ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟
التعلّم عن طريق القصّة المصوّرة من الاستراتيجيّات التي أستخدمها داخل الفصل. فعندما أقدّم الدروس على شكل قصّة مصحوبة بصور جذّابة، ألاحظ تفاعلًا أكبر من التلاميذ واهتمامًا متزايدًا بالمحتوى. ووجدت أن هذه الطريقة تُحفّز خيالهم، وتُسهّل عليهم فهم المعلومات واستيعابها، خصوصًا في المواد التي تتطلّب تركيزًا وتفاعلًا، مثل اللغة الفرنسيّة، إذ تسهم في تطوير رصيدهم اللغويّ بشكل ملحوظ.
كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟
أحرص على تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا والتفاعل البشريّ داخل الفصل. وأعتبر التكنولوجيا وسيلة داعمة ومُحفّزة، وليست بديلًا عن التواصل المباشر. فعلى سبيل المثال، أستخدم تطبيقات تعليميّة لشرح المفردات الصعبة، إلى جانب صور مُولَّدة بالذكاء الاصطناعيّ لجذب انتباه التلاميذ وتحفيزهم بشكل أكبر. ومع ذلك، أُولي أهمّيّة كبيرة للنقاشات الصفّيّة وخلق حوارات مستمرّة بينهم، إضافة إلى الأنشطة الجماعيّة التي تُعزّز التواصل العاطفيّ والاجتماعيّ.
ويبرز هذا التوازن بشكل خاصّ في مادّة التربية البدنية والأنشطة الحركيّة، حيث يكون التفاعل والتعاون عنصرين أساسيّين في نجاح التعلّم.
في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟
في بداية مسيرتي التعليميّة، كنت أركّز فقط على كيفيّة تحقيق أهداف الدرس. لكن مع مرور الوقت، أدركت أنّ الجانب النفسيّ أهمّ من الجانب المعرفيّ، وأنّه لا بدّ من التقرّب من التلاميذ، وتطوير التواصل العاطفيّ والفكريّ معهم. هذا التقارب يُتيح لنا تحقيق هدفين بدلًا من واحد: التقدّم الأكاديميّ إلى جانب بناء الثقة وتنمية المهارات والقدرات. فالتواصل العاطفيّ والفكريّ مع التلاميذ يُسهم بشكل فعّال في تطوير شخصيّاتهم، ويُعزّز من استعدادهم للتعلّم والنموّ.
افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟
- - استخدام الذكاء الاصطناعيّ في دعم التلاميذ ذوي الإعاقة الخاصّة.
- - استخدام الذكاء الاصطناعيّ في المدارس الرياديّة.
- - بناء علاقة إيجابيّة بين المعلّم والطالب لتعزيز بيئة التعلّم.
- - إدارة الوقت والضغط النفسيّ في التدريس.
هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟
التشبيك بين المعلّمين ضروريّ جدًا، ولا سيّما في ظلّ الصعوبات التي يواجهها التعليم. حبّذا لو تُنشأ منصّة إلكترونيّة رقميّة تجمع جلّ المعلّمين العرب لتبادل التجارب، حيث تُشارك فيها استراتيجيّات تدريس ناجحة، وعرض مشكلات التعليم في كلّ بلد عربي، وتقديم حلول مبتكرة وجديدة.
كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟
أعتمد على التواصل المستمرّ، حيث أرسل ملاحظات منتظمة عن تقدّم التلاميذ، وأشرك الأهالي في بعض الأنشطة الصفّيّة. كما أشجّعهم دائمًا على قراءة القصص مع أطفالهم، ومساعدتهم في أداء الواجبات بطريقة إبداعيّة، بدلًا من مجرّد مراقبتهم. وكذلك أوصيهم بالتواصل باستخدام الكلمات التحفيزيّة بدلًا من القمع والضرب.
كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟
أخصّص وقتًا لعالمي الخاص بين الكتابة والمطالعة، وتربية القطط وقضاء الوقت مع عائلتي، وأحاول دائمًا أن تظلّ حياتي المهنيّة بعيدة عن حياتي الشخصيّة.
ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟
من بين الاستراتيجيّات التي أستخدمها في تنظيم الوقت هي تحديد الأهداف مسبقًا وتنظيم الأولويّات، ووضعها في جدول زمنيّ، وتقسيمها إلى أعمال مصغّرة تتطلّب وقتًا أقصر كي لا أشعر بالتعب.
اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.
إيجابيّ: تطوير مهاراتيّ وقدراتي التعليميّة.
سلبيّ: أحيانًا أشعر بالإرهاق العاطفيّ، نظرًا إلى كوني حسّاسة جدًا، أرتبط بمشاكل أطفالي وأحمل همومهم معي.
ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟
ذات يوم كنت أشرح درسًا في التربية الإسلاميّة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعند انتهائي، سَألتهم: "من هو محمّد صلى الله عليه وسلم؟" فتفاجأت بتلميذ متعثّر يرفع إصبعه كي يجيب بكل حماس، وقال بكلّ ثقة: "عمّييبيي!"
ما جعل الصفّ كلّه يضحك، وبدوري لم أستطع التوقّف عن الضحك أيضًا!