يونيسف: استمرار إغلاق المدارس لنحو 77 مليون تلميذ بعد 18 شهرًا من الجائحة
يونيسف: استمرار إغلاق المدارس لنحو 77 مليون تلميذ بعد 18 شهرًا من الجائحة
2021/09/20

قالت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة، يونيسف، إنّ العالم يواجه أزمة تعليميّة بسبب جائحة كورونا، التي أدّت إلى تسرّب ما يقرب من 77 مليون طفل من الفصول الدراسيّة خلال الأشهر الثمانيّة عشر الماضية.

ووفقًا لتحليل بيانات محدَّث نشرته يونيسف مؤخّرًا، تُعدُّ بنغلاديش والفليبين وبنما من بين البلدان التي أبقت على إغلاق المدارس لأطول فترة. وإجمالًا، فقد ضاع على ما يقدّر بنحو 131 مليون تلميذ في 11 بلدًا أكثر من ثلاثة أرباع أوقات التعلُّم الوجاهيّ، وما تزال نحو 27% من بلدان العالم تُغلِق أبواب مدارسها بصورةٍ كُلّيّة أو جزئيّة.

وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذيّة ليونيسف: "مع استئناف الدراسة في كثير من بلدان العالم، يتّجه ملايين التلاميذ إلى السنة الدراسيّة الثالثة من دون أن يَخطوا بأقدامهم في قاعات الفصل الدراسيّ. وهذه الخسائر التي يتكبُّدها التلاميذ من جراء عدم الانتظام بالمدرسة لا يُمكن تعويضها مطلقًا".

وبحسب التقرير، قد خلقت إغلاقات المدارس أزمة للأطفال، لكنّها خفيّة عن الأنظار. ففضلًا على تأخّر الأطفال في المسيرة التعليميّة، فات على كثير منهم تناول الوجبات المدرسيّة والحصول على التطعيمات الروتينيّة، وباتوا يعانون العزلة الاجتماعيّة والقلق المتزايد، ويتعرّضون لسوء المعاملة والعنف. وقد أدّى إغلاق المدارس، بالنسبة لبعضهم، إلى التسرّب من الدراسة، والانخراط في عمالة الأطفال، وزواج الأطفال. ولم يتمكّن كثير من أهالي الأطفال من الاستمرار في أعمالهم مع الموازنة بين احتياجات أطفالهم في الرعاية والتعلُّم. وبعضهم فَقَدَ عمله بشكلٍ كاملٍ، وهو ما دفع أُسَرهم إلى براثن الفقر وأوجد أزمة اقتصاديّة أعمق.

وعلى الرغم من أنّ التعلّم عن بُعد كان طوق النجاة للملايين من تلاميذ المدارس، فقد تفاوتت إمكانيّة الوصول إلى هذه التقنيّة وجودة المناهج، حتى في داخل المجتمعات المحلّيّة والمناطق التعليميّة. وقد أظهرت التجربة أن المدارس ليست العامل الرئيسيّ لانتقال المرض، وأنه من الممكن إبقاؤها مفتوحة للتعلّم بالحضور الشخصيّ.

وتحثّ يونيسف الحكومات والسلطات المحلّيّة والإدارات المدرسيّة على إعادة فتح المدارس في أقرب وقت ممكن واتخاذ جميع الخطوات الممكنة للتخفيف من انتقال الفيروس في المدارس. كما تدعو إلى إعطاء الأولوية للمعلّمين للحصول على لقاح كورونا، بعد العاملين الصحيّين في الخطوط الأماميّة والأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر، وإن لم يكن ذلك شرطًا لازمًا لإعادة فتح المدارس، وذلك للمساعدة في حمايتهم من انتقال الفيروس من المجتمعات المحلّيّة.