عندما يتولّى طلّاب المرحلة الثانويّة قيادة أجزاء من الدرس، تتعزّز لديهم مشاعر قويّة بامتلاكهم الصفّ الدراسيّ.
بقلم: كارا ماكفيليبس
أثناء جلسة تطوير مهنيّ قبل بضع سنوات، استندت إلى كتاب "علم الأعصاب ومستقبل التعليم" من تأليف غلين ويتمان وإيان كيليهير، أدهشني الادّعاء بأنّ التعلّم يكون "جامدًا" بشكل خاصّ في اللحظات الأولى والأخيرة من الحصّة الدراسيّة. كنت أفكّر مليًّا في كيفيّة تهيئة فرص، تُمكّن طلّابي من الشعور بقدر أكبر من التملّك والانخراط في صفّنا، وبدأت أربط بين هذه الأفكار متسائلة: هل يُمكنني أن أعزّز حسّ الوكالة لدى طلّابي، وأن أجعلهم يشعرون بأنّ الصفّ ملك لنا جميعًا، وليس لي وحدي، بإسناد أنشطة بدء الدروس وختامها إليهم؟ قرّرت أن أجرّب.
تمكين الطلّاب من قيادة افتتاح الدرس
نظرًا إلى أنّني قرّرت تنفيذ هذه التجربة مع طلّابي في الصفّ التاسع، فقد حرصت على تقديم الكثير من الدعم لهم. بدأتُ بإعداد قائمة إرشاديّة يتّبعها الطلّاب عند تولّيهم مهمّة افتتاح الحصّة. طبعت هذه القائمة وغلّفتها وعلّقتها على لوحة مشبّكة، يلتقطها الطلّاب عند دخولهم الفصل في اليوم المحدّد لهم لـ"الافتتاح". وتطلب منهم هذه القائمة القيام بما يأتي:
- - تحيّة زملائهم عند دخولهم إلى الصفّ.
- - جذب انتباه الصفّ عند دقّ الجرس.
- - قراءة خطّة الدرس والأهداف اليوميّة التي قُمت بتدوينها على السبّورة.
- - قيادتنا في دقيقة القراءة.
دقيقة القراءة فكرة استوحيتها وقمت بتعديلها من كيلي غالاغر. مفهوم غالاغر بسيط: بدء الحصّة بقراءة شيء ما، أيّ شيء في الواقع، لمدّة دقيقة تقريبًا. في النموذج الذي طرحه غالاغر، تولّى هو مهمّة دقيقة القراءة طوال الشهر الأوّل من الدراسة، ثمّ بدأ الطلّاب في تسجيل أسمائهم لتولّي الدور في الأيّام التالية.
أسلوبي مشابه إلى حدّ كبير، لكن مع لمسة خاصّة. أختار مع طلّابي نوعًا أدبيًّا معيّنًا لدقيقة القراءة. على سبيل المثال، قد نقرّر قراءة دقيقة من قصيدة، أو دقيقة من رواية، أو دقيقة من كتاب أطفال مفضّل. وغالبًا ما يُبدع طلّابي في اختياراتهم.
فقد قرأ بعضهم دقيقة من صفحة ويكيبيديا لأحد المشاهير، ودقيقة من قائمة أفضل 10 أعمال من تأليفهم، ودقيقة من كلمات أغنية (بالنسخ المعدّلة للإذاعة فقط، رجاءً)، ودقيقة من "نُكات الآباء"، بل كان هناك عام قرأ فيه الطلّاب دقيقة من خبر صحفيّ يحتوي عنوانه على عبارة "رجل من فلوريدا". وبعد أن يأخذ كلّ طالب دوره في القراءة ضمن النوع الأدبيّ المختار، نختار نوعًا جديدًا ونبدأ من جديد.
ولتسهيل دقيقة القراءة، خصّصت وقتًا داخل الصفّ، ليختار الطلّاب مقتطفاتهم لدقيقة القراءة، ويطبعوها في يوم اختيار النوع نفسه. أضفت هذه المقتطفات إلى الملفّ المثبّت على اللوحة، ليتمكّن الطلّاب من الوصول إلى نصوصهم بسهولة في اليوم المخصّص لهم. وقد ساعد هذا في ضمان استعداد كلّ طالب لقيادة هذا الجزء من الدرس.
تمكين الطلّاب من قيادة ختام الدرس
بعد ذلك، أنشأتُ قائمة خيارات لختام الحصّة. هذه القائمة موجودة أيضًا على اللوحة المشبّكة، وعندما ينهي الطالب المكلّف بالافتتاح مهمّته، يسلّم اللوحة إلى زميله المكلّف بالختام. أوّل مهمّة للطالب الختاميّ مراقبة الوقت؛ فعندما تتبقّى خمس دقائق على نهاية الحصّة، ينبّهني حتّى أتمكن من إنهاء الشرح وتسليم زمام الأمور له. خيارات الختام متنوّعة، ويُسمح للطالب باختيار النشاط الذي يرغب في تنفيذه. في الآتي الخيارات التي أقدّمها إلى طلّابي:
- - الكلمة المفتاحيّة: تجوّل بين المقاعد، واطلب من كلّ طالب أن يشارك بكلمة مفتاحيّة تعبّر عن الدرس.
- - اختبار بسيط: اطرح ثلاث أسئلة قصيرة من ابتكارك تتعلّق بالدرس.
- - العاصفة الثلجيّة: اطلب من الجميع كتابة جملة واحدة عمّا تعلّموه اليوم على ورقة، ثمّ طيّها. بعد ذلك، اطلب منهم أن يرموا الأوراق، ثمّ يتناول كلّ طالب ورقة عشوائيّة ليقرأها بصوت عالٍ.
- - عنوان من ستّ كلمات: اختر عنوانًا من ابتكارك يلخّص الدرس، ويجب أن يتكوّن من ستّ كلمات بالضبط.
- - فكرة، سؤال، لحظة "آها!": مُرّ على الجميع، واطلب من كلّ طالب أن يشارك إمّا فكرة، أو سؤالًا، أو لحظة إدراك مفاجئة (آها!) حول درس اليوم، بادئًا بنفسك.
- - إشارة حمراء، صفراء، خضراء: مُرّ على الطلّاب، واطلب من كلّ واحد (بادئًا بنفسك) أن يشارك إمّا إشارة حمراء (شيئًا لم يفهمه بعد في النصّ أو الدرس)، أو صفراء (شيئًا بدأ يفهمه عن النصّ أو الدرس)، أو خضراء (شيئًا فهمه بوضوح عن النصّ أو الدرس).
- - بناء مجتمع: اطرح سؤالًا بسيطًا وملائمًا لكسر الجمود، على سبيل المثال: "ما أفضل نوع من حبوب الإفطار؟" أو "ما الإعلان الغنائيّ الذي لا يمكنك نسيانه؟" ابدأ بنفسك ثمّ مُرّ على الباقين، وشارك الإجابات.
مطبّات في الطريق
بصراحة، كانت النتائج متفاوتة. في البداية، واجه الطلّاب صعوبة في تذكّر متى يحين دورهم في افتتاح الحصّة أو ختامها، واضطررت إلى التدخّل لتيسير الأمور، وهو ما يتعارض مع تنمية حسّ الوكالة لديهم. لاحظت أنّ كتابة اسمَي الطالبين المكلّفين بالافتتاح والختام على السبّورة ضمن خطّة الدرس، ساعد بشكل كبير.
إضافة إلى ذلك، حتّى المعلّمون ذوو الخبرة، يواجهون أحيانًا صعوبة في تهدئة الصفّ عند دخول الطلّاب. لذلك، كان تسليم هذه المهمّة للطلّاب أمرًا صعبًا، وغالبًا ما تطلّب تدخّلي بتذكير سريع لمنح الطالب المكلّف بالافتتاح كامل انتباهنا وتركيزنا.
التطلّع قدمًا
في المجمل، بدا أنّ طلّابي استمتعوا بالتجربة. أسعدني أنّ أرى طلّابًا خجولين يخرجون من قوقعتهم لقيادة الافتتاح، وأعترف أنّني شعرت بالرضا عندما التفت إليّ أحد أكثر الطلّاب صخبًا، بعد أنّ عانى في تهدئة الصفّ، بهذا التعليق: "التدريس صعب!" علاوة على ذلك، استمتعت بمشاهدة طلّابي وهم يبتكرون حلولًا للمواقف: "هل يمكنني إعطاؤهم بعضًا من الحلوى إذا التزموا بالهدوء؟" وعلى الرغم من أنّنا نمارس مناقشات ومشروعات يتولّى فيها الطلّاب قيادة أجزاء من الدرس، إلّا أنّ هذه اللحظات كانت قصيرة وممتعة وخالية من الضغط، ليخطو فيها الطلّاب خطوة نحو تولّي زمام القيادة الصفّيّة.
بينما أتطلّع إلى العام القادم، أتساءل: كيف يمكنني تعديل هذه الفكرة لتناسب الطلّاب الأكبر سنًّا؟ كيف يمكنني تسهيل عمليّة تهيئة الصفّ؟ هل لديّ الخيارات الصحيحة في قائمة الختام؟ لحسن الحظّ، لديّ الشريك المثاليّ للإجابة عن هذه الأسئلة: طلّابي. ففي النهاية، إذا كنت أرغب حقًّا في أن تبني هذه التجربة شعورهم بالملكيّة والاستقلاليّة داخل الصفّ، فعليهم أنّ يكونوا جزءًا من صنع القرار أيضًا.
Originally published (June 27, 2025) on Edutopia.org. [Guiding Students to Lead Opening and Closing Activities] was translated with the permission of Edutopia. While this translation has been prepared with the consent of Edutopia, it has not been approved by Edutopia and may therefore differ from the authentic text. In case of doubt the authentic text should be consulted and will prevail in the event of conflict.