نسرين آدم- معلّمة- السودان
نسرين آدم- معلّمة- السودان
2023/12/07

لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟

بشكل عام، شكل التعليم الأحبّ بالنسبة إليّ هو تلك البيئة التعليميّة التي تهتمّ بالتطوير الشامل، وتعزّز الفضول والاستقلاليّة والإبداع والتفكير النقديّ، والتعلم النشط والتفاعليّ. أودّ أن يكون هناك تركيز على تلبية احتياجاتي الفرديّة، وتطوير مهاراتي الشخصيّة والأكاديميّة، وأن يكون هناك تفاعل بين المعلّم والطلّاب، حيث تُشجّع الأسئلة والمناقشات والاستفسارات. أيضًا، أحبّ أسلوب التعلّم العمليّ والتجريبيّ، حيث تُتاح الفرصة للتطبيق العمليّ للمفاهيم والمعرفة المكتسبة.

أودّ أن تُوفّر مصادر تعليميّة متنوّعة ومبتكرة، مثل الوسائط المتعدّدة والتكنولوجيا، لجعل عمليّة التعلّم مثيرة وممتعة، وأن يكون هناك تركيز على تطوير مهارات العمل الجماعيّ والتعاون، حيث يُشجّع الطلّاب على العمل معًا فيحلّ المشكلات.

 

إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟

يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة، وتعليم المعارف العلميّة بشكل جيّد من خلال البرامج التعليميّة الحديثة. مثلًا، يمكن للمعلّمين أن يدمجوا أنشطة التعاون والعمل الجماعيّ في دروس المواد العلميّة. يمكن للطلّاب أن يتعاونوا في حلّ المشكلات وإجراء التجارب العلميّة معًا، ما يسهم في تنمية مهارات التواصل والتعاون وحلّ المشكلات.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التكنولوجيا في البرامج التعليميّة، لتوفير فرص تطوير المهارات الاجتماعيّة والمعارف العلميّة. ويمكن استخدام منصّات التعلّم عبر الإنترنت، لتشجيع الطلّاب على التواصل مع بعضهم البعض، ومشاركة المعرفة والأفكار. كما يمكن استخدام الوسائط المتعدّدة، مثل الفيديو والصور والرسوم التوضيحيّة، لتوضيح المفاهيم العلميّة بطريقة مبتكرة وشيّقة.

 

كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟

بالفعل، ثورة الذكاء الاصطناعيّ تشكّل تحدّيًا كبيرًا أمام دور المعلّم. ومع ذلك، فإن دور المعلّم ما يزال ضروريًّا وحاسمًا في هذا العصر.

قبل كلّ شيء، يتمتّع المعلّم بالقدرة على توفير التوجيه والإرشاد الشخصيّ للطلّاب. على الرغم من تقدّم التكنولوجيا، إلّا أنها لا تستطيع استبدال التفاعل الحقيقيّ بين المعلّم والطالب. يمكن للمعلّم أن يساعد الطلّاب في فهم المفاهيم الصعبة، وتوجيههم نحو مصادر المعرفة المناسبة.

يمكن للمعلّم أن يساعد في تطوير مهارات التفكير النقديّ والإبداع لدى الطلّاب. على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعيّ على توفير المعرفة، إلّا أنّه يحتاج إلى الإنسان لتحليل هذه المعلومات وتفسيرها.

يمكنني كمعلّم أن أساهم في تطوير المهارات الاجتماعيّة والتعاونيّة لدى الطلّاب، وخلق بيئة تعليميّة تشجّع على التعاون والتواصل بين الطلّاب، فتنظيم أنشطة جماعيّة ومشاريع تعاونيّة يساعد الطلّاب على تطوير مهارات التعاون وحلّ المشكلات.

 

متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟

يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة في حالات عديدة:

  • - تحسين الأداء: يمكن للإشراف التربويّ أن يساعد المعلّمين على تحسين أدائهم، من خلال تقديم ملاحظات وتوجيهات بنّاءة. يمكن للمشرف تقديم استراتيجيّات وأفكار جديدة لتحسين التدريس والتقييم.
  • - تطوير المهارات: يمكن للإشراف التربويّ أن يساعد المعلّمين على تطوير مهاراتهم التدريسيّة، من خلال توفير فرص للتدريب والتطوير المهنيّ. يمكن للمشرف أن يقدّم ملاحظات وتوجيهات فرديّة للمعلّمين لمساعدتهم على تحسين ممارستهم التعليميّة.
  • - دعم الابتكار: يمكن للإشراف التربويّ أن يشجّع المعلّمين على تجربة أفكار وأساليب تعليميّة جديدة ومبتكرة. يمكن للمشرف أن يقدّم الدعم والمشورة للمعلّمين في تطبيق هذه الابتكارات في الفصول الدراسيّة.
  • - تعزيز التواصل: يمكن للإشراف التربويّ أن يساعد في تعزيز التواصل بين المعلّمين والإدارة المدرسيّة والأهل. يمكن للمشرف أن يكون وسيطًا بين جميع الأطراف لتسهيل عمليّة التواصل والتعاون.

يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة عندما يُقدّم بشكل فعّال وداعم. يجب أن يكون الإشراف مبنيًّا على الثقة والتعاون بين المشرف والمعلّم لضمان تحسين الأداء التعليميّ، وتحقيق أهداف التعلّم.

 

ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟

ينبغي أن تشارك جميع الأطراف المعنية في هذه العمليّة، بما في ذلك الطلّاب المتضرّرون، والطرف المسبّب للنزاع، والمشرف التربويّ، والمعلّم، والأهل. يجب أن يُشجّع الحوار المفتوح والتعاون بين جميع الأطراف؛ للوصول إلى حلول مرضية وبنّاءة للنزاعات.

توجد عدّة أساليب لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ، ومن بينها:

  • - التوعية والتثقيف: ينبغي أن تشارك جميع الأطراف المعنيّة في عمليّتي التوعية والتثقيف حول كيفيّة التعامل مع النزاعات بشكلٍ بنّاء وسلميّ. يُمكن تنظيم ورش عمل أو جلسات تثقيفيّة لتعليم الطلّاب مهارات حلّ النزاعات والتفاوض.
  • - التوجيه والإرشاد: يُمكن للمشرف التربويّ أو المعلّم تقديم توجيه وإرشاد للطلبة في كيفيّة حلّ النزاعات. يُمكنهم تقديم استراتيجيّات وأدوات للطلّاب للتعامل مع الصراعات بشكلٍ بنّاء وفعّال.
  • - الوساطة: يُمكن للمشرف التربويّ أو المعلّم القيام بدور الوسيط بين الطلّاب، ذلك في حال حدوث نزاع. عليهما الاستماع إلى جميع الأطراف، ومحاولة التواصّل إلى حلٍّ عادل ومرضٍ للنزاع.
  • - المُشاركة الفعّالة للأهل: ينبغي أن يشارك الأهل في عمليّة حلّ النزاعات بين الطلّاب. يُمكن توجيه الأهل إلى دعم أبنائهم في تطوير مهارات حلّ النزاعات، وتعزيز التعاون بين زملائهم.
  • - تشكيل فرق عمل: يُمكن تشكيل فرق عمل متنوّعة من الطلّاب للتعاون في حلّ النزاعات داخل الصفّ. يتمّ اختيار أعضاء الفريق بناءً على مهاراتهم وقدراتهم على التواصل وحلّ المشكلات.

 

هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟

استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس يمكن أن يكون إيجابيًّا في العديد من الحالات، ولكن هناك حدود لاستخدامها. من الفوائد المحتملة لاستخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس تعزيز التفاعل والمشاركة، فيمكن استخدام الأدوات التكنولوجيّة لتشجيع المشاركة الفعّالة والتفاعل بين الطلّاب. على سبيل المثال، يمكن استخدام منصّات التعلّم الإلكترونيّ لإنشاء منتديات للنقاش ومشاركة الموارد والأفكار. ومن الفوائد أيضًا تعزيز التعلّم التفاعليّ، فيمكن استخدام الأدوات التكنولوجيّة مثل البرامج التعليميّة التفاعليّة والألعاب التعليميّة لتحفيز الطلّاب، وتعزيز تفاعلهم مع المحتوى التعليميّ.

كما يمكن استخدام الأدوات التكنولوجيّة لتوفير مصادر تعليميّة متنوّعة ومحدّثة، وتمكين الطلّاب من الوصول إلى مقاطع الفيديو والمقالات والموارد الأخرى عبر الإنترنت لتعزيز فهمهم وتوسيع معرفتهم. كما يمكن استخدام الأدوات التكنولوجيّة لتشجيع التعلّم الذاتيّ والاستكشاف. على سبيل المثال، يمكن استخدام برامج التعلّم عن بُعد للطلّاب لتطوير مهاراتهم البحثيّة والتنظيميّة.

 

ومع كلّ ذلك، هناك حدود لاستخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس. بعض هذه الحدود منها: انقطاع التركيز الذي قد يؤدّيه استخدام الأدوات التكنولوجيّة المتّصلة بالإنترنت. ومنها التشتّت بين الطلّاب، فقد يتسبّب استخدام الهواتف المحمولة أو وسائل التواصل الاجتماعيّ في تشتّت انتباه الطلّاب، والتأثير سلبًا في تركيزهم. ومنها قدرة الوصول، فقد لا يكون لدى جميع الطلّاب مستوى نفسه في الوصول إلى التكنولوجيا. يجب أن تُتّخذ الاحتياطات لضمان توفير فرص متساوية لجميع الطلّاب للاستفادة من الأدوات التكنولوجيّة. ومنها الأمان والخصوصيّة، فيجب أن تُتّخذ الاحتياطات لضمان أمان الطلّاب وخصوصيّتهم عند استخدام الأدوات التكنولوجيّة. يجب أن تتّبع المدارس سياسات وإجراءات صارمة لحماية المعلومات الشخصيّة للطلّاب.

إنّ استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس يمكن أن يكون مفيدًا إذا استُخدمت بشكل صحيح، وفقًا للأهداف التعليميّة، ومع الاهتمام بالحدود والتحدّيات المحتملة.

 

هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟

تدخّل الأهل يمكن أن يكون مصدر دعم دائم في تعلّم ابنهم، ولكنّ الفائدة من هذا التدخّل يعتمد على طبيعة التعلّم واحتياجات الطفل. بعض الطلّاب قد يستفيدون من التدخّل المستمرّ والمباشر من قبل الأهل في التعلّم، بينما قد يحتاج آخرون إلى مزيد من الاستقلاليّة والمساحة للتعلّم بشكل ذاتي. هذا يعتمد على التوقيت المناسب لتدخّل الأهل، وعلى الطفل والمرحلة التعليميّة التي يمرّ فيها. في المراحل المبكّرة من التعليم، قد يكون التدخّل الأكثر فعاليّة هو التفاعل المستمرّ والتوجيه الوثيق من قبل الأهل. في المراحل اللاحقة، قد يكون من المفيد أن يكون للطفل مساحة أكبر للاستقلاليّة وتطوير مهاراته الذاتيّة.

تدخّل الأهل يمكن أن يكون فعّالًا عندما يوفّر الدعم والتوجيه الملائم للطفل. يمكن للأهل مساعدة الطفل في تحديد أهدافه التعليميّة، وتقديم الدعم اللازم لتحقيقها، كما يمكن للأهل توفير الإشراف والتوجيه في إنجاز الواجبات المنزليّة والمشاريع التعليميّة.

 

هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟

لا، لا أعتقد أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل. الكتاب المدرسيّ لا يزال أداة مهمّة في عمليّة التعلّم، ويوفّر مصدرًا هيكليًّا ومنظّمًا للمعرفة.

يحتوي الكتاب المدرسيّ على معلومات أساسيّة وشاملة، تساعد الطلاب على فهم المفاهيم الأساسيّة وتطبيقها. ومع ذلك، يجب أن ندرك أنّ التكنولوجيا والإنترنت قد أحدثت تغييرًا كبيرًا في طرق التعلّم، فيمكن استخدام الوسائط المتعدّدة والمصادر الإلكترونيّة لتعزيز التعلّم وتقديم محتوى إضافيّ وتفاعليّ، كما يمكن استخدام التكنولوجيا لتوفير تجارب تعليميّة مبتكرة، وتحفيز الطلاب على المشاركة النشطة في عمليّة التعلّم.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الوسائط المتعدّدة لتلبية احتياجات الطلّاب المختلفة، وتوفير تجارب تعليميّة مخصّصة. يمكن للطلّاب الاستفادة من الفيديوهات التعليميّة والبرامج التفاعليّة والتطبيقات الهاتفيّة، ومواقع الويب المخصّصة لتعزيز فهمهم وتطوير مهاراتهم.

يمكن أن يكون هناك مكان للاستفادة من الكتاب المدرسيّ والتكنولوجيا في عمليّة التعلّم. يجب أن نسعى إلى توفير توازن بين الاستخدام الفعّال للكتاب المدرسيّ والاستفادة من التكنولوجيا؛ لتحسين جودة التعليم وتجربة الطلّاب.

 

كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟

أعتقد أنّ مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ يجب أن تكون معقولة، وتتناسب مع احتياجات الطلّاب وقدراتهم وتفكيرهم. عادة ما تتراوح مدّة الدوام المدرسيّ بين 5 إلى 8 ساعات في اليوم، ولكن يمكن أن تختلف حسب البلد والمستوى التعليميّ. يجب أن يكون هناك توازن بين الوقت المخصّص للتعلّم الأكاديميّ، والوقت المخصّص للراحة والأنشطة الخارجيّة. يجب أن تُحدّد مدّة الدوام المدرسيّ بعناية لضمان تحقيق أهداف التعلّم، وتعزيز صحّة وسعادة الطلّاب.

 

صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.

رواية: "ألف ليلة وليلة".

اخترت هذا العنوان من الأدب العربيّ لأنّه يعكس تجربتي في التعليم بشكل مثاليّ. رواية "ألف ليلة وليلة" تحكي قصّة شهرزاد التي استخدمت القصص والحكايات لإبقاء الملك شهريار مهتمًّا لإشغاله عن قتلها. بالمثل في التعليم، يجب أن يكون هناك توازن بين القصص والحكايات المثيرة، والموادّ الأكاديميّة الجافّة من خلال استخدام القصص والحكايات في العمليّة التعليميّة، فيمكن للمعلّمين جذب اهتمام الطلّاب وتحفيزهم على التعلّم.

علاوة على ذلك، تعبّر رواية "ألف ليلة وليلة" عن الإبداع والتنوّع في القصص والشخصيّات، وبالمثل، يجب أن يكون التعليم متنوّعًا وشاملاً لتلبية احتياجات جميع الطلّاب، بغضّ النظر عن مستوى قدراتهم واهتماماتهم. واخترت عنوان "ألف ليلة وليلة" لأنّه يعبّر عن التوازن بين القصص والحكايات والموادّ الأكاديميّة، وعن التنوّع والإبداع في التعليم. هذه الرواية تعكس تجربتي في التعليم حيث تمكنت من الاستفادة من القصص والحكايات لجذب اهتمام الطلّاب وتحفيزهم على التعلّم.