التعليم في اليوم التالي من الحرب: ماذا يجب أن نفعل؟
التعليم في اليوم التالي من الحرب: ماذا يجب أن نفعل؟
نورا مرعي | مشرفة تربوية ومنسّقة مادة اللّغة العربيّة-لبنان

تتفّق المجتمعات الدوليّة على أهمّيّة التعليم، فهو يسهم في تربية الطالب وتثقيفه وتعليمه، بالإضافة إلى إكسابه مهارات عديدة، فضلًا عن تنمية مهاراته الذاتيّة والفكريّة والتواصليّة. كما يضمن له الوصول إلى تحقيق هدفه في الحياة. لكنّ ذلك يرتبط باستقرار البلد، ففي حالة عدم الاستقرار، يُضرَب التعليم في الصميم، ويقع الطفل ضحيّة هذه الوقائع التي تؤثّر سلبًا فيه، وتُحرِمه من أدنى حقوقه.   

 

تعاني بعض الدول العربيّة صراعاتٍ عديدة ونزاعات مختلفة لا تؤدّي إلى خسائر بشريّة أو مادّيّة كثيرة فحسب، بل إلى خسائر فكريّة أيضًا، تنعكس على الطلّاب الذين يفقدون سنوات دراستهم بسبب الحروب التي تضرب أوطانهم. فلا يمكن لأيّ طفل أن يدرس أو يتعلّم في بيئة حرب تدفع به إلى الهروب من الحياة التعليميّة، خوفًا من الواقع المعاش. وقد تؤدّي الحرب إلى إلغاء العام الدراسيّ كاملًا، حيث يغدو الطالب بلا دراسة، ويهرب من مكان إلى آخر، أو ينزح داخليًّا، أو يترك الوطن ويهاجر بغية البحث عن الأمن والسلام. ينتج عن هذه الظروف القاسية ابتعاد الأطفال من التعليم، ليصبح الأمر بعيد المنال بالنسبة إليهم. فما الطرائق المقترحة لما يلي الحرب؟ وهل يمكننا متابعة الدراسة بعد الحرب وكأنّ شيئًا لم يكن؟ أم ينبغي إجراء تغييرات عديدة تطال المنهج والواقع النفسيّ، بالإضافة إلى التعويض؟ وكيف يمكننا تحسين الوضع النفسيّ والتربويّ للطفل الذي خرج سالمًا من الحرب المروّعة، والتعويض الملائم لما فاته خلال العام الدراسيّ؟

 

نظرة إلى الواقع التربويّ بعد الحرب

في ظلّ الحرب والواقع المعقّد، ليس سهلًا على المهتمّين بالواقع التربويّ والمعنيّين تغييرُ المنهج المعتمَد تغييرًا كلّيًّا، ولكن يُمكن العمل على إجراء تغييرات من شأنها مساعدة الأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة والتعليم، ولا سيّما أنّ أوطانهم لم تعمل على إيجاد برامج خاصّة تراعي ما يضيع خلال الحرب. فصعوبة اكتساب الطفل التعليم خلال الحرب بسبب الواقع النفسيّ الصعب الذي يعيشه، بالإضافة إلى عمليّة التهجير القسريّ الذي يتعرّض إليها، أو تدمير منزله، أو غير ذلك... فهذا كلّه يشكّل عنصرًا تدميريًّا لأحلام الطفولة وأهداف العائلة في وصول ولدهم إلى مكانة مرموقة. فلا برامج خاصّة تدرَّس بعد انتهاء الحرب، سواء باللغة الأمّ أم بلغة أجنبيّة أخرى يُفترَض بكلّ طفل أن يكتسبها اكتسابًا يسيرًا، ويتابعها بعد عودة الأمن إلى الوطن.

 

يبدو أنّ موضوع التعليم في غزّة، أو في جنوب لبنان، أو في أيّ بلد عربيّ تعرّض إلى حرب، قد بدّل معادلة الواقع الدراسيّ لدى الأطفال. فهذا الوضع يجعلنا نفكّر بالمدارس التي تدمّرت والمؤسّسات التعليميّة التي طالها العدوان وجعل المكان غير قابل لاستقبال الأطفال. فبعد شهرين فقط من الحرب الأخيرة على غزّة، نلحظ تدمير ما لا يقلّ عن مائة وسبعين مدرسة بحسب آخر تقرير، "ووفق أرقام صادرة عن الأمم المتحدّة، تضرّر 352 مبنى مدرسيًّا بحلول منتصف ديسمبر؛ أي أكثر من 70 في المائة من البنية التحتيّة في القطاع" (الشرق الأوسط، 2023، ديسمبر 18).  وذلك من دون مراعاة حرمة المدارس التي تحوّلت إلى مراكز إيواء للنازحين. والأمر نفسه حصل في جنوب لبنان، إذ تحوّلت بعض مدارس صور إلى مراكز إيواء لنازحي الجنوب اللبنانيّ. وعلى الرغم من حماية القوانين الدوليّة المؤسّسات التعليميّة، إلّا أنّ الحرب الشرسة أدّت إلى تعطيل العمليّة التعليميّة في هذه الأماكن، وينبغي اليوم أن نفكّر باليوم التالي من الحرب، هل سيكون كما قبله؟ الأمر سيكون مغايرًا بالتأكيد، فالواقع يجبرنا على إعادة النظر في وضع الأطفال النفسيّ الذين خرجوا من الحرب مصابين بعوارض نفسيّة صعبة، فمنهم مَن فقد ذويه أو أحد أقاربه، أو ربّما خسر معظم أفراد عائلته، فكيف سيكون واقع الطفل النفسيّ بعد ما تعرّض إليه من صدمات متكرّرة؟ 

 

متابعة الدراسة بعد الحرب وارتباطها بالمنهج والواقع النفسيّ

تدفع الحروب التي تضرب المنطقة بالمعلّمين والمهتمّين بالشأن التربويّ إلى أخذ قرارات مصيريّة ومحاولات عديدة تسهم في العمل على تغيير المناهج الدراسيّة المقترحة تغييرًا كلّيًّا قبل الحرب، لتصير ملائمة الواقع النفسيّ، إذ ينبغي علينا العمل على إزالة الأفكار الصعبة التي رآها الأطفال، سواء في غزّة أو في لبنان أو في سوريا، حيث شاهدوا ويلات الحرب بأمّ العين، الأمر الذي أثّر فيهم تأثيرًا عميقًا. ولمساعدتهم على النجاة من هذه الآثار، يفترض أن نُخرِج ما في داخلهم من أوجاع، ونعيد الطمأنينة والسلام إلى فكرهم وذاتهم. تغرِّد عوض (2023)، الاختصاصيّة في علم النفس الإيجابيّ تغريدة صعبة: "أطفال الحرب حسّاسون وموجوعون، لذا علينا أن نخاطب عواطفهم، وليس أن نطمئنهم بطريقة ملموسة فقط". وهذا ما يدفع بنا إلى العمل على تعديل المناهج لتصير أكثر واقعيّة ومناسبة للواقع الحياتيّ، بإحداث تعديلات في جزء من المناهج التربويّة بهدف مواكبة المستجدّات؛ فالمناهج المعتمَدة في أيّ دولة تعرّضت للحرب يُفترض أن تخضَع  لتعديلات تلائم الوضع المُستحدَث، إذ يجب أن تُربَط النصوص المقروءة والمسموعة بالمجتمع والبيئة والحياة، فالكفايات التي يجب التركيز عليها هي الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة، وهذه الكفايات يمكن لأيّ طفل اكتسابها إن شعر بارتباط المادّة المدروسة بالواقع المعاش.

 

بالإضافة إلى ذلك، على المجتمع المحلّي العمل بالتعاون مع المهتمّين التربويّين على دمج التقنيّة في محتوى المناهج، ليتسنّى للأطفال متابعة الدراسة عن بعد، حتّى لو لم يتمكّنوا من الوصول إلى مدارسهم التي تدمّرت بفعل الحرب. وهذا ما يدفع بنا نحن، المهتمّين بالواقع التربويّ، إلى طلب المساعدة من المنظّمات الإنسانيّة، لدعم هؤلاء الأطفال بهواتف ذكيّة أو حواسيب محمولة، من شأنها جعل عمليّة تعلّمهم عمليّة سلسة وسهلة بلا عواقب. كما ينبغي تنظيم المناهج الدراسيّة وفق المنهج التكامليّ، بالتركيز على مهارة التفكير والتخطيط وحلّ المشكلات، وإلغاء بعض مواد الحشو التي تشكِّل عبئًا على الطالب، وتحديد مسارات تطوّره. فهو بحاجة إلى اكتساب الكفايات اللغويّة، كما سبق وذكرنا، ولا سيّما الاستماع والتحدّث والقراءة والكتابة.

 

لذلك، يفترض تسليط الضوء على تطوير هذه الكفايات بتحديد المعايير وكيفيّة التنفيذ وظروف نجاحها، إذ تحتاج بعض الكفايات إلى إيجاد وسائل تقييميّة حداثيّة تقوم على اختبار الطالب، بعيدًا عن الطريقة التقليديّة القائمة على الامتحان والحفظ والتذكّر، بتقييم أدائه المعرفيّ والمهاراتيّ في آنٍ واحد، شريطة ألّا يكون الاختبار خطيًّا فحسب. ولكي يُعدَّل المنهج، على المهتمّين بالأمر وضع خطّة التطوير ومراحلها وطرائقها وأساليبها، إذ قد يدفع تطوير المنهج إلى إيجاد نصوص جديدة تلائم الواقع، وتمكِّن الطالب من التعبير الشفويّ والكتابيّ. فالهدف لن يكون حفظ المعلومات بقدر ما هو إجادة التعبير الشفويّ والتعبير الكتابيّ بلغة سليمة، سواء أكان ذلك باللغة الأمّ أم باللغة الأجنبيّة الثانية.

 

ومن هنا، يقوم التطوير على مراعاة اختيار موضوعات المحتوى، لنحقّق تماسك المادّة وترابطها، ما يجعل الأمر سهلًا على الطالب. وهذا يفترض إيجاد استراتيجيّات تناسب كلّ موضوع، وتحديد الأنشطة التي تعزِّز المادّة التعليميّة وتثريها، كقراءة بعض القصص الملائمة للواقع والمرتبطة به، مثل: "لو كنت طائرًا" و"فتية النفق"... وهذا يتطلّب توفير الوسائل، ثمّ تدريب المعلّمين على تحقيق أهداف المنهج المعدَّل، بتأمين الأجهزة اللازمة والكتب والطرائق المناسبة. 

 

توصيّات ومقترحات عامّة

من الجيّد التخفيف من حشو المناهج وتحويلها إلى ما يتلاءم مع المهارات الحياتيّة، حتّى يتمكّن الطفل من متابعة دراسته، مع مراعاة الفرق بينه وغيره من الأطفال الذين عاشوا حياة طبيعيّة. إلّا أنّه من المهمّ العمل على إدخال أنشطة ترتبط بالواقع النفسيّ في المناهج المعدّلة، لكي يكون العمل متوافقًا مع بعضه بعضًا، وفي الوقت عينه أيضًا. فعلى الطالب الذي عاش أزمة الحرب ألّا يخسر المزيد من الوقت، إذ قد يتزامن إخراجه من حالة التعب النفسيّ الذي يعانيه مع الوقت الذي يتابع فيه الدراسة، لكي يعاود التأقلم مع الواقع الأكاديميّ والتربويّ. فتركه في المنزل ومحاولة علاجه نفسيًّا، من دون عودته إلى التعليم، يؤثِّر فيه سلبًا، بإضفاء بعض الأنشطة التي تفرّغ المشاعر السلبيّة، وتدفع الأطفال إلى تخطّي الألم النفسيّ، بالتفريغ الانفعاليّ. يتطلّب ذلك جلسات خاصّة يعبّر فيها الطفل بأساليب متنوّعة، كالقيام بتمارين التنفّس العميق، وترديد بعض الأذكار، والتعبير عن المشاعر كتابيًّا أو رسميًّا أو بأيّ طريقة يفضّل الطفل التعبير بها. كما يمكن علاج واقع الأطفال التعليميّ الذين أجبرتهم الحرب على ترك دراستهم، بإعداد دورات تدريبيّة مكثّفة ووضع حصص تعليميّة على مدار العام، سواء أكانت في فصل الصيف أم في فصل الشتاء، ليتمكّن الطفل من اكتساب المهارات الرئيسة. فضلًا عن دورات أجنبيّة مكثّفة يكتسب بها الطفل لغة أخرى تختلف عن اللغة الأمّ. بالإضافة إلى ذلك، يمكننا اتّباع خطط دراسيّة داخل البيت، ليواكب الطفل المرحلة التعليميّة قدر المستطاع، بتطوير مهاراته اللغويّة والحسابيّة، ومتابعة برامج مسجّلة أو مواقع إلكترونيّة تُعنى بتنمية مهارات معيّنة لدى كلّ من حُرِم الدراسة، فيصل لاحقًا إلى اختيار تخصّص يتوافق وظروفه التي عاشها ويمكّنه من تحقيق ذاته وفرض وجوده.

 

وعليه، يمكن القول إنّ معظم ضحايا الحرب من الأطفال، فإن كُتب لهم النجاة من القصف والدمار، فالواجب على الهيئات والمؤسّسات الأكاديميّة أن تعمل على إعداد برامج تعليميّة خاصّة، لها منهج مكثّف يعوِّض المعلومات التي فاتتهم. كما لا يمكن إهمال فكرة ضرورة تعزيز التعلّم الذاتيّ والتعليم المنزليّ، لكي يبقى الطفل على رابط قويّ مع التعليم كي يكون مطمئنًا حول مستقبله.

 

بالإضافة إلى ما ذُكِرَ، ينبغي العمل على تسليح الأطفال بالإيمان الحقيقيّ، بقراءة قصص تحثّ على هذا الأمر، والعمل على ترسيخ فكرة تقبّل الواقع والتكيّف مع ما جرى معهم في محاولة إعادة العمل على واقع جديد قائم على تحدّي الألم، للوصول إلى حياة آمنة نفسيًّا. ولا مانع من جعلهم يشاهدون بعض الأفلام التنمويّة الإنسانيّة التي تهدف إلى تخفيف آلامهم، وجعلهم يتعلّقون بأمور مختلفة عمّا رأوه خلال الحرب. فمساحة التعبير تكون واسعة وهي بمنزلة نقطة تحوّل مهمّة في حياتهم للتعبير عن كلّ ما سيطر على فكرهم أثناء الفترة الصعبة التي مرّوا فيها. ولا شكّ أنّ الاهتمام بالواقع النفسيّ ومعالجة الأزمات الداخليّة تشكّل عنصرَ تأثيرٍ كبير قبل الانتقال إلى إعادة اكتساب ما فاته من المفاهيم التربويّة. وتؤكِّد المستشارة الأسريّة والمرشدة المجتمعيّة همسة يونس (2023) "أنّ ما يتعرّض له أطفال الحروب من مشاهد رعب وقتل ودمار سيترك فيهم آثارًا نفسيّة سلبيّة عديدة، سواء على المدى القريب أم البعيد. لذلك، هم بحاجة إلى جلسات تأهيل نفسيّ تجعلهم يخرجون من هذه الحرب بأقلّ الخسائر النفسيّة". وهذا الأمر قد يشكِّل عبئًا تربويًّا إضافيًّا، ولا سيّما أنّ المناهج الدراسيّة لم ترعَ هذا الأمر، حيث صار لزامًا علينا إعادة تعديل المناهج وتغييرها كما ورد سابقًا. 

 

بالإضافة إلى ما سبق، علينا أن نركِّز على مطالعة القصص التي تعيد الأمل إلى الأطفال الصغار، أو على قيمة معيّنة تسهم في التخفيف من مشاعرهم السلبيّة، ثمّ الطلب إليهم إعادة سرد القصّة وتحديد العبرة المُكتسَبة والتركيز على الحوار، ليتمكّن الطفل من التعبير الشفويّ. وكانت منظّمة يونيسف قد قدّمت نصائح متنوّعة للتعامل مع الأطفال الذين عايشوا الحرب، تتمثّل بالآتي:

  • -اكتشاف ما يعرفونه وما يشعرون به، فالطفل عندما يشعر بالراحة يتحدّث بحريّة. 
  • -التقليل من شأن مخاوف الأطفال وعدم التغافل عنها. 
  • -تشجيع الطفل على الرسم وقراءة القصص. 
  • -المحافظة على الحديث الهادئ والمتناسب مع عمر الطفل. 
  • -عدم المبالغة في مشاركة المخاوف مع الطفل. 
  • -زرع الطمأنينة في نفوس الأطفال. 
  • -التركيز على القصص المؤثِّرة إيجابيًّا.
  • -تذكير الأطفال بأنّ هناك مَن يعمل بجدّ لوقف الصراع وإحلال السلام في العالم. 
  • -تجنّب التحدّث عن المواضيع التي تثير الخوف قبل النوم مباشرة.

تشكِّل هذه الإرشادات التي قدّمتها منظّمة اليونيسف أسلوبًا مهمًّا يُسهم في التخفيف من الواقع النفسيّ الصعب. الأمر الذي ينعكس إيجابًا على الأطفال الذين يُفترَض أن يخضعوا لجلسات توعويّة نفسيّة في اليوم التالي من الحرب، وذلك برفع معنويّاتهم وشحن السلام النفسيّ فيهم، مهما كانت الأنشطة المُمارَسة بسيطة أو عاديّة.

 

* * *

ويبقى السؤال الأبرز، إلى متى ستبقى الحرب تؤثِّر في صحّة أطفالنا النفسيّة والتربويّة والجسديّة؟ ولِمَ لا تعمل المنظّمات الإنسانيّة على التخفيف من وطأة الحروب على الأطفال الصغار؟ فهم لا يملكون أسلحة ولا يعرفون معنى الحرب، ويحقّ لهم أن يلعبوا ويتعلّموا ويعيشوا في بيئة آمنة.

يشير الواقع اليوم إلى مرحلة سيّئة يعيشها الإنسان عامّةً والأطفال خاصّةً، والمتوقّع منّا أن نعمل بكلّ ما نملكه من قوّة على إعادة التعليم إلى مكانته المرموقة، وأن ندفع الأطفال إلى السير على الطريق السليم، بإخراجه من دوّامة الخوف والرعب والحزن التي عصفت به، على أمل أن نصل إلى التخلّص من تداعيات الحرب السيّئة على البشريّة كلّها.

 

المرجع

- الشرق الأوسط. (2023، ديسمبر، 18). التعليم في غزّة: مأساة أخرى تفاقم خسائر الحرب.

- عوض، سميرة. (2023). أطفال الحروب: كيف تدعمين طفلك المحطّم نفسيًّا بسبب الحرب؟ الجزيرة.