ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟
أكثر الاستراتيجيّات فعّاليّة عندي، هو التعلّم القائم على المشاريع، حيث لاحظت تفاعل الطلّاب الإيجابيّ، وزيادة دافعيّتهم عند تطبيق المفاهيم على مواقف حياتيّة واقعيّة.
كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟
أوازن بين توظيف التكنولوجيا والتفاعل الإنسانيّ في التعليم باستخدامها أداةً داعمة تعزّز تجربة التعلّم، من دون أن تحلّ محلّ العنصر البشريّ. حيث أوظّف الذكاء الاصطناعيّ في التقييم الذاتيّ، وتقديم مصادر تعليميّة مخصّصة، مع التركيز على الحوار المباشر والأنشطة التعاونيّة للحفاظ على التواصل الشخصيّ. وقد نجح هذا التوازن في جعل الطلّاب أكثر استقلاليّة في التعلّم، من دون أن يؤثّر ذلك في تفاعلهم داخل الصفّ. إذ تُستثمَر التكنولوجيا في المهام التي تعزّز الفهم، بينما تُخصّص الحصص للنقاشات العميقة والتطبيقات العمليّة. انعكس هذا النهج على مسيرتي التربويّة، فجعلني أكثر مرونة في التخطيط للحصص، وأتاح لي فرصة التركّيز على توجيه الطلّاب وتحفيزهم، ما أسهم في تحسين دافعيّتهم وأدائهم الأكاديميّ. كما عزّز لديهم مهارات التفكير النقديّ والتعاون بالجمع بين الكفاءة التي توفّرها التكنولوجيا والدفء الإنسانيّ في العمليّة التعليميّة.
في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟
في بداية مسيرتي، كنت أشرح أكثر من اللازم بدلًا من تحفيز التفكير الذاتيّ عند الطلّاب، وعالجت ذلك بتطبيق أساليب التعلّم النشط مثل التساؤل الموجّه والنقاشات التفاعليّة.
افترضي أنّك تقومين بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟
أركّز في إعداد ورشة العمل على موضوعات محوريّة تُسهم في تطوير مهارات المعلّمين وتعزيز تفاعلهم مع الطلّاب. مثل استراتيجيّات التدريس الحديثة التي تساعد في تنويع أساليب الشرح وتحفيز التفكير النقديّ، واستخدام التكنولوجيا في التعليم لتوفير بيئة تعلّميّة تفاعليّة تلبّي احتياجات المتعلّمين المتنوّعة، بالإضافة إلى مهارات التفاعل الإيجابيّ مع الطلّاب لتعزيز بيئة صفّيّة داعمة تُشجّع على المشاركة الفعّالة، وإدارة الصفّ الفعّالة التي تضمن ضبط الصفّ بطريقة متوازنة تحافظ على النظام مع تشجيع الإبداع والاستقلاليّة عند الطلّاب. تأتي أهمّيّة هذه الموضوعات اليوم نظرًا إلى التطوّر السريع في أساليب التعليم، والحاجة إلى مواكبة التغيّرات التكنولوجيّة، إلى جانب التركيز المتزايد على بناء بيئة تعلّميّة شاملة ومحفّزة تُراعي الفروقات الفرديّة، وتدعم الصحّة النفسيّة للطلّاب، ما يجعل المعلّم قادرًا على تحقيق تأثير إيجابيّ أعمق في العمليّة التعليميّة.
هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟
نعم، التشبيك بين المعلّمين ضروريّ لتبادل الخبرات ومواجهة التحدّيات، وأقترح إنشاء منصّة إلكترونيّة تجمع المعلّمين العرب لتبادل الموارد والتجارب الناجحة.
كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟
أبني علاقات إيجابيّة مع أولياء الأمور عبر التواصل المنتظم وإشراكهم في أنشطة تعليميّة، مثل اجتماعات تشاركيّة وورش عمل تساعدهم على دعم تعلّم أطفالهم في المنزل.
كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟
أوازن بين العمل والحياة الشخصيّة عبر ممارسة الرياضة. إضافة إلى تخصيص وقت للاسترخاء، ووضع حدود واضحة بين العمل والراحة.
ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟
أعتمد على التخطيط المسبق وتحديد الأولويّات كاستراتيجيّة أساسيّة لتنظيم الوقت عند مواجهة الأعباء المتزايدة. حيث أقوم بوضع جدول زمنيّ أسبوعيّ يحدد المهامّ الأكثر أهمّيّة وفقًا لمواعيدها النهائيّة، وأثرها في سير العمل. على سبيل المثال، عند التحضير لحصص دراسيّة مع ضغط التقييمات والتصحيح، أخصص وقتًا صباحيًّا لإنجاز المهام التي تتطلّب تركيزًا عاليًا، مثل إعداد خطط الدروس، بينما أترك ساعات بعد الظهيرة لمهامّ أقلّ تعقيدًا، كتصحيح الواجبات. كما أحرص على تقسيم العمل إلى مهام صغيرة قابلة للإنجاز ضمن فترات محدّدة، ما يساعدني على تجنّب الإرهاق والحفاظ على الإنتاجيّة. إضافةً إلى ذلك، أركّز على تقليل مصادر التشتّت أثناء العمل، وأمنح نفسي فترات راحة قصيرة لاستعادة النشاط. ومن خلال تجربتي، أدركت أهمّيّة تفويض بعض المسؤوليّات للآخرين عند الحاجة، سواء بالتعاون مع الزملاء أو إشراك الطلّاب في مهامّ بسيطة داخل الصفّ، ما يسهم في تحقيق التوازن بين جودة العمل والراحة الذهنيّة.
اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.
التأثير الإيجابيّ تطوير مهارات التواصل والصبر، أمّا السلبيّ فهو الضغط النفسيّ الناتج عن المتطلّبات الكثيرة والتحدّيات المستمرّة.
ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟
من أطرف المواقف أنّني كنت أشرح بحماس شديد لمجموعة من الطلّاب، ثمّ اكتشفت أنّهم كانوا يحاولون تنبيهي أنّ السبّورة الإلكترونيّة لم تكن تعمل من الأساس!