ما أساليب المعاملة الوالديّة الأكثر نجاحًا؟
ما أساليب المعاملة الوالديّة الأكثر نجاحًا؟

تُعدّ تربية الأطفال من أكبر التحدّيات التي يواجهها كلّ أبّ وأمّ، فهي وظيفة لا تشبه سائر الوظائف التي تكون مستعدًّا لها قبل أن تؤدّيها. ومن جهة أخرى، يغفل العديد من الآباء أهمّيّة تخصيص الجهد والوقت الكافيين لتطبيق الأساليب التربويّة المناسبة. دعونا نعرض أهمّ الأساليب التربويّة، وأكثرها نجاحًا في تنشئة الطفل. 

 

ما أهمّيّة دور الوالدين في تطبيق أساليب المعاملة الوالديّة؟ 

الوالدان هما المسؤولان الرئيسان في كلّ مرحلة من مراحل تطوّر طفلهما، والتي تشمل: التطوّر الجسديّ، والتطوّر المعرفيّ، والتطوّر اللغويّ، والتطوّر الشخصيّ، والتطوّر الاجتماعيّ، والتطوّر العاطفيّ. فيعملان على إكساب طفلهما، بشكل مباشر وغير مباشر، الأساس الفكريّ المنسجِم مع مبادئ العائلة والمجتمع.  

 

ما دور الوالدين في كلّ مرحلة من مراحل تطوّر طفلهما؟ 

للوالدين دور تربويّ رئيس في كلّ مرحلة من المراحل المشار إليها سابقًا. تعرّف على دورك في تطبيق أساليب التربية الناجحة في كلّ مرحلة: 

التطوّر الجسديّ

يُقصَد بالتطوّر الجسديّ المرحلة الانتقاليّة، بين الطفولة وسنّ البلوغ، والتغيّرات الجسديّة والهرمونيّة التي تطرأ على الفتى أو الفتاة خلالها. يكمن دور الوالدين هنا في تهيئة طفلهما لهذه المرحلة. وعلى الرغم من تجاهل العديد من الآباء هذه الخطوة، إلّا أنّه من المهمّ جدًّا أن يلازم الآباء أبناءهم، ويجيبوا على جميع تساؤلاتهم، وفق نطاق تربويّ سليم.  

التطوّر المعرفيّ

يشمل تطوّر الطفل المعرفيّ قدرته على التحكّم بمشاعره، واستقباله الأفكار والمعلومات التي يخزّنها كذكريات واعية. يكمن دورك هنا في انتقاء المعلومات التي ترغب بتعليمها طفلك، وإبعاده، قدر المستطاع، عن جميع التأثيرات المحيطة التي من الممكن أن توجّه نظره نحو مصادر المعرفة الهدّامة. 

التطوّر اللغويّ

تعليم طفلك لغته الأم يعزِّز انتماءه وانخراطه في محيطه. لذلك، دورك، مربيًّا، هو أن تعرف جيّدًا كيف تختار الأدوات والتمارين التي يحبّها طفلك لتعزيز لغته، بعيدًا عن تعلّمه الفطريّ لها. ذلك أنّ العائلة حجر أساس في بناء اللغة لدى الطفل منذ الصغر. 

التطوّر الشخصيّ 

تطوّر شخصيّة طفلك عمليّة مستمرّة طوال فترة حياته، لارتباط هذه المرحلة بتطوّره المعرفيّ الملازِم له. تذكّر أنّ أسرة الطفل هي التي تشكّل قوّته النفسيّة، وأفكاره، وسلوكيّاته، وقوّة شخصيّته. ومن الجدير ذكره هنا، أهمّيّة ملازمة الوالدين طفلهما طوال فترة نموّه الشخصيّ، وعدم تركه يصارع اختبارات الحياة ومشكلاتها وحده. 

التطوّر الاجتماعيّ 

يُقصَد بتطوّر طفلك الاجتماعيّ تقيّده بالأخلاق التي تحكم تعاملاته مع أفراد مجتمعه في المناسبات، والأساليب التي يتّخذها لحلّ مشكلاته. يكمن دور الأهل في ذلك بتعريف الطفل بالقيم المجتمعيّة التي تجعله فردًا منخرطًا في مجتمعه منذ الصغر.  

التطوّر العاطفيّ  

تعبير طفلك عن عواطفه المختلفة ما هو إلّا نتاج طريقة تربيتك له، لأنّ العائلة هي المؤسِّس الأول لعواطف الطفل. يتربّى الطفل عادةً على تعلّقه بوالديه، حتّى وإن اشتدّ عوده، يستمدّ منهما كيفيّة التعبير عن شعوره، وإلى من يلجأ عندما يشعر بالغضب أو الحزن أو أيّة مشاعر أخرى. لذلك، في هذه المرحلة بالذات، عليك أن تعلّم طفلك كيف تكون المحبّة الحقيقيّة، بإشعاره بقربك كلّما احتاج إليك. 

 

ما الأساليب الوالديّة الأكثر نجاحًا؟ 

يختلف تطبيق النظريّات التي تتعلّق بتربية الطفل من عائلة إلى أخرى. وإليك أبرز الأساليب الوالديّة الأكثر نجاحًا في تربية الطفل:  

أسلوب الحزم 

يتميّز الأسلوب الحازم بالتركيز على الطفل، وتعليمه كيفيّة تنظيم مشاعره، لأنّ الآباء يتوقّعون مستوى نضج عالٍ من طفلهم، كما لديهم قيود معيّنة على سلوكيّات أبنائهم. لكنّهم، في المقابل، يحرصون على أن يكونوا ملجأ أبنائهم طوال الوقت. 

أسلوب التساهل 

يحاول الآباء المتساهلون أن يخلقوا علاقة صداقة بينهم وأطفالهم، بدلًا من لعب دور المربّين وحسب. يسمحون لأطفالهم أن يتّخذوا قراراتهم بأنفسهم، ويستمعون إلى آرائهم ويناقشونهم كأصدقاء حقيقيّين. الأمر الذي يمنح الأطفال الحرّيّة والمساحة الكافية، ليعبّروا عن أنفسهم بأريحيّة.

التربية المرتكِزة على الطفل 

يرتكز هذا الأسلوب على احتياجات الطفل الخاصّة، ومرافقته في مراحل تطورّه الستّة، بالاعتماد على سدّ فجوة النواقص التي يحتاج إليها، ليكون فردًا فاعلًا في أيّ مجتمع. عليك ابتكار أساليبك الخاصّة خلال مراحل نموّ طفلك، ومحاولتك تطبيق أسلوب التربية الأنجح، ولا سيّما في مجتمع مليء بالقواعد والأسس التي تُلزَم أحيانًا بنقلها إلى طفلك. قد ترى أمامك قائمة كاملة من الأساليب التربويّة الناجحة، إلّا أنّ تطبيقها يعتمد عليك وحدك، وعلى فهمك صغيرك. يُتوقَّع منك أن تنتهج نهجك الخاص في التربية، إذ لا أحد يعرف طفلك أفضل منك.

 

اقرأ أيضًا:

طرق فعّالة لزيادة التركيز عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

ما طرق التشجيع على الدراسة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع

https://arabicpost.net/opinions/2021/08/11/قبل-أن-يشكو-منهم-ما-هو-دور-المجتمع-في-تر/ 

https://www.alzakiya.com/5686/1150  

https://alrai.com/article/435905/أبواب/دور-البيئة-في-تطوير-شخصية-الطفل  

https://arabiaparenting.firstcry.com/articles/100578-التطور-والنمو-الاجتماعي-والعاطفي-عند-الأطفال/  

https://ar.wikipedia.org/wiki/أساليب_التربية