جورجينا الروّاد- معلّمة رياضيّات- الأردن
جورجينا الروّاد- معلّمة رياضيّات- الأردن
2023/02/02

برأيكِ، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

إنّ المدرسة هي نقطة البداية التي من خلالها يتم إعداد المتعلّم لسوق العمل، وتزويده بالكفايات المناسبة التي تمكّنه من أداء الأعمال التي يتطلّبها هذا السوق. يتطلّبُ الانفجار المعرفيّ الحاليّ تمكين المتعلّم ليصبح قادرًا على تطوير نفسه علميًّا وعمليًّا، من خلال تزويده بكفايات التعلّم الذاتيّ. وأرى أنّ المدرسة هي الداعم الأوّل للمعلّم للقيام بهذه المهمّة؛ تلبية حاجات المتعلّم الذي يعتبر الأساس في العمليّة التعلميّة، من خلال توفير كافّة السبل المناسبة والإمكانيّات التي تجعله قادرًا على تطوير العمليّة التعلّميّة، من خلال الاستراتيجيّات الحديثة، الرفاه التعليميّ، والدمج بين التكنولوجيا والتعلم التقليديّ (الإلكتروقليديّ).

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم من بُعد وأبقيتِ عليها الآن؟

لم تكن خطوة سهلة، العودة إلى التعليم الوجاهيّ بعد جائحة كورونا، كونها تطلّبت التعمّق والبحث عن الوسيلة المناسبة التي توصل المتعلّم إلى حدِّ الأمان التعلُّميّ بعد انقطاع فترة عن التعلّم الوجاهيّ، والدمج التعلّميّ كان هو الحلّ عن طريق استخدام برامج التواصل الاجتماعيّ. ومثال على ذلك، استخدام تطبيق (WhatsApp)، فمن خلاله يتم التواصل مع الطالبات في تحديد الواجبات، وتوظيف بعض استراتيجيّات التدريس، كاستراتيجيّة التعلّم المقلوب. وأيضًا استخدام تطبيق (ZOOM) لشرح بعض الدروس التي تتطلّب التعمّق وعرض الصور والفيديوهات، وكذلك تطبيق (Microsoft Teams) الذي يوفّر الأدوات اللازمة للحصّة التعلّميّة، وإرسال الواجبات. وأخير استخدام السبّورة التفاعليّة.

 

كيف تخاطِبين الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

عبر التربية التكامليّة (بيداغوجيا الإدماج)، إذ تهدف إلى تقديم التعلّم بشكلٍ يكون دور المتعلّم ضمنه دورًا فاعلًا، بالنظر إلى شخصيّتهِ وأهمّيّة العمل على بناء جوانبها المُختلفة النفسيّة والجسديّة والوجدانيّة بشكلٍ متوازنٍ. وتشجيع المتعلّم على مُمارسة الهوايات التي يفضّل، لما لها من دور في تنمية شخصيّة المتعلّم التكامليّة.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

إنّ متابعة مستجدّات علوم التربية تعتبر أحد الأمور الأساسيّة للمعلّم، ولكنّ هُناك العديد من الأمور التي يحتاج إليها المعلّم لمواكبة التقدّم التكنولوجيّ المعرفيّ والثورة الحاصلة في مجال التعليم.

من هُنا، أعتقد أنّ على المعلّم متابعة كلّ ما هو جديد في مجال التعليم من ورش تدريبيّة، وندوات، والاطلاع على الأبحاث في مجال تخصّصه، للوقوف على المُشكلات والتوصيات والمُقترحات، ليتعلّم ويعلّم. وكذلك البرامج التي تيسّر عمليّة التعلّم، بحيث يستمتع الطالب، مثل برمجيّة (GeoGebra) التي تعتبر من البرمجيّات المُمتعة لدى المتعلّم في توصيل المعلومة وطريقة العرض. وأيضًا البحث عن الاستراتيجيّات التي تجعل من التعلّم داخل الغرفة الصفّيّة، حلقةً من التفكير الإبداعيّ والرفاه التعليميّ، وبهذا نُحقّق هدفًا جميلًا هو الدافعيّة نحو التعلّم.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمرين هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

من التغيّرات التي تميّز بها المتعلّمين بعد تجربة التعلّم عن بُعد، هي تطوّر بمستوى التكنولوجيا، إذ منحت هذه الفترة المتعلّم الفرصة لاستخدام برامج متعدّدة للتواصل مع المعلّم، ما أدّى إلى توسيع مداركه الفكريّة في هذا المجال. وأيضًا أصبح المتعلّم قادرًا على مواكبة العصر في اختيار التخصّصات التي تناسب سوق العمل، وتغيّرت النظرة المحدودة للتخصّص. ومن خلال هذه التغيّرات، أستثمر سعة الإدراك لدى المتعلّم بربط التعليم مع البرمجيّات الحديثة، وكلّ ما يخصّ الدمج في التعلّم بما يحقّق تكاملًا للمتعلّم بربط التعلّم بمتطلّبات سوق العمل.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّفين هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

يتمتّع الطالب الشغوف بطاقة هائلة تنبعث منه، تنبع من التركيز العالي الذي لا يمكن السيطرة عليه. وكلّما زاد شغفه، زادت الطاقة الإيجابيّة المنبعثة منه.

يُمكن توظيف هذه الطاقة من خلال توجيه الطالب لتعلّم كلّ ما هو جديد من استراتيجيّات، ومهارات تكنولوجيّة. وهُنا، أقوم بتوظيف التكامل الأفقيّ من خلال تخصّص الرياضيّات والموادّ الدراسيّة الأُخرى، بحيث يستطيع الطالب دعم شغفه بربطه بمواقف حياتيّة مُختلفة تواكب متطلّبات هذا العصر. وأهمّ ما يدعم هذه الطاقة هو توجيه الطالب للبحث عن كلّ ما هو جديد، ويحقّق له الرفاه التعليميّ. وأحاول أن أعرّضهم لفكرة حول أن السعادة الحقيقيّة وحبّ التعلّم وتحقيق الطموح، تأتي من اتّباع الشغف.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

يعمل الزيّ المدرسيّ، برأيي، على تحقيق الانضباط، وترسيخ القيم والدافعيّة لدى الطالب. وأيضًا يُحقّق تعزيز الذات من خلال الالتزام به إذا صُمّم وفقًا لمعايير معيّنة، بحيث يراعي احتياجات الطلّاب، وقدراتهم المادّيّة.  

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفينها لتحقيق الرفاه المدرسي؟

إنّ الرفاه المدرسيّ هو ما أسعى إلى تحقيقه مع الطالبات، من خلال توفير أساليب مختلفة في تدريس مادّة الرياضيّات، هدفها التنوّع وخلق أجواء تتناسب ورغبات الطالبات، والابتعاد عن الروتين الذي يقتل العلم، واتباع كلّ ما هو جديد من تقنيّات حديثة في الرياضيّات، وطرق مختلفة في طرح المادّة الدراسيّة، ما يُشعر الطالبات بالاطمئنان والرضا والتعلّم النابع من الدافعيّة الذاتيّة التي تنمّي لديهم الثقة بالنفس وحبّ التعلّم.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمحين إلى أن تشاركي بها؟ لماذا؟ 

لديّ شغف في تعلّم كلّ ما هو جديد، هذا الشغف طاقة تنبعث من العبارة "من أجل أن نعلِّم يجب أن نتعلَّم". وأتمنّى أن يكون لي دور في الإشراف التربويّ في الرياضيّات، لأنقل تجربتي وخبرتي وأتشاركها مع المعلّمين والمعلّمات، وكذلك في تطوير العمليّة التعلّميّة نحو اتجاهات حديثة في مادّة الرياضيّات.

 

بماذا تنصحين شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟ 

أن يكون طموحًا وأن يواكب التطوّر بشكل مستمرّ، وأن يعلم أنّ مهنة التدريس هي مهنة تتطلّب الصبر والالتزام، ويسعى دومًا أن يكون له تأثير على طلبته من خلال استخدام وسائل التحفيز وتقنيات تدريس ممتازة، ومتابعة الورش التدريبيّة، ومجتمعات التعلّم والتواصل، وتبادل الخبرات مع أفضل المدرّسين ومتابعة كلّ ما هو جديد في أساليب التدريس.