برأيكِ، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

تؤدّي سياسة المدرسة دورًا أساسيًّا في العمليّة التعليميّة، ويرتبط هذا الدور بالمعلّم والمتعلّم. يظهر دور المدرسة في دعم المعلم من خلال تشجيعه على المشاركة في ورش التطوير المهنيّ، وتسهيل اجتماعه مع مدرّسين وخبراء مختصّين في المادّة التي يدرسها، بالإضافة إلى توفير أوقات ثابتة في جدول المدرّس الأسبوعيّ للتحضير والتطوير؛ فيخصّص هذه الأوقات للتحضير لدروسه ولتصحيح الامتحانات وللاجتماع مع زملائه لمناقشة نتائج التقييم، الأمر الذي يخفّف من كمّ العمل الذي يقوم به في البيت بعد انتهاء الدوام، أو لحضور ورش عمل داخليّة. ومن جهة أخرى، للمدرسة دور أساس في خلق جوّ إيجابيّ يعزّز الشموليّة والاحترام والتنوّع.

اضافة إلى ما سبق، من الضروريّ أن تكون الإدارة ملمّة بالبيئة التي يأتي منها الطالب. ففي المدارس الدوليّة تتعدّد الثقافات، ومن الضروريّ أن تعي إدارة المدرسة أهمّيّة احتضان الثقافات المتعدّدة المتوفّرة عندها، والانفتاح عليها ليشعر الطالب أنّه ينتمي إلى بيئة المدرسة.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم من بُعد وأبقيتِ عليها الآن؟

من أبرز الممارسات التي كان لها دور بارز في عمليّة التعليم عن بعد، استخدام منصّات إلكترونيّة وتطبيقات تساعد الطالب على أن يمارس القراءة والمحادثة من دون التدخّل المباشر من المعلّم. وما زلت أعتمد بعضها في التعليم الوجاهيّ.

 

كيف تخاطِبين الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

من الضروريّ أن يظهر الربط بين اللغة العربيّة وغيرها من الموادّ الدراسيّة. وغالبًا ما تتضمّن الوحدات التي أدرّسها نصوصًا ترتبط بمختلف المواضيع الفنّيّة والرياضيّة، كفنّ الغرافيتي وغيره من الفنون.

يتمّ تنويع الأنشطة لتحاكي كلّ الاهتمامات؛ فأتيح المجال للطالب أن يعبّر عن فهمه للنصوص والمفردات من خلال الرسم أو العزف والغناء، وأن يقدّم عروضًا شفهيّة عن موضوعات رياضيّة، ومجالات للتمثيل، والاستماع إلى أغنيات عربيّة تتضمّن خليطًا من الموسيقى الغربيّة والشرقيّة، وزيارة المتاحف والمعارض وغيرها.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

بالإضافة إلى متابعة آخر مستجدّات التربية، هناك عوامل أخرى تساعد في نجاح المعلّم، أهمّها معرفة ما يميّز كلّ طالب من طلّاب صفّه ليقدّم له الأفضل، وذلك من خلال مشاركته الطلّاب في أنشطة ونوادٍ تتيح له الفرصة ليتعرّف إلى الطالب خارج غرفة الصفّ.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمرين هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

ظهرت مرونة الطالب وقدرته على التأقلم مع أساليب وطرق جديدة في التعليم، ولا سيّما إذا كان للتكنولوجيا دور في ذلك. ولكنّه، من ناحية أخرى، أصبح أكثر انجذابًا إلى التقنيّات التي تسهل له الوصول إلى المعلومات. فاقتضى تعليم الطالب توخّي الدقّة في اختيار الخبر، وأصول البحث، والتدقيق في المعلومة قبل تبنّيها.

كما أنّها أسهمت في تحفيز التفكير الإبداعيّ عند المدرّس، والسعي لخلق حصص ممتعة واكتشاف منصّات تسمح بإدخال التكنولوجيا إلى صفّ اللغة العربيّة لتصبح جزءًا منه.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّفين هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

الطالب الشغوف بتعلّم اللغة العربيّة هو بالطبع الطالب الذي يخصّص وقتًا كبيرًا، غير الدرس اليوميّ والمشاركة الفعّالة في الصّفّ، في البحث عن موضوعات ترتبط بالثقافة العربيّة، وإظهار ملامح الثقافة في ممارساته اليوميّة.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

أنا لا أؤيد فكرة اللباس الموحّد؛ فالملابس نؤدّي دورًا في تحديد شخصيّة الطالب، وله حرّيّة اختيار ما يناسبه ويعجبه من أزياء، طالما أنّها تتماشى مع ثقافة المدرسة والبلد الذي يعيش فيه.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفينها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

توفير البيئة الهادئة والمناسبة التي تشجّع الطالب على المشاركة الفعّالة، وتأمين الموادّ الأكاديميّة الداعمة والأنشطة الصفّيّة للطالب ليشعر بالانتماء إلى الصفّ والمدرسة. ومن أهمّ الممارسات في الصفّ، مراعاة الفروقات الفرديّة وتوفير الأنشطة المنوّعة التي تناسب كلّ المستويات، بالاضافة إلى التواصل الدائم مع أولياء الأمور وإشراكهم في العمليّة التعليميّة.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمحين إلى أن تشاركي بها؟ لماذا؟ 

ورش مخصّصة للربط بين مادّة اللغة العربيّة والموادّ الأخرى التي تدخل في المنهاج، كالعلوم والرياضيّات في المدارس الدوليّة؛ فطبيعة اللغة العربيّة في المدارس الدوليّة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى انسلاخها عن بيئة المدرسة وتقوقعها، وبعدها عمّا يحيط بها من تطوّر تكنولوجيّ.

 

بماذا تنصحين شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟ 

مهنة التعليم واحدة من أكثر المهن القائمة على التطوير الذاتيّ. فالمعلّم يعمل على إعداد الطالب ليكون فعّالًا ومنتجًا خارج الصفّ. لذلك عليه أن يعي متطلّبات العصر والتغييرات الحاصلة ليتمكّن من مواكبتها.