مروان حسن- معلّم مادّتَي الدراسات الاجتماعيّة والتاريخ- مصر
مروان حسن- معلّم مادّتَي الدراسات الاجتماعيّة والتاريخ- مصر
2023/09/28

لو كنت طالبًا اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟

أفضّل التعلّم المدمج، المستند إلى استخدام التقنيّات الرقميّة. كان الاعتماد الكلّيّ على المعلّم فحسب: الوحيد القادر على تزويد المتعلّمين بالمعارف، والمعلومات الأساسيّة. أمّا الآن، فقد تغيّرت طرائق التعلّم، وتطوّرت الأدوات والإمكانيّات عن ذي قبل، تدخّل التقنيّات الرقميّة أتاح سهولة الوصول إلى المعلومات، ولم يعد التعليم معتمدًا كلّيًّا على الحفظ والتلقين، بل الفهم أيضًا.

 

إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟

يمكن تحقيق التوفيق من خلال محاذاة المنهج، إذ يضمن ذلك الترابط والاتّساق بين المعارف، والكفايات الأكاديميّة، والمهارات الاجتماعيّة، وطرائق تدريسها، ومهام التقييم، وأنشطة التعلّم.

 

كيف تحدّد أهمّيّة دورك، معلّمًا، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟

يكمُن دوري كمعلّم في المهام التي تعجز تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ عن القيام بها، ومنها:

- الدور التشجيعيّ، فاستخدام الذكاء الاصطناعيّ يفقد العلاقات الوجدانيّة التي تربط المعلّم بالمتعلّم، فلا ينحصر دور المعلّم في التدريس فحسب، بل في إلهام المتعلّمين، وتشجيعهم، وتوجيههم، وهذا ما يفتقره الذكاء الاصطناعيّ.

- القدوة الحسنة، المعلّم مرشدًا وقدوة يحتذي المتعلّمون بها؛ إذ إنه يساعد المتعلّمين في تكوين منظومتهم القيميّة، وتشكيل هُويّتهم، فلا يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعيّ مصدرًا للقيم الأخلاقيّة.

- القدرة على الإبداع المستمرّ، تستند تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ لخوارزميّات محدّدة بقدر محدود من الإبداع مقارنةً بالمعلّم؛ إذ يُطوّع المعلّم أساليب التدريس المناسبة للمحتوى المقدّم، ويضع خططًا تدريسيّة إبداعيّة، فضلًا عن إشراك المتعلّمين، وخلق بيئة تعليميّة اجتماعيّة إيجابيّة.

 

متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟

يحدث ذلك إذا فُعِّلَ دور المشرف التربويّ، كرفع مستوى الأداء المهنيّ للمعلّمين، وتحسين ممارساتهم، وتجويد مخرجاتهم؛ من خلال تفعيل مجتمعات التعلّم المهنيّ. فكثير من المشرفين التربويّين يواجهون صعوبات (إداريّة/ مهنيّة) تعوّق عملهم، فلا بدّ من وضع مقترحات لحلّ تلك الصعوبات؛ كيّ يتسنى للمشرف التربويّ القيام بعمله على أكمل وجه.

 

ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟

على المعلّم البدء بتهدئة الطلاب قبل حلّ المشكلات، واصطحاب أطراف النزاع إلى خارج الصفّ، ثمّ الفصل بينهم، والتحدّث معهم على حدة، ومعرفة أسباب النزاع، وحثّهم على تحمّل مسؤوليّة أفعالهم. ولا بدّ من تجنّب الغضب أو الاستجابة بطريقة سلطويّة؛ حيث يتصرّف الطلاب عادةً بعدوانيّة استجابة لحالة استثارة أو إنذار بإظهار عدم المرونة وردّة الفعل. على المعلّم معرفة متى يقوم بحلّ النزال بنفسه، أو يحيل الطلّاب إلى مستشاري الطلّاب، والأخصائيّ النفسيّ.

 

هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟

تبقى الأدوات وسائل يمكن تطويعها في العمليّة التعليميّة بشكل إيجابيّ أو سلبيّ، فمع إيجابيّاتها المتمثّلة بسهولة الوصول إلى المعلومات، وتقديم تغذية راجعة للمتعلّم بشكل فوريّ، وتوفير الوقت، وأيضًا حلّ مشكلة تكدّس الفصول، هُناك النقيض، حدود قد تقيّد استخدامها في التدريس، ومنها:

- الاستخدام العشوائيّ؛ إذ تشتّت المتعلّمين عن التركيز على دراستهم، وتعتبر مضيعة للوقت فتحول دون تحقيق الأهداف التربويّة.

- سلبيّة مشاركة المعلّم؛ حيث يتمكّن المتعلّمون من التعامل مع الأدوات التكنولوجيّة بخلاف معلّميهم الذين يفتقرون إلى المهارات التكنولوجيّة.

- برغم وفرة المعلومات وسهول الوصول إليها، إلّا أنّه في بعض الأحيان، قد تكون معلومات مضلّلة أو غير دقيقة.

 

هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟

دعم الوالدين يؤثّر إيجابًا في تعلّم الأبناء، من خلال تشجيعهم ببذل قصارى جهدهم في المذاكرة، وحثّهم على ممارسة هواياتهم، واهتماماتهم، والاستماع إليهم من دون إصدار أحكام، والسعي لفهم ما يعانونه من مشكلات مدرسيّة، وتحدّيات. ويُفضّل التدخّل في المراحل العُمريّة المبكرة؛ كي تتكوّن روابط قويّة بينهم.

 

هل تجد أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟

لا يمكن التخلّي عن الكتاب المدرسيّ، لأنّه أحد أدوات التعلّم الرئيسة، ويعرف باسم "المعلّم الصامت"؛ إذ يمكن الرجوع إليه في أي وقت، فهو أحد ركائز التعليم، ويعتبر المصدر الأوّل للمعلومات ويقدّمها بشرح بسيط، ومنظّم، ومفصّل. كما يمثّل الكتاب قيمة كبيرة، ليس لأنّه يستخدم في الموقف التعليميّ فحسب، بل لأنّه يعزّز الثروة الثقافيّة للمتعلّم أيضًا. فهو مصدر الحاجات العلميّة، والمنهج الحياتيّ، ومن خلالهما يستطيع المتعلّم مواجهة مشكلاته الحياتيّة.

 

كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟

أشارت عديد من الدراسات إلى أن القدرة الاستيعابيّة لعقل المتعلّم تستمرّ 3 إلى 4 ساعات متواصلة. والدوام المدرسيّ اليوميّ لا يخلو من الموادّ التي تحتاج إلى أداء عقليّ، كالموادّ العلميّة (العلوم/ الرياضيّات). لذا، أرى أن تكون مدّة الدوام اليوميّ من 7 إلى 8 ساعات تتخلّلها موادّ تعتمد على الجانب المهاريّ الحركيّ، مثل: (الموسيقى، الألعاب) – إن وجِدت – فضلًا عن الفسحة المدرسيّة.

 

صِف لنا مسار التعليم في مدرستك مُستخدمًا عنوان رواية لذلك، وأخبرنا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.

رواية "عشر سنوات معلّمًا " للتربويّ محمّد بن عبد الله درويش. تتضمّن هذه الرواية صدمة ما يلاقيه خرّيجو كلّيّات التربية خلال العمل في المدارس، واختلاف الواقع التعليميّ عمّا ينبغي أن يكون.