مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها
مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها

تؤثِّر مشكلات الصحّة النفسيّة التي تظهر عند المراهقين وغيرهم في طريقة التفكير، فضلًا عن تأثيرها في التصرّفات والسلوكيّات والشعور. تكمن أهمّيّة المحافظة على الاستقرار النفسيّ عند المراهقين في الحدّ من عدّة أمراض جسديّة، تنشأ نتيجة الضغوطات والمشكلات النفسيّة؛ مثل السكّري وأمراض القلب، وفي تحسين جودة حياة المراهق، وضبط سلوكيّاته وتصرّفاته ضبطًا صحيحًا، وضمان استقرار مشاعره.  

 

أبرز المشكلات النفسيّة عند المراهقين  

هناك العديد من المشكلات النفسيّة التي يمكن أن تظهر عند المراهقين، وتستدعي التعامل معها كي لا تؤثِّر في نشاطات الحياة اليوميّة، أو صحّة المراهق. تتضمّن القائمة الآتية بعضًا من أبرز المشكلات النفسيّة عند المراهقين، مع الإشارة إلى أنّ النسب المذكورة فيها عائدة إلى دراسات أُجريت في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، والتي تكاد تكون غائبة عن عالمنا العربيّ: 

  • - اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: يصيب هذا الاضطراب الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2-17 سنة بنسبة 9% تقريبًا. هناك عدّة مشكلات تصاحب هذا الاضطراب، ومن أهمّها صعوبة إتمام المصاب المشاريع المختلفة. 

  • - الاضطراب المُعارِض المُتحدِّي (Oppositional Defiant Disorder): عادةً ما يظهر هذا الاضطراب في المراحل الابتدائيّة المُبكِرة. لكنّه يصيب المراهقين بنسبة تتراوح بين 1-16%، ويمكن أن يتحوّل إلى اضطراب السلوك الأكثر خطورةً إذا تُرِك من دون علاج.  

  • - القلق: استنادًا إلى إحصائيّات المعهد الوطني للصحّة العقليّة في الولايات المتّحدة، يصيب القلق 8% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13-18 سنة. يمكن لحالات القلق الشديدة منع المصابين من مغادرة المنزل أحيانًا، فضلًا عن تأثيرها في الحياة اليوميّة.  

  • - الاكتئاب: تصاب الإناث بالاكتئاب عادةً أكثر من الذكور، ويؤثِّر الاكتئاب في حياة المراهقين الاجتماعيّة والأكاديميّة بنسبة كبيرة. لذا، لا بدّ من التعامل مع هذه المشكلة في وقت مُبكِر، لأنّ أعراضها تزداد سوءًا عند تركها من دون علاج.  

  • - اضطرابات الأكل: هناك عدد من أنواع اضطرابات الأكل التي يمكن أن تصيب المراهقين. منها اضطراب فقدان الشهيّة. تنتشر عادةً هذه الاضطرابات عند الإناث أكثر من الذكور.  

 

الضغوطات المُسبِّبة للمشكلات النفسيّة عند المراهقين  

يتعرّض المراهقون إلى العديد من الصعوبات والضغوطات التي يمرّون بها في حياتهم اليوميّة، والتي قد تؤدّي بدورها إلى إصابتهم بالمشكلات النفسيّة المختلفة. ومن هذه الضغوطات: 

  • - التفوّق في الدراسة: هناك العديد من المراهقين يتعرّضون إلى ضغوطات كبيرة جدًّا من أجل التفوّق في المدرسة، والحصول على درجات جيّدة. وقد يتعرّضون، كذلك، إلى ضغوطات من أجل القبول في الكليّات أو الجامعات التي تدرس فيها النخبة.  

  • - السعي إلى النجوميّة: يطمح كثير من المراهقين إلى الوصول إلى مرحلة الشهرة والنجوميّة في الرياضة أو المسرح أو النشاطات اللامنهجيّة الأخرى. يولِّد ذلك ضغطًا إضافيًّا يمكن أن يُسبِّب بعض المشكلات النفسيّة.  

  • - اكتظاظ الجدول اليوميّ: يلتزم بعض المراهقين بجداول زمنيّة مُكتظَّة وصعبة، ما يمنعهم من إيجاد الوقت الكافي للاسترخاء والراحة وممارسة النشاطات التي يستمتعون بها. قد يؤدّي هذا النوع من الضغوطات إلى مشكلات نفسيّة. 

  • - التعرّض إلى التنمّر: يُولِّد التنمّر ضغطًا كبيرًا عند المراهقين أحيانًا. الأمر الذي يؤول إلى تطوّر المشكلات والأمراض والاضطرابات النفسيّة، وذلك سواءً أكان التعرّض إلى التنمّر تعرّضًا مباشرًا، أم عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.  

  • - التخوّف من بعض القضايا: من المراهقين مَن يتخوّف من بعض القضايا والمشكلات التي يعانون منها في واقعهم. أبرزها القضايا الاقتصاديّة والمشكلات الماليّة التي تعانيها العائلة. يؤدّي ذلك إلى زيادة الضغط عليهم.  

  • - التمييز: في بعض الأحيان، يلاحظ المراهق التمييز بينه والآخرين على أساس العرق، أو الجنس، أو الوزن، أو الإعاقة، أو العديد من العوامل والأُسس الأخرى. وهذا الأمر يؤدّي إلى زيادة الضغط النفسيّ الذي يتسبّب ببعض المشكلات النفسيّة أحيانًا. 

  • - الصعوبات الاجتماعيّة: قد تؤدّي الصعوبات الاجتماعيّة إلى تطوّر المشكلات النفسيّة عند بعض المراهقين، مثل الفقر، أو عدم توفّر المسكن المناسب والآمن، أو نقص الطعام اللازم لتلبية احتياجات الجسم من الغذاء.  

 

أعراض المشكلات والضغوطات النفسيّة عند المراهقين  

ينبغي على الآباء الانتباه إلى أبنائهم جيّدًا، ومراقبة الأعراض التي تشير إلى إصابتهم بالضغوطات والمشكلات النفسيّة، حتّى يُتعامَل معها في وقت مبكر، ويُضمَن عدم تطوّرها إلى مشكلات أكثر خطورة على حياة المراهق أو جودة حياته. ومن أبرز هذه الأعراض:   

  • - عدم الاهتمام بالنشاطات المُفضَّلة: تؤدّي الضغوطات والمشكلات النفسيّة أحيانًا إلى توقّف المراهق عن الاهتمام بالنشاطات والهوايات التي كان يفضّلها سابقًا.  

  • - الابتعاد عن النشاطات الاجتماعيّة: قد يدلّ تفضيل المراهق الانفراد والعزلة وعدم الرغبة في الانخراط في النشاطات الاجتماعيّة على الإصابة ببعض الضغوطات والمشكلات، والتي تؤثِّر بدورها في حالته النفسيّة.  

  • - التغيّرات في الأكل: تزداد شراهة بعض المراهقين في الأكل، فتزداد كمّيّات الطعام التي يتناولونها عند التعرِض إلى المشكلات النفسيّة. مقابل ذلك، تنخفض الشهيّة وتقلّ كمّيّات الطعام التي يتناولها المراهقون أحيانًا، بدلًا من زيادتها، بسبب المشكلات النفسيّة. 

  • - الصراع مع الدراسة: تدلّ التغيّرات الكبيرة في أداء المراهق الدراسيّ على المشكلات النفسيّة. من هذه التغيّرات الفشل في الاختبارات التي تُجرَى في الموضوعات المفضّلة لدى المراهق سابقًا، أو رفض حلّ الواجبات المنزليّة التي كانت سهلة بالنسبة إليه.  

  • - ظهور علامات تعاطي المخدِّرات: تشير علامات تعاطي المخدِّرات، أو شرب الخمر، أو غيرها من المواد المشابهة، إلى معاناة المراهق بعضَ المشكلات والضغوطات النفسيّة أحيانًا.  

 من الممكن أيضًا ظهور أعراض نفسيّة مُقِلقة؛ مثل:  

  • - إيذاء النفس: تؤدّي المشكلات النفسيّة التي يتعرّض إليها المراهقون أحيانًا إلى رغبتهم في أذيّة أنفسهم، وذلك بجرح أنفسهم، أو حرق جلودهم، أو التفكير في الانتحار نتيجة الضغوطات النفسيّة.  

  • - الاعتقاد بسماع أشياء لا يسمعها الآخرون: إذا ادّعى المراهق أنّه يسمع بعض الأشياء التي لا يسمعها الآخرون، أو ظنّ أنّ عقول الناس تتحكَّم بها قوّة خارجيّة؛ دلّ ذلك على مواجهتهم بعض المشكلات النفسيّة.  

 

إرشادات التعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة  

بعد التحقّق من إصابة المراهق بأيّ من المشكلات النفسيّة، أو تعرّضه إلى ضغوطات نفسيّة؛ ينبغي على الأبوين السعي إلى التعامل مع هذه المشكلات وحلّها في وقت مبكر. تتضمّن القائمة الآتية أبرز إرشادات التعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة:  

  • - التعرّف إلى الضغوطات ومعالجتها: تنشأ المشكلات النفسيّة أحيانًا عن الضغوطات؛ مثل عدم الحصول على القسط الكافي من النوم، أو تفويت وجبات الطعام. في هذه الحالة، يمكن التعرّف إلى الضغوطات ومعالجتها بالطريقة المناسبة.  

  • - توفير المساحات الآمنة للتحدّث: لا بدّ من توفير المساحات الآمنة للتحدّث، حتّى يتواصل الآباء مع أبنائهم تواصلًا مريحًا ومناسبًا. لذلك، يجب التعرّف إلى المشكلات التي يعانونها، وحلّها بطريقة مناسبة. 

  • - تعريف المراهق بطريقة استخدام وسائل الإعلام بأمان: يقضي المراهقون كثيرًا من أوقاتهم في متابعة وسائل الإعلام، أو شبكات التواصل الاجتماعيّ؛ ممّا يسبّب مزيدًا من الضغوطات النفسيّة أحيانًا. لذلك، ينبغي تعريفهم بطريقة التعامل الآمنة مع هذه الوسائل.  

  • - الحصول على الاستشارة: يجب على الأبوين، في بعض الحالات، الذهاب إلى مختصّ بالصحّة النفسيّة، والحصول على الاستشارة المناسبة. يقترن ذلك عادةً بوصف أدوية محدّدة، ويقتضي الالتزام بتوفيرها للمراهق من أجل تحسين حالته النفسيّة.  

  • - تأدية بعض النشاطات المناسبة: يمكن أن يؤدّي المشي، أو الحصول على عناق من أحد الأشخاص الذين يحبّهم المراهق، إلى التخلّص من آثار المشكلات النفسيّة، مثل التوتّر، والتقليل من حدّتها والتعامل معها.  

 

 

اقرأ أيضًا

كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه بطرق سلميّة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع