كيف أجيب على أسئلة الأطفال المحرِجة؟
كيف أجيب على أسئلة الأطفال المحرِجة؟

الطفل بطبيعته، بغضّ النظر عن عمره، فضوليّ تشغل ذهنه الكثير من التساؤلات حول ما يدور حوله. لذلك، تراه يلجأ إليك للحصول على الإجابات في كل مرّة. يدفع الفضول طفلك إلى الاستكشاف، فيطرح عليك بعض الأسئلة المحرجة التي تتطلّب منك التفكير مليًّا قبل الإجابة عنها. يقدِّم لك هذا المقال بعض الوسائل التربويّة التي تساعدك في الإجابة على أسئلة الأطفال المحرِجة.  

 

ماذا تعرف عن أسئلة الأطفال المحرِجة؟ 

مرحلة الطفولة حافلة بالتساؤلات المرتبطة بالاكتشافات المعرفيّة في حياة طفلك المبكِرة، والتي غالبًا ما تكون محرِجة، نظرًا لميل طفلك إلى سؤالك عن الأشياء التي لا يجد تفسيرًا لها. لذلك، يجب أن تؤخذ بتروٍّ مهما كانت غريبة بالنسبة إليك.

في استطلاع رأي مجموعة من الآباء، تبيّن أنّ 54% منهم يشعرون بالارتباك من أسئلة أطفالهم، و47% منهم ينكرون معرفتهم الإجابة، في حين أنّ 28% من الآباء صرّحوا باختيارهم منح أطفالهم إجابات خاطئة، لتجنّب الدخول معهم في سلسلة من الأسئلة المحرجة. وعليه، يجب دائمًا إيجاد أجوبة منطقيّة تناسب مستوى تفكير طفلك بما يتناسب مع سنّه وقدراته. يحبّ الأطفال السؤال عن كلّ شيء، إذ تكون حواسهم في قمّة استجابتها للمؤثِّرات المحيطة في مراحل طفولتهم المبكرة.  

 

كيف تجيب عن أسئلة الأطفال المحرِجة؟ 

مواجهة أسئلة طفلك المحرجة بردّة فعل خاطئة تشعره بالذنب حيال أفكاره. لذلك، احرص على مقابلة جميع أسئلته برويّة وهدوء. إليك نصائح حول كيفيّة الإجابة على أسئلة طفلك المحرِجة:  

أسلوبك نصف الإجابة 

توقّع أن يسألك طفلك العديد من الأسئلة التي تتناول أصل الوجود والموت والحبّ واختلاف أشكال الأجساد، والعديد من الأسئلة الأخرى. لذلك، عليك دائمًا الحفاظ على ردّة فعلك، بحيث تبقى هادئًا، لأنّ طفلك يفهم الإشارات غير اللفظيّة. يسهِّل هذا الهدوء الإجابة، بينما يزيد انفعالك الموقف حرجًا. عليك التحكّم بردّة فعلك، لتبقى الشخص الوحيد الذي يشبع فضول طفلك.

اختر مفرداتك بعناية  

قبل الإجابة، تأكّد من انتقائك المفردات التي تناسب سنّ طفلك ومستوى تفكيره. حاول أن تستخدم مصطلحات تبسِّط الإجابة، وتسهِّل فهمه ولا تشتّته، وتفتح باب التساؤلات المتوالية التي قد تضطرّك إلى إنهاء النقاش، من دون إقناع طفلك بإجابة تشبع فضوله. 

تأكّد من فهمك السؤال 

قد يكون سؤال طفلك أبسط بكثير ممّا كنت تعتقد. لذلك، اطلب إليه إعادة السؤال لتتأكّد من استيعابك سؤاله والإجابة ضمن حدوده، من دون الاضطرار إلى تنميق إجابة غير مرتبطة بالسؤال.

اِفسح له المجال للتفكير  

يحبّ طفلك أن يسرح بخياله، فلمَ لا تستغلّ هذا الجانب لتسمح له بالتفكير بالإجابة بينما تفكّر أنت بالإجابة المناسبة؟  

كن مصدر المعرفة الموثوق لطفلك 

لا تنهي النقاش قبل أن يبدأ، ولا تكبت تساؤلات طفلك، بل خصِّص وقتًا للاستماع إليه وأفكاره. اطرح الموضوع مرّة أخرى إذا كنت تعتقد أنّ طفلك لم يحصل على الإجابة الشافية، واسأله إن كانت لديه أيّة أسئلة أخرى تجول في ذهنه وتناقش معه، لأنّ التواصل مفتاح العلاقة الصحّيّة بينك وطفلك. 

بسِّط إجابتك 

هناك حقائق ثابتة لا يمكن تغييرها، كالموت والإنجاب وحجم الكون ولون السماء وغيرها، فعندما يسأل طفلك عن مثل هذه الموضوعات، قدِّم له أمثلة من واقع الحياة، أو ارسم له مخطّطًا، أو استخدم تشبيهًا يلائم الحوار بشكل مبسّط يستطيع استيعابه، من دون الخوض في التفاصيل التي من الأفضل أن يعرفها عند بلوغه السنّ المناسبة.  

كن صبورًا مع طفلك 

قد يطرح طفلك السؤال ذاته مرّة أخرى، إذ قد ينسى تفاصيل المحادثة التي دارت بينكما. لذلك، كن صبورًا معه وأجبه الجواب ذاته، حتّى لا يشعر بالارتباك في كلّ مرّة يطرح سؤاله ويختلف جوابك عليه.  

 

* * *

تفاجئنا أسئلة الأطفال المحرِجة دومًا بمدى غرابتها، وأحيانًا قد لا يحتاج الموقف إلى تنميق إجابتك، بقدر ما يحتاج إلى عناق صغيرك ومقابلته بابتسامة. أشعِر طفلك بالأمان في كلّ مرّة يبحث فيها عن إجابات الأسئلة التي تراود مخيّلته الواسعة، وأشبِع فضوله بمدى يناسب سنّه، وكن الملجأ الذي يُسرِع إليه طفلك، ليفهم القواعد الوجوديّة وما يدور حوله من مواقف.  

 

اقرأ أيضًا:

مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

أهمّ مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ   | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع

https://kidskingdom.ca/kanata/tough-parenting-questions-your-kids-will-ask-you-and-how-to-answer-them/  

https://www.natracare.com/blog/5-awkward-questions-kids-ask-how-to-answer-them/  

https://thenewageparents.com/7-effective-tips-to-answer-your-childs-difficult-questions/