ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟
الاستراتيجيّة الأكثر فعّاليّة كانت التعلّم التعاونيّ، إذ أقوم بتقسيم الطلّاب إلى مجموعات صغيرة، يعملون معًا على حلّ المشكلات أو تقديم المشاريع. تجاوب الطلّاب بشكل إيجابيّ مع هذه الاستراتيجيّة، وشعروا أنّهم جزء من عمليّة التعلّم، ويسهمون في تطوير أفكار بعضهم البعض.
كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟
يكمن التوازن في استخدام التكنولوجيا أداة مساعدة لدعم التعلّم، مع الحفاظ على التفاعل الشخصيّ عن طريق النقاشات الجماعيّة، والتوجيه الفرديّ، والأنشطة التي تتطلّب التواصل المباشر. يجب أن تبقى التكنولوجيا وسيلة لتعزيز الفهم، ولكن يجب ألّا تحلّ محلّ العلاقة الإنسانيّة.
في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟
اكتشفت في البداية أنّني كنت أركّز كثيرًا على الجانب الأكاديميّ، من دون إيلاء الاهتمام الكافي للجانب العاطفيّ والاجتماعيّ للطلّاب. قرّرت مع الوقت تعديل ذلك بالاستماع إلى الطلّاب، وتوفير بيئة أكثر دعمًا للتعلّم النفسيّ والاجتماعيّ.
افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟
بعض الموضوعات التي أراها ضروريّة هي:
- - التعلّم التفاعليّ وتطبيقاته.
- - استخدام التكنولوجيا في التعليم بشكل فعّال.
- - إدارة الصفوف بطريقة مرنة.
- - التعامل مع التحدّيات النفسيّة للطلّاب.
هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟
نعم، التشبيك والحوار بين المعلّمين في العالم العربيّ ضروريّ جدًا، لا سيّما في ظلّ التحدّيات التي يواجهها التعليم. أقترح إنشاء منصّة رقميّة للمعلّمين العرب لتبادل الخبرات والأفكار، وعقد ورش عمل مشتركة على الإنترنت.
كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟
أسعى دائمًا لبناء علاقة شراكة حقيقيّة مع أولياء الأمور بالتواصل المستمرّ، سواء عبر الاجتماعات أو الرسائل الإلكترونيّة. أحرص على إطلاعهم على تقدّم أبنائهم، وأدعوهم إلى المشاركة في الأنشطة الصفّيّة.
كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟
أهمّ ما أقوم به تخصيص وقت للراحة والاستجمام بعيدًا عن العمل. أمارس الرياضة بانتظام، وأتبع تقنيّات التأمّل للتخفيف من التوتّر. كما أحرص على التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة.
ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟
أقوم بتحديد أولويّات العمل باستخدام قائمة مهام، فأخصّص وقتًا لكلّ مهمّة، وأتجنّب الانشغال بالأمور الثانويّة. كما أستفيد من التطبيقات التقنيّة للتذكير بمواعيد المهامّ.
اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.
ساعدتني مهنة التعليم في تطوير مهارات التواصل واحتياجات الأفراد، ولكنّ أثرها السلبيّ يتمثّل في الضغوط المستمرّة التي تترتّب عن متابعة التحدّيات التي تواجه الطلّاب، وأثر ذلك في توازني النفسيّ.
ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟
حصلت معي حادثة طريفة عندما كنت أشرح الصفات المقارنة في أحد دروس الإنجليزيّة. استخدمت مثالًا بسيطًا: "John is taller than Tom" (جون أطول من توم). فسألني أحد الطلّاب: "لكن ماذا لو كان جون أقصر من توم؟". أجبته مبتسمة: "إذا كان جون أقصر من توم، إذًا سنقول: John is shorter than Tom". ثمّ قال الطالب بنبرة جادّة جدًّا: "ولكن، أستاذة، لو كان جون أقصر بكثير من توم، هل سنقول John is the shortest of all؟" (جون هو الأقصر على الإطلاق؟). فقلت له: "نعم، ولكن هذه حالة خاصّة"، ثمّ أضفت مازحة: "إلّا إذا كان جون الأقصر في العالم كلّه، عندها سنحتاج إلى جائزة!". انفجر الجميع بالضحك، وأصبح هذا المثال مصدرًا للمرح طوال الفصل.