ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟
استراتيجيّة "أرى، أفكّر، أتعجّب". تفاعل معها الطلّاب بشكل لافت، حيث عبّروا عمّا يحدث في العالم من قضايا مستجدّة، وتفكّروا في المسبّبات والنتائج.
كيف توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟
كالذي يمسك العصا من الوسط. لا شكّ أنّنا دخلنا عصر التكنولوجيا من أوسع أبوابه، والجيل الحاليّ بارع في استخدامه لها. لذلك لا مفرّ من استخدامها. لكن، يبقى العامل الأساس في التعليم هو روح المعلّم وليس الآلة، وفهم المعلّم لنفسيّة الطالب واحتياجاته.
في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟
في بداية الرحلة التعليميّة، لا تكون الصورة عن استراتيجيّات التعليم وطرقه مكتملة عند المعلّم. لذا يعمل جاهدًا على البحث عن طرق تتناسب مع كلّ مرحلة تعليميّة. وهنا يكون التساؤل: هل ما تمّ اختياره يتناسب مع الطلّاب ومتطلّباتهم؟ هل أدّيت المهمّة بشكل مُرضٍ؟ لا بدّ من الوقوع في أخطاء تتعلّم من خلالها لتصبح معلّمًا متمرّسًا، إذ يأتي الأمر بالتجربة.
افترض أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعر بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟
تطوير أساليب التعليم (بحثيّة – تواصل – اجتماعيّة - إدارة الذات - تفكير نقديّ)، ما يعزّز عند المعلّم طرق التعليم، ويُغني شخصيّة الطالب، ويهيّئه كي يكون باحثًا مطّلعًا في مجتمعه يعرف ما يريد ويبحث عمّا يريد. بالإضافة الى اختيار مجموعة من تقنيّات التعليم والاستراتيجيّات كي يصبح التعليم أكثر تفاعلًا بين الطلّاب والمعلّم.
هل ترى أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترح مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟
طبعًا هذا الأمر مهمّ للغاية فالحوار بين المعلّمين يؤدّي الى تبادل الخبرات وعرض المشكلات التي تواجههم، ما يفيد المعلّم. كما تباحث طرق التعليم المتّبعة في المدارس المختلفة، يؤدّي الى إظهار مواطن القوّة والضعف، ما يسهّل العمل على تدارك المشاكل التي يمكن أن تأتي مستقبلًا.
كيف تتعامل مع أولياء الأمور وتشجّعهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟
يؤدّي أولياء الأمور دورًا أساسيًّا في العمليّة التعليميّة، فبهم تكتمل، ويتحقّق النجاح للطالب. قد نواجه مشكلة مع أولياء الأمور تتجلّى بأنّهم لا يدركون مدى دورهم في التعليم، ويؤمنون بأنّ المدرسة هي الوحيدة المسؤولة عن هذه العمليّة. لذا على المدارس أن تعمل على إجراء ورش عمل وندوات تشرك بها أولياء الأمور في العمليّة التعلّميّة.
كيف تُحافظ على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟
التعليم بالنسّبة إليّ ليس مجرد مهّنة، بل هو رسالة سامية وأمانة عظيمة تؤثّر في حياة الأفراد والمجتمعات. أؤمن بأنّ هذه المهّنة لا تتيح للمعلّم إغناء عقول الطلّاب بالمعلومات فحسب. بل تسهم أيضًا في تشكيل شخصيّاتهم وغرس القيم والمبادئ التي تعينهم في مواجهة الحياة. أنظر دائمًا إلى التعليم كفرصة لبناء جيل واعٍ ومثقّف، يسهم في تطوير مجتمعه.
من الجانب الإيجابيّ، أجد في التعليم امتدادًا للقيم التي أؤمن بها. إنّ الوقوف أمام الطلّاب والتفاعل معهم يوميًّا يعزّز لدي شعورًا عميقًا بالمسؤوليّة، مع الإيمان بأنّ كلّ كلمة أو تصرّف قد يكون له أثر دائم في حياتهم. وأستمدّ طاقتي من حبّ الطلّاب للمعرفة، وفضولهم الذي يدفعني إلى البحث والاجتهاد في تقديم الأفضل.
كما إنّ شعوري بالإسهام في تحسين حياة الآخرين، أعظم مكافأة يمكن الحصول عليها. إذ يُذكّرني بأهمّيّة مواصلة الجهد، معتبرًا أنّ الجزاء الحقيقيّ لهذه الرسالة يأتي من الله في الدنيا والآخرة. وكون الرسول عليه الصلاة والسلام قد أتى معلّمًا للناس، يمنحني شرفًا عظيمًا وشعورًا بأنّني أعمل في مهنة ترتبط بأسمى القيم. هذا الإحساس يساعدني في مواجهة أيّ صعوبة بروح إيجابيّة، مع يقيني بأنّ الأثر الإيجابيّ الذي أتركه في حياة الطلّاب هو امتداد لهذه الرسالة النبيلة.
ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟
1. تحديد الأولويّات: عبر استخدام مبدأ "الأهمّ أوّلاً"، حيث أرتّب المهام بناءً على أهمّيّتها وتأثيرها. ثمّ أركّز على المهام العاجلة والمهمّة قبل الانشغال بالمهام الأقلّ ضرورة.
2. وضع خطّة يوميّة/ أسبوعيّة: إنشاء جدول زمنيّ واضح يتضمّن جميع المهام التي تحتاج إلى إنجازها، وتحديد وقت لكلّ نشاط بناءً على مدى تعقيده وضرورته.
3. تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة: فإذا كانت المهمّة كبيرة، أعمل على تقسيمها إلى أجزاء أصغر يمكن إنجازها بسهولة، ما يقلّل من الضغط ويسمح بالتقدّم التدريجيّ.
اذكر أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.
جعلتني مثقّفًا أشرق في كلّ مكان أتواجد فيه. مكنتني من التعرّف إلى أنماط التفكير عند الأشخاص، ما سهّل عليّ التعامل مع البشر. أمّا الأمر السلبي فهو الضغوط النفسيّة والمهنيّة، إذ تتطلّب مهّنة التعليم الكثير من الجهد البدنيّ والعاطفيّ، ولا سيّما عند التعامل مع تحدّيات مثل كثرة الأعمال الإداريّة أو صعوبة التعامل مع بعض المواقف الصفّيّة، ما قد يؤثّر في التوازن بين الحياة المهنيّة والشخصيّة.
ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟
عندما يصبح طالبك زميلًا لك في مهّنة التعليم، وتجلس معه على الطاولة ذاتها، تخطّط كيف يمكن رفع كفاءة التعليم ومستوى الطلّاب. يا لها من تجربة مؤثّرة ومليئة بالمعاني الجميلة، أن يتحوّل الطالب إلى زميل! هو شهادة حيّة على التأثير العميق الذي يتركه المعلّم في نفوس طلّابه. ربما تكون واحدة من أطرف اللحظات وأجملها التي حصلت معي في مسيرتي التعليميّة، حيث يذكّرك ذلك الطالب بمواقف مضحكة أو ذكريات من أيّام دراسته، ما يضيف جوًّا من المرح والمودّة في العمل.
ما يجعل هذه الحادثة مميّزة أنها تُبرز دائرة التعليم التي تكتمل عندما يصبح الطالب نفسه جزءًا من الرسالة التعليميّة. الجلوس جنبًا إلى جنب مع ذلك الطالب الذي أصبح الآن زميل مهّنة. والتخطيط معه لمبادرات من أجل تحسين كفاءة التعليم ومستوى الطلّاب، هو إنجاز له أثر بالغ. فهو يُظهر أنّ التعليم لا يقتصر فقط على إيصال المعرفة، بل يمتدّ إلى إلهام الطلّاب ليصبحوا قادة ومشاركين في المستقبل.