كيف أدعم طفلي في مواجهة مخاوفه؟
كيف أدعم طفلي في مواجهة مخاوفه؟

العائلة مصدر الأمان الأوّل للطفل. لذلك، يؤثِّر الدعم الأسريّ للطفل في مدى تأثير المخاوف والهواجس النفسيّة في سلوكه ووتيرة تطوّره الشخصيّ وانفتاحه على التجارب، فضلًا عن مدى قدرته على مواجهة التحدّيات عامّةً. فلدعم الطفل العائليّ الأثر البالغ في مدى قدرته على كسر حواجز الخوف ومواجهة التجارب غير المألوفة في حياته مستقبلًا. نتناول في هذا المقال بعض الطرق التربويّة التي تساعد المربّي على العبور بطفله إلى برّ الأمان، من دون أن تكون مخاوفه عائقًا يحول بينه وأحلامه. 

 

ما أكثر الأسباب شيوعًا لخوف الأطفال؟ 

تتعدّد الأسباب التي من شأنها تنمية المخاوف في شخصيّة الطفل، وتختلف من حالة إلى أخرى، ومن ظروف عائليّة واجتماعيّة إلى أخرى. من هنا، تؤدّي البيئة المحيطة بالطفل دورًا رئيسًا في تعزيز ثقته بنفسه أو تحطيمها، لأنّ الأطفال يتأثّرون بحديث الآخرين معهم أو عنهم، ويعتبرونه مصدر شعورهم بالاستحقاق، إن كان إيجابيًّا، أو مثبّطًا القيمة الذاتيّة، إن كان سلبيًّا. إليك بعض الأسباب التي تؤدّي إلى تنامي مخاوف الطفل: 

النقد المستمرّ

كثرة إلقاء اللوم على الطفل ونقد سلوكه نقدًا لاذعًا ومستمرًّا يؤثِّر سلبًا في نفسيّته، ويضعف ثقته بنفسه، ممّا يبني لديه قناعة خاطئة بضعف قدراته وعجزه عن تطويرها، ويجعل صورته الذاتيّة هشّة وضعيفة أمام نفسه. تؤثِّر تلك الانتقادات سلبيًّا في وتيرة نضج الطفل وإقباله على التجربة عامّة، فيُفضِّل بعدها البقاء في منطقة الراحة، بدلًا من المغامرة والتعرّض للفشل الذي يعدّ أكبر مخاوف الطفل الذي يتعرّض للنقد واللوم، لأنّه يعتاد على محاسبة نفسه بقسوة كما يفعل الآخرون، ويسعى إلى الكماليّة ورفض تقبّل الخطأ من نفسه أو الآخرين. 

الفقد  

يعاني الأطفال المتعرّضين للفقد، أيًّا كان نوعه، الخوفَ من تكوين العلاقات. فدائمًا ما يعاني هؤلاء الأطفال التعلّق بالأشياء والأشخاص لخوفهم من الفقدان. من هنا، تؤدِّي صدمة الفقد إلى قلّة شعور الطفل بالأمان، ممّا يصيبه بالهشاشة النفسيّة ويخلّ باتزانه النفسيّ ونضجه العاطفيّ مستقبلًا. ومن الآثار المؤلمة للخوف من الفقد لدى الطفل عدوانيّته أحيانًا ضد الآخرين، خوفًا على ممتلكاته، ويؤدّي خوفه من الارتباط بالأشخاص والأشياء إلى تشييد الحواجز بينه والعالم الخارجيّ.

العنف 

يُعدّ التعرّض للعنف في الطفولة من أكثر الجروح النفسيّة التي تتحوّل إلى مخاوف عميقة في حياة الطفل وتستمرّ معه، فلا يكون من السهل تجاوز تلك الصدمة وإعادة بناء الثقة في الناس مرّة أخرى، ولا سيّما إن كان المُعنِّف فردًا من العائلة أو من المقرّبين، أي ضمن دائرة الأمان التي تُمثِّل مصدر الثقة للطفل. الأمر الذي يعكس العدوانيّة التي تعرّض إليها على سلوكه، ويفقده الثقة في قبول الآخرين وحبّهم.

 

كيف أدعم طفلي في مواجهة مخاوفه؟ 

يتمثّل دورك، كونك أحد الوالدين، في مساعدة طفلك على تطوير المهارات والمرونة اللازمة لمواجهة مخاوفه والتغلّب عليها. إليك أهمّ الطرق التربويّة السليمة لتساعد طفلك على التغلّب على مخاوفه.  

كوّن معه علاقة آمنة 

من أهمّ الطرق التي تساعد طفلك على البوح بمخاوفه ونقاط ضعفه بارتياح، وجود مساحة آمنة بينكما. فعند شعور طفلك بالثقة والأمان يتمكّن من الإفصاح لك عمّا يعانيه من آلام نفسيّة ومخاوف، ممّا يساعدك على تفهّم ردود أفعاله وتصرّفاته ومساعدته على تخطّيها بسهولة. فكلّما اتضحت لديك الصورة استطعت استيعاب الطفل أسرع. 

ادعمه نفسيًّا

للتشجيع والرسائل الإيجابيّة وقع جميل وأثر إيجابيّ في مسامع طفلك. لذا، عليك دعم طفلك نفسيًّا باستمرار، وتسليط الضوء على محاسنه ونقاط قوّته ومواهبه وإقناعه بها، لأنّ تعزيز صورته الذاتيّة الإيجابيّة وثقته بنفسه يؤول، لا محالة، إلى اكتسابه الشجاعة الكافية لهزيمة مخاوفه، وتقبّل أخطائه والعمل على إصلاحها من دون حساسيّة أو هشاشة نفسيّة. 

شجّعه على تكوين صداقات 

دائرة العلاقات وسيلة علاجيّة لا غنى عنها في حياة الطفل، لأنّ الأصدقاء هم الداعم الأوّل للطفل، وأكثر العوامل تأثيرًا في تكوين شخصيّته المستقلّة. فالأطفال يتأثّرون بأقرانهم وبما يجمعهم من تجارب مرتبطة بمرحلتهم العمريّة. وبقدر أهمّيّة العلاقة الأسريّة في تعزيز نقاط القوّة في شخصيّة الطفل، فإنّ تفاعل الطفل الاجتماعيّ مع محيطه، بعيدًا عن عالمه المغلق في المنزل، خطوة مهمّة للغاية في طريق اكتسابه الشجاعة وقوّة الشخصيّة اللازمين لهزيمة المخاوف. 

تقبّل مخاوفه 

شعور الطفل بتقبّل الآخرين له ومحبّتهم غير المشروطة مفتاح أساسيّ لاكتسابه الثقة في قدرته على اجتياز التحدّيات، والخروج عن المألوف من دون الخوف من العواقب، أو التعرّض إلى الرفض أو الفشل.

امنحه الوقت الذي يحتاج إليه

يجب أن يعرف الولدان أنّ خوف الأطفال شعور قويّ جدًّا يستغرق تجاوزه وقتًا. لذلك، دع طفلك يعرف أنّك تؤمن بقدرته على تجاوز مخاوفه مع مرور الوقت. ومن هنا، كن صبورًا معه واستغلّ كلّ تصرّف يؤدّيه لمنحه الثقة بنفسه. قد يحتاج الأطفال، ولا سيّما الصغار منهم، إلى بضع محاولات قبل أن تتحسّن الأمور. لذا، لا تستسلم إذا لم تختفِ مخاوف طفلك بسرعة. 

ضعه في المقدّمة  

ضع طفلك دائمًا في المقدّمة وأشعِره بأنّه سيّد الموقف. قد تبدو هذه الطريقة غير اعتياديّة، ولكنّها تأتي بنتائج إيجابيّة على المدى البعيد. فعند زيارتكم، مثلًا، أحد الأشخاص قدِّمه أولًا وأشعره بأهمّيّته، وعندما يخرج معك دعه يجلس في المقعد الأماميّ للسيّارة. تُعدّ هذه استراتيجيّة نفسيّة تشعره بالأهميّة وتمنحه فرصة الاندماج مع العالم الخارجيّ والتمعّن بتفاصيله.  

 

* * *

تعدّ مساعدة الطفل على التغلّب على مخاوفه عمليّة تدريجيّة تتطلّب بذل جهدٍ لا بأس به من الصبر والتعاطف والتفهّم. يمكنك تمكين طفلك من تطوير المهارات اللازمة لمواجهة مخاوفه، بخلق بيئة داعمة وتقديم التوجيه الصحيح، ليصبح فردًا منفتحًا وواثقًا. وتذكّر أن مخاوف الطفولة هي جزء من النموّ، ودورك، والدًا ووالدة، أو مقدّم رعاية، هو أن تكون لطفلك مصدرًا للراحة والتشجيع طوال الوقت.  

العائلة مصدر الأمان الأوّل للطفل. لذلك، يؤثِّر الدعم الأسريّ للطفل في مدى تأثير المخاوف والهواجس النفسيّة في سلوكه ووتيرة تطوّره الشخصيّ وانفتاحه على التجارب، فضلًا عن مدى قدرته على مواجهة التحدّيات عامّةً. فلدعم الطفل العائليّ الأثر البالغ في مدى قدرته على كسر حواجز الخوف ومواجهة التجارب غير المألوفة في حياته مستقبلًا. نتناول في هذا المقال بعض الطرق التربويّة التي تساعد المربّي على العبور بطفله إلى برّ الأمان، من دون أن تكون مخاوفه عائقًا يحول بينه وأحلامه. 

 

ما أكثر الأسباب شيوعًا لخوف الأطفال؟ 

تتعدّد الأسباب التي من شأنها تنمية المخاوف في شخصيّة الطفل، وتختلف من حالة إلى أخرى، ومن ظروف عائليّة واجتماعيّة إلى أخرى. من هنا، تؤدّي البيئة المحيطة بالطفل دورًا رئيسًا في تعزيز ثقته بنفسه أو تحطيمها، لأنّ الأطفال يتأثّرون بحديث الآخرين معهم أو عنهم، ويعتبرونه مصدر شعورهم بالاستحقاق، إن كان إيجابيًّا، أو مثبّطًا القيمة الذاتيّة، إن كان سلبيًّا. إليك بعض الأسباب التي تؤدّي إلى تنامي مخاوف الطفل: 

النقد المستمرّ

كثرة إلقاء اللوم على الطفل ونقد سلوكه نقدًا لاذعًا ومستمرًّا يؤثِّر سلبًا في نفسيّته، ويضعف ثقته بنفسه، ممّا يبني لديه قناعة خاطئة بضعف قدراته وعجزه عن تطويرها، ويجعل صورته الذاتيّة هشّة وضعيفة أمام نفسه. تؤثِّر تلك الانتقادات سلبيًّا في وتيرة نضج الطفل وإقباله على التجربة عامّة، فيُفضِّل بعدها البقاء في منطقة الراحة، بدلًا من المغامرة والتعرّض للفشل الذي يعدّ أكبر مخاوف الطفل الذي يتعرّض للنقد واللوم، لأنّه يعتاد على محاسبة نفسه بقسوة كما يفعل الآخرون، ويسعى إلى الكماليّة ورفض تقبّل الخطأ من نفسه أو الآخرين. 

الفقد  

يعاني الأطفال المتعرّضين للفقد، أيًّا كان نوعه، الخوفَ من تكوين العلاقات. فدائمًا ما يعاني هؤلاء الأطفال التعلّق بالأشياء والأشخاص لخوفهم من الفقدان. من هنا، تؤدِّي صدمة الفقد إلى قلّة شعور الطفل بالأمان، ممّا يصيبه بالهشاشة النفسيّة ويخلّ باتزانه النفسيّ ونضجه العاطفيّ مستقبلًا. ومن الآثار المؤلمة للخوف من الفقد لدى الطفل عدوانيّته أحيانًا ضد الآخرين، خوفًا على ممتلكاته، ويؤدّي خوفه من الارتباط بالأشخاص والأشياء إلى تشييد الحواجز بينه والعالم الخارجيّ.

العنف 

يُعدّ التعرّض للعنف في الطفولة من أكثر الجروح النفسيّة التي تتحوّل إلى مخاوف عميقة في حياة الطفل وتستمرّ معه، فلا يكون من السهل تجاوز تلك الصدمة وإعادة بناء الثقة في الناس مرّة أخرى، ولا سيّما إن كان المُعنِّف فردًا من العائلة أو من المقرّبين، أي ضمن دائرة الأمان التي تُمثِّل مصدر الثقة للطفل. الأمر الذي يعكس العدوانيّة التي تعرّض إليها على سلوكه، ويفقده الثقة في قبول الآخرين وحبّهم.

 

كيف أدعم طفلي في مواجهة مخاوفه؟ 

يتمثّل دورك، كونك أحد الوالدين، في مساعدة طفلك على تطوير المهارات والمرونة اللازمة لمواجهة مخاوفه والتغلّب عليها. إليك أهمّ الطرق التربويّة السليمة لتساعد طفلك على التغلّب على مخاوفه.  

كوّن معه علاقة آمنة 

من أهمّ الطرق التي تساعد طفلك على البوح بمخاوفه ونقاط ضعفه بارتياح، وجود مساحة آمنة بينكما. فعند شعور طفلك بالثقة والأمان يتمكّن من الإفصاح لك عمّا يعانيه من آلام نفسيّة ومخاوف، ممّا يساعدك على تفهّم ردود أفعاله وتصرّفاته ومساعدته على تخطّيها بسهولة. فكلّما اتضحت لديك الصورة استطعت استيعاب الطفل أسرع. 

ادعمه نفسيًّا

للتشجيع والرسائل الإيجابيّة وقع جميل وأثر إيجابيّ في مسامع طفلك. لذا، عليك دعم طفلك نفسيًّا باستمرار، وتسليط الضوء على محاسنه ونقاط قوّته ومواهبه وإقناعه بها، لأنّ تعزيز صورته الذاتيّة الإيجابيّة وثقته بنفسه يؤول، لا محالة، إلى اكتسابه الشجاعة الكافية لهزيمة مخاوفه، وتقبّل أخطائه والعمل على إصلاحها من دون حساسيّة أو هشاشة نفسيّة. 

شجّعه على تكوين صداقات 

دائرة العلاقات وسيلة علاجيّة لا غنى عنها في حياة الطفل، لأنّ الأصدقاء هم الداعم الأوّل للطفل، وأكثر العوامل تأثيرًا في تكوين شخصيّته المستقلّة. فالأطفال يتأثّرون بأقرانهم وبما يجمعهم من تجارب مرتبطة بمرحلتهم العمريّة. وبقدر أهمّيّة العلاقة الأسريّة في تعزيز نقاط القوّة في شخصيّة الطفل، فإنّ تفاعل الطفل الاجتماعيّ مع محيطه، بعيدًا عن عالمه المغلق في المنزل، خطوة مهمّة للغاية في طريق اكتسابه الشجاعة وقوّة الشخصيّة اللازمين لهزيمة المخاوف. 

تقبّل مخاوفه 

شعور الطفل بتقبّل الآخرين له ومحبّتهم غير المشروطة مفتاح أساسيّ لاكتسابه الثقة في قدرته على اجتياز التحدّيات، والخروج عن المألوف من دون الخوف من العواقب، أو التعرّض إلى الرفض أو الفشل.

امنحه الوقت الذي يحتاج إليه

يجب أن يعرف الولدان أنّ خوف الأطفال شعور قويّ جدًّا يستغرق تجاوزه وقتًا. لذلك، دع طفلك يعرف أنّك تؤمن بقدرته على تجاوز مخاوفه مع مرور الوقت. ومن هنا، كن صبورًا معه واستغلّ كلّ تصرّف يؤدّيه لمنحه الثقة بنفسه. قد يحتاج الأطفال، ولا سيّما الصغار منهم، إلى بضع محاولات قبل أن تتحسّن الأمور. لذا، لا تستسلم إذا لم تختفِ مخاوف طفلك بسرعة. 

ضعه في المقدّمة  

ضع طفلك دائمًا في المقدّمة وأشعِره بأنّه سيّد الموقف. قد تبدو هذه الطريقة غير اعتياديّة، ولكنّها تأتي بنتائج إيجابيّة على المدى البعيد. فعند زيارتكم، مثلًا، أحد الأشخاص قدِّمه أولًا وأشعره بأهمّيّته، وعندما يخرج معك دعه يجلس في المقعد الأماميّ للسيّارة. تُعدّ هذه استراتيجيّة نفسيّة تشعره بالأهميّة وتمنحه فرصة الاندماج مع العالم الخارجيّ والتمعّن بتفاصيله.  

 

* * *

تعدّ مساعدة الطفل على التغلّب على مخاوفه عمليّة تدريجيّة تتطلّب بذل جهدٍ لا بأس به من الصبر والتعاطف والتفهّم. يمكنك تمكين طفلك من تطوير المهارات اللازمة لمواجهة مخاوفه، بخلق بيئة داعمة وتقديم التوجيه الصحيح، ليصبح فردًا منفتحًا وواثقًا. وتذكّر أن مخاوف الطفولة هي جزء من النموّ، ودورك، والدًا ووالدة، أو مقدّم رعاية، هو أن تكون لطفلك مصدرًا للراحة والتشجيع طوال الوقت.  

 

اقرأ أيضًا

صعوبات التعلّم عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

ابني لا يحبّ الدراسة... ماذا أفعل؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع

https://wordfromthebird.blog/the-blog/how-to-deal-with-insecure-child/  

https://www.psychologytoday.com/us/blog/understand-other-people/201507/teenage-insecurities