فكتوريا مارييفا- معلّمة فنّ- قطر
فكتوريا مارييفا- معلّمة فنّ- قطر
2025/06/21

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟

من أكثر الاستراتيجيّات الفعّالة التي استخدمتها في غرفة الصفّ هي التعلّم من خلال التجربة والاستكشاف. أعتمد على توفير بيئة تُشجّع الطلبة على تجربة تقنيّات فنّيّة جديدة بأنفسهم، مثل استخدام أساليب غير تقليديّة كالتنقيط والسحب والقصّ واللصق بموادّ معاد تدويرها. عندما أقدّم إليهم مهمّة فنّيّة، أحرص على طرح أسئلة مفتوحة تحفّز تفكيرهم الإبداعيّ، مثل: كيف يمكن لهذا اللون أن يعبّر عن مشاعرك؟ أو كيف تعكس هذه الأشكال جزءًا من هويّتك؟

تجاوب الطلبة مع هذه الاستراتيجيّة كان رائعًا؛ فقد لاحظت زيادة في تفاعلهم وحماسهم أثناء الدرس. كما أصبحت أعمالهم أكثر تعبيرًا عن أفكارهم الشخصيّة. إضافةً إلى ذلك، شعرت بأنّ منحهم مساحة للاستكشاف عزّز ثقتهم بأنفسهم، وجعلهم أكثر جرأة في التعبير عن إبداعهم الفنّيّ.

 

كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟

أحرص على تحقيق توازن بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم من خلال استخدام التكنولوجيا أداة داعمة، لا بديلةً عن التفاعل المباشر بيني وبين الطلّاب.

على سبيل المثال، أستخدم التكنولوجيا لتوفير مصادر بصريّة ملهمة، مثل عرض لوحات لفنّانين عالميّين، أو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ لتجربة التراكيب اللونيّة والتقنيّات المختلفة. كما أستعين بمنصّات رقميّة لعرض أعمال الطلّاب بطريقة مبتكرة وتحليلها معًا.

لكن في الوقت نفسه، أحرص على أن يظلّ التفاعل الشخصيّ حاضرًا بقوّة من خلال النقاشات الصفّيّة، والتغذية الراجعة المباشرة، والأنشطة العمليّة التي تتطلّب اللمس والتجريب بالموادّ الفنّيّة المختلفة. أؤمن بأنّ الفنّ تجربة حسّيّة وعاطفيّة بالدرجة الأولى، والتكنولوجيا يجب أن تكون وسيلة لتعزيزها، وليس لإلغائها.

 

في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟

في بداية مساري المهنيّ في التعليم، كنت أعتقد أنّ تقديم تعليمات واضحة ومحدّدة للطلبة، كفيل بضمان نجاحهم في تنفيذ المهام الفنّيّة. لكنّني اكتشفت أنّ هذا النهج قد يحدّ من إبداعهم ويجعلهم يتبعون نماذج جاهزة بدلًا من التعبير عن أفكارهم.

عندما أدركت ذلك، بدأت أغيّر أسلوبي في التوجيه، فبدلًا من إعطاء تعليمات صارمة، أصبحت أطرح أسئلة تحفّز التفكير، مثل: كيف يمكنك أن تجعل عملك الفنّيّ يعكس شخصيّتك؟ أو ما الطريقة التي تودّ تجربتها لتوصيل فكرتك؟ كما صرت أشجّعهم على التجريب والخطأ جزءًا من العمليّة الإبداعيّة، وأوفّر لهم بيئة آمنة تدعم استكشافهم الفنّيّ دون خوف من الفشل.

لاحظت بعد هذا التغيير أنّ الطلّاب أصبحوا أكثر انخراطًا في العمليّة الفنّيّة، وأكثر ثقة في التعبير عن أفكارهم بأساليب متنوّعة وفريدة، ما عزّز من تجربتهم التعليميّة وجعلها أكثر عمقًا وإبداعًا.

 

افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟

ستركز الورشة على تحفيز الإبداع، واستخدام الفنّ وسيلةً للتواصل، ودمج التكنولوجيا من دون إلغاء التفاعل الإنسانيّ. كما ستتناول إدارة الصفّ الإيجابيّة، وتقديم التغذية الراجعة البنّاءة، مع استراتيجيّات تشجيع الطلّاب على التجريب والتعبير الشخصيّ، لتعزيز التفاعل والتعلّم العميق.

 

هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟

نعم، التشبيك والحوار بين المعلّمين في العالم العربيّ ضروريّ جدًّ، خصوصًا في ظلّ التحدّيات التي تواجه التعليم. تبادل الخبرات يساعد في إيجاد حلول مبتكرة، ويعزّز التطوير المهنيّ.

أقترح مبادرة "ملتقى المعلّمين المبدعين"، وهي منصّة رقميّة تجمع المعلّمين لمشاركة التجارب، وتنظيم ورش عمل تفاعليّة، وإطلاق مشاريع تعليميّة مشتركة، ما يخلق بيئة تعاونيّة تدعم التجديد والإبداع في التعليم.

 

كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟

أحرص على بناء علاقة تواصل إيجابيّة مع أولياء الأمور من خلال إشراكهم في العمليّة التعليميّة، من خلال:

  • - التواصل المستمرّ: إرسال تحديثات عن تقدّم الطلّاب وأعمالهم الفنّيّة.
  • - دعوتهم إلى المشاركة: تنظيم معارض فنّيّة وورش عمل يشارك فيها أولياء الأمور.
  • - تحفيز الدعم المنزليّ: اقتراح أنشطة فنّيّة يمكن تنفيذها في المنزل لتعزيز الإبداع.
  • - الاستماع والتعاون: الترحيب بملاحظاتهم ومناقشة سبل دعم تطوّر أطفالهم فنّيًّا وتعليميًّا.

 

كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟

للحفاظ على عافيتي النفسيّة وسط التحدّيات، أحرص على تنظيم وقتي وتحديد الأولويّات لتقليل الضغط، وأمارس الفنّ هوايةً شخصيّة للاسترخاء. كما أجد الدعم في التواصل مع الزملاء وتبادل التجارب. إضافةً إلى ذلك، أمارس التأمّل والمشي وأخصّص وقتًا للراحة والتوازن بين العمل والحياة.

 

ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟

لمواجهة الأعباء المتزايدة، أستخدم استراتيجيّات تنظيم الوقت بفعّاليّة، مثل:

1. تحديد الأولويّات: أركّز على المهام الأكثر أهمّيّة وأؤجّل غير الضروريّة.

2. التخطيط المسبق: إعداد جدول أسبوعيّ مرن يشمل التدريس والتقييم والراحة.

3. تقسيم المهام: تنفيذ الأعمال الكبيرة على مراحل لتقليل الضغط.

 

اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.

مهنة التعليم منحتني أثرًا إيجابيًّا عظيمًا، حيث طوّرت مهاراتي في التواصل والصبر والإبداع، ما انعكس على حياتي الشخصيّة في بناء علاقات أعمق وأكثر تفهّمًا. أمّا الأثر السلبيّ، فهو الضغط المستمرّ والتفكير المتواصل في احتياجات الطلّاب، ما يجعل من الصعب أحيانًا تحقيق توازن شخصيّ جيّد.

 

ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟

إحدى أطرف الحوادث التي مررت فيها كانت عندما طلبت من الطلّاب رسم "مشهد مستقبليّ" باستخدام خيالهم. فجاءني أحد الطلّاب بلوحة فيها روبوتات تُدرّس بدلًا من المعلّمين، وقال مازحًا: "هكذا ستأخذين إجازة!"