تمارا حدّاد- مُحاضرة أكاديميّة- فلسطين
تمارا حدّاد- مُحاضرة أكاديميّة- فلسطين
2023/05/18

برأيكِ، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

أوّلًا، تبدأ السياسات من الإدارة العليا من خلال وضع منهجيّة تكامليّة علميّة عمليّة مهنيّة تُعزّز العمل التعليميّ في المدرسة. هذه الإدارة تضع السياسات الأوليّة في آليّة التعامل مع فريق العمل الجماعيّ؛ تبدأ من تعزيز الاحترام المتبادل، وتعزيز روح الفريق المهنيّة العلميّة بوضع أولويّات التعامل الإنسانيّ، ثمّ التعامل الأكاديميّ، والتعامل داخل إطار المدرسة كأسرة تتنوّع فيها الأدوات والأساليب، سواء التعليم التلقينيّ، أو التعليم الحديث المبني على تعزيز التحليل وتعزيز التعليم اللامنهجيّ، ما يُرسّخ الحالة الذهنيّة للطلّاب، ويعزّز انتمائهم ومحبّتهم لمدرستهم ولمعلّميهم وإدارتهم.

والسياسة الأُخرى أن ينتهج المعلّمون طرقًا إبداعيّة تربويّة تُعزّز إطار المحبّة والتسامح داخل الصفّ، وتُرسّخ مبادئ دفء التعامل المدرسيّ، والذي يعمل على تغير آليّة العمل التقليديّ بتعامل الطلّاب مع معلّميهم. ومن المهم اتّباع سياسة الابتكار والإبداع، وتعزيز رؤية التميُّز العلميّ من خلال مواصلة استكشاف المهارات العلميّة والفنّيّة والأدبيّة للطلّاب.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم من بُعد وأبقيتِ عليها الآن؟

  • - المحاضرات المباشرة عبر البثّ المُباشر (اللايف).
  • - تسجيل المحاضرات ووضعها على موقع معيّن.
  • - استخدام التطبيقات الحديثة، مثل تطبيق (زووم).

 

كيف تخاطِبين الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

يجب تعزيز مهاراتهم الفنّيّة من خلال وضع برنامج مهنيّ متكامل وزمنيّ، فيعزّز كلّ معلّم مهاراته الفنّيّة والمهنيّة من خلال مسابقات ودورات وورش. ومن خلال تعليم العلوم الفنّيّة، وتحفيز المعلّمين المتميّزين من خلال تقديم الحوافز المادّيّة أو المعنويّة، للاستمرار بتطوير قدراتهم الفنّيّة.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

تعلُّم العلوم التربويّة مهمّ، لكن حتّى ينجح المعلّم بشكل شامل وتنمويّ للكادر البشريّ؛ الطلبة، عليه متابعة العلوم النفسيّة والإداريّة التي تتعلّق بإدارة الجودة الشاملة، وإدارة التمييز، وإدارة الذات، وإدارة الوقت، وإدارة المواهب. كل ذلك يعزّز الابتكار والإبداع في العمل المدرسيّ، إلى جانب متابعة التكنولوجيا، واستخدام التقنيّات الحديثة، والتعليم الإلكترونيّ ومعرفة أدوات الذكاء الاصطناعيّ، لأهمّيّتها في تطوير العلم وتعزيز قدرات المعلّم الناجح. ومن المهم متابعة العلوم المتعلّقة بالمناهج العلميّة، حتّى يتمّ تطوير المناهج الدراسيّة بما يتلاءم ومتطلّبات العصر الحديث.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمرين هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

كانت هناك تغيّرات ومميّزات إيجابيّة للطلبة بعد تجربة التعليم عن بُعد، منها سهولة المحتوى التعليميّ، فالتعلّم عبر الإنترنت طريقة مناسبة للأغلبية؛ يحصل الطلّاب على دورات ومحاضرات في المجالات التي يرغبون التعمّق بها، وذلك في الوقت الذي يناسبهم. يتميّز التعليم الرقميّ بمرونة الوقت، على عكس الفصول التقليديّة.

ومن المتغيّرات دعم عمليّة الاستيعاب، من خلال إمكانية تسجيل الفصول الدراسيّة، وقيام الطالب بمشاهدة المحاضرات أكثر من مرّة حتّى يستوعب المعلومات بشكل كامل. هذه الخاصّيّة لا تتوفّر في الفصول الدراسيّة التقليديّة، إذ تبدأ المحاضرة وتنتهي في وقتٍ معيّن، وإن لم يتمكّن الطالب من حضورها فما من إمكانيّة لتكرارها، بعكس التعليم الرقميّ الذي يُمكّن المتعلّمين من الوصول إلى المحتوى التعليميّ في أيّ مكان ووقت، ما يساعد الطلّاب بشكل أكبر خلال فترات التحضير، والإعداد للاختبارات الدراسيّة.

كما إنّ الطلّاب يفضّلون المحتوى التعليميّ القائم على التفاعل. ويفضّلون مشاهدة مقطع فيديو بدلًا من قراءة صفحات كتاب. إذًا، فالأدوات التي يستخدمها التعليم الرقميّ، تقدّم المحتوى التعليميّ بشكل أكثر جاذبيّة من التعليم التقليديّ، ما يُسهّل تلقّي المعلومات من قِبل الطلبة، وتطبيقها بشكل أفضل. والحقيقة أنّ هذا عزّز مقاربتي التعليميّة في استمرار تقديم المحاضرات عبر الإنترنت خلال العطل، إن احتاج المتعلّمون إلى ذلك.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّفين هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

الطالب الشغوف هو الطالب المعني بالتعلّم، والمستمرّ بتطوير مهاراته وقدراته، ولا يتوقّف عند حدٍّ معيّن في التعلّم. وهو إنسان مبدع متميّز يجتهد باستمرارٍ من دون كلل أو ملل. وهو الطالب الذي يقدّم الأنشطة المستمرّة وإن لم يُطلب منه ذلك، هدفه النجاح ثمّ النجاح المتميّز.

أوظّف ذلك من خلال تعزيز تميّزه وجهده وتقديره، من خلال مكافأته، سواء بتقديم شهادة تقدير وتكريمه أمام مهرجان، أو مؤتمر معيّن، أو ندوة تُعزّز مهاراته، وتُحفّز الطلّاب الآخرين على العمل الجماعيّ، والتعلّم الجماعيّ، بتعزيز التنافس الإيجابيّ.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

أرى ارتداء الزيّ الموحّد نقطة إيجابيّة في التربية والتعليم، فهو يعبّر عن انتماء الطلّاب إلى مدارسهم. ويعتبر ارتداء الزيّ ثقافة تُعزّز احترام المدرسة، والالتزام بالأنظمة والقوانين المتّبعة. وكذلك، يعطي الزيّ المدرسيّ هيبة جميلة للطالب تُميّزه عن غيره، وتميّزه أنّه في فترة محدّدة يذهب إلى المدرسة مرتديًا زيًّا يحافظ عليه كتراث أدبيّ تربويّ قيميّ. 

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفينها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

تعزيز الابتسامة والمحبّة بين الجميع من خلال البساطة، والوصول إلى قلوب الطلّاب من خلال التعامل المهنيّ بأساليب جديدة إبداعيّة. أوظّف القيم المشتركة لتطوير ثقافة التميّز، من خلال التميّز في المهارات، وإدارة الذات، وفي الأفكار والتطلّعات، وفي الأنشطة والوسائل، وفي التعامل مع الطلّاب، وفي التخطيط ووضع الأهداف لتحقيق عمليّة تربويّة ناجحة.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمحين إلى أن تشاركي بها؟ لماذا؟ 

استخدام النظريّة اليابانيّة في تحفيز الطلّاب وتعزيز انتمائهم إلى مدرستهم. وأطمح في وضع قواعد النجاح، أوّلها الرغبة والتجربة الناجحة ووضع الهدف لتحقيقه، ومن ثمّ رفع التعلّم اللامنهجيّ والعمل الجاد والتركيز على الطالب الضعيف ومكافأة المجتهد، وإبداء المرونة في التعليم، وتعزيز روح المسؤوليّة في الطلّاب، وعدم استعجال النتائج والاستمرار في تحقيق الهدف وإن طال انتظار النتائج.

 

بماذا تنصحين شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟ 

أنصحه باتّباع الأساليب الحديثة، والبعد عن العمل التقليديّ في العمل المدرسيّ. وأنصحه بوضع خارطة طريق؛ بمعنى وضع برنامج عمليّ للوصول إلى التميّز، يشمل وضع رؤية داخل صفّه، وتوثيق أدائه الحاليّ، ووضع الأهداف الذكيّة والعمليّة، وطرح استراتيجيّة تربويّة شاملة، ومراقبة التحسّن في الأداء، وتنفيذ إجراءات التحسين وتقييم التغيير، وبعدها المحافظة على الإنجازات الفعليّة بعد معرفة ظهور النتائج الإيجابيّة بشكل ملموس حول تميّز الطلّاب. وأنصحه باستخدام آليّات التفكير التربويّ خارج الصندوق في أساليب التدريس والتعلّم المستمرّ.