نسرين محمّد آدم- معلّمة دراسات إسلاميّة- السودان
نسرين محمّد آدم- معلّمة دراسات إسلاميّة- السودان
2023/03/09

برأيكِ، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

يقعُ على عاتق الإدارة، كمحرّك أساسٍ للمدرسة، مهمّة جعلها مكانًا آمنًا وجاذبًا ومحفّزًا للطلّاب والمعلّمين. يُمكن القيام بذلك من خلال وضع سياسات، كما خطط، مرنة تُمكّن الطرفين، الطلّاب والمعلّمين، من أداء مهامهم بسلاسة، لا سيّما وأنّ المناهج غير محفّزة.

وباعتقادي، من خلال وضع سياسات محفّزة واستراتيجيّات مرنة، نزيد الرغبة لدى الطلّاب للاستمرار في التعلّم، والمعلّمين في أداء عملهم بأريحيّة.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم من بُعد وأبقيتِ عليها الآن؟

على الرغم من أنّي لم أخض تجربة التعليم عن بعد، ولكن كمعلّمةٍ إجرائيّة بديلة، أرى أنّها كانت تجربة مثاليّة إلى حدٍّ ما، كونها جعلت فُرصة مُشاركة المعرفة مع الطلبة، وهم في أماكنهم، مُمكنة. هذه التجربة عملت، بشكلٍ مباشر، على ربط الطلّاب بالمدرسةِ والمعلّمين، مع المسافات والظروف في حينهِ.

أعتقد أنّ المعلّمين، في بلدانهم المُختلفة، استفادوا من فترة التعليم عن بُعد كمهارةٍ جديدةٍ فرضتها الظروف التي ساعدتهم على اكتشاف أساليب ومهارات جديدة، للتعامل مع المناهج والطلبة والسلوكيّات التي طرأت بسبب الجائحة.

 

كيف تخاطِبين الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

التحفيز والعمل على تنمية مهاراتهم الإبداعيّة، وخلق أنشطة تتيح لهم فرصة أكبر للمشاركة وإظهار مواهبهم المختلفة. وأيضًا، إتاحة وقت لعرض مواهبهم للتعرّف إلى المهارات التي تحتاج إلى دعم وتوجيهٍ. وتمثّل الأنشطة الثقافيّة السنويّة، خصوصًا المرتبطة بالمناسبات الرسميّة، فرصة أخرى لاكتشاف شغفهم. من هُنا، أحرص على إقامة العديد من الأنشطة الثقافيّة في المدرسة، وتخصيص الحصص الأسبوعيّة للنشاط لتنظيم بعض الأنشطة، على غرار مسابقة بينهم وبين زملائهم من مدرسة أُخرى، فذلك يزيد من شغفهم للإبداع وتنمية مواهبهم أكثر.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

المعلّم الناجح هو الذي يبدأ بمتابعة نفسه: تطوير مهاراته وإتقانه لمنهجه وقدرته على إدارة صفّه. وهو الذي يستطيع جعل الصفّ والمنهج والطالب حلقة واحدة لا تنفصل عن بعضها، ويجعل التقييم والتقويم أساس عمله. متابعة المستجدات أمر مهمّ أيضًا، لكنه لن يجدي نفعًا طالما المعلّم لا يتابع نفسه باستمرار.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمرين هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

مُجدّدًا، أنا لم أخض تجربة التعليم عن بُعد في تلك الفترة، لكن أعتقد أنّها كان مليئة بالتغيّرات السلوكيّة والنفسيّة. في بداية الأمر، لا شكّ أنّها كانت مرحلة صعبة بالنسبة إلى المتعلّمين، لأنّ فترة الحجر المنزليّ أدّت إلى انقطاعهم عن صفوفهم، وبالتّالي اتّزانهم اليوميّ المُتمثّل بالحضور والانصراف في وقتٍ محدّد.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّفين هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

الطالب الشغوف بالتعلّم هو القادر على التحدّي والتميُّز من خلال طرح الأسئلة والبحث المستمرّ، وهو المُتَمتِّع بطاقة حيويّة للتعلّم. 

أسعى لتعزيز شغف الطالب كمحفِّز إيجابيّ له ولبقيّة الطلبة في الصفّ، من خلال تصميم أنشطة وبرامج تزيد من حماسه وشغفه، وحماس الطلّاب ليكونوا شغوفين بالعلم والمادّة مثله.

المعلّم الجيّد هو الذي يستطيع استكشاف طريقة تُطلق الشغف في طلبته للتعلّم، على الرغم من أنّ شغف الطلبة بالموادّ الدراسيّة متفاوت، لكنّ اكتشاف الشغف وإطلاقه يستحقّان عمليّة البحث والتحضير والتصميم.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

الزيّ الموحّد يخلق روح الارتباط، ويساعد على عدم إظهار الفروقات المادّيّة والفروقات الثقافيّة والبيئيّة المرتبطة بالزيّ في بعض المجتمعات. الزيّ الموحّد أوّل رسالة للمساواة بين الطلبة، ويحفّزهم على سعي جادّ للنجاح، من أجل الانتقال إلى المرحلة التي يرتدون فيها زيًّا مُختلفًا.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفينها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

خصّصت وقتًا للنقاش والحوار معهم، والاستماع إليهم بشكلٍ فرديّ، والوقوف على بعض مشكلاتهم. وصمّمت أنشطة تتيح لهم فرص العمل في فريق، والمشاركة من خلال التشاور في النشاط وتوزيع المهام والأدوار بينهم.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمحين إلى أن تشاركي بها؟ لماذا؟ 

أعتقد أنّ كلّ معلّم بحاجة إلى التطوير المهنيّ حتى يكون ملمًّا أكثرَ بمهنته، قادرًا على مواكبة مستجدّاتها.  

أطمحُ إلى المُشاركةِ في كلّ المجالات التي تساعد في التعامل مع الطلبة، وبشكلٍ خاصّ في المُشاركة ضمن مجال الأداء التدريسيّ، لتوظيف كلّ ما هو جديد ومتطوّر في التعليم. وكذلك، في مجالات العلاقات الإنسانيّة والإرشاد والتوجيه. وأخيرًا، في مجال التقييم والتقويم.

أؤمن أنّ هذه المجالات ستساعدني على أن أصبح معلّمة بامتياز، تستطيع توظيف شغف المتعلّمين وطاقاتهم بشكلٍ جيّد.

 

بماذا تنصحين شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟ 

مهنة المعلّم ليست سهلة وعاديّة، كما تبدو، إنّما هي رسالة ومسؤوليّة يجب أن يكون فيها الشخص شغوفًا ومدركًا لمرحلة ما بعد دخوله مجال التعليم.

أنصحهُ أن يطوّر القدرة على استيعاب الفروق الفرديّة بين طلّابه، وأن يكون قادرًا على اكتشاف اهتماماتهم، وأن يكون مرنًا، سهل التعامل.