نورهان فقيه- معلّمة مادّة العلوم- لبنان
نورهان فقيه- معلّمة مادّة العلوم- لبنان
2024/02/22

لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟

لو كنت طالبةً اليوم كنت سأتمنّى لو أنّني أتعلم بالطرق الحديثة، وأن أكون أنا محور العمليّة التعليميّة، أيّ الشخص الذي يبحث ويكتشف المعرفة بمفرده، والمعلّم هو الميسّر والموجّه الذي يوجّهني فقط، وليس الملقّن المملّ الذي يقف لمدّة 50 دقيقة ليعطيني كمًّا كبيرًا من المعلومات.

بالإضافة إلى ذلك، كنت أتمنى لو أنّ التعليم يتّبع أساليب الحياة الكشفيّة، المليئة بالنشاطات المتنوّعة، المعرفيّة والحركيّة والوجدانيّة، والتي تعتمد على حياة الخلاء؛ أيّ الخروج إلى الطبيعة والمساحات الواسعة، وليس فقط الجلوس في الصفّ لهذه المدّة الطويلة.

الطريقة الأنسب هي التعلّم بالاكتشاف والحبّ والمغامرة واللعب، ولا بدّ من إدخال التكنولوجيا إلى عالم التعليم لمواكبة العصر.

 

إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟

إنّ تعليم المهارات الاجتماعيّة هو وسيلة لإيصال المعارف العلميّة بطريقة ممتعة، بحيث أنّ تطبيق عمل المجموعات الصغيرة ينمّي قدرات الفرد الاجتماعيّة، ويحقّق الأهداف التعليميّة بشكل أفضل. كما أنّ النشاطات الاجتماعيّة خارج الصفّ قادرة على تحقيق الأهداف العلميّة.

 

كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟

كمعلّمة من واجبي أن أواكب العصر، وأن أسهم في توعية الطلّاب على أهمّيّة استغلال هذا التطوّر بالشكل الأنسب، والاستفادة منه لأبعد الحدود.

 

متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟

إنّ الإشراف التربويّ مفيد بكلّ مراحل التعليم؛ لأنّه يساعد في سير العمليّة التعليميّة بشكل أفضل، ويسهم بتطوير قدرات المعلّم وتمهيد الطريق له.

 

ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟

المعلّم هو المسؤول الأوّل عن حلّ النزاعات، ويفضّل عدم تدخّل أحد إلّا بالحالات القصوى. وفي هذه الحالة يتدخّل الناظر، والمرشد الاجتماعيّ في المرحلة الثانية، والمدير والأهل في المرحلة الأخيرة.

وإنّ أنسب الطرق لحلّ النزاعات هو التجرّد، أيّ عدم الميل لأيّ طرف من الأطراف، والاستماع للطرفين بشكل عادل، ومحاولة إيجاد حلّ يريح جميع الأطراف، تحت شعار رابح رابح، وألّا يكون هناك خاسر.

 

هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟

طبعًا هو إيجابيّ دائمًا، إذا كان يطبّق بالطريقة الصحيحة؛ لأنّه العنصر الأوّل بحياتنا اليوم، وأهمّ متطلّبات العصر. ولكن يجب على المعلّم أن يحدّ من سلبيّاته ويضبطها، وأيضًا لا بدّ من خروج التلميذ والابتعاد عنها لتنمية قدرات أخرى، وليس فقط تلك التي تتعلّق بالتكنولوجيا، ولكن لا يمكننا أن ننكر أنّها عنصر جذب مفيد وفعّال لتلاميذ العصر.

 

هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟

بالتأكيد. إنّ العمليّة التعليميّة مثلث ذو ثلاثة أطراف المعلّم والأهل والموادّ التعليميّة؛ أيّ الوسائل. والأهل هم رأس الهرم؛ لأنّهم الأكثر تأثيرًا في بناء شخصيّة الطفل والداعم الأوّل له والقادر على جعله تلميذًا واعيًا مسؤولًا، وفي تنمية قدراته الاجتماعيّة والجسديّة، وتحسين حالته النفسيّة. الأهل يجب أن يكونوا دائمًا متابعين ومراقبين، ولا يتدخلون مباشرة إلّا بحال حدوث أيّ مشكلة، ولكن لا بدّ من متابعة ابنهم ولو بالحديث معه؛ لاكتشاف إذا ما كان يكتسب ويتطوّر بشكل صحيح.

 

هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟

لا ليس بشكل كامل؛ لأنّه مرجع لا بدّ من الرجوع إليه. ولكن يجب أن يتغيّر، فكتب الدولة كتبت من أكثر من 20 سنة، وهذا بات مرفوضًا. يجب أن تواكب العصر.

 

كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟

يجب أن يكون اليوم كما في الخارج، لا يتجاوز أربع حصص يوميًّا.

 

صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.

لا يوجد في رأسي اسم رواية معيّنة، ولكنّني يمكن أن أصف تجربتي في التعليم بالقطاع الرسميّ والخاصّ بأنها تجربة متعبة، ولكن ممتعة في الوقت نفسه. فالتعليم والتعامل مع الأطفال والمراهقين شيء جميل، ولكن للأسف التعامل بات صعبًا، واللوم يقع أوّلًا على الأهل، وعلى وزارة التربية والتعليم التي خلقت فجوة في فترة "التعليم عن بعد" ندفع نحن اليوم ثمنها كمعلّمين، بالإضافة إلى عدم السعي لتطوير التعليم، ونقله من العصر القديم إلى العصر الحديث، وعدم توفير الأدوات التي تساعد على التغيّر.