نادية ضيف الله العقايلة - معلّمة لغة عربيّة - الإمارات
نادية ضيف الله العقايلة - معلّمة لغة عربيّة - الإمارات
2022/05/06

 

  1. كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وكيف ترين مستقبل المدرسة كمكانٍ؟

الإنسان بطبعه كائن فضوليّ يسعى للمعرفة والتعلّم، فلو لم تكن هناك مدارس بشكلها التقليديّ المعروف الآن لأوجد مدارس أخرى بأشكال مختلفة، فشغف الإنسان للعلم والتعلّم لا يقف عند جدران وأسوار مدرسيّة، فقد تعلّم سابقًا في الحقول والمساجد والبيوت، فلن تعجزه الوسيلة ما دامت هناك رغبة في تحقيق الهدف. فالمكان "المدرسة " ليس مركز التعلّم و هذا ما نرى الجميع يتجه إليه، ومفهوم التعلّم المستقلّ ما هو إلا رسالة استشرافيّة لمستقبل التعليم، وتبقى المدرسة "المكان" هي الخيار الأفضل لالتقاء المتعلّم بالمعلّم وصناعة العقول.

 

  1. كيف تصفين تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟

بالنسبة لي كمعلّمة كان قرار عودة التعليم الوجاهيّ كعودة الروح للجسد، فنحن المعلّمون متعطّشون لرؤية طلابنا والتعرّف عليهم، خاصّة أن الوقائع خلف الشاشات الرقميّة تخدع ولا تعطي الصورة الحقيقيّة، فالمعلّم يفهم تلميذه من نظرة أو تعبير بسيط قد لا يعيره البعض أيّ اهتمام، فالمعلّم بالخبرة أصبح يبحر في خلجات نفوس طلّابه بإذنهم مرة وبلا استئذان مرات عديدة.

فالتعليم الوجاهيّ هو الحلّ الأمثل للتعليم مهما بلغت التكنولوجيا الرقميّة من تطوّر وتقدم فلا غنى لها من معلّم يناقش ويحلّل ويعدّل ويوجّه ولا تقدّم لأمّة بلا معلّم يزرع بذور الإبداع بين طلبته.

 

  1. اختاري شيئًا واحدًا تودّين تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟

رغم أنّ المعلّم والطالب هما عصب العمليّة التعليميّة إلا أنّ القوانين والأنظمة غالبًا ما تضعها أياد أخرى لم تمارس أو حتى تتبحّر جيدًا في مجال التعليم. فلو ملكت القرار لجعلت المعلم المتمرّس الخبير هو من يضع القوانين، ولركّزت على مقولة: "الطالب هو محور العمليّة التعليميّة"، ولجعلت اهتمام المعلّم منصبًّا عليه فقط، فكثرة المطالب قد تتناسب مع بعض العقول التي فطرت على الشغف بالعلم والتعلّم والاستزادة، هذا لا يعني أن البقية مقصّرون وعليهم نسيان الهدف الأساس وهو "الطالب" في سبيل تحقيق هذه المطالب.

 

  1. برأيك، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟

الفنون عنوان للرقي والإبداع، الفنّ جزء كبير من حياتنا اليوميّة ويساعدنا على القيام بمزيد من الأعمال، وعندما نحيط أنفسنا بالجمال، يصبح الفنّ في الواقع جزءًا من حياتنا وشخصيتنا، فالفنّ ليس مجرد حصّة أو حصتين في الأسبوع بل هو أسلوب حياة، وكذلك الحال مع الموسيقى. ويمكن دمجهما من خلال برنامج ستريم "STREAM".

 

  1. إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمدين؟

طرق التقييم كثيرة، المتعارف عليه الآن في تقييم الطالب هو قدرته على الحفظ واستذكار وتطبيق كلّ ما قرّر عليه بالمنهج، وما أحاول إضافته ضمن "مبادرتي صفّي جنّة إبداعيّ" هو محاولة الخروج عن هذا النمط، فكمعلّة لغة عربيّة بدل أن يدرس الطالب القصّة ويحلّل ويحاكي، اعتمدت النقد والتغيير في الأحداث والتغير من قصّة سرديّة مكتوبة إلى أفلام تمثّلها شخصيّات القصّة بحوار متخيّل من الطالب ربما لم يخطر ببال المؤلّف أو القارئ. كما وجدت تعليم المهارات أهم من تدريسها، فالهدف بعيد المدى هو الأولى بالتحقيق، فأسلوب حلّ المشكلات يجعل الطالب يختبر الأحداث ويبحث عن حلول. كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟

التعليم ليس منفصلًا عن الحياة اليومية فنحن نتعلم يوميًّا من الحياة، وصدق من قال: "الحياة مدرسة"، وكذلك الطالب فإذا أردته أن يفهم ويدرك ما درسه لا تنسى ربطه بحياته وتفاصيلها الصغيرة، والتركيز على القيم الروحيّة والأخلاقيّة والوطنيّة والنفسيّة والجسديّة وغيرها لا يمكن أن يكون دون ربطها بحياتنا وممارستنا اليوميّة.

 

  1. ما هو التعبير الذي تُحبّين أن تريه على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّين أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟

وجه الطالب من بداية الحصّة إلى نهايتها ما هو إلا انعكاس ومرآة لصورة المعلّم، لذلك تجدنا حرصين على بقاء تلك الوجوه إيجابيّة معبّرة راضية عمّا نقدم ونتوخّى منهم تحقيقه.

 

  1. من هو الطالب المُلهم؟

الطالب مثلي ومثلك، منّا من هو متميّز في عمله ومن يؤديه فقط كواجب، ومنّا من يراه عبئًا ثقيلًا يتمنّى الانتهاء منه في القريب العاجل، فالمتميّز الملهم تجده لا يتقبّل الواقع فقط راضخًا له بل يسعى لتغييره وإيجاد الحلول المتميّزة والتي قد تكون بسيطة أحيانًا ولكنّها غائبة عن الكثيرين.

 

  1. كصديقة، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟

 نصيحتي الدائمة لطلبتي: "ثقوا بأنفسكم فأنتم سرّ الابداع وسرّ وجود العمليّة التعليميّة، أنتم الأساس".

 

  1. إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختارين؟

متحف المستقبل في دبي، فالحاضر هو ما نملكه الآن والمستقبل هو ما نسعى من خلاله لجعل حاضرنا الآتي أجمل.