سوسن المراعبة- معلّمة اجتماعيّات- البحرين
سوسن المراعبة- معلّمة اجتماعيّات- البحرين
2022/09/23

كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترين مستقبل المدرسة كمكانٍ؟

ربما أتخيّل أن هناك "عَالَمًا بِلا مدارس"، لكن من المستحيل أن يكون "عَالَمًا بِلا تعليم"؛ لأنَّ التعليم فطرة وقدر الإنسان منذ صرخة الولادة، وربما قبلها، إلى أن تبلغ الروح الحلقوم. ولكن هُنا، نحن نربط العلم والتعلّم بالمدرسة، وأنّه بدونها لا يُمكن أن يتعلّم الإنسان، وفي هذا مغالطة كبيرة.

إنَّ مصادر التعلّم كثيرة لا تحصى، وكلّما كان المرء أكثر نشاطًا وحركة وسعيًا، تعدّدت وتوسّعت مصادر علمه ومعرفته، مثل الكتب والأقران والأسرة وسوق العمل ووسائل الإعلام والإنترنت ومواقع التواصل والمسجد والسفر والشارع وتجارب الحياة بحلوها ومرّها والتأمّل والتفكير، وغيرها كثير.

أنا أرى أن مستقبل المدرسة كمكانٍ سيبقى لا غنى عنه، وإن تنوّعت وسائل التعلّم.

 

كيف تصفين تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟

التعلّم والتعليم قبل كورونا شيء، وبعدها يجب أن يكون شيئًا آخر.

من إيجابيّات التعليم الحضوريّ التقاءُ المعلّم وجهًا لوجه مع طلبته، وهو وسيلة اتّصال مباشرة في نقل المعلومة والمعرفة من المعلّم إلى المتعلّم. وتقتضي الحكمة أن نستفيد من تجربة التعليم الافتراضيّ بعد عودتنا إلى التعليم الحضوريّ، وذلك بالاستمرار باستخدام الوسائل والتطبيقات الإلكترونيّة ودمجها في التعليم الوجاهيّ، خصوصًا أنّ هناك العديد من الطرق الإبداعيّة والاستراتيجيّات الفاعلة التي طبّقها المعلّمون أثناء التعليم عن بُعد، والتي ساعدت في مراعاة الفروق الفرديّة للطلبة نتيجة لتحقيق التعلّم الذاتيّ.

 

اختاري شيئًا واحدًا تودّين تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟

ما أرغب حقًّا في تغييره في العمليّة التعليميّة في عصرنا الحاضر يكمن في الامتحانات والعلامات، لأنّي أؤمن أنّ العلامة التي ينالها المتعلّم في امتحان معيّن لا تقيّم ما حصّله من معارف ومهارات.

 

برأيكِ، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟

من خلال الفنون يعتاد الأطفال ويتدرّبون على العمل الجماعيّ التعاونيّ، وتقاسم المسؤوليّة، لتحقيق هدف مشترك. أعتقد أنّه من الواجب أن تتماشى هذه الفنون مع الموادّ الدراسيّة وتدعمها. كذلك يمكن لأيّ معلّم، مهما كانت المادّة التي يعلّمها، توظيف الفنون خلال الحصص الدراسيّة.

 

إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟

هناك الكثير من الطرق لتقييم الطلاب، بعضها يستغرق دقيقتين لتنفيذه، والبعض الآخر من الممكن أن يستغرق أسابيع! يمكنك اختيار المناسب لك منها: المناقشات الفرديّة، أو البحث والإلقاء، أو الأنشطة الجماعيّة، أو تنفيذ مشروع، أو لعب الأدوار.

 

كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟

يعدُّ "التعلّم بالحياة" تعليمًا إبداعيًّا لما يحقّق من ميزات غير متوفّرة في التعليم التقليديّ. فهذا النوع من التعلّم يتيح للطلبة تطوير المادّة العلميّة، وتقديم بدائل متعدّدة، والتفكير الحرّ، والتدريب على إنتاج المعرفة، والتنبؤ بالمستقبل، والكشف عن القدرات الكامنة في شخصيّة الطالب، ولا سيّما أنواع الذكاء الموجودة لديه، وذلك بإثارة الفضول لدى المتعلّمين وحبّ الاستطلاع. ويتحقّق هذا من خلال تعدّد النشاطات، ولفت الانتباه إلى بعض القضايا في الحياة وربطها بالتعلّم، بحيث يكون الطالب هو المبادر لذكرها وإدخالها في العمليّة التعليميّة، والنشاط التعليميّ معتمدًا على ذلك الموقف الحياتيّ المذكور لفهمه وتوظيفه لخدمة هدف آخر، في سلسلة تعلُّم لا تنتهي.

 

ما هو التعبير الذي تُحبّين رؤيته على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّين أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟

لعلّ التعبير الذي أحب أن أراه دائمًا على وجوه طلّابي يكمن في ملمح الفضول، ذلك أنّ شعور الإنسان بالفضول يثير فيه دوافع البحث والتساؤل. فإذا بدا المتعلّم فضوليًّا يعني أنّ المعلّم استطاع أن يضع في يده مفتاح التعلّم الأبديّ، أمّا الشعور الذي أحبّ أن يرافق طلّابي عند مغادرة المدرسة فهو شعور الأمل بالغد.

 

من هو الطالب المُلهم؟

هو الطالب الذي يتعلّم ليس فقط من أجل التعلّم وإنما من أجل التجدّد، كذلك يبهرني الطالب الذي يسأل سؤالًا يغير مجرى الدرس بالكامل ليثير فضول الجميع بالبحث عن إجابه لسؤاله.

 

كصديقةٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟

أنصحهم بعدم اليأس، والمحاولة بعد كلّ فشل، فالنجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل دون فقدان الأمل.

 

إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختارين؟

سأستشير طلّابي في ذلك وأترك لهم حرّيّة الاختيار.