ما الذي غيّرته الحروب والأزمات المُختلفة في العالم العربيّ، في نظرتكِ إلى التعليم؟
لم أكن أعلم، عندما بدأت العمل في مدارس اللجوء السوريّ في مخيّم الأزرق للاجئين السوريّين، أنّني سأواجه كلّ هذه التحدّيات والصعاب. كنت أتعامل مع طلبة وضعهم النفسيّ صعب جدًّا، أطفال يعانون ويلات الحروب والأزمات، وما شاهدوه حتّى وصولهم الى الأردن. لكن، وبدعم من المنظّمات المحلّيّة والدوليّة، وحضور العديد من الورشات والتدريبات على كيفيّة التعامل معهم، أصبح الموضوع أكثر سهولة. فوجدت جيلًا مفعمًا بالحياة ومحبًّا للعلم. واستخدمت العديد من الاستراتيجيّات التي تسهّل عليهم المادّة، بخاصّة مع الفرق بين المنهاج الأردنيّ والسوريّ. هذه التجربة الرائعة أثرت خبرتي في التعليم، ونقلتها إلى المدارس الحكوميّة الأردنيّة.
ما الذي تتمنّين لو يعرفهُ صنّاع القرار عن واقع المعلّمين اليوم؟ ولماذا؟
أتمنّى على صنّاع القرار أن يأخذوا بعين الاعتبار الواقع الفعليّ للمدارس والبيئة المادّيّة لها، قبل أن يُنفَّذ أيّ نشاط أو اتّخاذ أيّ قرار، لأنّ ذلك يؤثّر في المعلّمين والطلّاب على حدّ سواء.
هل ما زال الكتاب المدرسيّ مصدرًا أساسيًّا للتعليم في صفّك؟
نعم. هو مصدر أساسيّ للتعليم ولا يمكن الاستغناء عنه. لكنّي أرجع الى مصادر أخرى تعينني في تنفيذه وشرحه بالشكلّ المطلوب، كاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ، مثل: Kahoot, Quizizz, Majic School. والاستعانة بكافّة الموارد المتاحة في المدرسة للتعلّم، واستغلالها بالشكل الذي يفيد في تعلّم طلبتي مادّة الرياضيّات.
هل سبق وفكّرتِ بالاستقالة من المهنة؟ ما الذي جعلكِ تبقين؟
لا، فأنا لديّ شغف وحبّ لمهنة التعليم بشكل عامّ، ولتعليم مادّة الرياضيّات بشكل خاص. فكلّ طالب بالنسبة إليّ مشروع يمكن العمل عليه، ويمكن إظهار نقاط قوّته وتحسين نقاط ضعفه. ولطالما سجّلت خلال خبرتي في التعليم قصص نجاح مؤثّرة لطلّاب لم تكن لديهم الرغبة في التعلّم، ولديهم كره لمادّة الرياضيّات، ويعتبرونها صعبة الفهم. ومع الوقت والتدريب واستخدام الاستراتيجيّات التي تعزّز التمايز وتراعي الفروق الفرديّة وأنماط التعلّم بين الطلبة، تغيّر كلّ هذا المفهوم لديهم؛ صاروا ينتظرون الحصّة بفارغ الصبر، ما أدّى الى تحسّن تحصيلهم الأكاديميّ. لذلك، عندما أكون مؤثّرة بشكلّ إيجابي في حياة طلبتي، يعطيني هذا دفعة إلى الاستمرار والعطاء على الرغم من جميع التحدّيات.
ما هي أهمّ المهارات التي يجب أن نُدرّب المتعلّم عليها في عصر الذكاء الاصطناعيّ؟
يجب أن يكون المعلّم معلّمَ مهارات القرن الواحد والعشرين، بمعنى أن تكون الاستراتيجيّات التي يستخدمها المعلّم داخل الغرفة الصفّيّة تعتمد على الاستقصاء والتعاون وحلّ المشكلّات، حتّى ينتج لدينا طالب يتمتّع بمهارات التحليل والتفكير والاستنتاج.
ما أهمّ استراتيجيّاتكِ في شدّ انتباه المتعلّمين؟
من أكثر الاستراتيجيّات التي تجذب طلبتي استراتيجيّات التعلّم باللعب. فالخبرة جعلتني اكتشف أنّ تعلّم طلبتي يتحسّن عندما أستخدم اللعب في التعليم، مثل استخدام لعبة الدومينو في عمل مسابقات بين الطلبة لحلّ مسائل رياضيّة، ولعبة جزيرة الكنز التي يتعاون فيها الطلبة في المجموعات لحلّ المسائل وايجاد الكنز.
هل ما زال تعبير "ضبط الصفّ" مناسبًا برأيكِ؟
ضبط الصفّ ما زال مفهومًا ومتداولًا، لكنّه قد يُعتبر تقليديًّا أو سلطويًّا في سياقات حديثة؛ فالجملة تعبّر عن التحكّم وفرض الهيبة للمعلّم، لكن يمكن استبدالها بجملة إدارة الصفّ، وهو المصطلح الأكثر حداثة وملاءمة، لأنّه يشمل التنظيم والتفاعل والتحفيز، لا مجرّد السيطرة.
ما الذي يجعلك تضحكين في المدرسة على الرغم من الضغوط؟ ولماذا؟
الجلسة اللطيفة مع زميلاتي أثناء الاستراحة، لأنّ الجوّ العام في المدرسة مريح على رغم الضغوط. ونحن كادر متعاون، نساعد بعضنا في كلّ شيء.
أكثر مقال تربويّ أعجبك قرأتِه في صفّحات مجلّة منهجيّات أو غيرها، ولماذا أعجبك؟
أكثر مقال تربويّ أعجبني مقال الأستاذة ريم القريويّ بعنوان : التعلّم بالأجهزة المحمولة : ثورة تربويّة أم فخ رقميّ للشباب؟
مقال جذّاب ومفيد يعكس الواقع التربويّ والنفسيّ والاجتماعيّ للشباب، وبخاصّة الطلبة.
إذا كتبتِ يومًا كِتابًا عن تجربتك في التعليم، ماذا سيكون عنوانه؟ ولماذا؟
إذا كتبت يوما كتابًا عن تجربتي في التعليم سيكون عنوانه: "حين يتعلّم المعلّم: ما علّمني طلّابي". اخترت هذا العنوان لأنّ مهنتي لا تقتصر على تعليم الطلبة، بل أنا من يتعلّم أيضًا: أتعلّم الصبر والقوّة والثبات وضبط النفس والنظام.