أوّلًا: التعريف بالوثيقة: (تحويل عالمنا: خطّة التنمية المستدامة لعام 2030)
اعتُمدت هذه الوثيقة باعتبارها قرارًا ختاميًّا صادرًا عن مؤتمر قمّة الأمم المتّحدة لاعتماد خطّة التنمية لما بعد سنة 2015، في الدورة السبعين للجمعيّة العامّة، بناءً على البندين 15 و116 من جدول الأعمال يوم 25 أيلول/ سبتمبر 2015. وتمثّل هذه الخطّة، حسب الأمم المتّحدة "برنامج عمل لأجل الناس والأرض ولأجل الازدهار. وتهدف أيضًا إلى تعزيز السلام العالميّ في جوّ من الحرّيّة الأفسح، مع الإدراك بأنّ القضاء على الفقر بجميع صوره وأبعاده، بما في ذلك الفقر المدقع وهو أكبر تحدٍّ يواجه العالم، شرط لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة". ومن أجل العمل على تنزيل بنود هذه الوثيقة، أكّدت الجمعيّة العامّة أنّها ستعمل جميع البلدان والجهات صاحبة المصلحة على تنفيذ هذه الخطّة في إطار من الشراكة التعاونيّة. وتقول بالحرف: "... نحن عاقدون العزم على تحرير الجنس البشريّ من طغيان الفقر والعوز وعلى تضميد جراح كوكبنا وحفظه. ومصمّمون على اتّخاذ الخطوات الجريئة المفضية إلى التحوّل الذي يلزم بصورة ملحّة للانتقال بالعالم نحو مسار قوامه الاستدامة والقدرة على الصمود. ونتعهّد، ونحن مقبلون على هذه الرحلة الجماعيّة، بألا يُخلِّف الركب أحدًا وراءه..."
بعدها مباشرة، في الديباجة، حاولت الوثيقة التذكير بأنّ أهداف التنمية المستدامة، البالغ عددها 17 هدفًا، تنشد مواصلة مسيرة الأهداف الإنمائيّة للألفيّة وإنجاز ما لم يتحقّق في إطارها، مع إعمال حقوق الإنسان الواجبة للجميع، وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات كافة. وهي أهداف وغايات متكاملة غير قابلة للتجزئة تحقّق التوازن بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة: البعد الاقتصاديّ والاجتماعيّ والبيئيّ.
تعاريف: (الطفل، التنمية المستدامة، الأمم المتّحدة)
الطفل: حسب المادّة الأولى من مشروع اتفاقيّة الأمم المتّحدة، فالطفل هو "... كلّ إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سنّ الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه. وأمّا الطفولة فتُعرّف على أنّها مرحلة لا يتحمّل فيها الإنسان مسؤوليّات الحياة، مُعتمدًا على الأبوين وذوي القربى في إشباع حاجته العضويّة، وعلى المدرسة في الرعاية للحياة. وتمتدّ زمنيًّا من الميلاد وحتى قرب نهاية العقد الثاني من العمر، وهي المرحلة الأولى لتكوين الشخصيّة ونموّها، وهي مرحلة للضبط والسيطرة والتوجيه التربويّ..." ويمثّل الأطفال أمل كلّ أمة ومستقبلها، ولذا فهم في قلب برامج التنمية، فالاستثمار في صحّة الأطفال ونموّهم يعني الاستثمار في مستقبل الأمّة. كما يُعتبر الأطفال، وبالتحديد الولدان، مجموعة ضعيفة تجب حماية احتياجاتها وحقوقها، بما فيها الحقّ في الصحّة والتنمية.
التنمية: حسب معجم أوكسفورد (Oxford)، فالتنمية هي:
- - عمليّة تطوير أو يُجرى تطويرها.
- - حالة محدّدة من النموّ أو التقدّم.
أما معجم كامبريدج (Cambridge) فيعرّف التنمية: بأنّها "... تلك العمليّة التي ينمو فيها شخص ما أو شيء ما أو يتغيّر ويصبح أكثر تقدّمًا..."
التنمية المستدامة: حسب معجم أوكسفورد (Oxford)، هي: التنمية الاقتصاديّة التي تتمّ من دون استنزاف الموارد الطبيعيّة.
أمّا في معجم كامبريدج (Cambridge)، فالمعنى الدقيق لمفهوم التنمية المستدامة ما زال محلّ شكّ، ولكن مع تطوّر الخطاب البيئيّ، فالتنمية المستدامة مفهوم يزدهر شيئًا فشيئًا.
أمّا مفهوم الاستدامة فهو القدرة على الاستمرار على مدى فترة من الزمن.
من التعاريف الأكثر شيوعًا للتنمية المستدامة، مع تعدّدها، هو التعريف الذي وضعته الأمم المتّحدة، وتقصد به "الإدارة الجيّدة لموارد البيئة والمحافظة عليها واستثمارها بحيث تلبّي احتياجات الحاضر من دون الإخلال بحقوق الأجيال القادمة واحتياجاتها".
تعريف مديرية التشريع المغربيّة التابعة لوزارة العدل والحرّيّات للتنمية المستدامة: التنمية المستدامة هي "مسلسل تنمية يحقّق حاجيّات الأجيال الحاضرة من دون تهديد قدرة الأجيال القادمة على تحقيق حاجياتها..."
تعريف الميثاق الوطنيّ للبيئة والتنمية المستدامة: "هي مقاربة للتنمية ترتكز على عدم الفصل بين الأبعاد الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة والبيئية للأنشطة التنمويّة، والتي تهدف إلى الاستجابة إلى حاجيّات الحاضر من دون المساس بقدرات الأجيال المقبلة في هذا المجال".
تعريف جامعة أوريغون (Oregon): التنمية المستدامة هي "استخدام وتنمية وحماية الموارد المختلفة بمعدّلات وأساليب يمكن للناس من مواجهة وتحقيق احتياجاتهم الحاليّة، مع الأخذ في الاعتبار قدرة الأجيال المقبلة على توفير احتياجاتهم الخاصّة باستخدام تلك الموارد. وعليه، فإنّ التنمية المستدامة تتطلّب التحقيق الآنيّ للمتطلّبات البيئيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة".
الأمم المتّحدة: منظّمة دوليّة أنشئت سنة 1945، وتتكوّن حتّى الآن من 193 دولة عضو. وتسترشد الأمم المتّحدة في مهمّتها وعملها بالأهداف والمقاصد الواردة في ميثاق تأسيسها.
وفي علاقتها بما أُنجز حول حقوق الطفل والتنمية المستدامة، عملت المنظّمة بالفقرة 1 من المادة 12 من البروتوكول الاختياريّ الملحق باتّفاقيّة حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال واستغلال الأطفال في البغاء وفي الموادّ الإباحيّة، وتقول: "... على كلّ دولة طرف تقديم تقرير إلى لجنة حقوق الطفل خلال سنتين من تاريخ دخول البروتوكول حيّز النفاذ بالنسبة إلى الدولة المعنيّة، يتضمّن معلومات شاملة عن التدابير التي اتّخذتها لتنفيذ أحكام البروتوكول. ثمّ، بعد ذلك، ووفقًا للفقرة 2 من المادّة 12، تقوم الدول الأطراف، التي قدّمت تقاريرها الأوّليّة بموجب هذا البروتوكول، بتضمين تقاريرها المقدّمة إلى اللجنة، وفقًا لأحكام الفقرة 1 (ب) من المادّة 44 من الاتفاقيّة، أيّة معلومات إضافيّة تتعلّق بتنفيذ البروتوكول الاختياريّ. وتقوم الدول الأطراف في البروتوكول الاختياريّ، والتي ليست أطرافًا في الاتفاقيّة، برفع تقرير خلال سنتين من تاريخ دخول البروتوكول حيّز النفاذ، ثم تقرير مرّة كلّ خمس سنوات...".
تذكير بأهداف التنمية المستدامة
وضعت الأمم المتّحدة 17 هدفًا من أجل العمل في ميدان التنمية المستدامة، تتعلّق بمستقبل التنمية العالميّة، وذُكرت هذه الأهداف في قرار الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، واعتمدت في 25 أيلول/ سبتمبر 2015، بناءً على القرار 70/1، المعنون بـ "تحويل عالمنا: خطّة التنمية المستدامة لعام 2030"، وخطّة عام 2030 هي خطّة عمل للناس والكوكب والرخاء والسلام والشراكة، ستنفّذها جميع البلدان والجهات المعنيّة، وهي تعمل في شراكة تعاونيّة. ويبدأ تنفيذ خطّة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر الواردة فيها اعتبارًا من 01 كانون الثاني/ يناير 2016، وستوجّه القرارات على مدى السنوات الخمس عشرة القادمة. وتستند هذه الأهداف المتكاملة وغير القابلة للتجزئة، والتي توازن بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة، إلى الأهداف الإنمائيّة للألفيّة. وجاءت كالتالي:
1. القضاء على الفقر بكلّ أشكاله في كلّ مكان.
2. القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائيّ وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة.
3. ضمان حياة صحّيّة وتعزيز الرفاه للجميع من جميع الأعمار.
4. ضمان تعليم ذي جودة شامل ومتساوٍ وتعزيز فرص تعلّم طوال العمر للجميع.
5. تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.
6. ضمان توافر المياه النظيفة للجميع مع الوفرة والإدارة المستدامة للمياه والصحّة للكلّ.
7. ضمان الحصول على الطاقة الحديثة بأسعار معقولة، والتي يمكن الاعتماد عليها والمستدامة للجميع.
8. تعزيز النموّ الاقتصادي النامي والشامل والمستدام والتوظيف الكامل والمنتج بالإضافة إلى عمل لائق للجميع.
9. إقامة هياكل أساسيّة قادرة على الصمود، وبناء بنية تحتيّة مرنة، وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام، وتعزيز الابتكار.
10.الحدّ من انعدام المساواة داخل الدول وما بين الدول وبعضها.
11. جعل المدن والمستوطنات الإنسانيّة شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة.
12. ضمان الاستهلاك المستدام وأنماط الإنتاج.
13. التصدّي العاجل لتغيّر المناخ وتأثيراته.
14. الاستخدام المحافظ والمستدام للمحيطات والبحار والموارد البحريّة للتنمية المستدامة.
15. حماية النظم الإيكولوجيّة الأرضيّة، إدارة الغابات بصورة مستدامة، ومكافحة التصحّر، ووقف تدهور الأراضي واستعادتها، ووقف فقدان التنوّع البيولوجيّ.
16. التشجيع على إقامة الجمعيّات المسالمة والشاملة للتنمية المستدامة، وتوفير الحصول على العدالة للجميع، وبناء مؤسّسات فعّالة وقابلة للمحاسبة وشاملة على كافّة المستويات.
17. تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالميّة من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
ثانيا: قراءة تحليليّة مفصّلة لتحديد مكانة الطفل في خطّة التنمية المستدامة لعام 2030
تؤكّد الخطّة على أنّ الطفل يجب أن ينمو بعيدًا عن كلّ أشكال العنف والاستغلال، حيث نجد في المادّة الثامنة:
"... نحن نصبو إلى عالم يسود كافة أرجائه احترام حقوق الإنسان وكرامة الإنسان وسيادة القانون والعدالة والمساواة وعدم التمييز؛ عالم يحترم الأعراق والانتماء الإثنيّ والتنوّع الثقافيّ؛ عالم يتيح تكافؤ الفرص ويتيح تحقيق كامل الإمكانات البشريّة ويساهم في تحقيق الازدهار العميم. عالم يستثمر في أطفاله وينمو فيه كلّ طفل بعيدًا عن إسار العنف والاستغلال. عالم يتاح فيه لكلّ النساء والفتيات التمتّع بالمساواة الكاملة بين الجنسين، وتزاح عنه جميع العوائق القانونيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تحول دون تمكينهنّ. عالم قوامه العدل والإنصاف والتسامح والانفتاح والإشراك الاجتماعيّ للجميع، وتُلبّى فيه احتياجات أشدّ الفئات ضعفًا..."
المبادئ والالتزامات المشتركة حول الطفل التي حدّدتها الخطّة
حاولت الخطّة التذكير بمقاصد الأمم المتّحدة، والقانون الدوليّ، والإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، والمعاهدات الدوليّة لحقوق الإنسان، وإعلان الألفيّة، والوثيقة الختاميّة لمؤتمر القمّة العالميّ لعام 2005، من أجل تبيان مكانة الطفل سواءً في الحاضر أو المستقبل، ونجد في المادّة العاشرة:
"... يُسترشد في الخطّة الجديدة بمقاصد ميثاق الأمم المتّحدة ومبادئه، بما فيها الاحترام التامّ للقانون الدوليّ. وترتكز الخطّة على الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان والمعاهدات الدوليّة لحقوق الإنسان، وإعلان الألفيّة، والوثيقة الختاميّة لمؤتمر القمّة العالميّ لعام 2005. وتهتدي الخطّة بصكوك أخرى مثل إعلان الحقّ في التنمية..."
وتؤكّد أنّ الطفل مرحلة أولى للإنسان بصفة عامّة، وبالتالي ما يستهدف الطفل هو استهداف للإنسان في مجمله. وتقول الخطّة ما معناه:
"... نحن نؤكّد من جديد نتائج جميع المؤتمرات الرئيسيّة ومؤتمرات القمّة التي عقدتها الأمم المتّحدة والتي أرست أساسًا متينًا للتنمية المستدامة وأسهمت في تشكيل الخطّة الجديدة. وهي تشمل إعلان ريو بشأن البيئة والتنمية، ومؤتمر القمّة العالميّ للتنمية المستدامة، ومؤتمر القمّة العالميّ للتنمية الاجتماعيّة، وبرنامج عمل المؤتمر الدوليّ للسكّان والتنمية، ومنهاج عمل بيجين. وتضيف أنّه لا بد من تمكين الضعفاء، ومراعاة احتياجات جميع الأطفال والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة (الذين يعيش أكثر من 80 في المائة منهم في فقر)، والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشريّة/الإيدز، والمسنّين، وأفراد الشعوب الأصليّة، واللّاجئين، والمشرّدين داخليًّا، والمهاجرين. وقد عقدنا العزم على اتّخاذ مزيد من التدابير والإجراءات الفعّالة، وفقًا للقانون الدوليّ، لإزالة العقبات والمعوّقات ولتعزيز الدعم وتلبية الاحتياجات الخاصّة لمن يعيشون في مناطق متضرّرة من حالات طوارئ إنسانيّة معقّدة وفي مناطق متضرّرة من الإرهاب."
وفي إطار التزاماتها، تقول:
"... نلتزم بتوفير تعليم جيّد في جميع المستويات الطفولة المبكرة، والتعليم الابتدائيّ، والتعليم الثانويّ، والتعليم الجامعيّ، والتعليم التقنيّ، والتدريب المهنيّ، على نحو يشمل جميع الأشخاص وينصفهم. فالناسُ، بصرف النظر عن هويتهم من حيث نوع الجنس أو العمر أو الانتماء العرقي أو الإثني، والأشخاص ذوو الإعاقة، والمهاجرون، وأبناء الشعوب الأصليّة، والأطفال والشباب، ولا سيّما الذين يعيشون في أوضاع هشّة، كلُّهم ينبغي أن يستفيدوا من فرص التعلّم مدى الحياة، بما يساعدهم على تحصيل المعارف والمهارات الضروريّة لانتفاعهم بالفرص المتاحة لهم ومشاركتهم في الحياة الاجتماعيّة مشاركة كاملة. وسنسعى جاهدين إلى تهيئة بيئة ينشأ فيها الأطفال والشباب فتغذيهم بما يلزمهم لإعمال حقوقهم وتحقيق قدراتهم على وجه تامّ، فيصبحون بذلك مددًا يعين بلداننا على جني ثمار المكاسب الديمغرافيّة، ويشمل ذلك إقامة مدارس آمنة وتوثيق وشائج المجتمعات المحلّيّة والأسر..."
ومن أجل أن يتمتّع الطفل بصحّة جيّدة وعافية بدنيّة وعقليّة، حدّدت الخطّة أنّه يجب عليها:
"... يجب علينا أن نوفّر التغطية الصحّيّة والرعاية الصحّيّة الجيّدة للجميع، لا يُحرَمُ من ذلك أحد. ونلتزم بالإسراع في وتيرة التقدّم المحرز حتّى الآن صوب خفض عدد وفيات المواليد والأطفال والأمهات، بوضع حدّ لجميع تلك الوفيات التي يمكن تفاديها قبل حلول العام 2030. وإننا ملتزمون بكفالة استفادة الجميع من خدمات الرعاية المتعلّقة بالصحّة الجنسيّة والإنجابيّة، بما في ذلك لأغراض تنظيم الأسرة والإعلام والتثقيف. وسنبذل كذلك جهودًا من أجل الإسراع بوتيرة التقدم المحرز في مكافحة الملاريا، وفيروس نقص المناعة البشريّة/ متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وداء السلّ، والتهاب الكبد، وإيبولا، وغير ذلك من الأوبئة والأمراض المعدية، بوسائل من جملتها التصدّي لمقاومة الميكروبات للأدوية ولمشكلة الأمراض المُهمَلة التي تعاني منها البلدان النامية. ونلتزم بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومعالجتها، بما في ذلك الاضطرابات السلوكيّة والعصبيّة واضطرابات النموّ، التي تشكّل تحدّيًا كبيرًا في وجه التنمية المستدامة..."
خلاصة
تُعتبر خطّة التنمية المستدامة لعام 2030 وثيقة طموحة بالنظر للأهداف التي وضعتها نصب أعينها، لكنّها بحاجة إلى الكثير من العمل، خصوصًا في دول العالم الثالث، حيث الفقر والأمّيّة والبطالة مستشرية أكثر من غيرها. وبالنظر إلى مكانة الطفل في هذه الخطّة، سنجدها مكانة لا تشغل إلّا مساحة نكاد نقول إنّها ضيّقة للغاية. فبعودتنا إلى الأهداف الموضوعة من أجل تحقيق التنمية المستدامة سنة 2018، سنجد أن بعضًا منها تحقّق، كالفقر مثلًا، والآخذ بالهبوط على المستوى العالميّ. كما إنّ وفيّات الأطفال انخفضت انخفاضًا حادًّا، وهناك العديد من المؤشّرات تؤكّد ذلك. أمّا المياه النظيفة، فتوسّعت إلى حدٍّ كبير إمكانيّة الحصول عليها. في حين أنّ عدد الأطفال الملتحقين بالتعليم الابتدائيّ لم يبرح مكانه، بمعنى أنّ الطفل مهدّد بشكل كبير بالأمّيّة والجهل...
ثالثا: نظرتنا وتوصياتنا كمدرّسين
توصيات فعّالة للأمم المتّحدة لتحسين مكانة الطفل والتلاميذ في خطط التنمية المستقبليّة، يمكن التركيز على المحاور التالية:
1. تعزيز التعليم الشامل والجيّد
- - زيادة الاستثمار في البنية التحتيّة التعليميّة في المناطق النائية.
- - توفير تعليم مجّانيّ وإلزاميّ لكلّ الأطفال، مع التركيز على الفتيات والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة.
2. الرعاية الصحّيّة والغذائيّة
- - تحسين برامج التغذية المدرسيّة لضمان نمو صحّيّ للأطفال.
- - تعزيز برامج التطعيم والرعاية الصحّيّة الأوّليّة في المدارس.
3. مكافحة الفقر وعمل الأطفال
- وضع سياسات لحماية الأطفال من الاستغلال الاقتصاديّ والعمل القسري.ّ
- دعم الأسر اقتصاديًّا لتقليل الحاجة إلى عمل الأطفال.
4. التركيز على الصحّة النفسيّة والرفاهيّة
- توفير خدمات الدعم النفسيّ والاجتماعيّ في المدارس.
- رفع الوعي بأهمّيّة الصحّة النفسيّة للأطفال ضمن السياسات التعليميّة.
5. تعزيز مشاركة الأطفال في اتّخاذ القرار
- إنشاء مجالس أو منصّات للأطفال للتعبير عن آرائهم حول القضايا التي تهمّهم.
- دمج الأطفال في المناقشات حول السياسات التعليميّة والتنمويّة.
6. حماية الأطفال من العنف
- وضع آليّات فعّالة لرصد العنف ومنعه في البيئات الأسريّة والمدرسيّة.
- تعزيز التشريعات لحماية الأطفال من الإساءة والإهمال.
7. استخدام التكنولوجيا لتحقيق التنمية
- توفير أدوات تعليميّة رقميّة مناسبة لتطوير المهارات الحديثة للأطفال.
- سدّ الفجوة الرقميّة لضمان وصول الأطفال في كلّ المناطق إلى الإنترنت والتكنولوجيا.