أحمد زلط- معلّم لغة عربيّة- الأُردن
أحمد زلط- معلّم لغة عربيّة- الأُردن
2021/03/23

لو اختفى المعلّمون والمتخصّصون التربويّون من العالم، فإلى من يجب أن توكل مهمّة التعليم؟ لماذا؟ كيف سيكون شكل المدرسة لو تحقّق ذلك؟

لو اختفى المعلّمون والتربويّون فإنّ مهمّة التعليم ستناط بكثير من الأشخاص في مجالات كثيرة، مثل الشعراء والكتاب والفنّانين، الأطباء وهم في غرف العمليّات، والمهندسين، ورجال الأعمال والقانون، والمزارعين والخياطين، والعاملين في المختبرات التحليليّة، ونساء مكافحات مناضلات ورجال يختزنون ذكريات غنيّة، بحيث لا يكون هناك بناء مدرسيّ، بل يذهب الطلبة إلى المسرح والمحترف والمستشفى والمختبر، ويفلحون ويزرعون بأيديهم، ويخيطون الملابس ويطبخون، وينصتون إلى تجارب الجدّات والأجداد. 

 

لو ملكت القدرة على محو أشياء من ذاكرتك إلى الأبد، ما الذي تودّ محوه؟ وما الموقف الذي تخشى أن يُمحى؟

أتمنى نسيان حادثة خطّأتُ فيها مُعلّم اللغة العربيّة في إعراب كلمة أمام طلّاب صفّي. كنت أنا على صواب، فشعر المعلم بإحراج شديد. أمّا ما أخشى أن يمحى من ذاكرتي فهناك مواقف كثيرة جميلة وزاهية في حياتي أحرص على عدم نسيانها، ولكني سأذكر موقف المدرسة معي حينما تعرضت لمحنة، فقد كان موقفًا مشرفًا ساعدني على النهوض من جديد، كما أن علاقتي الروحيّة بمدرستي وزميلاتي وزملائي الذين أضحى بعضٌ منهم أصدقاء حقيقيّين، وجزءًا مهمًّا في حياتي، من الأمور التي تظلّ محفورة في وجداني.

 

ما هي أكثر عشر كلمات تتكرّر على مسمعك يوميًّا بوصفك معلمًا؟

تحيّة الصباح، أستاذ، حمّام، تحيّة الوداع، أزمة مروريّة.

 

لديك القدرة على التخفّي ليوم واحد، ماذا ستفعل؟

أزور أطلال قريتي المهدّمة التي استولى عليها الاحتلال الإسرائيليّ.

 

كيف تردّ على تلميذ يظلّ يطلب منك مزيدًا من الشرح؟

أُعيد الشرح طبعًا مرة ثانية وثالثة، وإن استعصى على الطالب الفهم أطلب منه أن نلتقي في مكتبي لأساعده على الفهم. 

 

ما شخصيّة الرواية أو الفيلم أو المسرحيّة التي تحبها؟ لماذا؟

هناك شخصيّات روائية كثيرة أحبّها، ولكن بكل تأكيد تأتي شخصية أم سعد بطلة رواية "أم سعد" للروائي الفلسطيني غسّان كنفاني على رأسهم جميعًا. تلك المرأة الفلسطينيّة المكافحة المناضلة الصابرة الواثقة والآملة إلى حدٍّ لا يوصف، لدرجة أنّها تؤمن بأن عود دالية جافًا سيبرعم لا محالة.

 

ما هي مواصفات الصفّ الذي ترغب بتدريسه؟ لماذا؟

أفضل أن يكون صفّي في الطبيعة، نجلس بشكل دائريّ على الأرض، نناقش روايات ومسرحيّات ونُحلّل قصائد ونتذوّق الشعر الجميل.

 

عندما كنت طالبًا في المدرسة، كيف كان يرى المعلّمون جيلكم؟

كما كلّ جيل يرى الجيل الأصغر منه. ما قاله المعلمون عن جيلي حينَ كنت طالبًا في ثمانينيّات القرن العشرين، قاله أحمد أمين لابنه في رسائله إليه في خمسينيّات ذلك القرن، والأمر نفسه ينطبق على ما قاله خليل السَّكاكيني لابنه سري في رسائله التي بعثها له في بدايات القرن العشرين، وما نقوله نحن المُعلّمين عن الجيل الحالي. هذا صراع الأجيال أو بعبارة أكثر لطفًا تصادم الأجيال، فالجيل الأكبر يرى نفسه أفضل وحياته أعمق.

 

ما عنوان آخر كتاب قرأته؟ وعن ماذا يتحدّث؟

منشغل حاليًّا بقراءة كتب الفكر مع أني مُغرم بالرواية والشعر. آخر كتاب قرأته "المثقفون العرب والتراث: التحليل النفسيّ لعصاب جماعيّ" للكاتب جورج طرابيشي. يُخضع الكاتب الخطاب العربيّ، الذي بدأ يُنتج نفسه بعد هزيمة 1967، للتحليل النفسيّ.