نسمة عبد المجيد- معلّمة موسيقى- مصر/ قطر
نسمة عبد المجيد- معلّمة موسيقى- مصر/ قطر
2022/09/30

كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترين مستقبل المدرسة كمكانٍ؟

"تعليم دون مدرسة" جُملة أخافت الكثير من الأهالي، خصوصًا خلال جائحة كورونا، ولكن هل نستطيع التأقلم دون مدرسة؟ الإجابة، برأيي، من الممكن أن يتعلّم أي شخص دون مدرسة، إن توفّرت له المصادر والوسائل الميسِّرة للعمليّة التعليميّة. ومن خلال خبرتي في مجال تعليم الموسيقى على نهج البكالوريا الدوليّة، دور المعلّم يتمثّل بتيسير العمليّة التعليميّة، بينما الطالب هو قائد لهذه العمليّة.

ويُمكن للمدرسة مُستقبلًا أن تكون مكانًا للقاء وعرض الأفكار وتبادل الخبرات بين المتعلّمين ذاتهم، من خلال العمل الجماعيّ الذي لا غنى عنه في جميع المجالات.

 

كيف تصفين تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟

كان هناك اشتياق لرؤية وجوه المعلّمين والمتعلّمين، إضافة لحماس الطالب والمعلّم للتحدّي الذي كانا يحاولان التغلّب إليه، وصعب عليهما ذلك خلال مرحلة التعليم عن بُعد. ومن جانب آخر، جاء طلّاب الصفّ الخامس، العام الماضي، بمنتهى الحماس، إذ تخرجوا من الصفّ الخامس وجاهيًّا وليس عن بُعد.

 

اختاري شيئًا واحدًا تودّين تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟

أريد تغيير التعليم التقليديّ في بعض المدارس، فلو كان الأمر بيدي لقمت بتعميم أفكار ومنهاج البكالوريا الدوليّة في تحقيق صوت الطالب وتطبيق الاختلافات في التعليم، فكلّ طالب يختلف عن الآخر، وكل طالب موهوب في منطقة محدّدة، ويجب على عناصر العمليّة التعليميّة محاولة اكتشاف هذه الموهبة.

 

برأيكِ، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟

كما ذكرت في إجابتي عن السؤال السابق أنّ كل طالب موهوب في جانب معيّن، وستساهم الموسيقى والفنون، كوسائل للتعبير عن آراء الطلبة وأفكارهم، بشكلٍ فعّال في تسليط الضوء على موضوعات أو قضايا المُجتمع ومحاولة حلّها. وتُساهم الفنون، كذلك، في توصيل رسالة مُحدّدة للمُجتمع المدرسيّ الداخليّ، أو للمُجتمع بشكله الواسع.

ومن ناحية أُخرى، نُعلّم في مدرستنا دروسًا كثيرة عبر توظيف الموسيقى والفنون في تعليم اللغات والعلوم والرياضيّات، ذلك لتعزيز الفكرة لدى الطالب، فإن تعلّم الطالب القياسات، مثلًا، نسعى لربط القياسات بالموسيقى، وهو كيف أن لكلّ وتر من أوتار الآلات طول وسُمك مُحدّدين، وكلّما حاول العازف تقصير الوتر بأصابعه، ستصبح النغمات أكثرَ حدّة.

 

إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟

تعميم فكرة التقييم الدائم والمستمرّ، فلا ينحصر تقييم المعلّم للطالب في جلسة أو جلستين فقط، لأنّ هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤثّر على أداء الطالب. بشكلٍ شخصيّ، أعتمد، دائمًا، طريقة التشجيع، خصوصًا، مجال الفنون في المرحلة الابتدائيّة، فنواجه طلبة لا يملكون ثقة كافية في موهبتهم، وهذا يؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على تقييم أدائهم إن لم يتلقّوا التشجيع والتوجيه اللازمين.

 

كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟

أرى أن يكون التعليم مرتبطًا بالقضايا الحياتيّة، فمن خلال تخطيط المعلّم للدروس يضع أسئلة مفتوحة للطالب، ليساعده على التفكير ومشاركة الأفكار وإيجاد الحلول للكثير من القضايا، ليصل، بذلك، للفعل الذي يساعد في حلّ هذه القضيّة. هناك مشاركات نقوم بها، في قسم الموسيقى في مدرستنا، عندما يتعلّم الطلّاب عن كيفيّة تأثير وسائل الاعلام على اتخاذ الناس لقرارتهم، فيكون للموسيقى دورًا أساسيًّا في المساهمة في إعلان محدّد مؤلَّف تأليفًا لحنيًّا من قبل الطلّاب، لتعزيز فكرة محدّدة.

 

ما هو التعبير الذي تُحبّين رؤيته على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّين أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟

عندما يأتي طالب من طلّابي ويشكرني على مساعدتي له في إنجاز عرض محدّد، حتى وإن لم يقل شكرًا معلّمتي، تُشعرني ابتسامته بإنجازاته بفرحٍ غامرٍ ورضا، وتشجّعني على الاستمرار بمسيرتي التربويّة بروح نشطة وحماسية أكثر وأكثر.

 

من هو الطالب المُلهم؟

برأيي هو الطالب الموهوب هو القادر على توصيل أفكاره بشكل فنّيّ مميّز، ودائمًا ما يفكّر بطريقة مختلفة ومميّزة، هذا الطالب له القدرة على مساعدة زملائه ومعلّمه للوصول الى أفضل الاقتراحات والأفكار. وكذلك هو الطالب المُنفتح المُنتج للمعرفة، المتحدّث اللَّبق والمسؤول عن أفعاله.

 

كصديقةٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟

من يخطئ يتعلّم ومن لا يخطئ لا يتعلّم. ويجب أن نحاول ونتعلّم من أخطائنا، وأنّنا كمعلّمين نتعلّم أيضًا ما حيينا، لنكمل العمليّة التعليميّة بشكل نافع مفيد للمجتمع.

 

إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختارين؟

سأقوم باستبيان لمعرفة مقترحات وشغف طلّابي، ولكن من الممكن أن أوجّههم لاختيارات مُحدّدة تهدف للإفادة في تعزيز العمليّة التعليميّة حسب المرحلة التعليميّة الخاصّة بهم.