طرق فعّالة لزيادة التركيز عند الأطفال
طرق فعّالة لزيادة التركيز عند الأطفال

يعاني الأطفال بعض المشكلات التي تؤدّي إلى نقص التركيز، أو مواجهة صعوبة في التركيز فترة طويلة. يؤثِّر هذا الضعف في أداء الطفل الدراسيّ، كما يؤثِّر سلبًا في حياته اليوميّة أحيانًا. لذلك، ينبغي على الآباء والمعلّمين معرفة الأسباب التي تؤدّي إلى ضعف التركيز والتعامل معها، بالإضافة إلى اتّباع الطرق الفعّالة التي تساعد الأطفال على زيادة التركيز، لتحسين أدائهم.  

 

أعراض ضعف التركيز عند الأطفال  

يجب على الآباء الانتباه إلى الأعراض التي تدلّ على وجود مشكلة في التركيز عند أطفالهم، لمعرفة سبب ذلك في وقت مبكر، والتعامل معه قبل أن يتطوّر إلى مشكلة أكبر. من هذه الأعراض: عدم القدرة على الجلوس، وسهولة التشتّت، ومواجهة مشكلات في التنظيم. يمكن أن تنشأ بعض السلوكيّات غير المرغوب فيها عند الأطفال، بسبب ضعف التركيز. أبرزها مواجهة مشكلات في تكوين الصداقات، وكثرة التقلّبات في المزاج.  

 

أسباب ضعف التركيز عند الأطفال  

بالإضافة إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى ضعف التركيز عند الأطفال، وأهمّها:  

  • - القلق: يمكن أن يسبِّب القلق العديد من المشكلات للأطفال، مثل مشكلة التشتّت وضعف التركيز. ينتج القلق من عدّة أسباب تتعلّق بالأسرة أو الطفل، كخشية الانفصال عن الأبوين، أو الخوف من الإحراج.  

  • - اضطراب الوسواس القهريّ: يعاني بعض الأطفال من اضطراب الوسواس القهريّ، ما يؤثِّر في جودة الحياة وفي التركيز تأثيرًا كبيرًا، وغالبًا ما يظهر عند الأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائيّة. 

  • - التعرّض إلى صدمة عاطفيّة: يتعرّض الأطفال إلى أعمال العنف أحيانًا، أو يمرّون بتجارب صعبة ومزعجة. يؤثِّر ذلك فيهم تأثيرًا كبيرًا، ويولّد شعورًا بعدم الأمان أحيانًا، وقد يكون سببًا في ضعف القدرة على التركيز.  

  • - تناول الأدوية: توجد العديد من الأدوية التي تؤثِّر في الدماغ، وتتسبّب بضعف التركيز. إذا تناول الأطفال أيًّا من هذه الأدوية، فمن المحتمل ظهور بعض مشكلات التركيز عندهم.  

 

أهمّ طرق زيادة التركيز عند الأطفال  

هناك عدّة طرق فعّالة لزيادة التركيز عند الأطفال، أثبتت قدرتها على ذلك بحسب العديد من الأخصّائيّين والدراسات ذات العلاقة. من هذه الطرق: 

  • - بدء المهمّة مباشرة: تزداد صعوبة تركيز الطفل على المهمّة كلّما تأخّر في البدء بها. لذلك، ينبغي على الآباء والمعلّمين تقسيم المهمّة إلى أجزاء، والبدء بالجزء الأوّل منها مباشرةً؛ حتّى يستطيع الطفل تأديتها بتركيز وبدون صعوبة.  

  • - عدم الإكثار من التوجيهات المتزامنة: يصعب على الأطفال استيعاب عدّة توجيهات متزامنة عند التعرِّض إلى ضعف في التركيز. وعليه، ينبغي طلب توجيه واحد أو توجيهين على الأكثر في الوقت نفسه.  

  • - توفير البيئة المناسبة للطفل: يزداد تركيز بعض الأطفال عند توفير بيئة هادئة، بينما يتحسّن تركيز بعضهم الآخر وسط الضجيج. ومن المفيد هنا سؤال الطفل عن البيئة الأنسب وتوفيرها له، ليُحافَظ على تركيزه.  

  • - الإفادة من استراتيجيّات استعادة التركيز: عندما يذهب عقل الطفل بعيدًا، ويضعف تركيزه أثناء تأدية واجباته؛ من المفيد اعتماد استراتيجيّات استعادة التركيز المناسب، لإيقاف الشرود الذهنيّ عنده.  

  • - ممارسة الألعاب التي تنمّي التركيز: هناك العديد من أنواع الألعاب التي يمكن أن تساعد الأطفال على زيادة مستويات التركيز لديهم، ومنها ألعاب الذاكرة المخصّصة للأطفال، والألغاز.  

  • - تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة: تنخفض مستويات تركيز الأطفال عادةً، عندما يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشة. لذلك، من المحبَّذ تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة، للمحافظة على تركيز الأطفال الذين يعانون من مشكلات التركيز.  

  • - تطوير روتين الواجبات المدرسيّة: ينبغي على الآباء وضع جدول لأطفالهم، يتضمّن وقتًا لحلّ الواجبات المدرسيّة، حيث يساعد الروتين على تقليل مشكلات التركيز مع الوقت. 

  • - الإفادة من عدّاد الوقت: من الأهمّيّة بمكان معرفة الوقت الذي يستطيع الطفل خلاله المحافظة على تركيزه، واستخدام المؤقِّت للقيام بالواجبات خلال فترة زمنيّة مناسبة، ثمّ زيادة المدّة تلقائيًا ليتحسّن تركيز الطفل مع الوقت.  

  • - توفير فترات للراحة: لا بدّ من توفير أوقات يرتاح الطفل فيها، حتّى يستطيع استعادة تركيزه من جديد. يمكن أن تكون الاستراحة لتناول الفاكهة، أو التحدّث مع أفراد العائلة لفترة قصيرة قبل متابعة الواجبات.  

  • - التخلّص من المُشتِّتات: تزداد صعوبة التركيز عند الأطفال في حالة وجود المُشتِّتات الذهنيّة حولهم. لذلك، ينبغي توفير بيئة خالية من المشتّتات، إذا ما أردنا من الطفل تأدية واجباته التي تحتاج إلى تركيز.  

 

إرشادات لمساعدة الطفل على التركيز في التعلّم عن بُعد  

ربّما تزداد مشكلات ضعف التركيز عند الأطفال عندما تُعتمَد أنظمة التعليم عن بُعد. لكن هناك العديد من الإرشادات التي تساعد على زيادة تركيز الأطفال في التعلّم عن بُعد. من أبرزها التخلّص من المُشتتِّات المحيطة، وتقديم التحفيز الإيجابيّ للطفل عندما يقضي الوقت المحدّد لإنجاز الواجبات الدراسيّة، كما يمكن أن يكون التحفيز بوضع نجمة، أو غير ذلك.  

ينبغي على المعلّمين والآباء مراعاة الفروقات العمريّة بين الأطفال، عند تحديد الأوقات التي يقضونها في التعلّم أمام الشاشة. فالأطفال الأكبر سنًّا أكثر قدرةً على البقاء أمام الشاشة، خلافًا للأطفال الصغار. كذلك، يستطيع الآباء تشجيع الطفل على الحركة قبل بدء الدرس، كي لا يحتاج إلى التحرّك أثناء فترة التعليم عن بُعد.  

 

إرشادات لمساعدة الأطفال على التركيز في المدرسة  

على المعلّمين والآباء اتّخاذ العديد من الإجراءات، واتّباع العديد من الاستراتيجيّات، للمحافظة على تركيز الأطفال الذين يعانون من صعوبات التركيز في الفصل الدراسيّ. وفيما يأتي بعض من هذه الإجراءات والاستراتيجيّات:  

  • - جلوس الطفل في مكان مناسب: من المهمّ إجلاس الطفل في مقدّمة الفصل الدراسيّ، لزيادة مستويات تركيزه. ينبغي، كذلك، اختيار طالب هادئ للجلوس بجانبه، حتّى لا يشتّت انتباهه أثناء الدراسة.  

  • - المساعدة الفرديّة: تقع على عاتق المعلّم مسؤوليّة المساعدة الفرديّة مساعدةً مناسبةً للأطفال الذين يعانون من مشكلات في التركيز. وذلك من أجل أن يتمكّنوا من تجاوز هذه المشكلات، أو التعامل معها من دون التأثير في أدائهم الدراسيّ.  

  • - منح الطفل فترة من الراحة: لا تقتصر إرشادات توفير فترات الراحة للطفل على المنزل فحسب، بل ينبغي على المعلّمين كذلك مراعاة توفير فترة راحة للطفل الذي يعاني مشكلة في التركيز، ليتمكّن من استعادة تركيزه من جديد.  

  • - توفير الوقت الإضافيّ وتقليل الواجبات: ينبغي منح الطفل الذي يعاني صعوبة في التركيز مزيدًا من الوقت لإنجاز المهمّات الدراسيّة. كما يجب عدم الإكثار من الواجبات المنزليّة على هذه الفئة من الأطفال. 

 

صعوبة التركيز واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه  

يعدّ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من أكثر الاضطرابات التي تظهر على الشخص في مرحلة الطفولة، وهي من أسباب ضعف التركيز. يَسهُل تشتيت الطفل الذي يعاني هذا الاضطراب مقارنةً بالأطفال الآخرين، ولا توجد أدلّة واضحة حول سبب الإصابة بهذا الاضطراب حتّى الآن، ولكن ثمّة عدة طرق للتعامل معه، أهمّها تناول الأدوية المناسبة بعد استشارة الطبيب.  

 

اقرأ أيضًا:

اضطراب فرط الحركة عند الأطفال وسُبُل تجاوزه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com

كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com

 

المراجع