ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟
هناك العديد من الاستراتيجيّات التي تساعد على تفاعل الطلبة في الصفّ وتجاوبهم، أهمّها: استخدام تقنيّات جديدة في التعليم، أي الابتعاد عن الأنظمة التقليديّة كالتلقين والحفظ. والعمل على القيام بنشاطات ترتبط بموضوع الدرس، تساعد الطلبة على الفهم بطريقة أسرع من دون ملل، إذ يمكن للطالب المشاركة والحوار، ما يعزّز شخصيّة الطالب وقدرته على فهم المطلوب.
كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟
ساعدت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ في تسهيل التعليم وتبسيطه بقدر كبير، إلّا أنّ الأهمّ يكمن بقدرة المعلّم على التغلّب على فكرة الاعتماد بشكل جذريّ على التكنولوجيا؛ فالذي يملك العقل هو الإنسان، وهو القادر على تغيير مجريات العديد من الأمور التي تحدث في الحياة. فالمعلّم هو الذي يُبرز أفكاره وطرقه، وهو الذي يكتشف طرق جديدة تبسّط على الطلبة الفهم، ويستفيد من التكنولوجيا. لكنّ الحدث الأكبر والأهمّ يعود الى المدرّس وشخصيّته وتعامله، وهذه الفكرة الرئيسة في التعليم.
في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟
المعلّم رسالة، فهو بفكره وطريقته ينقل معلومات قد تساعد العديد من الطلبة في حياتهم، إلا أنّ هناك خطأ قد نقع فيه أحيانًا، وهو اللين الشديد مع الطلبة. ففي الكثير من الأحيان قد تفقد السيطرة على ضبطهم لأنّهم تعوّدوا على لينك معهم. من المهمّ معرفة كيفيّة ضبط هذه التصرّفات، والعمل على تخفيف هذه الليونة، والتوجّه إلى الصرامة في أوقات معيّنة، مع الانتباه إلى عدم خدش أيّ طالب أو تجريحه، والتصرّف بكلّ وعي وهدوء، مع الحفاظ على شخصيّة المعلّم مفروضة في الصفّ.
افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟
ألفتُ النظر إلى أهمّيّة الابتعاد، إلى حدّ ما، عن الأنظمة التقليديّة في التعليم. كما أرى أنّه من المهمّ العمل على تقوية شخصيّة المعلّم لتكون أكثر حيويّة ونشاطًا مع الطالب، ليستفيد من المعلومات التي يكتسبها بطرق مسليّة، ويكون قادرًا على التفاعل أكثر مع معلّمه. وعلينا ألّا ننسى أنّ على المعلّم أن يكون مرتاحًا في داخله ليعطي أكثر للطلّاب؛ فعلى إدارات المدارس أو الوزارات تعزيز دور المعلّم، وتأمين احتياجاته ليكون قادرًا على إعطاء دروسه على أكمل وجه، والتفاعل مع طلّابه.
هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟
نعم، يجب أن يكون هناك حوار بين المعلّمين والمعلّمات للاستفادة من خبرات بعضهم البعض، ونقل الأفكار الإيجابيّة والمفيدة في التعليم وطُرقه. إذ يمكن أن يساعد العديد من المعلّمين والمعلّمات بعضهم في تغيير أساليبهم لمساعدة الطلّاب على الفهم بطرق أسهل. إنّ الاطّلاع على تجارب المعلمّين ونقلها، حتمًا سيساعد في التغيير إلى الأفضل. من المفترض أن تكون هناك دعوات بين المعلّمات والمعلّمين بين الفترة والأخرى، تساعدهم على نقل تجاربهم بين بعضهم البعض، وتقديم حلول للمشاكل الشائعة التي قد تواجههم.
كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟
من المهمّ أن نعرض لأولياء الأمور حركة أطفالهم واندفاعهم في الصفّ، ومشاركتهم إذا كانت تصرّفاته إيجابيّة أو سلبيّة، فالأهل هم الداعم الأوّل لأولادهم. فعند عرض تقييم الطلّاب لأولياء أمورهم، قد يعمل العديد من الأهل على تشجيع أطفالهم على القيام بالمزيد من النجاحات، ومكافئتهم على تفوّقهم. حتّى لو كان الوضع سلبيًّا، يعمل الأهل على مساعدة طفلهم في المنزل للتقدّم أكثر في دراسته. ومع مساعدة المعلّم في الصفّ يندفع الطالب أكثر للمشاركة مع أصدقائه في الحصّة.
كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟
جميع الأشخاص، ومهما كانت أعمالهم، يستحقّون قسطًا من الراحة، يتغلّبون من خلاله على أفكارهم السلبيّة ومشاكلهم والضغوطات التي يمرّون فيها. لذا، دائمًا أحثّ من حولي على الجلوس مع أنفسهم أوّلًا، لينشروا الإيجابيّة ويبتعدوا عن الأفكار السلبيّة في حالات التعب التي يمكن أن تأثّر فيهم وفي محيطهم.
لذلك، معرفة كيفيّة التغلّب على المشاكل وعدم نشرها للجميع، أمر شديد الأهميّة في حياة كلّ إنسان، كل واحد منّا يحتاج إلى القليل من الوقت مع نفسه ليرتّب أموره، ثمّ يعود كالفارس الشجاع في مجاله.
ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟
القيام بجدول للأعمال المطلوبة من الإنسان يساعده كثيرًا في حياته. فالعمل على تنظيم وقتك بوضع الأولويّات والأمور المهمّة في جدول أمامك، ثمّ القيام بها واحدًا تلو الآخر، مع أخذ استراحة لنفسك ثمّ العمل من جديد، تساعد في تنظيم الوقت والقيام بكلّ الأعمال المطلوبة.
اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.
التعليم رسالة جميلة جدًّا تعطّر الحياة وتزيدها ألوانًا جميلة وزاهية. علّمني دخولي في هذه المهنة الكثير. من قال إنّ المعلّم هو الوحيد الذي يعطي الدروس؟ هناك العديد من الطلبة قد يعلمونك دروسًا جميلة، تستفيد منها بشكل شخصيّ، فالنجاح والامتياز يكمنان داخل كلّ إنسان. فيمكن أيضًا للصغير أن يعطي دروسًا للكبير، ويتعلّم من شخصيّته.
العطاء المستمرّ للطلبة أيضًا من إيجابيّات هذه المسيرة التعليميّة، حيث ترى أنّك تركت أثرًا جميلًا في حياة العديد من الطلّاب. والأمر السلبيّ في هذه المهنة، يكمن في أن تكون في بيئة عمل تصعّب عليك عملك وتقيّدك، هنا تشعر بأنّك تعلّم الحرّيّة لكنّك مسجون.
ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟
نعلم أنّ الأطفال في هذا الوقت يستعملون الهاتف المحمول كثيرًا، ويشاهدون العديد من "الترندات" التي تضجّ السوشال ميديا بها. فالعديد من الطلّاب أثناء تسميعهم لدروسهم المطلوبة، يخلقون جوًّا من الضحك والمزاح، ويسمّعون "الترندات" الحاليّة، فيكون الموقف طريفًا ومضحكًا في الصفّ.