نسرين كزبور- معلّمة رياضيّات مرحلة ثانويّة- لبنان
نسرين كزبور- معلّمة رياضيّات مرحلة ثانويّة- لبنان
2023/01/27

برأيكِ، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

يتجلّى دور إدارة المدارس في تقديم الدّعم المعنويّ والمادّيّ للمعلّمين، ويتمّ ذلك من خلال تقديم المساعدة في تنميّة النُّموِّ المهنيّ للمعلّمين، بالإضافة إلى المشاركة والحوار والأخذ بآراء أفراد الهيئة التعليميّة في إعداد نشاطات وطرح أفكار جديدة لمشاريع تسعى إلى تحسين العمليّة التعليميّة.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم من بُعد وأبقيتِ عليها الآن؟

في الحقيقة، هناك عدّة ممارسات، من بينها تقنيّة الصفّ المقلوب الّتي كان لها الأثر الإيجابيّ في تحفيز المتعلّمين، وتنمية مهارات التفكير العليا لديهم. والجدير بالذكر، أنّ استراتيجيّة الصفّ المقلوب هي شكل من أشكال التعلّم المدمج، وهي تجمع بين التعلّم وجهًا لوجه والتعلّم عن بُعد، من أجل توفير الوقت في الصفّ للتّفاعل بين المتعلّمين ومعلّميهم. بالإضافة إلى طريقة الاستكشاف والبحث والتعلّم القائم على المشاريع، فهذه التقنيّات ترتكز على استعمال التكنولوجيا، وتساهم في تنمية مهارات القرن الحاليّ.

 

كيف تخاطِبين الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

أرى أنه من الضروريّ تشجيع المتعلّم على الاهتمام بالموادّ الإجرائيّة، كالفنّ والموسيقي والرياضة، وذلك لتنمية جميع جوانب شخصيّته، فهذا الاهتمام يولِّد لديه الإبداع ويكشف المواهب، ويمكن استثماره لتطوير الموهبة ولزيادة دافعيّة التعلّم.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

على المعلّم الناجح أن يكون مُلمًّا بالمستجدات الحديثة على جميع الأصعدة، تربويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وبيئيّة وتكنولوجيّة ومتطلّبات العصر، كي يستطيع محاكاة متعلّميه، ويُرشدهم ويوجههم، كلٌّ حسب ميوله وقدراته وطموحه المستقبليّ.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمرين هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

رغم كلّ صعوبات التعلّيم من بعد، إلا أنّه أحدث تغييرات جذريّة في العمليّة التعليميّة، وهي التعلّم والتنظيم الذاتيّ والتواصل الفعّال والبحث والتقصّي والإلمام بالأمور التكنولوجيّة، وهذه التغييرات تُعدُّ من مهارات القرن الحادي والعشرين، وأصبح من غير الممكن عدم استثمارها، أو التخلّي عنها في العمليّة التعليميّة.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّفين هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

المتعلّم الشّغوف بالتعلّم هو متعلّم يتمتَّع بدافعيّة عالية، يصحبها طموح للوصول إلى أعلى مستويات النجاح والتميّز، مع المثابرة وبذل الجهد لتذليل الصّعاب، ويمكننا توظيف هذا النوع باعتماد أسلوب النمذجة، الذي يعتمد إظهار مواهبه ونجاحاته وإنجازاته ليقتدي به زملاؤه من جهة، ومن جهة أخرى لينال ثقتهم ويمدّ يد العون للّذين يواجهون صعوبات تعلّميّة.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

أرى بالزيّ الموحّد تجسيدًّا لمبدأ المساواة بين المتعلّمين، وطريقةً لفرض النظام المدرسيّ، والأهمّ الشّعور بالقيمة المعنويّة للمدرسة، ومن الأفضل أن يكون الزّي مصمَّمًا أو متوافقًا عليه من قبل المتعلّمين أنفسهم.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفينها لتحقيق الرفاه المدرسي؟

أعتمد في ممارساتي اليوميّة على الحوار والمناقشة والاحتكام للمنطق، وهذا ما أصرّ عليه وأسعى لأن يمتلكه المتعلّمون بشكلٍ عامّ، وبشكلٍ خاصّ عند تعليم مادّة الرياضيّات، لما لها من أهمّيّة كبيرة في الحياة الواقعيّة.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمحين إلى أن تشاركي بها؟ لماذا؟ 

أودُّ القيام بدورات تدريبيّة لتنمية مهارات التفكير النّاقد والإبداعيّ، من خلال تفعيل نشاطات لا صفّيّة (حوارات ونقاشات حول قضايا عامّة وغيرها)، لما لها من أثر إيجابيّ في العمليّة التعليميّة.

 

بماذا تنصحين شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟ 

أنصحه بأن يتحلّى بالصبر، وأن يكون معطاءً ومتمكّنًا من المحتوى التعليميّ، وملمًّا بالأمور التربويّة (طرائق تدريس، وإدارة صفّ، ومراحل نموّ المتعلّم، ووسائل تعليميّة) والتكنولوجيّة، بالإضافة إلى أن يكون مثابرًا على حضور دورات تدريبيّة، وأن يكون مواكبًا لأهمّ المستجدّات.