بنان منصور- معلّمة صفّ- الأردن
بنان منصور- معلّمة صفّ- الأردن
2021/08/16

كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟ 

عدم وجود المدرسة يعني أن التعليم سيكون تعليمًا حُرًّا، بحيث يبحث كل طالب عن العلم الذي يريد أن يتعلّمه وفقًا لميوله ورغباته، ولفئة معيّنة من المجتمع، وسيكون تعليمًا عشوائيًّا غير ممنهج لا يتبع لقوانين أو قواعد.

مستقبل المدرسة بعد كورونا يجتاحه الكثير من الغموض، فقد أثبتت تجربة التعليم عن بعد أنّه لا غنى عن المدرسة كمكانٍ، خصوصًا لطلبة الصفوف الدنيا، فهي؛ أي المدرسة، أوّل جسرٍ لربط التعليم بالحياة الواقعيّة.

المدرسة مكان يقدّم التعليم الفعّال والممتع للطلبة ضمن قواعد مدرسة، ولكن ما يجب أن يفكّر فيه التربويّون وذوو الاختصاص هو ما بعد عودة الطلبة للمدارس، والتأثير السلبيّ لهذه الجائحة عليهم، فعندما يتعرّض الأطفال لأزمات نفسيّة ضاغطة يصابون بصدمة نفسيّة تظهر على شكل قلق ومخاوف وميول عدوانيّة، كما تظهر عليهم أعراض جسمانيّة، مثل اضطرابات النوم، وعدم القدرة على التركيز.

ما نحتاجه بعد هذه التجربة هو وضع استراتيجيّة لمواجهة آثار الصدمة النفسيّة الناتجة عن كورونا، والعودة للمدارس دون خوف. هذه الاستراتيجيّة ستُخرج الطلبة من حالة العزلة التي أصابتهم من جَرَّاء المكوث لفترات طويلة في المنزل.

 

ما هي أوّل نصيحة تنصحين بها مُعلّمًا جديدًا؟ لماذا؟ 

نصيحتي هي أن تعشق مهنة التعليم حتى ترى ثمرات إبداعك في هذه المهنة العظيمة.

 

ما هو تعريفكِ للدهشة؟ وكيف وصلتِ إلى هذا التّعريف؟

الدهشة من وجهة نظري حدوث أمر غير متوقّع يجعلنا نشعر بالذهول والحيرة وابتسامة في بعض الأحيان، وقد تعترينا خفقات بالقلب كردّةِ فعلٍ على الدهشة التي أصابتنا. في مجال التعليم نواجه بعض المواقف التي لا يمكن نسيانها، وهذا التعريف هو محض ترجمة لهذه المواقف.

 

ما هي مصادر الإلهام في مسيرتكِ التعليميّة؟ لماذا؟

كلّ شخص يحتاج إلى مصدر إلهام لكي تكبر طموحاته وأحلامه، فيكون هذا المصدر بمثابة إلهام مُتجدّد يلجأ إليه كلّما يشعر بالروتين والجمود، أهم مصادري كانت تتمثّل بالقراءة ثم التعلّم من المواقف الحياتيّة وكل شيء يترك أثرًا فيّ أعتبره مصدر إلهام، بالإضافةِ لتجارب الزميلات والزملاء.

 

من هو الطّالب المُتميّز برأيكِ؟ لماذا؟ 

الطالب المتميّز هو الطالب الذي يستطيع أن يتواصل بشكلٍ فعّال مع المعلّم ومع زملائه، القادر على تقبّل الفشل والتعلّم منه بكونها تجربة مفيدة تدفعه للنجاح.

 

حسب معاييرك، كيف تصفين المُعلّم المُلهِم؟  

المعلّم المُلهم هو الذي تكون ثقته في طلبته وإيمانه بقدراتهم، كما أنّه يمتلك قدرة على اكتشاف القدرات الدفينة لدى طلّابه، ويشجعهم على استخدام تلك القدرات والخروج بها إلى النور. ولا يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، بل يمتدّ إلى أن يساعد طلبته على أن يثقوا في أنفسهم وقدراتهم تلك. والمعلّم المُلهم هو الذي ينقل خبراته لزملائه.

 

ما هو الموقف الذي تندمين عليه في مسيرتك التعليميّة؟ 

في بداية مسيرتي التعليميّة لم أكن أعلم مدى أهمّيّة الإلمام بوضع الطالب الاجتماعيّ، على سبيل المثال مشاكله العائليّة، وما  أثر ذلك على مستواه الدراسيّ والنفسيّ.

 

برأيكِ، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟  

إنّ توفّر علاقة جيّدة بين الإدارة والمعلّم يعدّ أمرًا ضروريًّا، كون هذه العلاقة تنعكس على أداء المعلّم وتساعده على النموّ والتقدّم في مهنته، ناهيك عن دورها في إعطاء المعلّم شعورًا بالرضا والسعادة في الجوّ المدرسيّ.

 

ما الذي تُريدين محوه من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟  

التلقين لأنّها طريقة لا تعطي للمتعلّمين فرصة للفهم والتفكير والتساؤل والبحث والتجريب والنقد، أمّا بالنسبة لعمليّة التقييم فعليها ألّا تكون حصرًا على الاختبارات التقليديّة، بل أن تكون عمليّة تقويميّة تحمل أساليب متعدّدة لتحقيق هدف المدرسة، ومن هذه الأساليب والأدوات: الملاحظة، واستطلاع الرأي، والمقابلة، ومقاييس التقدير، والتقارير الذاتيّة، والأبحاث، ودراسة الحالة، والمناقشة الجماعيّة.

 

ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليكِ وعلى تجربتكِ في الحياة؟  

كتاب "قوّة عقلك الباطن" للدكتور جوزيف ميرفي.

أثّر هذا الكتاب بطريقة تفكيري، حيث دفعني للتفكير بإيجابيّة دائمًا، وعلّمني ألّا أترك الأمور السلبيّة تسيطر على تفكيري، فأنا مثل ربّان السفينة، أوجّه تفكيري بالاتجاه الصحيح، وقوّة تفكيري تنبع من إيماني وعقائدي وتجاربي.