التكنولوجيا في التعليم في الوطن العربيّ بعد جائحة كوفيد 19
التكنولوجيا في التعليم في الوطن العربيّ بعد جائحة كوفيد 19

 

في الحادي والعشرين من تموز 2020، قدم فريق عمل "منهجيات" الندوة السابعة من سلسلة "ندوات منهجيات" التي انطلقت منذ أيار من العام نفسه. جاءت الندوة تحت عنوان "التكنولوجيا في التعليم في الوطن العربي بعد جائحة كوفيد 19"، وجمعت بين تربويين من ثلاث دول عربية مختلفة: الأستاذة بدرية تعمري وهى معلمة مبادرة من سوريا، والأستاذ أنور عبد الباقي- مدير تكنولوجيا التعليم في برنامج "غوتا: التعليم فوق الجميع" بدولة قطر، والأستاذ محمد القليصي - معلّم في مدارس الرشيد باليمن. وقدّم الندوة الأستاذ محمود عمرة- عضو الهيئة التأسيسية لمجلة "منهجيات" والمدير العام للأكاديمية العربية الدولية بقطر، وأدارها "عبد الباقي" لاحقًا.

تناولت الندوة المحورين الرئيسين التاليين:

  1. الصعوبات والتحديات التي واجهها المعلمون في سياقات التعليم شديدة المحليّة والصعوبة في وقت الجائحة.
  2. ما قدمه المعلمون من مبادرات حول توظيف التكنولوجيا لإبقاء التعلم قائمًا وقت الجائحة، في ثلاث دول وسياقات تعليمية مختلفة.

 

استهلّ "عبد الباقي" استعراضه للصعوبات والتحديات بقوله: "إن هناك فجوة رقمية عميقة متمثلة بضعف التغذية التقنية الخاصة بالإنترنت والبُنى التحتية الضرورية لدمج التكنولوجيا في التعليم". أيده "القليصي" بقوله إن "اليمن بسبب الوضع الراهن يعاني من ضعف سرعة الانترنت، ومن تقطعه وسوء الخدمة".

ومن التحديات التي واجهها المعلمون، حسب "القليصي" نظرة الأهل "سلبية" عن التكنولوجيا، وانحصارها في اعتبار التكنولوجيا "وسيلة ترفيه وبوابة للانحراف غير الأخلاقي ومضيعة للوقت"، ما وضع على كاهل المعلمين وإدارات المدارس عبءًا إضافيًا في كسر هذا الحاجز النفسيّ مع وعي الأهالي، عبر محاولة إقناعهم بأهمية "التعلّم عن بعد"، وضرورة استخدام الإنترنت ووسائل التواصل المختلفة في وقت الجائحة أكثر من ذي قبل".

 

وبالرغم من تلك التحديات وتكرارها عبر البلدان العربية المختلفة، إلا أن المشاركين أكدوا على قدرتهم على التمسك بمهنيتهم وواجبهم نحو طلابهم في تلك الفترة العصيبة. وبالرغم من أن المدارس الحكومية باليمن، على سبيل المثال، توقفت بشكل كلي أو جزئي بسبب انقطاع الأجور لمدة تزيد عن أربع سنوات، وهجر المعلمون المدارس بحثا عن لقمة العيش، إلا أن أن بعض المعلمين الباقين صمدوا في أداء مهمهتم التربوية، بل وعلاوة على ذلك حرصوا على إبقاء التواصل مع الطلاب عبر مجموعات تم إنشاؤها عبر "الواتس آب"، وتناقلوا عبرها مستجدات المدرسة والواجبات المنزلية، واستخدمها المعلمون بالرغم من انقطاع الكهرباء وسوء خدمة الإنترنت، وفق وصف القليصي.

 

وحوت الندوة قدرا ثريًا من الموارد والمصادر التعليمية التي يمكن للمعلمين في كافة أنحاء الوطن العربي والعالم الرجوع إليها واستخدامها في ما يتعلق بتوظيف التكنولوجيا في الصف الدراسي، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: فصول تجريبية في مواد مختلفة باستخدام فصول جوجل، كما قدمها "القليصي"، ودروس تفاعلية عبر القناة الفضائية والمنصة التربوية التابعة لوزارة التربية السورية كما عرضتها "تعمري". وشاركت "تعمري" مبادرتها الخاصة في شرح "قرص نيوتن، وتجربة انكسار الضوء" وذلك بتنفيذ تجربة افتراضية مع الطلاب باستخدام تكنولوجيا big blue button. وشاركت "تعمري" الحضور تفاعل الشرح باستخدام تلك التقنية، والتي لاقت قبولًا رائعًا من قبل الطلاب حسب وصفها.

 

علاوة على ذلك، شارك "عبد الباقي" بنك الموارد التعليمي غير الإلكترونية الذي أعده برنامج التعليم فوق الجميع. وهو عبارة عن مشاريع تعليمية تفاعلية، يمكن الوصول إليها عبر الانترنت، ويمكن تنزيلها وطباعتها على الأوراق، ومن خلالها يستطيع المعلم أن يعطي توجيهات شفوية للطالب عبر الهاتف عن المهام اليومية لهذه المشاريع، أو أن يقوم المعلمون بإيصال هذه الأوراق لأولياء الأمور، وهذا البنك يغطي آداب اللغة والرياضيات والعلوم والاجتماعيات.