ريم توكابري- معلّمة فنون بصريّة- تونس
ريم توكابري- معلّمة فنون بصريّة- تونس
2024/02/17

لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟

سيكون التعليم الأنسب من وجهة نظري مبنيًّا على مفهوم التواصل والتفاعل، وتطوير المهارات التطبيقيّة والتي تشمل لغة التواصل البصريّ والتعبير الفنّيّ، والإنتاج الابتكاريّ؛ لضمان تنمية مهارات الطالب الفكريّة والحسيّة بمعايير فنّيّة أكاديميّة.

 

إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟

يُكوَّن ويدرَّب الطلبة في حصص الفنون البصريّة وفق توجيه ودعم تربويّ يعتمد على تطوير المهارات الاجتماعيّة. ولذا، أُفضِّل أن يعمل الطلبة في أغلب الأوقات ضمن مجموعاتٍ تعاونيّة على إنجاز مشاريعهم، ما يجعلهم يطوّرون مهارات التواصل فيما بينهم، بحيث يقسّمون الأدوار بينهم، ويتشاركون أفكارهم، ويجدون الحلول، وذلك من خلال المعارف الفنّيّة التي يكتسبها كلّ فرد من أفراد المجموعة، فيشاركون خبراتهم المعرفيّة والتقنيّة في رحلة ابتكارهم الفنّيّة.

 

كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟

أرى أنّ مهمّتي كمُدرّسة فنون بصريّة هي ترغيب الطلبة في الفنون بعيدًا عن التكنولوجيا، وذلك عبر استخدام التقنيات والموادّ المتنوّعة، ليعبّر الطالب عن نفسه، ويوصل أفكاره من دون وضع قواعد أو حدود لإبداعه.

 

متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟

تقوم الرؤية الجوهريّة في تدريس الفنون البصريّة على التوجيه التربويّ، وتطوير المهارات من خلال التقنيات الفنّيّة. ويمكن تطوير آليّات الفنون في دعم البيئة التربويّة للطالب، مع توجيهه خلال التعبير والإنتاج الفنّيّين، والكشف عن المواهب وتنميتها، من خلال برنامج أكاديميّ نظريّ وتطبيقيّ، يتناسب مع مؤهّلات كلّ طالب ومستواه وقدراته.

 

ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟

تعوُّد الطلبة العملَ الدائم ضمن مجموعات منذ السنوات الأولى، يساعدهم على تطوير العمل التعاونيّ المتواصل بينهم. وفي حال حصول الخلاف، أقوم بإيقاف العمل للحظات؛ ليحدّدوا المشكلة، ويتأمّلوا فيها، ويحاولوا إيجاد الحلّ عبر الاستماع إلى بعضهم البعض، وتبادل الأفكار، والتوفيق فيما بينهم، ثمّ توزيع المسؤوليّات.

 

هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟

في مادّة الفنون البصريّة، أميلُ دائمًا إلى تطوير مهارات الطالب الفكريّة والحسّيّة من خلال تعليمه تقنيات مختلفة، كالرسم والنحت والكولاج، والتجميع باستعمال موادّ مختلفة، كالألوان المائيّة والشمعية والصلصال. كما تعتبر الفنون منطلقًا لمسارات تعليميّة، للتعرّف إلى ثقافات وعادات المجتمعات في مختلف دول العالم، مع ترسيخ مفهوم الانتماء والهويّة الثقافيّة والقيم الاجتماعيّة. واستعمال التكنولوجيا هنا يكون ضروريًّا عبر استعمال مهاراتهم البحثيّة.

 

هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟

أولياء الأمور عنصر مهمّ في العمليّة التعليميّة، حيث يشكّلون الداعم الرئيس، وأوّل مصدر لتعليم الطلبة الثقة بأنفسهم، والاعتماد على قدراتهم، من خلال تشجيعهم المستمرّ، وإظهار الاهتمام بأعمالهم ومنجزاتهم. أمّا المشاريع الفنّيّة، فهي دائمًا ما تكون داخل الصفّ، والمعلّم يكون ميسّرًا، والطالب هنا هو المحور، ومصدر الأفكار والابتكار.

 

هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟

في مادّة الفنون البصريّة، ينحصر استعمالنا للكتاب بصفة عامّة باعتباره مرجعًا للمعلومات الفنّيّة، إذ يتعرّف الطلبة إلى الفنون من ثقافات مختلفة، وفنّانين من عصور مختلفة، ومدارس فنّيّة عديدة. كما يساعد الكتاب أيضًا على تطوير المعرفة البصريّة، إضافة طبعًا إلى المواقع الإلكترونيّة التي أصبحت المصدر الأساس والأكبر لهذه المعلومات.

 

كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟

تختلف قدرة الطلبة على التركيز والتفاعل من مرحلة عمريّة إلى أخرى. وبناءً عليه، أُفضِّل أن يُحدّد الدوام المدرسيّ بحيث يتناسب مع كلّ فئة، بما يضمن الاستفادة الفعّالة من التعلّم.

 

صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.

سأقتبس هنا مقولة للمؤلف البريطانيّ في مجال الفنون كين روبنسون، إذ قال: "الجميع موهوبون، لأنّ كلّ إنسان لديه ما يعبّر عنه".

من خلال تجربتي كمعلّمة فنون، اكتشفت أنّ كلّ طفل فنّان في داخله، ولديه موهبة ما، وترتكز مهمّتي على تعزيزها وصقلها.