مرسال حطيط- معلّمة مرحلة ثانويّة- لبنان
مرسال حطيط- معلّمة مرحلة ثانويّة- لبنان
2023/11/09

لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟

التعليم الحديث والمعاصر يهدف إلى بناء المفاهيم المعرفيّة لدى الطلّاب، وتلبية احتياجاتهم الفرديّة. كما يعمل على خلق قدراتهم وتعزيزها، ولا سيّما مهارات التفكير العليا. لذلك لو كنت طالبةً اليوم، سيكون من دواعي حاجاتي أن يُعتمد في التعليم استخدام الأساليب التعليميّة - التفاعليّة داخل الصف بين الطالب والمعلّم، وبين الطالب وأقرانه، بعيدًا عن كلّ أساليب التعليم التلقينيّة القديمة؛ بحيث يصبح الطالب محور العمليّة التعلّميّة - التعليميّة، وذلك من خلال الاعتماد على الطرائق والاستراتيجيّات الناشطة والتفاعليّة، والتي تهدف إلى بناء شخصيّة الطالب وصقلها، وتنمّي لديه مهارات التفكير العليا، كالنقد وحلّ المشكلات، كما تمكّنه من القدرة على اتّخاذ القرارات الصحيحة.

 

إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟

يهدف التعليم الحديث إلى المقاربة بين المعارف العلميّة التي يتلقّاها الطالب في المدرسة، وبين المهارات التي يجب عليه اكتسابها لتطبيقها في المجتمع. ومن هذه المهارات: القدرة على التواصل وإقامة الحوار، وبناء العلاقات، وحلّ المشكلات، والتكيّف مع متطلّبات سوق العمل، وكيفيّة التعامل مع الآخرين، وتحمل المسؤوليّة، وتنفيذ المشاريع.

وبناءً على ما يحتاج إليه الفرد في المجتمع، كان من الضروري المواءمة بين المعرفة العلميّة التي تتبنّاها السياسة التربويّة للمناهج التعليميّة، وبين المكتسبات والمهارات اللّازمة للطالب وفقًا لمستلزمات التطوّر الحياتيّ. ويمكننا هُنا أن ننطلق من الرؤية التربويّة الآتية: أيُّ مواطنٍ نريد؟ وأيُّ منهجٍ يلبّي احتياجاته؟ وهذا ما يتطلّب من المدرسة رسم خططها التربويّة بناءً على التطوّر العلميّ، ووفقًا لحاجات المجتمع وسوق العمل. 

 

كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟

يبقى للمعلّم الدور الأساس في العمليّة التعليميّة، فهو حجر الأساس للبنية التربويّة. وانسجامًا مع التطوّر التكنولوجيّ، وما يُطلق عليه "ثورة الذكاء الاصطناعيّ"، على المعلّم مواكبة التطوّر، بالعمل على تنمية قدراته ومهاراته، كي يتمكّن من التعامل مع تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ وتطبيقاته، وتوظيفها في مجال عمله. كما عليه أن يبتكر ويبدع في مجال عمله، لأنّ أهمّيّته تكمن في قدرته على مجاراة الواقع الجديد، إذ اختلفت الأدوات عن السابق، بل حتّى حاجات الطلاب واهتماماتهم، وبالتّالي سهولة حصولهم على المعلومات مع الحجم الكبير للتطوّر العلميّ السريع.

كلّ هذا لا يلغي دور المعلّم، ولا سيّما في الجوانب القياديّة والإنسانيّة والسلوكيّة، وحتّى التوجيهيّة للمتعلّم، وهذا ما يُلزم أهمّيّة الجانب الإنسانيّ في التعليم والتربية.

 

متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟

الإشراف التربويّ خدمة تربويّة متخصِصّة تهدف إلى الارتقاء بنوعيّة التعلّم والتعليم. ويعتبر الإشراف التربويّ إحدى الخدمات المهنيّة التي يقدّمها المسؤولون التربويّون بهدف مساعدة المعلّمين واكسابهم القدرة على تنفيذ المنهاج، وتطوير البيئة التعليميّة المناسبة. ما يزيد من كفاءة العائد التربويّ، وتحقيق الأهداف العامّة للنظام التعليميّ. وحديثًا، أصبح دور الإشراف التربويّ عمليّة مستمرّة ومتكاملة لحلّ المشكلات المُعيقة العمليّة التربويّة، بالإضافة إلى تبادل الآراء في القضايا التي تعرضها طبيعة العمل التربويّ. والإشراف التربويّ الفعّال يعمل على ترميم الممارسات غير المرغوب فيها وإصلاحها، ويسعى إلى إكساب العملية التعليميّة ما ينقصها.

ويعتبر الإشراف التربويّ من الأسباب التي تجعل المعلّم يقبل على أداء عمله بمهارة واتقان. فكلّما كانت العلاقة متينة بين المعلّمين والمشرفين التربويّين، انعكس ذلك إيجابيًّا على عطاء المعلّم وجهده. ويقع على المشرف عبء إرشاد المعلّمين لمواجهة التطوّرات والمتغيّرات العالميّة المعاصرة في المعرفة العلميّة والتكنولوجيّة، وتوظيفها لخدمة العمليّة التعليميّة وتحقيق أهدافها. ويكون دور المشرف التربويّ مفيدًا وفعّالًا في الإدارة الصفّيّة، عندما يعمل إلى جانب المعلّم في تأمين بيئة إيجابيّة داخل غرفة الصفّ، قائمة على احترام دور المعلّم وتشجيعه، وعلى تنمية قدراته ومهاراته وفق الأسس التربويّة السليمة.

 

ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟

 ترتكز العمليّة التعليميّة على أهدافٍ تربويّة سامية، تعمل على الارتقاء بالمتعلّمين للوصول بهم إلى الانخراط في المجتمع المدنيّ وسوق العمل. لذا، علينا تزويدهم بالمبادىء والمفاهيم الإنسانيّة لبناء علاقات متينة مع من يشاركهم في الوطن وخارجه. ولكي نرتقي لبناء مجتمع سليم يعيش فيه مواطنون يتمتّعون بمنطق الشراكة وتقبّل الآخر وحلّ النزاعات، كان من واجب التربية والتعليم وضع استراتيجيّات واعتماد أساليب تؤسّس وتعمل لتحقيق هذه الأهداف، ومن هذه الأساليب نذكر:

1. تعزيز التواصل والحوار بين الطلّاب القائم على الاحترام المتبادل، وحرّيّة التعبير عن الرأي.

2. تقبّل ثقافة الاختلاف في الرأي ووجهات النظر، بعيدًا عن الخلاف والنزاع، واحترام الآراء المختلفة ووجهات النظر المتعدّدة.

3. تعزيز التعاطف بين الطلّاب (أي وضع أنفسنا مكان الآخر).

4. تحفيز الطلّاب على الاعتراف بالخطأ، وتقديم الاعتذار.

5. تفعيل دور الطلّاب في المشاركة في وضع الحلول وطرح المبادرات (طرق بناء السلام أو العقد الجماعيّ).

وأمّا الأطراف التي يمكنها أن تسهم في حلّ النزاعات في العمليّة التعليميّة:

المعلّم، والإرشاد التربويّ، والمشرف الاجتماعيّ، والاختصاصيّ النفسيّ، والناظر، والمدير، واللجان الطلّابيّة، والجمعيّات المدنيّة. كما يمكن للأهل المشاركة في تعزيز العلاقات الاجتماعيّة، من خلال المشاركة في اللجان المدرسيّة، لتمتين العلاقات بين العائلات والمناطق المختلفة وتوطيدها.

 

هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟

إنّ توظيف التكنولوجيا في التعليم يؤدّي، حتمًا، إلى زيادة قدرة المتعلّمين على الوصول إلى كمٍّ كبيرٍ ونوعيّ من المعلومات، والتي قد لا تلحظها المناهج الدراسيّة. يوفّر هذا الوصول الكثير من البحث والوقت أمام الطلّاب، ويسهم بزيادة إنتاجيّتهم، وتشجيعهم على التعلّم والمشاركة في القيام بالأنشطة والمشاريع، ما يعزّز التواصل بينهم، لتصبح عملية التعلّم أكثر سهولةً ومُتعةً، بالإضافة إلى إيصال المعلومة للطالب بطرقٍ مبتكرة ومميّزة.

إلّا أنَّ هذه الإيجابيّات قد يقابلها العديد من السلبيّات في كيفية توظيف التكنولوجيا، منها:

1. الإدمان على التكنولوجيا، وتشتيت ذهن الطالب، واحتماليّة الدخول إلى مواقع غير آمنة قد تؤثّر سلبًا في سلوكهم.

2. تسهيل الغِش بين الطلّاب، لسهولة تبادل الإجابات.

3. شعور الطلّاب بالعزلة عن أقرانهم.

4. الحصول على الأدوات والوسائل التكنولوجيّة ليس متاحًا للجميع داخل الصفّ، أو في المدرسة بشكلٍ عامّ.

ولاحقًا للتطوّر السريع الذي شهده القطاع التربويّ، ولا سيّما خلال جائحة كورونا التي وضعت الحكومات والإدارات المدرسيّة في مواجهة العديد من الصعوبات والأزمات التربويّة، كان لا بدّ من توظيف التكنولوجيا ببرامج وتطبيقات واستراتيجيّات للتكيُّف مع التوجّهات التربويّة في ظلّ التعليم "عن بُعد"، وما استلزم ذلك من إدخال وسائل تعليميّة حديثة مُلزمة للطلاب والأهالي، ما جعلها من متطلّبات النظام التعليميّ الحديث وضروريّاته.

ولمواجهة الاستخدام المطّرد للوسائل التكنولوجيّة، كان من الضروريّ وضع سياسات للتّدخل والحماية، خصوصًا لدى المتعلّمين بكافّة مراحلهم. ومن السياسات المعتمدة، وضع حدود لكيفيّة استخدام التكنولوجيا من خلال العمل على:

1. المراقبة والمتابعة من قبل الإدارة المدرسيّة والمعلّم.

2. تشبيك العلاقة بين المدرسة والأهل.

3. وضع برامج تعليميّة محدّدة بالوقت.

وبعد العودة إلى التعليم الوجاهيّ، أصبحت الوسائل التكنولوجيّة حاجة ضروريّة ترتبط بالتعليم بشكلٍ مباشرٍ، ولكنّها لم تتمكّن من إلغاء - أو تهميش - دور المعلّم في قيادة العمليّة التربويّة واستمراريّتها. يبقى المعلّم مسؤولًا عن إدارة الصفّ، والوقت، والوسائل المستخدمة خلال الحصّة التعليميّة. 

 

هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟

تقوم التربية على عاتق الأهل أوّلًا، كما تسهم المدرسة في صقل شخصية المتعلّم وبناء المعارف والمهارات لديه، تحت شعار "وبالتربية نبني". لهذا، لا يمكن فصل دور الأهل أو إلغائه، فعلى عاتقهم تقع مسؤوليّة التربية الأولى، من خلال تنمية المفاهيم الأخلاقيّة والإنسانيّة وبنائها لدى أبنائهم. ولا يمكن فصل دور الأهل لأهمّيّته عن الدور الذي تؤدّيه المدرسة، فالمسؤوليّة مشتركة ومتكاملة ما بين الطرفين. وواقع التعليم الجديد يؤكّد الحاجة إلى إقامة شراكة حقيقيّة تكون فيها العلاقة بين الطلّاب والمعلّمين والأهل تبادليّة. كما تؤكّد الدراسات أنّ تدخّل الأهل في العمليّة التعليميّة من أهمّ العوامل المؤثّرة في مستوى التحصيل الدراسيّ لأبنائهم. وفي الوقت نفسه، يعمل تدخّلهم على تحسين تقدير الطلبة لذاتهم وتقديرهم لأهمّيّة التعلّم، ويعزّز الأداء المعرفيّ لديهم، ويزيد من تفاعلهم وحرصهم على التفوّق والإبداع.

ومن المهمّ متابعة الأهل مع المدرسة، من خلال التواصل والتعاون الدائم. متابعة أمور أبنائهم وتحصيلهم الدراسيّ، من خلال المراجعات الناجمة عن مشاكل تربويّة وأكاديميّة مع معلّميهم، أو مع الإدارة، أو حتّى مع المشرفين والأخصّائيّين، والإسهام في وضع حلول مناسبة لمعالجتها.

ولكن، تربويًّا، هل هناك توقيت مناسب لتدخّل الأهل في تعليم أبنائهم؟ الإدارة التربويّة السليمة، تسلتزم بناء علاقة متكاملة ومستمرّة بين الأهل والمدرسة. لذا، وبناءً على ما سبق، على الأهل متابعة كلّ الأمور المتعلّقة بشؤون أبنائهم، خصوصًا ما يرتبط بتحصيلهم الدراسيّ، وسلوكيّاتهم، ونشاطاتهم. وعلى المدرسة إشراك الأهل في أيّ قرارات تخصّ أبنائهم، كدعوتهم إلى المشاركة في الأنشطة، واللقاءات التربويّة، والحفلات، والرحلات، والاجتماعات الفصليّة، ومجالس الأهل، والإسهام في وضع رؤية المدرسة وأهدافها. وهذا ما يجعل الأهل شركاء في العمليّة التربويّة في المدرسة، من دون أن يؤثّر ذلك سلبًا في النظام الداخليّ للمدرسة، أو في فرض سلطتهم على إدارتها.

 

هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟

يعتقد الكثير من الناس أنّه مع ظهور الإنترنت، والطفرة الواسعة في التكنولوجيا وثورة الذكاء الاصطناعيّ، بات بالإمكان الاستغناء عن الكتاب بشكلٍ عامّ، والمدرسيّ بشكل خاصّ. بطبيعة الحال توازى ذلك مع شيوع الكتب الرقميّة وتزايد أسعار الكتب الورقيّة المدرسيّة، ناهيك عمّا يشكله الكتاب من عبء على الطلّاب، وخصوصًا في المراحل التعليميّة الأولى. لذا، قد يفضل العديد من الأهالي الإنترنت والحاسوب والكتب الرقميّة عن الكتاب المدرسيّ.

لكّن هذا الاعتقاد هو بلا شكّ معتقد خاطىء، ذلك أنّ للكتاب الورقي فوائد عديدة ومنها:

1. متعة القراءة والتصفّح وخاصّيّة العلاقة الوثيقة بين الطالب والكتاب.

2. عدم تأثّر الكتاب بمشاكل الإنترنت والكهرباء، وبالأعطال التي قد تحصل خلال الحصّة الدراسيّة.

3. يخفّف من الإجهاد والمشاكل الصحّيّة التي قد تنجم عن الإدمان على الوسائل التكنولوجيّة.

4. بناء العلاقة والتواصل بين المعلّم والطالب.

5. يعزّز من أهمّيّة البحث واكتساب المعارف والمهارات كالقراءة، والكتابة، والتوليف، والبحث.  

6. التحكّم بالمعلومات كونه مصدرًا موثوقًا ومقرّرًا رسميًّا.

وعلى الرغم من كلّ الفائدة التربويّة من الكتاب المدرسيّ، إلّا أنّ المناهج الحديثة تسلتزم المضي قدمًا لمواكبة التّطور العصريّ الحديث. وبالتّالي، بات على المسؤولين العمل على تطوير المناهج بما يتناسب ويتلاءم مع العصر الرقميّ، والمضي قدُمًا نحو المستقبل مع الحفاظ على البيئة الآمنة للطالب وللكتاب المدرسيّ.

 

كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟

تختلف مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ باختلاف الحلقات التعليميّة، ففي رياض الأطفال لا يحتاج المتعلّمين في هذه المرحلة العمريّة إلى أكثر من أربع حصص يوميًّا، تتخلّلها أنشطة وألعاب تربويّة هادفة. أمّا في المرحلة الابتدائيّة (الحلقة الأولى والثانية) والتعليم الأساسيّ أو المتوسّطة، فيمكن زيادة حصّة خامسة، بحيث تصبح مدّة الدوام اليوميّ خمس حصص دراسيّة. وفي مرحلة التعليم الثانويّ يفضلّ زيادة حصّة ليصبح الدوام ستّ حصص دراسيّة، وذلك مرتبط بعدد الموادّ ومحتوى المناهج الدراسيّة لكلّ مرحلة.

 

صِفي لنا مسار التعليم في مدرستك مُستخدمةً عنوان رواية لذلك، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.

ليس أفضل من رواية تحمل عنوانًا لافتًا: "النجاح ليس حظًّا"، للكاتب خليفة المحرزي.

استعنت بها لأصف مدرستي ومسار تطوّرها على المدى البعيد. ففي هذه الرواية يلخّص المؤلّف النجاح بأنّه ليس مسألة حظّ، وليس لعبة أو صدفة، بل هو اجتهاد ومثابرة وتضافر جهود عديدة للوصول إلى تحقيق الأهداف. ولهذا النجاح والتطوّر والتقدّم، يحتاج إلى الكثير من السياسات والإدارات، وإلى العديد من القيادات.

والمدرسة تقوم على جهاز كامل متكامل ومتعاون، يتألّف من جهاز إداريّ، وطاقم تعليميّ. يضم الجهاز الإداريّ: المدير، والناظر، والمعلوماتيّة الإداريّة. أمّا الطاقم التعليميّ فيضمّ: المعلّمين، والمنسّقين، والمشرفين، والاختصاصيّين التربويّين.

لقد اعتمدت إدارة مدرستنا سياسة تربويّة تعتمد على رؤية عصريّة متطوّرة، تواكب التقدّم السريع في التربية والتعليم. كما على بناء شبكة واسعة من العلاقات ضمن المدرسة وعلى الصعيد المحلّيّ، ولا سيّما خلال فترة جائحة كورونا التي وضعت التربية أمام تحدّيات كبيرة.

ومن الخطوات التي قامت بها ضمن هذا المسار: وضع برامج ودورات تدريبيّة للمعلّمين، وتعزيز العلاقة والشراكة مع الأهل من خلال تأسيس مواقع التواصل الاجتماعيّ، ومدّ جسور مع المجتمع الأهليّ والبلديات لتأمين وسائل التواصل في المدرسة كالإنترنت والألواح التفاعليّة والحواسيب، وإنشاء موقع خاصّ للمدرسة لنشر النشاطات الصفّيّة واللّاصفّيّة، ودعوة الأهل للمشاركة في الأنشطة والمشاريع المدرسيّة، وإقامة المسابقات المدرسيّة بهدف خلق فرص للطلّاب للتّفوق والإبداع والابتكار، ووضع برامج دعم للطلّاب ذوي الاحتياجات الخاصّة، وبرامج الدعم من الأقران.         

هذا المسار الذي امتدّ على مراحل كبيرة ولسنواتٍ عديدة، رسم الطريق لمدرستنا لتكون من مصافِ المدارس الحكوميّة الكبرى على صعيد الوطن. ولم يكن ذلك كما أشرنا سابقًا نتيجة للحظّ، بل نتيجة الإدارة الحكيمة، والمعلّمين الأكفّاء، وتعاون الأهل ومثابرة الطلّاب الذين زرعوا في بيئة آمنة فكانوا حصادًا مثمرًا.