https://opa.hhs.gov/adolescent-health/mental-health-adolescents   - https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/teen/Pages/Mental-Health-and-Teens-Watch-for-Danger-Signs.aspx   - https://www.verywellmind.com/signs-your-teen-is-stressed-out-2611336   - https://www.pennmedicine.org/updates/blogs/health-and-wellness/2017/may/teens-mental-health   - https://www.health.harvard.edu/blog/the-mental-health-crisis-among-children-and-teens-how-parents-can-help-202203082700   - https://www.verywellmind.com/tips-to-reduce-stress-3145195     

كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء

في الواقع، يسأل الأطفال كثيرًا عن معظم الأمور التي تجري من حولهم، ويُعدّ ذلك بمثابة وسيلة للتعلّم والاكتشاف والتواصل مع محيطهم الخارجيّ. إلّا أنّ المبالغة في الطلب تتطلّب تدخّلًا من الوالدين للسيطرة عليه وإدارته.  يتناول هذا المقال، كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء، ويقدِّم بعض النصائح والتوجيهات المفيدة التي من شأنها أن تُساعِد على تهذيب الطفل وتدريبه، للحدّ من طلباته المستمرّة، بغضّ النظر عمّا إذا كانت تلك الطلبات سيّئة أم جيّدة.    الطريقة الأنسب لقبول ما يريده الطفل   إذا كان الأبوان موافقين على الطلب الذي يريده الطفل، فعليهما اتّباع التوجيهات الآتية للتعبير عن ذلك:  -الاستماع إليه: من المفيد الاستماع جيدًا إلى الطفل، والانتظار قليلًا للتفكير في طلبه قبل إجابته؛ إذ من المرجِّح أن يقبل الطفل الإجابة عندها. كما يمكن أن يساعد ذلك على إظهار بعض التعاطف، حتّى لو لم تكن نيّة الأهل القبول. -التوقّف قليلًا واتّخاذ القرار: يساعد التمهّل في اتّخاذ القرار على منح فرصة للتفكير في طلب الطفل. كما أنّه يوحي إلى الطفل بأنّ الوالدين لا يزالان يُفكِّران في طلبه.  -الإجابة وفق أسلوب الطفل في طلبه: إذا كان أسلوب الطفل لبِقًا ومهذّبًا في طلبه، يُنصَح بمدح أخلاقه الحميدة، ممّا يُشجِّع الطفل على استخدام هذا الأسلوب دائمًا في طلباته.    الطريقة الأنسب لرفض ما يريده الطفل ثمّة عدد من الأساليب والنصائح التي قد تساعد على رفض ما يريده الطفل. أهمّها: -برّر الرفض: إذا قرّرت الرفض، فإنّ إبداء السبب يساعد الطفل على فهم القرار. ويُنصَح بإبداء سبب واضح ومُختصَر. -التزم بالقرار: تغيير القرار بعد إبداء الجواب يعلِّم الطفل أنّ الرفض ليس جوابًا نهائيًّا، وأنّ الأمر يستحقّ الجدل. لذا، إذا استسلم الأهل عندما يلحّ الطفل على طلبه ويبدي انزعاجه من الرفض، فسيلجأ دائمًا إلى ذلك للحصول على ما يريد. -قدّم خيارات بديلة إن أمكن: مثال ذلك، يمكن استبدال "لا يمكنني شراء هذا لك لأنّه مكلف للغاية"، بـ"دعنا نذهب إلى المنزل ونفكّر بأشياء أخرى نقدر على أن نشتريها". -امنح الطفل ملاحظاتٍ هادفة: إذا قبل الطفل الرفض، يُنصَح بالثناء عليه لما أبداه من تصرّف.     نصائح لتدريب الطفل الذي يريد كلّ شيء وتهذيبه  نعرض هنا بعض النصائح المفيدة في كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء، وتدريبه على أن يصبح أقلّ تطلبًّا، وأكثر تهذيبًا عندما يريد شيئًا ما:  -اجلس مع الطفل، وناقش الفرق بين السلوك الذي يتّبعه في طلبه، والأسلوب الذي ينبغي اتّباعه. مع ضرورة إرشاده وتوجيهه إلى تعديل صياغة نبرة صوته عند طلب شيءٍ ما.  -دع الطفل يعرف أنّه سيحصل على بعض طلباته التي قُبِلت، وتقبُّل الرفض لبعض طلباته الأخرى. -علّم الطفل آداب الحديث والتواصل مع الآخرين، بما في ذلك قول "من فضلك" و "شكرًا".  -لا تستسلم إلى مطالب الطفل المستمِّرة أبدًا.  -تجاهل السلوكيّات غير المقبولة التي يظهرها الطفل أثناء طلبه، واستجب لطلباته التي يطلبها بتهذيب. لأنّ ذلك يُعزِّز لديه السلوك المهذَّب للحصول على ما يريد. -دع الطفل يشعر بأنّه يجذب انتباهك عندما يتصرّف تصرّفًا مناسبًا. -ابقَ هادئًا، ولا تستخدم القوّة الجسديّة كردّة فعل لمطالب الطفل، إذ يمكن أن يؤثِّر ذلك في سلوك الطفل مع مرور الوقت. -علّم الطفل كيف يميّز الصواب من الخطأ بالكلمات والأفعال الهادئة، واسرد له عددًا من النماذج السلوكيّة الهادفة التي توّد أن يمارسها. -ضع قواعد واضحة ومتّسقة يمكن للطفل اتّباعها بسهولة، وتأكّد من شرح هذه القواعد بمصطلحات تناسب عمره، كي يفهمها ويستوعبها. -اشرح بهدوء وحزم العواقب الناتجة عن تصرّف الطفل غير المتّسق. على سبيل المثال، أخبره أنّه إذا لم يجمع ألعابه، فسيُحرم منها لبضعة أيّام.  -خصّص وقتاً للاختلاء بالطفل. ويُفضّل التركيز عليه أثناء اختلائك به، والابتعاد عمّا يشتّت انتباهك مثل التلفاز والهاتف الشخصيّ. فضلًا عن ضرورة التحدّث معه بما يلائم مستواه وتفكيره.  -ابتكر بعض الأساليب لإلهاء الطفل الذي يريد كلّ شيء. اجعله ينخرط في نشاطات أكثر إيجابيّة، والتي تهدف إلى صرف طاقته في مجالات أكثر نفعًا وفائدة.  -تجاهل السلوك الخاطئ للطفل، طالما أنّه لا يفعل شيئًا خطيرًا، وامنحه اهتمامًا كبيًرا عندما يبدي سلوكًا جيّدًا؛ إذ إنّ تجاهل السلوك الخاطئ يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لإيقافه، ولتعليم الأطفال العواقب المُحتملَة لأفعالهم.  -اثنِ على أفعال الطفل الحميدة؛ إذ إنّ الثناء والمدح يزيد من حبّه والديه، كما يشعر بأنّه مميّز عندهم، والذي بدوره يُحفِّز السلوكيّات الحميدة لديه، ويُقلّل من الحاجة إلى اللجوء إلى معاقبته، إن تصرَّف تصرّفًا غير لائق.  -استمع جيّدًا إلى الطفل واجعله يشعر بانتباهك وتركيزك في كلّ ما يقوله، قبل المساعدة في حلّ المشكلة، مع ضرورة الانتباه للأوقات التي يمتاز فيها السلوك السيّئ بنمط معيّن. إذا كان الطفل يشعر بالغيرة، مثلًا، لا بدّ من التحدّث معه حول هذا الأمر، بدلًا من فرض العواقب.    نصائح إضافيّة حول كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء  بالإضافة إلى ما سبق، هناك بعض النصائح والتوجيهات المفيدة في التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء: -تزويد الطفل بالتنبيهات: إذا كنتَ لا تخطّط لشراء طعام من الخارج للطفل، على سبيل المثال، يجب إخباره مُسبقًا وتنبيهه إلى ذلك.  -المحافظة على الهدوء: يُعزِّز فقدان الطفل الهدوء قدرته على الإزعاج ليحصل على كلّ ما يريد، فكلّما زاد إحباط الأب أو الأم زادت احتماليّة غضبهما أو قول شيء قد يندمان عليه. لذا، من الجيّد أخذ أنفاس عميقة أو الابتعاد قليلًا للحفاظ على الهدوء عندما يسيء الطفل التصرّف. -عدم الاستسلام للطفل: يميل معظم الأطفال منذ صغرهم إلى إزعاج والديهم للحصول على كلّ ما يريدون. ففي كلّ مرّة يستجيب فيها الأبوان لإصرار الطفل على تلبية طلباته، يزيد اقتناع الطفل بأنّ المضايقة طريقة جيّدة للحصول على ما يريد. -التسوّق من دون الطفل: يمكن أن يكون تجنّب الذهاب إلى السوق مع الطفل الذي يريد كلّ شيء مُناسبًا في بعض الأحيان.  -مكافأة الطفل بالنشاطات وليس بالأشياء: يُنصَح بمكافأة الطفل الذي يريد كلّ شيء بمكافآتٍ معنويّة، بما في ذلك قصص ما قبل النوم، أو رحلة إلى المنتزه، بدلاً من الأشياء المادّيّة. -تعليم الطفل طرق صحّيّة للتعامل مع المشاعر: في كثير من الأحيان يُضايِق الأطفال والديهم رغبةً في اكتشاف طريقهم بمفردهم، أو تنفيسًا لشعور سيّئ اعتراهم. الأمر الذي يدفعهم إلى مضايقة والديهم للحصول على ما يريدون، محاولين تجنّب الشعور بالحزن أو خيبة الأمل. وبالتالي، يقع على عاتق الوالدين تعليم الطفل كيفيّة التعامل مع المشاعر غير المريحة، بما في ذلك القلق والحزن والغضب.    اقرأ أيضًا كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  https://www.healthychildren.org/English/family-life/family-dynamics/communication-discipline/Pages/Disciplining-Your-Child.aspx  https://www.unicef.org/parenting/child-care/how-discipline-your-child-smart-and-healthy-way  https://familiesforlife.sg/parenting/Toddlers/Pages/ToddlersDevelopment/ToddlersCommunication/Toddlers_Ask_for_Things.aspx  https://raisingchildren.net.au/toddlers/family-life/shopping-with-children/when-children-ask-for-things  https://www.whattoexpect.com/toddler/ask-heidi/greedy-kids.aspx  https://www.verywellfamily.com/stop-your-child-from-pestering-1094978  https://www.empoweringparents.com/article/how-to-talk-to-the-demanding-child-12-tips-to-use-right-away/     

طرق فعّالة لزيادة التركيز عند الأطفال

يعاني الأطفال بعض المشكلات التي تؤدّي إلى نقص التركيز، أو مواجهة صعوبة في التركيز فترة طويلة. يؤثِّر هذا الضعف في أداء الطفل الدراسيّ، كما يؤثِّر سلبًا في حياته اليوميّة أحيانًا. لذلك، ينبغي على الآباء والمعلّمين معرفة الأسباب التي تؤدّي إلى ضعف التركيز والتعامل معها، بالإضافة إلى اتّباع الطرق الفعّالة التي تساعد الأطفال على زيادة التركيز، لتحسين أدائهم.     أعراض ضعف التركيز عند الأطفال   يجب على الآباء الانتباه إلى الأعراض التي تدلّ على وجود مشكلة في التركيز عند أطفالهم، لمعرفة سبب ذلك في وقت مبكر، والتعامل معه قبل أن يتطوّر إلى مشكلة أكبر. من هذه الأعراض: عدم القدرة على الجلوس، وسهولة التشتّت، ومواجهة مشكلات في التنظيم. يمكن أن تنشأ بعض السلوكيّات غير المرغوب فيها عند الأطفال، بسبب ضعف التركيز. أبرزها مواجهة مشكلات في تكوين الصداقات، وكثرة التقلّبات في المزاج.     أسباب ضعف التركيز عند الأطفال   بالإضافة إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى ضعف التركيز عند الأطفال، وأهمّها:   - القلق: يمكن أن يسبِّب القلق العديد من المشكلات للأطفال، مثل مشكلة التشتّت وضعف التركيز. ينتج القلق من عدّة أسباب تتعلّق بالأسرة أو الطفل، كخشية الانفصال عن الأبوين، أو الخوف من الإحراج.   - اضطراب الوسواس القهريّ: يعاني بعض الأطفال من اضطراب الوسواس القهريّ، ما يؤثِّر في جودة الحياة وفي التركيز تأثيرًا كبيرًا، وغالبًا ما يظهر عند الأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائيّة.  - التعرّض إلى صدمة عاطفيّة: يتعرّض الأطفال إلى أعمال العنف أحيانًا، أو يمرّون بتجارب صعبة ومزعجة. يؤثِّر ذلك فيهم تأثيرًا كبيرًا، ويولّد شعورًا بعدم الأمان أحيانًا، وقد يكون سببًا في ضعف القدرة على التركيز.   - تناول الأدوية: توجد العديد من الأدوية التي تؤثِّر في الدماغ، وتتسبّب بضعف التركيز. إذا تناول الأطفال أيًّا من هذه الأدوية، فمن المحتمل ظهور بعض مشكلات التركيز عندهم.     أهمّ طرق زيادة التركيز عند الأطفال   هناك عدّة طرق فعّالة لزيادة التركيز عند الأطفال، أثبتت قدرتها على ذلك بحسب العديد من الأخصّائيّين والدراسات ذات العلاقة. من هذه الطرق:  - بدء المهمّة مباشرة: تزداد صعوبة تركيز الطفل على المهمّة كلّما تأخّر في البدء بها. لذلك، ينبغي على الآباء والمعلّمين تقسيم المهمّة إلى أجزاء، والبدء بالجزء الأوّل منها مباشرةً؛ حتّى يستطيع الطفل تأديتها بتركيز وبدون صعوبة.   - عدم الإكثار من التوجيهات المتزامنة: يصعب على الأطفال استيعاب عدّة توجيهات متزامنة عند التعرِّض إلى ضعف في التركيز. وعليه، ينبغي طلب توجيه واحد أو توجيهين على الأكثر في الوقت نفسه.   - توفير البيئة المناسبة للطفل: يزداد تركيز بعض الأطفال عند توفير بيئة هادئة، بينما يتحسّن تركيز بعضهم الآخر وسط الضجيج. ومن المفيد هنا سؤال الطفل عن البيئة الأنسب وتوفيرها له، ليُحافَظ على تركيزه.   - الإفادة من استراتيجيّات استعادة التركيز: عندما يذهب عقل الطفل بعيدًا، ويضعف تركيزه أثناء تأدية واجباته؛ من المفيد اعتماد استراتيجيّات استعادة التركيز المناسب، لإيقاف الشرود الذهنيّ عنده.   - ممارسة الألعاب التي تنمّي التركيز: هناك العديد من أنواع الألعاب التي يمكن أن تساعد الأطفال على زيادة مستويات التركيز لديهم، ومنها ألعاب الذاكرة المخصّصة للأطفال، والألغاز.   - تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة: تنخفض مستويات تركيز الأطفال عادةً، عندما يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشة. لذلك، من المحبَّذ تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة، للمحافظة على تركيز الأطفال الذين يعانون من مشكلات التركيز.   - تطوير روتين الواجبات المدرسيّة: ينبغي على الآباء وضع جدول لأطفالهم، يتضمّن وقتًا لحلّ الواجبات المدرسيّة، حيث يساعد الروتين على تقليل مشكلات التركيز مع الوقت.  - الإفادة من عدّاد الوقت: من الأهمّيّة بمكان معرفة الوقت الذي يستطيع الطفل خلاله المحافظة على تركيزه، واستخدام المؤقِّت للقيام بالواجبات خلال فترة زمنيّة مناسبة، ثمّ زيادة المدّة تلقائيًا ليتحسّن تركيز الطفل مع الوقت.   - توفير فترات للراحة: لا بدّ من توفير أوقات يرتاح الطفل فيها، حتّى يستطيع استعادة تركيزه من جديد. يمكن أن تكون الاستراحة لتناول الفاكهة، أو التحدّث مع أفراد العائلة لفترة قصيرة قبل متابعة الواجبات.   - التخلّص من المُشتِّتات: تزداد صعوبة التركيز عند الأطفال في حالة وجود المُشتِّتات الذهنيّة حولهم. لذلك، ينبغي توفير بيئة خالية من المشتّتات، إذا ما أردنا من الطفل تأدية واجباته التي تحتاج إلى تركيز.     إرشادات لمساعدة الطفل على التركيز في التعلّم عن بُعد   ربّما تزداد مشكلات ضعف التركيز عند الأطفال عندما تُعتمَد أنظمة التعليم عن بُعد. لكن هناك العديد من الإرشادات التي تساعد على زيادة تركيز الأطفال في التعلّم عن بُعد. من أبرزها التخلّص من المُشتتِّات المحيطة، وتقديم التحفيز الإيجابيّ للطفل عندما يقضي الوقت المحدّد لإنجاز الواجبات الدراسيّة، كما يمكن أن يكون التحفيز بوضع نجمة، أو غير ذلك.   ينبغي على المعلّمين والآباء مراعاة الفروقات العمريّة بين الأطفال، عند تحديد الأوقات التي يقضونها في التعلّم أمام الشاشة. فالأطفال الأكبر سنًّا أكثر قدرةً على البقاء أمام الشاشة، خلافًا للأطفال الصغار. كذلك، يستطيع الآباء تشجيع الطفل على الحركة قبل بدء الدرس، كي لا يحتاج إلى التحرّك أثناء فترة التعليم عن بُعد.     إرشادات لمساعدة الأطفال على التركيز في المدرسة   على المعلّمين والآباء اتّخاذ العديد من الإجراءات، واتّباع العديد من الاستراتيجيّات، للمحافظة على تركيز الأطفال الذين يعانون من صعوبات التركيز في الفصل الدراسيّ. وفيما يأتي بعض من هذه الإجراءات والاستراتيجيّات:   - جلوس الطفل في مكان مناسب: من المهمّ إجلاس الطفل في مقدّمة الفصل الدراسيّ، لزيادة مستويات تركيزه. ينبغي، كذلك، اختيار طالب هادئ للجلوس بجانبه، حتّى لا يشتّت انتباهه أثناء الدراسة.   - المساعدة الفرديّة: تقع على عاتق المعلّم مسؤوليّة المساعدة الفرديّة مساعدةً مناسبةً للأطفال الذين يعانون من مشكلات في التركيز. وذلك من أجل أن يتمكّنوا من تجاوز هذه المشكلات، أو التعامل معها من دون التأثير في أدائهم الدراسيّ.   - منح الطفل فترة من الراحة: لا تقتصر إرشادات توفير فترات الراحة للطفل على المنزل فحسب، بل ينبغي على المعلّمين كذلك مراعاة توفير فترة راحة للطفل الذي يعاني مشكلة في التركيز، ليتمكّن من استعادة تركيزه من جديد.   - توفير الوقت الإضافيّ وتقليل الواجبات: ينبغي منح الطفل الذي يعاني صعوبة في التركيز مزيدًا من الوقت لإنجاز المهمّات الدراسيّة. كما يجب عدم الإكثار من الواجبات المنزليّة على هذه الفئة من الأطفال.    صعوبة التركيز واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه   يعدّ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من أكثر الاضطرابات التي تظهر على الشخص في مرحلة الطفولة، وهي من أسباب ضعف التركيز. يَسهُل تشتيت الطفل الذي يعاني هذا الاضطراب مقارنةً بالأطفال الآخرين، ولا توجد أدلّة واضحة حول سبب الإصابة بهذا الاضطراب حتّى الآن، ولكن ثمّة عدة طرق للتعامل معه، أهمّها تناول الأدوية المناسبة بعد استشارة الطبيب.     اقرأ أيضًا: اضطراب فرط الحركة عند الأطفال وسُبُل تجاوزه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com   المراجع   - https://www.understood.org/en/articles/how-to-improve-focus-in-kids   - https://www.understood.org/en/articles/child-trouble-focusing   - https://www.wikihow.life/Keep-Children-Focused   - https://education.jhu.edu/2020/04/8tipsforfocus/   - https://blogs.rch.org.au/drmargie/2015/10/21/why-cant-my-child-concentrate-at-school/   - https://www.nhsggc.org.uk/kids/resources/ot-activityinformation-sheets/attention-and-concentration/   - https://kidshealth.org/en/parents/adhd.html   - https://www.cdc.gov/ncbddd/adhd/facts.html   - https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/adhd/symptoms-causes/syc-20350889   - https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/adhd/diagnosis-treatment/drc-20350895   - https://childmind.org/article/not-all-attention-problems-are-adhd/   - https://www.oxfordlearning.com/why-cant-my-child-focus/   - https://www.webmd.com/add-adhd/why-cant-i-focus    

طرق التعامل مع المراهق العنيد

تعدّ مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التربويّة التي يواجهها الأهل. هذا ما أظهرته الدراسات التي تؤكِّد على أنّ أهل المراهقين يعانون مستويات عالية من التوتِّر في معظم الوقت، لأنّ سنوات المراهقة تتميّز بتغيّرات عاطفيّة وجسديّة وهرمونيّة تؤثِّر في سلوكيّات المراهق. والعناد من السلوكيّات التي تبرز في هذه المرحلة، وهو أمر طبيعيّ، علينا تقبّله مرحلةً عابرةً في حيوات أبنائنا، إذ يساعد تقبّله على إيجاد حلول منطقيّة.    ما أساليب التعامل مع المراهق العنيد؟   التعامل مع المراهق صعب في جميع الأحوال، ولكنّه يصبح أكثر صعوبة عندما يطغى سلوك العناد على غيره من السلوكيّات في هذه المرحلة. يمكنك اتّباع بعض الأساليب التربويّة للتخفيف من صعوبة التعامل مع ابنك المراهق. أهمّها:   كن متوازنًا معه  واحدة من أكثر الخصائص شيوعًا لدى المراهقين الذين يصعُب التعامل معهم محاولتهم الضغط عليك، لدفعك إلى التفاعل السلبيّ مع المواقف، مثل استفزازك، وعصيان أوامرك، وعدم الاستماع إلى ما تطلبه، ومقاطعة كلامك، وصبّ غضبهم عليك، وخرق القواعد. تذكّر في هذه اللحظات أنّ انزعاجك يشعر المراهق بسلطته عليك. لذلك، ننصحك بأن تبقى متوازنًا وهادئًا قدر استطاعتك.   احترم خصوصيّاته نظرًا إلى أنّ معظم المراهقين يرغبون في تجربة عيش الاستقلاليّة الذاتيّة، فإنّ ابنك المراهق يحاول خلق حالة من التحدّي لاختبار مدى تحمّلك. في هذه المواقف، من المهمّ جدًّا وضع حدود الحفاظ على علاقة بنّاءة معه. لذلك، ضع بعض القواعد والحدود التي عليكما الالتزام بها معًا. حسِّن سبل التواصل   أصاب المؤلِّف جيمس هيومز عندما أشار بقوله: "فنّ الاتّصال هو لغة القيادة"، لأنّك إذا كنت تودّ أن تكون القائد في هذه المرحلة، فعليك أن تعرف كيف تتواصل مع ابنك بطريقة أفضل، وعليك أن تتعرّف إلى ما يحبّه ويكرهه حتّى تخلق سبيلًا للوصول إليه، وأن تجد عوامل مشتركة بينكما لتشدّه إليك وتشعره بالراحة في التعامل معك، ومشاركتك ما يفكِّر فيه. أشعره بقيمته  ساعد ابنك المراهق على إدراك أنّ قيمته غير مرتبطة بالسلوكيّات العنيدة التي يلجأ إليها لإثبات وجوده. أشعره أنّه مرغوب، وأنّه لا يحتاج إلى خلق مواقف تشدّ انتباهك إليه.  تجنّب الحكم عليه  يميل ابنك المراهق إلى خوض تجارب جديدة لاكتشاف هويّته. حاول ألّا تحكم على اهتماماته مهما كانت صبيانيّة في نظرك، لأنّه عاجلًا أم آجلًا سيتخلّى عن هذه الاهتمامات. أعطه وقته في اكتشافها وادعمه. عليك أن تعلم أنّ ما تمنع ابنك عن تجربته في المراهقة يبقى معه حتّى سنّ الرشد. لذلك، دعه يعيش سنّه، واحصر دورك بالمراقبة والحماية. كن متاحًا دائمًا من أجله  من الشائع أن يقلّ حديث الأطفال مع أهلهم عند بلوغهم سنّ المراهقة، لكنّ ذلك لا يعني أنّه لن يتحدّث معك أبدًا. سيحتاج ابنك إلى التحدّث معك في لحظة ما. لذلك، كن متاحًا من أجله في أيّ وقت، لأنّك لا تدري متى يحتاج إليك بالضبط.   كيف تتعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة؟ لا تنسحب   قد يكون الأمر محبِطًا عندما يتجاهل ابنك المراهق أوامرك، ولكن لا تغضب. كرِّر طلباتك بهدوء حتّى يمتثل لأوامرك، لأنّ انسحابك يعطيه الضوء الأخضر ليتمادى في العناد، ويخالف ما تأمره به الآن ولاحقًا.   حافظ على حسّ الفكاهة  في بعض المواقف التي يكون فيها المراهق صعبًا، أظهر بعضًا من التعاطف الممزوج بالدعابة، من دون المبالغة في ردّ الفعل، حيث يمكنك مثلًا الردّ بابتسامة، بدلًا من العبوس أو الغضب.  امنحه الفرصة في النقاش  يحاول المراهق بكلّ الوسائل لفت الانتباه ببعض التصرّفات، لاعتقاده أنّ البالغين لا يستمعون إليه. اعرض عليه خيار المشاركة في النقاشات واطلب رأيه دائمًا، وافتح موضوعات نقاشيّة جدّيّة معه من حين إلى آخر. لا بأس بالاستعانة بأهلٍ آخرين  في بعض الأحيان، يتطلّب الأمر خبرة كبيرة لتربية طفل أو مراهق أو شاب. اطلب المساعدة من الأهل الآخرين الذين مرّوا بتجربة مشابهة سابقًا، أو يمرّون فيها الآن. حاول ملاءمة أساليبهم مع القواعد التربويّة التي تؤمن بها.   * * * قد تكون مرحلة التعامل مع ابنك المراهق هي الأصعب في مسيرتك التربويّة، ولكنّ مهمّتك لا تنتهي بانتهائها أبدًا. نعلم أنّ الأبوّة والأمومة هي الوظيفة الأعظم والأصعب، ولكنّ اختيارك أن تكون أبًا أو أمًا يلزمك بمعرفة أهميّة بقائك سند طفلك، حتّى يأتي الوقت الذي يصبح فيه سندك.   أقرأ أيضًا أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع   https://www.psychologytoday.com/us/blog/communication-success/201507/7-keys-handling-difficult-teenagers   https://www.wikihow.com/Deal-With-a-Stubborn-Teenager   https://dailymedicalinfo.com/view-article/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%8A%D8%AF/      

أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال

النوم في ساعة محدّدة، وإنجاز فرض مدرسيّ، واللحاق بحافلة المدرسة صباحًا، والوصول مبكِرًا إلى درس الموسيقى... أمور تكشف إذا كان طفلك يعي قيمة الوقت الحقيقيّة أم لا. في معظم الأحيان، ولا سيّما في مراحل حياة الطفل المبكِرة، لا يكتمل الوعي الكافي في ذهن الطفل حول أهمّيّة الوقت واستغلاله جيّدًا، ولكنّ ذلك لا يعني العجز عن توجيه الطفل نحو إدراك قيمة الوقت وتنظيمه وفق ما يصبّ في مصلحته.     لماذا تعلِّم طفلَك أهمّيّة تنظيم الوقت؟  القدرة على تنظيم الوقت مهارة عظيمة عليك تعليمها طفلك منذ سنّ مبكِرة، لخمسة أسباب رئيسة:   توتّر أقل:  إساءة تقدير المدّة المطلوبة لإنجاز مهمّة ما، قد تكون أمرًا مجهِدًا لك وطفلك. لذلك، تعليم طفلك التمييز بين الدقيقة والساعة يجعله يدرك أهمّيّة قضاء ساعة كاملة من العمل الدؤوب، لإنجاز الفروض المدرسيّة قبل الخروج واللهو مع أصدقائه، من دون القلق بشأن عدم إنجاز الفروض.  تفاهم أفضل: عندما يتعلّم طفلك أهمّيّة إدارة الوقت، يصبح من السهل عليه أن يتفهّم وجهة نظرك. عندما تشدِّد على أهمّيّة استيقاظه باكرًا، وتناول وجبته الصباحيّة في وقتها، وإنجاز الفروض المدرسيّة، يدرك الطفل حينها أنّ لتنظيم الوقت آثارًا إيجابيّة لم يكن ليدركها لولا تطبيقها. لذلك، لا يهدف تعليم طفلك تنظيم الوقت إلى زيادة إنتاجيّته فحسب، بل إلى تخفيف الضغط الناجم عن الخلاف بينكما.   درجات أعلى:  مع دخول طفلك الصفّ الثالث، تصبح لديه عدّة مواد جديدة، لكلّ منها معلّم خاص. بالإضافة إلى واجبات منزليّة جديدة وتحدّيات أكبر، يصعب على طفلك تجاوزها ما لم يطبّق مهارات تنظيم الوقت. لكن، مع تنظيمه مواعيد دراسته يصبح الحصول على درجات أعلى أمرًا هيّنًا، وليس تحديًّا كبيرًا، كما كنت تعتقد.  وقت إضافيّ للمرح: عندما يكون طفلك قادرًا على إنجاز مهمّاته في الوقت المحدّد، سيترك له ذلك مزيدًا من الوقت لجدولة الأشياء الممتعة. ضع في بالك أنّ الساعات المخصَّصة للمرح تحفّز طفلك على إنجاز مهمّاته في الوقت المحدّد. لذلك، استغلّ هذا الجانب بحكمة عند تعليمه أنّ وقت الدراسة مُقدَّم على الأشياء كلّها.   حياة منظَّمة: تعليم طفلك تنظيم وقته منذ الصغر يسهّل عليك التعامل معه عندما يكبر، لأنّك تزرع الأساس عندما يكون في أتمّ الاستعداد لاكتساب المهارات، وتحصد معه ثمار هذه المهارات عندما يكبر وتكبر معه التحدّيات.   كيف تعلِّم طفلك مهارات تنظيم الوقت؟   تختلف استراتيجيّات تعليم طفلك مهارات تنظيم الوقت مع اختلاف عمره. إليك أبرز هذه الطرق وفق اختلاف عمر طفلك:   نصائح لإدارة الوقت في مرحلة ما قبل المدرسة يكون مفهوم الوقت بسيطًا ومحصورًا بين المسموح فعله الآن وما يجب تأجيله إلى وقت لاحق، لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وأربع سنوات. لكن، رغم ذلك، تستطيع مساعدتهم على معرفة كيفيّة التخطيط لما سيحدث، باتّباعك الأمور الآتية: التحدّث عن الفصول المتغيِّرة  تعدّ الفصول وسيلة أساسيّة وبسيطة لتعريف طفلك إلى طبيعة الوقت الدوريّة، لأنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة يراقبون بتمعّن كلّ ما يحدث حولهم. لمَ لا تستفيد من تغيّرات الطبيعة التي تحدث أمامهم لمساعدتهم على التمييز بينها، وفهم علاقتها الوثيقة بالوقت؟ فتحوّل الأوراق الخضراء إلى اللون الأصفر في فصل الخريف، وتساقط الأوراق في فصل الشتاء وعودتها من جديد في فصل الربيع، تشكّل مظاهر ملموسة لمرور الوقت، يمكن لصغيرك فهمها. كيف يساعد هذا صغيرك على تعلّم تنظيم الوقت؟   تساعد مراقبة طفلك الأنماط الطبيعيّة في حياته اليوميّة على الفهم الحدسيّ لمفهوم الوقت وكيفيّة تنظيمه. لذلك، يمكنك تعزيز هذه الدروس، مثلًا، بطلبك إلى طفلك تصنيف الصور العائليّة حسب المواسم التي التقطت فيها، أو سؤاله عن الفصل الحاليّ عند أخذه في نزهة.   إنشاء جدول مهمّات باستخدام الصور  نستخدم نحن، البالغين، التقويمات لنتذكّر ما يجب فعله ومتى، أمّا طفلك فيميل إلى العناصر المرئيّة أكثر. لذلك، صمّم جدول مهمّات بسيطة له، بحيث ترمز لكلّ مهمّة بصورة أو رمز يدلّ عليها، ورتّب تلك المهمّات زمنيًّا من دون كتابة الساعة بالتحديد، لأنّ طفلك الصغير في هذا العمر المبكِر لم تتكوّن لديه صورة واضحة ومكتملة عن الساعة والوقت، ولكنّه يستطيع، بالتأكيد، التمييز بين الدلالات الزمنيّة، مثل "الآن" و"اليوم" و"بعد قليل".  كيف يساعد هذا صغيرك على تعلّم تنظيم الوقت؟   قد تفاجئك هذه المعلومة، ولكنّ الأطفال في مراحل طفولتهم المبكرة يحبّون الروتين والتكرار كثيرًا. لذلك، يمنح استغلالك حبّه الروتين في تحديد مهمّاته اليوميّة البسيطة ومساعدته على إنجازها شعورًا مريحًا بالنظام والقدرة على تنبّؤ ما يجب فعله لاحقًا. الأمر الذي يخلق لديه القدرة على تطبيق هذه القواعد، حتّى عندما يكبر.  التدرّب على الانتظار  درّب طفلك على الشعور بمفهوم التأجيل وتأخير حدث معيّن، كأن يعبِّر لك عن رغبته بالحصول على لعبة، لتؤدّي دورك بتحديد اليوم الذي ستشتري فيه اللعبة له.  كيف يساعد هذا صغيرك على تعلّم تنظيم الوقت؟  يزيد الانتظار من وعيه بالأيّام والأوقات، وإشعاره بمعنى الانتظار، وفهم الرابط بين الأحداث والأوقات. الأمر الذي يهيّئه لأوقات يضطر فيها إلى انتظار حصوله على ما هو أكبر من اللعبة.    نصائح لإدارة الوقت في مرحلة المدرسة في هذه المرحلة الانتقاليّة، يصبح طفلك أكثر استعدادًا لتعزيز مهارة تنظيم الوقت، إذ يبدأ بتعلّم قراءة التقويمات والساعات. إليك أهمّ الطرق التي يمكنك اتّباعها لتعزيز مهارة تنظيم الوقت لديه في هذه المرحلة:    تنظيم المكان قبل تنظيم الوقت   لا يمكن لطفلك أن يكون منظَّمًا عندما يتعلّق الأمر بالوقت، وفوضويًّا عندما يتعلّق الأمر بالمكان. حثَّه على أهمّيّة ترتيب المكان قبل أيّ شيء، ثمّ وضع جدول المهمّات اليوميّة الخاصّة به.  استخدم مؤقِّتًا لمساعدة طفلك في صفّه الأوّل على فهم مقدار الوقت المتبقّي لإكمال مهمّة ما، يمكنك ضبط المؤقِّت من أجله مدّة 15 دقيقة مثلًا. لهذه الاستراتيجيّة أهمّيّة كبيرة في مساعدة طفلك على فهم أهمّيّة الوقت.  أطلعه على العواقب   في هذه المرحلة، يجب على طفلك أن يتحمّل مسؤوليّة إنجاز مهمّاته الخاصّة، وأن يشعر بالعواقب عند عدم إتمامها، كعدم تحصيله درجة جيّدة في الاختبار، بسبب عدم دراسته بما يكفي. يقال أيضًا إنّ لطفلك فرصة أفضل لاستيعاب هذه القاعدة، إذا تركت له مسؤوليّة شرح خطئه للمعلّم، حتّى يدرك واجباته بشكل أفضل، ويتعلّم تأديتها في الوقت المحدّد.   العمل على تقدير الوقت  عليك مساعدة طفلك على وضع جدول زمنيّ واقعيّ، مع محاولة تقدير المدّة التي يستغرقها في إنجاز المهمّات المطلوبة، حيث يساعد هذا التمرين على تعزيز احترامه الوقت واستغلاله بأكبر كفاءة ممكنة.  التخطيط للمهمّات طويلة الأجل  يمكن لطفلك تقسيم الخطوات المطلوبة لإنجاز مشروع ما، حتّى يسهل عليه إنجازه في الوقت المطلوب، من دون الشعور بالتعب أو الملل.  تحديد الأولويّات  من الضروريّ أن يتعلّم الأطفال الفرق بين ما يجب القيام به وما يريدونه، فضلًا عن تحديد الأولويّات ومراقبة الذات. على طفلك أن يدرك أيضًا أنّ تقسيم الخطوات مفتاح إنجاز المهمّات الكبيرة، وأنّ استغلال الوقت جيّدًا ما يساعد على تحقيق ذلك.     * * * نعيش اليوم في عصر مليء بالتحدّيات، لأنّ التكنولوجيا تأخذ كثيرًا من وقتنا ووقت أطفالنا، حيث ننشغل عن بناء عقائد تربويّة صحيحة فيهم، وينشغلون بألعاب تكنولوجيّة ذات تأثير إيجابيّ معدوم تمامًا. لذلك، لا تتردّد أبدًا في الدردشة مع طفلك عن أهدافه وشغفه، أيًّا كان عمره، وتوجيه نظره دومًا إلى دور تنظيم الوقت في تحقيق مبتغاه.     أقرأ أيضًا المشكلات الأسريّة وأثرها في الأبناء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع https://www.verywellfamily.com/how-to-teach-your-kids-time-management-skills-4126588   https://www.progeny.nyc/blogs/news/5-reasons-to-teach-your-kids-time-management-skills   https://www.scholastic.com/parents/family-life/parent-child/teach-kids-to-manage-time.html    

المشكلات الأسريّة وأثرها في الأبناء

من المربك جدًّا أن تكون على خلاف دائم أو شبه دائم مع شريك حياتك، ويتضاعف الإرباك عندما تشاركه مع طفل صغير من حقّه أن ينمو في بيئة آمنة ودافئة عاطفيًّا. قد لا تدرك الآن أهمّيّة البيئة التربويّة والصحّيّة لنموّ طفلك السليم، ولكنّك تدرك أهميّتها عندما ترى آثارها السلبيّة إن لم تسيطر عليها مبكّرًا. لذلك، نضع بين يديك أهمّ الآثار السلبيّة التي تخلّفها مشكلاتك مع شريكك في طفلك.   ما أسباب المشكلات الأسريّة؟  لا يوجد ما يُسمَّى بالعائلة المثاليّة التي لا يتنازع أفرادها في ما بينهم، فالمشكلات تحدث في أكثر البيئات المنزليّة انسجامًا. إليك أكثر أسباب المشكلات شيوعًا بين العائلات:   المشكلات بين الزوجين  تعدّ المشكلات بين الزوجين العامل الأساس في التأثير سلبيًا في الأطفال، إذ تغذّي مشاعر القلق في داخلهم، حيث يصبح الأهل مصدر خوف لأبنائهم، بدل أن يكونوا مصدر الأمان لهم. يؤدّي حدوث الخلافات المتكرِّرة بين الزوجين، سواءً أكانت خلافات فكريّة أم ماليّة أم تعاونيّة، إلى خلق بيئة غير صحّيّة لتربية الطفل. وهنا، نحن لا نتحدّث عن المشاحنات التي تحدث بين الحين والآخر ضمن المعدّل الطبيعيّ، بل عن تلك التي تحدث دوريًّا لأقلّ الأسباب.  المشكلات بين الأبناء  تُعتبر تربية مجموعة من الأبناء تحديًّا أمام الآباء، لاحتماليّة نشوء الخلافات بينهم. تنشأ هذه الخلافات باختلاف طبائعهم أو أعمارهم أو الغيرة بينهم، والتي تعدّ أمرًا اعتياديًّا بين العديد من الأطفال.   المشكلات بين الأهل والأبناء   تحدث عادةً هذه المشكلات لدى المتزوجين حديثًا ممّن لا يعرفون كيفيّة التعامل الصحيح مع أطفالهم، حيث يواجهون بعض المصاعب في التعامل معهم. ينشأ عن هذه الصعوبة عدم تفاهمهم مع أطفالهم، فضلًا عن بروز خلافات معهم.  ما تأثير المشكلات الأسريّة في الأطفال؟  تؤثِّر المشكلات الأسريّة في جوانب عديدة من شخصيّة طفلك وصحّته. أثبتت دراسات عديدة أنّ الأطفال في جميع الأعمار، منذ سنّ الرضاعة حتّى سنّ البلوغ، يتأثّرون بكيفيّة تعامل الوالدين مع بعضيهما البعض، ومع أطفالهما في المنزل. إليك عدّة تأثيرات سلبيّة للمشكلات الأسريّة في الأطفال:   الشعور بعدم الأمان  تقوّض الخلافات الأسريّة شعور طفلك بالأمان، لأنّه يبقى في دائرة تساؤلات دائمة حول موعد نشوء المشكلة القادمة، والتي غالبًا ما تنشأ نشوءًا غير متوقّع. الأمر الذي يشعره بقلق مستمرّ.   ضعف علاقته بك  تعتبر حالات الصراع الشديدة بينك وشريك حياتك مرهقة جدًّا، وهذا ما يمنعك من قضاء وقت أكثر مع طفلك، ومنحه مشاعر الحبّ والحنان التي تفقدها في حالات غضبك وحزنك. يؤدّي ذلك، بطبيعة الحال، إلى اختلال توازن علاقتك مع صغيرك.    التأثير في صحّته ونفسيّته  سماع طفلك النزاعات المتكرِّرة بين الأهل أمر في غاية الإجهاد بالنسبة إليه. يؤثِّر هذا الإجهاد النفسيّ في صحّته الجسديّة والنفسيّة، ويتعارض مع نموّه الطبيعيّ والصحّيّ.  ضعف ثقته بنفسه  يقارن طفلك نفسه بغيره من الأطفال في أبسط الجوانب، حتّى وإن كان يعيش طفولةً سليمة في ظلّك. فما بالك عندما يتشاجر أهله كثيرًا؟ بالطبع، يفقد الطفل الثقة بنفسه رويدًا رويدًا، لأنّه يشعر بالاختلاف، وفي معظم الأحيان، يتطوّر هذا الشعور إلى درجة تحوّله إلى شعور بـ"الدونيّة".    كيف تعالج المشكلات الأسريّة؟   قد تغلِبنا ظروف الحياة أحيانًا قبل أن نستطيع الإمساك بزمام الأمور من جديد. لا يكمن الذكاء هنا في تجنّبك حدوث الخلافات، بل في معرفتك التامّة كيف تجد حلًّا لها ومخرجًا منها في كلّ مرّة تواجهها، إذ هي عمليّة دوريّة. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على الحدّ من آثار المشكلات الأسريّة السلبيّة: كن صريحًا مع طفلك  لطفلك قدرة هائلة على استيعاب المواقف وفهمها من دون أن يصرّح لك، ففي الحالات التي لا تستطيع أن تتجادل فيها مع شريكك في غرفة مغلقة وبصوت هادئ، من الحكمة أن تجلس مع طفلك وتشرح له الموقف والخطأ الذي حصل. من حقّ طفلك الصغير أن يسمع تبريرك حول ما يحدث أمامه.   طمئن طفلك  أخبر طفلك أنّ المشكلات تحدث أحيانًا، لأنّ الأهل يشعرون بالتعب بعد يوم شاقّ وطويل في العمل مثلًا، وطمئنه بإخباره أنّها شيء عابر لا يؤثِّر في علاقتك بشريكك. حاول قدر المستطاع أن تظهِر حبّك لشريكك أمام طفلك، حتّى يؤمن بأنّ المشكلات التي تحدث بينكما ليست مؤشِّرًا مخيفًا على انطفاء الحبّ بينكما.  وثّق علاقتك بطفلك  حافظ على العلاقة الوثيقة بين أفراد أسرتك، ليترسّخ في ذهن طفلك أنّ عائلته قويّة الترابط، لا تؤثِّر فيها الخلافات التي تحدث بين الحين والآخر، وأنّ هذه المشكلات التي تنشأ من دون قصد لا تعني ضعف الحبّ والمودة بينكما.   * * * لا ننكر صعوبة الظروف التي تمرّ فيها كفرد منتج في مجتمع مليء بالتحدّيات، ولا سيّما عندما تكون مسؤولًا عن تربية طفل صغير تربيةً صحيّة وصالحة، تشدّ عضدك بها عندما يبلغ. كما ندرك شدّة الصعوبة في كبح انفعالاتك أمام طفلك في كلّ الأوقات. لكن، حاول أن تتذكّر أنّ لحظة غضب لا تستحقّ أن تهدم من أجلها كلّ إنجاز حقّقته سابقًا. نعلم أنّك، في نهاية المطاف، إنسانٌ يشعر ويحزن ويغضب وينفعل، ولكنّ تحكّمك بمشاعرك يُظهِر مدى قوّتك، إنسانًا ومُربّيًا.   أقرأ أيضًا العقاب السلبيّ في التربية: أنواعه وعيوبه وبدائله | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) صفات الطفل المدلّل وكيفيّة تقويمه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.verywellfamily.com/how-parents-fighting-affects-children-s-mental-health-4158375   https://www.youthlineuk.com/what-is-counselling/family-problems/#:~:text=Changes%20in%20the%20family%20can,such%20as%20school%20and%20friendships.   https://cadey.co/articles/family-problems   https://sg.theasianparent.com/negative-effects-of-family-problems-the-lasting-effect-on-children    

العقاب السلبيّ في التربية: أنواعه وعيوبه وبدائله

يعدّ العقاب من أقدم أشكال التأديب التي ابتكرها البشر. لذلك، ليس من الغريب أن يلجأ إليه العديد من الآباء شكلًا من أشكال ضبط طباع أطفالهم وسلوكيّاتهم عند اختلالها. ولكن، هل تؤدّي العقوبة دائمًا الغرض المراد منها؟ وهل العقاب أفضل نهج لغرس مفهوم الالتزام في طفلك؟  هناك جانب سلبيّ لكلّ شيء، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العقاب. قد يكون العقاب إيجابيًّا، يأتي بمحصّلات تربويّة مُرضِية، وقد يكون سلبيًّا يعرقل جهودك التربويّة ويزيد مهمّتك تعقيدًا. إليك أهمّ أنواع العقاب السلبيّ وعيوبه وبدائله.   ما أنواع العقاب السلبيّ؟   هنالك العديد من أنواع العقاب السلبيّ غير التربويّ، والذي يأتي بنتائج عكسيّة تضرّ بالعلاقة بين الأبوين وطفلهما. من أكثرها شيوعًا:     الصراخ  استخدام الصراخ وسيلةَ عقاب يعزِّز السلوك السلبيّ الذي يقابلك به طفلك، لأنّ الأطفال يعتبرون الصراخ شكلًا من أشكال الاهتمام، وإن كان سلبيًّا. ذلك أنّ طبيعة طفلك قد تقتضي جذب الانتباه في معظم الأحيان، حيث الاهتمام، سواءً أكان إيجابيًّا أم سلبيًّا، كالصراخ، يُشعِر الطفل بالراحة، وحتمًا لن يمنعه من ارتكاب سلوك سيّئ. عيوب هذا العقاب قد يستجيب طفلك لصراخك في المرّة الأولى، ولكنّه يعتاد، مع الوقت، هذا الأسلوب، ويعدّه اهتمامًا لا أكثر. الأمر الذي يفقده الرغبة في تصحيح سلوكه لإرضائك.     تأخير العقاب   يرتبط العقاب في ذهن طفلك بالسلوك السيّئ. لذلك، إذا تأخّر تطبيق العقاب فلن يحلّ المسألة. احرص على خلق رابط يفهمه طفلك بين العقاب وسببه، بجعل عقابك فوريًّا في لحظة ارتكاب طفلك الخطأ.   عيوب هذا العقاب لن يربط طفلك بين العقاب وسببه، ولن يفهم المغزى من عقابك. وبالتالي، لن يتوقّف عن تأدية سلوكيّاته المرفوضة.    العقاب المبالغ فيه  عقابك المبالغ فيه يسبِّب ردّة فعل عكسيّة، ويُشعِر طفلك بالإحباط في كلّ مرّة يحاول فيها إصلاح موقفه والتصرّف جيّدًا. لذلك، كن منطقيًا دائمًا في اختيار العقاب المناسب للموقف الذي يسلكه الطفل. عيوب هذا العقاب شعور طفلك باليأس من أفعاله. وبالتالي، تكرار أخطائه وعدم التعلّم منها.     العقاب البدنيّ  نعلم أنّ العديد من الآباء يلجؤون إلى هذا النوع من العقاب، لإجبار طفلهم على الاستماع لأوامرهم وتنفيذها. ولكنّ ما لا يعرفونه هو أنّ هذا النوع من العقاب السلبيّ لا يفيد بقدر ما يضر، لأنّ نتائجه السلبيّة تظهر على المدى البعيد، عندما يكبر طفلك ويربط في ذهنه الضرب بالسلوك السيّئ. فضلًا عن ذلك، فالضرب أسلوب غير حضاريّ في التربية. عيوب هذا العقاب يقلِّل من تقدير طفلك ذاته ويزيد شعوره بالذنب، إذ يعزِّز هذا النوع من العقاب مشاعر الخوف التي تنمو في طفلك تجاهك.     لماذا لا ينفع العقاب السلبيّ؟   في كثير من الأحيان، يتوقّف طفلك عن فعل السلوك الذي لا يعجبك، نتيجة العقاب الذي تطبّقه. الأمر الذي يمنحك افتراضًا خاطئًا بأنّ العقوبة الشديدة السلبيّة تضع حدًّا للسلوكيّات السيّئة. لكن، هل فكّرت في التأثير طويل المدى في الأطفال؟   هناك الكثير من الدراسات السلوكيّة التي أثبتت أنّ العقاب يعزِّز الطاعة، ولكنّه لا يساعد على تحسين السلوك أخلاقيًّا. فصدمة العقوبة تتلاشى بمرور الوقت، حتّى ينفصل طفلك عن عواقب أفعاله، وينخرط من جديد في السلوك نفسه، إذا علم بعدم خضوعه للمراقبة.    ما بدائل العقاب السلبيّ؟ هناك حالات يصبح فيها العقاب ضروريًّا، ولا سيّما عندما يتعلّق الأمر بسلامة طفلك، ولكن، لا يزال من الممكن استخدام التعزيز الإيجابيّ نهجًا بديلًا. من أهمّ الأساليب التي يمكن اتّباعها بديلًا من العقاب:   استخدم نهج الصراحة  لا تقلّل من قدرة طفلك على الفهم، وحاول إخباره، بوضوح، بنوع السلوك الذي تتوقّعه. يساعد ذلك في جعل سلوكه أكثر إيجابيّة، ولن تضطر إلى اللجوء إلى معاقبته لأغراض تأديبيّة.    استخدم لغةً صارمة  لا يتطلّب جعل طفلك يستمع إلى أوامرك سوى لغة بسيطة وحازمة في الوقت ذاته، ومدعومة بتواصل غير لفظيّ، مثل الإيماءات الحازمة والتواصل البصريّ. يترك ذلك في الطفل أثرًا أقوى بكثير من وسائل العقاب السلبيّة التي سبق ذكرها.     دع طفلك يرى عواقب أفعاله بنفسه  لا يحبّ طفلك تحمّل المسؤوليّة. لذلك، يمكنك أن تتّبع معه أسلوب عدم تحمّلك المسؤوليّة تجاه عواقبه. لنفرض، مثلًا، أنّ طفلك معتاد على إلقاء ألعابه على الأرض، فمن المنطقيّ أن تكون معرّضة للضياع أو التلف الناتج عن الإهمال. يمكنك في هذه الحالة أن تريه انسحابك من الموقف وتذكيره بأنّك نصحته مرارًا وتكرارًا بعدم رميها على الأرض.  عندما يدرك طفلك أنّه لا يستطيع تحمّل عواقب أفعاله، يدرك أنّ الانخراط في مثل هذه السلوكيّات يجلب له عواقب لا يتحمّلها، فيتوقّف عن فعل السلوكيّات السلبيّة.     * * * هناك أشكال مختلفة من التأديب والعقاب، ومع ذلك، فالأبوّة والأمومة الفعّالة والتأديب يتعلّقان ببناء علاقة احترام قويّة مع طفلك، بدل علاقة الخوف. من هنا، استغلّ المواقف التي يُخطئ فيها طفلك لصالحكما معًا، بحيث تفهم أسباب ارتكاب طفلك الأخطاء، ويفهم طفلك سبب رفضك لها.   أقرأ أيضًا ابني لا يحفظ بسرعة ولا يتذكّر، فما الحل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع https://www.aljazeera.net/women/2022/5/25/%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84   https://www.steppingforwardcounselingcenter.com/why-punishment-ineffective/   https://www.parentingforbrain.com/negative-punishment/      

ابني لا يحفظ بسرعة ولا يتذكّر، فما الحل؟

تمتُّع طفلك بذاكرة قويّة يبني لديه أساس تعلّم متين، في المدرسة وخارجها، حيث يساعده امتلاك ذاكرة قويّة على التفوّق بأدائه على أقرانه. لكنّ الذاكرة القويّة ليست مهارة تولد مع جميع الناس، فهي مثلها مثل أيّ مهارة أخرى، تحتاج إلى الممارسة والتطوير.  في بعض الأحيان، قد تلاحظ على طفلك أعراض توحي بضعف ذاكرته، ولا سيّما في مراحل مبكرة من طفولته. الأمر الذي يخيفك من أن يؤثِّر ضعف ذاكرته في تحصيله الدراسيّ تأثيرًا سلبيًّا. يسلّط هذا المقال الضوء على أهمّ السبل التي يمكنك اتّباعها لتحسين مهارات التذكّر عند طفلك.     كيف تعرف أنّ ذاكرة طفلك ضعيفة؟   لا ينحصر ضعف الذاكرة بالصعوبة في تذكّر المعلومات، إذ تشمل المشكلة نواحٍ مختلفة تطال روتين طفلك اليوميّ. إليك أبرز علامات ضعف الذاكرة عند طفلك:   - عدم القدرة على التركيز. - الصعوبة في تنظيم الوقت وإدارته.   - الصعوبة في التنقّل بين المهمّات.   - استغراق وقت طويل قبل الإجابة عن الأسئلة الشائعة. - الصعوبة في حفظ المعلومات الجديدة.   ما أسباب ضعف الذاكرة عند طفلك؟  من الطبيعيّ أن تتساءل إن كان ضعف الذاكرة عند طفلك أمرًا طبيعيًّا ومؤقَّتًا، أم اضطرابًا يشير إلى مشكلة أكبر تستدعي التواصل مع مختصّ. في ما يلي مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى ضعف ذاكرة طفلك:  الصدمات العاطفيّة قد تنتج عن أيّ حادث اجتماعيّ تعرّض له طفلك، فأدّى إلى إصابته بصدمة ما. وبالتالي، من الممكن أن تؤثِّر في قدرته على التركيز والحفظ.  الاضطرابات التنمويّة كأن يكون الطفل مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو التوحّد، أو متلازمة داون، أو اضطراب اللغة التنمويّ.   العادات الروتينيّة غير الصحّيّة جلوس طفلك أمام الأجهزة الإلكترونيّة لساعات طويلة، يتسبّب بإصابته بفقدان التركيز والتبلّد الفكريّ وضعف الذاكرة. كيف تساعد طفلك على تقوية ذاكرته؟ انطلاقًا من أسباب ضعف الذاكرة عند طفلك، يمكنك استشارة طبيب، أو اتّباع بعض الاستراتيجيّات البسيطة التي من شأنها اختبار قدرته على الحفظ بسرعة:  تحفيز مهارات التصوّر الذهنيّ   شجّع طفلك على إنشاء صورة في ذهنه لما قرأه أو سمعه للتوّ. على سبيل المثال، لنفرض أنّك طلبتَ إليه أن يرسم منزلًا بأربعة شبابيك، اجعله يتخيّل الشكل الذي يجب أن يبدو عليه المنزل، ثمّ دعه يرسمه. عندما ينجح الطفل في تخيّل الأشياء، يصبح وصفه لها أفضل وأسهل. وبالتالي، يتذكّرها عقليًا، بدل الاكتفاء برؤيتها.   كلّف طفلك بمهمّة الشرح  قدرة طفلك على شرح معلومة ما تنطوي على فهمه وحفظه العميق لها. ولا نتحدّث هنا عن المعلومات الأكاديميّة فحسب، بل عن المهارات الجسديّة والفكريّة أيضًا. عندما يتعلّم طفلك مهارة ما، كلعب كرة التنس مثلًا، اسأله عن أساليبه وحيله في اللعب، وافسح له مجال شرحها شرحًا وافيًا. يتيح أمام طفلك تطبيقُ هذه الاستراتيجيّة في تعلّم المعلومات والمهارات الأكاديميّة وغيرها، الارتجالَ في العمل والبحث والحفظ، بدل تلقّيها بأساليب مملّة.   جرِّب الألعاب التي يوظِّف فيها ذاكرته البصريّة  هناك الكثير من الألعاب التي من شأنها أن تساعد الأطفال على تحفيز تركيزهم وتقوية ذاكرتهم البصريّة، مثل لعبة حفظ العناصر. تقوم هذه اللعبة على مبدأ اختبار قدرة طفلك على تذكّر الأرقام أو الرموز أو الصور المطبوعة على مجموعة من البطاقات، بعد عرضها أمامه وقلبها، لإعطائه فرصة محاولة التذكّر.   بسّط لطفلك المعلومات هل تساءلت يومًا عن سبب احتواء أرقام الهواتف والأرقام البنكيّة وأرقام الضمان الاجتماعيّ على فراغات بين كلّ مجموعة فيها؟ لأنّه من الأسهل أن تتذكّر مجموعات صغيرة من الأرقام، بدل تذكُّر سلسلة واحدة طويلة. وعليه، فقد تكمن مشكلة طفلك في ضخامة حجم المعلومات التي يجب حفظها. لذلك، بسّط المعلومات الكثيرة إلى معلومات أقلّ، حتّى يَسهُل عليه فهمها وتذكّرها بسرعة.  القراءة بصوتٍ عالٍ  لتفعيل حاسّة السمع أهمّيّة سيكولوجيّة وعصبيّة، تسهِّل على طفلك حفظ المعلومات بسرعة. وبالتالي، يعدّ تحفيزه على قراءة المعلومات بصوت عالٍ من أهمّ الاستراتيجيّات التي تنشِّط ذاكرته على المدى الطويل.   ساعده على الربط بين الأشياء  تساعد طفلَك طرقُ ربط المعلومات على حفظها ومقارنتها بمعلومات سابقة، وتذكّرها على نحو أفضل. كأن تجمع بين الأحرف الأولى لمعلومة ما، مثل كلمة "ناهيك" التي يدلّ كلّ حرف فيها على ضمير من ضمائر النصب في اللغة العربيّة.  استخدم الموسيقى  أدمغتنا مصمَّمة بطريقة تعيننا على تذكِّر الأنغام والأنماط الموسيقيّة أو القوافي. لذلك، يمكنك أن تجرّب تأليف أغنية تحوي المعلومات العلميّة، لمساعدة طفلك على حفظها بطريقة ممتعة وسهلة.   استعن بطبيب  عندما لا تنجح السبل السابقة في تنشيط ذاكرة طفلك، يمكنك الاستعانة بطبيب أعصاب لتشخيص المشكلة وعلاجها.   * * * بناءً على ذلك، اعلم أنّ علاج المشكلة ليست دائمًا مسؤوليّتك وحدك، ولا تتردّد أبدًا بسؤال من هم على دراية بما يتعلّق بالأساليب الأكثر منهجيّة في تنشئة طفلك تنشئةً سليمةً. نعم، لا بأس بالمحاولة، ولكن لا بأس أيضًا بعدم النجاح. لذلك، اسمح لنا أن نساعدك في تجاوز العقبات، البسيطة منها والمعقّدة.   أقرأ أيضًا صعوبات التعلّم عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ما طرق التشجيع على الدراسة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع https://www.understood.org/en/articles/8-working-memory-boosters   https://www.oxfordlearning.com/11-ways-to-improve-memory-for-kids/   https://www.thinkkids.com/blog/what-causes-memory-problems-in-children#:~:text=Without%20a%20strong%20working%20memory,complete%20homework%20assignments%20or%20chores.      

أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال وسُبُل تجنّبها

لم يعد الأطفال يمضون أوقات فراغهم في الحدائق والملاعب كما كانت حالهم قديمًا، عندما كانت الألعاب تبني أجسادهم وتنمّي شخصيّاتهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة. يمضي أولادنا اليوم معظم أوقاتهم أمام شاشات الحاسوب والهاتف منشغلين بألعابهم التي تستهلك أوقات فراغهم. يتّفق معظم الناس على أنّ لهذه الألعاب الإلكترونيّة آثارًا سلبيّة في الأطفال من نواحٍ مختلفة. فما هذه الآثار والأضرار؟   أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال  يمكن أن يؤدّي جلوس الأطفال أمام الشاشة للعب بالألعاب الإلكترونيّة إلى العديد من الأضرار والمشكلات. من أهمّها: - المشكلات البدنيّة: ترتبط بعض المشكلات البدنيّة التي يُصاب بها الأطفال بممارسة الألعاب الإلكترونيّة، مثل الإصابة بالسمنة، وهشاشة العظام، بالإضافة إلى تشوّهات العمود الفقريّ، فضلًا عن الإصابة بأضرار في العين.  - ضعف السلوك الاجتماعيّ: عندما يمارس الطفل الألعاب الإلكترونيّة لفترات طويلة، يتراجع أداؤه الاجتماعيّ تراجعًا ملحوظًا. -قلّة تواصل الآباء مع أطفالهم: يمكن أن تقلّل الألعاب الإلكترونيّة تواصل الآباء مع أطفالهم لمعرفة مشكلاتهم، وتعزيز الترابط بينهم. الأمر الذي يؤدّي إلى تراجع القدرة على معرفة احتياجات الأطفال وتأمينها لهم. - ضعف التحصيل الدراسيّ: عندما يقضي الطالب وقتًا طويلًا في اللعب أمام الشاشة، يتأثّر تحصيله الدراسيّ تأثّرًا كبيرًا، إذ تتراجع درجاته في كثير من الأحيان. تزداد نسبة ظهور هذه المشكلة عند ممارسة الألعاب المتّسمة العنف.  - ظهور سلوكيّات عنيفة: في بعض الأحيان، تظهر على الأطفال بعض السلوكيّات العنيفة والإجراميّة، وذلك نتيجة ممارسة بعض الألعاب الإلكترونيّة التي تتضمّن مثل هذه السلوكيّات. - ضعف التركيز: يمكن أن تؤدّي كثرة ممارسة الأطفال الألعاب الإلكترونيّة، ولا سيّما في السنوات المبكرة من العمر، إلى تطوّر اضطرابات تؤثِّر في تركيزهم في بعض النشطات الحياتيّة، بما في ذلك الدراسة.  - الفجوة الثقافيّة: تؤدّي ممارسة الألعاب الإلكترونيّة إلى وجود فجوة بين ثقافة الأطفال الذين يمارسونها وثقافتهم المحلّيّة. تنشأ لديهم عادات ثقافيّة غريبة ومُضرّة في كثيرٍ من الأحيان، مثل انتشار ثقافة الشتائم أو المقامرة.  - التنمّر: في الوقت الراهن، تنتشر العديد من الألعاب الإلكترونيّة التي تُمارَس مع لاعبين آخرين عبر شبكة الإنترنت، وقد يتعرّض الطفل فيها إلى التنمّر إذا لم يكن أداؤه جيّدًا في اللعبة. قد يكون التنمّر بالشتم، أو الإقصاء من اللعب، أو غير ذلك من السلوكيّات.  - الاحتيال: يمكن أن يتعرض بعض الأطفال إلى عمليّات الاحتيال، أو استغلال المعلومات الشخصيّة للاعبين الآخرين في نشاطات غير مشروعة.   سُبُل تجنّب أضرار الألعاب الإلكترونيّة ينبغي اتّخاذ العديد من التدابير لحماية الطفل الذي يمارس الألعاب الإلكترونيّة. فرغم أنّه من الجيّد أن يمارس الطفل بعض الألعاب الإلكترونيّة باعتدال، لجني بعض الفوائد، ولكن لا بدّ من تجنّب الأضرار التي يمكن أن تسبّبها هذه الألعاب. وفيما يلي بعض الإرشادات التي تساعد في الحدّ من أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال:  - تجنّب وضع أجهزة اللعب في غرفة الطفل: لن يستطيع الآباء التحقّق من الوقت الذي يقضيه أطفالهم في اللعب بالألعاب الإلكترونيّة إذا كانت أجهزة الألعاب في غرفتهم. لذلك، ينبغي وضع هذه الأجهزة في مكان تسهل مراقبته.  - التعرّف إلى طبيعة الألعاب: من الجيّد مراقبة الألعاب الإلكترونيّة التي يقضي الطفل وقته في لعبها. وذلك لضمان تجنّب الألعاب التي تتّسم بالعنف، أو الألعاب التي تتضمّن سلوكيّات غير لائقة، ومن المُحتمَل أن تؤثِّر في سلوكيّات الطفل.  - البحث عن السلوكيّات المقلقة والتعامل معها: ينبغي على الآباء التعرّف إلى السلوكيّات المقلقة التي تظهرها بعض الألعاب الإلكترونيّة عند الأطفال، والتعامل معها بلطف عند ملاحظتها، مثل الانفعال وضعف الأداء الأكاديميّ. - مراعاة الفئات العمريّة للألعاب: تُصنَّف العديد من الألعاب بأنّها مناسبة لفئة عمريّة معيّنة. وعليه، يجب مراعاة هذه الفئات العمريّة، وضمان تجنّب الطفل ممارسة الألعاب الإلكترونيّة المُخصَّصة للأطفال الأكبر سنًّا.  - تخصيص وقت لفصل جميع الأجهزة: من الجيّد أن يفصل الأبوان جميع أجهزة الألعاب الإلكترونيّة بين الحين والآخر، حتّى يتخلّص الطفل من الإدمان على هذه الألعاب. ويمكن أن يكون ذلك طيلة عطلة نهاية الأسبوع مرّة كلّ شهر، أو كلّ ثلاثة أشهر.  - التعليم بالقدوة: يستطيع الآباء ممارسة بعض الألعاب الإلكترونيّة مع أطفالهم أحيانًا، حتّى يستطيع الطفل تنمية بعض السلوكيّات الجيّدة عند رؤية الأبوين والاقتداء بسلوكيهما.   - مراقبة الطفل أو اللعب معه: من المفيد مراقبة الطفل أثناء اللعب، أو مشاركته اللعب أحيانًا؛ لمعرفة طبيعة اللعبة، وما يتعرّض إليه الطفل فيها، من أجل تقديم الإرشادات المناسبة لذلك.  - التعرّف إلى مخاطر الألعاب: على الآباء معرفة الوسائط والمجتمعات الرقميّة والتطبيقات التي يستخدمها الطفل أثناء اللعب، والتعرّف إلى مخاطرها الأمنيّة، ثمّ اتّخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل معها والمحافظة على أمن الطفل.  - مساعدة الطفل في ضبط إعدادات الخصوصيّة: تكمن أهمّيّة ضبط إعدادات الخصوصيّة في المحافظة على أمن الطفل عند اللعب عبر شبكة الإنترنت، حيث يحدّ ذلك من تعرّضه إلى الاختراق.  - تعليم السلوك الرقميّ الآمن: تُقلِّل معرفة الطفل السلوكيّات الرقميّة الآمنة من تعرّضه إلى الاختراق أو عمليّات الاحتيال. لذلك، من الضروريّ تعليم الأبوين أطفالهما هذه السلوكيّات عند ممارسة الألعاب الإلكترونيّة عبر شبكة الإنترنت.    علامات عادات اللعب غير الصحّيّة عند الأطفال  تظهر بعض العلامات والأعراض على الطفل عندما يمارس العادات غير الصحّيّة أثناء اللعب بالألعاب الإلكترونيّة. ولا بدّ من الانتباه إلى هذه العلامات، للتعامل معها في وقت مبكر، والمحافظة على سلامة الطفل. من بين هذه العلامات: - الهوس بالألعاب: يكون الطفل مهووسًا أحيانًا بالألعاب الإلكترونيّة، حيث يؤدِّي منعه عن اللعب إلى شعوره بالحزن والقلق والتوتّر والانفعال. - التأثير في النشاطات الأخرى: يدفع التعلّق بالألعاب الإلكترونيّة عند بعض الأطفال إلى ترك النشاطات الحياتيّة المهمّة، أو النشاطات التي كانوا يستمتعون بها سابقًا؛ لقضاء المزيد من الوقت أمام الشاشة. - الرغبة في المزيد من الألعاب: يرغب الأطفال في ممارسة المزيد من الألعاب، ويفقدون قدرتهم على التوقّف عن ممارستها. تشير هذه العلامة إلى عادات اللعب الخاطئة التي ينبغي تغييرها.    فوائد ممارسة الألعاب الإلكترونيّة باعتدال  توفِّر ممارسة الأطفال الألعاب الإلكترونيّة باعتدال العديد من الفوائد المختلفة. من أهمّها التحفيز الذهنيّ الذي يَنتُج عن التفكير في حلّ الألغاز، أو غيرها من الأمور المعقّدة أثناء اللعب. يؤدِّي التفاعل مع الآخرين، كذلك، عند اللعب عبر شبكة الإنترنت، إلى تحسين الأداء الاجتماعيّ إذا روعيت إرشادات اللعب الآمن. بالإضافة إلى ما يمكن أنّ تسهم به الألعاب الإلكترونية من تحسين مرونة الطفل العاطفيّة، وأدائه في التعامل مع الفشل.    اقرأ أيضًا أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  - https://www.webmd.com/parenting/are-video-games-safe-for-children  - https://www.verywellfamily.com/aggressive-behavior-and-video-games-1094980#citation-5  - https://www.health.harvard.edu/blog/the-health-effects-of-too-much-gaming-2020122221645  - https://kidshealth.org/en/kids/video-gaming.html  - https://www.mayoclinichealthsystem.org/hometown-health/speaking-of-health/are-video-games-and-screens-another-addiction  - https://www.cisa.gov/uscert/sites/default/files/publications/gaming.pdf  - https://www.stopbullying.gov/cyberbullying/cyberbullying-online-gaming  - https://www.healthychildren.org/English/family-life/Media/Pages/Unhealthy-Video-Gaming.aspx  - https://www.webmd.com/mental-health/mental-health-benefits-of-video-games   

أبرز أسباب الكذب عند الأطفال

من غير الطبيعيّ أن يتجاوز طفلك مراحل طفولته الأولى من دون أن يكذب، فجميع الأطفال يكذبون لعدّة أسباب تعكس طبيعتهم البشريّة. ولا يشكّل هذا السلوك المبكِر، في معظم الأحيان، أيّ عوامل سلبيّة مُحتمَلة، ولكن عندما يبدأ طفلك باختلاق أكاذيب خادعة معظم الوقت، يدعو الأمر إلى إعادة النظر في الثغرات التي سهوت عنها، في الوقت الذي تطوّرت فيه عادة الكذب لديه.     ما أسباب الكذب عند الطفل؟   منذ سنّ مبكِرة، يُعلَّم الأطفال أنّ الكذب فشل أخلاقيّ. ويطلب العديد من الآباء أطفالهم عدم تشويه الحقيقة، مؤكِّدين لهم أهمّيّة الصدق، ولكنّهم، يقدِّمون، في الوقت نفسه، رسائل أخرى مناقضة. على سبيل المثال، قد يزعمون أنّه من المقبول أحيانًا قول الأكاذيب البيضاء لحماية مشاعر الآخرين، حتّى تختلط في ذهن الطفل المفاهيم المرتبطة بالكذب، ولا يدري بعد ذلك إن كان الكذب عادة سيّئة أم لا.   أمّا أهمّ الأسباب التي تدفع بطفلك إلى الكذب، فتتمثّل بالآتي: التستّر على شيء ما  قد يشعر طفلك خلال عامه الثالث أو الرابع بالشغف بتجربة أشياء جديدة قد حذّرتَه منها سابقًا، وقد يدفعه هذا الشغف إلى مخالفة أوامرك في كثير من الأحيان، حتّى ينتهي به الأمر إلى محاولة التستّر على فعله بالكذب.  اختبار ردّة فعل ذويه  يميل الطفل بفطرته إلى التمعّن والإدراك، ولا سيّما الإدراك المتعلّق بتصرّفات والديه وردّة فعلهما. فحينئذٍ يبدأ الطفل، لا إراديًا، باختبار صبرك تجاه ما يقوم به من أفعال وأقوال، من ضمنها الكذب.   إضافة الحماس إلى سردهم  في معظم الأحيان، يكون جذب الانتباه السبب الرئيس وراء إضافة طفلك التحريفات على القصص التي يرويها لمن حوله، إذ ينجح فعلًا في الحصول على هذا الاهتمام بعد أن يدفعه جموحه إلى إكمال القصص من خياله.   تجربة اختلاق فكرة ما   يعشق طفلك الخيال، ففي داخله كثير من الأفكار والتخيّلات التي يعبّر عنها تعبيرًا مختلفًا يرضي خياله الواسع، ويفتح له أبوابًا أخرى من الإبداع الخياليّ. الحصول على مبتغاه   قد يزوِّر طفلك، بطبيعته البريئة، بعض الحقائق من أجل الحصول على مبتغاه، كأن يخبرك بأنّه رتّب غرفته في الوقت الذي لم يقم بذلك، من أجل الحصول على قطعة الحلوى التي وعدته بها. تجنُّب جرح مشاعر شخص ما  يندرج هذا التصرّف تحت مسمّى "الكذبة البيضاء" التي نشجِّع أطفالنا عليها من دون قصد، ومن الطبيعيّ أن يغفل الطفل عن التمييز بين الكذبة "السوداء"، والكذبة "البيضاء" التي نلجأ إليها للتعبير، مثلًا، عن إعجابنا المزيَّف بطبق تناولناه عند الأقرباء، حتّى يصبح الكذب لديه عادة أكثر منه حاجة.   متى يبدأ الطفل بالكذب؟  يبدأ الطفل بالكذب عندما يدرك أنّك لا تستطيع قراءة أفكاره، وبقدرته على إخبارك بمعلومات غير صحيحة من دون أن تعرف ما يدور في عقله، ويكون ذلك في عمر الثالثة. ينجح الأطفال في الكذب في هذا العمر، بقدرتهم على مناسبة تعابير وجوههم ونبرة أصواتهم مع ما يقولونه.    ما مراحل الكذب عند الأطفال؟  كما ذكرنا سابقًا، لا تكون أيّ كذبة يتفوّه بها طفلك مدعاةً لاتخاذ تصرّف حازم تجاهه، ولكن في بعض المراحل يصبح توجيهه ملزِمًا. وإليك أهمّ ثلاثة مراحل للكذب يمرّ فيها طفلك:   المرحلة الأولى  أبسط مراحل الكذب هي عندما يكذب طفلك من أجل جذب اهتمامك، كأن يخبرك بأنّه أحرز عشرة أهداف مع أصدقائه في المدرسة، وأنت تعلم لسبب ما أنّ المعلومة غير صحيحة. فلا تحاول كشف كذبته، إذ تكون هذه الكذبة نابعة من تدنّي ثقته بنفسه ومحاولته إثبات العكس أمامك.     كيف تتعامل مع طفلك في هذه المرحلة؟   عندما يتعلّق الأمر بالكذب الساعي إلى لفت الانتباه، فمن الأفضل لك تجاهل تصرّفه بدلاً من مقابلته بقسوة. عليك أن تعرف أنّ طفلك قد يفعل أيّ شيء مقابل حصوله على الاهتمام، لذلك، احرص على انتقاء كلامك انتقاءً لطيفًا من دون إدانة قاسية.      المرحلة الثانية    يصبح اختلاق القصص عادة متجذّرة في شخصيّة طفلك، ولكّنه لا يؤذي أحدًا بها. في هذه المرحلة بالذات، يتجاوز الأمر مجرّد محاولته لفت انتباهك، ليصبح طبيعة وأسلوب حياة لديه.   كيف تتعامل مع طفلك في هذه المرحلة؟   عندما يبدأ طفلك بالمبالغة في اختلاق القصص، لا بأس من توبيخه توبيخًا بسيطًا غير مبالغ فيه، إشارةً منك إلى سوء التصرّف الذي يقوم به، ومن المفترض في هذه الحالة أن يبدأ الطفل بإدراك سوء الكذب وعواقبه.      المرحلة الثالثة  هي أكثر المراحل حساسيّة، إذ من الممكن أن تستمرّ عادة الكذب مع طفلك، حتّى بعد أن يتجاوز أولى مراحل الطفولة، ليبدأ بعدها مرحلة جديدة أكثر احترافيّة في تشويه الصور الحقيقيّة للأشياء والأشخاص والمواقف.    كيف تتعامل مع طفلك في هذه المرحلة؟   عندما يستمرّ طفلك بتزوير الحقيقة بعد تجاوزه مرحلة الطفولة المبكرة، يصبح التدخّل التربويّ إجباريًّا، ولا سيّما عندما يصبّ الكذب في مصلحتهم على حساب مصلحة غيرهم. ويمكنك في هذه الحالة التصرّف بصرامة تامّة وعدم التهاون بالعقاب، حتّى يكون واضحًا لطفلك أنّ المرفوض في المنزل مرفوض أيضًا في المجتمع الخارجيّ.   كيف تشجّع طفلك على قول الحقيقة؟  يعتبر تمييز طفلك بين ما هو صحيح وما هو خطأ أولى خطوات تشجيعه على قول الحقيقة. وفي ما يلي بعض الطرق التي تستطيع بها، في أيّ مرحلة سبق ذكرها، تشجيعه على قول الحقيقة:   اعكس الآية  من منّا يحبّ أن يُكذَب عليه؟ لا أحد. انطلق من هذه النقطة واسأله إن كان سيحبّ أن تكذب عليه بخصوص اللعبة التي أخبرته بأنّك اشتريتها له، من دون أن تشتريها في الحقيقة. ساعده على تجنّب الكذب  ساعد طفلك على تجنّب المواقف التي يشعر فيها بالحاجة إلى الكذب. على سبيل المثال، إذا سألت طفلك إن كان مَن سكب الحليب، فقد يشعر بالرغبة في الكذب. يمكنك، لتجنّب هذا الموقف، الاستعاضة عن السؤال بسؤال آخر: "أرى أنّ هناك مَن سكب الحليب. دعونا ننظّفه معًا"، حتّى لا تسهم في زرع الخوف المرتبط بالحاجة إلى الكذب لدى طفلك.     امدحه على قول الحقيقة  عبّر عن رضاك الصريح عن طفلك عند اعترافه بفعل شيء خطأ. على سبيل المثال، "أنا سعيد جدًّا لأنّك أخبرتني بما حدث، لنعمل معًا لتسوية الأمور".   كن قدوة له  رسّخ في ذهن طفلك البساطة في قول الحقيقة، قل له على سبيل المثال: "ارتكبتُ خطأ في تقرير كتبته اليوم. فأخبرتُ مديري حتّى نتمكّن من إصلاحه".  استخدم أسلوب المزاح  استخدم مزحة لتشجيع طفلك على الاعتراف بالكذب، فعندما يقول طفلك: "كسرت دميتي الصحن"، يمكنك أن تردّ عليه مازحًا: "أتساءل لماذا فعلت دميتك ذلك؟" استمرّ في المزاح حتّى يدرك طفلك أنّك تعرف تمامًا كذبته، وأنّها مرفوضة وغير منطقيّة.   * * * لم يفت الأوان بعد لبناء عادات صحّيّة في منزل يتعامل أفراده بالصدق، من أكبرهم حتّى أصغرهم، مع الانتباه إلى الفرق بين تربية طفل يسعى إلى فعل الشيء الصحيح، وتربية طفل يحاول الابتعاد عن المشكلات أو تجنّب العقاب. دورك هنا أن تنشئ طفلًا يؤمن بقداسة الصدق، ويبغض كلّ مشوِّه للحقيقة.     اقرأ أيضًا أضرار الصراخ على الأطفال: حقيقة أم خيال؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع - https://www.parentingforbrain.com/why-do-kids-lie/   - https://raisingchildren.net.au/preschoolers/behaviour/common-concerns/lies   - https://childmind.org/article/why-kids-lie/      

كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ

كثيرًا ما يبحث الآباء عن طرق ونصائح في كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ، ولا سيّما الذين يواجهون صعوبةً في السيطرة على طفلهم، ويجهلون الأساليب الأكثر فعّاليّة في التعامل معه. ورغم أنّ شعور الأطفال بالعصبيّة والقلق، من وقتٍ إلى آخر، أمرٌ طبيعيّ، خصوصًا عند بدء المدرسة أو الحضانة أو الانتقال إلى منطقةٍ جديدة، إلّا أنّه يؤثِّر أحيانًا في سلوك الأطفال وأفكارهم يوميًّا، وذلك في مدرستهم ومنزلهم وحياتهم الاجتماعيّة. الأمر الذي يستدعي تلقّي مساعدة احترافيّة متخصّصة لمعالجتهم. يُسلّط هذا المقال الضوء على كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ، وأبرز النصائح والتوجيهات التي قد تُفيد في ذلك.      استراتيجيّات وإرشادات للتعامل مع الطفل العصبيّ  هناك العديد من الأساليب والاستراتيجيّات التي يمكن أن تساعد الطفل في حالات العصبيّة والغضب. يذكر منها ما يلي:   - احترم مشاعر الطفل، ولكن لا تجعلها تتمكّن منه. يمكن تحقيق ذلك بالاستماع والتعاطف، ومساعدته على فهم ما يقلقه، وتشجيعه على الشعور بأنّه قادر على مواجهة مخاوفه.   - تجنَّب طرح أسئلة إرشاديّة وموجَّهة، وشجّع الطفل على التحدّث عن مشاعره بطرح أسئلة عامّة ومفتوحة.   - فسّر للطفل المشاعر التي يشعر بها، وكيف يتوجَّب عليه التعبير عنها؛ إذ عادةً ما يُظهر الأطفال عصبيّتهم بالهجوم والعنف، بينما لا يتمكّن بعضهم الآخر من إدراك حزنه أو شرحه. الأمر الذي يضطره إلى اللجوء إلى التصرّف السيّئ لمحاولة جذب الانتباه. يجب تعليم الطفل كلمات أكثر تعقيدًا، بما في ذلك الإحباط وخيبة الأمل والقلق والوحدة، ليطوّر الطفل فهمًا أفضل لمشاعره وكيفيّة وصفها.   - لا تفقد الصبر أثناء التعامل مع الطفل العصبيّ مهما بدا الأمر صعبًا ومحبطًا، وتجنّب أن يشعر الطفل بما تشعر به؛ إذ قد يؤدّي الكشف عن مشاعرك إلى شعور الطفل بإزعاجك، ممّا يزيد من توتّره ويجعل التواصل أكثر صعوبة. لذا، حاول أن تكون قدوة لكيفيّة التصرّف بهدوء، لمساعدة الطفل على الشعور بالهدوء أيضًا.   - حاول أن تكون قدوة للطفل بإرشاده إلى طرق صحّيّة، للتعامل مع عصبيّته وقلقه؛ إذ إنّ هناك عدّة طرق يمكن من خلالها مساعدة الطفل العصبيّ في التعامل مع القلق، مثل السماح له برؤية كيفيّة تعاملك مع القلق.   - تعاطف مع الطفل، وإن بدا لك ما يُقلقه ويُثير عصبّيته سخيفًا، فمن المهمّ أن تُظهِر للطفل أنّك تفهم ما يشعر به.   - شجّع الطفل، وامدح إنجازاته الصغيرة مهما كانت. الأمر الذي يجعله أكثر شجاعةً أثناء مواجهة أشياء يخاف منها، أو يشعر بالتوتّر حيالها.   - تجنّب وسائل الإعلام العنيفة في حال أظهر طفلك سلوكًا عدوانيًّا؛ إذ يمكن أن يؤدّي تعريضه لبرامج تلفازيّة أو ألعاب فيديو عنيفة إلى تفاقم المشكلة. وعوضًا عن ذلك، يمكن حثّه على قراءة الكتب المفيدة، واللعب بالألعاب والعروض التي تُمثِّل نموذجًا لمهارات حلّ النزاعات والمشكلات الصحّيّة.   - لا تتجنّب الأشياء لمجرّد أنّها تجعل الطفل يشعر بالقلق والعصبيّة؛ إذ إنّ مساعدة الأطفال على تجنّب الأشياء التي يخافون منها تجعلهم يشعرون بتحسّنٍ على المدى القصير، إلّا أنّ ذلك يُعزِّز القلق لديهم على المدى الطويل.   - كن مشجِّعًا الطفل العصبيّ داعمًا له، ودعه يعرف أنّك تُقدِّر مدى صعوبة الموقف. وذكّره أنّه كلّما زاد إدراكه قلقه، تضاءل قلقه شيئًا فشيئًا بمرور الوقت.     يشعر الطفل العصبيّ، في لحظات غضبه وقلقه الشديدين، بالخوف أو القلق من التعرّض لنوبة هلع. لذا، فإنّ الأمر المهمّ الذي يجب على الوالدين فعله في الوقت الحاليّ هو مساعدته على الهدوء والشعور بالأمان. وفي ما يلي بعض الاستراتيجيّات والأساليب الشائعة والفعّالة في تقليل فرصة حدوث نوبات الهلع والسيطرة على مشاعر القلق والعصبيّة لدى الأطفال:   - شجّعه على التنفّس ببطء وعمق.  - اجلس معه وقدّم له الطمأنينة الجسديّة الهادئة، كأن تمسك بيده أو تعانقه.   - جرّب استخدام الحواس الخمس معًا؛ إذ إنّ التواصل مع ما يمكنه رؤيته ولمسه وسماعه وشمّه وتذوّقه يمكن أن يجعله أقرب إلى اللحظة الحاليّة، ويُقلّل من شدّة قلقه.   - طمئنه إلى أنّ القلق سيزول، وأنّ كلّ شيء سيكون على ما يرام بعد قليل.   - اطلب منه التفكير في مكان أو شخص آمن ومريح.  - شجّعه على فعل شيءٍ ما يساعده على الشعور بالهدوء والأمان، مثل الجري، أو المشي، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو الرسم والتلوين، أو الكتابة، أو مشاهدة فيلم مفضّل، أو قراءة كتاب مفضّل.     أعراض القلق عند الأطفال وعلاماته   من الأعراض والعلامات التي تظهر على الطفل العصبيّ:   - يجد صعوبة في التركيز على شيءٍ ما.   - لا ينام جيّدًا، ويستيقظ في الليل جرّاء أحلام وكوابيس سيّئة ومزعجة.   - لا يأكل الطعام بشكل صحّي وجيّد.   - سريع الغضب أو الانفعال، إلى جانب خروجه عن السيطرة أثناء مروره بنوبات من الغضب.   - شعوره بالقلق المستمرّ أو تفكيره المُفرط بالأفكار السلبيّة.   - الشعور بالتوتّر والقلق المستمرّين.   - البكاء المستمرّ والمُفرِط.   - التشبّث بوالديه وعدم القدرة عن الابتعاد عنهما قليلًا.   - الإصابة بآلام في البطن والشعور بتوعّك ما.     أسباب القلق والعصبيّة عند الأطفال   هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالقلق والعصبيّة التي قد يُعانيها الأطفال، بمختلف فئاتهم العمريّة. أمّا أكثر الأسباب شيوعًا، فهي:   - الظروف الحياتيّة المكتسبة، بما في ذلك تغيير المنزل والمدرسة تغييرًا متكرِّرًا، والخلافات المستمرّة بين الوالدين، كما الطلاق أو انفصال الوالدين، ولا سيّما عندما يكون هناك أشقّاء جدد، ووفاة قريب أو صديق مقرّب، والإصابة بمرض خطير أو حادث ما، ووجود شخص في الأسرة مريض أو حركته محدودة.   - القضايا المتعلّقة بالمدرسة، بما في ذلك الواجبات المنزليّة أو الامتحانات، أو التعرّض للتنمّر والمضايقات.  - التعرّض لسوء المعاملة أو الإهمال.   - رؤية أفراد الأسرة الآخرين يتجادلون أو يغضبون من بعضهم بعضًا.   - الشعور بالتوتّر الشديد أو القلق أو الخوف من شيء ما.   - التعامل مع التغيّرات الهرمونيّة خلال فترة البلوغ.   - العوامل الوراثيّة؛ إذ من المحتمل أن يرث الأطفال الجينات التي تجعلهم عرضةً للقلق والعصبيّة من أحد الوالدين، أو كليهما.   - العوامل المتعلّقة بكيمياء الدماغ؛ إذ تُساعِد الجينات في توجيه طريقة عمل المواد الكيميائيّة في الدماغ، وإن كان هناك نقص في مواد كيميائيّة معيّنة في الدماغ، أو كانت هذه المواد لا تعمل بشكلٍ جيّد، فيمكن أن يؤدّي ذلك إلى العصبيّة والقلق. يمكن، مثلًا، أن يعاني الأطفال المصابون بحالات طبيّة معيّنة، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط "ADHD"، أو اضطرابات طيف التوحّد، القلقَ والعصبيّة ضمن أعراض حالتهم، بسبب اختلاف طريقة عمل الدماغ.     اقرأ أيضًا أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ألعاب الذكاء للأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://www.youngminds.org.uk/parent/parents-a-z-mental-health-guide/anxiety/#Howtohelpyourchildinananxiousmoment   - https://www.nhsinform.scot/illnesses-and-conditions/mental-health/anxiety-disorders-in-children   - https://www.nhs.uk/mental-health/children-and-young-adults/advice-for-parents/help-your-child-with-anger-issues/   - https://kidshealth.org/en/parents/anxiety-disorders.html   - https://www.nhs.uk/mental-health/children-and-young-adults/advice-for-parents/anxiety-disorders-in-children/   - https://childmind.org/article/what-to-do-and-not-do-when-children-are-anxious/   - https://www.verywellfamily.com/ways-to-help-an-angry-child-1094976   - https://pathways.org/tips-comforting-fearful-nervous-child/   - https://www.webmd.com/parenting/features/10-tips-parenting-anxious-children  

أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة

عندما يولد الطفل، يكون مستعدًّا تمامًا لاستقبال الخبرات الأسريّة التي تشكّل مبادئه وأفكاره وسلوكيّاته المجتمعيّة. يُنشَّأ الطفل اجتماعيًّا كي تكون له ثقافة قائمة على ما يتعلّمه من والديه وبيئته، وهذا ما يدفعنا إلى التفكير في الأساليب والأدوات الصحيحة التي تنشئ طفلًا ذا صفات اجتماعيّة صحيّة، تشعره بالانتماء وتسهّل انخراطه في بيئته.      ماذا نعني بتنشئة الطفل الاجتماعيّة؟   التنشئة الاجتماعيّة عمليّة فهم الطفل وإدراكه ثقافة البالغين المحيطين به واتّباعها. عندما نتحدّث عن الثقافة، نشير إلى مجمل المعايير الأخلاقيّة والقيم واللغة والمواقف والجوانب الأخرى التي يتكوّن منها المجتمع. كلّ منّا لديه أدوار عليه إنجازها داخل مجتمعه، فتساعدنا التنشئة الاجتماعيّة على إيواء المعرفة والمهارات، لتلبية هذه الأدوار المجتمعيّة.     ما أهمّيّة التنشئة الاجتماعيّة للطفل؟    تساعد التنشئة الاجتماعيّة طفلك على قبول المعتقدات والمواقف والأعراف المجتمعيّة أو رفضها. وبالتالي، فهي تشكّل جزءًا مهمًّا من عمليّة تكوين عقليّته وطريقة تفكيره. وفي الوقت الذي يعتبر فيه العامل الوراثيّ مكوّنًا مهمًّا في شخصيّة طفلك، تظلّ التنشئة الاجتماعيّة الأساس في لعب الدور الرئيس في تشكيل جوهر شخصيّته. ويجب التنويه هنا إلى أنّ اختلاف شخصيّة طفلك كلّما كبر في العمر يُعزى إلى ديناميكيّة التنشئة الاجتماعيّة المرتبطة بتغيّر متطلّبات التربية، مع تغيّر الظروف المحيطة. فما مصادر تنشئة الطفل اجتماعيًّا؟     يستنبط طفلك العادات الاجتماعيّة من ثلاثة مصادر رئيسة:  1. المنزل والعائلة   يلعب أفراد الأسرة دورًا مهمًّا لأنّهم أوّل من يتعايش معهم الطفل، حيث يشكّلون نماذج واعية أو غير واعية، يكتسب الأطفال من خلالها قيمًا باستمرار.    2. المدرسة    هي الوسيط الاجتماعيّ الثاني المهمّ للغاية. كيف يعلّم المعلّمون؟ وكيف يعاملون الأطفال؟ حيث تؤثّر مواقفهم في سلوك طلّابهم.   3. الوسائل الإعلاميّة  أصبحت وسائل الإعلام أكثر أهمّيّة، إذ تنقل المعلومات الاجتماعيّة من خلال المرئيّات واللغة البسيطة. يقدّم التلفاز، والوسائط الأخرى المماثلة، للأطفال أمثلة على السلوك الجيّد والسيّئ. من المهمّ مراقبة ما يشاهده أطفالك في التلفاز، والتأكّد من مناسبته لهم، واحتوائه القيم التي تريد أن يتعلّموها.      ما أنواع تنشئة الطفل الاجتماعيّة؟    لتنشئة طفلك الاجتماعيّة خمس أنواع أساسيّة:  1. التنشئة الابتدائيّة  يحدث هذا النوع من التنشئة الاجتماعيّة عندما يتعلّم الطفل القيم والأعراف والسلوكيّات التي يجب اتّباعها، من أجل العيش وفق ثقافة معيّنة.    2. التنشئة الثانويّة   عندما يتّخذ الطفل قراراته بناءً على مجتمع بأكمله، وليس بناءً على تفضيلاته الشخصيّة، إذ إنّ نظرة المجتمع أوسع وأشمل.     3. التنشئة التنمويّة   يشمل هذا النوع من التنشئة الاجتماعيّة تعلّم مهارات جديدة تخدم مصلحته، مع الأخذ بعين الاعتبار المتطلّبات المجتمعيّة للبيئة المحيطة بطفلك.     4. التنشئة الاستباقيّة   يشير هذا النوع من التنشئة الاجتماعيّة إلى العمليّة التي يتدرّب فيها الطفل على العلاقات الاجتماعيّة، ليحترف الخوض فيها مستقبلًا.    5. إعادة التوطين   يتضمّن هذا النوع من التنشئة الاجتماعيّة رفض الطفل أنماط السلوك السابقة، وقبول أنماط أخرى جديدة، حتّى يتمكّن من الانتقال من مرحلة إلى أخرى.      ما الذي يؤثِّر في تنشئة الطفل الاجتماعيّة الصحيحة؟    تعتمد شخصيّة طفلك الاجتماعيّة السويّة على الأساليب التي تتّبعها في تنشئته، والتي لا تتضمّن الأساليب غير الصحّيّة. ومن أهمّ العوامل السلبيّة في تنشئة الطفل اجتماعيًّا:   1. إهمال الطفل   إهمال طفلك يشعره بعدم الترحيب بين عائلته، وبين أفراد مجتمعه. كن دقيقًا في أقوالك وتصرّفاتك مع طفلك، ولا سيّما في المراحل العمريّة الأولى.   2. السيطرة الزائدة عن الحدّ  اترك مساحة من الحرّيّة لطفلك، حتّى يستطيع أن يعبِّر عن نفسه ويجرِّب الجديد. الأمر الذي يسهم في تشكّل صورة أوضح عن شخصيّته وتفضيلاتها.     3. عدم المساواة في معاملة جميع أطفالك   أشعر كلّ طفل من أطفالك بتفرّده وقيمته بالنسبة إليك، وعزّز ثقتهم بأنفسهم ليشعروا بأريحيّة أكبر في توسيع مداركهم، واستيعاب أكبر قدر ممكن من المبادئ والعادات التي تودّ تعليمها لهم.   4. التحكّم بقرارات الطفل   تحكّمك الزائد بقرارات طفلك يولّد لديه قناعة بأنّه غير كافٍ، وليس أهلًا لاتّخاذ القرارات التي تخصّه، مهما كانت بسيطة. الأمر الذي يؤدّي إلى عدم القدرة على تحقيق مستقبل ناجح على الصعيد المجتمعيّ والمهنيّ.      ما أهمّ أدوات التنشئة الاجتماعيّة في مرحلة الطفولة؟   على الرغم من أنّ التنشئة الاجتماعيّة عمليّة طبيعيّة ولا إراديّة، إلّا أنّ هناك بعض الأدوات التي يمكنك الاستفادة منها لمساعدة طفلك على التنشئة الصحّيّة في مرحلة الطفولة، وأهمّها:   1. التنشئة باللعب    اللعب طريقة مثاليّة لتعليم طفلك كيفيّة تكوين صداقات. يتعلّم الطفل باللعب الانسجام مع زملائه في الفصل، وتشجّعه على مشاركتهم النشاطات الجماعيّة.  2. القراءة  تغذّي القراءة خيال طفلك، وتساعده على فهم العالم فهمًا أفضل. كما تبثّ فيه القوّة، اعتمادًا على طبيعة الشخصيّات الأساسيّة في القصص التي تنتقيها له.   3. تهيئة جوّ عائليّ مناسب    حاول قدر الإمكان توفير جوّ عائليّ صحّيّ، يبتعد عن المشكلات التي من شأنها تشتيت طفلك ولفت انتباهه إلى الجوانب الثقافيّة السلبيّة. تبدأ رحلة تعلّم طفلك في اللحظة الأولى من حياته، ولا تتوقّف أبدًا. ومع ذلك، فإنّ الطفولة المبكرة مرحلة أساسيّة في عمليّة التنشئة الاجتماعيّة، إذ يكون طفلك أكثر استعدادًا للتعلّم. لذلك، تذكّر دائمًا حجم المسؤوليّة الموكلة إليك في اختيار السبل التربويّة الصحيحة في تنشئة طفلك اجتماعيًّا.     اقرأ أيضًا:  أبرز أسباب الكذب عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  - https://explorable.com/socialization   - https://youaremom.com/children/childhood-socialization/    - https://www.tbeeb.net/health/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B4%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/   

صعوبات التعلّم عند الأطفال

تُؤثِّر صعوبات التعلّم في العديد من الأطفال، وتحدُث نتيجة عوامل وراثيّة أو بيولوجيّة عصبيّة، تُسبِّب تغييرًا في كيفيّة أداء الدماغ لواحدة أو أكثر من العمليّات المعرفيّة المتعلّقة بالتعلّم. يمكن لصعوبات التعلّم عند الأطفال أن تؤثِّر في قدرتهم على التمتّع بحياة صحيّة جيّدة خارج النطاق الأكاديميّ، وبناء العلاقات الاجتماعيّة السليمة مع العائلة والأصدقاء وفي مكان العمل لاحقًا. فما أنواع صعوبات التعلّم الشائعة عند الأطفال؟ وكيف يمكن التغلّب عليها؟     أنواع صعوبات التعلّم   يمكن للأطفال أن يعانوا نوعًا أو أكثر من صعوبات التعلّم. لذلك، يجب على الأهل استشارة المختصّين للحصول على التشخيص الصحيح لطفلهم. تشمل أنواع صعوبات التعلّم الشائعة ما يلي:   - عسر الحساب (Dyscalculia): اضطراب في التعلّم يُؤثِّر في قدرة الطفل على فهم المعلومات المُعتمِدة على الأرقام والرياضيات. يحدث ذلك عندما يعجز دماغ الطفل عن معالجة المفاهيم المتعلّقة بالرياضيات. ولا يعني ذلك أنّ الطفل المصاب بعسر الحساب أقلّ ذكاءً أو قدرة من الأطفال الأصحّاء.   - عسر الكتابة (Dysgraphia): اضطراب عصبيّ يعاني الطفل المصاب به من خلل في الكتابة، ممّا يجعل كتابته مشوَّهة أو غير صحيحة. وعادةً ما يظهر هذا الاضطراب لدى الأطفال عندما يحاولون الكتابة لأوّل مرّة.    - عسر القراءة (Dyslexia): اضطراب في التعلّم يعاني الطفل المصاب به من صعوبة في القراءة، بسبب مشكلات تحديد أصوات الكلام، وتعلّم كيفيّة ارتباطها بالحروف والكلمات، أو ما يُعرَف بفكّ التشفير. يحدث عسر القراءة نتيجة الفروق الفرديّة في مناطق الدماغ التي تعالج اللغة، ولا يرتبط حدوثه بوجود مشكلات في الذكاء أو السمع أو النظر.   - صعوبات التعلّم غير اللفظيّ (Nonverbal Learning Disabilities - NVLD): يشمل هذا النوع عددًا من الصعوبات والتحدّيات التي لا تعتمد على اللغة كالقراءة والكتابة، وإنّما تتعلّق بالمهارات غير اللفظيّة، كالمهارات الحركيّة والبصريّة-المكانيّة والاجتماعيّة.   - اضطراب اللغة الشفويّة/المكتوبة ونقص الفهم القرائيّ المُحدَّد (Oral / Written Language Disorder and Specific Reading Comprehension Deficit): يواجه الأطفال المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في فهم اللغة أو التعبير بها، وغالبًا ما يكون ذلك في كلٍّ من الأشكال الشفويّة والمكتوبة. كما يظهرون ضعفًا مُحددًّا في اللغة يتعلّق بالمعالجة الدلاليّة والنحويّة. ويُقصد بالمعالجة الدلاليّة ترميز معنى الكلمات، بينما تتعلّق المعالجة النحويّة بفهم ترتيب الكلمات وإمكانيّة تغيير ذلك معناها.     الأسباب المحتملة لصعوبات التعلّم   ولا يزال السبب الدقيق الكامن وراء تعرّض الطفل إلى إحدى صعوبات التعلّم غير معروف تمامًا، ومع ذلك يُعتقّد أنّها تحدث في بعض الأحيان بسبب خلل أو اضطراب أثّر في نموّ دماغ الطفل، إمّا قبل ولادة الطفل، أو أثناء ولادته، أو في مرحلة الطفولة المُبكِرة. يمكن للأطبّاء والمختصّين معرفة بعض أسباب ظهور صعوبات التعلّم، بعد إجراء مجموعة من الفحوصات والاختبارات. أمّا العوامل التي قد تؤدّي إلى حدوث صعوبات التعلّم عند الأطفال، فتتمثّل بالآتي:   - وجود حالة صحّيّة لدى الأمّ أثناء الحمل.   - وجود مشكلات أثناء الولادة تمنع وصول كمّيّة كافية من الأكسجين إلى دماغ الطفل.   - وجود بعض الجينات التي تنتقل من الوالدين إلى الطفل، والتي تزيد من احتماليّة إصابته بإحدى صعوبات التعلّم.   - إصابة الطفل بحالة صحّيّة في مرحلة الطفولة المُبكِرة، بما في ذلك التهاب السحايا.   - وجود بعض الحالات الصحّيّة التي قد تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بصعوبات التعلّم من غيره، بما في ذلك متلازمة داون والشلل الدماغيّ والصرع والتوحّد.     أعراض صعوبات التعلّم وعلاماتها بناءً على نوعها   يتميّز كلّ نوع من أنواع صعوبات التعلّم بعددٍ من الأعراض والعلامات، والتي قد تظهر إحداها أو عدد منها على الطفل. علمًا أنّ هذه الأعراض لا تعني حتمية تعرّض الطفل إلى صعوبات التعلّم، ولكن يجب اللجوء إلى الأطبّاء والمختصّين لتأكيد الأمر. وفي ما يلي توضيح أعراض صعوبات التعلّم الشائعة:   عسر الحساب  تختلف أعراض عسر الحساب من حالةٍ إلى أخرى، وعادةً ما تبدأ بالظهور في وقتٍ مُبكِرٍ، كمرحلة ما قبل المدرسة. يفقد الطفل المصاب بها قدرته على العدّ، ويعتمد في ذلك على أصابعه لفترة طويلة. كما يجد صعوبة في معرفة عدد الأشياء في المجموعة بنظرة واحدة. تشمل أعراض عسر الحساب التي تظهر بوضوح عند الأطفال في سنّ المدرسة:   - صعوبة فهم كلمات المسائل الرياضيّة.   - صعوبة تعلّم مهارات الرياضيات الأساسيّة، كالجمع والطرح والضرب.   - عدم القدرة على ربط رقمٍ (1) بالكلمة المقابلة له (واحد).  - صعوبة فهم الكسور.   - صعوبة فهم الرسوم البيانيّة والمخطّطات.   - مشكلة في عدّ النقود.   - عدم القدرة على تذكّر أرقام الهواتف أو الرموز البريديّة.     عسر الكتابة   تشمل أعراضه:  - مشكلة في تشكيل أشكال الحروف.   - قبضة مُحكَمة أو مُحرِجة أو مُؤلِمة على قلم الرصاص.   - صعوبة تتبّع الخطّ أثناء الكتابة، أو البقاء ضمن الهوامش.   - مشكلة في بناء الجملة أو القواعد النحويّة عند الكتابة.  - صعوبة تنظيم الأفكار أو التعبير عنها على الورق.   - فروقات واضحة بين الفهم المنطوق والمكتوب لموضوع ما.     عسر القراءة  أحد أنواع صعوبات التعلّم عند الأطفال الذي عادةً ما تظهر أعراضه عندما يبدأ الطفل بالذهاب إلى المدرسة، ويحتاج ذلك منه إلى التركيز أكثر على تعلّم القراءة والكتابة. ورغم أنّ معظم الأطفال المصابين يمتلكون مهارات جيّدة في مجالات أخرى، بما في ذلك التفكير الإبداعيّ وحلّ المشكلات، إلّا أنّهم يعانون أعراضًا أخرى، منها:   - بطء وصعوبة شديدة في القراءة والكتابة.   - صعوبة القراءة، بما في ذلك القراءة بصوت عالٍ.   - عدم القدرة على ترتيب الحروف في الكلمات، أو ما يُعرَف بمشكلات التهجئة.   - صعوبة التمييز بين الحروف التي تبدو متشابهة وكتابة الأحرف كتابةً خاطئة.   - الإملاء الضعيف أو غير المُتَّسِق.   - فهم المعلومات الشفهيّة، وصعوبة في فهم المعلومات المكتوبة.   - صعوبة تنفيذ مجموعة من المهمّات المتسلسلة.   - تجنّب النشاطات التي تتطلّب القراءة.   - لفظ خطأ للأسماء أو الكلمات، أو مواجهة مشكلات في استرجاع الكلمات.   - قضاء وقت طويل قضاءً غيرَ طبيعيّ في إكمال المهمّات التي تتضمّن القراءة أو الكتابة.   - صعوبة تلخيص القصّة.   - مشكلة في تعلّم لغة أجنبيّة.   - صعوبة حلّ مسائل الكلمات الرياضيّة.     صعوبات التعلّم غير اللفظيّ  من أعراضه الأوليّة المميّزة:  - غياب تعبيرات الوجه أو نبرة الصوت؛ ما يجعل من الصعب تكوين صداقات والحفاظ عليها.   - الحاجة إلى نطق الأشياء لفهمها.   - صعوبة فهم القراءة أو حلّ المسائل الرياضيّة.   - فقدان التوازن؛ ما يزيد من فرصة الاصطدام بالأشياء أو الأشخاص.   - التفكير في الأشياء تفكيرًا حرفيًّا، وصعوبة شديدة في فهم الاستعارات أو المفاهيم المجرّدة.     اضطراب اللغة الشفويّة/المكتوبة ونقص الفهم القرائيّ المُحدَّد  تتشابه أعراض اضطراب اللغة الشفويّة/المكتوبة ونقص الفهم القرائيّ المُحدَّد مع أعراض عسر القراءة وعسر الكتابة، وغالبًا ما تشمل الأعراض الآتية:  - صعوبة تعلّم مهارات الصوتيّات المُبكِرة.   - الفهم المحدود، لا سيّما عندما تصبح النصوص أكثر صعوبة في المراحل الدراسيّة العليا.   - عدم القدرة على تطبيق استراتيجيّات الفهم المكتسبة على القراءة.   - صعوبة في بعض المهمّات، بما في ذلك تلخيص الأحداث أو التنبّؤ بشيءٍ ما.     علاج صعوبات التعلّم   يمكن أن يساعد العديد من الخيارات على إدارة صعوبات التعلّم عند الأطفال وعلاجها، مع التأكيد على ضرورة أخذ النصائح والاستشارات من الأطباء والمختصّين. من الطرق التي قد تساعد في التعامل مع طفل صعوبات التعلّم:   - الحصول على المساعدة الإضافيّة في المهارات الأكاديميّة والتنظيميّة والدراسيّة.   - استخدام الوسائل التعليميّة الأكثر تطوّرًا، كالكتب الصوتيّة وتطبيقات الحاسوب المختلفة.   - بعض أنواع العلاجات النفسيّة، مثل العلاج الوظيفيّ الذي يمكن أن يساعد على تحسين المهارات الحركيّة للطفل المصاب بعسر الكتابة. ومثل علاج اللغة والنطق الذي يساعد بدوره على التعامل مع المهارات اللغويّة.   - أدوية الاكتئاب والقلق، والتي تساعد على تحسين تركيز الطفل المصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.   - العلاجات التكميليّة أو البديلة، بما في ذلك تعديل النظام الغذائيّ، وتناول المكمّلات والفيتامينات، وتمارين العين والارتجاع العصبيّ.     كيفيّة تعامل الأهل مع صعوبات التعلّم   يلعب الأهل دورًا أساسيًّا في إدارة صعوبات التعلّم عند الأطفال وتحسينها قدر الإمكان. يحدث ذلك بتلقّي النصائح المفيدة من الأطبّاء ومعلّمي الطفل، والعمل معهم على دعم الطفل وتطويره. من الأساليب الشائعة في التعامل مع الطفل المصاب بصعوبات التعلّم:   - اكتشاف نقاط القوّة لدى الطفل، والعمل بجدّ على تنميتها وتطويرها.   - تنمية المهارات الاجتماعيّة والعاطفيّة ومحاولة دمجه مع الآخرين، من خلال تسجيله في النوادي والنشاطات التي تُركِّز على الصداقة والمرح وبناء الثقة بالنفس.   - استخدام الموارد ومجموعات الدعم، للمساعدة على معرفة المزيد عن كيفيّة التعامل مع الطفل المصاب بإحدى صعوبات التعلّم.   - مساعدة الطفل على التخطيط لمستقبله، وتشجيعه على التفكير في نقاط قوّته، واهتماماته في الخيارات التعليميّة والوظيفيّة.    اقرأ أيضًا:  ما طرق التشجيع على الدراسة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   https://ldaamerica.org/types-of-learning-disabilities/#:~:text=Learning%20disabilities%20are%20due%20to,%2C%20writing%20and%2For%20math  https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/23949-dyscalculia#symptoms-and-causes   https://www.webmd.com/add-adhd/childhood-adhd/dyscalculia-facts   https://www.ninds.nih.gov/health-information/disorders/dysgraphia   https://www.additudemag.com/what-is-dysgraphia-understanding-common-symptoms/   https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dyslexia/symptoms-causes/syc-20353552#:~:text=Dyslexia%20is%20a%20learning%20disorder,the%20brain%20that%20process%20language.   https://www.nhs.uk/conditions/dyslexia/   https://www.understood.org/en/articles/understanding-nonverbal-learning-disabilities   https://www.churchillstl.org/learning-disability-resources/nonverbal-learning-disorder/#:~:text=Nonverbal%20learning%20disorder%20(NVLD)%20is,and%20comprehension%20of%20abstract%20concepts.   https://ldaamerica.org/disabilities/language-processing-disorder/   https://braintrusttutors.com/what-is-an-oral-written-language-disorder/   https://www.nhs.uk/conditions/learning-disabilities/   https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/childrens-health/in-depth/learning-disorders/art-20046105    https://www.healthychildren.org/English/health-issues/conditions/learning-disabilities/Pages/Learning-Disabilities-What-Parents-Need-To-Know.aspx  

ألعاب الذكاء للأطفال

تهدف ألعاب الذكاء للأطفال إلى تقديم طرق جديدة للتعلّم، ولا سيّما لأولئك الذين لديهم فضول مستمر، ويبحثون دائمًا عن أفكار وأساليب مُبتكرة وجديدة. تُسهِم هذه الألعاب كذلك في تطوير المعرفة الحالية للأطفال حول موضوعاتهم المفضّلة من خلال اللعب والتعلّم النشط. فما أبرز ألعاب الذكاء المُتاحة للأطفال؟ وكيف يمكن أن تؤثِّر في شخصيّاتهم؟     ألعاب الذكاء للأطفال في المنزل   تمكن للوالدين مشاركة طفلهما في العديد من ألعاب الذكاء في المنزل، لتطوير قدراته العقليّة والتعليميّة. ومنها:    - تذكُّر العناصر: يُمكن تقديم صينية مليئة بالعناصر الفريدة من نوعها للطفل لمدّة 5-10 ثوان، ثمّ تغطيتها وجعله يتذكّر ما فيها. ويمكن منحه مكافأة عن كلّ تخمين صحيح يقوله، لجعل اللعبة أكثر متعة. تُعدّ لعبة تذكّر العناصر مناسبة للأطفال من عمر 4 سنوات وما فوق.   - قطع الألغاز: تُعدّ هذه اللعبة التقليديّة مثاليّة لتحسين المهارات الحركيّة الدقيقة واكتشاف الأنماط، والتعرّف إلى الصور وحلّ المشكلات. ويمكن أن تساعد الأطفال على تطوير مفهوم التعاون. تناسِب هذه اللعبة الأطفال من عمر 4 سنوات وما فوق، ويتوفّر منها أحجام أكثر تعقيدًا للأطفال الأكبر سنًا.   - سودوكو: تتضمّن هذه اللعبة شبكة تحوي بعض الأرقام، ويبقى جزء منها فارغًا. والهدف منها ملء جميع الأرقام المفقودة. تُعدّ هذه اللعبة التي تناسب جميع الأعمار بمثابة تحدٍّ للطفل، تجعله يُفكّر ويخطط مليًّا لحلّها.   - اللعب التخيّليّ: يساعد اللعب التخيّليّ على تنمية مهارات الطفل الاجتماعيّة والعاطفيّة، وتحفيز قدراته على التفكير، وتطوير مهاراته اللغوية. وعادةً ما يستخدم الأطفال خيالهم ويختارون سيناريوهات ومواقف مُحدَّدة، يتعيّن عليهم التعامل معها. مثل التسوّق في السوبر ماركت، أو تأدية دور طبيب أو رجل إطفاء. ويمكن للوالدين توفير صندوق يحتوي على الملابس والإكسسوارات والأشياء القديمة، والاحتفاظ به في غرفة الأطفال لاستخدامها في اللعب.   - رسم موقع السكن: يمكن للوالدين جعل طفلهم يرسم موقع سكنه، باستخدام أقلام تلوين وأقلام رصاص وورق. تناسب هذه اللعبة مَن هم في عمر 6 سنوات وما فوق.     ألعاب الذكاء للأطفال في المدرسة   هناك العديد من ألعاب الذكاء التي jمكن للطفل ممارستها في المدرسة ضمن مجموعات. يُذكَر منها ما يلي:    - تكوين قصّة بكلمة واحدة: يُتيح هذا النشاط الجماعيّ للأطفال تكوين قصّة بكلمة واحدة في كلّ مرّة؛ ما يُشجِّعهم على الابتكار والتفكير الإبداعيّ في سياق القصّة. ولممارستها، يجعل المعلّم الأطفال يقفون في دائرة مقابل بعضهم بعضًا، ويختار طفلًا عشوائيًا، ويطلب منه أن يبدأ القصّة بكلمة ما، وعلى بقيّة الأطفال اختيار كلمة أخرى لمواصلة الجملة وإنهائها بنهاية مناسبة.   - قاموس الكلمات المُدّخرة: لعبة مثاليّة لبناء المهارات اللغويّة، يختار فيها المعلّم كلمة بسيطة، ليتذكّر الأطفال أكبر عدد ممكن من المرادفات، أو تدوينها ومعرفة الفائز بينهم.   - لعبة الكلمات التي تبدأ بالحرف ذاته: يمكن للمعلّم اختيار حرف واحد، وجعل الأطفال يكتبون أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ به، في مدّة زمنيّة مُحدَّدة.   - العدّ العكسي: يبدأ الطفل فيه بالعدّ العكسي للأيّام أو أشهر السنة، بأسرع ما يمكن. ويمكن استخدام مُنبِّه لمعرفة من يمكنه العدّ أسرع من غيره.     ألعاب إلكترونيّة للأطفال   مع التطوّر الذي يشهده العالم اليوم، توفّرت العديد من ألعاب الذكاء للأطفال على الأجهزة الإلكترونيّة، بما في ذلك الهواتف الذكيّة، والتي تُساعد بدورها على تنمية قدرات الأطفال ورفع مستوى ذكائهم. ومن أمثلتها:   - الرياضيّات غير المتوقَّعة (Uunexpected Math): من ألعاب الرياضيّات المفيدة، والتي يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات القيام بها. تساعد هذه الألعاب بدورها على تحفيز التفكير وتحسين مهارات التعلّم. كما أنّها تُوفِّر طريقة ممتعة وجذّابة لتقديم أفكار الرياضيّات الأساسيّة في وقت مُبكر؛ ما يضمن حبّ الأطفال للرياضيّات وارتياحهم لها.   - كلمة لغز الذاكرة (Word Memory Puzzle): تطبيق مليء بالتحدّيات يعتمد على الألغاز التي تستخدم الأحرف المختلطة وتعريفات الكلمات. يحتوي التطبيق على العديد من المستويات؛ ما يُشجّع الأطفال على التقدّم لبلوغ مستويات ومراحل أكثر تطوّرًا.   - ألعاب العقل (Readlax): لعبة دماغيّة متعدّدة الاستخدامات، وهي من ألعاب الذكاء للأطفال الذين يرغبون في التعلّم السريع والأكثر فاعليّة. يمكنها تحسين التركيز وتقويته، وتقليل التوتّر، وتعزيز القدرة على التعلّم، وتحسين التعاطف، وتوسيع المفردات باستخدام التطبيقات الفريدة وأسلوب التعليم الأمثل.     دور ألعاب الفيديو وتأثيرها في الطفل   يمكن لألعاب الفيديو أن تُؤثِّر إيجابًا في الطفل، مثل ألعاب الذكاء للأطفال، والمتوفِّرة على الأجهزة الإلكترونيّة. لكنّها، في المقابل، يمكن أن تؤثّر سلبًا في الطفل وشخصيّته. وفي ما يلي توضيح ذلك:   1. تأثيرات ألعاب الفيديو الإيجابيّة تشمل إيجابيّات ألعاب الفيديو للأطفال ما يلي:   - تطوير مستوى الذكاء ورفعه.  - تعزيز الانتباه والتركيز.   - تحسين الذاكرة وتقويتها.   - تطوير أساليب التعلّم.   - زيادة القدرة على حلّ المشكلات. 2. تأثيرات ألعاب الفيديو السلبيّة   في الوقت الذي تعدّ فيه ألعاب الفيديو تجربة ممتعة وإيجابيّة لمعظم الأشخاص، ولا سيّما الأطفال، إلّا أنّ الإفراط في ممارستها يمكن أن يحمل آثارًا جانبيّة وعواقب سلبيّة وخيمة. في ما يلي بعض التأثيرات التي قد يُسبِّبها الإفراط في ألعاب الفيديو:   - الإصابة ببعض الاضطرابات النفسيّة، بما في ذلك القلق والتوتّر والاكتئاب، وفي الحالات القصوى والمُزمنة توارد الأفكار الانتحاريّة.   - مشكلات الصحّة الجسدية، بما في ذلك زيادة الوزن والسمنة، واضطرابات القلب والجفاف، واضطرابات النوم والإرهاق والتعب عامّةً.   - النظافة الشخصيّة السيّئة.   - نظام غذائي غير صحّي.   - فقدان الاهتمام بالنشاطات الأخرى، والشعور العام بالكسل والخمول.   - العلاقات الاجتماعيّة غير الناجحة.   - ضياع الفرص التعليميّة أو المهنيّة.     طرق لتنشيط نموّ دماغ الأطفال   بالإضافة إلى ألعاب الذكاء للأطفال، يحتاج الأطفال إلى المتابعة المستمرّة والدعم الكافي لبناء دماغ صحّي وسليم. يقع ذلك على عاتق أفراد الأسرة والمعلّمين. ومن الأفكار والأساليب الممكنة لتنشيط نموّ دماغ الأطفال نموًّا جيّدًا:  - اللعب: يُعدّ اللعب وسيلة رائعة لمساعدة الطفل على النموّ، وقد يكون ذلك بحركات يدويّة، أو بالتحدّث، أو بالغناء لإشراك دماغ الطفل إشراكًا أكثر فاعليّة.   - الراحة: من الشائع أن يشعر الأطفال بالتوتّر والقلق، ويمكن للوالدين حمل طفلهما واحتضانه محاولين تهدئته وإشعاره بالأمان. تُشير العديد من الدراسات إلى أنّ الرعاية والمحبّة والدعم العاطفيّ أمور مهمّة وأساسيّة، حيث تُساعِد الأطفال على التعامل مع التوتّر بطرق أفضل.   - القراءة: تعدّ القراءة إحدى أفضل الطرق لتعزيز نموّ دماغ الطفل السليم، حتّى قبل أن يتمكّن من التعرّف إلى الحروف أو الكلمات؛ إذ تساعده على بناء المهارات اللغويّة والتواصل. كما أنّ سماع الكلمات ورؤية الصور من الأمور المهمّة لترسيخها في عقل الطفل. ويؤدّي تكرار قراءة الكتب نفسها إلى زيادة التعرّف إلى الكلمات والصور الموجودة في الصفحة.     اقرأ أيضًا اضطراب فرط الحركة عند الأطفال وسُبُل تجاوزه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) دور اللعب في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://www.splashlearn.com/blog/best-brain-games-for-kids/   - https://parenting.firstcry.com/articles/15-innovative-and-fun-brain-games-for-kids/   - https://www.momjunction.com/articles/brain-games-for-kids_00459826/   - https://www.whatdowedoallday.com/brain-games-for-kids/   - https://www.educationalappstore.com/app/category/brain-training-apps   - https://gamequitters.com/video-games-make-you-smarter/#:~:text=Video%20games%20increase%20intelligence,-Researchers%20at%20the&text=The%20results%20showed%20that%20those,points%20more%20than%20the%20average.   - https://helpmegrowmn.org/HMG/HelpfulRes/Articles/HowEncourageBrainDev/index.html    

ما طرق التشجيع على الدراسة؟

يعتمد الأهل اعتمادًا رئيسًا العديد من الطرق التي تُسهِم في التشجيع على الدراسة؛ فمن الشائع أن يفتقر الطفل إلى ما يحفّزه على الدراسة. يعود ذلك أحيانًا إلى أسباب مباشرة؛ مثل الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق والتحدّيات الاجتماعيّة. لكن، في بعض الأحيان، قد لا توجد أسباب مباشرة لذلك، وفي هذه الحالة يكون على الوالدين اتّخاذ العديد من الإجراءات لمساعدة أطفالهما.     التعرّف إلى مشكلة الطفل  يعدّ التعرّف إلى المشكلة الأساسيّة التي يواجهها الطفل الخطوة الأولى التي يَعتمد عليها تحديد طرق التشجيع على الدراسة. فإذا واجه الطفل مشكلة في المدرسة ولم يرغب ببذل أيّ جهد في الدراسة؛ يكون على الوالدين معرفة العوائق التي يواجهها، والتي تختلف بين طفل وآخر.   قد ترتبط المشكلات التي تواجه الطفل بصعوبات التعلّم، أو الانتباه، أو بعض التحدّيات الاجتماعيّة التي يواجهها. كما أنّ شخصيّة الطفل من الأمور التي تؤثّر تأثيرًا مباشرًا في إقباله على الدراسة. وبشكل عام، على الوالدين تقديم الدافع الصحيح الذي يبدأ قبل مرحلة الدراسة، ليكون الطفل على دراية بأنّه، في مرحلة معيّنة، سيبدأ بالتعلّم.     هل ترتبط مشكلات الدراسة برفض الذهاب إلى المدرسة؟  في بعض الأحيان، يكون على الوالدين اتّخاذ بعض الإجراءات، سواءً أكانت تحفيزًا مرتبطًا بالتشجيع على الدراسة، أم عقوبةً عند إهمالها، أم اتّخاذ إجراءات تترتّب على رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة. في العديد من الحالات ينتج رفض الدراسة عن انزعاج الطفل الشديد من الذهاب إلى المدرسة، أو مغادرة المنزل، وغالبًا ما يؤدّي ذلك إلى تغيّبه عن المدرسة من دون سبب مُبرَّر، أو تظاهره بالمرض للبقاء في المنزل.     طرق التشجيع على الدراسة  هناك العديد من الطرق التي يمكن اتّباعها في التشجيع على الدراسة. من أهمّها:  أسلوب التعزيز   يعدّ استعمال أسلوب التعزيز من أهمّ الأمور التي تشجّع الأطفال على الدراسة، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ العديد من الأهالي يشعرون بالقلق تجاه مكافأة الأطفال على ما يقومون به من عمل جيّد. قد يكون هذا القلق مُبرَّرًا تبريرًا كافيًا؛ إذ من الممكن أن تتحوّل هذه المكافآت إلى أمور لا يمكن التخلّي عنها، ليدرس الطفل. ويعدّ ذلك من سلبيّات هذه الطريقة.   مقابل ذلك، ثمّة أساليب تساعد على توظيف هذه الطريقة للحصول على نتيجة إيجابيّة. يوجد العديد من وسائل التعزيز التي يمكن الاعتماد عليها؛ مثل المديح والعناق، وهي من الأمور التي يستجيب لها الأطفال في سنّ مبكرة، أي تحت سنّ الخامسة.   بالإضافة إلى ما سبق، نجد العديد من المختصّين ينصحون بتنظيم نشاطات لمكافأة الطفل، والتي من المحتمل أن يقوم بها الأهل، سواءً درس الطفل أم لم يدرس، ولكن بعد تحديد فترة معيّنة للدراسة؛ مثل أن يقضي نصف ساعة لحلّ بعض الواجبات اليوميّة. تتمثّل هذه الطريقة في بعض الأمور التي يسهل توفيرها من جهة، ويستمتع بها الطفل من جهة أخرى، مثل تناول قطعة من الحلوى. كما ينصح المختصّون بتقسيم الدراسة إلى أجزاء، يتخلّلها فترات من الراحة تكون بمثابة مكافأة عند الانتهاء من كلّ جزء.     مكافأة الجهد وليس النتيجة   تتمثّل أهمّيّة ذلك في أنّ الاحترام والمكافأة تكمن في ما بذله الطفل من جهد، بغضّ النظر عن النتيجة؛ إذ يساعد ذلك الأطفال على الاستمراريّة عند مواجهة صعوبة ما، وبذل جهد إضافيّ ودائم، فضلًا عن تجربة العديد من الأمور التي لا يكون الأطفال متأكّدين من قدرتهم على النجاح فيها، بالإضافة إلى ما يحقّقونه من استمتاع، وما يطوّرونه في أنفسهم. أمّا النتيجة فقد يكون تحصيلها سهلًا في بعض الأحيان، وبالتالي، قد تنتج المكافأة عليها شعور الأطفال بأنّه لا يترتّب عليهم بذل أيّ جهد.     رؤية الصورة الكاملة   تمكن مساعدة الأطفال الأكبر سنًّا، والقادرين على فهم العديد من الأمور واستيعابها، في وضع أهداف طويلة المدى وتذكيرهم بها. يعدّ ذلك من طرق التشجيع أو الدعم التي يحتاجون إليها، والتي تساعدهم في المراحل المتقدّمة، عندما يصبحون في المرحلة الثانويّة أو الجامعيّة مثلًا، حيث يذكر بعض المختصّين أنّ ربط الدراسة بأهداف الشخص طويلة المدى، يمكن أن تجعل منها أكثر متعةً وأهميّةً على المستوى الشخصيّ للأطفال.     السماح بالخطأ   مهما كان المستوى الدراسيّ للطفل، فلا يمكن أن يحصل على العلامة الكاملة في الامتحانات كلّها، أو أن يؤدّي الواجبات المطلوبة تأدية صحيحة دائمًا. من هنا، يحتاج الطفل إلى التشجيع لبذل أفضل ما لديه لتحقيق المطلوب، وعدم الضغط عليه أو لومه وعقابه إن لم يحصل على علامة جيّدة. يُذكَر أنّه في العديد من الأحيان يكون على الطفل تعلّم كيفيّة الاستعداد للدراسة استعدادًا صحيحًا، عندما لا تكون الظروف مساعدة على ذلك.     الحصول على المساعدة الخارجيّة    قد يؤدّي إصرار الأهل على الأطفال للدراسة إلى توتّر العلاقة بينهم، وفي هذه الحالة يكون من الأفضل الحصول على مساعدة معلّم أو طالب جامعيّ، يدعم الطفل في دراسته مقابل مبلغ ماديّ. ويفضَّل أحيانًا أن يكون قريبًا من عمر الطفل ليتمكّن من التأثير فيه تأثيرًا مناسبًا.     التعاون مع المعلّم   من أهمّ الأمور التي يمكن التشجيع على الدراسة من خلالها هي التعاون مع المعلّم؛ فمن الممكن أن تكون لديه فكرة جديدة أو مبتكرة تساعد الوالدين على تحفيز الطفل، أو حلّ المشكلة التي يمرّ فيها. وذلك بوضع استراتيجيّة واحدة تشمل المدرسة والمنزل.     التعامل مع رفض الطفل المدرسة   قد تبوء طرق التشجيع على الدراسة بالفشل، نظرًا إلى رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة. في هذه الحالة، يجب أن يعالج الوالدان المشكلة في بدايتها، ويمكن القيام بذلك وفق خطوتين:   1. معرفة سبب رفض الطفل  في البداية، يكون على الوالدين معرفة السبب من وجهة نظر الطفل، ويمكن القيام بذلك بتحديد سبب الرفض وإيجاد الحلّ المناسب.  - تحديد سبب الرفض   لمعرفة السبب الرئيس لذلك، يجب القيام بعدّة أمور. من أهمّها:   - الحديث مع الطفل عن المدرسة وسؤاله عن رفضه الذهاب إليها، ومعرفة ما إذا كان يواجه مشكلة مع المعلّم أو الزملاء.   - في حال مواجهة الطفل صعوبة في الحديث عن المشكلة، يمكن أن يطلب الأهل منه تقييم كلّ جزء في اليوم الدراسيّ. وذلك لتحديد المشكلة بمراقبة حديثه وردّة فعله وملامح وجهه.   - تحديد ما إذا كان هناك بعض الظروف المنزليّة التي تجعل الطفل يرفض المغادرة؛ مثل حالة وفاة، أو الانتقال من المنزل، أو قلقه على شخص في المنزل.   - إيجاد الحلول  يتمثّل ذلك في الخطوات الآتية:   - مساعدة الطفل على حلّ أيّ مشكلة مرتبطة بمغادرته المنزل أو الذهاب إلى المدرسة، وطرح الحلول الممكنة، واختيار الحلّ الذي يؤدّي إلى أفضل نتيجة.   - إخبار الطفل بالرغبة في الحديث مع المعلّم عن المشكلة.   - التركيز على ذهاب الطفل إلى المدرسة خلال حصوله على المساعدة؛ حيث يبني ذلك ثقته بنفسه، ويساعده على مواصلة الدراسة. كمّا أنه من السهل عليه أن يعود إلى المدرسة في حال لم ينقطع عنها لفترة طويلة.  2. التعاون مع المدرسة  من الأمور الأساسيّة التي تساعد الطفل في العودة إلى المدرسة تعاون الأهل مع المعلّم والتحدّث إليه بهذا الشأن. ويشمل ذلك ما يلي:   - الحديث عمّا يواجهه الطفل وسبب رفضه المدرسة، ولا سيّما عندما تنتج المشكلة عن تعرّضه لأمر معيّن داخل الفصل الدراسيّ، مثل التنمّر.   - التعامل مع الأخصائيّ أو المرشد النفسيّ في المدرسة لمساعدة الطفل، والحصول على الأخبار المتّصلة بتقدّم الطفل واحتياجه إلى الدعم.   - التعاون مع المدرسة في حال كان الطفل يواجه صعوبة في التعلّم؛ حيث يؤدّي ذلك إلى رفضه المدرسة والدراسة.      اقرأ أيضًا: ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال وسُبُل تجنّبها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  - https://childmind.org/article/how-to-help-your-child-get-motivated-in-school/   - https://raisingchildren.net.au/school-age/school-learning/school-refusal/school-refusal   - https://developingchild.harvard.edu/resources/how-to-motivate-children-science-based-approaches-for-parents-caregivers-and-teachers/    

أسباب تأخّر النطق عند الأطفال وطرق التعامل معه

تؤثِّر مشكلة تأخّر النطق في 10% من الأطفال تقريبًا، في السنّ الذي يسبق دخول المدرسة، وهي مشكلة تحدث عندما يتأخّر نطق الطفل عن الأطفال الآخرين في المرحلة العمريّة نفسها. لا يدلّ ذلك على وجود مشكلة دائمًا، لأنّ الأطفال يختلفون عن بعضهم في معالم النموّ أحيانًا، ولكنّه يشير إلى وجود بعض المشكلات أحيانًا أخرى؛ مثل مشكلات السمع.     أسباب تأخّر النطق عند الأطفال   هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى تأخّر النطق عند الأطفال، ومن بينها:   - الحرمان الاجتماعيّ: يشير الحرمان الاجتماعيّ إلى عدم قضاء الطفل الوقت الكافي في التحدّث مع الأشخاص الذين يكبرونه في السن، ويمكن أن يسبّب ذلك تأخّرًا في النطق عند الطفل.   - الشلل الدماغيّ: يؤثِّر الشلل الدماغيّ في حركة الطفل. ينتج ذلك عن وجود تلف في جزء من أجزاء الدماغ، وقد يؤدّي هذا التلف إلى تأخّر النطق، مقارنةً بالأطفال الآخرين الذين لا يعانون من هذه المشكلة الصحّيّة.   - مشكلات الفم واللسان: يؤدّي التصاق اللسان، وغيره من المشكلات التي تصيب الفم أو اللسان أو الحَنَك، إلى مواجهة صعوبة في إنشاء الحركات المطلوبة لإخراج الأصوات؛ ممّا يتسبّب بتأخّر نطق الطفل.   - اضطرابات اللغة والكلام: توجد مجموعة من اضطرابات اللغة والكلام التي تؤدّي إلى تأخّر النطق عند الطفل، ومنها إعاقة التعلّم، واضطراب تعذّر الأداء النطقيّ في مرحلة الطفولة وغيرها.   - فقدان السمع: يتأخّر نطق الأطفال أحيانًا بسبب فقدان السمع، أو سماع الكلمات مشوّهة. ويمكن التعرّف إلى فقدان السمع بعدّة علامات، ويكون تأخّر النطق أحيانًا العلامة الوحيدة.   - قلّة التحفيز على النطق: ينبغي على الآباء تحفيز الطفل على الكلام بمحادثته، وقد تسبّب قلّة التحفيز والانخراط في محادثات مع الطفل إلى تأخّر النطق.  - اضطراب طيف التوحّد: يمكن أن يصاحب اضطراب طيف التوحّد مشكلات النطق واللغة، بالإضافة إلى العديد من الأعراض الأخرى، مثل ضعف التواصل اللفظيّ وغير اللفظيّ، وضعف التفاعل الاجتماعيّ.   - الاضطرابات العصبيّة: تشمل الاضطرابات العصبيّة ضمور العضلات، وإصابات الدماغ وغيرها. ويمكن أن تؤثِّر في العضلات التي تتدخّل في عمليّة النطق، ممّا يسبّب تأخّر النطق أحيانًا.   - الإعاقة الذهنيّة: لا يتعلّق تأخّر النطق دائمًا بالمشكلات المتّصلة بالقدرة على تكوين الكلمات؛ وإنّما بالمشكلات المعرفيّة والإعاقات الذهنيّة التي تحتاج حلًّا للتعامل معها وتجاوزها، حتّى يتمكّن الطفل من استعادة القدرة على النطق.   - تأخّر النموّ: يؤدّي تأخّر نموّ الأطفال أحيانًا إلى تأخّر النطق. في هذه الحالة، لا بدّ من التحدّث مع طبيب الأطفال ليجري تقييمًا حول حالة الطفل، لا سيّما إذا لاحظ الأبوان أنّ المهارات الأخرى تتطوّر ببطء عند الطفل، وذلك لإيجاد العلاج المناسب.  - التهابات الأذن: إصابة الأطفال بالتهابات الأذن شائعة قبل إتمام الثالثة من العمر، وقد تؤدّي هذه المشكلة الصحّيّة الشائعة إلى العديد من مشكلات السمع. ينتج عن ذلك تأخّر في النطق وتكوين الكلمات.   - اضطراب الصمت الانتقائيّ: لا يعاني الطفل من مشكلة نطق بالكلمات دائمًا عند الإصابة باضطراب الصمت الانتقائيّ؛ بل يواجه مشكلة في النطق عند تعرّضه لبعض المواقف فقط.  - اضطراب تعذّر الأداء النطقيّ: يعدّ اضطراب تعذّر الأداء النطقيّ في مرحلة الطفولة من الأسباب التي تؤدّي إلى تأخّر نطق الأطفال عن أقرانهم. هو إحدى الاضطرابات غير الشائعة، يجد الدماغ معه صعوبةً في تطوير الخطّة المناسبة لحركات النطق، عند الرغبة في الحديث. يُعالَج هذا الاضطراب عادةً بتدريب الأطفال على طريقة النطق الصحيحة للكلمات، بإشراف الطبيب المختصّ بالنطق واللغة.     أعراض تأخّر النطق عند الأطفال   يمكن للآباء ملاحظة التأخّر في النطق عند أطفالهم باكتشافهم الأعراض التي تظهر مع التقدّم في العمر. ومن أهمّ هذه الأعراض:  - الأطفال في عمر الشهرين: ينبغي أن يكون الطفل في عمر الشهرين قادرًا على الهديل، أو إصدار بعض الأصوات الأخرى. يشير عدم إصدار الطفل هذه الأصوات إلى وجود مشكلة في النطق عنده.   - الأطفال في عمر 18 شهرًا: يكون الطفل في هذا العمر قادرًا على النطق بعدّة كلمات سهلة، مثل كلمة ماما أو بابا. إذا لم يتكلّم الطفل بهذه الكلمات في هذه المرحلة العمريّة، قد تكون لديه مشكلة التأخّر في النطق.   - الطفل في عمر السنتين: يكون الطفل قادرًا على النطق بعدد يبلغ 25 كلمة على الأقل، عندما يبلغ سنتين من العمر. إذا كان مخزون الطفل من الكلمات أقلّ من ذلك، قد تكون لديه مشكلة التأخّر في النطق.   - الطفل في عمر السنتين ونصف: إذا لم يستطع الطفل تكوين عبارة من كلمتين، أو مجموعة كلمات في عمر السنتين ونصف، ينبغي على الأبوين التحقّق من سبب تأخّره في النطق.   - الطفل في عمر الثلاث سنوات: يستطيع الأطفال في هذه المرحلة العمريّة استخدام 300 كلمة على الأقل، مع تسمية الأشياء بأسمائها. إذا لم تتوفّر هذه القدرات عند الطفل، قد تكون لديه مشكلة في النطق.   - الأطفال الأكبر من ثلاث سنوات: الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ثلاث سنوات يستطيعون استخدام جميع الكلمات التي تعلّموها سابقًا. إذا واجه الطفل مشكلة في ذلك، قد يكون لديه تأخّر في النطق.     طرق التعامل مع تأخّر النطق عند الأطفال   لا بدّ من توفير الرعاية المناسبة للتعامل مع تأخّر النطق عند الأطفال، وضمان تطوير المهارات اللغويّة والنطقيّة لديهم، من دون مواجهة أيّ مشكلات تترتّب على ذلك في المستقبل. من الإرشادات المهمّة التي توضِّح كيفيّة التعامل مع تأخّر النطق عند الأطفال:   - علاجات النطق واللغة: إذا كان تأخّر النطق هو التأخّر الوحيد في نموّ الطفل، فربّما يقتصر التعامل معه على علاجات النطق واللغة، من دون أيّة علاجات أخرى. يكون ذلك بالتواصل مع المُعالِج المختصّ مباشرة.   - التدخّل المُبكِر: إذا تأخّر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين ونصف وثلاث سنوات عن النطق، قد يؤدّي ذلك إلى كثير من المشكلات التعليميّة والتنشئة الاجتماعية. يُلجأ إلى خدمات التدخّل المبكر للتعامل مع تأخّر النطق في هذه الحالة.   - علاج الحالة الكامنة: إذا نتج تأخّر النطق عند الأطفال بسبب أحد الأمراض الجسديّة، أو الاضطرابات التي تؤثّر في النطق، فيجب علاج السبب الرئيس الذي أدّى إلى المشكلة.   - التركيز على التواصل مع الطفل: من الجيّد تركيز الأبوين على زيادة التواصل مع طفلهما الذي يعاني من التأخّر في النطق. وذلك بتشجيعه على تقليد الأصوات والكلمات، لتنمية مهارات الحديث والنطق لديه تنمية جيّدة.    الفرق بين التأخّر اللغويّ وتأخّر النطق عند الأطفال   يُخلَط عادةً بين التأخّر اللغويّ وتأخّر النطق، لصعوبة التمييز بينهما. لكنّ الفرق بينهما يكمن في أنّ تأخّر النطق يتعلّق بالحركات الجسديّة التي تعين على إنتاج الأصوات وتكوين الكلمات المختلفة، بينما يتعلّق التأخّر اللغويّ بالصعوبات في فهم الكلمات والقدرة على تكوينها تكوينًا صحيحًا، رغم توفّر القدرة على الحركات الجسديّة. وغالبًا ما يتداخل التأخّر اللغويّ مع تأخّر النطق.     اقرأ أيضًا أهمّيّة صحّة الطفل النفسيّة وطرق تعزيزها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://familydoctor.org/condition/speech-and-language-delay/   - https://www.healthline.com/health/speech-delay-3-year-old-2#diagnosis   - https://www.verywellfamily.com/causes-of-toddler-speech-delays-289665   - https://www.mottchildren.org/posts/your-child/speech-and-language-development   - https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/childhood-apraxia-of-speech/symptoms-causes/syc-20352045   - https://kidshealth.org/en/parents/not-talk.html  

أهمّ مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ  

كلّ ما يمّر به طفلك من تجارب، وما يشهده من أحداث، وما يلاحظه من أفعال، ولا سيّما في السنوات الخمسة الأولى من حياته، لها تأثير أساسيّ في نتائج نموّه لاحقًا. في الوقت الذي قد لا يدرك فيه المعلّمون كيفيّة التعامل الصحيح مع الطفل في مراحله التعليميّة الأولى، يغفل الأهل أيضًا عن تعويض هذا النقص التربويّ في البيئة المنزليّة. وبما أنّ 25% فقط من الأهل يدركون أهمّيّة مراحل تطوّر مهارات الطفل الاجتماعيّة، سيكون من المفيد عرض هذه المراحل عرضًا وافيًا ومبسّطًا، لنساعدك على فهم طفلك فهمًا أفضل، وتحفيز تطوّره الاجتماعيّ.    ما مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ؟   يعدّ نموذج عالِم النفس Erik Erikson الأدقّ في شرح مراحل نموّ الإنسان الاجتماعيّ، والتي تشكّل المراحل الخمسة الأولى منها نموّ الطفل الاجتماعيّ. وهذه المراحل بحسب إريكسون:  المرحلة الأولى: الثقة مقابل عدم الثقة   تمتدّ هذه المرحلة من لحظة ولادة الطفل إلى بلوغه عامين، وتكون الثقة هي العامل المسيطر على مشاعر الطفل في هذا العمر المبكر، نظرًا لاتّكاله التام على الرعاية المُقدَّمة إليه من ذويه وممّن حوله. لذلك، عليه أن يبني في عقله أسسًا تمكِّنه من تحديد من يستحقّ هذه الثقة ومن لا يستحقّها. تعتمد هذه الثقة على جودة الخدمة التي يحصل عليها الرضيع. وتشمل أشكال الرعاية في هذه المرحلة الطعام والشراب والحنان والدفء، حيث يترسّخ في ذهن الطفل بأنّه يحتاج إلى اللجوء دائمًا إلى من يكبره سنًّا.  ما نتيجة هذه المرحلة؟    في هذه المرحلة، إمّا أن ينشأ الطفل واثقًا بمن حوله ويعرف تمامًا لمن يمنح ثقته، أو أن يتبنّى مشاعر الخوف وعدم الثقة بأيّ شخص يقابله.     المرحلة الثانية: مرحلة الاستقلال مقابل الشكّ    يدخل الطفل ذو العامين هذه المرحلة بعد أن يبدأ بالشعور بحبّ الاستقلال ومحاولة تجربة أشياء جديدة دون تدخّل الأبوين، ويمرّ الطفل أيضًا في هذه المرحلة بحالة من الشكّ بقدرته على النجاح في التجارب التي يخوضها. قد تلاحظ بعض التصرّفات المتمرّدة منه، مثل تكتيف يديه رافضًا أن تحمله، وترديد كلمة "لا" كثيرًا عندما يؤمَر بفعل ما لا يريد.    ما نتيجة هذه المرحلة؟   بناءً على تعاملك مع طفلك في هذه المرحلة، قد ينمو طفلك ليكون أكثر اعتمادًا على نفسه، أو قد يصبح أكثر اعتمادًا واتّكاليّة على من حوله.      المرحلة الثالثة: المبادرة مقابل الخجل   تسبق هذه المرحلة سنة طفلك الأولى في المدرسة، وخلالها يبدأ طفلك بإدراك قوّته وقدرته على السيطرة. تمتد هذه المرحلة من سنّ الرابعة إلى الخامسة. يمكنك في هذه المرحلة بالذات الاهتمام بكلّ ما يلاحظه طفلك والإجابة عن أصغر تساؤلاته وأكبرها، نظرًا لأنّ شخصيّته تبدأ بالتشكّل هنا بحسب الثقة التي تمنحه إيّاها.   ما نتيجة هذه المرحلة؟   مقابلة مبادرات طفلك بالتعزيز والدعم يفجّر شعوره بالشغف تجاه الأشياء والأشخاص والمواقف، بينما إهمال استفساراته يحجّم قدراته ويحبط معنويّاته.      المرحلة الرابعة: مرحلة المنافسة مقابل الدونيّة   مع بلوغ طفلك عامه الخامس، يتطوّر لديه حسّ الفخر والاعتزاز بالذات وبقدراته وإنجازاته، حيث يبدأ في هذه المرحلة بتعلّم الكتابة والقراءة في مراحله المدرسيّة الأولى. ولكن، على الصعيد الآخر، ينمو في داخله الشعور بالتنافسيّة مع أقرانه وزملائه، وقد يشعر بـالدونيّة عند ارتكابه أيّ إخفاقات تفسح المجال لغيره في تحقيق المكانة التي كان يبتغيها.    ما نتيجة هذه المرحلة؟   من الطبيعيّ جدًّا أن يشعر طفلك بالدونيّة عند إخفاقه في مجاراة أقرانه في احتراف بعض المهارات، ولكن تبسيط مفهوم التنافسيّة لطفلك يخلق لديه صورة أفضل عن جماليّة المنافسة، حتّى يخوضها بدلًا من الهرب منها.      المرحلة الخامسة: الهويّة واضطرابها   يدخل الطفل هذه المرحلة في عامه الثاني عشر، وهي أكثر المراحل اضطرابًا لأنّها تشكِّل جسر العبور الذي يمرّ طفلك عليه من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، حيث يدخل طفلك في مرحلة صراع داخليّ مرتبط باضطراب هويّته الاجتماعيّة ومركزه في محيطه. ستلاحظ في هذه المرحلة عدم ارتياح طفلك وشعوره الطفيف بانعدام الثقة بالنفس في بعض المواقف. لذلك، عليك أن تحرص على طمأنته ومنحه الدعم الذي يعزّز ثقته بنفسه.   ما نتيجة هذه المرحلة؟   يودّ طفلك بين عامه الثاني عشر والثامن عشر خوض الكثير من التجارب التي تساعده على اكتشاف نفسه. دعه يخُضْ تجاربه ضمن القانون، ولكن لا تردعه عن تجربة كلّ ما هو جديد، حتّى يفهم نفسه فهمًا أوضح وبصورة مستقلّة.      واجب الأهل خلال مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ  من الخطأ فصل مراحل نموّ الطفل عن بعضها بعضًا، فجميعها مترابطة ابتداءً من الولادة، وحتّى المراهقة. لا ينتهي دورك مرشدًا ومربّيًا بعد تجاوز طفلك المراحل الأولى الأساسيّة، فمن واجبك أن تقضي أطول وقتٍ ممكن معه في مراحل نموّه جميعها، لأنّ في عقل طفلك الصغير أفكار لا نهائيّة وأسئلة عديدة عن محيطه، لا يستطيع التعبير عنها بالكلام، ولكنّه حتمًا ينتظر إجابتك واهتمامك وتركيزك الكامل معه. لذلك، عليك إدراك حجم المسؤوليّة الموكلة إليك مربّيًا، فما تعمل لأجله الآن يكُن عليه طفلك في شبابه.    اقرأ أيضًا:  أبرز أسباب الكذب عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com   المراجع  - https://childdevelopmentinfo.com/child-development/erickson/    - https://www.simplypsychology.org/Erik-Erikson.html    - https://www.verywellmind.com/erik-eriksons-stages-of-psychosocial-development-2795740    - https://www.highspeedtraining.co.uk/hub/child-development-in-early-years/     

معالجة التنمّر عند الأطفال

يبحث بعض الآباء والمدرّسين عن طرق معالجة التنمّر عند الأطفال، لما لهذا السلوك من آثار سلبيّة كبيرة في الآخرين. تتناول هذه المقالة مفهوم التنمّر وأشكاله، ومتى يعتبر السلوك تنمّرًا، وتشير إلى بعض الأسباب التي قد تدفع بالأطفال إلى التنمّر، كما تقدِّم مجموعة من النصائح والطرق والأساليب لمعالجة التنمّر عند الأطفال، سواء في المنزل أم في المدرسة.     ما التنمّر؟     التنمّر سلوك عدوانيّ متعمَّد ومتكرِّر، وينطوي على اختلال في توازن القوى، ويمكن أن يكون جسديًّا أو لفظيًّا أو نفسيًّا. وفي الوقت الذي يكون فيه التنمّر عند الأطفال الذكور باستخدام وسائل جسديّة، تتنمر الفتيات على بعضهنّ البعض غالبًا بالاستبعاد الاجتماعيّ.   يمكن ملاحظة التنمّر عند الأطفال في المدرسة أو الشارع أو المنزل. لكن في السنوات الأخيرة، خلقت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعيّ مكانًا جديدًا للتنّمر، والذي توسّع نطاق وصوله، حيث ظهر التنمّر عبر الإنترنت من خلال تطبيقات الهواتف الذكيّة، مثل TikTok وInstagram وSnapchat، حيث يستخدمها الأطفال لإرسال رسائل مؤذية إلى أطفال آخرين.      أشكال التنمّر عند الأطفال    يمكن أن يكون التنمّر:  - جسديًّا: مثل الدفع أو اللكم أو الضرب.   - لفظيًّا: مثل الشتائم أو التهديدات.   - نفسيًّا وعاطفيًّا: مثل نشر الشائعات أو استبعاد شخص ما من مجموعة أو نشاط.   - إلكترونيًّا: مع الاستخدام واسع النطاق لوسائل التواصل الاجتماعيّ، يمكن أن يحدث التنمّر بين الأطفال عبر الرسائل النصّيّة أو المنشورات. وهذا النوع قد يكون مؤذيًا وعدوانيًّا، وغالبًا ما تنتقل آثاره الضارة إلى المدرسة.    متى يعتبر سلوك الطفل تنمّرًا؟   غالبًا ما يتعرّض الأطفال إلى بعض المضايقات من إخوتهم أو أصدقائهم أو زملائهم في المدرسة، ولا تكون هذه المضايقات ضارّة عادةً، إذ يٌقصَد بها المزاح المتبادل. ولكن، عندما تتطوّر هذه المضايقات وتُصبح مؤذية ومستمرّة، تتجاوز مرحلة المزاح إلى التنمّر.   لذلك، من الأهمّيّة بمكان الانتباه إلى تصرفّات الأطفال وأخذها على محمل الجدّ، وعدم تجاهل المزاح المؤذي بينهم، إذ يمكن أن تكون لهذه التصرّفات آثار خطيرة تؤثّر في الأطفال من عدّة جوانب، أبسطها فقدان الطفل الشعور بالأمان واحترام الذات، وقد تسبّب المآسي في الحالات الشديدة.     أسباب التنمّر عند الأطفال    لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار أنّ الأطفال لا يتنمرّون لأنّهم أطفال سيّئون، فهم يحاولون ممارسة عدّة سلوكيّات لا تعكس شخصيّاتهم، إنّما يستكشفون الأمور من خلال هذه التصرّفات من دون درايتهم إن كانت سيّئة أم جيّدة. يمكن أن يكونوا أطفالًا لطيفين، لكنّهم ارتكبوا بعض التصرّفات الخاطئة، والتي يجب على الوالدين أو المدرسة تصحيحها. وهناك العديد من الأسباب التي تُسهِم في تغذية التنمّر عند الأطفال. وفي ما يلي بعض منها:   - مشكلات وضغوطات نفسيّة يعيشها الطفل المُتنمِّر، سواء في البيت أم المدرسة أم أماكن أخرى.   - تعرّض الطفل للتخويف أو التنمّر في البيت أو المدرسة، يدفعه إلى محاولة استعادة الشعور بالقوّة، بالتصرّف بقسوة مع الآخرين والتنمّر عليهم.   - عجز الطفل عن حيازة اهتمام المعلّمين أو أولياء الأمور أو زملاء الدراسة.  - أن يكون الطفل أكثر حزمًا أو اندفاعًا أو قسوةً، مقارنةً بالأطفال الآخرين.   - يتنمّر بعض الأطفال كي يبدوا مختلفين ومميّزين بطريقة ما، أو يشعرون أنّ لهم أهمّيّة أو شعبيّة.  - ميل الطفل إلى اعتبار سلوك الأطفال الآخرين تجاهه عدائيًّا، وإن لم يكن كذلك.   - يتنمّر بعض الأطفال على الآخرين أحيانًا، إذا سبق لهم أن تعرّضوا للتنمّر. فيبحثون عن ضحيّة تكون أضعف منهم جسديًّا أو نفسيًّا ومعاملتها بالمثل.   - قد يشعر بعض الأطفال أنّ التنمّر سلوك طبيعيّ، لأنّهم يعيشون في أماكن يتنمّر فيها الجميع.   - يمارس بعض الأطفال التنمّر من دون معرفتهم طبيعة شعور الضحيّة التي تنمرّوا عليها، ولا سيّما الصغار منهم.     توعية الأطفال حول التنمّر منذ سنّ مبكرة  يجب على الآباء توعية الأطفال حول التنمّر منذ سنّ مبكرة جدًّا، وإصلاح أيّ سلوك فيه تنمّر في المنزل. ويمكن للآباء توعية أطفالهم حول التنمّر بإخبارهم عن التصرّفات التي تعدّ تنمّرًا:   - إجبار الآخرين على القيام بأشياء لا يريدون القيام بها.   - ضرب أشخاص آخرين.   - أخذ ممتلكات الآخرين أو إتلافها.  - مناداة الأشخاص بأسماء وألقاب لا يحبّونها.   كما ينصح الخبراء بوضع قوانين منزليّة تحدّ من تنمّر الأطفال، وذلك بعدم السماح لهم بممارسة هذه الأفعال في المنزل، والبدء بثقافة المساءلة معهم مبكرًا.    من المهمّ أيضًا التحدّث مع الأطفال عن كيفيّة التعامل مع الآخرين، وكيف يجب أن يعاملوا الآخرين، والحرص على تعليمهم معاملة الآخرين باحترام، والتنبيه إلى أنّ معاملة شخص ما باحترام يعني عدم مناداته بأسماء وألقاب لا يرغبها أو تهديده أو ضربه. بالإضافة إلى تعليم الأطفال كيفيّة الاستماع إلى الآخرين وتقبّلهم. على سبيل المثال، إذا كان الأطفال لا يريدون اللعب معك، أو لا يرغبون في مشاركة أشياءهم، فعليك قبول ذلك.   تعليم الأطفال عن التنمّر ليس بالأمر السهل والسريع، وقد يحتاج بعض الأطفال إلى شرح مفهوم التنمّر عدّة مرّات، ولكنّهم سيتعلّمون في النهاية. وبهذه الطريقة، عندما يحدث أيّ نوع من أنواع التنمّر، يمكن للأطفال تحديده وإيقافه، سواءً صدر منهم أم من الآخرين.      معالجة التنمّر عند الأطفال في المنزل    تكمن الخطوّة الأولى والأهمّ في معالجة التنمّر عند الأطفال في المنزل في أن يكون الطفل على دراية بتصرّفاته الخاطئة وعواقبها. ولمّا كان المنزل البيئة التعليميّة الأولى للأطفال، وجب تقديم بعض النصائح التي تساعد الآباء على معالجة التنمّر عند أطفالهم، وأهمّها:  خلق ثقافة المساءلة في المنزل   من أهمّ الأمور التي يجب توافرها لدى الأسرة نشر ثقافة المساءلة في المنزل. يعني ذلك أن يكون الطفل مسؤولًا أمام والديه، في كيفيّة حديثه معهما، ومع أشقّائه، ومعاملته أفراد عائلته. على سبيل المثال، يجب ألّا تُقبَل أعذار الطفل عندما يتنمّر على أشقّائه، لأنّ الأطفال المتنمّرين غالبًا ما تكون لديهم تشوّهات معرفيّة، فيرون العالم بطريقة معيّنة تبرّر التنمّر. لذلك، يجب على الآباء توضيح حقيقة الأمر لأطفالهم.     تعليم الأطفال مهارات معالجة التنمّر   يحتاج الطفل إلى تعلّم كيفيّة حلّ المشكلات الاجتماعيّة وكيفيّة التعامل مع عواطفه من دون اللجوء إلى التنمّر. يتمّ ذلك بإجراء محادثات مع الطفل حول حلّ المشكلات وكيفيّة حلّ النزاعات وإدارة العواطف. بالإضافة إلى تعليمه مهارات تسوية الأمور، وكيفيّة التضحيّة والمشاركة والتعامل مع الظلم.     الاستماع الجيّد إلى الطفل وإلى المدرسة   إذا سمع الآباء من معلّم أو من أحد الوالدين الآخرين أنّ طفلهم متنمّر، فعليهم التحدّث مع الطفل حول الموقف، وأن يستمعوا إلى كلام الطفل، حيث يمكن أن يساعد التحدّث مع الطفل عن الموقف على فهم سبب حدوث التنمّر، وما الخطوات التي يجب اتّخاذها لوقفه. ومن المهمّ أيضًا الاستماع إلى ما تقوله المدرسة عن الموضوع، وطلب أكبر قدر ممكن من المعلومات حول حوادث التنمّر. مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ بعض الأطفال قد لا يتمكنّون من توضيح سبب تصرّفهم، ولا سيّما الأطفال الأصغر سنًا، والأطفال الذين يعانون من القلق أو الصدمة أو مشكلة أخرى في الصحّة العقليّة. لذلك، إذا كنت تواجه مشكلة في الوصول إلى سبب تصرّف الطفل، يجب استشارة طبيب نفسيّ لديه خبرة في تقييم سلوكيّات الأطفال.     اختيار الاستجابة المناسبة وتعليمها للطفل   عند التحقّق من أساس المشكلة، يمكن تخصيص استجابة الآباء للتحدّيات التي يواجهها الطفل في تفاعلاته الاجتماعيّة، وذلك بمناقشة السيناريوهات التي قد يكون من الصعب عليه التعامل معها، وتوجيهها بالاستجابات المناسبة. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يتعمّد استبعاد أحد زملائه في الفصل من النشاطات الاجتماعيّة، علّمه أنّ عليه الموافقة عندما يطلب منه أحد زملائه اللعب معه.     تطبيق عقوبات هادفة   يمكن أن تكون العقوبات على سلوك التنمّر فعّالة في معالجته عند الأطفال، ولكن يجب أن تكون ذات مغزى ومحدودة النطاق. على سبيل المثال، إذا اكتشفت أنّ الطفل يمارس التنمّر عبر الإنترنت، يجب أن تقابل أفعاله بحرمانه من استعمال الإنترنت أو الهاتف.     تصحيح السلوك الخطأ  عندما يهدأ الطفل ويستعيد امتيازاته التي حُرِم منها، يكون على والديه أن يشرحوا له خطورة الخطأ الذي ارتكبه وضرورة إصلاحه، ثمّ اقتراح مجموعة خيارات يُصلِح الطفل بها سلوكه السيّئ. على سبيل المثال، قد يختار الطفل الاعتذار عبر رسالة نصّيّة، ويمكن أن تكون الإصلاحات بطرق مختلفة.     مراقبة تصرّفات الطفل   تابع حال طفلك مع المعلّمين بانتظام وقدّم الكثير من الثناء عندما يكون سلوك الطفل جيّدًا. وقد يكون من الصعب مراقبة التنمّر عبر الإنترنت، لأنّه لا يحدث على مرأى من الجميع، لكن إذا كان الطفل قد تنمّر على أطفال آخرين عبر الإنترنت، يجب على الآباء تحصيل كلمات مرور حساباته على وسائل التواصل الاجتماعيّ، والتحقّق منها بانتظام للتأكّد من استخدامه لها استخدامًا لطيفًا.    طلب المساعدة   إذا كان الوالدان يعملان باستمرار على تعديل سلوك الطفل ولم يتوقّف التنمّر، يجب عليهما اللجوء إلى مختصّين، إذ قد يحتاج الطفل إلى مساعدة المعالج للتغلّب على المشكلات الأساسيّة.     معالجة التنمّر عند الأطفال في المدارس    يجب توعية الأطفال بموضوع التنمّر في المدرسة، بدءًا من رياض الأطفال، ومرورًا بالمدرسة الابتدائيّة والإعداديّة، وانتهاءً بالثانويّة، لأنّهم بحاجة إلى تعلّم ما يعنيه التنمّر وكيفيّة التعامل معه. وإذا لم يتمّ ذلك في المدارس، سيشعر الذين يتعرّضون للتنمّر منهم بأنّهم ليسوا في بيئة آمنة. كما يجب أن يتعلّم الأطفال كيفيّة التعامل مع دوافعهم والتحكّم بأنفسهم، عندما يريدون ضرب الآخرين أو إيذاءهم أو تخويفهم. علمًا أنّه ما لم يكن هناك جهد متضافر لمعالجة التنمّر عند الأطفال في المدرسة، فلن يتغيّر شيء. وفي ما يلي بعض الأساليب التي يمكن للمدرسة اتّباعها لمعالجة التنمّر:   مراقبة الأطفال وملاحظة أيّ تصرّفات خطأ  على الرغم من أنّ التنمّر عند الأطفال يحدث في أغلب الأحيان في الحمّامات والملاعب والممرّات المزدحمة والحافلات المدرسيّة، أو عبر الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب، حيث تكون المراقبة محدودة أو غائبة، إلّا أنّه تجب مراقبة الأطفال جيّدًا وأخذ التنمّر على محمل الجدّ. وإذا لاحظ المعلّم التنمّر في الفصل الدراسيّ، يجب عليه التدخّل فورًا لإيقافه وإبلاغ مدير المدرسة، حتّى يُتعامَل مع الحادث.     إشراك الطلّاب وأولياء الأمور   يجب أن يكون الطلّاب وأولياء الأمور جزءًا من معالجة التنمّر عند الأطفال في المدرسة. ويمكن للطلّاب إبلاغ المعلّمين أو الإداريّين إذا شاهدوا أحد زملائهم يتعرّض للتنمّر. ويمكن للآباء والمعلّمين ومديري المدارس مساعدة الطلّاب الأكبر سنًّا على الانخراط في سلوك إيجابيّ، وتعليمهم مهارات كيفيّة التدخّل عند حدوث التنمّر. يمكن للطلاب الأكبر سنًّا أن يكونوا موجّهين، فيبلِغون الطلّاب الأصغر سنًّا بالممارسات الخطأ والصحيحة.     وضع قوانين وتوجيهات تمنع التنمّر   يجب أن توفّر المدارس للطلّاب بيئة تعليميّة آمنة. لذلك، على المعلّمين والمدرّبين تذكير الطلّاب باستمرار بأنّ التنمر غير مقبول في المدرسة، وأنّ مثل هذه السلوكيّات لها عواقب. كما أنّ إنشاء وثيقة لمكافحة التنمّر وجعل الطلّاب وأولياء الأمور يوقّعون عليها، يساعد الطلّاب على فهم خطورة التنمّر.      أقرأ أيضًا المشكلات الأسريّة وأثرها في الأبناء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع    - https://www.empoweringparents.com/article/what-to-do-if-your-child-is-bullying/   - https://childmind.org/article/what-to-do-if-your-child-is-bullying/   - https://www.familylives.org.uk/advice/bullying/advice-for-parents/what-to-do-if-your-child-is-a-bully   - https://www.understood.org/en/articles/what-to-do-when-your-child-is-the-bully   - https://www.apa.org/topics/bullying/prevent   - https://www.verywellfamily.com/ways-discipline-child-for-bullying-others-460520   - https://kidshealth.org/en/parents/no-bullying.html  

ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟

كثيرًا ما يعاني الآباء من رفض أبنائهم الدراسة أو المدرسة، وذلك طبيعيّ في بعض الأحيان؛ إلّا أنّه يدلّ على بعض الصعوبات التي يتعرّض لها الطفل في المدرسة أو في حياته الشخصيّة، أو يشير إلى بعض الاضطرابات التي يعانيها، مثل تعرّضه للتنّمر، أو اضطراب الصمت الانتقائيّ. لذلك، لا بدّ من التعامل مع هذا الرفض تعاملًا صحيحًا، لتجاوز المشكلة وضمان نجاح الأبناء في دراستهم.     كيفيّة التعامل مع الأبناء الذين لا يحبّون الدراسة   في كثير من الأحيان، يُظهِر الأطفال سلوكيّات دالّة على عدم محبّتهم الدراسة، وهناك العديد من الخطوات التي يستطيع الآباء اتّخاذها للتعامل مع الطفل في هذه الحالة. من أهمّها:   - مراعاة الاهتمام: عادةً ما تدفع البيئة المدرسيّة الصارمة إلى عدم محبّة الأبناء الدراسة. يمكن تجاوز هذه المشكلة بمراعاة اهتمامات الطفل، والتركيز على الموضوعات التي يحبّها، حتّى يتولّد لديه الدافع إلى الدراسة.   - تحفيز الفضول: الأطفال فضولّيون بطبيعتهم، ويمكن للآباء الاستفادة من ذلك لتحفيزهم على تعلمّ الأشياء الجديدة التي ينبغي عليهم تعلّمها أثناء الدراسة.   - مراعاة الصعوبات في المدرسة: يواجه بعض الأطفال صعوبات في متابعة الدراسة. لذا، تجب على الآباء مراعاة ذلك، واتّباع نهج التعلّم خارج المدرسة حتّى يتمكّن الأطفال من تجاوز الصعوبات، وإظهار ذكائهم وإبداعهم.   - التعلّم المشترك: من المفيد أن يؤدّي الآباء بعض النشاطات التعليميّة مع أطفالهم، لتعزيز قدراتهم الدراسيّة وزيادة محبّتهم للتعلّم، مثل مشاهدة الأفلام الوثائقيّة معهم حول الموضوعات التي تثير فضولهم واهتماماتهم.   - اتّباع نهج إيجابيّ: من الضروري اتّباع نهج إيجابيّ يرتكز على التشجيع على القدرات الدراسيّة التي يتمتّع بها الطفل والإشادة بها، بهدف تطوير ثقة الطفل وقدراته التي تمكّنه من الوصول إلى مجالات الدراسة الأخرى.   - طلب المساعدة المتخصّصة: يحتاج الطفل أحيانًا إلى زيارة أحد المختصّين لمعرفة الأسباب والمشكلات التي تؤدّي إلى عدم محبّته الدراسة؛ مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ثمّ التعامل معها تعاملًا صحيحًا.     لماذا لا يحبّ الأبناء الدراسة في بعض الأحيان؟   لا يعود عدم محبّة الأبناء الدراسة إلى سبب واحد، إذ هناك عدّة أسباب تؤدّي إلى شعور الأبناء بذلك، ومنها:   - التعرّض إلى بعض المشكلات: يمرّ الأطفال أحيانًا بوقت عصيب يؤدّي إلى الحدّ من قدراتهم على الدراسة، وعدم محبّتهم الذهاب إلى المدرسة. في هذه الحالة، ينبغي على الأبوين الاستفسار عن وجود أيّة صعوبات يتعرّض إليها الطفل في المدرسة.   - الإرهاق من المدرسة: قد يعاني الأطفال صعوبات تسبّب الإرهاق عند ذهابهم إلى المدرسة والجلوس في الفصول الدراسيّة. إذا أظهر الابن ذلك، يمكن للأبوين إرشاده إلى النوم وقتًا كافيًا.  - صعوبة التعامل مع المواقف الاجتماعيّة: يصعب على بعض الأطفال التعامل مع المواقف الاجتماعيّة التي يواجهونها في المدرسة، وربّما يتعرّض بعضهم إلى التنمّر بسبب ذلك. الأمر الذي يؤول إلى رفضهم الذهاب إلى المدرسة.   - الشعور بالفشل: لا يحبّ الأطفال الدراسة في المدرسة أحيانًا بسبب شعورهم بالفشل، لعدم قدرتهم على تلبية جميع التوقّعات التي لديهم أثناء الدراسة. لا بدّ هنا من معرفة التحدّيات الدراسيّة التي يواجهها الطفل في هذه الحالة، وإيجاد الحلول الملائمة لها.   - مشكلات إدارة الوقت: يعاني بعض الأطفال من صعوبة تحمّل المسؤوليّة، أو صعوبات في إدارة الوقت ومتابعة الواجبات المدرسيّة. الأمر الذي يؤدّي إلى التخلّف عن حلّ الواجبات، ويُمكن أن يظهر الطفل، عندئذ، بعض العبارات التي تبيّن عدم رغبته بالذهاب إلى المدرسة.    العلامات الدالّة على تعرّض الأبناء إلى صعوبات الدراسة   تدلّ بعض العلامات على تعرّض الأبناء إلى صعوبات تؤثّر في محبّتهم الدراسة في المدرسة، وينبغي على الآباء مراعاة هذه العلامات للتعامل معها تعاملًا مناسبًا من دون تأخير. من هذه العلامات التحذيريّة:  - رفض مناقشة أمور المدرسة: يدلّ رفض الطفل مناقشة أمور المدرسة مع أبويه فجأة على وجود بعض الصعوبات التي يعانيها. ومن الأهمّيّة بمكان احترام خصوصيّته في هذه الحالة مع ضرورة عدم تجاهل هذه العلامة التحذيريّة.   - تغيّر الموقف من المدرسة: يشير تبدّل انطباع الطفل الإيجابيّ عن المدرسة إلى انطباع سلبيّ إلى وجود مشكلة في العلاقات، أو مواجهة بعض صعوبات الدراسة، أو الشعور بالملل بسبب عدم الفهم الجيّد في المدرسة.   - استغراق الكثير من الوقت في حلّ الواجبات: يدلّ استغراق الأطفال وقتًا طويلًا في حلّ واجباتهم الدراسيّة على وجود مشكلة، مع ضرورة مراعاة الفروقات الفرديّة بين مهارات الأبناء وقدراتهم الدراسيّة. تنبغي كذلك مراعاة سياسات الواجبات المدرسيّة لدى المعلّمين المختلفين.   - تقارير المعلّم السيّئة: إذا تحدّث المعلّم مع الأبوين عن التقارير السيّئة لابنهما في المدرسة، فلا بدّ من أخذ هذا التنبيه على محمل الجدّ، والبدء باتّخاذ الخطوات التي من شأنها حلّ المشكلات التي يتعرّض إليها الطفل، لاستعادة أدائه الدراسيّ.     الاضطرابات المسبّبة رفض الأبناء الذهاب إلى المدرسة   قد تكون بعض الاضطرابات والمشكلات النفسيّة سببًا في عدم رغبة الأبناء بالذهاب إلى المدرسة، وتتضمّن القائمة الآتية عددًا من الاضطرابات التي يمكن أن تؤدّي إلى ذلك:   - اضطراب قلق الانفصال: يخاف بعض الأطفال المصابين باضطراب الانفصال من خسارتهم أحد الأبوين، أو الانفصال عنهما عند الذهاب إلى المدرسة. الأمر الذي يدفعهم إلى رفض الذهاب إليها.   - اضطراب الصمت الانتقائيّ: يعاني بعض الأبناء من اضطراب الصمت الانتقائيّ، وهو اضطراب يستطيع المصاب به التحدّث تحدّثًا طبيعيًّا في المنزل؛ إلّا أنّه يصمت في المدرسة. ويخاف عندها من الذهاب إليها حتّى لا يُجبره أحدٌ على الحديث.   - اضطراب الهلع: يخاف الأبناء المصابون باضطراب الهلع من التعرّض إلى مواقف الذعر الشديد في الأماكن التي لا يستطيعون الهروب منها مثل المدرسة، ولذلك لا يحبّون الذهاب إليها.   - الرهاب الاجتماعيّ: يخاف المصابون بالرهاب الاجتماعيّ من التعرّض إلى الانتقاد، أو الوقوع في مواقف محرجة أمام المعلّمين أو الطلبة. وذلك في ما يتعلّق بالمواقف الاجتماعيّة أو الأداء على حدّ سواء. ينتج عن ذلك عدم محبّتهم الدراسة في المدرسة.     إرشادات للتعامل مع رفض الأبناء المدرسة   إليكم بعض الإرشادات التي يستطيع الآباء الاعتماد عليها للتعامل مع رفض أبنائهم الدراسة في المدرسة:   - التدخّل بسرعة: يجب على الآباء التدخّل بسرعة وعدم التأخّر في اتّخاذ الإجراءات المناسبة، لحلّ المشكلات والصعوبات التي يعانيها الأبناء، والتي تؤدّي إلى رفضهم المدرسة إذا استمرّ ظهورها لأكثر من يوم أو يومين.   - تحديد سبب المشكلة: من المهمّ معرفة سبب المشكلة التي تؤدّي إلى رفض الذهاب إلى المدرسة، وذلك من خلال طرح الأسئلة على الطفل حول ما إذا كان يتعرّض إلى التنمّر، أو أيّة مواقف أخرى تزعجه في الفصل الدراسيّ.  - التعاون مع المدرسة: لا بدّ من التعاون مع المدرسة والتواصل معها، وتقديم جميع المعلومات التي تمكنها مساعدة المختصّين فيها على التعامل مع الأبناء.   - الحزم في قرار الذهاب إلى المدرسة: رغم ضرورة التعامل بلطف لحلّ مشكلة الأبناء الرافضين المدرسة؛ إلّا أنّه يتوجّب على الأبوين اتّخاذ موقف حازم بما يتعلّق بالذهاب إلى المدرسة، وعدم السماح للطفل بالبقاء في المنزل.   - جعل بيئة المنزل غير فاعلة: يستطيع الآباء جعل المنزل مكانًا شبيهًا بالمدرسة قدر الإمكان، حتّى يشعر الأطفال بالملل عند البقاء في المنزل، فتزداد رغبتهم بالذهاب إلى المدرسة.     اقرأ أيضًا: أضرار الصراخ على الأطفال: حقيقة أم خيال؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://study.com/blog/what-to-do-when-your-child-doesn-t-like-learning.html   - https://www.understood.org/en/articles/what-to-say-when-kids-with-learning-and-thinking-differences-dont-want-to-go-to-school   - https://www.boystown.org/Pages/when-kids-dont-want-to-go-to-school.aspx   - https://www.health.harvard.edu/blog/school-refusal-when-a-child-wont-go-to-school-2018091814756   - https://childmind.org/article/when-kids-refuse-to-go-to-school/   - https://www.verywellfamily.com/warning-signs-your-child-is-struggling-in-school-2601436  

اضطراب فرط الحركة عند الأطفال وسُبُل تجاوزه

يُطلَق مصطلح فرط الحركة عند الأطفال، أو ما يُعرَف بـADHD - Hyperactivity Disorder) Attention Deficit)، على حالة مزمنة تصيب عددًا كبيرًا من الأطفال. هو اضطراب يجمع بين فرط النشاط ونقص الانتباه، ويواجه الطفل فيه مجموعة من المشكلات؛ من بينها السلوك الاندفاعيّ الذي يَنتُج عن اختلافات في نموّ الدماغ.     سبب اضطراب فرط الحركة عند الأطفال   على الرغم من إجراء العديد من الدراسات حول هذا الاضطراب؛ إلّا أنّه لم يُحدَّد السبب الرئيس لحصوله. أشارت العديد من الأبحاث والدراسات إلى أنّه مشكلة وراثيّة تعتمد اعتمادًا أساسيًّا على الدماغ؛ حيث يعاني الطفل المصاب بفرط الحركة من انخفاض في مستوى الدوبامين في الدماغ، كما يقلّ عنده التمثيل الغذائيّ للدماغ في الأجزاء المسؤولة عن الانتباه والحركة.     أهمّ مظاهر فرط الحركة عند الأطفال   يمكن القول إنّ معظم الأهالي يواجهون مشكلة في جذب انتباه الطفل واتّباعه التعليمات والجلوس من دون حركة لفترة؛ إلّا أنّ هذه المشكلات تبرز بروزًا أوضح لدى الطفل المصاب بهذا الاضطراب. يمكن التعرّف إلى ذلك من خلال مجموعة من المظاهر التي تبدو واضحةً على سلوكه، ومن أهمّها:   - تشتّت الانتباه: يواجه الطفل صعوبة في الانتباه والتركيز والبقاء ضمن المهمّة المطلوبة منه. كما أنّه لا يستمع استماعًا جيّدًا إلى التوجيهات، فيفقد تفاصيل مهمّة. وعادةً ما يكون شارد الذهن وينسى العديد من الأمور الخاصّة به.   - الانفعال الشديد: يعاني الطفل من القلق والشعور بالملل في وقت قصير جدًّا. كما يواجه صعوبة في الجلوس والصمت عند الحاجة، وينفعل بشدّة، ممّا يؤدّي إلى ارتكابه أخطاءَ من دون أن يكترث بها. ومن الممكن أن يقفز ويتحرّك كثيرًا تحرّكًا مُزعِجًا في وقت غير مناسب، قد يزعج به الآخرين.   - الاندفاع: يتصرّف الطفل تصرّفًا سريعًا جدًّا ومن دون تفكير، وغالبًا ما يقاطع الشخص الآخر أو يمسك به أو يدفعه. كما يواجه مشكلة في الانتظار، وقد يفعل شيئًا من دون إذن، أو يأخذ ممتلكات غيره، أو يتصرّف تصرّفًا خَطِرًا. وقد تظهر عليه ردود فعل عاطفيّة مبالغ فيها وغير مناسبة للموقف.     مشكلات يواجهها المصابون بفرط الحركة  يواجه الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة العديد من المشكلات. أبرزها المشكلات المرتبطة بالثقة بالنفس، والعلاقات الاجتماعيّة المضطربة، والأداء الدراسيّ الضعيف. تقلّ حدّة هذه الأعراض بمرور العمر أحيانًا، ولكن لا بدّ من الخضوع لعلاج سلوكيّ مقترن بتناول بعض الأدويّة، إذ يشمل العلاج مساعدة الأطفال على تعلّم استراتيجيّات تمكِّنهم من التعامل مع الحياة تعاملًا صحيحًا، وضبط تصرّفاتهم كما ينبغي.     أنواع فرط الحركة عند الأطفال   قبل التعرِّف إلى كيفيّة علاج الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يجب تحديد نوع الاضطراب الذي يواجهه. أمّا أنواع الاضطراب فهي:   - تشتّت الانتباه: يعاني الأطفال من صعوبة في التركيز والانتباه والاستماع إلى التعليمات، سواءً كان ذلك في المدرسة أم المنزل. كما يواجهون صعوبة في إنهاء المهمّة المطلوبة إليهم.  - النشاط المُفرِط: هو النوع الأكثر وضوحًا، حيث يبدي الأطفال سلوكًا اندفاعيًّا ونشاطًا مفرطًا، فيقاطعون الآخرين أثناء التحدّث، ولا ينتظرون دورهم.   - الجمع بين تشتّت الانتباه وفرط النشاط: في هذه الحالة، يمكن أن يكون سلوك الأطفال غامضًا؛ حيث يجمعون بين عدم القدرة على التركيز والانتباه، والنشاط الاندفاعيّ المفرط. يظهر ذلك بالاندفاع، وانخفاض القدرة على التركيز انخفاضًا ملحوظًا، فضلًا عمّا يظهرونه من طاقة عالية جدًّا. يعدّ هذا النوع أكثر أنواع فرط الحركة عند الأطفال شيوعًا.     كيفيّة تشخيص فرط الحركة عند الأطفال   يمكن لطبيب الأطفال النفسيّ، أو لطبيب الأطفال تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وذلك بعد أن يتحدّث مع الوالدين والمعلّمين عن تصرّفات الطفل، ويراقب سلوكه. كما يعتمد التشخيص على نتائج اختبارات الصحّة البدنيّة والعقليّة والجهاز العصبيّ. بالإضافة إلى العديد من الاختبارات التي يتعرّض لها الأطفال لتشخيص مشكلات صحّيّة واضطرابات أخرى.     الفروقات الفرديّة بين الذكور والإناث  قارنت مجموعة من الدراسات أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بين الذكور والإناث. أوضحت النتائج أنّ الذكور يميلون إلى النشاط أكثر، ويواجهون مشكلات في التكيّف مع المواقف الجديدة، ويصعب عليهم التحكّم بممارسة مجموعة من الحركات الجسديّة.     أسس العلاج السلوكيّ لفرط الحركة عند الأطفال  يساعد العلاج السلوكيّ، بالإضافة إلى الأدوية التي يصفها الطبيب المختصّ، الطفل على التكيّف مع الحياة تكيّفًا أفضل. لتحقيق ذلك، يكون على الوالدين التعرّف إلى الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل، وفق الأعراض التي يعاني منها، وبالتشاور الأكيد مع الطبيب والأخذ بإرشاداته.  تنقسم مبادئ التعامل مع الطفل إلى نوعين: يتمثّل الأول بالتشجيع والمكافأة عند السلوك الجيّد، أو سحب المكافأة عند الامتناع عن تأديته؛ أمّا الثاني فيكمن في العقوبة عند ممارسة سلوك سيّء. وهناك مجموعة من الأسس العامّة التي يجب الالتزام بها عند التعامل مع الأطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه. أهمّها:  1. تحديد السلوكيّات المقبولة والمرفوضة   يجب أن يحدّد الأهل السلوكيّات المقبولة والمرفوضة من الطفل؛ حيث يساعده ذلك على التفكير في عواقب السلوكيّات المرفوضة. كما ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنّ الطفل قد يواجه صعوبةً في البداية لاستيعاب ذلك وتطبيقه؛ إلّا أنّ وجود المكافآت واستعمال أسلوب التعزيز يساعده على الفهم.   2. المرونة ضمن حدود    ينبغي على الأهل تجنّب استعمال أسلوب الشدّة مع الطفل، بغضّ النظر عن أهمّيّة العقاب والمكافأة في العلاج السلوكيّ. يعود ذلك إلى عدم قدرة المصاب على التكيّف سريعًا، مقارنةً بقدرة أقرانه من الأطفال؛ حيث لا مانع من السماح بارتكاب أخطاء بسيطة، أو تقبّل السلوكيّات الغريبة، ولا سيّما في الفترة الأولى التي تُعرَف بمرحلة التعلّم، شرط ألّا تسبّب أيّ ضرر للطفل أو لغيره.   3. تقسيم المهمّات إلى أجزاء   يُحبَّذ تقسيم المهمّة إلى أجزاء، كي يتمكّن الطفل المصاب من تأديتها على أكمل وجه. وتمكن الاستعانة بوسائل مختلفة في ذلك؛ مثل تقويم زمنيّ أو لوح كبير في الغرفة، وتمكن كتابة كلّ مهمّة بلون مختلف لجذب انتباه الطفل من جهة، ولتمكينه من تمييز كلّ مهمّة عن غيرها، من جهة أخرى.   4. تحديد روتين يوميّ  لا بدّ من الاتفاق مع الطفل على روتين لممارساته اليوميّة مع العائلة. يتضمّن ذلك جميع النشاطات اليوميّة، سواءً كانت أداء الواجبات المدرسيّة، أم تناول وجبات الطعام، أم تحديد أوقات معيّنة للعب والنوم. كما يمكن إضافة مجموعة من المهمّات اليوميّة البسيطة إلى هذا الروتين؛ مثل ترتيب الألعاب وتحضير الجدول الدراسيّ.   5. التخفيف من المشتّتات   تجذب المشتّتات معظم الأطفال عامّةً؛ مثل التلفاز وألعاب الفيديو والحاسوب، إلّا أنّ الإقبال على المشتّتات يزيد عند الأطفال المصابين بالاضطراب. يقتضي ذلك التقليل من الوقت الذي يقضيه الأطفال على الأجهزة الإلكترونيّة، وممارسة النشاطات التفاعليّة أكثر، ولا سيّما خارج المنزل.     أقرأ أيضًا المشكلات الأسريّة وأثرها في الأبناء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع  - https://www.healthline.com/health/adhd/treatment-overview#1    - https://www.webmd.com/add-adhd/adhd-latest-research   - https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/adhd/symptoms-causes/syc-20350889   - https://www.healthline.com/health/adhd/parenting-tips   - https://kidshealth.org/en/parents/adhd.html   - https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=attention-deficit--hyperactivity-disorder-adhd-in-children-90-P02552  

دور اللعب في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته

للعب دور كبير وأهمّيّة بالغة في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته. يشمل ذلك اكتساب الكثير من المهارات الاجتماعيّة، وزيادة الثقة، وتحسين المهارات البدنيّة، كما أنّه يوفِّر بيئة مناسبة ينخرط فيها الآباء مع أبنائهم؛ ما يُحسِّن علاقة أفراد الأسرة مع بعضهم. لذلك، ينبغي السماح للأطفال بلعب الألعاب المناسبة وعدم منعهم منها.     فوائد اللعب في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته    يجني الأطفال كثيرًا من الفوائد التي تسهم في تنمية شخصيّاتهم وتطوير مهاراتهم أثناء اللعب، ومنها:   - تطوير المهارات الذهنيّة: يساعد اللعب على تنمية مهارات التفكير النقديّ عند الأطفال، بالإضافة إلى مساعدتهم على فهم العلاقة بين السبب والنتيجة، كما يمكن أن يزيد من قوّة ذاكرتهم.  - تعزيز المهارات الحركيّة: تزداد مهارات الأطفال الحركيّة مع اللعب، وتنمو نموًّا جيّدًا، ولا سيّما المهارات الحركيّة الدقيقة. يدعم اللعب كذلك قدرة الطفل على التحمّل واكتساب المرونة.   - معرفة طريقة التفاعل مع الآخرين: يساعد لعب الأطفال مع الآخرين عادةً على تنمية المهارات الاجتماعيّة المختلفة، وأبرزها معرفة طريقة التفاعل مع الآخرين في بيئتهم.   - تعلّم طريقة التعامل مع المشاعر: تراود الأطفال الكثير من المشاعر عند ممارسة الألعاب؛ بما في ذلك الشعور بالحزن عند الخسارة، أو الشعور بالغضب أو غير ذلك. يتعلّم الأطفال كيفيّة التعامل مع هذه المشاعر وتجاوزها أثناء اللعب.   - تنمية الثقة: يمرّ الطفل بالكثير من التحدّيات التي يتجاوزها وينجح فيها أثناء اللعب، ما يعزّز الثقة لديه.  - تطوير مهارات الكتابة والحساب والقراءة: يحتاج اللعب إلى الكتابة والقراءة، بالإضافة إلى إجراء بعض العمليّات الحسابيّة أحيانًا. تتطوّر هذه المهارات لدى الأطفال تطوّرًا جيّدًا مع الاستمرار بتأديتها.    خصائص الألعاب المفيدة في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته   تتمتّع الألعاب المفيدة التي تساعد على تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته بالكثير من الخصائص المختلفة، ومن أهمّها:   - النشاط: يستخدم الأطفال أجسادهم وعقولهم للتفاعل مع البيئة المحيطة، فضلًا عن التفاعل مع الأشخاص الآخرين والتفاعل مع المواد المختلفة.   - التواصل: يتبادل الأطفال أثناء اللعب المعلومات والمعارف مع بعضهم، ويكون التواصل باستخدام الكلمات والألفاظ المختلفة، أو بلغة الجسد والإشارات الأخرى.   - المتعة: قد يتوقّف الأطفال عن اللعب إذا فقدوا عنصر المتعة أثناء ممارسة الألعاب. لذلك، ينبغي توفير المتعة المناسبة حتّى يستمرّ الأطفال في اللعب المفيد لتطوير مهاراتهم وشخصيّاتهم.   - التفاعل: من المفيد أن يمارس الأطفال بعض الألعاب بمفردهم أحيانًا، ولكنّ الألعاب التفاعليّة تساعد على تنمية المهارات الاجتماعيّة، وتكوين العلاقات، والانخراط في النشاطات المختلفة مع الآخرين.     أنواع الألعاب المفيدة في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته  تُقسَم الألعاب المفيدة في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته إلى مجموعة من الفئات:   - الألعاب البدنيّة: تندرج جميع الألعاب التي تتضمّن حركة جسديّة ضمن هذا النوع من الألعاب المفيدة للأطفال، ومنها ألعاب القفز والجري التي تنمّي القوّة الجسديّة وتحسّن التناسق في الحركة.    - الألعاب اللغويّة: يبدأ اللعب مع الأطفال لغويًّا في عمر الشهرين، حيث البدء بإصدار الأصوات التي نسمّيها الهديل. يتضّمن هذا النوع الألعابَ التي تحتوي على الكلمات والأصوات المختلفة وتأليف القوافي وما يشبهها.   - الألعاب الاستكشافيّة: تتميّز هذه الألعاب باستكشاف الأشياء الجديدة غير المألوفة للطفل، حيث يكتسب الطفل بها الرغبة في اكتشاف الأشياء الجديدة في العالم من حوله. الأمر الذي يزيد من قدرته المعرفيّة.   - ألعاب البناء: يتضمّن هذا النوع الكثير من الألعاب التي يقوم الطفل فيها بإنشاء الهياكل المختلفة. يساعد هذا النوع من الألعاب على تطوير إبداعه تطويرًا ملحوظًا.  - ألعاب المسرحيّات الخياليّة: يستطيع الطفل، من خلال المسرحيّات الخياليّة التي ينشئها في ذهنه أثناء اللعب، اكتشاف كيفيّة عمل الأشياء من حوله في العالم الحقيقيّ، بغية استخدامها لبناء العالم الخاصّ.  - اللعب الاجتماعيّ: في هذا النوع من الألعاب المفيدة، يتفاعل الأطفال مع الآخرين، ويمارسون الأدوار المختلفة، ويتعلّمون المهارات الحياتيّة اللازمة.    أفكار حول ألعاب الأطفال المفيدة   لا شكّ أنّ هناك الكثير من الأفكار حول الألعاب المفيدة في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته؛ مثل اللعب مع الأطفال الرُضَّع بالتحدّث إليهم، لأنّهم لا يستطيعون التحرّك أو الجلوس في هذه المرحلة من العمر. وعندما يكبر الأطفال أكثر، يستطيع الآباء توفير بعض الألعاب ذات الألوان الزاهية التي تثير انتباههم.   من الأهمّيّة بمكان ممارسة الأطفال الصغار ألعابَ تقمّص الأدوار، وألعاب الألغاز، فضلًا عن اللعب التخيّليّ والتلوين والرسم. إذا أصبح الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، تكون الألعاب التي يرغب فيها أكثر تنظيمًا؛ مثل اللعب بالليجو، أو بناء الأبراج باستخدام الألعاب، بالإضافة إلى ألعاب الألغاز.    مراحل اللعب المختلفة عند الأطفال حسب نظريّة بارتن   توجد ستّ مراحل مختلفة للعب عند الأطفال، بحسب نظريّة ميلدريد بارتن، ولكلّ مرحلة مميّزاتها:   - مرحلة الملاحظات الشاغرة: يكون الطفل في هذه المرحلة ساكنًا، كما يبدو لعبه مُتعثِّرًا نسبيًّا، إلّا أنّها مرحلة تؤسِّس وتبني لمراحل اللعب الأخرى عنده.   - مرحلة اللعب الانفراديّ: في هذه المرحلة، يمارس الأطفال الألعاب بمفردهم، ورغم قلق بعض الآباء حيال ذلك؛ غير أنّها مرحلة طبيعيّة من مراحل اللعب عند الأطفال.   - مرحلة ملاحظة الآخرين: يجلس الأطفال في هذه المرحلة ويشاهدون الأطفال الآخرين الذين يلعبون من دون مشاركتهم اللعب. تُعرَف هذه المرحلة باسم ملاحظة الآخرين أو اللعب المُتفرِّج.   - مرحلة اللعب الموازي: يشير اللعب الموازي إلى ممارسة الأطفال الألعاب وهم يجلسون بجانب بعضهم من دون مشاركة أو تفاعل حقيقيّ، وذلك مثل أن يلعب طفلان بسيّارتين مختلفتين على الأرض من دون تفاعل حقيقيّ.   - مرحلة اللعب الجماعيّ: يحرص الأطفال هنا على اللاعبين ويهتمّون بهم، بدلًا من الاهتمام بالأشياء المتضمِّنة في اللعبة. تسمح هذه المرحلة للطفل بممارسة ما لاحظه عند اللعب المتفرِّج واللعب الموازي.   - مرحلة اللعب التعاونيّ: يصل الطفل في المرحلة الأخيرة إلى اللعب التعاونيّ، وهي المرحلة التي يتعاون الأطفال فيها مع بعضهم البعض في ممارسة اللعب.    أضرار منع الأطفال من اللعب   يؤدّي منع بعض الآباء أبناءهم من اللعب إلى كثير من الأضرار التي تتعلّق بتنمية الشخصيّة وتطوير المهارات. أهمّها زيادة مشكلات الانتباه والسلوك التي يعانيها الطفل. الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى الحدّ من النموّ على الصعيد العاطفيّ والاجتماعيّ، ويؤثِّر في حياة الطفل كثيرًا مع التقدّم في العمر. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الدراسات التي أظهرت احتماليّة زيادة مستويات التوتّر عند الأطفال عندما يُمنعون عن ممارسة اللعب.     اقرأ أيضًا: أضرار الصراخ على الأطفال: حقيقة أم خيال؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع   - https://www.nidirect.gov.uk/articles/how-play-helps-childrens-development   - https://publications.aap.org/pediatrics/article/119/1/182/70699/The-Importance-of-Play-in-Promoting-Healthy-Child?autologincheck=redirected?nfToken=00000000-0000-0000-0000-000000000000   - https://www.familylives.org.uk/advice/early-years-development/learning-and-play/why-play-matters   - https://www.healthline.com/health/the-importance-of-play   - https://www.startingblocks.gov.au/other-resources/factsheets/the-importance-of-play-in-children-s-learning-and-development   - https://www.canr.msu.edu/news/the_power_of_play_part_4_characteristics_of_play   - https://www.canr.msu.edu/news/the_power_of_play_part_3_types_of_play   - https://www.healthline.com/health/the-importance-of-play#ideas-for-play   - https://www.canr.msu.edu/news/the_power_of_play_part_1_stages_of_play