ما الذي غيّرته الحروب والأزمات المُختلفة في العالم العربيّ، في نظرتكِ إلى التعليم؟
الحروب والأزمات المختلفة في العالم العربيّ عامّة، وفي لبنان خاصّة، وحرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، جعلتنا نعيد النظر ونعمّق التفكير، وندرك حقيقة مستوانا العلميّ. فقد كانت الحرب حربًا إلكترونيّة بامتياز، استُخدم فيها الذكاء الاصطناعيّ، بينما ما تزال مدارس كثيرة في لبنان تعتمد على اللوح والطبشورة. هذا الواقع استدعى تغيير النظرة الذاتيّة، إذ بيننا وبين التقدّم العلميّ مسافات طويلة، ونحن بحاجة إلى العمل الدؤوب والجاد لردم الفجوة بيننا وبين الدول المتقدّمة علميًّا.
ما الذي تتمنّين لو يعرفهُ صنّاع القرار عن واقع المعلّمين اليوم؟ ولماذا؟
على صانعي القرار أن يعوا عدّة أمور عن واقع المعلّم، منها الواقع المادّي المزري الذي يكبّل المعلّم ويمنعه من التقدّم والتطوّر في مهنته. كما إنّ ما استُحدث مؤخرًا وما يُسمّى ببدل الإنتاجيّة، وهو مبلغ مالي يُدفع للأساتذة مقابل عملهم مرتبط بالحضور، يُمنَع على المعلّم إذا تغيّب قسرًا بسبب مرض أو وفاة، ما يجعل المعلّمين تحت رحمة مزاجيّة المديرين.
هل ما زال الكتاب المدرسيّ مصدرًا أساسيًّا للتعليم في صفّك؟
يعتمد هذا على الصفوف التي أعلّمها، ففي صفوف الشهادات لا ألجأ إلى الكتاب المدرسيّ أبدًا. أمّا في الصفوف الانتقاليّة فهو المصدر الرئيس للتعليم.
هل سبق وفكّرتِ بالاستقالة من المهنة؟ ما الذي جعلكِ تبقين؟
برأيي لم يبق معلّم واحد في لبنان لم يتمنَّ أن يستقيل من مهنة التعليم بعد انهيار النظام الماليّ اللبنانيّ. أصبحت المهنة عملًا بالسخرة من دون أجر، وأصبح المعلِّم في بلدنا رمزًا للفقر. أمّا الذي منعني من الاستقالة فعدم وجود بديل، وصعوبة تعلّم صنعة جديدة أعتمد عليها.
ما هي أهمّ المهارات التي يجب أن نُدرّب المتعلّم عليها في عصر الذكاء الاصطناعيّ؟
في عصر الذكاء الاصطناعيّ، من المهم تدريب المتعلّم على المهارات الآتية:
- التفكير النقديّ: لتمييز المعلومات الموثوقة من الزائفة.
- الابتكار والإبداع: لأنّ المهام المتكرّرة تُترك للآلات.
- المهارات الرقميّة: لفهم أدوات الذكاء الاصطناعيّ وتقنيّاته واستخدامها.
- التعلّم المستمرّ: بسبب سرعة تغيّر المعارف والوظائف.
- العمل التعاونيّ: تحديدًا في بيئات متعدّدة التخصّصات.
- الأخلاقيّات الرقميّة: لفهم حدود استخدام التكنولوجيا وتأثيرها المجتمعيّ.
هذه المهارات تجعل المتعلّم قادرًا على التكيّف والتميّز في بيئة تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعيّ.
ما أهمّ استراتيجيّاتكِ في شدّ انتباه المتعلّمين؟
معظم الاستراتيجيّات التي تنقل الطلّاب من التلقين إلى التفاعل استراتيجيّات تشدُّ انتباه المتعلّمين، ومن بينها استراتيجيّة التعليم بالفنّ الجماليّ؛ وهي استراتيجيّة تستخدم الفنون، مثل الموسيقى، الرسم، المسرح، الأدب... وسائلَ تعليميّة لتعزيز الفهم، وتحفيز التفكير، وتنمية الإحساس الجماليّ لدى المتعلّمين.
طبّقها طلّاب الصفّ الحادي عشر، إذ طُلب إليهم أن يعبّروا عن مضمون نصٍّ قرؤوه عن طريق الرسم، باستخدام الألوان وأدوات للزينة.
هل ما زال تعبير "ضبط الصفّ" مناسبًا برأيك؟
في ظلّ تطبيق استراتيجيّات التعليم التفاعليّ لا بدّ من وجود بعض الفوضى، هذه الفوضى البنّاءة تجعل الصفّ مليئًا بالحيويّة ما يجعل تعبير ضبط الصفّ باهتًا وغير مناسب.
ما الذي يجعلك تضحكين في المدرسة على الرغم من الضغوط؟ ولماذا؟
على الرّغم من ضغوط العمل وضجيج التعليم سلوك بعض الطلّاب المزعج، تسطع علينا خفّة دم أحدهم، فتنتقد الموقف بأسلوب كوميديّ يقلب الصفّ متعة وضحكًا. إضافةً إلى أنّ مجالسة زملائي تجعلني أضحك.
أكثر مقال تربويّ أعجبك قرأتِه في صفّحات مجلّة منهجيّات أو غيرها، ولماذا أعجبك؟
من أكثر المقالات التي أعجبتني مقال في مجلّة منهجيّات، وهو بعنوان "دور المعلم في بناء مستقبل الأجيال" لنسرين كزبور، وذلك لأنّه يتناول في طيّاته دور المعلّم وأهمّيّته في تشكيل مستقبل المتعلّمين. نحن في حياتنا رأينا نماذج من طلّاب تأثّروا بمعلّميهم، واختاروا على أساس ذلك تخصّصاتهم.
إذا كتبتِ يومًا كِتابًا عن تجربتك في التعليم، ماذا سيكون عنوانه؟ ولماذا؟
سأكتب في المستقبل كتابًا عن تجربتي التعليميّة وسأختار له عنوان "كيف تجعل حصّتك التعليميّة ممتعة؟" وذلك لأنّ التعلّم بحبّ وبطريقة ممتعة يدخل المعلومات ويرسّخها في أذهان المتعلّمين، وتدخل المادّة إلى قلوب الطلّاب فيحبّونها، ومتى أحبّوها ملكوها وأبدعوا فيها.



