ما طرق التشجيع على الدراسة؟
ما طرق التشجيع على الدراسة؟

يعتمد الأهل اعتمادًا رئيسًا العديد من الطرق التي تُسهِم في التشجيع على الدراسة؛ فمن الشائع أن يفتقر الطفل إلى ما يحفّزه على الدراسة. يعود ذلك أحيانًا إلى أسباب مباشرة؛ مثل الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق والتحدّيات الاجتماعيّة. لكن، في بعض الأحيان، قد لا توجد أسباب مباشرة لذلك، وفي هذه الحالة يكون على الوالدين اتّخاذ العديد من الإجراءات لمساعدة أطفالهما.  

 

التعرّف إلى مشكلة الطفل 

يعدّ التعرّف إلى المشكلة الأساسيّة التي يواجهها الطفل الخطوة الأولى التي يَعتمد عليها تحديد طرق التشجيع على الدراسة. فإذا واجه الطفل مشكلة في المدرسة ولم يرغب ببذل أيّ جهد في الدراسة؛ يكون على الوالدين معرفة العوائق التي يواجهها، والتي تختلف بين طفل وآخر.  

قد ترتبط المشكلات التي تواجه الطفل بصعوبات التعلّم، أو الانتباه، أو بعض التحدّيات الاجتماعيّة التي يواجهها. كما أنّ شخصيّة الطفل من الأمور التي تؤثّر تأثيرًا مباشرًا في إقباله على الدراسة. وبشكل عام، على الوالدين تقديم الدافع الصحيح الذي يبدأ قبل مرحلة الدراسة، ليكون الطفل على دراية بأنّه، في مرحلة معيّنة، سيبدأ بالتعلّم.  

 

هل ترتبط مشكلات الدراسة برفض الذهاب إلى المدرسة؟ 

في بعض الأحيان، يكون على الوالدين اتّخاذ بعض الإجراءات، سواءً أكانت تحفيزًا مرتبطًا بالتشجيع على الدراسة، أم عقوبةً عند إهمالها، أم اتّخاذ إجراءات تترتّب على رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة. في العديد من الحالات ينتج رفض الدراسة عن انزعاج الطفل الشديد من الذهاب إلى المدرسة، أو مغادرة المنزل، وغالبًا ما يؤدّي ذلك إلى تغيّبه عن المدرسة من دون سبب مُبرَّر، أو تظاهره بالمرض للبقاء في المنزل.  

 

طرق التشجيع على الدراسة 

هناك العديد من الطرق التي يمكن اتّباعها في التشجيع على الدراسة. من أهمّها: 

أسلوب التعزيز  

يعدّ استعمال أسلوب التعزيز من أهمّ الأمور التي تشجّع الأطفال على الدراسة، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ العديد من الأهالي يشعرون بالقلق تجاه مكافأة الأطفال على ما يقومون به من عمل جيّد. قد يكون هذا القلق مُبرَّرًا تبريرًا كافيًا؛ إذ من الممكن أن تتحوّل هذه المكافآت إلى أمور لا يمكن التخلّي عنها، ليدرس الطفل. ويعدّ ذلك من سلبيّات هذه الطريقة.  

مقابل ذلك، ثمّة أساليب تساعد على توظيف هذه الطريقة للحصول على نتيجة إيجابيّة. يوجد العديد من وسائل التعزيز التي يمكن الاعتماد عليها؛ مثل المديح والعناق، وهي من الأمور التي يستجيب لها الأطفال في سنّ مبكرة، أي تحت سنّ الخامسة.  

بالإضافة إلى ما سبق، نجد العديد من المختصّين ينصحون بتنظيم نشاطات لمكافأة الطفل، والتي من المحتمل أن يقوم بها الأهل، سواءً درس الطفل أم لم يدرس، ولكن بعد تحديد فترة معيّنة للدراسة؛ مثل أن يقضي نصف ساعة لحلّ بعض الواجبات اليوميّة. تتمثّل هذه الطريقة في بعض الأمور التي يسهل توفيرها من جهة، ويستمتع بها الطفل من جهة أخرى، مثل تناول قطعة من الحلوى. كما ينصح المختصّون بتقسيم الدراسة إلى أجزاء، يتخلّلها فترات من الراحة تكون بمثابة مكافأة عند الانتهاء من كلّ جزء.  

 

مكافأة الجهد وليس النتيجة  

تتمثّل أهمّيّة ذلك في أنّ الاحترام والمكافأة تكمن في ما بذله الطفل من جهد، بغضّ النظر عن النتيجة؛ إذ يساعد ذلك الأطفال على الاستمراريّة عند مواجهة صعوبة ما، وبذل جهد إضافيّ ودائم، فضلًا عن تجربة العديد من الأمور التي لا يكون الأطفال متأكّدين من قدرتهم على النجاح فيها، بالإضافة إلى ما يحقّقونه من استمتاع، وما يطوّرونه في أنفسهم. أمّا النتيجة فقد يكون تحصيلها سهلًا في بعض الأحيان، وبالتالي، قد تنتج المكافأة عليها شعور الأطفال بأنّه لا يترتّب عليهم بذل أيّ جهد.  

 

رؤية الصورة الكاملة  

تمكن مساعدة الأطفال الأكبر سنًّا، والقادرين على فهم العديد من الأمور واستيعابها، في وضع أهداف طويلة المدى وتذكيرهم بها. يعدّ ذلك من طرق التشجيع أو الدعم التي يحتاجون إليها، والتي تساعدهم في المراحل المتقدّمة، عندما يصبحون في المرحلة الثانويّة أو الجامعيّة مثلًا، حيث يذكر بعض المختصّين أنّ ربط الدراسة بأهداف الشخص طويلة المدى، يمكن أن تجعل منها أكثر متعةً وأهميّةً على المستوى الشخصيّ للأطفال.  

 

السماح بالخطأ  

مهما كان المستوى الدراسيّ للطفل، فلا يمكن أن يحصل على العلامة الكاملة في الامتحانات كلّها، أو أن يؤدّي الواجبات المطلوبة تأدية صحيحة دائمًا. من هنا، يحتاج الطفل إلى التشجيع لبذل أفضل ما لديه لتحقيق المطلوب، وعدم الضغط عليه أو لومه وعقابه إن لم يحصل على علامة جيّدة. يُذكَر أنّه في العديد من الأحيان يكون على الطفل تعلّم كيفيّة الاستعداد للدراسة استعدادًا صحيحًا، عندما لا تكون الظروف مساعدة على ذلك.  

 

الحصول على المساعدة الخارجيّة   

قد يؤدّي إصرار الأهل على الأطفال للدراسة إلى توتّر العلاقة بينهم، وفي هذه الحالة يكون من الأفضل الحصول على مساعدة معلّم أو طالب جامعيّ، يدعم الطفل في دراسته مقابل مبلغ ماديّ. ويفضَّل أحيانًا أن يكون قريبًا من عمر الطفل ليتمكّن من التأثير فيه تأثيرًا مناسبًا.  

 

التعاون مع المعلّم  

من أهمّ الأمور التي يمكن التشجيع على الدراسة من خلالها هي التعاون مع المعلّم؛ فمن الممكن أن تكون لديه فكرة جديدة أو مبتكرة تساعد الوالدين على تحفيز الطفل، أو حلّ المشكلة التي يمرّ فيها. وذلك بوضع استراتيجيّة واحدة تشمل المدرسة والمنزل.  

 

التعامل مع رفض الطفل المدرسة  

قد تبوء طرق التشجيع على الدراسة بالفشل، نظرًا إلى رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة. في هذه الحالة، يجب أن يعالج الوالدان المشكلة في بدايتها، ويمكن القيام بذلك وفق خطوتين:  

1. معرفة سبب رفض الطفل 

في البداية، يكون على الوالدين معرفة السبب من وجهة نظر الطفل، ويمكن القيام بذلك بتحديد سبب الرفض وإيجاد الحلّ المناسب. 

- تحديد سبب الرفض  

لمعرفة السبب الرئيس لذلك، يجب القيام بعدّة أمور. من أهمّها:  

  • - الحديث مع الطفل عن المدرسة وسؤاله عن رفضه الذهاب إليها، ومعرفة ما إذا كان يواجه مشكلة مع المعلّم أو الزملاء.  

  • - في حال مواجهة الطفل صعوبة في الحديث عن المشكلة، يمكن أن يطلب الأهل منه تقييم كلّ جزء في اليوم الدراسيّ. وذلك لتحديد المشكلة بمراقبة حديثه وردّة فعله وملامح وجهه.  

  • - تحديد ما إذا كان هناك بعض الظروف المنزليّة التي تجعل الطفل يرفض المغادرة؛ مثل حالة وفاة، أو الانتقال من المنزل، أو قلقه على شخص في المنزل.  

- إيجاد الحلول 

يتمثّل ذلك في الخطوات الآتية:  

  • - مساعدة الطفل على حلّ أيّ مشكلة مرتبطة بمغادرته المنزل أو الذهاب إلى المدرسة، وطرح الحلول الممكنة، واختيار الحلّ الذي يؤدّي إلى أفضل نتيجة.  

  • - إخبار الطفل بالرغبة في الحديث مع المعلّم عن المشكلة.  

  • - التركيز على ذهاب الطفل إلى المدرسة خلال حصوله على المساعدة؛ حيث يبني ذلك ثقته بنفسه، ويساعده على مواصلة الدراسة. كمّا أنه من السهل عليه أن يعود إلى المدرسة في حال لم ينقطع عنها لفترة طويلة. 

2. التعاون مع المدرسة 

من الأمور الأساسيّة التي تساعد الطفل في العودة إلى المدرسة تعاون الأهل مع المعلّم والتحدّث إليه بهذا الشأن. ويشمل ذلك ما يلي:  

  • - الحديث عمّا يواجهه الطفل وسبب رفضه المدرسة، ولا سيّما عندما تنتج المشكلة عن تعرّضه لأمر معيّن داخل الفصل الدراسيّ، مثل التنمّر.  

  • - التعامل مع الأخصائيّ أو المرشد النفسيّ في المدرسة لمساعدة الطفل، والحصول على الأخبار المتّصلة بتقدّم الطفل واحتياجه إلى الدعم.  

  • - التعاون مع المدرسة في حال كان الطفل يواجه صعوبة في التعلّم؛ حيث يؤدّي ذلك إلى رفضه المدرسة والدراسة.   

 

اقرأ أيضًا:

ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال وسُبُل تجنّبها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع