إيناس الجلّاد- معلّمة لغة إنجليزيّة- الأردن
إيناس الجلّاد- معلّمة لغة إنجليزيّة- الأردن
2022/04/15

كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترين مستقبل المدرسة كمكانٍ؟

منذ القدم، ارتبط التعليم بالمكان الذي يجمع عدّة طلّاب وسبّورة وطباشير، الأبيض منها والملوّن، ارتبط التعليم بالمعلّم/ المعلّمة، ارتبط بالصفّ والحصّة وجرس الفرصة وجرس العودة إلى المنزل، وبما أنّني من جيلٍ ترعرع على ذلك، وأمارس، كذلك، مهنة التعليم، فلا يُمكنني تخيّل التعليم بلا مكانٍ للدراسة. وقد كنّا نقول، سابقًا، أنّ المدرسة هي بيتنا الثاني، والذي نقضي فيه 6 إلى 7 ساعات يوميًّا، نتعلّم فيه ومنه، ونلعب ألعابنا البسيطة البريئة آنذاك، نُرافق الصديق ونتخاصم، ونعود مجدّدًا بمجرّد ضمر خناصرنا ببعضها، وهذه كانت طريقتنا العفويّة للتصالح. ولكن، ومع غياب المكان، خلال الجائحة، وغياب التواصل المباشر واستكمال العمليّة التعليميّة عبر أدوات تكنولوجيّة، ومع كلّ مصادر التعلّم والتواصل حينها، ولكن، من وجهة نظري، فقد الطالب عناصر عدّة هامّة، وتأثّر بها، وكان هذا التأثّر واضح عند عودة الطلبة لمقاعد الدراسة.

من هُنا، أؤمن بأنّ مستقبل المدرسة كمكان سيشهد تغييرات مُختلفة، وسيعاصر من الظروف، وستمرّ أجيال تلو الأجيال، ولكلّ جيل معتقداته وأسلوبه ومنطقه، ولكنّني، مع ذلك، لا أتخيّل أن المكان الذي سيتفاعل فيه كلّ هؤلاء سيختفي، ولا أتخيّل مستقبل التعليم دون مدرسة.

 

كيف تصفين تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟

كما ذكرتُ سابقًا، وجود الطالب والمعلّم في المكان ذاته، أمر هامّ جدًّا، خاصّة للمراحل العمريّة الدُّنيا، فهذه مرحلة حسّاسة، لا يتأسس خلالها الطالب تعليميًّا فقط، إنّما مُجتمعيًّا ونفسيًّا، ذلك بالتّفاعل مع محيطه بشكلٍ يوميّ.

 

اختاري شيئًا واحدًا تودّين تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟

وددت لو أن تتبع وزارة التربية والتعليم فكرة أن تكون هناك أربع إلى خمس موادّ أساسيّة إجباريّة يدرسها الطلبة، مثل اللغة العربيّة واللغة الإنجليزيّة والعلوم والرياضيّات ومادّة القرآن والأخلاق، ووجود موادّ إضافيّة، مثل الثقافة العامّة والرياضة البدنيّة وعلم الحاسوب والفنون وعلم التواصل، فيكون لدى الطالب حرّيّة الاختيار حسب ميوله، وما يفضّل. 

باعتقادي، ما تعاني منه بعض المجتمعات العربيّة، ما هو إلّا أثر جانبيّ لتطبيق خطّة قديمة على جيل جديد، وهذا الخطأ لا من منحى مضامين التدريس، ولكن من منحى المناهج، أي عندما توضع، فيقع على عاتق الواضعين مُراعاة الفروق الفرديّة للطلبة، وظروفهم البيئيّة والمُجتمعيّة، ووضح المناهج بعد دراسات دقيقة لما يُناسب الطلبة اليوم.

 

برأيكِ، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟

يُمكن توظيف الفنون بشتّى أنواعها في التعليم، ذلك من خلال إدماجها بوسائل التعليم المُستخدمة، على سبيل المثال، العمل على إنتاج وإخراج مسرحيّات، وكذلك تأليف ألحان لحفظ جدول الضرب.

 

إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟

غالبًا ما يتم تقييم الطالبة على مدى تفوّقه في المدرسة، ولكن عمليّة التقييم، حديثًا، باتت تحتوي على طرق جديدة مبتكرة لتقييم الطلبة، مثلًا على الإبداع والابتكار خلال الحصّة، ما يعكس مدى ذكاء الطالب في مسائل يوميّة، مثل طريقة إبداعه في حلّ الأسئلة، وعدم سرد الجواب، بل الإبداع بعرضهِ ليفهمه المستمع بطريقةٍ شيّقة. 

 

كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟

من خلال إدخال مادّة حياتيّة بحته يبرز فيها دور المرشد التربويّ في المدرسة، فنطرح مواقف حياتيّة وكيفيّة التصرّف عند حدوثها، وكيفيّة الوقاية، وماذا نفعل عند حدوث كذا، وهكذا. 

 

ما هو التعبير الذي تُحبّين رؤيته على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّين أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟

شعور الرضا والسعادة والراحة بعد تعب، والشعور بالمسؤوليّة، لأن ضحكاتهنّ تعني لي الكثير، وتمسح عن روحي المتعبة الكثير.

 

من هو الطالب المُلهم؟

الطالب الملهم هو الطالب الذي يتحلّى بالأخلاق الحميدة والمتعاون واللبق، والذي يحبّ الخير للآخرين، والذي يطوّر من مهاراته، والمتميّز بدروسهِ ويطبّق في حياته ما تعلّمه. 

ورأي آخر من وجهة نظر طالبتي تقول فيه: 

"هو الطالب القدوة لزملائه، والسبب في شغفهم وحبّهم للدراسة، وهو الذي يحترم معلّميه وزملائه، مثابر وإيجابيّ يدرس بجدّ وجهد، ويحبّ تعلّم كلّ ما هو جديد، ويحبّ الأنشطة والأفكار الجديدة، وهو خلوق مؤدّب لا يتكبّر". 

 

كصديقةٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟

بما أنّ أكثر من خمسين بالمئة من طلبتي من الإناث، فإنّني دائمًا أحثّهنّ على البحث أكثر والدراسة والتحلّي بالسلوكيّات الأخلاقيّة الحميدة، وتعلّم لغات أكثر، وأنصحهنّ بالقراءةِ أكثر. 

أعتبرهنّ أخواتي الصغيرات، فيتعلّمن منّي، وأتعلّم منهنّ، فلكلّ جيل ميّزات ملهمة. 

 

إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختارين؟

سأود، لو كان بالإمكان، زيادة المتاحف الموجودة في عمّان أو في مكانٍ بعيد عن زحمة المدينة وضوضائها، وأيضًا أُحبّ سماع آراء طلبتي في هذه المسألة.