مجد مالك خضر- معلّم تربية مهنيّة- الأردن
مجد مالك خضر- معلّم تربية مهنيّة- الأردن
2023/01/05

برأيك، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

أرى أنّ الإدارة المدرسيّة رأس الهرم في بيئة المدرسة، وعندما توظّف سياسات واستراتيجيّات مرنة في التعامل مع المعلّمين والطلّاب والمجتمع المحلّيّ المحيط بالمدرسة، فمن المؤكّد أنّ ذلك سيؤدّي إلى إيجاد بيئة تعلّم داعمة للعمليّة التعليميّة، وتساهم في توفير فرص تزيد من نسبة المشاركة الإيجابيّة، والناتجة من جميع العناصر البشريّة المكوّنة للعمليّة التعليميّة.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم عن بُعد وأبقيت عليها الآن؟

ما زلتُ أوظّف مواقع التواصل الاجتماعيّ من أجل التواصل مع الطلّاب وأولياء الأمور، وتزويدهم بالمعلومات المهمّة المتعلّقة بالمادّة الدراسيّة، مثل تذكير الطلاب بحلّ الواجبات المطلوبة منهم. كما حافظتُ على توظيف أدوات تكنولوجيا التعليم في تقديم حصص تفاعليّة محوسبة تُمَكِّنُ من فهم الدروس بأفضل الوسائل.

 

كيف تخاطِب الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

عن طريق تعزيز حُبّهم وشغفهم بموهبتهم، فأًشجعهم على زيادة دافعيّتهم إلى تطوير مهاراتهم ضمن مجالات اهتماماتهم، وأزوّدهم بالوسائل المساندة، مثل الكُتب التعليميّة. كما أوفّر الفرص لتقديم مواهبهم أثناء حصص النشاط المدرسيّ، والمسابقات المتنوّعة، التي تظهر مهاراتهم وإنجازاتهم.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

لا، ليست متابعة مستجدّات علوم التربية هي الشرط الوحيد ليكون المعلّم ناجحًا؛ فالمعلّم الناجح هو المتمكّن من تخصّصه الأكاديميّ، والذي يُوظّفُ أكثر من استراتيجيّة تعليميّة في الحصّة الصفّيّة، والمستخدِم أدواتِ التقويم المناسبة لكلّ نتاج تعليميّ. ولا يعني ذلك ألّا يتابع المعلّمُ التطوّرات والمستجدّات المتعلّقة بعلوم التربية، ومتطلّبات التعلّم الحديثة، فمن المهم أن يمتلكَ الثقافة والمعرفة التربويّة والتعليميّة.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمر هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

لم تكن التغيّرات إيجابيّة بالمجمل؛ فقد واجه الطلبةُ الذين واكبوا مرحلة التعليم عن بُعد فجوةً تعليميّة واضحة، ومنهم من ما زال يعاني الآثارَ السلبيّة لتلك المرحلة، كالصعوبات في القراءة والكتابة. أمّا الجانب الإيجابيّ الذي استثمرتُهُ في تجديد مقاربتي للتعليم، فهو الناتج من منح مساحة أكثر لاستخدام تكنولوجيا التعلّم والإنترنت والحاسوب، والذي أسهم في توظيف أساليب وأدوات تعليميّة أكثر حداثة وقابليّة لمواكبة تطوّرات العصر الحديث.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّف هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

أرى أنّ كلّ طالب شغوف بالتعلّم، فلكلّ من الطلاب ذكاء خاص، وموهبة معيّنة. ومن هنا، تظهر الفروقات الفرديّة بينهم. ولولا وجودها لما وجد المعلم تنوّعًا في الغرفة الصفّيّة. أمّا دوري كمعلّمٍ في توظيفها، فيكون من خلال تنويع أساليب التدريس المستخدمة في الحصّة الواحدة؛ فأهتم بتعزيز الطلّاب من خلال تكليفهم بشرح نتاجات الدرس، سواء فرديًّا أو جماعيًّا، وهكذا يشعرون بالمسؤوليّة تجاه زملائهم، ويزداد شغفهم بالتعلّم والتعليم.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

الزيّ الموحّد من أساسيّات البيئة التعليميّة لأنّه يجعل الطلّاب متساوين؛ فلا يكون طالب أفضل من الآخر، ولا يظهر طالب بمظهر أفضل من غيره، ما يقلّل من الفروقات الاجتماعيّة والماديّة بين الطلّاب.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

أهتمّ كثيرًا بتفعيل الأنشطة والفعاليّات المدرسيّة، مثل مسابقة أفضل إذاعة مدرسيّة، والتي أوجدت بيئة من المنافسة الإيجابيّة والتفاعليّة بين الطلّاب، وشجّعتهم على المشاركة بفاعليّة، وتقديم فقرات إذاعيّة متنوّعة. هذا الأمر شارك في تحقيق الرفاه المدرسيّ، وزاد من دافعيّتهم نحو المشاركة في الأنشطة والمبادرات والفعاليّات المدرسيّة.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمح أن تشارك بها؟ لماذا؟

أطمحُ بأن أكتسب مهارات واستراتيجيّات تدريس جديدة؛ من خلال المشاركة بالدورات والورش التدريبيّة التعليميّة والتربويّة، لما لها من أهمية في توفير وسائل وطرق تعليميّة أكثر تفاعليّة لدى الطلّاب، وتراعي الفروقات الفرديّة بينهم، وتساعدني على تحقيق النتاجات المطلوبة من الدرس بكفاءة.

 

بماذا تنصح شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟

أنصحهُ بحُبِّ مهنة التعليم، والإخلاص في عمله، ومن هنا تكون نقطة الانطلاق نحو النجاح، كما يجب أن يَكونَ مُلمًّا بجميع الحاجات الوظيفيّة والمهنيّة، التي تدعمُ مسيرته التعليميّة، ومن المهم أيضًا أن يتمتعَ بحُسنِ إدارة الصفّ، والقدرة على توزيع الأدوار بين الطلّاب، والتصرّف الجيّد وحُسن التعامل مع الأحداث، والمواقف المختلفة التي قد تواجهه أثناء الحصّة الصفّيّة أو في البيئة المدرسيّة.