دينا حسنين- منسّقة دعم التعلّم- مصر/ قطر
دينا حسنين- منسّقة دعم التعلّم- مصر/ قطر
2023/06/01

برأيكِ، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

الإدارة الداعمة هي اللبنة الأولى في إنجاح العمليّة التعلّميّة. كما تؤدّي سياسات المدرسة، ومدى مرونة تطبيقها، دورًا في خلق بيئة إيجابيّة بين أطراف المجتمع المدرسيّ ككلّ، سواء المعلّمين، أو الأهل أو الطلبة؛ فالمعلّم الذي يشعر بالتقدير، وبأنّ صوته ورأيه مسموعان من قبل الإدارة، سيعكس ذلك في طريقة تعامله مع طلّابه داخل البيئة الصفّيّة. ولا ننسى الأهل والطلبة، والذين إذا وجدوا دعمًا وتعاونًا من قبل الإدارة، ووضوحًا في سياستها، سيصبحون أكثر تعاونًا وانتماءً إلى المجتمع المدرسيّ.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم من بُعد وأبقيتِ عليها الآن؟

ما لا شكّ فيه، أنّ لا شيء يضاهي التعليم الوجاهيّ والتفاعليّ، وهذا ما تربينا عليه. لكن، لا نستطيع أن ننكر أنّ التعليم عن بُعد كان له بعض الممارسات الإيجابيّة التي أبقينا عليها حتّى الآن؛ منها تفعيل دور الأهل بشكل أكثر فعاليّة عمّا سبق، كونهم شركاء أساسيّين في تطوّر الطالب. فالاجتماع بالأهل عن طريق المنصّات الإلكترونيّة، كالزووم والتّيمز، أيسر بكثير من اللقاءات الوجاهيّة، إذ قلَّلَت الاجتماعات الافتراضيّة فكرة الاعتذار لعدم اقتصارها على مكان معيّن. حتّى في حالات السفر، وعدم القدرة على عدم الاستئذان من العمل لحضور الاجتماع، أصبح الآن، وبكلّ بساطة، ومن خلال كبسة زر، بالإمكان أن نعقد الاجتماعات. مثال آخر هو تعليق دوام المدارس بسبب سوء الأحوال الجوّيّة، أو أيّ ظروف أخرى، أصبح له حلّ من خلال الاستعانة بطرق التعلّم عن بُعد.

 

كيف تخاطِبين الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

صار التعلّم بالفنّ والرياضة والموسيقى جزءًا لا يتجزّأ من الاستراتيجيّات المتّبعة داخل الصفوف في وقتنا هذا. وذلك بسبب قرب أغلب الطلبة من هذه الاهتمامات. وللموادّ الأدائيّة دور كبير في إبراز شخصيّة الطالب، وتحديد نقاط القوّة لدى جميع الطلّاب، بما فيهم الطلبة ذوو الاحتياجات الخاصّة وأصحاب الصعوبات التعلّميّة.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

لا أرى أنّها الشرط الوحيد، فالخبرة الحياتيّة، وخبرة التعامل المباشر، والتجربة الملموسة كلّها ترسخ أكثر في العقول. الجانبان النظريّ والعمليّ لا يتجزآن، فالمتابعة والقراءة للمعرفة. لكن، للكفاءة والتميّز، وليس فقط النجاح، يجب أن نخوض التجربة.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمرين هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

لحظنا تراجعًا في بعض المهارات اللغويّة والسلوكيّة، لغياب الطلبة عن البيئة المدرسيّة التي تدعم جميع مهارات التربية والتعليم. وكان هدفنا، في بداية العودة إلى التعلّم الوجاهيّ أن نعيد استثمار مهارات الطلبة، بالتركيز على الدعم النفسيّ من جميع أفراد المجتمع المدرسيّ، ليس فقط من قبل قسم، أو أشخاص محدّدين داخل المدرسة.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّفين هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

الطالب الشغوف هو الطالب المتسائل الذي يبحث خارج الكتاب المدرسيّ عن المعلومة، الذي يفكّر خارج الصندوق. ولكن، لدعم هذه المهارة يجب توظيفها من خلال تقدير الطالب، وإعطائه مهامًا تعكس صوته في العمليّة التعلّميّة.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

أرى أن فكرة الزيّ الموحّد إيجابيّة في تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعيّة داخل الحرم المدرسيّ؛ فالزيّ الموحّد لا يعكس أيّ فوارق اجتماعيّة بين الأشخاص. لكن أيضًا، من الحين للآخر، يمكن السماح بارتداء زيّ مختلف، ضمن حدود وبشروط وهدف وراء هذه الأنشطة. باعتقادي، فكرة الزيّ الموحّد بحاجة إلى أن تطبّق في الجامعات، لا في المدارس وحسب.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفينها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

الابتسامة الصباحيّة، والطاقة الإيجابيّة، واستخدام كلمات المدح والثناء، والمكافأة المادّيّة البسيطة، وإعطاء الفرص.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمحين إلى أن تشاركي بها؟ لماذا؟ 

أريد التعمّق أكثر في مجال الطلبة الموهوبين حتّى أصل إلى درجة الدكتوراه في مجال رعاية الموهوبين، حيث تغفل أغلب المدارس عن الاهتمام بهذه الفئة، والتركيز بشكل كبير فقط على طلبة الإعاقات والصعوبات التعلّميّة؛ ففئة الموهوبين أيضًا من فئة التربية الخاصّة، وبحاجة إلى دعم وإثراء. ومن وجه نظري، أرى أنّ عدم اهتمام أغلب المؤسّسات التعليميّة بهم يعود إلى قلّة الدراسات، وعدم وضوح آليّات العمل معهم بشكل كافٍ، سواء في طرق الكشف، أو وضع البرامج الإثرائيّة لهم. لذلك كلّي أمل أن أصل في مجال رعاية الموهوبين، إلى ترك بصمة تسهم في رعايتهم على مستوى وطننا العربيّ.

 

بماذا تنصحين شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟ 

أن يكون على إيمان ويقين أنّ كلّ إنسان له حقّ في التعلّم، وأنّ كلّ إنسان قادر على التعلّم بطرق مختلفة، وأن يُحبّب فيه الطالب قبل أن يُعلّمه، وأن يُعلّم الطالب بما يتماشى مع قدراته، وليس فقط بما يتبنّى المعلّم من استراتيجيّات وأساليب.