نور أبو شقرة- أخصائيّة نطق ومعلّمة دعم- البحرين/ قطر
نور أبو شقرة- أخصائيّة نطق ومعلّمة دعم- البحرين/ قطر
2022/10/14

كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترين مستقبل المدرسة كمكانٍ؟

لا شيء يبقى على حاله، كلّ شيء قابل للتغيير. كذلك هو الحال بالنسبة إلى التعليم، فلو أنّنا نظرنا إلى المدارس والمنظومة التعليميّة قبل عشر سنوات من يومنا هذا، لشاهدنا كمّيّة التغييرات التي طرأت عليها. المدارس من المنظور العلميّ الواقعيّ هي المكان الذي يتلقّى فيه الفرد تعليمه، وقد شاهدنا كيف أنّ المكان ليس ضروريًّا لحدوث التعليم، فالتعليم قد يحدث من دون وجود هذا الصرح. وشاهدنا ذلك خلال جائحة كورونا، كيف تحوّل التعليم عن بعد، وكيف استُخدمت التكنولوجيا في كلّ المجالات. ففي نهاية المطاف المهم هو ألّا ينقطع التعليم، وألّا يتوقّف، وإن تطلَّبَ الحصول عليه عن بُعد.

 

كيف تصفين تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟

بالطبع لا شيء يضاهي التعليم الوجاهيّ. إنّه الطريقة التي ألِفتها منذ نعومة أظفاري؛ فالنفس البشريّة تميل دومًا إلى التواصل البشريّ، وتفضّله على أيّ تواصل آخر. ثمّة مهارات، كالمهارات الاجتماعيّة، لا يكتسبها الناس، ولا سيّما الأطفال، إلّا من خلال التواصل وتجارب الحياة اليوميّة. أمّا حين يتعذّر وجود هذا الخيار، فسوف نتّجه، دومًا، إلى الخيارات الأخرى المتاحة.

 

اختاري شيئًا واحدًا تودّين تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟

أتمنّى أن يكون عدد الساعات التعليم أقلّ، حتى يتسنّى للطلّاب ممارسة الأنشطة اللّاصفّيّة وهواياتهم، ولإتاحة الفرصة الأكبر لتعميم المادّة التعليميّة خارج أسوار المدرسة، ما سينعكس بدروه على نفسيّاتهم بشكل أفضل، وستزداد رغبتهم بالذهاب إلى المدرسة.

 

برأيكِ، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟

من الرتابة أن تكون المادّة التعليميّة خالية من أيّ حسّ فنّي أو موسيقي. فالموسيقى والفنّ يتواجدان من حولنا في كلّ مكان: في الأصوات التي يكتسبها الطفل الرضيع في الأشهر الأولى، وفي نبرة الصوت التي يتحدّث بها المعلّم مع طلابه، وفي حصص القراءة أيضًا عندما يقوم الطلّاب بترديد حروف الهجاء باستخدام الألحان المختلفة، أو ترديد مادّة محفوظة من خلال التنغيم، ومن الممكن دمج هذه الفنون خلال الحصص، لتبدو المادّة التعليميّة أكثر بهجة وتشويقًا وحماسًا ممّا لو كانت خالية منها.

 

إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟

باعتباري أخصائيّة نطق ولغة ومعلّمة دعم، فأنا أُحبّذ استخدام الاختبارات المقنّنة لمهارات اللغة والكلام للطلّاب، مصحوبة باختبارات غير مقنّنة تعتمد على الكلام العفويّ من خلال المحادثة والحوار. أمّا عن اختيار طريقة تقييم جديدة، فقد اختار تقييم الطالب وفقًا لمهارة البحث والقدرة على إنشاء الحوار والمحادثة مع الغير.

 

كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟

من أجمل الأشياء التي يمكن للمرء أن يستفيد منها مرحلةُ "التعميم"، أي المرحلة التي يمكن فيها ربط كلّ ما يتعلّمه الفرد أو الطالب في البيئة المدرسيّة بالواقع والروتين اليوميّ. فعندما يتعلّم الطفل، على سبيل المثال، الحروف أو الأرقام، سيقوم بالتعرّف إليها وتسميتها كلّما صادف رقمًا في الشارع، أو أثناء استخدامه المصعد، وقد يقرأ حرفًا أو كلمة في السوبرماركت، تعلّمهما في قصّة مدرسيّة.

 

ما هو التعبير الذي تُحبّين رؤيته على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّين أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟

أحبُّ أن أشاهد على وجوه طلبتي تعابير الفرح والفخر بأنفسهم بعد كلّ هدف يقومون بتحقيقه في نهاية الحصّة. وأحبُّ تطلّعهم الدائم لحضور الحصص، وإصرارهم على تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف.

 

من هو الطالب المُلهم؟

هو الطالب الذي يملك شغف التعلّم، والذي يبحث بنفسه عن المعلومات ولا ينتظر الحصول عليها. الطالب الذي يبعث في قلوب زملائه حبّ المعرفة وحبّ الاستطلاع.

 

كصديقةٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟

سأشّجع طلّابي على حبّ القراءة. فالقراءة تجعلهم أكثر انفتاحًا على الثقافات الأخرى، وتمنحهم عقلًا مرنًا يستطيع أن يحاور ويناقش. أمّا النصيحة الثانية، فهي دعوتهم إلى تطوير مهاراتهم وهواياتهم، وألّا يستسلموا أبدًا للفشل فطريق النجاح ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.

 

إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختارين؟

سأختار لهم مكانًا في الطبيعة بالقرب من نهر أو بحيرة، وسأدعوهم إلى قراءة كتابهم المُفضّل.