ياسمين حسن- نائب مدير التعليم- مصر
ياسمين حسن- نائب مدير التعليم- مصر
2024/02/01

لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟

من الأنسب بالنسبة إليّ التعلّم المبنيّ على المشروعات، لأنّه يشجّع على العمل الجماعيّ، واتّباع الأساليب التعاونيّة في حلّ المشكلات، ويقدّم فرصًا جديدة لاكتساب معارف ومهارات متنوّعة.

 

إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟

في رأيي يمكن اتّباع أيّ من الأساليب التالية:

1. التعلّم التعاونيّ: لاعتماده على تعزيز العمل الجماعيّ من خلال المشروعات التعاونيّة. وتعلّم الطلّاب مهارة التواصل الفعّال، ومشاركة الأفكار، لتحقيق الأهداف المشتركة.

2. التعلّم التفاعليّ والتجريبيّ: لاستخدامه التجارب العلميّة، والمحاكاة، والأنشطة التفاعليّة بين الطلّاب، ويسمح لهم بتبادل الأفكار، والتعلّم في ما بينهم.

3. التعلّم الاجتماعيّ العاطفيّ: والذي يطوّر مهارات الوعي الذاتيّ، والتعاطف بين الطلّاب.

 

كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟

على الرغم من أهمّيّة ثورة الذكاء الاصطناعيّ في عصرنا الحالي، إلّا أنّها تعجز عن القيام ببعض أدوار المعلمّ، ومنها:

1. يشجّع المعلّم الطلّاب على طرح الأسئلة والتقييم، والتنقّل في المعلومات، وتعزيز مهارات التفكير النقديّ. بينما يقدّم الذكاء الاصطناعيّ كمًّا هائلًا من المعلومات، وينقصه تحليل المعرفة، وتفسيرها، وتطبيقها، وهو الدور الذي يقدّمه المعلّم لطلّابه.

2. يقدّم الذكاء الاصطناعيّ تجارب تعليميّة للمتعلّمين كافّة، بينما يهتمّ المعلّم بفهم احتياجاتهم الفرديّة، وتحديد أنماط التعلّم المتناسبة معهم، وتصميم أساليب تدريس خاصّة بهم، وتقديم الدعم الكافي لكلّ طالب وفقًا لمهاراته، وإمكاناته.

3. يقوم المعلّم بتوجيه الطلّاب لفهم الآثار الأخلاقيّة للتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعيّ، ما يسهم في تنمية الشعور بالمسؤوليّة، والنزاهة، واتّخاذ القرارات الأخلاقيّة في استخدام التكنولوجيا.

 

متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟

يعتبر الإشراف التربويّ ممارسة قيّمة في مختلف البيئات التعليميّة، ويتّضح ذلك حينما:

1. يقدّم الدعم المناسب للنموّ المهنيّ للمعلّم، وتوفير الموارد التي تحسّن من فرص التطوير المهنيّ.

2. يحافظ على جودة التعليم وتعزيزه، وتقييم أساليب التدريس، وتنفيذ المناهج التي تتماشى مع المعايير، والأهداف التعليميّة.

3. يقدّم الإرشاد، والتوجيه، والتغذية الراجعة، لمساعدة المعلّمين الجدد على تطوير استراتيجيّات التدريس الفعّالة، ومهارات إدارة الفصل الدراسيّ.

4. يراقب المعلّم الجديد أثناء تنفيذه للمنهج، ويقدّم الدعم للتغلّب على التحدّيات، والتأكّد من مدى توافق المنهج مع الأهداف التعليميّة.

5. يتعاون مع المعلّمين لتبادل أفضل الممارسات التعليميّة، وتطوير مجتمعات التعلم المهنيّة؛ لتحسين نتائج الطلّاب.

 

ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟

يمكن الرجوع لبعض الأساليب التي تتناسب مع حلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ، مثل:

1. تقديم محاولات للتصالح بين الأطراف المتضرّرة، وإيجاد الحلول الملائمة لإنهاء الصراع، بدلًا من معاقبة الطلّاب المتورّطين.

2. على المعلّم أن يستمع لمخاوف كلّ طالب، وفهم السبب الجذريّ لحدوث الصراع.

3. عقد ندوات لتوعية الطلّاب بمهارات حلّ النزاعات، والتواصل الفعّال، والتعاطف، وحلّ المشكلات.

4. إعلام الطلّاب بالقواعد، والعواقب الناجمة عن حدوث نزاعات بينهم داخل غرفة الصفّ.

أمّا عن الأطراف المشاركة في عمليّة حلّ النزاعات، فهي الآتية مع الأدوار المنوطة بهم:

  • - تشارك الطلّاب المتنازعين في عمليّة الحلّ، وتحمّلهم المسؤوليّة عن أفعالهم.
  • - يقدّم المعلّم التوجيه، والمساعدة في حلّ النزاعات.
  • - إشراك الوالدين، ولا سيّما إذا تصاعد النزاع، أو استمرّ.
  • - تقديم المستشارين الدعم المناسب للطلّاب المتنازعين.
  • - الرجوع إلى مدير المدرسة في حالة النزاعات الشديدة، وتقديم الإرشادات الإضافيّة.

 

هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟

  ليست إيجابيّة دائمًا، وهناك عِدّة حدود في استخدامها، مثل:

1. لا يتمتع جميع الطلّاب بفرص متساوية في الوصول إلى التكنولوجيا، ممّا يخلق فجوة رقميّة لديهم.

2. افتقار المحتوى عبر الإنترنت للدقّة والملائمة مع الأهداف التعليميّة.

3. انتهاك خصوصيّة الطلّاب، بجمع بياناتهم الشخصيّة من دون حماية المعلومات الحسّاسة.

 

هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟

أحيانًا، قد يمثّل تدخّل الوالدين مصدرًا قيّمًا ومتّسقًا للدعم في تعلّم ابنهم، ولكن كلّ مرحلة عمريّة تتغيّر فيها طبيعة الدعم المقدّم من الوالدين. وتُعتبر مرحلة الطفولة المبكرة التوقيت المناسب لتدخّلهم، فيمكن خلق بيئة منزليّة تعزّز الفضول والاستكشاف، وتوفير الألعاب التعليميّة، ومشاركتهم اللعب، ما يعزّز جوّ التعلّم الداعم، والتفاعليّ، وتوفير الكتب المناسبة لعمرهم، وقراءتها معهم، لتعزيز تنمية اللغة، وحبّ القراءة.

 

هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟

لا يمكن التخلّي عن الكتاب المدرسيّ، وذلك لعِدّة أسباب، منها:

1. المشكلات الصحّيّة، مثل: إجهاد العين، واضطرابات النوم، والسلوك الخامل للطلّاب.

2. افتقار المعلّمين للتدريب الجيّد على استخدام الموارد الرقميّة.

3. التكلفة الماليّة التي تتكبّدها المدارس في شراء الأجهزة، وصيانتها بصفة دوريّة.

 

كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟

يعتمد تحديد مدّة الدوام المدرسيّ على عوامل مختلفة، مثل الفئة العمريّة، والاحتياجات التنمويّة، والمناهج الدراسيّة، والسياسة التعليميّة. فمثلًا، في المدرسة الابتدائيّة من 4 إلى 6 ساعات كونهم أصغر سنًّا، وذلك للتركيز في هذه المرحلة على اللعب والاكتشاف. أما المرحلتان المتوسّطة والثانويّة فمن 6 إلى 8 ساعات، لزيادة المتطلّبات الأكاديميّة، وتوفير المزيد من الوقت التعليميّ.

 

صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.

أختار رواية "الخيميائيّ" لباولو كويلو، كناية عن تجربتي في التعليم. تدور الرواية حول الاكتشاف الشخصيّ، ومتابعة أحلام الفرد، وإيجاد الهدف الحقيقيّ للإنسان في الحياة. وفي سياق التعليم، هي تعكس رحلة كلٍّ من الطلّاب والمعلّمين في السعي وراء المعرفة، والنموّ، والإنجاز.