أنس شموط- معلّم تربية رياضيّة- الأردنّ
أنس شموط- معلّم تربية رياضيّة- الأردنّ
2022/05/13

كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترى مستقبل المدرسة كمكانٍ؟

لا يمكنني تخيُّل الأمر، المدرسة لها دور كبير ومؤثّر في التعليم، ولولا وجود المدرسة لم يوجد التعليم، ولذا، فإنّ البحث عن أي مكان آخر غير المدرسة، لتوفير التعليم للطلاب في الوقت الحاليّ، لا يمكن إيجاده بسهولة، بل يحتاجُ إلى تفكير طويل، وتخطيط على المدى البعيد، ويحتاجُ إلى وجود موارد بشريّة ومادّيّة قادرة على توفير البدائل المناسبة للمدرسة، وأؤكّد على أن ذلك من الأمور الصعبة.

وجود المدرسة ضروريّ كمكان، ولا يمكن التخلّي عن وجودها بشكلها الحاليّ، وإن ما يثبت ذلك، أننا، أثناء جائحة كورونا، اتجهنا إلى التعليم عن بعد، ولكن أثبتت جميع التجارب، في تلك الفترة، بأن المدرسة كمكان أفضل بكثير، وستظلّ في المستقبل مستمرّة في وجودها المادّيّ.

 

كيف تصف تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟

كان لعودة التعليم الوجاهيّ فرحة كبيرة للطلّاب والأهالي بعد تجربة التعليم عن بُعد، التي كانت لها سلبيّات كثيرة، وأثّرت في نفسيّات الطلّاب، وحدّت من المهارات التي يجبُ أن يكتسبوها بسبب غيابهم عن المدرسة، وتسرّب الكثير منهم عن التعليم، وعدم قدرة العديد من العائلات على توفير متطلّبات التعليم عن بُعد، وفي الفصل الدراسيّ الثاني، استعاد كثير من الطلّاب المهارات التي فقدوها بسبب تجربة التعليم عن بُعد.

 

اختر شيئًا واحدًا تودّ تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟

أودّ تغيير النظرة اتّجاه موادّ التربية الرياضيّة والمهنيّة والفنّيّة، وتعزيز الاهتمام بها، وتفعيلها أكثر، عن طريق دعم تطوير مناهج دراسيّة لها، وجعلها تأخذ حيّزًا أكثر أهمّيّة ككلّ الموادّ الدراسيّة الأخرى، بالتزامن مع تطوير الجانبين النظريّ والعمليّ لكل من هذه المواد.

 

برأيك، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟

برأيي يمكن توظيف الفنّ والموسيقى عن طريق دعم تعلّمها، وإيجاد حصص دائمة لها، بداية من الصفوف الثلاثة الأولى، وهناك الكثير من الأمثلة التي يمكن توظيف الفنّ فيها للتدريس؛ مثل تأليف مقطع موسيقيّ أو استخدام آلة موسيقيّة في تعلّم الأحرف الأبجديّة.

 

إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟

إن أي طريقة جديدة للتقييم تحتاجُ إلى وجود خطّة علاجيّة وتربويّة تسبقها، وأرى أنني سأعتمدُ على تنفيذ اختبار قبليّ للطلّاب، لمعرفة مستواهم في بداية العام الدراسيّ، وثم في نهاية العام الدراسيّ سأنفّذُ اختبارًا بعديًّا، والذي يعدّ أداة تقييم ممتازة، لمعرفة مدى تطوّر الطلّاب، واكتسابهم المهارات اللازمة.

 

كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟

برأيي يمكن توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التعليم، من خلال الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعيّ، والتي أصبح لها دورًا كبيرًا وفعّالًا في الحياة العامّة، إذ من الممكن توظيف هذه المواقع في إنشاء بيئة تعلّم افتراضيّة هادفة وجامعة لجميع الطلّاب معًا، ذلك بهدف تعزيز التواصل معهم بأيّ مكان وزمان.

 

ما هو التعبير الذي تُحبّ أن تراه على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّ أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟

أحبُّ أن أرى الحُبَّ والابتسامة؛ فمن الجميل أن يُحبَّ الطالب مدرسته، ويبتسم فيها، ويشعر بالسعادة عندما يدرس داخل صفوفها. وأحب أن أراهم عندما يغادرون المدرسة، وهم متفائلين، ويشعرون بالأمل اتجاه تحقيق الأهداف، التي يريدون الوصول إليها من دراستهم.

 

من هو الطالب المُلهم؟

الطالب المُلهم هو الطالب الذي يسعى إلى التطوّر الدائم، وهو الذي بأسلوبه وتميّزه، قريب جدًّا من زملائه ومعلّميه، وهو الذي يعدّ المعلّم بالنسبة له القدوة والمثال الإيجابيّ.

 

كصديقٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟

أنصحهم برسم هدف بعيد المدى، والسعي الدائم، والمثابرة لتحقيقه.

 

إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختار؟

مكان يوجد به طبيعة خلّابة، وجميلة، خاصّة الغابات الخضراء في فصل الربيع في شمال الأردنّ.