والديّة

والديّة

تستكمل منهجيّات مقاربتها العمليّة التربويّة والاهتمام بالأطفال والشباب المتعلّمين عبر إطلاق قسم الوالديّة. فالمجلّة والمنصّة تنطلقان/ تستهدفان الممارسين التربويّين في المدارس، من معلّمين وواضعي سياسات. ودائرة الموضوعات تشمل كلّ قضايا الاهتمام بالمدرسة، ممارسة وتخطيطًا. لكنّنا شعرنا دائمًا انّ حلقةً ناقصةٌ في هذه المقاربة، تتعلّق بـ"الممارسين التربويّين" في البيت، قبل أن يذهب الأولاد إلى المدارس، وبعد أن يعودوا منها. ولاستكمال اهتمامنا بصحّة الأولاد الجسديّة والنفسيّة، ومحاولتنا لفت النظر إلى من هم بحاجة إلى عناية خاصّة منهم، نطلق قسم الوالديّة ليصير واحدًا من أبواب المنصّة الدائمة.

تتوجّه مقالات الوالديّة الى أهالي المتعلّمين، المهتمّين بالتعليم بشكل عامٍّ، وبتعليم أبنائهم وتأمين نموّ سليم لهم على كلّ الصعد. وتنطلق المقالات ممّا يكثر البحث عنه في محرّكات البحث، لتقدّم للقرّاء/ الأهل مواضيع تربوية تهمّهم، وتزيد من وعيهم بخصائص مراحل نموّ أبنائهم، وتساعدهم في التعرّف إلى أساليب التعامل مع بعض المشاكل السلوكيّة التي من الممكن أن تظهر عند أبنائهم، وإلى برامج تعليميّة تساعدهم على اتّخاذ قرارات تخصّ تعليمهم. 

وقد اهتممنا بأن تكون المقالات سهلة سلسة، واضحة ومباشرة، تساعد على فهم الموضوع وإثارة النقاشات بين الأهالي المهتمّين. كما اعتمدنا على أكثر من مصدر لكتابة كلّ مقال، وأثبتنا هذه المصادر في ختام المقالات لتزويد الأهل الراغبين بمعرفة أشمل بالموضوع المقروء.

وأخيرًا، نلفت الانتباه إلى قضيّة شديدة الأهمّيّة: الكثير من المقالات تقارب قضايا ومؤشّرات لها علاقة بأنماط نفسيّة خاصّة بالأطفال والمراهقين، أو قضايا المتعلّمين ذوي الصعوبات التعلّميّة. إنّنا نشدّد على أنّ المقالات تقدّم إلى الأهل نصائح وإرشادات تساعدهم أو تحثّهم على طلب مساعدة الاختصاصيين، ولا تقدّم معالجات أو مبادرات للأهل كي يقوموا بها بأنفسهم حين رصد ظواهر تستدعي الانتباه. 

المزيد

أهمّيّة ممارسة الرياضة للأطفال

مرحلة الطفولة هي المرحلة الأخطر والأكثر تأثيرًا في تكوين عاداتنا وأنماط حياتنا. لذا، يصعُب تغيير كلّ ما اكتسبناه منها على المدى الطويل. انتشرت العديد من المشكلات الصحّيّة والنفسيّة بين الأطفال انتشارًا غير معهود من قبل، بسبب الثورة التكنولوجيّة التي اجتاحت عالم الطفولة وغيّرت نمط حياة الأطفال من الانطلاق والحركة وتنمية عقولهم بالفضول وحبّ التجربة، إلى تقييد عقولهم وأجسامهم بقيود الأجهزة الإلكترونيّة. وعليه، أصبحت ممارسة الرياضة للأطفال من أعظم الفرص التي نوفّرها لهم حتّى يُقبِلوا على الحياة، واثقين بقدراتهم ومتمتّعين بصحّة نفسيّة متّزنة، لما في الرياضة من آثار إيجابيّة وفعّالة صحيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا في حياتهِم.    فوائد ممارسة الرياضة للأطفال  توفّر ممارسة الرياضة للأطفال مزايا عديدة تتجاوز اللياقة البدنيّة. إليك أهمّ فوائد الرياضة وضرورتها لنموّ الطفل ونجاحه في المستقبل:     تحسين صحّة الطفل البدنيّة   الحياة الصحّيّة سرّ الجسم النشيط والمناعة القويّة. لذا، تعدّ ممارسة الرياضة للأطفال السبيل الأفضل لبناء صحّة بدنيّة مرتفعة تقيهم من تبعات تقدّم العمر. وتتلخّص فوائد الرياضة لصحّة طفلك البدنيّة في النقاط الآتية:  - تعزيز مناعة الطفل لمقاومة الأمراض المختلفة.  - تحسين نموّ العضلات والعظام والأربطة والمفاصل.  - تقليل نسبة الكوليسترول في الدم.  - تعزيز جودة نوم الطفل ووقايته من الإصابة بالأرق.  - الوقاية من خطر الإصابة بمرض السكري.  تذكّر أنّ بناء عادات صحّيّة للطفل وتنشئته على كون الرياضة جزءًا لا يتجزّأ من حياته، يبني له نظامًا يقيه من زيادة الوزن كلّما تقدّم في العمر، ويسهم في تعزيز ثقته بنفسه.     تحسين صحّة الطفل النفسيّة   يغفل الكثير من الأهالي عن أهمّيّة ممارسة الرياضة للأطفال في تفريغ الطاقة السلبيّة، بالإضافة إلى فوائد تتعلّق بصحّتهم النفسيّة. تشمل هذه الفوائد:    - تخفيف حدّة القلق.   - المساعدة في معالجة الاضطرابات النفسيّة المرتبطة بكيمياء الدماغ.   - مساعدة الطفل على السيطرة على تقلّباته المزاجيّة.   - معالجة الرهاب الاجتماعيّ والعزلة عند الطفل بفضل العلاقات التي يؤسّسها.             - تعزز ثقة الطفل بنفسه.     وحسب ما ذكره خبراء الطبّ النفسيّ، مثل د. كريستين هيبيرت، تؤدّي ممارسة الرياضة للأطفال دورًا فعّالًا في التعافي من اضطرابات خطيرة وشائعة، مثل التوحّد واضطراب الشخصيّة الحدّيّة والشيزوفرانيا. بالإضافة إلى الصدمات المتعلّقة بالحياة الأسريّة والعلاقات. كما تؤكّد الدراسات أنّ ممارسة الطفل للرياضة في عمر مبكِر يقلّل من احتمال إصابته بالأمراض النفسيّة.     رفع مهارات الطفل العقليّة   تعدّ الرياضة شريان حياة الطفل، لأنّ فترة الطفولة هي الفترة الأكثر حساسيّة في ما يتعلّق بتطوير المهارات العقليّة، حيث تُسهِم التمارين الرياضيّة في تطوير مهارات الطفل الإدراكيّة وقدراته. من هنا، تعزّز الرياضة تدفّق الدم إلى الدماغ وتقوّي اتّصالات الخلايا العصبيّة. لذلك، تؤثِّر حالة النشاط التي تُسبّبها ممارسة الرياضة للأطفال تأثيرًا إيجابيًّا في النموّ العقليّ، وبالتالي، في الأداء الأكاديميّ والتفوّق الدراسيّ.   ولممارسة الأطفال الرياضة علاقة مباشرة بتنمية القدرة على التفكير والانتباه، وتقوية الذاكرة والذكاء اللغويّ، بالإضافة إلى مهارات القراءة والذكاء الرياضيّ، بحسب ما أشارت إليه الدراسة المنشورة في المجلّة الدوليّة للبحوث البيئيّة للصحّة العامّة.    تعزيز ذكاء الطفل الاجتماعيّ   تعدّ ممارسة الرياضة من أكثر الأنشطة التي تُنمِّي علاقات الطفل، وهي من أهمّ العوامل المؤثِّرة في تشكيل حياة طفلك الصحّيّة. فلا سبيل إلى اكتساب المهارات الاجتماعيّة سوى العلاقات المباشرة وتراكم التجارب. لذلك، كانت ممارسة الرياضة من أكثر الطرق فعّاليّة لمساعدة الأطفال ذوي الخبرة الاجتماعيّة الضعيفة، لينمّوا مهارات التواصل لديهم، ويكتسبوا الثقة بأنفسهم، والشجاعة للتعبير عن أنفسهم بتكوين الصداقات وتبادل الخبرات مع الآخرين.   توفير فرص مستقبليّة أفضل للطفل   بفضل الطاقة الإيجابيّة التي يستمدّها الأشخاص الذين نشأوا على ممارسة الرياضة منذ طفولتهم، يكون احتمال مواجهة مشكلات الثقة بالنفس وضعف الشخصيّة والتقدير الذاتيّ المنخفض لديهم أقلّ من أقرانهم الذي لا يمارسون الرياضة. فتكفل الممارسة الطويلة للتمارين الرياضيّة مناعة قويّة للطفل، ونشاطًا وانفتاحًا على الحياة، وتصالحًا مع النفس يمكنّه من خوض التجارب وتطوير شخصيّته وفق ما يناسب كلّ مرحلة في حياته.     * * *  توفِّر ممارسة الرياضة للأطفال العديد من الفوائد التي تتعدّى اللياقة البدنيّة، فهي تبني لديه أساسًا قويًّا للنجاح بتعزيزها العمل الجماعيّ والانضباط والقيادة والثقة بالنفس والمهارات الحياتيّة الرئيسة. فيضع الانخراط في الأنشطة الرياضيّة في سنّ مبكِرة، الأطفال على طريق التنمية الشاملة، ويعزِّز رفاه الطفل العامّ، ويعدّه للتحدّيات المستقبليّة. وعليه، شجِّع طفلك على الانضمام إلى نادٍ رياضيّ ودع الرياضة تساعده على إطلاق العنان لقدراته.     أقرأ أيضًا: دور اللعب في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال وسُبُل تجنّبها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع  https://www.acefitness.org/resources/everyone/blog/6441/top-10-reasons-children-should-exercise/#:~:text=Children%20who%20are%20active%2060%20minutes%20per%20day,Physical%20%28body%29%20and%20cognitive%20%28brain%29%20development%20go%20hand-in-hand.    https://www.cdc.gov/physicalactivity/basics/adults/health-benefits-of-physical-activity-for-children.html          

كيفيّة التعامل مع خصوصيّة المراهق من دون تجاوز حدوده الشخصيّة

يحرص معظم الوالدين على مراقبة سلوك أبنائهم المراهقين وتتبّع تفاصيلهم وسير حركتهم، لحمايتهم من الأحداث السلبيّة وغير المتوقّعة خارج المنزل. ولكن، بينما يقومون بذلك بدافع القلق، قد يتجاوزون خصوصيّة ابنهم أو ابنتهم المراهقة تجاوزًا غير متعمَّد، ممّا يؤدّي إلى نتائج تربويّة عكسيّة، بسبب رغبة المراهق، خلال هذه المرحلة بالذات، التحرَّر من السلطة الوالديّة. نسلّط الضوء في هذا المقال على كيفيّة التعامل مع خصوصيّة المراهق، من دون تجاوز حدوده الشخصيّة.     ما أهمّيّة التعامل مع خصوصيّة المراهق؟  مع بدء المراهق رحلته نحو النضج، قد لا يدرك الوالدون أنّه آن الأوان أخيرًا أن يعطوا ابنهم أو ابنتهم المساحة الشخصيّة، حيث يستطيعون النموّ والتعلّم من أخطائهم وحدهم. وهي حقيقة لا بدّ أن يدركها الوالدون، وإن كان ابنهم لا يزال طفلًا في نظرهم. فمن الطبيعيّ أن تبدأ نزعة الاستقلاليّة في النموّ داخله، فيميل، عاجلًا أم آجلًا، إلى التمرّد على القوانين التي يفرضها الوالدان. ورغم التمهيد لهذه المرحلة مسبقًا، سواء من الطفل نفسه أم من أهله، لضمان التحكّم الإيجابيّ بمستوى هذه الخصوصيّة، إلّا أنّها تبدأ فعليًّا منذ دخول الابن أو الابنة مرحلة المراهقة.    لماذا يحتاج المراهق إلى مساحة من الخصوصيّة؟  أوّل خطوة تشعِر المراهق بدخوله عالم الكبار تمتّعه بحياة خاصّة وبعيدة عن والديه، حيث يمكنه التصرّف كما يحلو له فيها، من دون رقابة أو تقييم دائم لسلوكه، لأنّه يعتبر محاسبة الوالدين المستمرّة سلوكًا موجّهًا إلى الأطفال فقط، وهو لم يعد طفلًا من وجهة نظره. وبالتالي، نزعة ابنك المراهق نحو وضع حدود شخصيّة له، ليست عرضًا خطيرًا، ولكنّها لا تعني، كذلك، قبول الوضع كما هو، من دون أيّ تدخّلات. وعليه، كيف نحمي المراهق من دون إشعاره باقتحام منطقته الآمنة؟ لنجيب عن هذا السؤال يجب أن نحدّد أوّلًا شكل الخصوصيّة الذي يبتغيه المراهق، وأن نفهم حدود الخصوصيّة السويّة التي يجب على الوالدين احترامها.  تنمية اهتماماته  عندما يكبر المراهق، يواجه تحدّيات كبيرة، مثل فهم شخصيّته وأحلامه وأهدافه في الحياة. ونظرًا إلى التطوّر السريع لدماغ المراهق، فهو يكتسب مهارات تفكير جديدة، ويطوّر اهتمامات اجتماعيّة ورومانسيّة وعمليّة ومهنيّة جديدة. وبالنسبة إلى الوالدين، هناك الكثير من الأشياء المجهولة التي يقوم بها المراهق بهدف تنمية المهارات المرتبطة برغبته باكتشاف ذاته. قد يكون الأمر مخيفًا إذا ما تُرِك المراهق ليحلّ أموره بنفسه، ولا سيّما إذا شعرت بالقلق من إمكانيّة اتّخاذه خيارات سيّئة. تعزيز الثقة بالنفس  عندما يُمنَح المراهق الخصوصيّة التي يحتاج إليها، يساعد ذلك على تحقيق الاستقلاليّة، ممّا يبني ثقته بنفسه بشكل أفضل، كونه إنسانًا واعيًا وقادرًا على تحمّل المسؤوليّة. بصفتك أحد الوالدين، حاول جاهدًا تحقيق التوازن بين معرفة ما يفعله ابنك المراهق، والثقة به في بعض الأمور الخاصّة.  تجنّب الخلافات  عندما يعتقد المراهق أنّ والديه ينتهكان خصوصيّته، تزداد الخلافات في المنزل، لأنّه قد يشعر أنّ والديه لا يثقان به، أو أنّهما ما يزالان يريانه طفلًا صغيرًا. لذلك، يفضِّل المراهق أن يحصل على الخصوصيّة الكافية بما يقلّل الخلافات بينه ووالديه.   ما حدود خصوصيّة المراهق؟  الخصوصيّة الصحّيّة التي يجب أن يحترم حدودها الوالدان في حياة المراهق هي القرارات الشخصيّة المناسبة لعمره، وتلك التي لا يحتاج إلى توجيه فيها، كاختيار هوايته وتفضيلاته في اختيار الملابس، أو التخصّص الذي يحبّه. بالطبع، يدخل توجيه الأهل في مثل هذه الجوانب، ولكن من باب النصيحة والنقاش، وعرض الأمور من مختلف وجهات النظر، وليس الإجبار، لأنّ القرار الذي ينحصر في مثل هذه الاختيارات لا يؤثّر مباشرةً في قيم الأسرة الجوهريّة التربويّة.    كيف أحقّق التوازن بين احترام خصوصيّة ابني المراهق وحمايته؟  يتعلّق التعامل مع خصوصيّة المراهق بالموازنة بين احترام خصوصيّته والتدخّل التربويّ عند ظهور علامات تدلّ على ضرورة توجيهه ومساعدته. إليك أهمّ وسائل الموازنة التربويّة بين احترام خصوصيّة المراهق وحمايته:  ابنِ الثقة بينك وبينه  بناء الثقة بين الوالدين والابن المراهق سرّ نجاح معادلة الخصوصيّة في حياة المراهق، لأنّ الثقة المتبادلة بين الوالدين والابن تدفعه إلى مشاركة والديه أفكاره ونواياه وعلاقاته وحياته الخاصّة بحريّة. الأمر الذي يُطمئن الوالدين أنّ المراهق يلجأ إليهما أوّلًا حين يقع في مشكلة، أو يمرّ بتغيّرات فكريّة أو نفسيّة، من شأنها التأثير في حياته سلبيًّا.   استخدم لغة الحبّ بدلًا من النقد  لا يتخيّل الوالدون مدى أهمّيّة اللغة التي يستخدمونها في توجيه أبنائهم. تعني لغة اللوم والنقد المستمرّين، بالنسبة إلى المراهق، هجومًا شخصيًّا عليه وتقليلًا من شأنه، لا رغبة في تقويم سلوكه ليعيش بصورة أفضل. لذا، تعدّ لغة الاقتراح أكثر إيجابيّة في توجيه النصح للمراهق، لأنّها توصل إليه رسالة ضمنيّة بأنّ والديه يريدان مساعدته بدافع الحبّ والحرص عليه، لا الندّيّة والرغبة في حرمانه ممّا يريد.  تقبّل شخصيّته يحتاج المراهق إلى أن يشعر بأنّ والديه يقبلانه من دون شروط، وأنّ حبّهما له ليس مرتبطًا بصورة أو سلوك معيّن، فذلك كفيل بإقناعه بماهيّة الدافع الحقيقيّ وراء تخوّفهما من حدوده الشخصيّة التي قد تزيد عن الحدّ أحيانًا. فعندما يتفهّم كلّ طرف دافع الآخر ويتقبّله تقلّ حدّة الأزمة، ويستوعب الابن أنّ حدوده الشخصيّة لا تعني عدم وجود مكان لوالديه في حياته.  تفهّم مشاعره  يهرب الابن المراهق من أيّ مصدر للضغط النفسيّ. لذلك، يجب أن يبدي الوالدان بعض التفهّم أحيانًا، وإن كان الأمر غريبًا بالنسبة إليهما في البداية. فعندما يشعر المراهق بأنّ والديه يعطيانه مساحة التفهّم التي يحتاج إليها سوف يلجأ إليهما تلقائيًّا، ليشكو همومه أو يناقش قرارته، لأنّه يشعر بتحرّره من الضغوط والأحكام على أفكاره. بالمقابل، يهاب المراهقون مع الوالدين المتسلطين التعبير عن أفكارهم وأحداث حياتهم الخاصّة أمامهما.   * * * يعدّ تحقيق التوازن بين خصوصيّة المراهق والتعامل معها مسعى متعدّد الأوجه، لأنّه يتطلّب فهمَ احتياجات المراهقين الخاصّة، والمخاطر المحتملة أمامه، مع التركيز على أهمّيّة تعزيز الثقة والتواصل المفتوح. يتطلّب تحقيق هذا التوازن تفاعلًا دقيقًا بين احترام استقلاليّتهم، وتقديم التوجيه اللازم لسلامتهم ورفاههم. ومن هنا، يمكنك إنشاء بيئة يمكن لابنك المراهق الازدهار فيها بحرّيّة مع إبقائه بأمان، وذلك بالتغلّب على هذه التحدّيات بالتعاطف والتعليم والتعاون.   اقرأ أيضًا طرق التعامل مع المراهق العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع https://www.parentcircle.com/how-to-respect-a-teenagers-privacy/article#:~:text=Don't%20intrude%3A%20Keep%20in,be%20having%20with%20her%20friends.   https://nalandaschool.org/why-and-how-to-respect-childs-privacy/   https://www.verywellfamily.com/why-does-my-teen-need-privacy-2609615      

كيفيّة تقوية شخصيّة الطفل الحسّاس وتنمية مهاراته الاجتماعيّة

هل تشعر أنّ طفلك أكثر حساسيّة من الأطفال الآخرين؟ يمتلك الأطفال ذوو الحساسيّة العالية مزاجًا فطريًّا يجعلهم أكثر عرضة للمثيرات والعواطف الخارجيّة. وفي هذه الحالة، يكمن دور الوالدين في فهم طبع طفلهم ودعمه ومساعدته على الازدهار في عالم قد يشعر فيه أحيانًا بالإرهاق. تكشف هذه المقالة استراتيجيّات الوالديّة الفعّالة لتربية الأطفال ذوي الحساسيّة العالية، وتمكينهم من تطوير نقاط قوّتهم الفريدة والتعامل مع التحدّيات.    ما سمات شخصيّة الطفل الحسّاس؟  قبل أن نتحدّث عن بعض استراتيجيّات تربية الطفل الحسّاس، من المهمّ أن نفهم سمات شخصيّته: شدّة الملاحظة  تتميّز شخصيّة الطفل الحسّاس بالملاحظة الشديدة، حيث يستقبل معلومات حسّيّة أكثر من الأطفال الآخرين. قد تجده يلاحظ التفاصيل الدقيقة والتغييرات التي لا يلاحظها الأطفال الآخرون. على سبيل المثال، قد يشعر الطفل الحسّاس بالانزعاج الشديد تجاه الأصوات الخافتة، أو الأصوات الصاخبة، أو قد تزعجه الرطوبة الطفيفة على ملابسه، أو الروائح والنكهات المخفيّة في الطعام.  المراقبة والإدراك  سمة أخرى من سمات شخصيّة الطفل الحسّاس هي معالجة المعلومات والأحداث المحيطة به بهدوء. فهو يفضّل المراقبة والتفكير قبل أن يقدم على أي تصرّف، لأنّه يعمل بوعي شديد. لذلك، بالرغم من حقيقة كون الطفل هادئًا أو خجولًا، إلّا أنّه مبدع جدًّا نتيجة عمليّات التفكير المستمرّة التي تحدث داخل عقله.  التعاطف الشديد مع الآخرين  يتمتّع الطفل الحسّاس بشعور قويّ ومستمرّ من التعاطف مع الآخرين، فهو يأخذ وقتًا طويلًا في التفكير في الإشارات الاجتماعيّة لمن يحيط به، كتعابير الوجه ونبرة الصوت والعواطف.  الانفعالات العاطفيّة   نظرًا إلى سهولة تأثّر الطفل الحسّاس بالمؤثرّات والعوامل المحيطة، يتأثّر بسهولة بالمواقف التي يتعرّض إليها وتحفّز الانفعالات والمشاعر العاطفيّة لديه، مثل التوتّر والحزن والبكاء الشديد.   التعرّض إلى نوبات الغضب  نظرًا إلى المستويات العالية من الملاحظة والتفكير، تكون شخصيّة الطفل الحسّاس أكثر عرضة إلى نوبات الغضب والانهيارات. وعادة ما ينتج ذلك عن تحليل المعلومات أو العبء العاطفيّ.    كيف تتعامل مع شخصيّة الطفل الحسّاس؟  عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع شخصيّة الطفل الحسّاس، يعبِّر العديد من الوالدين عن تحدّيات في معرفة كيفيّة التصرّف معه. تعدّ شخصيّة الطفل الحسّاس أكثر حساسيّة تجاه النقد الذي يلقيه عليه من حوله. وفي الوقت الذي يكون فيه الوالدان أكثر حذرًا عند التعامل مع طفلهم الحسّاس، فهم يودّون أيضًا العثور على الطريقة المثاليّة لتنمية مهاراته الاجتماعيّة وتشجيعه على التعلّم والنموّ. إليك أهمّ استراتيجيّات التعامل مع شخصيّة الطفل الحسّاس:   قدّر مشاعر طفلك   ساعد طفلك على الاعتراف بمشاعره بفهمك لها وتقديرها. يساعده ذلك على الشعور بأنّه مسموع ومفهوم، كما يساعده على فهم مشاعره فهمًا أفضل، ويصبح أكثر تقبّلًا للانتقادات البنّاءة.  اتّبع قاعدة "اقترب قبل أن تنتقد"   عند التعامل مع شخصيّة الطفل الحسّاس، فكّر بإيجابيّة تجاه مشاعره، وعزّز التواصل بينكما، وامدح إيجابيّات تصرّفاته قبل أن تذمّ السلبيّات.  استخدم نبرة صوت محايدة  يفهم طفلك الحسّاس النبرة الهادئة أكثر من غيرها، فالتحدّث بنبرة محايدة يجعل من السهل على طفلك الحسّاس تقبّل ملاحظاتك وفهمها. يمكن أن تساعده نبرة الصوت الهادئة في التركيز على الرسالة، بدلاً من الشعور بالارتباك.  كن مباشرًا  على الرغم من أنّك قد تفكّر بتغيير بعض قواعدك، لتجنّب إزعاج طفلك الحسّاس، إلّا أنّ الاستثناءات الكثيرة تجعل من الصعب عليه التعلّم على المدى الطويل. لذلك، لا تغيّر شيئًا في قواعدك، وكن واضحًا في تطبيقها. اخلق له بيئة هادئة وآمنة  تفضّل شخصيّة الطفل الحسّاس البيئات الهادئة والمنظّمة. لذلك، أنشئ مساحة منزليّة آمنة وخالية من الضوضاء والأضواء الساطعة والفوضى، وضع روتينًا يمكن التنبّؤ به وحدودًا واضحة لتوفير الشعور بالاستقرار والأمان، ممّا يسمح له بإدارة عواطفه بفاعليّة. علّمه الذكاء العاطفيّ إنّ مساعدة الطفل الحسّاس على فهم عواطفه وتنظيمها أمر بالغ الأهمّيّة. علّمه الذكاء العاطفيّ وساعده على التعرّف إلى مشاعره والتعبير عنها تعبيرًا بنّاءً، وشجّعه على التواصل المفتوح والاستماع الفعّال، بما يسمح له بالتعبير عن مشاعره من دون إصدار أحكام. كما يمكنك تعزيز وعيه الذاتيّ ومرونته العاطفيّة، بتزويده بمفردات مناسبة لعمره، تساعده على التعبير عن تجاربه وعواطفه.  شجِّعه على ممارسات الرعاية الذاتيّة  يفيد الأطفال ذوو الحساسيّة العالية كثيرًا من ممارسات الرعاية الذاتيّة التي تعزِّز الاسترخاء والتوازن العاطفيّ. شجِّع طفلك على ممارسة الأنشطة المختلفة، مثل القراءة أو الرسم أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو الهوايات التي يستمتع بها. وعلّمه تقنيات التنفّس العميق أو التأمّل، لمساعدته على إدارة مشاعر التوتّر والقلق لديه. تستطيع أن تمكِّن طفلك من تحمّل كامل مسؤوليّة رفاهه العاطفيّ، بتعزيز عادات الرعاية الذاتيّة.   * * * تتطلّب معاملة شخصيّة الطفل الحسّاس الكثير من الصبر والتفهّم والرعاية. إنّك تمكِّن طفلك الحسّاس من الازدهار بخلق مساحة هادئة وآمنة، وتعليمه الذكاء العاطفيّ، ودعم ممارسات الرعاية الذاتيّة لديه. ولكن، تذكّر أنّ كلّ طفل فريد من نوعه، ومن الضروريّ تصميم استراتيجيّات الوالديّة وفق احتياجات الطفل الفرديّة. يمكن للطفل الحسّاس أن يتبنّى حساسيّته مصدر قوّة تمكنّه من التواجد بين أقرانه بثقة، بالاستراتيجيّات الملائمة والدعم المناسب.   اقرأ أيضًا: الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع https://www.atlaspsychologycollective.com/blog/highly-sensitive-child-parenting-strategies   https://www.annajah.net/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%B3-%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%88%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9%D9%87-article-32434      

أهمّيّة مهارات التواصل الفعّال مع الأطفال وطرق تنميتها

لطفلك طريقته الفريدة والمميّزة في التواصل مع أفراد محيطه، نظرًا إلى اختلاف أنماط التواصل اللغويّ عند الأطفال. لذلك، يكمن دورك مع طفلك هنا في تعزيز مهاراته في التواصل مع الآخرين بكفاءة، حيث يكون قادرًا على بناء علاقات اجتماعيّة ناجحة، لأنّ دائرة العلاقات مفتاح مهمّ في بناء الشخصيّة وتطوّرها. فكلّما حظي الطفل بمهارات اجتماعيّة أعلى، كان قادرًا على التفاعل مع محيطه واكتساب الخبرات التي يحتاج إليها في تلك المرحلة اكتسابًا أسرع. يشرح هذا المقال شرحًا مفصّلًا كيفيّة تطبيق مهارات التواصل الفعّال مع الأطفال في رحلة حياتهم والطرق الناجحة لتحقيق ذلك.     ما أهمّيّة مهارات التواصل الفعّال مع الأطفال؟  مهارات التواصل الفعّال مع الأطفال هي السبيل الأوّل لتحقيق الأهداف، واغتنام الفرص في مختلف مراحل حياتهم، لأنّها تُكسِبهم ذكاءً اجتماعيًّا يضمن لهم آفاقًا أوسع من التطوّر الشخصيّ والمهنيّ. كما أنّ تواصل الآباء الجيّد مع أطفالهم من أهمّ مصادر الدعم النفسيّ في حياتهم. إليك أهمّ فوائد التواصل الفعّال مع الأطفال:    فرص تعليميّة أفضل    تمكِّن المهارات الاجتماعيّة التي يكتسبها الطفل والديه من التواصل معه، لتحقيق مستويات تعليميّة أعلى مستقبلًا، لأنّ مهارات الطفل الاجتماعيّة تساعده على التفاعل المستمرّ مع معلّميه وزملائه، وتكسبه الشجاعة الكافية لمشاركته في الأنشطة التعليميّة وغيرها. يكتسب الطفل ذو المهارات الاجتماعيّة المرتفعة قدرًا كبيرًا من الثقة بالنفس والمبادرة بالتفاعل، ممّا يرجِّح ارتفاع مستواه الدراسيّ وتأقلمه مع نظام المدرسة بسهولة، فضلًا عن إكسابه الطموح للوصول إلى مكانة دراسيّة أعلى.  حياة اجتماعيّة ناجحة   ترسِّخ مهارات التواصل الفعّال لدى الأطفال قدرة كبيرة على بناء الصداقات، وتوسيع شبكة العلاقات. الأمر الذي يساعدهم على بناء حياة اجتماعيّة صحيّة وإيجابية. فيكون الأطفال الذين يحظون بهذا النمط المنفتح مؤهّلين ومستعدّين لخوض تجارب أكثر عمقًا وتأثيرًا. يكتسب الطفل، بفضل هذه التجارب، خبرة اجتماعيّة واسعة ومهارات عمليّة تكوّن شخصيّته وتطوّر ذكاءه العاطفيّ والاجتماعيّ، بما يساعده على الحفاظ على علاقاته الاجتماعيّة وبناء أسلوب حياة تفاعليّ ومحفِّز.   صحّة نفسيّة متّزنة   يُعدّ التواصل الفعّال مع الأطفال عاملًا مؤثِّرًا للغاية في الحفاظ على صحّة الطفل النفسيّة، فعندما توجد لغة حوار منفتحة بين الطفل وأسرته ومحيطه، يتمكّن الطفل من التعبير عن مشكلاته واحتياجاته بحرّيّة، ممّا يساعد الوالدين على تقديم الدعم له تقديمًا صحيحًا، والتعبير عن حبّهم له وفق ما يحتاج إليه. كما يعاني الأطفال الذين يميلون إلى العزلة أزمات نفسيّة أكثر من أقرانهم ذوي الحياة الاجتماعيّة الصحّيّة، لأنّ القدرة على التعبير عن النفس من دون حواجز، من أهمّ العوامل الإيجابيّة لتعزيز الصحّة النفسيّة، وتفريغ الطاقة السلبيّة والمشاعر الحزينة من حين إلى آخر.  حياة مهنيّة ناجحة   مهارة بناء العلاقات والتواصل الناجح مع الآخرين أساس الحياة العمليّة أو المهنيّة الناجحة، وكثيرًا ما تفشل المسيرة المهنيّة للعديد من الموهوبين في مجالات معيّنة، بسبب الافتقار إلى الذكاء الاجتماعيّ ومهارات التواصل وحلّ المشكلات. فالعديد من الفرص التي تمثّل نقلة كاملة لمسيرة الأشخاص الناجحين المهنيّة، كانت نتيجة شبكة علاقاتهم القويّة، بعكس الذين لا ينجحون في التسويق لأنفسهم من خلال العلاقات، إذ قد لا يحصلون على الفرص التي يستحقّونها بسبب عدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم وخبراتهم.     كيف أربّي طفلًا متفاعلًا؟  تطوير مهارات التواصل الفعّال مع الأطفال عمليّة مستمرّة تتطلّب الصبر والممارسة والرعاية. يمكنك أن تمكّن طفلك من تطوير مهارات اتّصال قويّة تخدمه طوال حياته، بخلق بيئة يشعر فيها بأنّه مسموع ومفهوم. عندما تشرع في هذه الرحلة، تذكّر أنّ تعزيز التواصل المفتوح لا يتعلّق بالحديث فقط، بل ببناء علاقات دائمة ومبنيّة على الثقة والتفاهم.   المشاركة    يجب على الوالدين، إن أرادوا تنمية الحسّ التفاعليّ عند الأطفال، مشاركتهم مواهبهم واهتماماتهم والأنشطة المفضّلة لديهم، وتخصيص الوقت لذلك دائمًا. يخلق ذلك بين الوالدين والأطفال لغة تواصل محبّبة لديهم، والتي من شأنها إذابة الجليد بينهم ووالديهم، وخلق الحافز لديهم لتحقيق أهدافهم بدافعيّة.  الحوار   لغة الحوار المتحرّرة من القيود والأحكام المسبقة سرّ نجاح التواصل الفعّال مع الأطفال، لأنّ القابليّة والمرونة التي يبديها الوالدان للأبناء للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، تدفعهم إلى اعتبار والديهم المصدر الأوّل للدعم والثقة، وتشعِر الوالدين بالأمان لشعورهم أنّ أبناءهم سيتوجّهون إليهم عند حدوث أيّ مشكلة لهم، أو مرورهم بفترة صعبة.   الصداقة    الصداقة وقود الحياة الاجتماعيّة والتوازن النفسيّ، وهي مرحلة مهمّة جدًّا لتنمية مهارات التواصل الفعّال مع الأطفال. إذ تكمن التجربة الأولى للطفل في التواصل مع الآخر خارج نطاق البيت في الصداقة، لأنّها التجربة المستقلّة الأولى التي يعبِّر فيها الطفل عن نفسه، بعيدًا عن الأسرة، وتُعدّ أوّل اختياراته المعبِّرة عن ملامح شخصيّته، بعيدًا عن رؤية أسرته.   التجارب الجديدة   تأسيسُ نظام حياة مشجِّع على خوض التجارب الجديدة وعدم الخوف من المجهول وسيلةٌ إيجابيّة لتنمية مهارات التواصل الفعّال مع الأطفال، لأنّ هذه التجارب هي المعلّم الحقيقيّ للطفل وصانعة رصيده من الخبرات التي تشكِّل رؤيته واختياراته المستقبليّة، ومدى قدرته على اتّخاذ القرارات المستقلّة، عندما يحين وقت ذلك. يتمسّك الطفل المنطوي، أو الذي يعاني مشكلات التواصل مع الآخر، بالنمط التقليديّ النابع من رؤية عائلته، ولا يميل إلى المخاطرة والمبادرة بالتصرّف خارج الصندوق.  الاستعانة بالمتخصّص   عندما يواجه طفلك مشكلة في التواصل مع الآخر، تزيد عن الحدّ الطبيعيّ، وشعرتَ بحاجته إلى دعم ذي مستوى أعلى من الدعم الأسريّ والاجتماعيّ، لا تتردّد في الاستعانة بمتخّصص تربويّ لمساعدته على تقوية نقاط ضعفه الاجتماعيّة ومعالجة الجذور النفسيّة للأزمة، ليتمكّن من متابعة حياته الاجتماعيّة بصورة طبيعيّة.     * * *  يتطلّب تطوير مهارات التواصل الفعّال مع الأطفال الصبر والرغبة في التواصل معهم. يمكنك، بالاستماع الفعّال واستخدام اللغة المناسبة لعمر طفلك وتعزيز التعاطف بينكما، خلق بيئة يشعر فيها طفلك بالتقدير الذي يمكّنه من تطوير ذكاء اجتماعيّ عالٍ. لا تفيد هذه المهارات في نموّ الطفل فحسب، بل تضع له أيضًا الأساس لإنشاء علاقات صحّيّة وقدرات اتّصال قويّة طوال حياته. لذلك، تذّكر أنّ التواصل الفعّال مع طفلك واستثمار الوقت والجهد في صقل مهاراته الاجتماعيّة يمكن أن يؤدّي إلى اتّصالات هادفة ودائمة مع طفلك.     أقرأ أيضًا: تعديل سلوك الطفل الخجول بطرق تربويّة حديثة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيف أربّي طفلي على احترام الآخرين؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع  https://www.healthychildren.org/English/family-life/family-dynamics/communication-discipline/Pages/Improving-Family-Communications.aspx    https://www.verywellfamily.com/seven-social-skills-for-kids-4589865        

عشرة أنشطة تعليميّة يمكنك مشاركتها مع طفلك في البيت

في مشهد التعليم دائم التطوّر، أصبح دور الوالدين في تشكيل رحلة تعلّم أطفالهما أهمّ من أيّ وقت مضى. فخارج الفصل الدراسيّ، يعدّ المنزل أرضًا غنيّة لتعزيز الفضول وإشعال المعرفة. وباعتبارك أحد الوالدين، لديك القدرة على تحويل الأنشطة اليوميّة إلى مغامرات تعليميّة، ممّا يجعل التعلّم جزءًا لا يتجزّأ من حياة طفلك. في هذا المقال، نكتشف عشرة أنشطة تعليميّة جذّابة يمكنك دمجها في روتين منزلك اليوميّ، وتحويل لحظات الترفيه إلى فرص للنموّ والاكتشاف. من عوالم الأدب إلى عجائب العلوم، لا تحفِّز هذه الأنشطة العقول الشابّة فحسب، بل تعزِّز العلاقة بينك وطفلك أيضًا. ومن هنا، دعنا نبدأ رحلة الاستكشاف والتعلّم داخل جدران منزلك المريحة.   أفضل أنشطة تعليميّة يمكنك مشاركتها مع طفلك في البيت صُمِّمت بعض الأنشطة التعليميّة المتنوّعة التي يمكن مشاركتها مع طفلك في المنزل، ليس لإشباع خياله وحسب، بل لتعزيز حبّه التعلّم خارج حدود الفصل الدراسيّ التقليديّ أيضًا. إليك أفضل الأنشطة التعليميّة التي يمكنك مشاركتها مع طفلك في البيت:     تخصيص وقت للقراءة شجِّع طفلك على حبّ الكتب، وعلى قراءتها. اختر الكتب المناسبة لعمره وتناوب على القراءة معه بصوت عالٍ، وتناقش معه حول القصّة والشخصيّات، واستمع إلى توقّعاته حول نهاية القصّة. فذلك يعزِّز تفكيره الناقد، فضلًا عن تعزيزه مهاراته اللغويّة.   التمرّن على الكتابة  مهارة الكتابة مهارة أبديّة تدوم مع طفلك طوال حياته، إذا طوّرها بكفاءة في مراحلها المختلفة. لذلك، يمكنك اتّباع بعض التقنيّات المبتكرة لتعليمه مهارة الكتابة. فإذا كان طفلك مبتدئًا مثلًا، يُعدّ تمرين ربط النقاط لتشكيل الأحرف الهجائيّة تمرينًا فعّالًا، لا يُسهِّل على الطفل كتابة الحرف وحسب، بل يساعده على حفظ أشكال الحروف على اختلافها أيضًا. وعلى سبيل التغيير، أضف بعض المتعة لتعلّم الأحرف، بعيدًا عن الأقلام والورق، بعقد نشاط كتابة الأحرف باستخدام معجون اللعب أو كريم الحلاقة. ولا تنسَ مساعدته على تعلّم الأصوات والنطق الصحيح لكلّ حرف.    تجربة علميّة ممتعة في المنزل  هناك العديد من الأنشطة العلميّة البسيطة التي لا تتطلّب الكثير من الجهد، ولكنّها مليئة بكنوز من المعرفة الممتعة التي سوف تذهلك أنت وطفلك في مرحلة ما قبل المدرسة. كما يمكن لطفلك استخدام هذه التجارب للقيام بمشاريع علميّة سهلة وممتعة عند دخوله المدرسة.  اقرأ: تجارب علميّة للأطفال: كيف تثري معرفة طفلك الفضوليّ؟    زراعة حديقة  تتجاوز معاني البستنة مجرّد وضع بذرة في التربة ومشاهدتها وهي تنمو، لتشمل دروسًا حول العلوم والتغذية والصبر. فلا يمكنك إدراك حجم المعرفة التي تمنحها البستنة لطفلك. لذلك، استغلّ هذا النشاط الممتع وخصِّص دفتر ملاحظات لنوع النباتات التي زرعها، مع مراحل تطوّر النبات والعناية الخاصّة بكلّ منها. قد يتعلّم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة عن تنمية النباتات بالبستنة، كونها طريقة بسيطة لتثقيفهم حول التغذية وتحفيزهم على استهلاك الخضار أو النباتات التي أنتجوها.     استكشاف الثقافات في جميع أنحاء العالم  ضع الكتاب جانبًا وعلّم طفلك الثقافات المختلفة بطريقة تجعل فهمها أمرًا ممتعًا، وذلك بالتوسّع لفهم عادات الآخرين وأساليب حياتهم، وبتطبيق أنشطة تحفّز خيال طفلك. على سبيل المثال، من الأنشطة الممتعة لتعليم طفلك عن الثقافات المختلفة في العالم اختيار ثقافة ما، وإنشاء لوحة فنّيّة تتضمّن الصور والأغاني والرسومات، وغيرها من العناصر المرتبطة بتلك الثقافة.    الأنشطة الفنّيّة والإبداعيّة   أطلق العنان لإبداع طفلك بالمشاريع الفنّيّة. وفِّر له مجموعة متنوّعة من اللوازم الفنّيّة وشجّعه على التعبير عن نفسه بالرسم أو الصناعة اليدويّة، أو غيرها من الفنون التي يميل إليها. فذلك لا يعزِّز مهاراته في التحكّم بيديه فحسب، بل يسمح له بالتعبير عن ذاته تعبيرًا أفضل وأكثر إبداعًا أيضًا.    استكشاف الطبيعة  خذ طفلك من وقتٍ إلى آخر في رحلة قصيرة حول المنزل، أو أبعد قليلًا، للتعرّف عن قرب إلى الطبيعة التي تحيط به، من نباتات وطيور وحشرات وكائنات حيّة أخرى، وتحدّث إليه وأثري معرفته حول الظواهر الطبيعيّة، مثل مراحل تكوّن العسل ونموّ النباتات وتحوّل الشرنقة إلى فراشة زاهية الألوان وغيرها. اجمعا أوراق الشجر أو الحجارة الصغيرة من كلّ رحلة، حتّى تنطبع الرحلة في ذاكرته. تعزِّز هذه التجربة العمليّة تقديره للبيئة، وتحثّه على اتّباع الممارسات التي من شأنها الحفاظ على بيئته.  اقرأ أيضًا: كيفيّة رفع الوعي البيئيّ لدى الطفل؟    تعلُّم اللغات الأجنبيّة يُعدّ تعلّم اللغات من أكثر المهارات متعة للكبار والصغار، إلّا أنّ تعلّمها عند الصغار أسهل وأسرع بكثير، فقد أثبتت الدراسات أنّ الطفل من عمر سنة إلى أربع سنوات يستطيع أن يطوِّر أكثر من لغة بطلاقة تامّة. عرِّف طفلك إلى اللغات المختلفة وسهّل فهمه لها باستخدام تطبيقات تعلّم اللغات المختلفة، أو شجّعه على مشاهدة الرسوم المتحرّكة، أو الأفلام التي تُعرَض بلغات مختلفة. فتعلّم اللغات الأجنبيّة لا يعزِّز فهمه اللغويّ وحسب، بل يوسِّع وعيه الثقافيّ أيضًا.     التاريخ وفق سرد القصص اسرد التاريخ لطفلك بطريقة ممتعة تزرع فيه شغف تخيّل صور حضارات لم يعشها على أرض الواقع، بسرد الأحداث أو الشخصيّات التاريخيّة له بطريقة جذّابة، واستخدام الوسائل البصريّة، مثل الصور ومقاطع الفيديو لجعل القصص أكثر حيويّة ولا تُنسى، ممّا يثير الاهتمام بالماضي.  اقرأ أيضًا: الدروس التاريخيّة للأطفال: كيف تبسّطها لطفلك؟    التطبيقات والمواقع التعليميّة  التكنولوجيا كنز تعليميّ عظيم إذا ما استُخدِمت في مصلحة الطفل ومعرفته، حيث يمكنك الإفادة من التطبيقات والمنصّات الإلكترونيّة لجعل التعلّم مهمّة ممتعة لطفلك. وهناك العديد من التطبيقات والمواقع التعليميّة التي تلبّي مختلف الموضوعات التعليميّة والفئات العمريّة للأطفال.   * * * وعليه، لا تؤدّي مشاركتك طفلك في الأنشطة التعليميّة في المنزل إلى تقوية الرابطة بينك وبينه فحسب، بل تضع أساس حبّ التعلّم مدى الحياة أيضًا. فيمكنك إنشاء بيئة محفِّزة وداعمة تغذِّي تطوّر طفلك الفكريّ والعاطفيّ والإبداعيّ، بدمج هذه الأنشطة المتنوِّعة. تذكَّر أنّ المفتاح يكمن في تحويل كلّ لحظة إلى فرصة للنموّ والاستكشاف.    المراجع https://blog.brookespublishing.com/24-at-home-learning-activities-to-share-with-parents-of-young-children/   https://www.21kschool.com/in/blog/10-fun-educational-activities-to-do-at-home/    

ثمان نصائح فعّالة لتحفيز أطفالك على تعلّم اللغة العربيّة

مع إدراك الوالدين والمعلّمين إدراكًا متزايدًا أهمّيّة إتقان اللغات المتعدّدة في مجتمع عالميّ ومترابط، أصبح تحفيز الأطفال على اكتساب لغة معقّدة مثل اللغة العربيّة مهمّة محوريّة. فأصبح تطوير نهج استراتيجيّ وموجَّه نحو التعليم أمرًا ضروريًّا لضمان المشاركة المستدامة والنجاح في اكتساب اللغة العربيّة. وإذا كنت تودّ تعليم العربيّة لطفلك غير المتحدّث بها، أو تحسينها لطفلك المتحدّث بها، فهناك وسائل عديدة تمكّنك من مساعدته على ذلك. في ما يلي ثمان نصائح تفصيليّة ومهنيّة لتحفيز الأطفال على تعلّم اللغة العربيّة.   بمَ تتفرّد اللغة العربيّة؟  للغة العربيّة، من بين لغات العالم، ميزات فريدة، تجعلها نظامًا لغويًّا رائعًا ومتميّزًا. ويمكن أن يوفِّر فهم هذه الخصائص رؤى قيّمة حول تحدّيات تعلّم العربيّة ومكافآته. إليك أبرزها:   المفردات الواسعة   تتمّيز اللغة العربيّة بمفرداتها الواسعة، مع العديد من الكلمات التي تعبِّر عن معاني دقيقة. علاوة على ذلك، هناك أنواع مختلفة من اللغة العربيّة، بما في ذلك اللهجات القديمة والفصحى الحديثة والعديد من اللهجات الإقليميّة، ويخدم كلّ اختلاف أغراضًا محدّدة، بدءًا من التواصل الكتابيّ الرسميّ، وصولًا إلى التفاعلات المنطوقة اليوميّة، ممّا يضيف طبقات من التعقيد إلى اكتساب اللغة.    المرونة والتطوّر  على مرّ التاريخ، أظهرت اللغة العربيّة المرونة والقدرة على التكيّف، فقد تطوّرت مع الحفاظ على ارتباط قويّ بجذورها. وتتجلّى هذه المرونة في استخدامها المستمرّ، لغةً للعلم والأدب، جنبًا إلى جنب مع التواصل اليوميّ ضمن مساحة جغرافيّة وثقافيّة واسعة.    طريقة الكتابة  يُكتَب النصّ العربيّ من اليمين إلى اليسار، وهو خروج نصّيّ عن الشائع في العديد من اللغات التي تُكتب من اليسار إلى اليمين. كما تضيف طبيعة أحرف العربيّة المتّصلة جانبًا بصريًّا فريدًا من نوعه، بالإضافة إلى الخط العربيّ الفنّيّ والخاصّ باللغة، والذي يزيد من جماليّة النص وأناقته.    الضمائر والتمايز بين الجنسين  في اللغة العربيّة صيغة مزدوجة للأسماء والضمائر، ممّا يسمح للمتحدّثين بالتمييز بين المفرد والمثنّى والجمع. بالإضافة إلى ذلك، يؤدّي الجنس (الجندر) دورًا حاسمًا، حيث تُخصَّص الأسماء والضمائر إمّا للمذكّر أو المؤنّث. من هنا، يشكِّل هذا التمايز بين الجنسين سمة نحويّة تتطلّب الاهتمام بالتفاصيل في التواصل.    كيف يمكن تحفيز أطفالك على تعلّم اللغة العربيّة؟  إليك أهمّ الاستراتيجيّات التي يمكنك اتّباعها لتحفيز أطفالك على تعلّم اللغة العربيّة:    تشجيع تفاعل طفلك بين أقرانه  للتعلّم ضمن مجموعات فوائد تعليميّة ومعرفيّة كثيرة لدى الأطفال، ولا سيّما في تعلّم اللغة. يمكنك تشجيع طفلك على التفاعل مع أقرانه الذين يتعلّمون اللغة العربيّة أيضًا، ويمكن أن يكون ذلك في نوادي اللغة أو منتديات الإنترنت، أو بأنشطة لغويّة مع أصدقائهم المقرّبين. الأمر الذي يسهِّل عمليّة تعلّم العربيّة ويجعلها ممتعة أكثر.   دمج الأنشطة الثقافيّة عرِّف طفلك إلى جمال الثقافة العربيّة وتاريخ استخدامها في الفنّ والأدب والعلم والحضارات المختلفة. فلا تؤدّي المشاركة في الأنشطة الثقافيّة إلى تعميق تقديرهم اللغة فحسب، بل تجعل تجربة التعلّم أكثر شموليّة ومتعة أيضًا.    دمج التكنولوجيا  هناك العديد من التطبيقات وبرامج تعلّم اللغة التي تقدِّم تمارين تفاعليّة مع تقييمات متخصّصة. اختر أنسبها وتأكّد من مدى توافقها مع أهداف طفلك لتعلّم العربيّة. بالإضافة إلى ذلك، عزِّز مشاركة طفلك النشطة في التعلّم الحديث، بدلًا من الاستهلاك السلبيّ للتكنولوجيا.    الاستفادة من المواد التعليميّة القائمة على الأبحاث  استثمر في الموارد التعليميّة، بما في ذلك التي تتضمّن بناء المفردات، وتمارين القواعد، والسياق الثقافيّ. واستخدم الكتب المدرسيّة المعروفة، وبرامج تعلّم اللغة، والمنصّات الرقميّة التي تقدّم مناهج شاملة.    وضع أهداف وتنفيذ تقييمات  ضع أهدافًا واضحة وقابلة للتحقيق لإتقان طفلك اللغة العربيّة، وقيّمها بانتظام باستخدام مقاييس موضوعيّة، مثل اختبارات الكفاءة اللغويّة الموحَّدة أو التقييمات الخاصّة بالمهمّات المنزليّة، حيث توفِّر التقييمات المبنية على الأهداف شعورًا بالإنجاز والتوجيه، ممّا يحفِّز طفلك على السعي من أجل التحسين المستمرّ.   إنشاء روتين تعلّم منظَّم  خصِّص وقتًا لدراسة مهارات اللغة العربيّة وفق جدول تعليميّ متّسق ومنظَّم، وتأكّد من مناسبة الروتين عمر الطفل، ومدى انتباهه، والتزاماته الأكاديميّة الأخرى. فالاتّساق الزمنيّ يعزِّز الانضباط في تعلّم اللغة.    خلق بيئة محفِّزة لتعلّم اللغة العربيّة  أحط طفلك باللغة العربيّة قدر الإمكان، كتسمية الأدوات المنزليّة بمعانيها العربيّة المعروفة، أو تشغيل الموسيقى العربيّة، أو مشاهدة البرامج والعروض العربيّة معه، شريطة أن تكون مناسبة لعمره. وبكلام عام، اجعل اللغة العربيّة جزءًا طبيعيًّا ومتكاملًا من حياة طفلك اليوميّة.    تعزيز المطالعة  من المفيد تعزيز المطالعة بالعربيّة عند طفلك، بل مشاركته في هذا النشاط، حيث تقرأ معه القصص، وربّما المقالات، وتناقشه فيها بما يسمح له باكتشاف قرب القصص العربيّة وأفكارها من حياته اليوميّة واهتماماته.    * * * تذَّكر أنّ تعلّم اللغة ليس مجرّد مهارة، بل بوّابة لفهم العالم بمجالاته المتنوّعة. فتحفيز طفلك على تعلّم لغة جديدة، مثل اللغة العربيّة، يتطلّب مزيجًا من الإبداع والتشجيع وسط بيئة تدعم هذا المسعى. فبجعل تجربة التعلّم أكثر صلة باللغة، ودمج الموارد المتاحة، وتشجيع التفاعل بين طفلك وأقرانه، ودمج الأنشطة الثقافيّة، يمكنك إشعال حماس طفلك للغة والثقافة العربيّة.  

تحفيز فضول الأطفال

لدى الناس، باختلاف أعمارهم، الرغبة الفطريّة في استكشاف محيطهم وفهم العالم فهمًا أفضل. أمّا الطفل، فرغبة الاستكشاف هي ما تدفع به إلى التعلّم والنمو. لذلك، على الآباء تعزيز هذه الميول الطبيعيّة، كونها أساس التعلّم والإبداع والابتكار في حياة الطفل.   أهمّيّة تنمية فضول الأطفال يبني الأطفال معرفتهم باتّباع فضولهم، وتجربة أشياء جديدة، واكتشاف إجابات عن أسئلتهم. إليك أهمّيّة تحفيز الطفل على اتّباع فضوله في الاكتشاف:     التطوّر المعرفيّ  عندما ينخرط الأطفال في الاستكشاف، يستخدمون حواسهم جميعها في إدراك المفاهيم إدراكًا أفضل، بتشكيل الفرضيّات تشكيلًا تلقائيًّا. كما تحفِّز هذه العمليّة نموّ الدماغ، وتعزِّز مهارات الطفل المعرفيّة، مثل الذاكرة والانتباه والتفكير المنطقيّ.    الإبداع والابتكار   يخلق الاكتشاف أوجه نظر مختلفة، ممّا يسمح للأطفال بإيجاد حلول متعدّدة للمشكلة، والتفكير خارج الصندوق. ويعدّ هذا الإبداع مهارة قيّمة وضروريّة للابتكار في مختلف المجالات، من العلوم والتكنولوجيا إلى الفنون والعلوم الإنسانيّة.   المرونة والقدرة على التكيّف يكتسب الطفل مهارات التكيّف والمرونة عندما يتعرّض لتحدّيات جديدة مستمرّة، حيث تسهم البيئة التحفيزيّة في مساندة الطفل في مواجهة هذه التحدّيات والتغلّب عليها.    شغف التعلّم يطوِّر تشجيع الطفل على الفضول والاستكشاف شغف التعلّم بأساليب مبتكرة، تتعدّى تلقّي المعلومات في الحصص الدراسيّة التقليديّة، ليصبح بعدها مدفوعًا بفضوله للبحث عن المعرفة ومتابعة التعلّم.    طرق تحفيز فضول الأطفال ليس علينا أن نعلّم استراتيجيّة الفضول التي يتّبعها أطفالنا، بقدر ما يجب علينا تنمية تلك الفضول وحسب. في ما يلي بعض الطرق لتشجيع طفلك على أن يكون فضوليًّا:   قضاء الوقت في الهواء الطلق   تُعدّ الطبيعة الخضراء كنزًا ثمينًا من المعلومات، وكتابًا مفتوحًا من المعرفة. لذلك، حاول أن تجد متّسعًا من الوقت كلّ فترة لتتوجَّه مع طفلك إلى أيّ متنزّه قريب، لاكتشاف المشاهد الطبيعيّة عن قرب، ومراقبة الكائنات الحيّة، والبحث عن كلّ ما هو مخفيّ.   التجربة والخطأ  اسمح لطفلك بتجربة أشياء جديدة والفشل فيها، فالفشل يترافق مع النجاح بتعليم الطفل كيف يدرك أخطاءه ويتجنّب تكرارها. على سبيل المثال، قد يحاول طفلك القفز من فوق الأريكة معتقدًا أنّ بإمكانه الطيران تمامًا كما تفعل شخصيّاته الكرتونية المفضّلة، ولكنّه قد يفشل مدرِكًا أنّ العالم الواقعيّ لا يشبه ما يراه في التلفاز، وبدعمك سيدرك مفهوم الجاذبيّة الأرضيّة وتأثيرها في الأشياء والأجسام. يساعد ذلك الأطفال على التفكير في العواقب المحتملة، وتطوير مهارات أفضل في حلّ المشكلات.    الانتباه لاهتمامات الطفل تتطوّر لدى طفلك اهتمامات وعواطف فريدة، كونها جزءًا طبيعيًّا من مراحل نموّه. فقد يصبح، مثلًا، مفتونًا بالطريقة التي تنمو بها النباتات، أو بالشكل المنتظم لأسراب الطيور في السماء، فكلّ طفل فريد من نوعه. شجّع طفلك دائمًا على متابعة اهتماماته وهواياته، واقضِ معه وقتًا للتعرّف إلى اهتماماته الجديدة ومشاركته أنشطة تغذّي اهتمامه. إذا كان طفلك يحبّ الديناصورات، اصحبه إلى المتحف لرؤية عظام الديناصورات، أمّا إذا كان يميل إلى الرسم، فخصِّص له مساحة فنّيّة يمارس فيها هوايته.   استكشاف أماكن جديدة  قد ينبهر طفلك بالأماكن الجديدة التي يراها لأوّل مرّة مهما كانت بسيطة، مثل الخروج إلى حديقة قريبة أو محلّ تجاري أو غير ذلك. تستطيع أن تزيد من فضول طفلك في اكتشاف العالم، باصطحابه إلى أماكن جديدة. فاستكشاف أماكن جديدة وتجربة ما تتضمّن من أحداث مثيرة تخلق عنده الاستفسارات، وتعزِّز فضوله الذي يسهم في تنمية تفكيره بطريقة استثنائيّة.    تشجيعه على حبّ القراءة  تنمي قراءة الكتب فضول الأطفال، حيث تعرِّفهم إلى حقائق خارج عالمهم، وتساعدهم على تخيّل حقائق جديدة. اصطحب طفلك إلى أيّ مكتبة لمساعدته في اختيار الكتب التي تتعلّق باهتماماته، وشجِّعه على التوسّع في مواضيع جديدة. تشير إحدى الدراسات أيضًا إلى أنّ الأطفال يفضّلون الكتب التي تحتوي على المزيد من المعلومات السببيّة. لذا، ابحث عن كتب مناسبة لعمر طفلك تشرح أصل الأشياء.    منحه إجابات وافية   يكتسب الأطفال الكثير، بالتفكير بالأسئلة حول ما يدور حولهم، كوسيلة لحلّ المشكلات. لذلك، عندما يطرح طفلك عليك سؤالًا، قدِّم إجابة وافية تشبع فضوله وتشجِّعه على التفكير النقديّ، مهما كان سؤاله بسيطًا، كأن يسأل، مثلًا، عن الفرق بين الخبز المحمّص والخبز العاديّ.   اللجوء إلى التكنولوجيا  يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة قويّة، تعزِّز فضول طفلك عند استخدامها استخدامًا ممنهجًا، حيث تتيح بعض التطبيقات التعليميّة، أو المواقع الإلكترونيّة، أو الأدوات التفاعليّة أمام الأطفال فرصة استكشاف مفاهيم جديدة، أو إجراء تجارب افتراضيّة تفتح أبواب المعرفة أمامهم.   * * * يُشكِّل التعليم في مرحلة الطفولة المبكِرة أساسًا مهمًّا لحياة الطفل، حيث يمكن أن يؤثِّر تطوير الفضول في سنّ مبكرة في حبّ طفلك التعلّم والاهتمام بالعالم من حوله. عندما يُشجَّع الأطفال على استكشاف اهتماماتهم، والمجازفة، ورؤية العالم بطرق جديدة، يمكنهم أن يصبحوا بالغين، يفكِّرون تفكيرًا ناقدًا ويطوّرون حلولًا إبداعيّة. المراجع https://haymarketca.com/how-to-nurture-your-childrens-curiosity/    

أهمّ خمسة طرق لتعزيز فهم الأطفال قيم الصداقة والتعاون

الصداقة والتعاون قيمتان أساسيّتان تؤدّيان دورًا حاسمًا في نموّ الطفل الاجتماعيّ والعاطفيّ. وبينما يتنقّل الأطفال في عالم العلاقات المعقَّد، يصبح غرس هذه القيم أمرًا بالغ الأهمّيّة. في هذا المقال، نستكشف خمس خطوات مهمّة لتعزيز فهم الأطفال قيم الصداقة والتعاون، ووضع أسس علاقات إيجابيّة وذات معنى مع الآخرين.    وسائل تعزيز فهم الأطفال قيم الصداقة والتعاون تنمّي مساعدة أطفالنا الصغار على تطوير الصداقات والحفاظ عليها، بالتواصل الوجاهيّ مع أقرانهم، مهاراتهم الاجتماعيّة والتعاونيّة، فضلًا عن غرس العديد من القيم الأخرى. إليك أهمّ خمس وسائل لمساعدتك على تعزيز فهم طفلك قيم الصداقة والتعاون.     دعم الطفل في تكوين الصداقات  بغضّ النظر عن مدى ارتياح طفلك مع أصدقائه في البيئات الاجتماعيّة، فقد يختلّ توازنه مع كثرة المواقف والاختلافات. ولأنّ طفلك حسّاس بطبيعته، يكون إرشاده أمرًا في غاية الأهمّيّة، إذ يمنحه الدعم الذي يحتاج إليه لتخطّي المواقف التي أثّرت في أدائه الاجتماعيّ مع أصدقائه. لذلك، تأكّد من مشاركة طفلك بعض تجاربك في تكوين صداقاتك في سنّ الطفولة، لأنّ سماعه ما مررت به من تجربة مماثلة يجعل الأمر طبيعيًّا بالنسبة إليه.   قراءة كتب عن الصداقات  هناك عدد لا يحصى من كتب الأطفال الملهِمة التي تحكي قصّة صداقات عظيمة. فيمكن لطفلك، بسرد قصص الشخصيّات المختلفة وتجاربها، التعرّف إلى أوجه التشابه بينه والشخصيّات، وتعلُّم أدوات واستراتيجيّات جديدة في تكوين الصداقات.     المشاريع الفنّيّة التعاونيّة  توفِّر المشاريع الفنّيّة التعاونيّة منصّة غنيّة للأطفال، للقاء أقرانهم من ذوي الاهتمامات المشتركة، وإطلاق العنان لإبداعهم في مسعى جماعيّ. عندما يسهم طفلك مع أصدقائه في خلق قطعة فنّيّة جماعيّة، سواء أكان ذلك الرسم أم الصناعة اليدويّة أم غيرها، يتعلّم قيم التعاون والتواصل وتقدير وجهات النظر المتنوّعة. ومن هنا، تشجِّعهم هذه العمليّة التعاونيّة على التعبير عن شخصيتهم الفرديّة مع احترام أفكار أقرانهم، وتعزيز شعور العمل الجماعيّ. علاوة على ذلك، يعدّ العمل الفنّيّ بمثابة تمثيل ملموس لجهودهم المشتركة، وشهادة مرئيّة على الروابط التي تشكّلت بالتعاون الإبداعيّ. فلا تعمل المشاريع الفنّيّة التعاونيّة على تعزيز المهارات الفنّيّة فحسب، بل تعمل على تهيئة بيئة داعمة أيضًا، حيث يمكن للأطفال بناء صداقات دائمة ترتكز إلى الإبداع المشترك والاحترام المتبادل.    إعداد مواعيد اللعب والتخطيط للأنشطة  يُعدّ إعداد لقاءات طفلك مع أصدقائه طريقة رائعة لمساعدته على بناء الصداقات، حيث تخصيص أوقات اللعب اللامنهجيّ أمر مهمّ للغاية. امنح طفلك مساحة خلق صداقات، ثم افسح المجال أمامه ليأخذ زمام الأمور.     تحديد فترات جلوس طفلك أمام الشاشة  قد ينجح العديد من الأطفال في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعيّ لتكوين صداقات، ولكن يمكن لطريقة استخدامها أن تؤثِّر سلبًا في صحّتهم الاجتماعيّة والجسديّة والعقليّة. فإذا كان طفلك يقضي الكثير من الوقت أمام الشاشة، قد ترغب في الحدّ من هذه العادة. لذلك، فكِّر في وضع حدود مقدار الوقت ونوع الوسائط التي يستعملها أطفالك. ساعدهم في العثور على بدائل للشاشة، سواء أكان ذلك بالاستماع إلى الموسيقى والذهاب في نزهة منفردة، أم تشجيع اللقاءات الشخصيّة الوجاهيّة.   متى يجب التواصل مع اختصاصيّ اجتماعيّ؟  إذا لاحظت أنّ طفلك يعاني عند محاولة التواصل الاجتماعيّ، أو يعبّر لك تعبيرًا صريحًا عن صعوبة الأمر، تكون الاستعانة بمعلّم أو اختصاصيّ اجتماعيّ قرارًا حكيمًا. فقد يستطيع الوالدان التعاون مع الاختصاصيّين الاجتماعيّين ومشاركتهم الأفكار حول كيفيّة حلّ المشكلة، وقد تتعلّم الكثير عن طفلك بمشاركة المعلومات مع شخص خبير في هذا المجال. وعليه، إذا كان طفلك يعاني صعوبات، يمكن أن يكون المعلّم مصدرًا رائعًا لربطه بزملاء الصفّ المناسبين لشخصيّته واهتماماته.   * * * في الوقت الذي تشكّل فيه الصداقات جزءًا مهمًّا من تجربة الطفولة، يمكن لأطفالنا تكوين علاقات اجتماعيّة بطرق مختلفة. من هنا، يتوجّب علينا نحن، الوالدين، إعادة النظر في توقعّاتنا الخاصّة ومعرفة مدى توافقها مع شخصيّات أطفالنا المختلفة، وعدم جعل القلق الناجم عن مستوى أداء أطفالنا الاجتماعيّ يؤثّر فيهم. فيمكنك مساعدتهم بتزويدهم بالأدوات اللازمة لبدء بناء صداقات جديدة، ولكن تأكّد من منحهم الوقت والمساحة، للسماح لهم بالتطّور وفق شروطهم الخاصّة.   المراجع https://www.mothermag.com/fostering-childhood-friendships/      

أفضل ستّة أنشطة ترفيهيّة لتعزيز تفاعل الأطفال الاجتماعيّ

في عصر تهيمن فيه الشاشات والأجهزة الرقميّة، أصبح تعزيز تفاعل الأطفال الاجتماعيّ أكثر أهمّيّة من أيّ وقت مضى. فعلى الرغم من أنّ للتكنولوجيا مزاياها، إلّا أنّه من المهمّ كذلك أن يشارك الأطفال في الأنشطة التي تعزِّز التفاعل المباشر والتواصل والعمل الجماعيّ. في هذا المقال، نسلّط الضوء على أفضل ستّة أنشطة ترفيهيّة لا تجذب انتباه الأطفال فحسب، بل تعزِّز مهاراتهم الاجتماعيّة أيضًا.    أهمّيّة تعزيز تفاعل الأطفال الاجتماعيّ في عالم سريع الخطى يعتمد على التكنولوجيا، أصبحت هناك أهمّيّة لا يمكن إنكارها لتعزيز تفاعل الأطفال الاجتماعيّ؛ إليك أبرزها:    بناء أسس قويّة  التفاعل الاجتماعيّ حجر الزاوية في التنمية البشريّة للطفل، فهو يبدأ بالتواصل مع الآخرين منذ سنّ مبكرة، ممّا يشكِّل عنده أساس الذكاء العاطفيّ والتواصل الفعّال. ويساعد الانخراط في الأنشطة الاجتماعيّة في وقت مبكر من حياة الطفل على تطوير الشعور بالانتماء والترابط، وهي عناصر حاسمة لسلامته العقليّة والعاطفيّة.    مهارات التواصل  يعدّ التواصل الفعّال مهارة حياتيّة رئيسة، تتبلور خلال مرحلة الطفولة. يوفِّر تفاعل الطفل الاجتماعيّ منصّة للتعبير عن نفسه، والتعبير عن أفكاره ومشاعره، وفهم وجهات نظر الآخرين. يتعلّم الطفل الفروق الدقيقة في التواصل بالمحادثات والألعاب والأنشطة التعاونيّة، مثل الاستماع النشط، والتعبير عن الأفكار بوضوح، وتفسير الإشارات غير اللفظيّة.    العمل الجماعيّ والتعاون  تتطلّب العديد من جوانب الحياة مهارات العمل الجماعيّ الفعّال، حيث تعزِّز المشاركة في الأنشطة الجماعيّة واللعب التعاونيّ تنمية مهارات العمل الجماعيّ والتعاون عند الطفل. فلا يعزِّز الإسهام في تحقيق هدف جماعيّ التفاعل الاجتماعيّ فحسب، بل يعدّ الأطفال للمساعي التعاونيّة المستقبليّة أيضًا.   تعزيز احترام الذات والثقة  تسهم التفاعلات الاجتماعيّة الإيجابيّة كثيرًا في تعزيز ثقة الطفل بنفسه واحترامه ذاته، كونه جزءًا من مجموعة اجتماعيّة. كما يسهم النجاح في البيئات الاجتماعيّة وتكوين الصداقات في إثراء شعور الطفل بقيمته الذاتيّة. يضع ذلك بدوره أساس طفل واثق بنفسه منذ صغره، ومستعدّ لمواجهة تحدّيات الحياة في شبابه.    النجاح الأكاديميّ لا تُعدّ المهارات الاجتماعيّة ضروريّة في علاقات الطفل الشخصيّة فحسب، بل تؤدّي دورًا مهمًّا في النجاح الأكاديميّ أيضًا، حيث يميل الأطفال الماهرون في التفاعل الاجتماعيّ إلى التعاون بطريقة أفضل في المشاريع الجماعيّة، والتواصل بفاعليّة مع معلّميهم وأقرانهم، والمشاركة في المناقشات الصفّيّة، ممّا يسهم في خلق بيئة تعليميّة إيجابيّة وثريّة.   كيفيّة تعزيز تفاعل الأطفال الاجتماعيّ الأنشطة التي تعزِّز تفاعل الأطفال الاجتماعيّ لا تعدّ ولا تُحصَى. لذلك، ركّزنا اليوم على أبرز هذه الأنشطة التي من شأنها مساعدة طفلك، في مرحلة ما قبل الروضة، على تطوير مهاراته الاجتماعيّة:   اللعب في الهواء الطلق والرياضة  لا تعمل الأنشطة والرياضة في الهواء الطلق على تعزيز صحّة طفلك البدنيّة فحسب، بل توفِّر له منصّة رائعة للتفاعل الاجتماعيّ أيضًا. وذلك سواء أكان يلعب كرة القدم أم كرة السلّة أم غيرها مع أقرانه، حيث يتعلّم الطفل دروسًا قيّمة حول العمل الجماعيّ والتواصل والمنافسة الودّيّة. فاللعب في الهواء الطلق يشجّع على تطوير المهارات الاجتماعيّة، مثل المشاركة وتبادل الأدوار وحلّ النزاعات بطريقة مستقلّة، وبالتالي تنمية طفل اجتماعيّ.   الفنون والحرف الإبداعيّة تتيح أنشطة الفنون والحرف الإبداعيّة فرصة أمام الأطفال للتعاون في المشاريع ومشاركة الأفكار وتقدير إبداع بعضهم بعضًا، سواء أكان ذلك الرسم أم الصناعة اليدويّة أم غيرها، ممّا يدعم التنمية الاجتماعيّة للطفل. تعزِّز هذه الأنشطة مشاعر التعاون والتعلّم والانخراط في المجتمع. كما يمكن للأطفال أن يتعلّموا العمل معًا على تحفة فنّيّة مشتركة، ويتبادلوا الأفكار، ويحتفلوا بإنجازاتهم وإسهاماتهم الفريدة.   حضور المناسبات والفعّاليّات المجتمعيّة  يعدّ إشراك طفلك في الأحداث المجتمعيّة داخل بيئته إحدى أفضل الطرق لمساعدته على اكتساب مهارات اجتماعيّة أقوى. يمكن أن تشمل الفعّاليّات والأنشطة المجتمعيّة الرياضات الجماعيّة، ومسابقات القراءة والتهجئة، والحرف اليدويّة في المكتبة، والسباحة في حمام سباحة عام، وزيارة حديقة الحيوان. كما يمكن أن يكون الأمر بسيطًا، كالذهاب إلى الحديقة، أو تحديد موعد للّعب مع أطفال الجيران.    سرد القصص وتمثيل الأدوار  تحفِّز أنشطة سرد القصص ولعب الأدوار خيال طفلك وتعزِّز تفاعله الاجتماعيّ. لذلك، شجِّع طفلك على إنشاء قصصه الخاصّة وتمثيلها، وتأدية أدوار مختلفة. فلا ينمّي ذلك إبداع طفلك فحسب، بل يساعده في تطوير مهارات التعاطف والتواصل أثناء استماعه إلى أفكار من حوله والاستجابة لها أيضًا.   أنشطة الرقص والموسيقى  يوفِّر الرقص والموسيقى وسيلة ممتعة وحيويّة للأطفال، للتواصل مع بعضهم. فعادةً ما يكون الرقص المناسب للأطفال ضمن مجموعة تمثّل التنسيق والشعور بالإيقاع جماعيًّا. وسواء أكانت حفلة رقص أم تشكيل فرقة موسيقيّة صغيرة، تعزِّز هذه الأنشطة بيئة اجتماعيّة إيجابيّة، بسماحها للأطفال بالتعبير عن أنفسهم بالحركة والصوت.    الأعمال التطوّعيّة يعدّ العمل التطوّعيّ نشاطًا رائعًا للأطفال بمختلف فئاتهم العمريّة. شجِّع طفلك على الأعمال التطوّعيّة التي تناسب سنّه، والتي تتعدّد ما بين التطوّع في دور رعاية المسنّين، أو مراكز رعاية الأطفال، أو ملاجئ الحيوانات. ساعد طفلك على فهم كيفيّة تنظيم أعمال تطوعيّة لمساعدة بيئته ومجتمعه، حيث يستطيع طفلك تحسين مهاراته الاجتماعيّة بمساعدة الآخرين والانخراط مع الأفراد.   * * * يظهر دور هذه الأنشطة في وضع نسيج ملموس وجذّاب للتفاعلات الاجتماعيّة في الحياة الواقعيّة. فبتطبيق هذه الأنشطة، يؤدّي الوالدان دورًا محوريًّا في تعزيز بيئة تساعد أطفالهما على الازدهار الاجتماعيّ. وبينما يشهد الوالدان الفرح والضحك النابع من تجارب أطفالهما المشتركة، ويشهدان كذلك تطوّر مهاراتهم في الاتّصال والعمل الجماعيّ وتقدير الصداقة.     المراجع https://www.rasmussen.edu/degrees/education/blog/social-development-in-children/        

أفضل الطرق لتحسين مهارات التفكير الناقد عند الطفل

يعدّ التفكير الناقد مهارة حيويّة تمكِّن الأفراد من تحليل المعلومات وتفسيرها وتقييمها تقييمًا فعّالًا. وغرس هذه المهارة في الأطفال منذ الصغر يمكّنهم من التعلّم وحلّ المشكلات، حيث يُعدّ تعزيز مهارات التفكير الناقد عند الأطفال جانبًا رئيسًا من تطوّرهم المعرفيّ والعلميّ والاجتماعيّ. في هذا المقال، نستكشف بعض أفضل الطرق لتعزيز مهارات التفكير الناقد عند الطفل.    ما مهارات التفكير الناقد؟  التفكير الناقد مجموعة من المهارات والعادات العقليّة، بما في ذلك القدرة على تحديد المشكلة، وتحديد الافتراضات، وتحليل الأفكار وتقييمها، ثمّ وضع قائمة منهجيّة للأسباب المحتملة المختلفة، أو إنشاء حلول معقولة، أو تقييم صحّتها باستخدام التفكير المنطقيّ. ويتضمّن كذلك القدرة على إنشاء روابط إبداعيّة بين الأفكار من مختلف التخصّصات.    كيف يمكن تحسين مهارات التفكير الناقد عند الطفل؟  يزوِّد التفكير الناقد العقول اليانعة بالقدرة على تحليل المعلومات، وحلّ المشكلات، واتّخاذ قرارات مستنيرة. إليك طرق اتّباع بعض الأساليب لزرع مهارات التفكير الناقد في طفلك:     تشجيع الفضول  الفضول شرارة تشعل التفكير الناقد عند طفلك. لذلك، شجّعه على طرح الأسئلة واستكشاف العالم من حوله، واخلق له بيئة تمكّنه من إشباع فضوله وتوفّر له الفرص للتجارب الحيويّة على أرض الواقع. يمكن للرحلات إلى المتاحف والنزهات الطبيعيّة والتجارب الجديدة أن تحفِّز فضول الطفل الطبيعيّ وتعزِّز حبّ التعلّم.    تعزيز عقليّة النموّ  اغرس خصال التطوّر المعرفيّ في ذهن طفلك، كونها قدرات تُصقَل بالجهد والمثابرة، حيث تعزِّز عقليّة النموّ مرونة طفلك في مواجهة التحدّيات، وتشجِّعه على النظر إلى العثرات بأنّها فرص للنموّ. لذلك، امدح جهود طفلك وركِّز على قيمة العمل الجاد والتفاني في تحقيق النجاح.    المشاركة في النقاشات المفتوحة  شجِّع النقاشات المفتوحة التي تتطلّب أكثر من مجرّد إجابات بسيطة ومحدّدة، لأنّ المشاركة في المحادثات التي تكشف وجهات نظر مختلفة تساعد الأطفال على تطوير القدرة على النظر من زوايا متعدّدة. كما تضع هذه الوسيلة أساس التفكير الناقد، بتعليم الطفل تحليل المواقف من جهات مختلفة.    تقديم أنشطة حلّ المشكلات  اعرض بعض المشكلات المناسبة لعمر طفلك، والتي تشجِّع على التفكير الناقد وإيجاد الحلول، حيث تتحدّى ألعاب الألغاز والمسابقات الذهنيّة والأنشطة التعاونيّة قدرات طفلك المعرفيّة، وتعزِّز تفكيره المنطقيّ. عقِّد له المشكلات تدريجيًّا مع تطوّر مهاراته، ممّا يضمن تقدّمًا تدريجيًّا في قدرات تفكيره الناقد.   قراءة الكتب ومناقشتها  تمثّل القراءة أداة قويّة لتنمية معرفة طفلك. اختر كتابًا يجذب طفلك لقراءته، وأشرِكه في محادثات حول الشخصيّات والحبكة والنهايات البديلة المحتملة، إذ لا يعزِّز ذلك لديه مهارات الفهم فحسب، بل يشجّع قدرته على التفكير التحليليّ والإبداع أيضًا.   تعليم مهارات اتّخاذ القرار  اسمح لطفلك باتّخاذ القرارات ضمن الحدود المناسبة، مثل اختيار الأنشطة أو حلّ المشكلات اليوميّة، حيث يغرس ذلك الشعور بالمسؤوليّة، ويساعد على تطوير مهارات تفكيره الناقد. ناقش أسباب اتّخاذه قرارات معيّنة، وقارن بين إيجابيّاتها وسلبيّاتها لتعزّز قدراته على اتّخاذ القرار.    تشجيع التأمّل الذاتيّ يُعزَّز التأمّل الذاتيّ بتشجيع طفلك، على التفكير في أفكاره وأفعاله. اطرح أسئلة تدفعه إلى التفكير في سبب اختياره قرار معيّن، أو كيفيّة تعامله مع الموقف بطريقة مختلفة. فالتأمّل يعزِّز ما وراء المعرفة، وهو عنصر رئيس في التفكير الناقد.    مساعدة الطفل على تطوير الفرضيّات  يعدّ تخصيص بعض الوقت لتكوين الفرضيّات أثناء اللعب، أو مشاهدة التلفاز والقراءة، وغيرها من الأنشطة التي تؤدّيها برفقة طفلك، بمثابة تمرين لمهارات التفكير الناقد. حاول أن تسأل طفلك: "إذا فعلنا هذا، ما الذي سيحدث في رأيك؟" أو "دعنا نتوقّع ما نعتقد أنّه سيحدث بعد ذلك."    تجنّب التدخّل الفوريّ  نموّ طفلك منوط بالتحدّيات التي يجدها أمامه. لذلك، أمهله بعض الوقت ليحاول أن يتجاوزها بنفسه، وانتظر وراقب قبل أن تتدخّل وتساعد طفلك في حلّ أيّ مشكلة.    دمج التكنولوجيا  في العصر الرقميّ الحاليّ، يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة جيّدة لتحسين مهارات التفكير الناقد عند الطفل. يمكن للتطبيقات التعليميّة التفاعليّة والألغاز والألعاب المصمّمة لتحدّي قدرات حلّ المشكلات إشراك الأطفال في بيئة تعليميّة ديناميكيّة. ومع ذلك، من الضروريّ استخدام التكنولوجيا بعناية والتأكّد من أنّ الأنشطة مناسبة لعمره. وعليه، يمكنك تزويد طفلك بفرص متنوّعة لتطبيق مهارات التفكير الناقد في سياق رقميّ، وإعداده لمواجهة تحدّيات عالم تقوده التكنولوجيا، بدمج التكنولوجيا دمجًا استراتيجيًّا.   * * * تنمية مهارات التفكير الناقد عند الأطفال عمليّة متعدّدة الأوجه، تتضمّن تعزيز الفضول ومواجهة التحدّيات. فيمكن للوالدين والمعلّمين خلق بيئة تحفِّز التطوّر المعرفيّ، وتمكِّن الأطفال ليصبحوا نقّادًا ومفكِّرين تحليليّين، بدمج هذه الاستراتيجيّات في التفاعلات اليوميّة.   المراجع https://www.brighthorizons.com/resources/Article/developing-critical-thinking-skills-in-children        

حرص الوالدين الزائد على الأبناء بين الإيجابيّات والسلبيّات

كثيرًا ما يدفع الخوف والحرص على مصلحة الأبناء إلى زيادة سيطرة الوالدين على حياتهم بأدقّ تفاصيلها، والسيطرة على قراراتهم واختياراتهم، ظانّين بأنّ ذلك سوف يساعد أبناءهم على تلافي الأخطاء، وتحقيق الإنجازات الحياتيّة، بفضل إفادتهم من سجلّ الخبرات الحافل بالدروس الذي يملكه الوالدان بعد رحلة العمر. ربّما تبدو الصورة من وجهة نظر الوالدين إيجابيّة، وأنّ نظام الرقابة المُحكَم الذي يطبّقونه على حياة أبنائهم سيحقّق نجاحهم المستقبليّ. لكن، في الحقيقة، لهذه الاستراتيجيّة الوالديّة، كغيرها من الأساليب، إيجابيّات وسلبيّات. دعونا نطّلع على أبرز الجوانب السلبيّة والإيجابيّة لحرص الوالدين الزائد على الأبناء، سواء أكانوا في مرحلة الطفولة أم المراهقة.     إيجابيّات حرص الوالدين الزائد على الأبناء  هناك العديد من الأسباب التي تجعل تطبيقات الرقابة الوالديّة مطلوبة هذه الأيّام. وعلى الرغم من أنّ بعض مواقع الإنترنت والتطبيقات المختلفة تسمح للوالدين بمراقبة المحتوى لأطفالهم، إلّا أنّها ليست فعّالة دائمًا. في ما يلي بعض فوائد استخدام الرقابة الوالديّة على حياة الأبناء الرقميّة والواقعيّة:   التوجيه   يختصر توجيه الوالدين أبناءهم الكثير من العناء على الأبناء، لأنّ دروس الحياة التي مرّ بها الوالدان تُعدّ دليلًا لهم في رحلتهم، وتنطوي على سجلّ يضمّ أغلب المواقف التي يمرّ فيها الأبناء للمرّة الأولى.   الأمان    في حال مواجهة الأبناء أيّة مواقف تنذر بالخطر ولا تكفي خبرتهم لمواجهتها، تلعب الرقابة أو الحماية الوالديّة دور طوق النجاة الذي يأخذ بأيدي الأبناء إلى برّ الأمان.        التقويم   تسهم الرقابة الوالديّة في تقويم سلوك الأبناء نحو الأفضل، لأنّ التنشئة على الانضباط والمهارات التنظيميّة الجيّدة ومحاربة العادات السيّئة يؤثِّر إيجابًا في شخصيّة الأبناء ونجاحاتهم على المدى الطويل.    مراقبة تصفّحه الإنترنت   تتضمّن أدوات الرقابة الوالديّة ميّزة حظر المحتوى غير اللائق، سواء أكانت صفحة متصفّح آمنة أم لا. يمنع ذلك طفلك من الوصول إلى المحتوى الذي قد يكون ضارًّا بصحّته العقليّة، أو يؤثِّر فيه سلبًا، أو يتيح تنزيل البرامج الضارّة.  تنظيم الوقت    يحتاج الأبناء عادةً إلى تذكير دائم بأهمّيّة الوقت واستغلاله للقيام بما هو مثمر، ويرتبط تحكّم الوالدين بالأبناء بالتحكّم بأنشطتهم الروتينيّة ومنعهم، مثلًا، من قضاء معظم الوقت في المنزل على شاشة التلفاز، أو في النوم، أو غيرها من الأنشطة التي تثبّط نشاطهم البدنيّ، وتفقدهم الرغبة في الإنجاز.      سلبيّات حرص الوالدين الزائد على الأبناء   بالرغم من الإيجابيّات البارزة للمراقبة الوالديّة، إلّا أنّ هنالك جوانب سلبيّة تؤثِّر في ابنك لا يمكن التغاضي عنها. إليك أهمّها:    تأثّر صحّته النفسيّة  تحكّمك الزائد بابنك يؤدّي إلى تأثّر صحّته النفسيّة، وإن لم يبدُ ذلك جليًّا لك، لأنّ الضغط النفسيّ الناجم عن كثرة التحكّم بتفاصيل حياته، وضرورة حدوث كلّ شيء بصورة مثاليّة لا تخرج عن النمط التقليديّ المطلوب، يُرهق الطفل أو المراهق ويشعره دائمًا أنّه محلّ اتّهام ومحاسبة إن لم يقم بكلّ شيء كما يجب.   خوفه من التجربة    حرص الوالدين الزائد على الأبناء يُنتج طفلًا يخشى كلّ مجهول، لأنّه لم يعتد على مواجهة الأمور بنفسه ولم يكتسب شيئًا سوى ما أملاه عليه والداه، ولا يعرف صورة للحياة سوى من عينيهما. لذا، غالبًا ما تتكّون لدى الأطفال الذين اعتادوا الحرص الزائد رهبةٌ زائدة من التجارب الجديدة أو التحدّيات وضغوط الحياة، ولا يخاطرون أبدًا. فحرص الوالدين الزائد على أبنائهم يضيّق آفاقهم ويقيّد تفكيرهم في أُطر أنموذجيّة جامدة، تحرمهم القدرة على التفكير خارج الصندوق أو تنمية مهاراتهم الإبداعيّة.   قلّة الخبرة    عندما يزيد حرص الوالدين على الأبناء عن الحدّ الطبيعيّ تكون خبرة الأبناء المباشرة معدومة تقريبًا، لأنّ الوالدين يتصدّران المواقف دائمًا ويقومان بأدواره بدلًا منه، ممّا يجعل رصيده من التطوّر الشخصيّ والممارسة الفعليّة للحياة ضعيف للغاية. وللأسف، ربّما لا يتحسّن هذا الوضع مع مرور الوقت، بل يزداد كارثيّة، لأنّ التقدّم في العمر يجلب معه مسؤوليّات أكثر جدّيّة، بينما يتوقّف تطوّر المهارات عند أبناء الوالدين الحريصين.    ضعف الشخصيّة  تتشكّل الشخصيّة بفضل التجارب الحياتيّة الفعليّة والمجازِفة باتّخاذ القرارات، واكتساب الدروس المستفادة من هذه المواقف. أمّا النمط التربويّ السلطويّ فيربّي أدوات الوالدين وأشكالًا مستنسخة عنهم، لا شخصيّات حقيقيّة. وهذا ما يُفقد الأبناء أيّ قدرة على اتّخاذ القرار بصورة مستقلّة تناسب حالتهم الخاصّة.   عدم القدرة على تحمّل المسؤوليّة   فقدان الطفل تحمّل المسؤوليّة نتيجة طبيعيّة لتحكّم الوالدين الزائد بالأبناء، لأنّ وجود من ينوب عن الطفل في التصرّف في كلّ موقف يبني جدارًا بينه وبين تحمّل المسؤوليّة تجاه أيّ قرار. يدفعه ذلك في المستقبل إلى إلقاء اللوم على الآخرين وتحميلهم الأخطاء الناتجة عن قرارته.      * * *  بينما نجتاز رحلة الوالديّة، يعدّ تحقيق التوازن الصحيح بين توجيه أطفالنا والسماح لهم بتطوير استقلاليّتهم في الوقت ذاته من أهمّ الجوانب التي يجب أن نتقنها. وبالرغم من حساسيّة هذه الاستراتيجيّة، إلّا أنّها عمليّة مدروسة تساعدك على تمكين طفلك من الازدهار، مع الاستمرار في توفير الدعم والإرشاد اللذين يحتاج إليهما. تذكّر أنّ إيجاد التوازن الصحيح بين السيطرة والاستقلاليّة عمليّة مستمرّة تتكيّف مع احتياجات كلّ طفل ومرحلة نموّه. كن صبورًا مع نفسك وأبنائك في هذه الرحلة، برعاية استقلاليّتهم، فأنت تعدّهم ليصبحوا أفرادًا قادرين وواثقين ومسؤولين.     اقرأ أيضًا ما أساليب المعاملة الوالديّة الأكثر نجاحًا؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) المراجع  https://www.verywellfamily.com/dangers-of-being-a-control-freak-with-your-child-1094802    https://www.independent.co.uk/life-style/health-and-families/overlycontrolling-parents-cause-their-children-lifelong-psychological-damage-says-study-10485172.html     https://www.capcertified.com/the-pros-and-cons-of-parental-controls/     

تعديل سلوك الطفل الخجول بطرق تربويّة حديثة

بينما يميل أغلب الأطفال إلى اكتشاف بيئتهم، فيسعون إلى مشاركة اللعب مع أقرانهم، ويتحمّسون عند لقاء أطفال من المرحلة العمريّة نفسها، ويتفاعلون مع محاولات الآخرين مداعبتهم أو الحديث معهم، هناك بعض الأطفال الوحيدين الذين يبقون بمفردهم دائمًا. قد تلاحظ عزوف هؤلاء الأطفال عن التواجد في أيّ وسط تفاعليّ وارتباكهم من وقوع الأنظار عليهم، أو محاولة إشراكهم في نشاط يجمعهم بالآخرين. قد يكون سلوك الطفل الخجول أحيانًا نابعًا عن طبع شخصيّ، ولكن هناك بعض العلامات التي تنبِّئ بالخطر، وبوجود درجة غير طبيعيّة من الخجل الاجتماعيّ، ربّما تعود إلى أزمة يعانيها الطفل، ولا يستطيع التعبير عنها أو معالجتها؛ إلّا أنّ هناك بعض الطرق التربويّة الحديثة التي تنفع في تعديل سلوك الطفل الخجول، وتحرّره من الخوف والقلق اللذين يعيقان حركته وتطوّره وتفاعله الاجتماعيّ.   أنواع سلوك الطفل الخجول قبل الحكم على طفلك، وتصنيف طبيعته الخجولة بأنّها مشكلة مرضيَّة تتطلّب علاجًا وتعديلَ سلوك، يجب أن تدرك مدى شدّة خجل طفلك الاجتماعيّ، وإن كان خجله مرحلة طبيعيّة في طفولته، أم أنّه خجل يزيد عن الدرجة الطبيعيّة. الخجل الطبيعيّ  لا تُعدّ هذه الدرجة من الخجل أمرًا مثيرًا للقلق، حيث تقتصر مظاهر الخجل في هذه الحالة على عزوف الطفل عن المبادرة في الانخراط في العلاقات الاجتماعيّة. فلا يُقدِم الطفل على التواصل مع الآخرين، ولكنّه يستجيب بصورة طبيعيّة لمحاولات أقرانه التواصل معه، وينجح في بناء العلاقات مع الوقت. الخجل الطفوليّ أو الصبيانيّ  تُعدّ طبيعة العلاقات الاجتماعيّة المصاحبة لهذا النوع من الخجل مُذبذَبة، مقارنةً بالمعدّل الطبيعيّ، لأنّ الطريقة التي يستخدمها الطفل للتقرّب من أقرانه والتواصل معهم، أو لفت الأنظار إليهم تكون أكثر حدّةً وإزعاجًا. فردود أفعال هؤلاء الأطفال تجاه الخسارة أو الفشل في لعبة ما، أو عدم تحقيق رغباتهم، تكون صبيانيّة ومزعجة للأطفال الآخرين. هذا الوضع يحدّ من سرعة توطيد العلاقات الاجتماعيّة بين هؤلاء الأطفال وأقرانهم.  الخجل العنيف   يحجز هذا النوع من الخجل الطفل عن العلاقات الاجتماعيّة، لأنّ الأسلوب الذي يستخدمه الطفل في التعبير عن خجله يأتي بصورة عنيفة ووقحة. من هنا، عجز الطفل الشديد عن التواصل بصورة صحيّة مع الآخرين يدفعه إلى التصرّف بصورة غير مستحَبّة بالنسبة إلى أقرانه، ويؤدّي بهم إلى استبعاده والعزوف عنه.    طرق تعديل سلوك الطفل الخجول مع الأساليب التعليميّة الحديثة، يمكننا استخدام استراتيجيّات مختلفة لتعديل سلوك الطفل الخجول، ومساعدته على بناء الثقة في البيئات الاجتماعيّة. إليك أهم هذه الأساليب:   التمهيد وعدم المفاجأة   إذابة الجليد بين الطفل الخجول والمواقف الاجتماعيّة ليست بالأمر السهل، أو الذي يمكن تحقيقه سريعًا؛ بل يحتاج الوصولُ إلى هذا الهدف إلى الوقت والجهد، لتهيئة الطفل نفسيًّا وتنمية قدرته على التعامل مع المواقف الاجتماعيّة المختلفة تدريجيًّا، حتّى يصل إلى المرحلة المطلوبة ويتمكّن من مواجهة الخجل بفضل تراكم رصيد التجارب. فيجب ألّا يستعجل الوالدان التغيير في شخصيّة الطفل الخجول وانفتاحه على الأوساط الاجتماعيّة، بل عليهما مراعاة طبيعته الشخصيّة التي لن تتحوّل جذريًّا، ولكنّها يمكن أن تتغيّر نسبيًّا مع محاولات تعديل سلوكه. وضعه في بيئة مدرسيّة مشجِّعة   في مرحلة مبكِرة من حياة الطفل، تكون المدرسة عالمه الثاني، وتملك تأثيرًا قويًّا في حياته، لا يقلّ أهمّيّة عن تأثير الأسرة. لذلك، يسهِم التنسيق مع المعلّم في المدرسة كثيرًا في فعّاليّة نتائج محاولاتك. من هنا، تشغل البيئة المدرسيّة حيّزًا كبيرًا في اكتشاف الخجل الاجتماعيّ لدى الطفل ومعالجته، ويُعبِّر أداء الطفل المدرسيّ ودرجة تفاعله مع معلّمه وأقرانه عن مستوى الخجل الاجتماعيّ الذي يعانيه، ومدى خطورته؛ فكلّما كانت البيئة المدرسيّة صحّيّة ومنفتِحة وآمنة للطفل، استطاع مجابهة الخجل واستجماع الشجاعة للتعبير عن نفسه وتنمية علاقاته بصورة أفضل.  يعدّ دور المعلّم مفتاحًا سحريًّا لتعديل سلوك الطفل الخجول، إذ يساعد الدعم النفسيّ الذي يقدّمه المعلّم للطفل الخجول، وتشجيعه على المشاركة والفاعليّة، على تقليل خجله نسبيًّا، لأنّ شعوره بالتميّز بين زملائه وتقدير معلّمه يدفعه دائمًا إلى كسر حواجز الخجل.  تعزيز نقاط تميُّزه  الموهبة وقود الثقة بالنفس والدافع الأوّل إلى التخلّص من الخجل الاجتماعيّ، حيث يمنح الشعورُ بالتقدير وثناء الخرين الطفلَ الشجاعةَ لمواجهة المواقف الاجتماعيّة والتعبير عن نفسه بارتياح. لذلك، يعدّ دور الأسرة التربويّ، والمدرسة في اكتشاف مواهب الطفل ونقاط تميّزه والعمل على تطويرها، في غاية الأهمّيّة لتقوية شخصيّة الطفل وتعزيز ميله إلى التفاعل الاجتماعيّ. كما يساعد اكتشاف الطفل اهتماماته على تخطّي الخجل والاندماج مع الأطفال الذين يشاركونه الاهتمامات بسهولة، فيحافظ على توازنه النفسيّ، إن عانى الوحدة في بداية اندماجه في أوساط جديدة بسبب طبيعته الخجولة.  الدعم الأسريّ المستمرّ  يحتاج طفلك إلى الأمان ودعم أسرته أوّلًا، فقد يرتبط خجله الاجتماعيّ بكثرة توجيه اللوم والنقد له، أو تجاهله وعدم الاهتمام به وحثّه على اتّخاذ المواقف الإيجابيّة. لكي يتحقّق تعديل سلوك الطفل الخجول، يجب أن يستمدّ احتياجاته النفسيّة، مثل الثقة بالنفس، من نظرتك إليه، لتُبنى لديه قناعة باستحقاقه الاهتمام، ولكي يتمكّن من تقديم الاهتمام إلى غيره، وتلقّيه بصورة متبادلة، وبناء علاقات اجتماعيّة صحّيّة.  تشجيعه على التفاعلات الاجتماعيّة بالتدريج  من الأساليب المفيدة في تعديل سلوك الطفل الخجول وضعُه في مواقف اجتماعيّة منخفضة الضغط، وزيادة مستوى التحدّي تدريجيًّا بمرور الوقت. على سبيل المثال، في البداية، شجِّع طفلك على التفاعل مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء المقرّبين أو أفراد الأسرة، ثمّ وسِّع الدائرة تدريجيًّا لتشمل الوجوه غير المألوفة. تساعد هذه الطريقة الأطفال الخجولين على أن يصبحوا أكثر راحة مع التفاعلات الاجتماعيّة، وبناء الثقة بالسرعة التي تناسبهم.  تطوير ذكائه العاطفيّ يلعب الذكاء العاطفيّ دورًا حيويًّا في التفاعلات الاجتماعيّة. ساعِد طفلك الخجول على تنمية الوعي العاطفيّ والتعاطف ومهارات التنظيم، وشجِّعه على تحديد مشاعره والتعبير عنها وممارسة الاستماع الفعّال. علّمه فهم الإشارات الاجتماعيّة، وعرِّفه إلى مشاعر الآخرين، ليستجيب استجابة مناسبة. يمكن لطفلك، بتنمية ذكائه العاطفيّ، التعامل مع المواقف الاجتماعيّة تعاملًا أكثر فعّاليّة، وإقامة روابط ذات مغزى مع الآخرين.    طلب المساعدة عند الضرورة  في بعض الحالات، قد يتطلّب تعديل سلوك الطفل الخجول دعمًا إضافيًا من المختصِّين. ضع في اعتبارك استشارة علماء نفس الأطفال، أو معالجي الأطفال، أو المعلّمين المختصِّين في التنمية الاجتماعيّة والعاطفيّة. يمكن لهؤلاء الخبراء تقديم رؤى وإرشادات قيّمة ومصمَّمة لاحتياجات طفلك الخاصّة، ومساعدته على التغلّب على خجله، وازدهاره في البيئات الاجتماعيّة.  * * *   اقرأ أيضًا صعوبات التعلّم عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com) ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)   المراجع https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/healthyliving/shyness-and-children   https://www.psychologytoday.com/us/blog/growing-friendships/201606/helping-your-shy-child#:~:text=Looking%20outward%20and%20focusing%20on,ability%20to%20grow%20and%20learn.   https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/gradeschool/Pages/Shyness-in-Children.aspx#:~:text=Should%20I%20be%20worried%3F,and%20interactions%20can%20be%20terrifying.