عبد الرحيم الفلالي- معلّم رياضيّات- المغرب
عبد الرحيم الفلالي- معلّم رياضيّات- المغرب
2023/07/21

برأيك، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

لسياسات المدرسة وإدارتها دورٌ حاسم في خلق مناخ يفضي إلى تكامل العمليّة التعليميّة. تعتمد هذه السياسات على تعزيز التعليم المتكامل والتعلّم النشط والتفكير النقديّ والتعلّم القائم على حلّ المشكلات. كما تعمل على تشجيع الطلّاب على التفكير الإبداعيّ والتحليليّ والتعاون. بالإضافة إلى ذلك، يجب على إدارة المدرسة إنشاء بيئة مدرسيّة مناسبة للاندماج المدرسيّ، والتي تشمل بيئة تعليميّة متعدّدة الثقافات ومتنوّعة، حيث يُشجّع المتعلّمون على التفاعل مع بعضهم البعض، وتبادل المعرفة والخبرات. كما يجب تقديم الدعم اللازم من خلال توفير الموارد التعليميّة والتدريبيّة اللازمة التي تساعدهم على تحسين مهاراتهم وتنمية قدراتهم. من المهم أيضًا تقديم الدعم الكافي للمعلّمين وموظّفي المدرسة، من خلال تشجيعهم على تطوير ممارساتهم التعليميّة وتنظيم ورشات عمل تدريبيّة لهم.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم عن بُعد وأبقيت عليها الآن؟

استُخدم العديد من الممارسات والتقنيّات في التعليم عن بعد أثناء الوباء، واستمرّ استخدام بعضها حتّى الآن. تساعد هذه الممارسات والتقنيّات على تحسين جودة التعليم، وتحفيز المشاركة والتفاعل في العمليّة التعليميّة، لتعزيز الذات، والتفكير النقديّ، وتحسين مهارات الاتّصال والتعاون. من بين هذه الممارسات والتقنيّات التي استُخدمت في التعليم عن بعد، ولا يزال استخدامها حتّى يومنا هذا، استعمال منصّات التعليم عن بعد مثل: Google Classroom  وMicrosoft Teams  وZoom. واعتماد التسجيلات الصوتيّة والمرئيّة، وتشجيع المتعلّمين على التعلّم الذاتيّ من خلال توفير الموارد التعليميّة، واستخدام التعلّم المتزامن وغير المتزامن.    

 

كيف تخاطِب الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

تعدّ الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، بما في ذلك شغفهم بالفنّ والموسيقى والرياضة، ضروريّةً لتعزيز عمليّة التعلّم وتعظيمها. يمكن استخدام الموسيقى والفنّ لخلق جوّ إيجابيّ في العمليّة التعليميّة، وتحفيز الطلّاب على المشاركة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الفنّ في الرسم والتصوير والنحت والنسيج والحرف اليدويّة، أو يمكن استخدام الموسيقى للتأثير في الحالة المزاجيّة والتركيز، أو توفير فرص للمشاركة في الأنشطة الرياضيّة، داخل المدرسة وخارجها. كما يمكن تشكيل الفرق الرياضيّة وتنظيم المباريات والأنشطة الرياضيّة. ولا بدّ من تخصيص الوقت لتحليل اهتمامات المتعلّمين وتفاعلاتهم، واستخدام ذلك لاقتراح الأنشطة التعليميّة وتوفير الدعم الفرديّ اللازم لتحقيق أقصى استفادة من عمليّة التعلّم.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

إذا كانت متابعة تطوّر العلوم التربويّة عاملاً بالغ الأهمّيّة، فهي ليست الشرط الوحيد؛ هناك عدة عوامل أخرى تساهم في نجاح المعلّم وتحقيق الأهداف التعليميّة منها:

- القدرة على التعلّم المستمرّ: يجب أن يكون المعلم الناجح على استعداد للتعلّم المستمرّ وتحسين مهاراته ومعرفته. من خلال حضور التدريبات والمؤتمرات وورش العمل العلميّة والتواصل مع الزملاء في مجال التعليم.

- القدرة على التحفيز والتشجيع: يجب أن يكون المعلم الناجح قادرًا على تحفيز الطلاب وتشجيعهم على المشاركة والتفاعل في العمليّة التعليميّة، وتحفيزهم على تحقيق أهدافهم.

- الخبرة العملية: الخبرة العمليّة في التدريس والتفاعل مع الطلاب ضروريّة لنجاح المعلّم. المعلّم ذو الخبرة العمليّة قادر      على التعامل بفعاليّة مع جميع أنواع الطلاب، ومواجهة التحدّيات المختلفة.                                                      

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمر هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

كانت تجربة التعلّم عن بعد نقطة تحول رئيسة في نظام التعليم، وقد لاحظنا العديد من التغييرات التي يمكن استثمارها في تجديد منهجنا التربويّ. ومن هذه التغييرات:

- تحسين التفاعل والتواصل: لاحظنا أنّ التعلّم عن بعد يزيد من التفاعل والتواصل بين الطلّاب والمعلّمين، حيث تُستَخدم البرامج والتطبيقات المختلفة للتواصل والتفاعل. يمكن استثمار هذا التغيير في تجديد نهجنا التربويّ من خلال تشجيع التواصل الفعّال والتفاعل بين الطلّاب والمعلّمين، وتوفير فرص للتعاون والعمل الجماعيّ، وتحفيز الطلّاب على الاستفادة من تجارب الآخرين.

- زيادة الاعتماد على التقنيّات الحديثة: لاحظنا أنّ الطلّاب أصبحوا أكثر اعتمادًا على التقنيّات الحديثة في عمليّة التعلّم، حيث تعلّموا استخدام الأدوات الرقميّة المختلفة للتواصل مع المعلّمين والزملاء والوصول إلى موادّ التدريس. يمكن استثمار التغييرات بعد تجربة التعلّم عن بعد في تجديد منهجنا التربويّ، وتحسين جودة التدريس وكفاءة العمليّة التعليميّة. يجب أن يكون المعلمون على دراية بالتغييرات لتحسين ممارساتهم التعليميّة.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّف هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

المتعلّم هو الطالب الذي يشعر بالإثارة والإلهام لاكتشاف المزيد ومعرفته، ويتمتّع بالإنجاز الأكاديميّ، ويسعى لتحقيق النجاح. يمكن استخدام شغف الطالب بالتعلّم بشكل فعّال في حجرة الدراسة، باتّباع إجراءات معيّنة، منها: منح الطلاب حرّيّة اختيار موضوعات الدراسة التي تهمّهم، وتلبية اهتماماتهم. وهذا يساعدهم على الشعور بالمسؤوليّة والمشاركة في الموضوعات التي يختارونها. وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن آرائهم وأفكارهم حول الموضوعات التي يدرسونها. وتوفير بيئة تعليميّة مشجّعة ومحفّزة، من خلال توفير أدوات التدريس المناسبة والمواد الدراسيّة الجذّابة والمحفّزة.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

على المدارس اتّخاذ قرار متوازن في ما يتعلّق بقرار ارتداء الزيّ الرسميّ، والتشاور مع جميع الأطراف، بما في ذلك الآباء والمجتمع المحليّ، وإتاحة الفرصة للطلّاب للتعبير عن أنفسهم. الزيّ الرسميّ يوحّد المظهر الخارجيّ، ويساعد على إظهار الانتماء للمدرسة. 

يمكن أن يساعد الزيّ الرسميّ في تحسين السلامة المدرسيّة عبر تسهيل تمييز المشرفين الأشخاصَ الغرباء الذين يدخلون المدرسة. كما يمكن أن يساعد الزيّ الرسميّ في تقليل الضغط الاجتماعيّ لارتداء ملابس أنيقة وعصريّة، ويمنع المتعلّمين من الشعور بالتمييز من خلال أسلوبهم في اللباس.

قد يكون للزيّ الرسميّ بعض العيوب التي يجب أخذها في الاعتبار، بما في ذلك انتهاك حرّيّة التعبير الفرديّ، حيث يشعر الطلّاب بالقيود على حرّيّتهم الفردية في اختيار ملابسهم، ممّا قد يسبب عدم الراحة والضيق.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

من الممارسات التي يمكن اتّباعها لتحقيق الرفاه الأكاديميّ:

- التواصل الجيّد: يجب أن يتمتّع المعلّم بمهارات اتّصال فعّالة مع الطلّاب وأولياء الأمور.

- التخطيط والتنظيم: على المعلّم أن يخطّط وينظّم الدروس وأنشطة الدراسة مسبقًا ، وأن يزوّد الطلّاب بجدول زمنيّ محدّد يساعدهم في تنظيم وقتهم بشكل فعّال وتخطيطه.

- التطوير المهنيّ: على المعلّم الاستمرار في تطوير مهاراته المهنيّة والتعلّم من الخبرات السابقة، والتواصل مع الزملاء، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات التعليميّة لتبادل الأفكار والخبرات.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمح أن تشارك بها؟ لماذا؟

تشمل المجالات التي أهتمّ بها في التطوير المهني ما يلي:                                                                                                                                                                                                                                                                                        

أرغب في تحسين مهارات الاتّصال والتواصل، وفي معرفة كيفيّة تحديد احتياجاتي التعليميّة ووضع خطّة الدراسة الذاتيّة وتنفيذها. كما أرغب في تعلّم كيفيّة تصميم المحتوى التعليميّ بطريقة فعّالة وجذّابة، وكيفيّة استخدام تقنيّات تصميم المحتوى التعليميّ المختلفة. أودّ أن أتعلّم كيفيّة تطبيق أساليب وتقنيات مختلفة لتحفيز التعلّم النشط.

التطوير المهنيّ المستمر هو أحد الأساليب الأساسيّة لتحسين جودة التعليم، وتطوير مهارات المعلّمين في مجال التعلّم، وسأسعى دائمًا لتحسين مهاراتي وتطبيق أحدث التقنيّات والأساليب.

 

بماذا تنصح شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟

اختر مجال التخصّص: يجب عليك اختيار المجال الذي ترغب في تدريسه، والذي لديك شغف به. اختيار المجال الذي تشعر بالراحة فيه أفضلُ طريقة للنجاح في المهنة.

الحصول على التدريب اللازم: يجب أن تحصل على الشهادة المدرسيّة اللازمة لتدريس المادّة التي ترغب في التخصّص فيها.

تعلّم كيفية التواصل مع الطلّاب: تحتاج إلى تعلم كيفيّة التواصل بشكل فعّال مع الطلّاب، واستخدام تقنيّات مختلفة لتحسين التواصل والتفاعل معهم.

كن مستعدًّا للتحدّيات: يجب أن تكون مستعدًّا للتحدّيات والصعوبات التي قد تواجهها في مهنة التدريس الخاصّة بك، وأن تلتزم بالتعلّم المستمرّ، والعمل على تحسين مهاراتك.

كن مستمرًّا في التعلّم: يجب أن تكون مستمرًّا في التعلّم وتحسين مهاراتك ومعرفتك في مجال التعليم، واستخدام تقنيّات مختلفة لتحسين جودة التعليم.