جمال عبد الحليم عبدو- معلّم ومنسّق مادّة الفيزياء- لبنان
جمال عبد الحليم عبدو- معلّم ومنسّق مادّة الفيزياء- لبنان
2022/06/10

كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترى مستقبل المدرسة كمكانٍ؟

عند عدم وجود المدارس ينتقل التعليم إلى مكان العمل؛ تعلُّم مع تطبيق عمليّ مباشر على الموضوعات التي يتم تعلّمها مع تخصّص أدقّ في المهنة، وترك الحشو أو التفاصيل التي لا داعي لها من منظور المتعلّم، خاصّة أن العديد من المتعلّمين لا يجدون ضرورة للعديد من الموادّ التي يُفرض عليهم تعلّمها.

مستقبل المدرسة كمكانٍ سوف يتلاشى مع الوقت، خاصّة مع تطوّر التكنولوجيا وبرمجياتها المتعلّقة بالتعليم، إذ ستصبح المدرسة مكانًا هجينًا يجمع بين التعليم الحضوريّ والتعليم الافتراضيّ.

 

كيف تصف تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟

على الصعيد الشخصيّ، لا أرى فرقًا بين تجربة التعليم الحضوريّ وتجربة التعليم عن بُعد، والسبب قدرتي على خلق توليفة بين استراتيجيّات التعليم النشط المختلفة، والبرمجيّات التكنولوجيّة المختلفة. هذه التوليفة استخدمتها في التعليم الحضوريّ قبل كورونا لفترة طويلة نسبيًّا، وقد ساهمت في مراكمة خبرة تعليميّة مهمّة ساعدت في الانتقال بسهولة تامّة إلى التعليم عن بُعد. وعند العودة إلى التعليم الحضوريّ بعد التعليم عن بُعد، استخدمت ذات التوليفة، ولذلك لم يكن هناك فرق بين التجربتين.

 

اختر شيئًا واحدًا تودّ تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟

بصفتي أستاذًا لمادّة الفيزياء، أودّ تغيير شكل الصفّ في تعليم اليوم؛ فبدلًا من انتقال المعلّم من غرفة صفّيّة إلى أخرى، تُخصّص غرفة صفّيّة لكلّ معلّم يرتّبها وينظّمها وفق ما يراه مناسبًا، وتتضمّن كل الوسائل التكنولوجيّة والمخبريّة التي تسهّل عمليّة التعليم، وينتقل الطلبة من غرفة صفّيّة إلى أخرى. يفترض هذا الأمر تغيير شكل المدرسة من المدرسة العاموديّة الى المدرسة الأفقيّة، لتسهيل إمكانيّة تنفيذ هذا التغيير.

 

برأيك، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟

يمكن توظيف الموسيقى والغناء تحديدًا في تعليم كل الموادّ التعليميّة من الرياضيّات إلى العلوم إلى اللغات، لكنّ ذلك يكون رهنًا للقدرة الإبداعيّة للمعلّم على توظيف الموسيقى والغناء في خدمة العمليّة التعليميّة. ومن خلال المشاهدات الصفّيّة التي أنفّذها كمنسّق، شاهدت بعض تلك الحالات، فمثلًا صادفت سماع ورؤية معلّمة اللغة الإنجليزيّة تُعلِّم الحروف من خلال الغناء.

 

إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟

لتكون الإجابة عمليّة وواقعيّة: قمتُ بابتكار طريقة جديدة خاصّة لتقييم تعليم مادّة الفيزياء في الصفوف الدراسيّة التي أعلّمها. تقوم هذه الطريقة، على تحضير المادّة التعليميّة لكل درس بشكل معكوس، أي تجزئة الدرس إلى أهداف أساسيّة وأهداف تفصيليّة، ووضع تقييمات مختلفة الأشكال من أسئلة أنشطة بنائيّة، إلى تطبيقات على الأنشطة، إلى أسئلة تقييم مبنيّة وفق Bloom Taxonomy، على أن تغطّي هذه التقييمات، كلّ الأهداف السابق ذكرها بشكل يمكّنني من معرفة الأهداف غير المتحقّقة، والتي تحتاج إلى تدعيم.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه التقييمات قمتُ بإنشائها بشكل يجمع بين علم التقييم التقليديّ والبرمجيّات التكنولوجيّة المختلفة، الأمر الذي سهّل استخدامها حضوريًّا على اللوح التفاعليّ، ومن خلال وسائل التواصل عن بُعد للتعليم عن بُعد.

 

كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟

لا يعطي التعليم فعاليّة كاملة دون ربطه بالحياة اليوميّة الواقعيّة، ولذا فإنّ بناء الأنشطة التعلّميّة يستلزم استخدام مستندات تتناول أمثلة أو وقائع حقيقيّة، حتى يكتسب التعلّم قيمة فعليّة عند المتعلّم.

 

ما هو التعبير الذي تُحبّ أن تراه على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّ أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟

التعبير الذي أراه على وجوه طلبتي هو "الابتسامة"، التي تعبّر عن محبّتهم واحترامهم وتقديرهم لشخص ولجهود معلّمهم. هذه "الابتسامة" هي ما أراه على وجوه طلبتي داخل المدرسة حاليًّا، والطلبة الذين تخرّجوا من المدرسة، عند رؤيتهم لي في أيّ مكان.

 

من هو الطالب المُلهم؟

الطالب المؤثّر في زملائه، والقادر على توجيههم، والمبدع فكريًّا.

 

كصديقٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟

المطالعة هي النصيحة التي أكرّرها بشكل دائم على مسامع كل الطلبة. يجب ممارسة القراءة الثقافيّة غير المتعلقة بالموادّ الدراسيّة يوميًّا وبشكل مستمرّ مدى الحياة، إذ تزيد المطالعة من المخزون الثقافيّ اللغويّ والمعرفيّ عند الإنسان.

 

إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختار؟

قبل جائحة كورونا كنت أتولّى تنظيم رحلتين للطلّاب خلال العام الدراسيّ: الأولى تثقيفيّة إلى معرض الكتاب العربيّ في بيروت، والثانية ترفيهيّة إلى أماكن أثريّة في لبنان من الشمال إلى الجنوب إلى البقاع.

الأولى هدفها تربويّ، أمّا الثانية فهدفها تربويّ ترفيهيّ.