جميلة حسن الغول- مشرفة ميدانيّة لطالبات الخدمة الاجتماعيّة- فلسطين
جميلة حسن الغول- مشرفة ميدانيّة لطالبات الخدمة الاجتماعيّة- فلسطين
2023/06/08

برأيكِ، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

يتميّز عمل المدرسة بأهدافه النبيلة وأساليبه المتجدّدة. والإدارة المدرسيّة هي رأس الهرم في المدرسة، ولتكون قادرة على تحقيق أهدافها التربويّة، عليها أن تخلق جوًّا يسوده الاحترام والتعاون والمشاركة، وأن تعزّز بيئة آمنة تُمكّن الطلّاب والمعلّمين من استثمار قدراتهم وعقولهم وطاقاتهم ومهاراتهم في مواجهة تحدّيات المستقبل.

وعندما تتبنّى الإدارة المدرسيّة نظريّات الإدارة الحديثة، وتطوّر من نفسها، وتجد وتعزّز وسائل تواصل فعّالة وإيجابيّة، ستكون هناك فرصة للطالب وللمعلّم للتقدّم والتطوّر واكتساب المعرفة أكثر من حفظ المعلومات واستذكارها، والعمل بشكل روتينيّ.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم من بُعد وأبقيتِ عليها الآن؟

التعليم عن بُعد كان فرصة كبيرة بالنسبة إليّ للتعرّف إلى أدوات جديدة للتواصل مع الطلّاب، والتعرّف إلى وسائل هذا التواصل وتقنيّاته لتحفيزهم وتشجيعهم على التعلّم عن بُعد، كما متابعة أمورهم الصحّيّة والنفسيّة، ومساعدتهم في حالات القلق والتوتّر والخوف، وإعطائهم الإرشادات الصحّيّة بعد استشارة المختصّين، خصوصًا العائلات التي تعرّضت للإصابة بفيروس كورونا. كان العمل مع هذه العائلات من خلال التواصل الهاتفيّ أو "واتساب" أو "زووم"، وكان هناك تنسيق مع اللجان القريبة في كلّ حيّ؛ لجان شُكّلت من أجل مساعدة الأفراد في المجتمع خلال مرحلة الجائحة.

وبعد العودة إلى التعليم الوجاهيّ، كان العمل أكثر من خلال دمج الطلّاب في المدرسة، وتحفيزهم وإثارة دافعيّتهم إلى التعلّم والمدرسة. أمّا ما أبقيت عليه، فهو التواصل اليوميّ مع الطلّاب والأهل عبر "واتساب".

 

كيف تخاطِبين الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

المدرسة التي تتبنّى الأطفال الشغوفين بالفنّ والموسيقى والرياضة، هي مدرسة ناجحة قادرة على تلبية احتياجات الطلّاب المختلفة والمتنوّعة. والمعلّم القادر على كشف هذه المواهب وتسليط الضوء عليها، هو معلّم متميّز لأنّه قادر على استكشاف الطالب من الداخل، والتعرّف إلى احتياجاته وقدراته.

يكون تعزيز هذه المواهب عبر توفير حصص خاصّة بالفنون والموسيقى والرياضة، والعمل مع الطلّاب ببرنامج خاصّ ضمن خطّة تربويّة تضمن مشاركة الأهل ببرامج ما بعد المدرسة. وضمن السياق ذاته، من المهمّ لتعزيز المواهب إشراك الطلّاب في معارض وأمسيات فنّيّة وبطولات رياضيّة ضمن البرامج اللامنهجيّة، وتحفيزهم أمام طلبة المدرسة من خلال الإذاعة المدرسيّة.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

مهنة التعليم في نموّ وتطوّر مستمرّين. معلّمٌ ناجحٌ هو من يتابع المستجدات في العلوم التربويّة، ويسعى إلى تطوير نفسه ومهنيّته ومهاراته بما يتلاءم مع التطوّر، ولكنّه ليس شرطًا وحيدًا للنجاح؛ فالمعلّم الشغوف والمحبّ لمهنته سيبدع، لأنّه سيدمج مهاراته وحبّه للمهنة مع متابعته لمستجدات التعليم، وملاءمتها والبيئة الصفّيّة واحتياجات الطلّاب.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمرين هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

في فترة التعليم عن بُعد، واجهت المدرسة بشكلٍ خاصّ، ووزارة التربية والتعليم بشكلٍ عامّ، تحدّيات كبيرة. خلقت هذه التحدّيات فرصًا للتواصل مع الطلّاب، واستخدام كلّ الوسائل المُتاحة لتوفير بيئة تعليميّة للطالب، منها ما كان ناجحًا، ومنها ما عُدّل. كما كان لإشراك الأهل دور كبير أيضًا في استكشاف الوسائل الجديدة والمتقدّمة في التعليم، وإدخال الحاسوب والإنترنت في مجال الحياة اليوميّة للتعليم وللاستفادة منهما.

والطالب في المرحلة الجديدة والتطوّر الهائل، أصبح قادرًا على التعلّم الذاتيّ، والبحث عن المعلومة في المواقع الصحيحة والسليمة والحقيقيّة، وهذا ما أعتقد أنّ علينا كتربويّين استثماره بشكلٍ جيّد.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّفين هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

الطالب الشغوف بالتعلّم هو الطالب الذي يقدر على استخدام خبراته ومعلوماته لتوظيفها في الحصّة المدرسيّة، ويتّسم بالإيجابيّة والمبادرة، ويحمل قيم التعليم والتعلّم، ولا ييأس من المحاولة. والطالب القادر على النجاح بعد الفشل هو الطالب الشغوف بالتعلّم، فلا أقيّم الطالب من تقديره المدرسيّ فقط، بل من درجة مثابرته ودمجه التعليم بالحياة اليوميّة، والاستفادة ممّا تعلّم. أوظّف ذلك من خلال أسلوب طرح المشكلات، لنجد الحلول معًا، والإبقاء على الشعور الإيجابيّ، وعدم بثّ شعور اليأس والفشل.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

الزيّ الموحّد هو الشعور بالاندماج والتأقلم مع المدرسة، وليس كما يراه البعض فرضًا وسيطرة وقانونًا. أجد أن الطلّاب الذين يرتدون الزيّ المدرسيّ يتمتّعون بعلاقة إيجابيّة مع المدرسة، ويستمتعون بالدراسة، ويفتخرون بزيّهم المدرسيّ. أُشجّع على أن يرتدي الطلبة زيًّا موحّدًا داخل المدرسة، لكي يندمجوا في بيئة متساوية مع باقي زملائهم.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفينها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

متابعة الطلّاب من خلال اللقاءات الأسبوعيّة، وفي فترة الاستراحة من خلال المشاهدات المختلفة، وأيضًا الجلوس معهم والإنصات لهم. مرحلة المدرسة من أهمّ مراحل العمر للطلّاب، وهي تؤثّر كثيرًا في مسيرة حياتهم، ومن خلال إعطاء فرص للطالب للتحدّث والإنصات له في مجال آخر غير التعليم، يبني ثقة وعلاقة إيجابيّة معه، ويوفّر له فرصه للتعبير عن مشاعره وعن نفسه وعن ذاته، من خلال الدعم المعنويّ والاجتماعيّ.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمحين إلى أن تشاركي بها؟ لماذا؟ 

يتطوّر العمل ويتقدّم بشكل سريع، وعليه فإنّ الاستفادة من تجارب الآخرين، والانكشاف على تجارب عمل ناجحة لها دور كبير في مجال التطوير المهنيّ؛ فكلّ النظريّات النفسيّة والتربويّة والاجتماعيّة الجديدة داعمة في مجال التطوّر المهنيّ، وتبني على التواصل مع الطلّاب بشكل إيجابيّ وبأسرع الطرق.

 

بماذا تنصحين شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟ 

أن يكون مُحبًّا لمهنة التعليم، شغوفًا بعمله، قادرًا على تقبل اختلاف الآخرين.