فعّاليّة استخدام استراتيجيّة الصفّ المقلوب في تنمية مهارات التفكير:مادّة التاريخ أنموذجًا
فعّاليّة استخدام استراتيجيّة الصفّ المقلوب في تنمية مهارات التفكير:مادّة التاريخ أنموذجًا
مرسال حطيط | معلّمة ومنسّقة ومدرّبة لمادّة التاريخ- لبنان

إثر التقدّم الواسع في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات، ومع انتشار ظاهرة التعليم الإلكترونيّ، أصبح دور المعلّم تيسير العمليّة التعليميّة - التعلّميّة. فلم يعد دور الطلبة يقتصر على تلقّي المعلومات أو الوصول إليها، بل تعدّى ذلك إلى المشاركة والتعليق وإبداء الرأي بالتواصل مع المعلّم الذي يعمل على توجيههم وإرشادهم. وذلك بهدف تفعيل إنتاجيّتهم، والعمل على بناء شبكات تواصل بينهم، لبناء المجتمع التعليميّ بناءً صحيحًا.

وعلى الرغم من ظهور عدّة أنماط للتعلّم النشط، مثل التعلّم بالبحث والاستقصاء، وحلّ المشكلات، ولعب الأدوار وغيرها، إلّا أنّني فضّلت القيام بتجربة الصفّ المقلوب، لما لهذه الاستراتيجيّة من أهمّيّة في نقل المعرفة إلى خارج حدود الغرفة الصفّيّة، لإتاحة الفرصة أمام الطالب للمشاركة الفعّالة في التعلّم. وذلك بحضور دروس أعدّها المعلّمون سابقًا في المنزل، والرجوع إلى روابط إلكترونيّة وبرامج تعليميّة لمحتوى المادّة.

 

مفهوم التعلّم المقلوب

يُعدّ مفهوم التعلّم المقلوب من المفاهيم الحديثة في التعليم، والذي يسير في طور التطوّر بفكرته البسيطة التي تقوم على تبادل المعرفة العلميّة. فما كان يُنجَز في المنزل أصبح يُنجَز في الحصّة الدراسيّة، إذ تصبح العمليّة التعليميّة عمليّة تكامليّة - تشاركيّة، تسمح للطالب بالإسهام في العمليّة التعليميّة بتوظيف التقنيّة الحديثة. كما تسمح لذوي الطلبة وأسرهم بالمشاركة والمساعدة في هذه المهمّة (Brame, 2013).

تعرِّف الباحثة التربويّة الزين (2015، ص 177) مفهوم التعلّم المقلوب بأنّه "استراتيجيّة قائمة على التركيز حول الطالب، بدلًا من المعلّم، حيث يشاهد الطالب دروسًا بالفيديو في منزله قبل حضور الدروس التعليميّة، ممّا يسمح للمعلّم باستغلال وقت الحصّة في تفعيل الطالب وتوجيهه وتطبيق ما تعلّمه". كما يعرّفه الباحث هارون (2015، ص 23) بأنّه "قدرة الفرد على تنفيذ مجموعة من المهمّات العمليّة المرتبطة بأهداف مهاراتيّة محدّدة".

وعليه، يُعدّ التعلّم المقلوب بيئة تمزج بين نظريّتين في التعلّم، يُنظَر إليهما على أنّهما غير متوافقتين، وهما التعلّم التقليديّ والتعلّم النشط. كما تقوم فكرة التعلّم المقلوب على أساس قلب عمليّة التعلّم، فبدلًا من أن يتلقّى الطلّاب المفاهيم والمهارات الجديدة داخل الفصل الدراسيّ، ثمّ يعودون إلى منازلهم لأداء الواجبات، تُقلَب عمليّة التعلّم هنا، حيث يتلقّى الطلّاب المفاهيم والمهارات الجديدة للدرس في منازلهم، بإعداد المعلّم الدرس على هيئة إلكترونيّة، ومشاركتها معهم عبر وسائط التخزين، أو بشبكات التواصل الاجتماعيّ.

 

دوافع تطبيق استراتيجيّة الصفّ المقلوب

واجه القطاع التربويّ في لبنان خلال الأعوام السابقة تحدّيات وصعوبات جمّة، وضعت التربويّين أمام مفترق جديد. وهذا ما دفعنا إلى البحث عن خطط وبرامج بديلة للحدِّ من آثارها. من أهمّ تلك التحدّيات:  

  • - جائحة كورونا، وما نجم عنها من تداعيات على الصعيد الصحّيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ والتربويّ.
  • - ظاهرة التعليم عن بعد، والتعليم المدمج، والتعليم الرقميّ.
  • - إضراب المعلّمين في القطاع الرسميّ، وما نجم عنه من تداعيات على الصعيدين التربويّ والنفسيّ لدى الطلّاب، ممّا أوجد فاقدًا تعليميًّا واسعًا.
  • - تعثرّ الطلّاب مع عدم تكافؤ الفرص في الحصول على مستلزمات التعلّم الرئيسة، مثل الكهرباء والإنترنت والوسائل التكنولوجيّة (هاتف- حاسوب).
  • - غياب دور الأهل، كونهم شريكًا رئيسًا في العمليّة التعليميّة، وفقدان دافعيّة الطلّاب إلى التواصل مع المعلّم من جهة، ومع أقرانهم من جهة أخرى.

 

مع العودة إلى التعليم الوجاهيّ، ولا سيّما بعد جائحة كورونا والإضرابات المتكرّرة، للمطالبة بالحقوق الواجبة في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة المتردية، واجهتُ، كغيري من الزميلات والزملاء، العديد من التحدّيات لإعادة الدافعيّة والحماس إلى طلّابي، بعد فترة طويلة من الانقطاع عن التعلّم.

انطلاقًا من كوني معلِّمة تاريخ في ثانويّة رسميّة، كان عليّ العمل على وضع خطّة ممنهجة لإعادة الدروس السابقة، والتفكير بآليّة جديدة تحفِّز الطلبة، وتقصّر الوقت بهدف إنهاء البرنامج، فوقع اختياري على استراتيجيّة الصفّ المقلوب. وطالما تساءلت عن مدى فعّاليّة استخدام الصفّ المقلوب في تنمية مهارات التفكير عند طلّاب الصف الثانويّ الثالث في مادّة التاريخ.

ومن هذا التساؤل، وضعت خطّة عمليّة قابلة للتنفيذ، واعتمدت لتنفيذها الخطوات الآتية:  

  • - تحديد المدّة الزمنيّة من الوقت اللازم بما يعادل ثلاث ساعات موزَّعة على النحو الآتي: ساعتان في المنزل، وساعة واحدة في الصفّ لتقديم العروض والنتاج (ما يعادل 180 دقيقة). 
  • - تحديد الوحدة الدراسيّة تحت عنوان "أوضاع لبنان السياسيّة والاقتصاديّة بين سنة 1926- 1939.
  • - تقسيم الطلّاب إلى مجموعتين، راعيت فيهما التنوّع بين الذكور والإناث، والمستوى الأكاديميّ والفروقات الفرديّة، بحيث يمنح لكلّ طالب الفرصة للمشاركة والتفاعل.   
  • - اختيار الوسائل والموارد التعليميّة، ومنها فيديو حول هذه الحقبة، ومستندات ووثائق مختارة، ومصادر ومراجع تاريخيّة مختصّة. فضلًا عن تحديد مواقع شبكات التواصل آمنةً وموثوقة ومساعِدة للحصول على معلومات تغني النقاش وتدعم النتاج والعرض.  

 

كيفيّة تنفيذ استراتيجيّة الصفّ المقلوب

لتنفيذ هذه الاستراتيجيّة طلبتُ إلى مجموعات الطلبة القيام بالخطوات الآتية:  

  • - مشاهدة فيديو تاريخيّ موثَّق، مع تحديد عدّة أسئلة موجهَّة ترتبط بوحدة الدرس، وتُحضَّر في المنزل.   
  • - قراءة مستندات تاريخيّة متنوِّعة ترتبط بأهداف الوحدة المطلوبة ومحتواها.
  • - تنفيذ شريط زمنيّ تُدرَج عليه الأحداث، ويشار إليها بالمفتاح والرموز. 
  • - توليف نصّ تاريخيّ يوثِّق الأحداث السياسيّة في لبنان خلال تلك الفترة (1926-1939).  

 

وتُرِكتْ مساحة للطلّاب للتعبير عن أفكارهم بعرض تقديميّ يختارونه تحت إشراف المعلّم وتوجيهاته. ومن هنا، زُوِّد الطلّاب ببعض أساليب العرض للتقديم، مثل المقهى العالميّ، والذي يعتمد على النقاش الحرّ وتبادل الأفكار، بالحوار الفعّال، وتبادل الأفكار المرتبطة بموضوعات الدرس وعرضها والاستماع إلى تعليقات الطلّاب المختلفة، أو بإعداد نشرة إخباريّة توثِّق الأحداث التاريخيّة، أو بتقديم عروض تكنولوجيّة متنوّعة. وعليه، تقدّم كلّ مجموعة عملها وتتلقّى الأسئلة والتعليقات من المجموعة الثانية، وتعطى فسحة للنقاش وبناء الحجج بالأدلّة التي تقدّمها لتأكيد معلوماتها. وبعد الانتهاء من ذلك، يبدأ تقديم العروض.

قرّرت المجموعة الأولى، في النشاط الأوّل، تقديم نشرة إخباريّة مُعدَّة على شكل شريط مسجَّل، نفّذهُ الطلّاب في المنزل، حيث قدّم الناطق باسم المجموعة موجز النشرة، تحت عنوان: "رئيسٌ من بلادي سنة 1926"، ثمّ عُرِض شريط زمنيّ يوثّق الأحداث التاريخيّة بين سنة 1926 و1939. أمّا النشاط الثاني فقدَّم له ميسِّر المجموعة، تحت عنوان: "صورة وتعليق"، حيث يعرض صور شخصيّات سياسيّة على شاشة العرض، ثمّ يطلب إلى أعضاء الفريق الثاني الاتّفاق على كتابة تعليق مناسب لكلٍّ منها. وفي النشاط الثالث، وزّع الميسّر مجموعة من المستندات التاريخيّة إلى أعضاء الفريق الثاني، طالبًا إليهم تنفيذ مهمّة تحمل عنوان: "تحليل مستندات تاريخيّة"، بالإجابة عن السؤال الآتي: "ما المكاسب التي حقّقها لبنان إثر قيام الجمهوريّة سنة 1926؟"، في مدّة ثلاثين دقيقة. قدّم الفريق نتاجه متوجِّهًا بالشكر إلى المجموعة الأولى على تيسير النشاط.  

 

أمّا المجموعة الثانية، فاختارت استراتيجيّة "المقهى العالميّ" لتقديم عرضها، ضمن المدّة المحددّة (30 دقيقة)، حيث قدّمت عرضها في مرحلتين:  

نفّذت، في المرحلة الأولى، النشاط وفق الخطوات الآتية:

  • - قدّم المجموعةَ الناطقُ باسمها.
  • - شرح مبسّط لاستراتيجيّة المقهى العالميّ.
  • - تحديد وضعيّة الجلوس على شكل "حلقة دائريّة".
  • - طرح السؤال الأوّل بهيئة سؤال مفتوح.
  • - فتح المجال للنقاش والحوار.  

في المرحلة الثانية،

إثر انتهاء النقاش المفتوح، حدّد ميسِّر المجموعة عنوان الوحدة المطلوبة على شاشة العرض: "ما المتغيّرات التي شهدتها الدولة اللبنانيّة ما بين سنة 1926 و1939". لينتقل بعدها إلى عرض وثائقيّ مسجَّل أعدّه الفريق، يتناول تلك الفترة، مدّته 5 دقائق، ثمّ طلب إلى الطلّاب مناقشة المعلومات التي تتعلّق بأهمّ المتغيّرات التي عرفتها الدولة اللبنانيّة. يعيد الميسِّر تنظيم وضعيّة المجموعات على هيئة حلقة دائريّة (استراتيجيّة المقهى العالميّ)، ليعود النقاش بين الطلّاب، ويُمنَح كلٌّ منهم الفرصة لإبداء رأيه لتحليل الأحداث، والمشاركة في التعبير الحرّ والمنظَّم. حدّد الميسِّر مدّة النقاش المفتوح بـ 15 دقيقة. وقبل انتهاء الوقت المحدّد، طلب الميسِّر إلى الناطق باسم المجموعة، تقديم ملخّص الأفكار التي نوقشت، من أجل تدوينها بالطريقة المناسبة لعرضها في قاعة الصفّ.  

كان النقاش رائعًا ومنظَّمًا، وكنت أراقب التفاصيل كلّها، وأتدخّل في النقاش عندما تدعو الحاجة، لأعيد تنظيم الأمور ووضعها في نصابها ومسارها الصحيح.   

 

تقييم الاستراتيجيّة (التغذية الراجعة) 

بعد توجيه الشكر إلى المجموعات، لا بدّ من تقديم تغذية راجعة حول الأنشطة المُقدَّمة، وذلك وفق النقاط الآتية:

تقييم المجموعات الذاتيّ

قيِّمت كلّ مجموعة أنشطة المجموعة الأخرى، باعتماد استراتيجيّة للتقييم يختارها الطلّاب أنفسهم. فاختار الطلّاب استراتيجيّة "نجمتين وأمنية"، لاعتمادها على إظهار النواحي الايجابيّة، مع توجيه نقد بنّاء، من دون التجريح، من أجل العمل على تحسين الأداء في المهمّات القادمة. يُمنَح الطلّاب، وفق هذه الاستراتيجيّة، نجمتان للأنشطة التي نالت إعجابهم، تبعًا لعدّة معايير يُتَّفق عليها، منها: أسلوب العرض والأداء المقدّم، من حيث محتوى مادّة العرض، والوسائل والموارد المستخدمة، وآليّة تنفيذ الأنشطة وطريقة تقديمها. يقدِّم، بعد ذلك، كلّ فريق اقتراحًا بمثابة "أمنية"، بهدف تحسين نشاط من الأنشطة المقدَّمة، مستخدمين عبارة "يا ريت لو".  مثال ذلك: "العنوان المقدّم للنشرة كان لافتًا، لكن "يا ريت لو"  كان يشير إلى الموضوع مباشرةً"، أو "استمتعنا بالنقاش في المقهى العالميّ، ولكن "يا ريت لو" كان أكثر تنظيمًا".

تقييم الأداء العام

عمل المجموعات عمليّة تقييم مستمرّة، تبدأ بوضع الأهداف العامّة، وتنتهي إلى الكفايات المرجوّ تحقيقها في كلّ نشاط، حيث يُقيَّم عمل المجموعات ضمن معايير تتوافق مع الجانب المعرفيّ من جهة، والمكاسب المهاراتيّة من جهة أخرى.   

نتائج التجربة الإيجابيّة

أثبتت هذه التجربة نجاحها، وذلك بتقييم الأنشطة المنفَّذة، والتي حقّقت أهدافًا مهمّة. نذكر منها:   

  • - إشراك الطلبة في إعداد المواد الداعمة لتعلّمهم وتطويرها، وتنظيمها تنظيمًا يسهِّل عليهم استخدامها، كلّ بحسب حاجته. 
  • - تعزيز مبادئ الحوار والنقاش والتواصل الفعّال، والتي تهدف إلى بناء المعارف وتنمية مهارات التفكير العليا، ليصبح الطالب المحور الرئيس في عمليّة التعلّم والتعليم. 
  • - تمكين الطلّاب من استخدام الوسائل التكنولوجيّة ودمجها دمجًا صحيحًا وفعّالًا في عمليّة التعلّم.  
  • - اكتشاف العديد من مواهب الطلّاب، كالإلقاء والخطابة. والعديد من المهارات، كالقدرة على القيادة والإدارة والتنظيم. 

 

التحدّيات  

مقابل النتائج الإيجابيّة، برز عدد من التحدّيات التي واجهتني في استخدام هذه الاستراتيجيّة، والتي أشير هنا إلى بعضها: 

  • - عدم تكافؤ الفرص المتاحة للطلّاب للحصول على مستلزمات تنفيذ الأنشطة، كالإنترنت والكهرباء ووسائل التواصل في بلدنا لبنان.
  • - رفض بعض الأهالي مشاركة أبنائهم في مثل هذه الأنشطة، خوفًا من مخاطر استخدام وسائل التواصل من دون مراقبة، أو لجهلهم بالتكنولوجيا.
  • - التفاوت بين مستويات الطلّاب، حيث برز من يتمتّعون بشخصيّة القيادة والإقناع، بينما فضّل آخرون لعب دور المستمع، من دون التدخّل إلّا حينما يُطلَب إليهم.  

لكن، رغم هذه التحدّيات، فقد تحقّقت النتائج، ولا سيّما في حماس الطلّاب في الدفاع عن فكرتهم، وفي مدى تطوّر المفاهيم المعرفيّة لديهم، مثل مهارات التفكير العليا والنقد البنّاء وإدارة العمل الجماعيّ.

 

* * *

كانت هذه التجربة مفيدة لي، حيث دفعتني إلى تغيير الكثير من الطرائق والاستراتيجيّات في تعليم مادّة التاريخ، والعمل على بناء التفكير التاريخيّ الناقد للطلّاب. فهدف التعليم الرئيس بناء مواطن فعّال ومستقلّ، يتمتّع بحرّيّة التعبير والانتماء، وبناء شخصيّة الطالب من النواحي النفسيّة والاجتماعيّة والأكاديميّة كافّة. لذلك، علينا التكيّف مع التطوّر والعمل على تطوير قدراتنا لمجاراة الواقع الحاليّ ومتطلّبات الذكاء الاصطناعيّ، فضلًا عن احتياجات سوق العمل في مستقبل من المهارات والقدرات التي يجب إكسابها للطلّاب. وهنا، يكون من مسؤوليّتنا تعزيز هذه المهارات والمعارف لدى طلّابنا، "جيل الذكاء الاصطناعيّ".

 

المراجع

- الزين، حنان أسعد. (2015). أثر استخدام استراتيجيّة التعلّم المقلوب في التحصيل الأكاديميّ لطالبات كلّيّة التربية في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. المجلة الدوليّة التربويّة المتخصّصة. 4 (1).

- هارون، أحمد حسن. (2015). فاعليّة نموذج التعلّم المقلوب في التحصيل والأداء لمهارات التعلّم الإلكترونيّ لدى طلّاب البكالوريوس في كلّيّة التربية. المؤتمر الدوليّ الأوّل لكليّة التربية في جامعة الباحة.   

- Brame, J. Cynthia. (2013). Flipping the classroom. Vanderbilt University- CFT Teaching Guides. https://cft.vanderbilt.edu/guides-sub-pages/flipping-the-classroom/