كيفية عمل رياض الأطفال في ظل جائحة الكورونا
كيفية عمل رياض الأطفال في ظل جائحة الكورونا

نظمت منهجيات مطلع تموز 2020 ندوتها السادسة تحت عنوان: "كيفية عمل رياض الأطفال في ظل جائحة الكورونا". أدارت الندوة، سامية بشارة، مديرة مؤسسة ترشيد وعضو الهيئة التأسيسية لمنهجيات. استضافت الندوة أربع خبيرات في مجال التربية والطفولة المبكرة من ثلاث دول عربية: قطر والأردن ومصر. استمرت الندوة مدة ساعة ونصف، وشهدت متابعة وتفاعلًا من الحضور. هدفت الندوة إلى فتح نقاش حول التساؤلات التالية:

 

  1. ماذا تعلّمت المعلمات وبخاصة في مرحلة الروضة من تجربة التعلم عن بعد؟
  2. هل سنستفيد من هذه التجربة في المرحلة الانتقالية؟
  3.  كيف سيكون شكل الروضة في ظل إجراءات الوقاية المطلوبة وما هي خططنا للتعامل مع هذه الإجراءات؟

 

أوضحت "بشارة" أن الحاجة للندوة الحالية ظهرت في ضوء فترة البقاء في المنازل وإغلاق المدارس. قائلة: "فجأة وجدت المعلمات أنفسهن يتعاملن مع الأطفال من وراء شاشة، واجهت المعلمات مأزقًا حقيقيًا حول كيف يمكن استكمال طريقة التعلم باللعب كمدخل مهم في العمل مع الأطفال. كما أن التعلم انتقل للمنزل، فابتعدت المعلمات عن التواصل المباشر مع بيئة التعلم وكذلك الأطفال". أشارت "بشارة" أيضًا إلى أن معلمات الروضة تحديدًا بحاجة لمشاركة التجارب والخبرات حيال تلك الفترة غير المسبوقة.

 

وتوزعت الندوة على محاور عدة أهمها:

 

أولًا: الأسس التربوية الواجب أخذها بعين الاعتبار عند تخطيط وتطبيق التعلم عن بعد في مرحلة الطفولة المبكرة

في مداخلتها حددت الأستاذة غادة معلوف هذه الأسس بالتالي:

  1. أن ينطلق التخطيط من أصوات المتعلمين/ التلاميذ.
  2. اختيار الأنشطة ذات المعنى للطفل وشديدة الصلة بثقافته وبيئته.
  3. لا يزال اللعب أفضل طريقة يتعلم بها الأطفال.
  4. يمكن توظيف كل ما حول الطفل في بيئته للتعلم واللعب، مثل الحيوانات الأليفة على سبيل المثال.
  5. التخطيط مرتبط بالتقييم التكويني.
  6. توثيق تجربة الطفل، أفكاره، مشاعره ضرورة في عملية التعلم.
  7. إدراك أن كلا الطرفين، المعلمة والطفل، في وضع غير عادي، التحديات على الجميع.
  8. استخدام التكنولوجيا بطريقة شمولية وذات صلة بحياة الطفل.

 

ثانيًا: تأملات معلمة في تجربة التعلم عن بعد

أكدت الأستاذة ريم أبو الراغب، اختصاصية الطفولة المبكرة والإرشاد الوالدي، أن التعلم وقت الجائحة لم يقتصر على الأطفال فحسب، فإطراف العملية التعليمية من أهل ومعلمات ومدراء ومشرفات منحتهم الجائحة تأملات تستحق التوقف والكشف. من ناحية أخرى، أوضحت أن عدة تحديات واجهتها أثناء فترة الجائحة، منها:

  1. احتياج الطفل للحركة والتفاعل والجذب، وصار تحقيق ذلك بالغ الصعوبة عبر الشاشات. كما أن بقاء الطفل ساعات طويلة أمام الشاشة يصيبه بالملل، وهو أمر غير مرغوب به في الأساس للطفل.
  2. بيئة التعلم من المنزل شابها الكثير من القلق، كان للأهل دور في تمرير قلقهم حول المرض أو المستقبل إلى أطفالهم.
  3. التكنولوجيا غير متاحة للجميع.
  4. لم يكن لدى المعلم مهارات الوصول للطفل.
  5. التكنولوجيا قد لا تخدم جميع أنواع المتعلمين.

 

وقدمت في مداخلتها ثلاث توصيات رئيسية، هى كالتالي:

  1. الاهتمام بكفايات المتعلم وليس المعلومات، وبخاصة إدارة المشاعر وتنظيمها.
  2. سد الفجوة العمودية عن طريق بدء الدراسة مبكرًا لرسم خريطة أين يقف الأطفل في رحلة تعلمهم.
  3. سد الفجوة الأفقية عن طريق إدراك أن الأطفال بعد فترة الجائحة متفاوتين فيما بنوه من معارف ومهارات.

 

ثالثًا: بناء شراكة حقيقية مع الأهل

وضّحت الأستاذة إيمان حامد عددًا من آليات بناء الشراكة مع الأهل من واقع عملها، مثل: الاستماع إلى وجهة نظر الأمهات والتعاون معهن، تنفيذ أنشطة توعية صحية، تنفيذ إحصائيات مع أسر الأطفال حول أفضل وسائل التواصل، والتواصل الأسبوعي مع الأهل والطفل، ونشر الفيديوهات التي يرسلها الأطفال على صفحة المدرسة على الفيس بوك كنوع من التحفيز للطفل والأم معًا، والتواصل مع مجلس الأباء عبر مجموعة الواتس آب.

 

رابعًا: الأطفال بوصفهم مصممين مشاركين في تخطيط التعلم

شاركت الأستاذة نادين شعار، مشرفة الروضة في الأكاديمية العربية الدولية، تجربة روضة الأكاديمية العربية الدولية في تطبيق الأسس التربوية لتخطيط التعلم وقت الجائحة بقولها: "كان هناك سرعة باتخاذ القرارات من ضمن أفراد الفريق الأكاديمي والفريق الإداري، وكان من شأنها أن تصب في مصلحة الطفل". انعكس ذلك في إعطاء خطط أسبوعية لأولياء الأمور فيها مهام واضحة ومحددة، وتكليف الطفل بمشاريع يقوم بها في المنزل. بالإضافة إلى تعبير الطفل بصوته من خلال فيديو على منصة  Seesaw عن تلك المهمات، وتسجيل فيديوهات من قبل المعلمات حول الكورونا، ومشاركة الأهل في جلسات التعلم عبر الزووم، وأخيرًا استخدام القصص والخيال.

أضافت "شعار" أن هناك عاملين سيحددان سهولة أو صعوبة العودة للمدرسة، ألا وهما: العمر والشخصية وسمات المهارات الاجتماعية لكل منهما. اختتمت "شعار" مداخلتها بتأكيدها على أن الطفل شريكًا رئيسيًا في كل ما منحته التجربة من معطيات، وأن الاستماع لصوته وإعطاء وزن لمشاعره وإتاحة الفرصة للتعبير عن ذلك بالرسم أو الكتابة، أصبح ضرورة وليس رفاهية.

 

خامسًا: الشكل الجديد للروضة

اختصرت الأستاذة ريم أبو الراغب توقعاتها عن الشكل الجديد للروضة بقولها " الطفل وهو يلعب يتعلم فهو لم يتوقف تعلمه في أي وقت من الأوقات، وهو أكثر أطراف العملية التعليمية مرونة، لربما يجب أن نتعلم منه مثل تلك المرونة".

 

أخيرًا، أضافت "حامد" أنه بات مهمًا التخطيط بشكل جيد ومبكر قبل العودة إلى المدرسة. واتفقت معها "شعار" وأعطت مثالًا بتغير شكل مجموعات اللعب لتصبح أصغر، والتخطيط لذلك. وأضافت "حامد" أن تجربة استخدام الاستبيانات وتحليلها سيساعد كثيرًا في مرحلة ما بعد العودة إلى المدرسة.